logo
وفاة طالبين في الكلية العسكرية العراقية تتحول إلى قضية رأي عام

وفاة طالبين في الكلية العسكرية العراقية تتحول إلى قضية رأي عام

الشرق الأوسطمنذ 17 ساعات

في حين شُيِّع، الخميس، طالبا الكلية العسكرية العراقية اللذان توفيا في يومهما الأول، وسط أحاديث متضاربة حول أسلوب التدريب والقسوة، اتخذت الحكومة العراقية إجراءات صارمة بحق المتسببين بذلك، خصوصاً أنَّها تحوَّلت إلى قضية رأي عام.
رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بصفته القائد العام للقوات المسلحة، قرَّر إعفاء آمر الكلية العسكرية، الفريق الركن ناصر الغنام، كما وجَّه بتشكيل مجلس تحقيقي لكشف المقصرين، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
وقال بيان رسمي صادر عن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة صباح النعمان، في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، إن «السوداني أمر بإعفاء كل من رئيس الأكاديمية العسكرية ومعاونه، وعميد الكلية العسكرية الرابعة، وآمر الفوج المختص، وسحب يدهم من العمل».
وأضاف البيان أن السوداني «وجَّه بمنح رتبة ملازم للطالبين المتوفيين، وشدَّد على الالتزام بالتوجيهات السابقة الصادرة عن مكتبه، التي تؤكد أهمية حُسن التعامل مع المتدربين في الكليات والمؤسسات التدريبية والدورات المختلفة».
وجّه رئيس مجلس الوزراء، القائد العام للقوات المسلحة السيد محمد شياع السوداني، بتشكيل مجلس تحقيقي لكشف المُقصّرين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، وذلك على خلفية وفاة طالبين من طلّاب الكلية العسكرية الرابعة في محافظة ذي قار، وتعرّض طلبة آخرين لأعراض مرضية.وأمر سيادته بإعفاء كل... pic.twitter.com/KkiwYbAWV1
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء (@IraqiPMO) May 21, 2025
كما أكد التوجيه، طبقاً للبيان، «ضرورة مراقبة أي مبالغة في تعامل الضباط وضباط الصف مع المتدربين»، محذراً من «تجاوزات قد تصل إلى حد الإضرار الجسدي أو دفع المتدرب للانسحاب والتخلي عن مخرجات الدورة الوظيفية»، ومشدداً على أن «الذات الإنسانية هي الأسمى في الشخصية العراقية التي نتوسم فيها المستقبل».
وكانت وزارة الدفاع العراقية قد أعلنت إقالة عميد الكلية العسكرية الرابعة وآمر الفوج المختص من منصبيهما؛ بسبب تقصير وإهمال أدى إلى إصابة 9 طلاب بوعكة صحية، ما استدعى نقلهم إلى مستشفى الناصرية، بينما تقرَّر تشكيل مجلس تحقيقي للوقوف على ملابسات الحادث.
وكان أكثر من 100 طالب من الدورة الجديدة في الكلية العسكرية بمحافظة ذي قار (350 كيلومتراً جنوب العراق) تعرَّضوا لحالات إغماء خلال عملية الاستقبال، مطلع الأسبوع الحالي؛ بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وزير الدفاع السيد ثابت محمد سعيد العباسي @modministeriq، يأمر بإقالة عميد #الكلية_العسكرية الرابعة، وآمر الفوج المختص من مناصبهم، نتيجة تقصيرهم وإهمالهم، الذي كان سبباً في إصابة (٩) من طلاب الدورة (٨٩) بوعكة صحية، نقلوا على إثرها إلى مستشفى الناصرية.كما وجّه سيادته بتشكيل مجلس... pic.twitter.com/j5y0APPfAu
— وزارة الدفاع العراقية (@modmiliq) May 21, 2025
وطبقاً لمصدر أمني في ذي قار، أكد تسجيل 6 حالات خطرة بين الطلبة المتدربين في اليوم الأول لمباشرتهم التدريب في الكلية العسكرية، توفي اثنان منهم جرى تشييعهما الخميس، مع دعوات بإيقاع أقصى العقوبات بحق الضباط والمنتسبين الذين أجبروا الطلبة الجدد على شرب الماء من حاوية تَبيَّن أن الماء الذي تحتويه لم يكن نظيفاً، الأمر الذي أدى إلى تسمم العشرات منهم ووفاة اثنين.
الخبير الأمني، فاضل أبو رغيف، حمّل آمر الكلية العسكرية والضباط والمنتسبين المشرفين على التدريب مسؤولية هذا «الحادث الذي كان يمكن تلافيه».
أبو رغيف قال، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هؤلاء الطلبة لم يدخلوا بعد ميدان التدريب لكي يُعامَلوا بهذه الطريقة، حيث لا يزالون في مرحلة البدايات مع النظام». وأضاف: «رغم ذلك، فإنهم قد أُجبروا على الوقوف في طوابير، وحمل الحقائب دون إمكانية إنزالها في الشارع، بالإضافة إلى عدم توفر الماء، مما اضطرهم، في هذا الصيف الحار في العراق، إلى شرب الماء من الصهاريج التي تحتوي على كميات مكثفة من الكلور. وقد تُركوا لساعات في العراء دون أي طعام أو ماء، مع تشدد في ساحة العرضات».
وأوضح أبو رغيف: «هناك ضباط ومدربون في هذه الكلية تشدَّدوا على هؤلاء الطلبة القادمين من الحياة المدنية، والذين لم يتعوَّدوا بعد على الحياة العسكرية القاسية، نظراً لأن هؤلاء الضباط والمدربين يخشون من صرامة قائد الكلية العسكرية، الفريق الركن ناصر الغنام، الذي وضع كاميرات مراقبة في ساحات العرضات تراقب من الفجر حتى المساء».
صورة متداولة في «إكس» للطالبين الراحلين
وتابع أبو رغيف قائلاً: «الطلبة الجدد في مثل هذه الكليات يُفترَض أن يُستَقبلوا بتوفير الطعام والماء، وعقد محاضرات لتهدئتهم وتهيئتهم للعالم الجديد الذي يدخلون إليه». وأكد أن «هناك نظرة نمطية خاطئة عن الكلية العسكرية، حيث إنها ليست مكاناً للرعب والقسوة الجسدية؛ فهي تعدّ مصنع الأبطال، ولكن ضمن معايير معروفة في هذا السياق».
إلى ذلك شَكَّلت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي فريقاً برلمانياً لمتابعة حادثة وفاة طالبين، وتَعرُّض آخرين لمضاعفات صحية في الكلية العسكرية الرابعة بمحافظة ذي قار.
A post shared by مجلس النواب العراقي (@parliament_iq)
وذكرت الدائرة الإعلامية للبرلمان، الخميس، أن «اللجنة شكَّلت فريق متابعة برئاسة رئيسها النائب كريم عليوي المحمداوي؛ للوقوف على ملابسات وفاة طالبين، وتعرُّض عدد من زملائهما لمضاعفات صحية خلال استقبال طلبة الدورة 89 في الكلية العسكرية الرابعة بمحافظة ذي قار».
وأضافت أن «الفريق سيعمل على التنسيق مع الجهات المعنية لجمع المعلومات المتعلقة بالحادثة، وتقديم تقرير مفصل يتضمَّن التوصيات اللازمة إلى رئاسة مجلس النواب؛ بهدف اتخاذ الإجراءات المناسبة التي تضمن سلامة الطلبة وتحسين ظروف تدريبهم داخل المؤسسات العسكرية».
وأكدت اللجنة أنها «تتابع تطورات الوضع الصحي للطلبة المصابين، وتولي اهتماماً بالغاً؛ لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رفع العقوبات الأوروبية عن سورية الأسبوع القادم
رفع العقوبات الأوروبية عن سورية الأسبوع القادم

عكاظ

timeمنذ 32 دقائق

  • عكاظ

رفع العقوبات الأوروبية عن سورية الأسبوع القادم

تابعوا عكاظ على تتجه الدول الأوروبية إلى رفع العقوبات المفروضة على سورية الأسبوع القادم، وأفصحت مصادر دبلوماسية غربية أن القرارات القانونية لرفع العقوبات الاقتصادية الأوروبية عن دمشق ستصدر يومي الثلاثاء أو الأربعاء القادمين. وأفادت المصادر بأنه سيتم استحداث آلية عقوبات جديدة تتصل بانتهاكات حقوق الإنسان، على خلفية الأحداث التي وقعت في الساحل السوري مطلع مارس الماضي. وذكرت المصادر أن نتائج التحقيقات الجارية في أحداث الساحل والخطوات التنفيذية التي ستتخذها الحكومة السورية ستكون موضع اختبار. وتحدثت عن إمكانية تفعيل هذه الآلية ضد المسؤولين السوريين إذا لم تتم مساءلة مرتكبي الانتهاكات، بحسب المصادر. وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أعلنت الثلاثاء الماضي أن وزراء خارجية الاتحاد وافقوا على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد منذ عهد الرئيس السوري السابق بشار الأسد. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت أنها تعمل بشكل مكثف لرفع العقوبات عن سورية في أقرب وقت، مؤكدة أن الأمر سيسير بسرعة. وذكرت المتحدثة باسم الخارجية تامي بروس، مساء أمس الخميس، أن رفع العقوبات عن دولة يستغرق وقتاً معيناً حتى عندما تأتي التعليمات من الرئيس، وأن وزارتي الخارجية والخزانة تعملان بشكل مكثف في هذا الصدد. وقالت إن الرئيس دونالد ترمب اتخذ موقفا واضحا بشأن رفع العقوبات عن دمشق، وأن الوقت حان لذلك. وأضافت أن هناك فريقا بدأ العمل على هذه القضية، وأن الأمر سيسير بسرعة. أخبار ذات صلة /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس

دبلوماسيون: رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا الأسبوع المقبل
دبلوماسيون: رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا الأسبوع المقبل

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

دبلوماسيون: رفع العقوبات الأوروبية عن سوريا الأسبوع المقبل

أكدت مصادر دبلوماسية غربية أن القرارات القانونية ل رفع العقوبات الاقتصادية الأوروبية عن سوريا ستصدر الأسبوع المقبل ما بين الثلاثاء والأربعاء، وفق ما نقل مراسل العربية/الحدث، اليوم الجمعة. إلا أنها أضافت أنه سيتم استحداث آلية عقوبات جديدة تتصل بانتهاكات حقوق الإنسان، على خلفية الأحداث التي وقعت في الساحل السوري مطلع مارس الماضي. "أحداث الساحل" فيما أوضح مراسل العربية/الحدث أن نتائج التحقيقات الجارية في أحداث الساحل والخطوات التنفيذية التي ستتخذها الحكومة السورية ستكون موضع اختبار. كما لفت إلى أنه "يمكن تفعيل هذه الآلية ضد المسؤولين السوريين إذا لم تتم مساءلة مرتكبي الانتهاكات"، بحسب ما أوضحت المصادر. وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أعلنت الثلاثاء الماضي (20 مايو) أن وزراء خارجية الاتحاد وافقوا على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة البلاد منذ عهد الرئيس السوري السابق بشار الأسد. ويُعد رفع العقوبات عن البلاد التي مزقتها الحرب على مدى 14 سنة، تطوراً جوهرياً سيمنح الاقتصاد السوري دفعة كبيرة، ويفتح الأسواق ويشجع الاستثمارات الخارجية. لاسيما أن السلطات الجديدة في البلاد سعت منذ وصولها إلى الحكم، إلى دفع عجلة الاقتصاد تمهيدا لبدء مرحلة التعافي وإعادة الإعمار الذي تقدر تكلفته بـ 400 مليار دولار أميركي.

تقرير: سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان يبدأ منتصف الشهر المقبل
تقرير: سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان يبدأ منتصف الشهر المقبل

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

تقرير: سحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان يبدأ منتصف الشهر المقبل

اتفق الجانبان، اللبناني والفلسطيني، الجمعة، على البدء بسحب السلاح من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين منتصف يونيو (حزيران)، بناءً على اتفاق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يجري زيارة رسمية إلى لبنان، حسبما أفاد مصدر حكومي لبناني، وفق تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وقال المصدر للوكالة -طالباً عدم كشف هويته- إنه جرى «الاتفاق على بدء خطة تنفيذية لسحب السلاح من المخيمات، تبدأ منتصف يونيو في مخيمات بيروت، تليها المخيمات الأخرى»، وذلك خلال اجتماع للجنة مشتركة أعلن الطرفان عن تشكيلها الأربعاء. وأعلنت رئاسة الوزراء اللبنانية اليوم عقد الاجتماع الأول للجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في البلاد، بحضور رئيس الوزراء نواف سلام. وقالت رئاسة الوزراء -في بيان على منصة «إكس»- إن سلام أعطى توجيهاته بضرورة الإسراع بالخطوات العملية عبر وضع آلية تنفيذية واضحة، ووفق جدول زمني محدد. وأضاف البيان أن المجتمعين اتفقوا على «إطلاق مسار لتسليم السلاح وفق جدول زمني محدد، مصاحباً ذلك بخطوات عملية لتعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين». بدعوةٍ من رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني، السفير رامز دمشقية، عُقِدَ الاجتماع الأول للجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في #لبنان.حضر رئيس الحكومة الدكتور #نواف_سلام مستهل الاجتماع مرحبا بقرار الرئيس محمود عباس بتسوية مسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات، مشيراً... — رئاسة مجلس الوزراء (@grandserail) May 23, 2025 وكان الرئيسان، اللبناني جوزيف عون والفلسطيني محمود عباس، قد اتفقا الأربعاء الماضي على تشكيل اللجنة المشتركة لمتابعة أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان، والعمل على تحسين الظروف المعيشية للاجئين الفلسطينيين مع الالتزام بالقوانين اللبنانية. وأكد الجانبان في بيان مشترك بعد اجتماع بينهما في بيروت التزامهما «بتوفير الظروف اللازمة، بما يضمن للاجئين الفلسطينيين في لبنان حياة كريمة من دون المساس بحقهم في العودة أو التأثير على هويتهم الوطنية». كما شدّد الطرفان على التزامهما بمبدأ حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية. ووفق البيان المشترك، أبدى الجانب الفلسطيني التزامه بعدم استخدام الأراضي اللبنانية منطلقاً لأي عمليات عسكرية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store