
«قطرة الحياة» مسرحية شعرية للفتيان
د. زياد أبولبنعلى قلّة الذين كتبوا مسرحيات شعرية للأطفال أو الفتيان، تواصل الكتابة بإصدار جديد للدكتور أحمد عرفات حامد الضاوي بعنوان: «قطرة ماء»، وقد صدر عن وزارة الثقافة عام 2022، وسبق أن أصدر الكاتب أحمد الكواملة عدداً من المسرحيات للأطفال ، وأيضاً الكاتب حسن ناجي، كمثالين من بيّن كتّاب أدب الطفل البارزين في الأردن.تتألف مسرحية «قطرة الحياة» من خمسة مشاهد أو خمس لوحات: الغيمة: تستعرض قدرتها على منح المطر، الرياح: تردُّ على الغيمة وتستعرض دورها في تشكيل المطر، الشمس: تستعرض دورها وتردُّ على الغيم والرياح، البحر: يردُّ على الجميع مستعرضاً قدرته على منح المطر للإنسان، الأرض: تتدخل بلغة تصالحية بين الجميع. ومن عناوين المشاهد نستطيع أن نتبيّن المضامين التي تنطوي عليها المسرحية، والتي تكشف عن العنوان الرئيس للمسرحية، ونرى التقاطعات بين عنوان المشاهد، فكلّ منها له دور يكتمل في بعث الحياة على الأرض، التي هي مصدر إلهام للغيمة والرياح والشمس والبحر. فكلّ من هذه العناصر له القدرة الناقص على بعث الحياة، فلا يكتمل إلا بوجود الآخر، ويبدو من اللوحة الأخيرة (الأرض) في المشاهد الخمسة، أن هذه العناصر في خصام فيما بينها، فهذه العناصر لم تدرك أنها مجتمعة هي «قطرة الحياة».تستعرض «الغيمة» قدرتها على منح المطر، ويشي هذا الاستعراض أنها هي الوحيدة في الكون الذي يفرح الإنسان والشجر، ولولاها «لمات الزرع والشجر»، فلا يضاهيها أحد في هذا الكون بما تجود به من عطاء للإنسان والنبات، فيأتيها الردّ القاسي من الرياح، وهي تستعرض قوتها التي لا تقهر، وتهابها القلاع والحصون ويهابها البشر والشجر، وما «الغيمة» إلا ريشة في قبضتها تحملها بخفة من بلدة لبلدة. فيأتي الردّ من «الشمس» على الغيمة والرياح في استعراض مهيب، وتوصيف يستفزّ الغيمة والرياح معاً، فتصف الشمسُ الغيمَ بالغرور ، وتحذر الريح من الثورة، فكلاهما في خدمتها، ويرد «البحر» على الجميع مستعرضاً قدرته على منح المطر للإنسان، فيقول: «تحدّثتم طويلاً عن مآثركم. وبالغتم كثيراً في فضائلكم. نسيتم أنني البحر؟! ومني الماء والقطر؟! وأن الشمس لو سطعت. بلا مائي فلا مطر. وأني مصدر الغيمة. بمائي أصبحتْ ديمة,فجاء الريح يحملها. إلى الآفاق يرسلها. فكفّوا عن تبجحكم. وعن عرض مآثركم.».وهنا تتدخل «الأرض» في حكمة العاقل، ووتذكّرهم بأنهم جميعاً مسخرون في خدمة الإنسان.مسرحية «قطرة الحياة» مسرحية شعرية للفتيان، وهي مسرحية تعليمية أخلاقية، جاءت بلغة لا تستعصي على فهم الصغار، حيث جاء الحوار بلغة إيقاعية غنائية، تتسم بكثافة العبارة، وتترك للطفل رسم مشاهد الطبيعة في خياله الواعي والمدرك لهذا العالم.أصدر الدكتور أحمد عرفات الضاوي أول ما أصدر مجموعة قصصية للفتيان بعنوان «كهف الأرانب» عن رابطة الكتّاب الأردنيين عام 1994، كما أصدر مسرحية شعرية للأطفال بعنوان: «أحلام الطفل العربي» عن وزارة الثقافة عام 2003، وصدرت له عن أمانة عمان الكبرى عام 2003 رواية للفتيان بعنوان: «خذوني إلى السماء». وله مؤلفات في الدراسات الأدبية والسيرة والرواية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الدستور
«قطرة الحياة» مسرحية شعرية للفتيان
د. زياد أبولبنعلى قلّة الذين كتبوا مسرحيات شعرية للأطفال أو الفتيان، تواصل الكتابة بإصدار جديد للدكتور أحمد عرفات حامد الضاوي بعنوان: «قطرة ماء»، وقد صدر عن وزارة الثقافة عام 2022، وسبق أن أصدر الكاتب أحمد الكواملة عدداً من المسرحيات للأطفال ، وأيضاً الكاتب حسن ناجي، كمثالين من بيّن كتّاب أدب الطفل البارزين في الأردن.تتألف مسرحية «قطرة الحياة» من خمسة مشاهد أو خمس لوحات: الغيمة: تستعرض قدرتها على منح المطر، الرياح: تردُّ على الغيمة وتستعرض دورها في تشكيل المطر، الشمس: تستعرض دورها وتردُّ على الغيم والرياح، البحر: يردُّ على الجميع مستعرضاً قدرته على منح المطر للإنسان، الأرض: تتدخل بلغة تصالحية بين الجميع. ومن عناوين المشاهد نستطيع أن نتبيّن المضامين التي تنطوي عليها المسرحية، والتي تكشف عن العنوان الرئيس للمسرحية، ونرى التقاطعات بين عنوان المشاهد، فكلّ منها له دور يكتمل في بعث الحياة على الأرض، التي هي مصدر إلهام للغيمة والرياح والشمس والبحر. فكلّ من هذه العناصر له القدرة الناقص على بعث الحياة، فلا يكتمل إلا بوجود الآخر، ويبدو من اللوحة الأخيرة (الأرض) في المشاهد الخمسة، أن هذه العناصر في خصام فيما بينها، فهذه العناصر لم تدرك أنها مجتمعة هي «قطرة الحياة».تستعرض «الغيمة» قدرتها على منح المطر، ويشي هذا الاستعراض أنها هي الوحيدة في الكون الذي يفرح الإنسان والشجر، ولولاها «لمات الزرع والشجر»، فلا يضاهيها أحد في هذا الكون بما تجود به من عطاء للإنسان والنبات، فيأتيها الردّ القاسي من الرياح، وهي تستعرض قوتها التي لا تقهر، وتهابها القلاع والحصون ويهابها البشر والشجر، وما «الغيمة» إلا ريشة في قبضتها تحملها بخفة من بلدة لبلدة. فيأتي الردّ من «الشمس» على الغيمة والرياح في استعراض مهيب، وتوصيف يستفزّ الغيمة والرياح معاً، فتصف الشمسُ الغيمَ بالغرور ، وتحذر الريح من الثورة، فكلاهما في خدمتها، ويرد «البحر» على الجميع مستعرضاً قدرته على منح المطر للإنسان، فيقول: «تحدّثتم طويلاً عن مآثركم. وبالغتم كثيراً في فضائلكم. نسيتم أنني البحر؟! ومني الماء والقطر؟! وأن الشمس لو سطعت. بلا مائي فلا مطر. وأني مصدر الغيمة. بمائي أصبحتْ ديمة,فجاء الريح يحملها. إلى الآفاق يرسلها. فكفّوا عن تبجحكم. وعن عرض مآثركم.».وهنا تتدخل «الأرض» في حكمة العاقل، ووتذكّرهم بأنهم جميعاً مسخرون في خدمة الإنسان.مسرحية «قطرة الحياة» مسرحية شعرية للفتيان، وهي مسرحية تعليمية أخلاقية، جاءت بلغة لا تستعصي على فهم الصغار، حيث جاء الحوار بلغة إيقاعية غنائية، تتسم بكثافة العبارة، وتترك للطفل رسم مشاهد الطبيعة في خياله الواعي والمدرك لهذا العالم.أصدر الدكتور أحمد عرفات الضاوي أول ما أصدر مجموعة قصصية للفتيان بعنوان «كهف الأرانب» عن رابطة الكتّاب الأردنيين عام 1994، كما أصدر مسرحية شعرية للأطفال بعنوان: «أحلام الطفل العربي» عن وزارة الثقافة عام 2003، وصدرت له عن أمانة عمان الكبرى عام 2003 رواية للفتيان بعنوان: «خذوني إلى السماء». وله مؤلفات في الدراسات الأدبية والسيرة والرواية.


الدستور
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- الدستور
البيت الأدبي للثقافة والفنون ينظم لقاءه الشهري
الزرقاءاستهل مؤسس البيت الأدبي ومديره الأديب أحمد أبو حليوة اللقاء الشهري رقم 245 مطلع نيسان الجاري بالتهنئة بعيد الفطر السعيد، وبالتعزية بشهداء فلسطين وبفقيد الساحة الثقافية الأردنية الأديب محمود أبو عوّاد الرئيس الأسبق لفرع رابطة الكتّاب الأردنيين في مدينة الزرقاء وصاحب الصالون الثقافي المميّز على مدار العامين الماضيين في العاصمة عمّان الذي أشرف على إدارته الأديب جروان المعاني.المشاركات الإبداعية بدأت بالقاص أحمد أبو حليوة الذي قرأ قصة بعنوان (الحرب)، تلته القاصة نور ملحم في قصة (فرحة فرح)، ومن ثم القاصة ربى حسنين التي قرأت قصة حملت عنوان (في الحرب)، ليليها الحكواتي محمود جمعة الذي قدّم حكاية عن (العودة للحياة)، ليستمر اللقاء آخذًا الشكل النثري من خلال الكاتب إبراهيم الشامي في قصة (لعبة البرجيس وأسئلة الأطفال)، لينهض الشعر على يد الشاعر محمد كنعان من خلال ما قدّمه من شعر تحت عنوان (رباعيات كنعانية).وعاد النثر من جديد ليتسيّد المشهد من خلال الكاتب رائد العمارات من خلال نص أدبي له على شكل (رسالة)، تلته القاصة لادياس سرور في قصة (ذات ظلام)، ومن ثم القاص أيمن الوريدات الذي قرأ قصة بعنوان (في بيتنا طفل)، ليليه الروائي معاذ الصالح الذي قدّم مقطعًا من روايته (جلسات مريض نفسي)، في حين حضرت المقالة من خلال الكاتب مهند أبو فلاح الذي قرأ مقالة بعنوان (تقويض الجبهة الداخلية الفلسطينية)، وبدوره شارك الدكتور عبد العزيز هويدي بالحديث عن (مدرس من خان يونس)، ليكون مسك الختام مع القاص ماجد الصالح في قصته (نص كهذا).يذكر أنّ هذا اللقاء استمر لمدة سبع ساعات تخلّلها ساعة فقرة التفاعل الاجتماعي، وهي فقرة من شأنها أن تزيد أواصر المعرفة والتبادل الثقافي بين أبناء وبنات البيت الأدبي للثقافة والفنون الذي يُعنى ببناء الإنسان من نواح أدبية وثقافية واجتماعية عديدة في جو من الألفة والطيبة والاحترام المتبادل.

الدستور
١٧-٠١-٢٠٢٥
- الدستور
قراءات قصصية للزيود وأبو حليوة تتأمل حكايات القرى وتنتصر للمقاومة
الزرقاء أقيمت أمسية قصصية في فرع رابطة الكتّاب الأردنيين في مدينة الزرقاء مساء يوم الثلاثاء الماضي، حيث شارك فيها كل من القاص الدكتور محمد عبد الكريم الزيود والقاص الأستاذ أحمد أبو حليوة، وقدمهما عضو الهيئة الأدارية في فرع الرابطة القاص الدكتور عيسى حدّاد بحضور الرئيس الشاعر مأمون حسن وعدد من أعضاء الهيئة الإدارية والعامة والمهتمين بالشأن الثقافي. استهل القاص الدكتور عيسى حدّاد الأمسية بالترحيب بالحضور والمشاركين مُقدِّمًا للقاص الدكتور محمد عبد الكريم الزيود بقوله: أكاديمي وقاص وروائي، كتب القصة القصيرة مبكرًا من خلال البرنامج الإذاعي « أقلام واعدة «، وشارك في عدة أمسيات قصصية في الجامعات الأردنية والروابط الثقافية وفي المدن الأردنية والمهرجانات المحلية، ونشر بعضها في صحف محلية وعربية، صدرت له مجموعتان قصصيتان: «ضوء جديد» و»وحيدًا كوتر ربابة» ، كما صدرت له رواية «فاطمة» (حكاية البارود والسنابل)، كتب نصوص عدة أفلام قصيرة وطنية ومنها، كذلك أعدّ وقدّم برامج إذاعية في إذاعة القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي، وهو عضو رابطة الكتّاب الأردنيين والاتّحاد العام للكتّاب والأدباء العرب، وقد عمل عضوًا في اللجنة العليا لمشروع مكتبة الأسرة، وحاليًّا هو عضو لجنة المصنفات الخاصة في دائرة المكتبة الوطنية/ وزارة الثقافة الأردنية منذ عام 2023، وهو من مواليد الهاشمية/ الزرقاء، ويحمل درجة الدكتوراة في إدارة الأعمال من جامعة ماليزيا، ويعمل أستاذًا مساعدًا في جامعة الشرق الأوسط في العاصمة عمّان. وقرأ الزيود من مجموعة «وحيدًا كوتر ربابة» قصة «بطل» وهي سيرة شخصية لفتى في القرية يبحث عن البطولة وهو يعبر الأشجار والبساتين ويتابع الحصادين، حيث تنقلنا القصة برواية بطلها لتلك المساحات من الدفء والبساطة والحكايا المخبأة. وأما قصة «مقلوبة» ففيها من أساطير القرى وخرافاتهم الكثير، إذ كيف تمرّ الفتاة ولا تقلب الحذاء، لتصاب بلعنة المبروك الذي تخافه ويعالجها من السحر، وهي خرافات القرى المسكونة في حكايات الناس التي لا تنتهي. في حين جاءت قصة «نسكافيه» رومنسية الطابع لعلاقة حبّ من طرف واحد، يكتب لها الرسائل وهي تقرأ، وتتحضّر لموعد غرامي جديد، وهو ما زال ينتظر عودتها له، هو الأمل الذي يعيش فيه البطل، ما زال يكتب لها، وما زالت تقرأ بلا جواب. في حين تحدّثت قصة «رقصة» عن امرأة غجرية يتابع رقصها بطل القصة متأملًا كلّ الغواية فيها، يدور معها ويقترب منها، تجذبه إليها ليرقص، ويدور معها، لتكون هي حلمًا دائمًا له يأتيه كلّ ليلة لا أكثر. واختتم الزيود قراءته القصصية بقصة «المنتصف وأشياء أخرى» التي فيها طرح أسئلة العلاقات الإنسانية، وأعاد مترادفات المنتصف: نصف صفحة، منتصف الطريق، قهوة وسط، موضّحًا كيف يأخذ التردّد البطل وهو عائد من السفر، إذ يضعه المنتصف بلا قرار وفي منطقة التردد. وقدّم مدير الأمسية القصصية القاص الدكتور عيسى حدّاد القاص الأستاذ أحمد أبو حليوة بقوله: أحمد أبو حليوة قاص أردنيّ الجنسيّة والحياة، فلسطينيّ الأصل والحنين، ولد في العاصمة السّوريّة دمشق عام 1974. عاش طفولته الأولى في مدينة الزّرقاء، وتلقى تعليمه الأساسيّ والثّانويّ في العاصمة عمّان. حصل على شهادة البكالوريوس في اللّغة العربية وآدابها من جامعة دمشق عام 1997، ويعمل منذ ربع قرن معلمًا في وزارة التّربية والتّعليم الأردنيّة. وله ثلاث مجموعات قصصيّة هي: «سعير الشّتات» و»رجل آخر» و»على قيد اللجوء». وهو صاحب صالون أدبيّ أقامه في منزله عام 2004 يُعرف باسم «البيت الأدبيّ للثقافة والفنون»، حيث يُعدّ المؤسّس والمدير له منذ واحد وعشرين عامًا دون انقطاع. هو أيضًا مُحرّر ثلاثة كتب جماعية للبيت الأدبيّ تحمل عنوان اثنا عشر، وقد شارك منذ عام 1994 في مئات الأمسيات القصصيّة والفعاليات الأدبيّة والمهرجانات الثقافيّة. كما قدّم خمسة أعمال مسرحيّة موندراميّة كان المؤلّف والمخرج لها والممثّل الوحيد فيها. وله برنامج أسبوعيّ فيسبوكيّ مباشر من إعداده وتقديمه وإخراجه، أطلقه مطلع عام 2020 بعنوان «سهرة مع أحمد أبو حليوة». وقرأ القاص أبو حليوة من مجموعته القصصية الأولى «سعير الشتات» الصادرة عام 2004 قصة «سعير الشتات» والتي تحدّثت عن فدائي يستعيد ذكريات المقاومة الفلسطينية منذ ثلاثين عامًا وهو ذاهب لملاقاة صديقته الفدائية التي قاسمته بعض الذكريات، معبرًا عن سعير الشتات وألم اللجوء وتعدّده الذي يحياه الإنسان الفلسطيني. كما قرأ قصة ثانية بعنوان «رجل آخر» وهو عنوان المجموعة الثانية التي صدرت له عام 2015، وهذه القصة أخذت بعدًا فلسفيًّا من خلال الحديث عن الاغتراب النفسي والسعي الدؤوب نحو إيجاد الذات عبر البحث عنها هنا وهناك. وأما القصة الثالثة التي قرأها فهي قصة اجتماعية من مجموعته القصصية الثالثة «على قيد اللجوء» قصة «ميسان»، وهي قصة تدور حول فتاة طموحة تستغل جسدها لتحقيق أهدافها في تطورها الوظيفي على حساب القيم والعادات والتقاليد التي تربت عليها وضربت بها عرض الحائط عندما كبرت. ودار حوار قيم بين الحضور والقاصين حول ما جاء في قصصهما من أفكار ورؤى ومفاهيم أثارت بعض الأسئلة لدى الجمهور وكذلك إعجابهم حول ما جاء من جماليات إبداعية في أسلوب القصص التي جاءت متنوعة في مواضيعها وطرق طرحها.