logo

بفقد عميق ومحبّات لا تُنسى تنعي 'حنان مطاوع' وفاة الراحلة 'سميحة أيوب'

الصباح العربيمنذ 2 أيام

عبر كلماتٍ يملؤها الأسى، ودّعت الفنانة حنان مطاوع، من خلال حسابها على "إنستجرام"، قامةً مسرحيةً لا تتكرر، هي سميحة أيوب، التي توفَّت عن عمر 93 عامًا، ووصفتها بأنها سيدة الخشبة الأولى، التي نقشت اسمها في ذاكرة الفن بإرثٍ لا يبهت ولا يُنسى.
توفيت سميحة أيوب في شقتها بحي الزمالك، حيث لا يزال جثمانها بانتظار وصول نجلها، وتم تأكيد هذا الخبر من خلال منير مكرم، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية.
كانت الراحلة واحدة من عمالقة المسرح العربي، شاركت في أكثر من 170 مسرحية بارزة مثل "رابعة العدوية" و"دائرة الطباشير القوقازية"، إضافة إلى أكثر من 44 فيلمًا منذ بدايتها في 1947 بفيلم "المتشردة".
وُلدت في 8 مارس 1932 بحي شبرا، حيث شرعت في رحلة الفن باكرًا، متعلمة في المعهد العالي للتمثيل تحت رعاية الفنان زكي طليمات، حاملة شعار الإبداع والفن بأسمى معاني التميّز والتاريخ.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سميحة أيوب
سميحة أيوب

الدستور

timeمنذ 20 دقائق

  • الدستور

سميحة أيوب

«إيزيس المسرح المصرى»، هكذا كنت أُطلِق على سميحة أيوب. كنت أرى فيها الكثير من روح المعبودة المصرية القديمة «إيزيس»، كانت إيزيس هى «الست» بكل معانى الكلمة فى العامية المصرية، وكذلك سميحة أيوب: الجمال والبهاء، «الست» القادرة على الوصول إلى أهدافها، وكذلك «الست» رمز الأنوثة المتحقِقة. رأيت سميحة أيوب لأول مرة- وجهًا لوجه- وأنا طالب فى الجامعة، كان لى زميل يعمل والده فى إدارة المسرح القومى، وقدم لنا دعوة لحضور مسرحية. فى تلك الليلة رأيت سميحة أيوب؛ إذ كانت تشغل فى ذلك الوقت منصب مدير المسرح القومى. دخلت سميحة إلى الساحة الخارجية للمسرح، وهرع الجميع لاستقبالها. شد انتباهى بقوة قامتها الشامخة، وخطواتها الواثقة، وجمالها المهيب، وعينيها اللتين تخترقان القلوب والعقول معًا. رأيت احترام الجميع لها، ورأيتها تصدر التعليمات، ويسرع الجميع لتنفيذها. وبفضول المؤرخ- وكنت لا أزال طالبًا- وجدتنى أسأل والد صديقى عن هذه الحالة التى أراها؛ كيف تستطيع سميحة أيوب إدارة كل هؤلاء البشر، والمسرح القومى بكل تعقيداته؟ أجابنى الرجل مبتسمًا: إنها الجنرال! نحن نُطلِق عليها هنا «الجنرال». المرة الثانية التى أرى فيها سميحة أيوب- وجهًا لوجه- كانت أثناء عملى فى المجلس الأعلى للثقافة، كانت سميحة قد تخطت الثمانين، ولكنى أشهد أنها استمرت فى الحفاظ على جمالها المهيب. لم تكن تحضر اجتماع لجنة، أو احتفالية ما، إلا وهى فى كامل أناقتها، وكانت تُجيد اختيار المكياج المناسب لها. واكتشفت جانبًا آخر فى شخصيتها، على عكس وجه الجنرال السابق الإشارة إليه، اكتشفت تمتعها بروح السخرية والدعابة، وحب الحياة، ولم يغب الطابع الأنثوى عن عينيها وابتسامتها الشهيرة. وأتذكر لها موقفًا لا أستطيع نسيانه؛ كانت سميحة أيوب عضوًا فى لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، وكان هناك خلاف حاد بين أعضاء اللجنة حول الموقف من مهرجان المسرح التجريبى: نصف أعضاء اللجنة وهم كبار المسرحيين، سنًا وخبرة، ضد إقامة مهرجان المسرح التجريبى، بل ووصفه بعضهم بأنه «مسرح الشواذ»! والنصف الآخر من أعضاء اللجنة، وهم من شباب المسرحيين، من أنصار المسرح التجريبى، وضرورة إقامة المهرجان. المثير فى الأمر هو انحياز سميحة أيوب- وقد تخطت الثمانين من عمرها- إلى جانب شباب المسرحيين، وإصرارها على إقامة المهرجان. واحتد النقاش فى ذلك الشأن بينها وبين الفنان الكبير جلال الشرقاوى- رحمهما الله- ومرت لحظة كانت من أصعب اللحظات بالنسبة لى: ماذا أفعل؟ بالنسبة لى سميحة أيوب وجلال الشرقاوى، من عمالقة المسرح والتمثيل، كنت أشاهدهما وأنا طفل جالس على «الكنبة» أمام شاشة التليفزيون فى بيتنا، فماذا أفعل الآن وأنا أمين المجلس؟! هنا تدخلت بحزم طالبًا وقف السِجال والحدة فى الحديث، واللجوء إلى التصويت، وأشهد أن سميحة أيوب احترمت هذا الموقف. وفى النهاية مال الأمر إلى كفة إقامة المهرجان، مع القيام ببعض التعديلات الطفيفة. إنها سميحة أيوب، التى شاهدتها وأنا طفل صغير، على شاشة التليفزيون، فى فيلم «شاطئ الغرام»، الفتاة الصغيرة التى تعشق الكاميرا عينيها، وتشد انتباه المشاهد وتجعله يسأل: من هى هذه الفتاة ذات العيون الساحرة، والصوت الرنَّان؟ المثير أنه بعد اهتمامى بتاريخ السينما، اكتشفت أنها قامت بتأدية دورها فى هذا الفيلم، وهى فى الثامنة عشرة من عمرها! سميحة أيوب المولودة عام ١٩٣٢، هى بنت شبرا، حىّ الفن والفنانين، حىّ مسارح روض الفرج، واستديوهات السينما، ودور العرض الشهيرة، حىّ المصريين والأجانب، واكبت لحظات ذروة السينما المصرية، ونهضة مسرح الستينيات، وظلت حتى آخر عمرها نموذجًا لإيزيس: «البهاء والجمال».

«سميحة أيوب»... عِناقٌ أخير .. بقلم فاطمة ناعوت
«سميحة أيوب»... عِناقٌ أخير .. بقلم فاطمة ناعوت

الاقباط اليوم

timeمنذ 31 دقائق

  • الاقباط اليوم

«سميحة أيوب»... عِناقٌ أخير .. بقلم فاطمة ناعوت

بقلم فاطمة ناعوت عانقتْ نجلى عُمر فى دار الأوبر المصرية، ثم عانقتنى وهمستْ فى أذنى: فين عمر؟!، فظننتُ أن الزحامَ حولها جعلها لا تنتبه لوجوده. أشرتُ إليه وقلتُ: عمر أهو! فأشرقتْ ابتسامتُها وقالت: منا عارفة.. فين بقى عمر؟! وديتى الواد فين؟! هنا فطنتُ إلى دعابتها الأنيقة. كانت تقصد أن ابنى فقد الكثير من الوزن عن آخر لقاء جمعنا بها. فضحكتُ وقلتُ: أنا زى أى أمّ أصيلة.. باجوّع عيالى! فضغطت على يدى وهمستْ: كفاية كده.. الولد بقى ممتاز وجسمه رياضى كفاية تجويع.. يا عمر.. كُلْ ولا يهمك!، ثم حضنتنى من جديد وقالت لى: برافو عليكى عملتى معجزة، عمر بقى يتفاعل مع الناس تمام... شاطرة! ولم أدرِ يومَها أنه العناقُ الأخير الذى تغمرنى به بحنوِّها الهادر، قبل أن تتركنا وتمضى. رحلتِ الجميلةُ إلى حيث يرحل الرائعون ليسكبوا جمالَهم أمام عرش الرحمن، علّ زهرةً جديدةً تنمو فى فردوس الله. أغمضت سيدة المسرح العربى عينيها، وأُسدل الستارُ على فصل أخير من فصول فنٍ رفيعٍ، وموهبةٍ أصيلة، وصوتٍ مازال يرنُّ صداه فى ذاكرة خشبات المسرح العربى. سميحة أيوب لم تكن مجرد فنانة قديرة وموسوعة ثقافية، بل كانت أيقونةً فنية وفكرية تُمثّلُ جيلاً مشبَّعًا بالوعى والأصالة، بالصلابة والوهج، فى زمنٍ غنى كانت فيه الفنونُ مرآةً صادقة للمجتمع، وصوتَه الأصدق، ومُحفّزه النشط للتغير نحو الأفضل. حين كتبتُ عنها من قبل، لم أكن أكتب عن فنانة عظيمة تؤدى دورًا ثم تغادر الخشبة، بل عن امرأة تحمل المسرح فى وريدها، وتحمل الوطن فى قلبها، وتُجيد أن تكون أمًّا للفن كما كانت أمًّا للأمل، وقِبلةً للحالمين بعالم يكسوه الجمال. لم تخُن يومًا مكانتَها الرفيعة ولم تَهُن. لم تسِفّ يومًا حين حان زمنُ الإسفاف كما فعل كثيرون مُواكبةً للسائد الهابط. لم تتنازل عن علوّ قامةٍ صنعتها بالحفر فى الصخر، وبالوقوف كما النخيل، الذى لا ينحنى للرياح مهما عتت. حتى حين خرجت عن مألوفها وأدّت فيلمًا كوميديًّا تيتا رهيبة، أضحكتنا بشموخها وعزّتها، فطفرتِ الكوميديا من كبرياءٍ أرستقراطى يواجه فوضى الانفتاح. لم يكن ما وهبته سميحة أيوب من عُمرها المديد للمسرح محضَ مسيرة شاقّة وجادّة، بل كان جهادًا ناعمًا وأنيقًا فى وجه القبح، ومقاومة ثقافية صلبة فى وجه الغياب والتيه. كانت تدركُ أن الفنَّ ليس زينةً ولا ترفًا، بل فعلُ بقاء، وأن العروضَ المسرحية ليست للفرجة، بل للإنقاذ. قالت مرة: أنا لا أؤدى الدور، أنا أعيشُه وربما كانت تلك جملتها المفتاحية للحياة كلها. عاشت كل شىء بـ كُلِّها. لم تكن ممثلة فى الحياة. بل كانت هى. سميحة أيوب ابنةُ الزمن الثقيل الذى لم يُهدِ النساءَ إلا القليل. لكنها نحتت لنفسها مكانةً بأظافر الإرادة والموهبة، لتُغدو أول امرأة تدير المسرح القومى فى تاريخ مصر، وأول من أعطى لكلمة الريادة معنًى خارج مِظلّة الذكورة والسلطة. لم تعرف الانحناءَ إلا احترامًا للجمهور حين ينسدلُ الستارُ الأحمر، أو حين تمسح دمعة يأس على وجه أحد المبدعين المهمَّشين. كانت عزيزة نفس، نبيلة المواقف، عظيمةً عند الضيق. ولأن الفن مرآةُ الروح، كانت أدوارُها كاشفةً لداخلها: مزيج من الاحتراق النبيل واليقين بأن الفن يُطهِّر العالمَ من خطاياه. هل ننسى الإنسان الطيب من سيتشوان تأليف بريخت، حين صرخت سميحة أيوب: ألا أن عالمَكم مستحيلٌ بكلِّ ما فيه من ناقصاتٍ وتعجيز. ذراعٌ تُمدُّ للجائعين تُعضُّ وتُنهشُ من فورها. ومَن يمنحُ العونَ للضائعين. يضيعُ بدورِه. ومَن ذا الذى يستطيعُ التروّى، وكبحَ جماحِ الغضبْ، وبالقربِ منه يموتُ الجياع؟!. فى السنوات الأخيرة، لم يُقعدها الكِبَرُ عن الحضور. كانت تجلس على كرسيّها العالى تنظر للزمن بعين مَن تحدّت قسوته، وتمسّكت ببهائه، وظلت وفيةً للحلم رغم انطفاء القناديل. وحين أكتب هذا النعى، لا أكتب تأبينًا لشخصية فريدة، بل لحقبة ثرية من جيل العمالقة انطفأت بالأمس إحدى شموعه. ذهبت السيدة النبيلة، وتركت فينا تيهًا جميلًا، وحنينًا أنيقًا، وألمًا عذبًا كالخشوع. لا عزاء لنا إلا فى أن الأثرَ لا يموت. وأن من علَّمت أجيالًا أن الفن حياة، وأن الصدقَ على الخشبة نُبلٌ، ستظل حاضرةً فى وجدان هذا الوطن مهما تبدلت الوجوه وتغيّرت اللهجات. وأقدّمُ عزائى لصديقتها الجميلة الفنانة مديحة حمدى. نامى مطمئنةً يا أمّى المشرقة، فالدورُ الذى أديتِه فى الحياة كان أعمق وأجمل من كل العروض. ستذكرُك القاهرةُ فى برد يناير وهجير أغسطس، وستحكى عنك المسارحُ كلما اهتزّ ستار وُقرعت خشبةٌ، وستذكرك طالبات الفنون المسرحية كلما ارتعدن أمام دورٍ صعبٍ، وتذكّرن أن امرأة سبقت، وفتحت الباب، ومهّدت الطريق. وداعًا، يا زهرة مصر التى لا تعرفُ الذبول: سميحة أيوب.

العيد.. عيدان
العيد.. عيدان

أخبار اليوم المصرية

timeمنذ ساعة واحدة

  • أخبار اليوم المصرية

العيد.. عيدان

كل سنة وجميع المصريين طيبون، فاليوم أول أيام عيد الأضحى الذى يعد من أعظم الأيام عند الله سبحانه وتعالى.. فهو اليوم الذى تتجلى فيه مشاعر التضحية والطاعة.. فلا أجد ما أقوله سوى ربنا يعيده علينا جميعا بالرحمة والمغفرة والعطاء. وبالأمس احتفل جميع المصريين أيضا بذكرى إعادة افتتاح قناة السويس بعد أن ظلت مغلقة لمدة ٨ سنوات بسبب الحرب، وتم إعادة افتتاحها بعد سنين من حرب أكتوبر العظيم. ■■■ خطورة التكنولوجيا الآن.. بدأنا الذكاء الاصطناعى الذى يعد قمة فى التقدم.. ولكن يا خوفى من أن يصبح بعد فترة سببا فى انتشار البطالة وتزييف الحقائق والتاريخ والتراث والفنون وإلغاء العقل. والخوف الأكبر وكما ذكر الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» فى كلمته أمام قمة الذكاء الاصطناعى التى عقدت منذ ثلاثة أشهر فى باريس، أنه أصبح ينمو سريعا مما يتعدى القدرة على إدارته، وأنه بدون إشراف بشرى من شأنه أن يترك العالم أعمى، وحذر من سباق التسلح بالذكاء الاصطناعى لما قد يسببه من قلق وكوارث، كما أعلن عن خوفه على الحريات والديمقراطية من هذا الذكاء الاصطناعى.. وربنا يستر. سيدة المسرح الثلاثاء الماضى رحلت الفنانة القديرة سميحة أيوب «سيدة المسرح العربى». وصاحبة أطول مسيرة فنية فى تاريخ الفن العربى.. وأنا اليوم لا أتحدث عن الفنانة التى بدأت السينما وهى بنت ١٥ سنة واستمرت.. ولا عن مسلسلاتها الرائعة، ولا عن الـ ١٧٠ مسرحية - رقم قياسى لأى فنان - ولا توليها مسئولية المسرح القومى مرتين ومسئولية المسرح الحديث ٣ سنوات.. ولا عن تكريمها فى مصر والعالم العربى.. ولكن أتكلم عن الإنسانية التى حافظت على العلاقات الطيبة مع جميع الزملاء والأصدقاء، وكانت بمثابة حائط المبكى لهم، وبالرغم من ذلك عندما مرضت تكتمت الخبر، وكانت ابتسامتها الجميلة هى ردها على كل من عاتبها لكتمانها.. سميحة أيوب فنانة وإنسانة يصعب تعويضها، وستظل فى حياتنا بأعمالها وأفعالها إلى أن نلتقى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store