
بعد أحداث الساحل.. حملة إعلامية مضللة تهدف إلى تشويه صورة الإدارة الجديدة في سوريا
شنت فلول النظام السابق يوم الخميس هجوماً منسقاً، يعتبر الأكبر من نوعه منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، استهدف دوريات ونقاط أمنية في المنطقة الساحلية السورية.
وأدّى الهجوم إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوف قوات الأمن.
وبينما بدأت قوات الأمن والجيش عمليات ملاحقة فلول الأسد، بدأت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بنشر مقاطع فيديو وصور تزعم توثيق انتهاكات ارتكبها عناصر الأمن والجيش.
كما تم نشر صور وأسماء بعض الأشخاص الذين زعمت السلطات الجديدة في سوريا مقتلهم خلال الحملة الأمنية ضد فلول الأسد في الساحل السوري.
وعلى الرغم من الانتشار الواسع لمثل هذه المواد على وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الحقيقة ليست دائمًا ما يتم الترويج له.
تناقلت العديد من الصفحات المحرّضة نبأ مقتل الدكتور بسام منير سلوم هو وزوجته وأولاده في بانياس
ليخرج الطبيب وينشر خبر بأنه بخير هو وعائلته pic.twitter.com/80uhJrUnWk
— أرشيف الثورة السورية Syrian Revolution Archive (@syr_rev_archive) March 7, 2025
فبعد عملية بحث وتدقيق أجرتها قناة 'الجزيرة' على بعض الصور والمقاطع، تبيّن أن سياقها غير صحيح. بل إن بعضها كان من مجازر ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري أثناء الثورة.
كذلك، بعض الأشخاص الذين نُشرت صورهم على أنهم قتلى على يد الأمن السوري خرجوا وكذّبوا هذه الادعاءات.
وعلى سبيل المثال، نشرت حسابات صورا لمقتل أطفال قالت إنها من فعل قوات الأمن العام السوري ولكن بعد عملية البحث تبين أن الصور قديمة وتعود لعام 2013 من مجزرة بانياس التي ارتكبها شبيحة الأسد.
"Look at the fabricated reports from the remnants of the former criminal regime, backed by the Iranian axis and Hezbollah's terrorist militias. These individuals [shown in the news] were killed by the Assad regime years ago. They are scrambling to spread lies and disinformation… pic.twitter.com/qdk7Lu2PwV
— Omar Alhariri (@omar_alharir) March 9, 2025
كما نشرت صفحة 'اللاذقية نيوز' على 'فيسبوك' صورة وادّعت أنها توثّق مجازر ارتكبها الأمن السوري والجيش في الساحل، مشيرة إلى سقوط عشرات الشهداء من الأطفال والنساء وكبار السن. ولكن بعد التحقق، ثبت أن الصورة بالفعل من سوريا، لكنها تعود لمجزرة 'الكيماوي' التي ارتكبتها قوات الأسد بحق أهالي الغوطة الشرقية في عام 2013.
اصبحوا صفحات فلول الاسد يسرقون صور شهدائنا الذين استشهدوا بقصف الاسد
تتداول الصفحات مقاطع لمجازر مرتكبة بحق اهل الثورة السورية على يد عصابات الاسد في عام 2014 واتهام الحكومة الجديدة والجيش بارتكابها في اهل الساحل pic.twitter.com/i9vaFrZ2P7
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) March 8, 2025
وانتشرت صورة لطفلة جميلة تحت اسم 'دهب منير علو'، زُعم أنها قتلت مع عائلتها على يد قوات الادارة الجديدة. وبعد عملية البحث التي أجرتها الجزيرة اتضح أن الصورة منشورة منذ سنوات وتعود لطفلة كورية تعمل في عرض أزياء للأطفال.
وفيما يخص الأسماء التي تم نشرها كضحايا قتلوا على يد قوات الأمن العام في سوريا، نشر حساب يُدعى 'أمير' ردا ساخرا على صفحة 'شبكة أخبار ريف اللاذقية'. كانت الصفحة قد كتبت: 'عصابات الجولاني تقتل المدني الكردي فقط لأنه كردي'، وردّ أمير قائلا: 'الله يرحمني ويصبر أهلي، ليش هيك يا عصابات الجولاني؟'، في إشارة إلى أنه لا يزال حيا.
الله يرحمني ويصبر اهلي
ليش هيك يا عصابات الجولاني 🤣🤣
مالقيتوا غيري يا اولاد الشو اسمو pic.twitter.com/Vysarc87Ua
— Ammer (@18_03_2011Sy) March 7, 2025
وعلى ضوء هذا الانتشار الواسع لمواد خارج سياقها، عبّر مغرّدون عن قلقهم من هذه الحملة الإعلامية التي وصفوها بـ'الشرسة'، مشيرين إلى أنها تقودها شخصيات عالمية وعربية وسورية بهدف تشويه الحقيقة حول ما يجري في الساحل السوري.
الصفحات التابعة لفلول الاسد نشرت ع طبيبه سورية وقالت ان الامن العام قتلتها هي واطفالها
لتظهر الطبيبة في فيديو وتكذب الخبر pic.twitter.com/bJNAuLr6Md
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) March 8, 2025
وقال بعضهم إن الحملة تهدف إلى ترويج رواية كاذبة عن إبادة جماعية للمدنيين العزّل، بينما تسعى إلى إنكار نجاح الحكومة الشرعية في التصدي لانقلاب عسكري تم التخطيط له مسبقا، بدعم خارجي واضح.
وحذّر مدوّنون من خطورة هذه الحملات التي قد تخدع الرأي العام، مشددين على ضرورة طلب الدليل قبل تصديق أي رواية.
وفي السياق نفسه، أكدت وكالة الأنباء السورية أن وزارة الدفاع شكّلت لجنة طارئة لرصد المخالفات وإحالة من تجاوز تعليمات القيادة خلال العمليات العسكرية والأمنية الأخيرة إلى المحكمة العسكرية.
ويأتي هذا في ظل تقارير عن إغلاق الطرق المؤدية إلى الساحل السوري، وسط أنباء عن قيام مسلحين غير نظاميين، قدموا من مناطق عدة، بقتل عشرات المدنيين من الأقلية العلوية ردا على مقتل عناصر أمن تابعين للحكومة خلال الهجمات الأخيرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
مسؤول إسرائيلي للعربية: الشرع قدم لفتات حسين نية سنقابلها بالمثل
أعلن مسؤول إسرائيلي لـ"العربية/الحدث"، أن اللقاءات التي جرت مع ممثلي الإدارة السورية الجديدة برعاية تركيا، كانت "إيجابية". وذكر أن الإدارة السورية قدمت لفتات حسن نية تجاه إسرائيل، وأن الأخيرة ستقابلها بالمثل. "سيتغير الوضع في المنطقة" كما شدد على أن سوريا دولة مهمة، وأن دخولها في "اتفاقيات أبراهام" سيغير الوضع في المنطقة. وأكد على أن إسرائيل تراقب عن كثب الوضع في سوريا، وأنها لن تقبل الوضع الذي كان في عهد النظام السابق. أما عن الحدود السورية اللبنانية، فرأى أنها بحاجة لضبط أكثر، موضحا أن إسرائيل تسهم في منع تهريب السلاح والمخدرات. وشدد على أنها لا تدعم جيشاً أو جهة هناك، بل تتعامل مع الإدارة السورية الحالية كحكومة سيادية. أيضا لفت إلى أن إسرائيل أوضحت للدروز أنها لن تقبل بالمساس بهم، لكن عليهم التفاهم مع إدارة الرئيس الحالي أحمد الشرع. في سياق متصل، أوضح أن الولايات المتحدة الأميركية تريد نجاح إدارة الشرع، وتقوم بخطوات عملية تجاهها، مشيرا إلى أن واشنطن عملت لإنجاح اتفاق إسرائيل مع تركيا وطلبت عدم تجاوز المناطق التي تتمركز فيها القوات الإسرائيلية حتى اتضاح الأمور. الأسد حاول إبرام اتفاق أيضاً كشف عن أن نظام الأسد حاول في أيامه الأخيرة إبرام اتفاق سلام مع إسرائيل عبر الروس، ورفضته. أما عن استعادة أرشيف الجاسوس، إيلي كوهين، فرأى أنها خطوة مهمة جدا، موضحا أن إسرائيل تسعى للعثور على رفاته واستعادتها بشتى الطرق والوسائل. يذكر أنه منذ ديسمبر الماضي، وسقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، شنت إسرائيل عشرات الغارات مستهدفة قواعد عسكرية جوية وبحرية وبرية للجيش. كما توغلت قواتها إلى المنطقة العازلة وتوسعت في مرتفعات الجولان المحتلة وجبل الشيخ، ومناطق أخرى في الجنوب السوري. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

المدن
منذ 21 ساعات
- المدن
الأمن السوري يعتقل خالد العبود: "الحياة بلا مربّعات"
في مشهد نال تفاعلاً كبيراً في وسائل التواصل الاجتماعي، ألقى الأمن السوري القبض على عضو مجلس الشعب السابق خالد العبود من منزله في محافظة درعا، من دون صدور أي بيان رسمي يوضح أسباب الاعتقال. وسرعان ما تحوّل الخبر إلى مناسبة لاستحضار أرشيف العبود الحافل بالتصريحات المثيرة للجدل، والتي اعتُبرت من أكثر نماذج "التطبيل السياسي" لنظام الأسد تداولاً في الإعلام الرسمي. ويعد العبود، صاحب نظرية "المربعات" و"الحرارة الجغرافية"، من أكثر الشخصيات إثارة للسخرية في مرحلة ما قبل سقوط النظام، حيث لمع نجمه كأحد أبرز المدافعين الكوميديين عن بشار الأسد، وكان من الوجوه الإعلامية الدائمة في القنوات الرسمية، لا سيما خلال سنوات الحرب، فأطلق سلسلة من التصريحات التي تحوّلت لاحقاً إلى "إفيهات" ساخرة متداولة. وخالد العبود من مواليد محافظة درعا، برز في المشهد السياسي كعضو في مجلس الشعب لدورات عديدة، وممثلاً لحزب "الوحدويين الاشتراكيين"، لكنه اشتهر أكثر من خلال ظهوره الإعلامي، حيث صاغ ما يُعرف بـ"نظرية المربعات الجيوسياسية"، والتي وصف من خلالها الصراع السوري بمجموعة مربعات متداخلة بين "المربّع الروسي" و"المربّع الأميركي" و"المربّع الإيراني"، في سردية بدت للبعض أقرب إلى لوح شطرنج سوري بلا نهاية. وتحول العبود إلى مادة دسمة للتندر في الأوساط الشعبية، خصوصاً بعد جملته الشهيرة: "واحد، تنين، تلاتة… قلّو اتكلوا على الله، روحوا"، التي قالها في أحد اللقاءات التلفزيونية لتفسير تدخل الروس في سوريا، وسرعان ما أصبحت هذه العبارة نموذجاً للخطاب التلقيني، وتحولت إلى ملصق رائج، أبرزها منشور ساخر بعد اعتقاله يقول: "واحد، تنين، تلاتة… قلّو عفطوه!" وكان العبود من آخر من رفضوا الاعتراف بسقوط النظام. في مقابلة متأخرة في قناة "الإخبارية"، قال بثقة مفرطة: "لا يمكن لأحد أن يسقط الأسد، بل الأسد هو من يسقط الجغرافيا!". لكن الجغرافيا تغيّرت، والعبود اليوم في قبضة الأمن الذي لطالما دافع عن سياساته و"مربّعاته". وما إن انتشر خبر اعتقاله، حتى اجتاحت مواقع التواصل منشورات ساخرة مثل "الحرية لخالد العبود… لا حياة بدون مربعات"، و"رجعوا المربعات قبل ما تنهار الجغرافيا!"، و"الروس جابوه… بس الأمن عفطوه"، وكتب أحد الناشطين: "أخيراً سقط آخر مربعات التنظير السوري، باقي يعتقلوا نظرية المؤامرة".


ليبانون 24
منذ يوم واحد
- ليبانون 24
هكذا تعمل إسرائيل على إبعاد أهالي الجنوب عن قراهم
ذكر موقع " الجزيرة"، أنّ الجيش الإسرائيليّ أشعل بعشرات القنابل الفوسفورية الحارقة وباعتداءين منفصلين خلال أقل من 48 ساعة، بساتين الزيتون في بلدة مركبا - قضاء مرجعيون في جنوب لبنان. وعمل حسن منذر مع رجال الإطفاء على إخماد النيران، وأكد أن الجيش الإسرائيلي تعمد إحراق هذه البساتين الناجية من الحرب، حيث أتت النيران على الأشجار المعمّرة من زيتون وسنديان، واختنقت المنطقة برائحة المواد الفوسفورية المؤذية. من جانبها، وثقت "جمعية الجنوبيين الخضر" الناشطة بيئيا هذا الاعتداء بالصور، ويؤكد رئيسها هشام يونس أن أهمية التوثيق تكمن في أنها تفضح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل ، وكذلك تشكل مادة أساسية لمتابعة المسار القانوني، سواء برفع دعاوى أو تقديم تقارير إلى الجهات المحلية والدولية كالأمم المتحدة والهيئات البيئية والمنظمات الحقوقية. ويقول يونس إن العودة إلى استخدام الفوسفور الأبيض ليست حدثا عرضيا، خاصة أنه الاستهداف الثاني في أقل من 48 ساعة، بل يعبّر عن إستراتيجية ممنهجة تعتمدها إسرائيل لجعل المناطق الحدودية "ميتة" تُمنع فيها العودة، ويصبح البقاء فيها صعبا إن لم يكن مستحيلا. ويُضيف أنّ هذا التصعيد يكشف بوضوح أن إسرائيل كانت ولا تزال تستخدم الإبادة البيئية والزراعية وسيلة ضغط ممنهجة، من خلال القصف المتكرر بالقذائف الفوسفورية. وينوه إلى أن إسرائيل لا تكتفي بحرق المحاصيل وتلويث الأراضي الزراعية وتحويلها إلى بيئات غير صالحة للحياة أو الإنتاج، بل أيضا تُوجّه سلاحا حارقا وكيميائيا قاتلا، مهددة بذلك حياة الأهالي الصامدين أو الذين يستعدون للعودة إلى أرضهم. وطالب الدولة اللبنانية بالتحرك بفاعلية أكبر لمواجهة هذه الاعتداءات المتواصلة، التي تُشكل "خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني، وتهديدا مباشرا لحق الأهالي في الأرض والحياة". من جهته ، يؤكد حسن منذر أنه تعرض وعشرات الشبان في بلدته مركبا لهجوم من مسيّرة إسرائيلية رمت عليهم قنبلة متفجرة أدت إلى إصابة ابنه وابن عمه بجروح، وأن إسرائيل عمدت عدة مرات إلى رمي قنابل صوتية على تجمعات للمواطنين، ويضيف: "يريدون من هذه الاعتداءات ترويع الناس وإرغامهم على الخروج من البلدة، ولكن هذا لن يثنينا عن العودة إلى ديارنا حتى إن كانت مدمرة". بدوره، يؤكد خضر شيت، ابن بلدة كفركلا مشاهدته لجنود إسرائيليين وهم يطلقون النار قبل أيام قليلة على رجل أعزل كان واقفا أمام سيارته في البلدة، مما أدى إلى إصابته بشكل مباشر في كتفه، وحالته اليوم مستقرة. ويتابع: "منذ بضعة أيام ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة مسمارية على عائلة كانت تتفقد منزلها المدمر، والحمد لله لم يُصب أحد بأذى، وكذلك ترمي المسيّرات القنابل الصوتية على الناس بشكل مستمر ومتكرر وفي مناطق متفرقة من البلدة والبلدات المحيطة بها، في محاولة لمنع الناس من الوصول إلى أرضها وأرزاقها، وخلق حالة من الرعب لدفعهم إلى المغادرة". (الجزيرة)