logo
العلم طريق إلى الإيمان لا خصمه: لماذا يخشاه رجال الدين في مواجهة الإلحاد؟

العلم طريق إلى الإيمان لا خصمه: لماذا يخشاه رجال الدين في مواجهة الإلحاد؟

الدستورمنذ 16 ساعات

في هذا العالم الذي لم يعد يعترف إلا بلغة الأرقام، ولا يحترم إلا من يمتلك المعرفة، صار العلم هو القاطرة الوحيدة التي تقود الأمم إلى القوة والتأثير وصناعة الفارق، ولم تعد مكانة الدول تُقاس بما تملكه من ثروات في باطن الأرض أو فوقها، بل بما تنتجه من معرفة، وما تزرعه في عقول أبنائها من أدوات فهم وتحليل واكتشاف، ومن اللافت أن معظم الدول التي تحاربنا أو تتربص بمقدّراتنا، لا تفعل ذلك بالسلاح فقط، بل بإضعافنا علميًا، وتشويه علاقتنا مع أدوات التفكير والتجريب والبحث، حتى أضحينا في بعض المساحات نُجرّم السؤال، ونخشى المعرفة.
لقد حلّ العلم أعقد مشكلات الإنسان، فقد روّض الأمراض، وكشف أسرار الكون، وفتح آفاق الفضاء، وفكّ شفرات الخلية، ومع ذلك، نحن – في مجتمعاتنا – لا نزال نرتاب فيه، أو نحصره في حدود المختبر، ولا نسمح له أن يدخل ساحات التربية والدعوة والدين.
وهذا الانفصال المصطنع بين العلم والدين، لم يكن أصلًا من أصول حضارتنا، بل جاء نتيجة تكلّس فكري ونفور غير مبرر من أدوات العصر، بينما كشفت تحديات العصر أن الداعية في زمننا لا يمكن أن يؤدي رسالته إذا لم يكن مٌطلعًا على العلوم الحديثة، وقد أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي صراحةً في خطاباته إلى ضرورة أن يكون الداعية عالمًا بدينه، مطلعًا على واقعه، مدركًا لتخصصات الحياة، حتى يستطيع أن يربط بين النص الديني والسياق المعاصر، فلا ينفّر الناس باسم الدين، ولا يجعل الدين خصمًا للعلم.
ولكن المفارقة المؤلمة أننا، بدلًا من أن نعتمد العلم ونستثمره، نجد من يقاومه من داخل المؤسسات الدينية بدعوى الحفاظ على "الثوابت"، أو يواجه تعنت قوي منها تحت لافتة "الإيمان لا يحتاج إلى أدلة"، وبين هذا وذاك، تُترك الأجيال الجديدة نهبًا لخطابات الإلحاد أو التطرف، وكلاهما يجد أرضًا خصبة في غياب المعرفة.
السؤال المركزي الذي يطرحه هذا المقال ليس عن وجود الله – فتلك مسألة تستقر في القلب والعقل معًا – بل عن لماذا يلحد الناس؟ هل فقدوا الدليل، أم فقدوا الثقة فيمن يحملونه؟ وهل العلم طريق إلى الإيمان، أم نقيض له؟ وهل يخشاه رجال الدين لأنه يهدد سلطتهم؟ ولماذا يتجاهله دعاة الإلحاد رغم أنه يهدم كثيرًا من حججهم؟
اقرأ باسم ربك الذي خلق، لم تكن مجرد أول كلمة في الوحي، بل كانت أول حجر يُلقى في بناء حضارة تنشد الإيمان عبر العقل، وتبحث عن الله في صمت الكون، لا في ضجيج السلطان، ومع ذلك، يبدو أن العلاقة بين العلم والدين في زماننا قد شُوّهت على الجانبين، فهناك طرفٌ يراه تهديدًا لسلطته، وآخر يتخذه حائطًا لهدم الإيمان، فكيف انقلبت المعادلة؟ ومن الذي حوّل "اقرأ" إلى خصمٍ للسماء؟
في كثير من حالات الإلحاد، لا يكون السبب نقصًا في الدلالات العلمية، بل نقمة على السلطة الدينية، شاب يرى تناقضًا بين ما يُقال على المنبر وما يراه في الواقع، أو عقل يبحث عن إجابات فيُقابل بالزجر، أو فتاة تسأل فيُقال لها "حرام عليكِ… لا تسألي في الغيبيات" هنا لا يُرفض الله، بل تُرفض صورته المشوّهة التي رسمها البعض.
ومع ذلك، لا يمكن إغفال أن بعض الملحدين الحقيقيين – لا الغاضبين – يطلبون الحجة، فيجدون من يصدّهم باسم "التسليم"، ويستنجدون بالعقل، فيُرمى عليهم لواء "الزندقة".
هنا تكمن أهمية العلم، فهو اللغة المشتركة التي يخشاها الجميع، وهو اللغة الوحيدة التي يفهمها العالم كله، مهما اختلفت معتقداته وأجناسه. فمعادلة في الفيزياء لا تعرف مسلمًا ولا مسيحيًا ولا ملحدًا، وجين في الـ ـDNA لا يخضع لمذهب أو طائفة، ولهذا، فإن العلم كان دومًا هو القاضي الأعلى في القضايا الكبرى، حين يتطاول التطرف باسم الدين، يردّه العلم، وحين يدّعي الإلحاد احتكار العقل، يكشفه العلم أيضًا.
لكن القصور ليس في العلم، بل في غياب توظيفه الأخلاقي والإيماني، لم يعد العلم يُستثمر في تقوية البنية الإيمانية عند الشباب، بل صار حكرًا على المختبرات والصراعات التكنولوجية، والأسوأ... أن كثيرًا من علماء الدين يخشون إدخال الدلائل العلمية في خطابهم، خشية أن يُتهموا بتجاوز "سلطتهم" المعرفية أو التفريط في "نصوصهم".
بعض رجال الدين يعتبر أن الاستشهاد بالدليل العلمي في إثبات وجود الله تغول على اختصاصه، وكأن الإيمان حكرٌ على تفسيرهم فقط، لا مدخل له من العقل والفيزياء والفلك، وهذا هو الفراغ الذي تسلّل منه الإلحاد، لا كحالة عقلية ناضجة، بل كاحتجاج مراهق على سلطة متخشبة.
أما على الجانب الآخر، فبعض دعاة الإلحاد المعاصرين يرفضون الاعتراف بأن كثيرًا من الاكتشافات العلمية الكبرى – خاصة في الفيزياء النظرية وعلوم الحياة – تشير إلى نظام بالغ التعقيد، لا يمكن أن يكون ابن الصدفة، ومن نظرية "الضبط الدقيق" للكون، إلى المعلومات الوراثية المعقدة في الخلية الواحدة، تتراكم الإشارات – لا إلى جواب نهائي – بل إلى أن الباب لم يُغلق، وأن العقل ليس في صراع مع الغيب.
إننا يجب أن نَعّي أن الإيمان ليس عدوًا للعقل… ولا وصيًا عليه، وأن التدين الحق لا يخشى الأسئلة، والإيمان النقي لا يهرب من المجهر، فالله الذي أمرنا بـ "اقرأ"، هو نفسه من قال: "وفي أنفسكم أفلا تبصرون"، و"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".
إن المعركة ليست بين الإيمان والعلم، بل بين الدين حين يحتكره المتجمدون، والعلم حين يحتكره المتكبرون، وكلما اقترب أحدهما من جوهره، اقترب من الآخر، ومع ذلك لا يجب أن نغفل أن كثير من العلماء قد هزموا الإلحاد، ولا يمكن نسيان أن عددًا من أبرز العلماء في العالم لم يروا في العلم تهديدًا للإيمان، بل تأكيدًا له، والفيزيائي الشهير "ماكس بلانك" كان يقول: "الإيمان هو الأساس الحقيقي لكل معرفة"، أما "آينشتاين"، فرغم أنه لم يكن متدينًا تقليديًا، إلا أنه قال: "كل من يتعمق في العلم لا بد أن يدرك أن وراء قوانين الطبيعة عقلًا ساميًا".
وفي زمننا، اعترف "أنتوني فلو"، أحد أشهر الفلاسفة الملحدين، بإيمانه بوجود خالق في أواخر حياته، بعدما درس تعقيد الشيفرة الوراثية DNA. وقال: "لقد وجدت أن الدليل العلمي لا يترك مجالًا للصدفة".
ولطالما راودني سؤال ملحّ، لماذا لم تستفد جامعة الأزهر، وهي من أعرق المؤسسات الدينية والعلمية في العالم، من الثروة المعرفية الهائلة التي تملكها داخل جدرانها؟ فإلى جانب كلياتها الشرعية، تضم الجامعة كليات الطب والهندسة والعلوم والصيدلة وطب الأسنان والتمريض والتجارة والاقتصاد والإعلام، وكلها منصات علمية يُفترض أن تكون جسورًا للربط بين الدين والعلم، لكن الواقع المؤلم أن هذه الجامعة، التي تنتمي إلى عباءة الأزهر الشريف، لم تُنتج يومًا مشروعًا بحثيًا أو علميًا ممنهجًا يُقدِّم الدليل العلمي بلغة يفهمها الجميع – لا سيما المجتمعات الغربية أو الملحدة – على صدق الدين وحقائقه وأخلاقياته.
إنني أتصور أن العلم هو المناصر الأول للحقائق الدينية، لأنه ليس خصمًا بل دليل الإثبات التطبيقي عليها، وهو اللغة التي ستبقى قائمة حتى قيام الساعة، ولن تسقط مهما اختلفت الأديان أو الحضارات، والعلم الصحيح لا يمكن أن يتعارض مع الدين الصحيح، لأن كليهما من مصدر واحد، هو الله عز وجل. وغياب هذا الربط في الدراسات العليا بجامعة الأزهر يُعد – في رأيي – تقصيرًا جسيمًا في حق الدين، وتفريطًا في أداة فعالة لمواجهة الإلحاد علميًا، وأذكر أنني في أحد المؤتمرات الطبية الكبرى التي أقامتها الجامعة وكنت من المُكرَّمين فيها، ألقيت كلمة صريحة نبهت فيها إلى هذا الغياب، وطرحت ضرورة تأسيس مسار أكاديمي بحثي يربط بين المعارف الطبية والحقائق الدينية، ويخاطب العقول بلغة العصر… لكن، للأسف، لم يسمعني أحد.
لقد آن الأوان أن نعيد بناء جسر "اقرأ"، لا كشعار بل كمشروع حضاري، وأن نحرر الدين من قبضة الجمود، ونُحرر العلم من التوظيف الإلحادي، فالله لا يُخشى عليه من المجهر، بل يُعرف عبره، والإلحاد لا ينتصر إلا حين يصمت العقل المؤمن، أو حين يتكلم الجهل باسم الله.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الرئيسية السياسية الاقتصادية الدولية الرياضية الاجتماعية الثقافية الدينية الصحية بالفيديو قائمة الصحف 14 أكتوبر 26 سبتمبر الاتجاه الاشتراكي نت الأضواء الأهالي نت البيضاء برس التغيير الجمهور الجمهورية الجنوب ميديا الخبر الرأي الثالث الرياضي الصحوة نت العصرية العين أون لاين المساء المشهد اليمني المصدر المكلا تايمز المنتصف المؤتمر نت الناشر الوحدوي الوسط الوطن اليمن السعيد اليمن اليوم إخبارية أخبار الساعة أخبار اليوم أنصار الثورة أوراق برس براقش نت حشد حضرموت أون لاين حياة عدن رأي سبأنت سما سيئون برس شبكة البيضاء الإخبارية شبوة الحدث شبوه برس شهارة نت صعدة برس صوت الحرية عدن الغد عدن أون لاين عدن بوست عمران برس لحج نيوز مأرب برس نبأ نيوز نجم المكلا نشوان نيوز هنا حضرموت يافع نيوز يمن برس يمن فويس يمن لايف يمنات يمنكم يمني سبورت موضوع كاتب منطقة
الرئيسية السياسية الاقتصادية الدولية الرياضية الاجتماعية الثقافية الدينية الصحية بالفيديو قائمة الصحف 14 أكتوبر 26 سبتمبر الاتجاه الاشتراكي نت الأضواء الأهالي نت البيضاء برس التغيير الجمهور الجمهورية الجنوب ميديا الخبر الرأي الثالث الرياضي الصحوة نت العصرية العين أون لاين المساء المشهد اليمني المصدر المكلا تايمز المنتصف المؤتمر نت الناشر الوحدوي الوسط الوطن اليمن السعيد اليمن اليوم إخبارية أخبار الساعة أخبار اليوم أنصار الثورة أوراق برس براقش نت حشد حضرموت أون لاين حياة عدن رأي سبأنت سما سيئون برس شبكة البيضاء الإخبارية شبوة الحدث شبوه برس شهارة نت صعدة برس صوت الحرية عدن الغد عدن أون لاين عدن بوست عمران برس لحج نيوز مأرب برس نبأ نيوز نجم المكلا نشوان نيوز هنا حضرموت يافع نيوز يمن برس يمن فويس يمن لايف يمنات يمنكم يمني سبورت موضوع كاتب منطقة

يمرس

timeمنذ 40 دقائق

  • يمرس

الرئيسية السياسية الاقتصادية الدولية الرياضية الاجتماعية الثقافية الدينية الصحية بالفيديو قائمة الصحف 14 أكتوبر 26 سبتمبر الاتجاه الاشتراكي نت الأضواء الأهالي نت البيضاء برس التغيير الجمهور الجمهورية الجنوب ميديا الخبر الرأي الثالث الرياضي الصحوة نت العصرية العين أون لاين المساء المشهد اليمني المصدر المكلا تايمز المنتصف المؤتمر نت الناشر الوحدوي الوسط الوطن اليمن السعيد اليمن اليوم إخبارية أخبار الساعة أخبار اليوم أنصار الثورة أوراق برس براقش نت حشد حضرموت أون لاين حياة عدن رأي سبأنت سما سيئون برس شبكة البيضاء الإخبارية شبوة الحدث شبوه برس شهارة نت صعدة برس صوت الحرية عدن الغد عدن أون لاين عدن بوست عمران برس لحج نيوز مأرب برس نبأ نيوز نجم المكلا نشوان نيوز هنا حضرموت يافع نيوز يمن برس يمن فويس يمن لايف يمنات يمنكم يمني سبورت موضوع كاتب منطقة

كان منصة للربط بين الناس، قبل أن تتحول المؤسسات اليوم إلى أدوات مراقبة، وسلطات فوقية لا تؤمن بخدمة المواطن، بل بإدارته وتطويعه. واليوم، وفي نفس التوقيت، تمر علينا ذكرى رحيل واحد من أعمدة الضمير العدني والجنوب: هشام محمد علي باشراحيل، الذي لم يكن مجرّد ناشر، بل ركيزة في معمار الصحافة الجنوبية المستقلة. قائد الأيام، تلك الصحيفة التي لم تكن مجرد جريدة مطبوعة، بل كانت فضاءً حرًا، مدرسة مهنية، وجبهة مواجهة ناعمة ضد عسكرة المدينة وقمع الحريات. هشام باشراحيل، ومعه شقيقه الأستاذ الجسور تمام محمد علي باشراحيل، قادا واحدة من أشرس معارك الصحافة ضد منظومة علي عبدالله صالح، التي أرادت تدجين الكلمة وتذويب الصحفي في قالب الدعاية الرسمية. لكن "الأيام" تمردت على كل ذلك، ودفعت الثمن بدمّها وبقفل أبوابها لسنوات، لكنها لم تساوم. فتحت الصحيفة صفحاتها للجميع، واحتملت من الآراء ما كان يفترض أن يُرفض لاختلاله مع أخلاقيات المهنة وحدود القانون، لكنها لم تكن تنتقي الأصوات على أساس الولاء، بل على أساس الوجود. ذلك لأن هشام كان يعرف أن الحرية ليست رفاهية، بل مسؤولية... وأن الصحفي الحقيقي لا يُعيد صياغة ما يُملى عليه، بل يصيغ الحقيقة كما هي، حتى وإن تألم منها الجميع. في ذكرى وفاته، نحن لا نرثي رجلًا... بل نُشيّع زمنًا من الحضور القوي في وجه التغوّل. رحل هشام، لكن روح "الأيام" التي صنعت الوعي، وخلخلت منظومة القمع، لا تزال تتنفس رغم الضربات. عدن ، التي كانت منارة للمؤسسات، باتت تبحث اليوم عن مؤسسة لا يسيّجها العسكر، وعن صحيفة لا تُدار من الخلف، وعن رجل لا يكتب بمرآة مزاج الحاكم. نفتقد هشام، لأننا نفتقد من لا يخاف من الكلمة، ولا يُقايض على المبادئ. رحم الله هشام باشراحيل، وأطال الله في عمر من تبقى من هذه السلالة النزيهة. ولمن يسأل: لماذا "للكبار فقط"؟ لأن هذا الكلام لا يُقال على منصّات الضجيج... بل يُفهم فقط في دوائر الوعي، حيث يُحترم التاريخ، وتُبجل التجربة، ويُفهم معنى أن تكون حرًا في زمن تُصادر فيه الهُويات وتُستباح فيه الحقيقة. المحامي/جسار فاروق مكاوي .

أخبار مصر : الثانوية الأزهرية .. طلاب العلمي يؤدون اليوم امتحان النحو
أخبار مصر : الثانوية الأزهرية .. طلاب العلمي يؤدون اليوم امتحان النحو

نافذة على العالم

timeمنذ 2 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار مصر : الثانوية الأزهرية .. طلاب العلمي يؤدون اليوم امتحان النحو

الاثنين 16 يونيو 2025 05:00 صباحاً نافذة على العالم - يؤدي اليوم الإثنين، طلاب القسم العلمي بالشهادة الثانوية الأزهرية، امتحان مادة النحو ضمن امتحانات الثانوية الأزهرية للعام الدراسي الحالي. عدد طلاب الثانوية الأزهرية ويحرص الأزهر الشريف سنويًا على تطوير منظومة الامتحانات، بما يضمن توفير بيئة تربوية آمنة ومحفزة، تلتزم بأعلى معايير العدالة والانضباط. وقد روعي في إعداد الامتحانات أن تكون متنوعة وشاملة، تقيس مهارات الفهم والتحليل والاستيعاب، وتبتعد عن النمط التقليدي القائم على الحفظ فقط. ويبلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية هذا العام 173,808 طلاب وطالبات على مستوى الجمهورية، موزعين على 577 لجنة امتحانية. وتستمر امتحانات القسم العلمي حتى يوم الأربعاء الموافق 9 يوليو، بينما تمتد امتحانات القسم الأدبي حتى يوم الخميس الموافق 10 يوليو. شكاوى امتحان الفيزياء وتابعت غرفةُ العمليات المركزية لامتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية ما تمَّ تداوله من بعضُ الطلاب والطالبات عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن صعوبة امتحان مادة الفيزياء، الذي أدَّاه طلابُ القسم العلمي السبت 14 يونيو. وفي استجابةٍ سريعة، قرَّر الدكتور محمد الضويني، وكيلُ الأزهر الشريف، تشكيلَ لجنةٍ من كبار مستشاري المادة ومعلِّميها المتخصصين، لفحص ما أُثير من ملاحظات وشكاوى، ورفع تقريرٍ عاجلٍ لاتخاذ اللازم. وشدَّد وكيل الأزهر، على أنَّ الأزهر الشريف، بتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يضع مصلحةَ الطلاب فوق كل اعتبار، ويُقدِّر ما يبذلونه من جهدٍ طوال العام، مؤكِّدًا: إننا لن نقبل بإيقاع أيِّ ظلمٍ على أبنائنا، وإذا ثبت وجودُ أيِّ خللٍ في مواصفات الورقة الامتحانية، فلن نتوانى في إعطاء كلِّ ابنٍ من أبنائنا حقَّه كاملًا. وفي استطلاع لآراء الطلاب عن أسئلة امتحان الفيزياء اليوم في امتحانات الثانوية الأزهرية بمنطقة مطروح الأزهرية، قال بعض الطلاب أن امتحان اليوم كان فيه صعوبة وفي مستوى الطالب أعلى من المتوسط وفيه بعض الغموض. كما كان وقت الامتحان غير كاف للإجابة على أسئلة الفيزياء ولذا كان الطلاب في حاجة إلى وقت إضافي، وكشف أحد الطلاب يدعى محمد السيد، أن امتحان اليوم كان من أصعب الامتحانات لأنه بالرغم من حل نماذج امتحانات كثيرة قبل الامتحان إلا أن الامتحان كان صعبا مقارنة بالسنوات الماضية. ومن أمام أحد المعاهد الأزهرية بمنطقة حلمية الزيتون بالقاهرة، أكد الطلاب أن امتحان الفيزياء اليوم كان صعب جدا وكان في مستوى الطالب المتفوق والطالب المتوسط لا يستطيع الإجابة عنه. أوضح الطلاب أن امتحان مادة الفيزياء اليوم بامتحانات الثانوية الأزهرية، لم يرد منه أي سؤال أو نقطة من امتحانات السنوات السابقة في الثانوية الأزهرية، قائلا: أراهن إن في مدرسين مش هيعرفوا يحلوه".

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش الدفاع عن الأوطان اليوم
الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش الدفاع عن الأوطان اليوم

24 القاهرة

timeمنذ 2 ساعات

  • 24 القاهرة

الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش الدفاع عن الأوطان اليوم

يعقد الجامع الأزهر اليوم الملتقى الفقهي بين الشرع والطب الثاني والعشرون بعنوان "رؤية معاصرة"، والذي يناقش على مائدته: الدفاع عن الأوطان: "رؤية فقهية". ويستضيف الملتقى: أد محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر، وأد رمضان الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر، وأد على مهدي، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر، وأمين سر هيئة كبار العلماء، ويُدير الحوار د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر. وأكد عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن الملتقى يُعدّ منصة هامة لتوضيح الصلة الوثيقة بين الطب والشرع في شتى مناحي الحياة، ويعكس جهود الأزهر في تقديم حلول متكاملة تتماشى مع الدين الإسلامي وتحديات العصر، مبينًا أنه من سنة الله تعالى وفطرته في خلقه أنَّ الأوطان محببةٌ إلى القلوب وأثيرةٌ في النفوس، وهى مرتعُ الصِّبا ومَدْرجُ الخُطى وأرضُ النشأة ومهدُ التاريخ في مبتداه وملجأوه في منتهاه، وحبُّ الوطن دليلُ الوفاء لأنه مسقط الرأس وبالوفاء يُعرَفُ المُحِبُّونَ بعيدًا عن المُدَّعين. وللأوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ يَدٌ سَلَفَتْ ودَيْنٌ مُسْتَحَقُّ. مفتي الجمهورية: على الحاج التعجيل بالرجوع إلى أهله والدعاء وعمل النقيعة الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يناقش الدفاع عن الأوطان اليوم موضحًا أن كل آدميٍّ له وطنٌ يهواه فهو ما وُلِدَ في الجوزاء ولا على سطح الماء ولا على أديم الهواء، وإنما له أرضٌ يحن إليها ويفتديها بالنفيس والغالي، يقول الأصمعي: "ثلاثُ خصالٍ في ثلاثة أصنافٍ: الإبلُ تحنُّ إلى أوطانها وإن كان عهدُهَا بها بعيدًا، والطيرُ إلى وكره وإن كان موضعه مجدبًا، والإنسان إلى وطنه، وإن كان غيرُه أكثر نفعًا". من جانبه، أشار د. هاني عودة إلى أن الملتقى يعد خطوة مهمة نحو تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية القضايا الفقهية والطبية، مؤكدًا على ضرورة بناء مجتمع واعٍ بأهمية الحفاظ على قيم الشريعة في ضوء التطورات الطبية. وأضاف فضيلته بقوله: كلُّ كائنٍ يُقدِّرُ وطنه ويعرف حقَّهُ، ولهذا لا يستغني عنه أبدًا، فالحشرة الصغيرة تخرجُ لرزقها ومآربها في رحلةٍ قد تطول بين الصخور والرمال ثم تعود سراعًا إلى وطنها، والدابةُ العجماء تعرف وطنها وتعود إليه بهدايةٍ تجلُّ عن الوصف ولا يقرُّ لها قرارٌ إلا عند الوصول إليه، وكذلك مخلوقات البحر وفي رجوعها إلى وطنها آيةٌ في العجبِ رغم أن البيئةَ البحريةَ تتشابه مع بعضها إلى حدٍ بعيدٍ، إنها حالةٌ فِطريةٌ في الأنفس والكائنات حتى مع الأنبياء. وما من مخلوقٍ إلا وله وطنٌ يأوي إليه من الأخطار ومظان الهلكة، حتى الفواتك من المخلوقات الشرسة التي تؤذي العباد لها أوطانٌ تحنُّ إليها وتأوي فكيف بالإنسان السويِّ؟ ويأتي هذا الملتقى امتدادًا لسلسلة من الفعاليات التي تعزز من الحوار البنّاء والمثمر في مجتمعاتنا، ومن المقرر أن يعقد يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بالظلة العثمانية بالجامع الأزهر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store