
عز الدين الحداد قائدا لـ«القسام».. صاحب «الفيتو» على هدنة غزة
تم تحديثه الإثنين 2025/6/2 09:28 م بتوقيت أبوظبي
عز الدين الحداد، بات المطلوب الأول لإسرائيل في قطاع غزة، بعد مقتل قادة الصف الأول في قيادة "كتائب القسام"، الجناح المسلح لحركة حماس.
الحداد، الملقب بـ"الشبح"، تدرج في صفوف حماس بعد نجاته من ست محاولات اغتيال، وكُلِّف بإعادة بناء بنيتها التحتية المدنية والعسكرية خلال فترة الهدنة القصيرة التي شهدها القطاع، وضمان سلاسة عملية تسليم الرهائن، وفقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية.
وقالت مصادر استخباراتية للصحيفة البريطانية إن الحداد يحتجز رهائن إسرائيليين ويملك حق النقض "الفيتو" على اقتراح اتفاق وقف إطلاق النار الذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وحدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، السبت، أهم قياديين من حركة حماس على قائمة الاستهداف وهما الحداد وخليل الحية.
الشبح قائدا للقسام
وفي حين أن الحداد، القيادي العسكري المعروف إعلامياً بـ"شبح القسام"، يوجد في قطاع غزة، فإن القيادي خليل الحية يوجد خارج الأراضي الفلسطينية وهو قائد حماس في غزة ورئيس الوفد المفاوض.
وأعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً، مساء السبت، مقتل محمد السنوار ومحمد شبانة ومهدي كوارع في غارة جوية قوية على أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس يوم 13 مايو/أيار.
والسنوار هو قائد الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، فيما أن محمد شبانة هو قائد لواء رفح الحركة، ومهدي كوارع هو قائد كتيبة جنوب خان يونس.
وأكدت "التايمز" أن الحداد البالغ من العمر 55 عامًا تولى قيادة الجناح المسلح لـ"حماس" خلفا لمحمد السنوار.
من هو الشبح؟
وحاولت إسرائيل قتل الحداد 6 مرات بينها 3 أثناء الحرب الحالية، بما في ذلك إرسال قوات إلى منزل كان من المفترض أنه يختبئ فيه، ولكن لم يتم العثور عليه في أي مكان.
وعز الدين الحداد، المعروف بـ"أبوصهيب" هو قائد لواء غزة وعضو المجلس العسكري المصغر لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وبدأ حداد مسيرته في كتائب القسام كقائد سرية، ثم قائد كتيبة، وفي النهاية تولى قيادة لواء غزة بعد مقتل قائد اللواء السابق باسم عيسى في عام 2021.
وقاد الحداد ما لا يقل عن ست كتائب، بالإضافة إلى كتيبة من القوات الخاصة، وفي يونيو/حزيران 2024 أفيد عن تعيينه مسؤولاً عن منطقة شمال قطاع غزة.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كُلِّف الحداد بتنسيق عملية التسلل الأولى إلى الأراضي الإسرائيلية، حيث حشد القادة تحت إمرته في الليلة السابقة بوثيقة مكتوبة تتضمن تعليمات لتنفيذ الهجوم.
وحددت الوثيقة ثلاثة أهداف رئيسية: الاختطاف الجماعي، والبث المباشر، وتدمير التجمعات السكانية الإسرائيلية.
وعلى وجه الخصوص، أدار الحداد عملية الاستيلاء على قاعدة "ناحال عوز" العسكرية، حيث قُتل أكثر من 60 جنديًا إسرائيليًا.
ومن المعروف أن الحداد، الذي كانت هناك مكافأة سابقة قدرها 750 ألف دولار لمن يدلي بأي معلومات عن مكان تواجده، يتسم بالحذر الشديد في اتصالاته، ويتجنب إلى حد كبير الظهور في الأماكن العامة أو وسائل الإعلام.
وأفادت الاستخبارات الإسرائيلية الميدانية بأن "الشبح" يغير مكانه باستمرار، ولا يثق إلا بقلة قليلة من الأشخاص خارج دائرته المقربة.
قُتل ابنه الأكبر، صهيب، وحفيده في غارة إسرائيلية في يناير/كانون الثاني من العام الماضي، وابنه الثاني في أبريل/نيسان الماضي.
عمل في البداية في الأمن الداخلي إلى جانب يحيى السنوار، العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، حيث كان يطارد الفلسطينيين المتعاونين مع إسرائيل.
وقال مصدر أمني إقليمي: "إنه من آخر القادة المتبقين والوحيدين في الميدان بغزة. هو تحت ضغط هائل. إذ لا يريد أن يُخلّد اسمه في التاريخ كآخر قائد يحكم غزة. إذا لم توافق حماس على الاتفاق، فإن إسرائيل تبدو عازمة على ترسيخ سيطرتها على غزة ومواصلة القضاء على كبار قادة حماس داخل غزة وخارجها".
صاحب الفيتو
والحداد هو صاحب الكلمة الفصل في وقف إطلاق النار من داخل غزة، لكن يقود المفاوضات مع الولايات المتحدة رجل يُدعى محمد إسماعيل درويش، وفقا لـ"التايمز".
ومساعي وقف إطلاق النار الحالية، هي الأقرب إلى تحقيق اختراق منذ شهور، إذ ينظر إليها الوسطاء على أنها الفرصة الأخيرة لتحقيق هدنة قبل أن يُكمل الجيش الإسرائيلي سيطرته على كل قطاع غزة.
وتتضمن خطة ويتكوف وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً وإطلاق سراح عشرة رهائن إسرائيليين أحياء و18 قتيلاً من إجمالي 58 رهينة تحتجزهم حماس مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، بما في ذلك 125 يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة، وأكثر من ألف من سكان بغزة اعتقلوا منذ بداية الحرب.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية قبولها للمقترح، فيما طلب حماس إدخال تعديلات عليه، تتعلق بوتيرة ومواعيد إطلاق الرهائن، وضمانات إنهاء الحرب.
وقال ويتكوف إن رد حركة حماس على مقترحه "غير مقبول على الإطلاق ويعيدنا للوراء"، فيما اتهمته الحركة بالانحياز.
ويقدر دبلوماسيون أنه في حالة فشل الاتفاق، فإن ترامب سيعطي الضوء الأخضر لإسرائيل "للمضي قدما" في المرحلة التالية من الحرب، بعد أن وافق بالفعل على الحل الإسرائيلي لآلية المساعدات لإطعام سكان غزة.
aXA6IDkyLjExMi4xNjkuNjAg
جزيرة ام اند امز
ES

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 23 دقائق
- العين الإخبارية
حرب الصلب للمبتدئين.. ما تحتاج لمعرفته عن الصراع الذي يهدد الأسعار
تم تحديثه الأربعاء 2025/6/4 01:47 م بتوقيت أبوظبي في خطوة جديدة تحمل رسائل سياسية واقتصادية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم إلى 50%. وخلال خلال خطاب ألقاه أمام جمهور من العمال، في منشأة "إيرفين ووركس" التابعة لشركة "يو إس ستيل" قرب مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، فسر ترامب هذه الخطوة بأنها وسيلة لحماية الصناعة الوطنية من المنافسة الأجنبية، قائلاً: "لن ينجح أحد بعد الآن في تجاوز السياج". وكان مرسوم مضاعفة الرسوم قد نُشر، الثلاثاء، ودخل حيز التنفيذ عند الساعة 00:01 بالتوقيت المحلي (08:01 بتوقيت أبوظبي). وتعد صناعة الصلب من الركائز الأساسية للاقتصاد العالمي، إذ تدخل في قطاعات حيوية مثل البناء، والنقل، والطاقة، والدفاع، وتشكل العمود الفقري للبنية التحتية الحديثة، وتمر هذه الصناعة بمرحلة دقيقة مع تزايد الضغوط الناتجة عن التحولات المناخية والتوترات الجيوسياسية، على رأسها قرار ترامب. شروط أمريكية صارمة بحسب تقرير لوكالة "بلومبرغ"، فإن الدافع المباشر لهذا القرار يعود إلى الرغبة في تسهيل إتمام صفقة مع شركة "نيبون ستيل" اليابانية، على أن تكون في صيغة شراكة وليست استحواذًا كاملاً. الشراكة الجديدة، التي أعاد ترامب التفاوض حولها بعدما رفضها سابقًا خلال حملته، تتضمن استثمارات تقدر بـ14 مليار دولار خلال 14 شهرًا، وتشمل توسعة منشآت في بنسلفانيا، وتحديث مرافق وبناء مصانع جديدة في ولايات إنديانا ومينيسوتا وألاباما وأركنساس، بالإضافة إلى خطوط إنتاج مخصصة للصلب عالي الجودة الموجّه للدفاع وصناعة السيارات. الاتفاق الجديد لم يأتِ دون شروط استثنائية فرضتها الإدارة الأمريكية، أبرزها ما سماه السيناتور الجمهوري ديفيد ماكورماك "السهم الذهبي"، الذي يمنح الحكومة الأمريكية حق التحكم في تعيينات مجلس الإدارة ومنع أي قرارات تؤدي إلى تخفيض الإنتاج. ومن بين البنود: أن يكون الرئيس التنفيذي أمريكي الجنسية، وأن يشكل الأمريكيون أغلبية مجلس الإدارة، إلى جانب ضمان عدم تسريح أي عمال لمدة لا تقل عن عشر سنوات، مع الحفاظ الكامل على الطاقة الإنتاجية في أفران الصهر. وتخضع الصفقة لمراجعة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (CFIUS)، وهي هيئة أمنية تراجع عمليات الاستحواذ ذات الحساسية الوطنية. بروكسل ترد بلهجة غاضبة لم تمر الخطوة الأمريكية دون رد فعل دولي، إذ أعربت المفوضية الأوروبية عن استيائها مما وصفته بـ"التهديد المباشر للاستقرار الاقتصادي العالمي"، معتبرة أن رفع الرسوم الجمركية يقوض الجهود المشتركة لحل النزاعات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، معلنة أنها أنهت بالفعل مشاوراتها بشأن فرض إجراءات مضادة. ومن المتوقع أن تبدأ العقوبات الأوروبية في 14 يوليو/تموز المقبل، وتشمل فرض رسوم انتقامية على واردات أمريكية مثل السيارات والمنتجات الزراعية، إضافة إلى إعادة تفعيل نزاعات قائمة في منظمة التجارة العالمية، وتقييد واردات من معدات الطاقة والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية. عودة المواجهة التجارية مع الصين في تصعيد جديد يعيد أجواء الحرب التجارية إلى الواجهة، شن الرئيس الأمريكي هجومًا على الصين، متهمًا إياها بعدم الالتزام بالاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه مطلع مايو/أيار في جنيف، قائلًا إن "الصين لم تلتزم.. إنها تلعب بنا منذ سنوات". وفي توضيح لاحق، قال ممثل التجارة الأمريكية جيمسون غرير إن الصين لم تُزل ما وصفها بـ"الحواجز غير الجمركية" التي تعطل دخول الشركات الأمريكية إلى السوق الصينية، معتبرًا ذلك إخلالًا جوهريًا بالاتفاق. وفي المقابل، ردت وزارة التجارة الصينية ببيان حذر، أكدت فيه أن "الولايات المتحدة تواصل فرض قيود تمييزية على المنتجات والشركات الصينية"، داعية واشنطن إلى "احترام التزاماتها والابتعاد عن التصعيد غير المبرر". الصين تهيمن على سوق الصلب تأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه بيانات الجمعية العالمية للصلب إلى أن الصين تنتج أكثر من 50% من الصلب العالمي، ما يمنحها تأثيرًا حاسمًا على الأسعار العالمية، ويخشى خبراء أن تؤدي أي مواجهة جديدة في هذا القطاع إلى ارتفاع حاد في تكاليف البنية التحتية، لا سيما في الأسواق الناشئة والدول النامية. وفي الولايات المتحدة، أطلقت شركات بناء تحذيرات بشأن تداعيات هذا التصعيد على مشاريع الإسكان والبنية التحتية، وقال أحد كبار المقاولين في ولاية تكساس لموقع "Construction Dive" إن استمرار الرسوم الجمركية سيؤدي إلى تباطؤ كبير في تنفيذ المشاريع العامة والخاصة، مضيفًا أن "أي ارتفاع في أسعار الصلب سينعكس مباشرة على المستهلك". انقلاب في موقف ترامب ما يثير الانتباه أن ترامب، الذي كان من أشد المعارضين سابقًا للصفقة المقترحة بين "يو إس ستيل" و"نيبون ستيل" اليابانية، عاد ليعرض الصفقة نفسها تحت مسمى جديد 'استثمار أجنبي تحت رقابة وطنية، حيث ترامب الاتفاقية المعدلة كإنجاز وطني، مشددًا على أن السيطرة الفعلية ستبقى بأيدي الأمريكيين. وقال: 'اليابانيون يضعون المال، لكن الأمريكيين من يرسمون القواعد. هذه ليست صفقة بيع، بل شراكة مشروطة بإشراف حكومي مباشر، ومكاسب فورية للعمال'، واعتبر محللون أن هذا التحول يعكس إعادة تموضع سياسي محسوب، يدمج بين الواقع الاقتصادي ومقتضيات المعركة الانتخابية. إنتاج الصلب عالميًا بحسب ما أفاد الموقع الرسمي للرابطة العالمية للصلب "World Steel Association"، بلغ الإنتاج العالمي من الصلب الخام نحو 1,882.6 مليون طن في عام 2024، بانخفاض طفيف نسبته 0.8% مقارنة بعام 2023. الطلب العالمي ووفقًا لتقرير "worldsteel" في أكتوبر/تشرين الأول 2024، تراجع الطلب العالمي على الصلب بنسبة 0.9% ليصل إلى 1,751 مليون طن، وكان متوقعًا أن يشهد عام 2025 انتعاشًا بنسبة 1.2%، مدفوعًا بتحسن في الطلب خارج الصين، غير أن قرار ترامب المفاجئ برفع الرسوم الجمركية أربك هذه التوقعات وأعاد شبح الركود إلى الواجهة، ما تسبب في تفاقم أزمة الصناعة وسط تحديات قائمة بالفعل. أبرز مستوردي الصلب عالميًا تشير بيانات منصة Tradeimex إلى أن الولايات المتحدة والصين وألمانيا واليابان من بين أكبر مستوردي الصلب في العالم من حيث الإنفاق، وتشير الإحصائيات لأواخر 2024 وبداية 2025 إلى التالي: الولايات المتحدة – 32.99 مليار دولار (7.2%) الصين – 32.07 مليار دولار (7%) ألمانيا – 28.87 مليار دولار (6.3%) تركيا – 23.65 مليار دولار (5.1%) إيطاليا – 22.86 مليار دولار (5%) أبرز مصدري الصلب في قائمة المصدرين، تحتفظ آسيا بموقع الريادة، مدعومة بالإنتاج الضخم في الصين وكوريا الجنوبية واليابان، ووفقًا لتقرير "الصلب العالمي بالأرقام 2024"، جاءت القائمة كالتالي: الصين – 94.3 مليون طن اليابان – 32.2 مليون طن كوريا الجنوبية – 27 مليون طن الاتحاد الأوروبي – 27 مليون طن ألمانيا – 22.5 مليون طن إيطاليا – 16.1 مليون طن بلجيكا – 14.6 مليون طن روسيا – 13.9 مليون طن تركيا – 12.7 مليون طن البرازيل – 12.3 مليون طن aXA6IDE3Mi4xMDIuMjEwLjE4MiA= جزيرة ام اند امز NL


سكاي نيوز عربية
منذ 23 دقائق
- سكاي نيوز عربية
ترامب ونتنياهو.. شرخ التحالف خلف واجهة الصداقة
فعلى الرغم من الخطاب المتماسك، والتأييد الأميركي العلني لإسرائيل في حربها ضد حماس ، تقف تصريحات وتحركات إدارة ترامب الأخيرة شاهداً على انزياح تكتيكي في العلاقة، يؤشر إلى مسافة آخذة بالاتساع بين الحليفين. تحولات واشنطن.. ما وراء إقالات البيت الأبيض لم تمر الضربة التي تلقاها الطاقم الإسرائيلي في دوائر القرار الأميركي بصمت. إقالة 3 من المسؤولين المعروفين بولائهم لإسرائيل داخل إدارة ترامب، بينهم مسؤولون في مجلس الأمن القومي، مثّلت تطوراً لافتاً أثار مخاوف تل أبيب. فسر مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية توم حرب هذه التغييرات بأنها ليست عشوائية، بل جزء من تحول منهجي في هيكلة جهاز الأمن القومي، قائلاً: "بدأ الأمر بإقالة مايك والتز، تلاه تخفيف في الطواقم بنسبة تفوق 100 موظف. الهدف هو دمج الأمن القومي مع الخارجية لتفعيل خطة تنفيذية شاملة". وبينما حاول تبرير هذه الخطوة باعتبارها إجراءً تنظيمياً، عاد ليشير بوضوح إلى وجود خلافات جوهرية مع نتنياهو ، خصوصاً في موضوع "خطة الريفييرا" وهي المقترح الأميركي لإعادة توطين سكان غزة في مشاريع اقتصادية خارج القطاع. المغزى العميق هنا، ليس فقط في الإقالات، بل في أن إدارة ترامب بدأت بتجاوز نتنياهو في رسم مستقبل غزة ، دون تنسيق مسبق. وهذا تحدٍ غير مسبوق في العلاقة بين الطرفين. في المقابل، يُظهر رئيس مركز الصفدي للدبلوماسية الدولية والأبحاث وعضو مركزي في حزب الليكود، مندي صفدي خطاباً احتوائياً دفاعياً، قائلاً: "الإقالات لا تعني استهدافا لإسرائيل. ترامب يملك حرية القرار. العلاقة معنا استراتيجية وتتجاوز الأشخاص". يحاول صفدي جاهداً تبديد المخاوف، إلا أن محاولاته لا تلغي حقيقة أن هناك شعوراً ضمنياً في إسرائيل بأن الإدارة الأميركية بدأت تفكر بشكل مختلف، خصوصاً في ظل صمتها المطبق تجاه مقترحات نتنياهو بشأن مستقبل غزة، وتباطؤها في دعم الخطط العسكرية ضد إيران. يرى صفدي أن الحل لا يكون من خلال ترحيل الفلسطينيين، بل بتشكيل هيئة عربية لإدارة غزة بعد حماس، قائلاً: "التهجير سيجعل العالم يثور على إسرائيل. الحل يبدأ بتفكيك الفكر الإرهابي، لا بتغيير الجغرافيا". الفرق في الطرح هنا جوهري: بينما تسعى واشنطن لإغلاق ملف غزة عبر حل جذري، يعتمد على ترحيل سكاني مدعوم باستثمارات اقتصادية، ترى تل أبيب أن الأمر يحتاج إلى مقاربة أمنية فكرية تدريجية، تحظى بشرعية إقليمية، لا تثير الرأي العام الدولي. لطالما شكل الملف الإيراني نقطة التقاء استراتيجية بين واشنطن وتل أبيب، لكن ما يكمن في التفاصيل يعيد صياغة الموقف. حذر توم حرب بوضوح من خطر المراوغة الإيرانية قائلا: "إسرائيل ترى أن الخطر الحقيقي هو في الحرس الثوري ، لا فقط في الملف النووي. فحتى لو وقع اتفاق جديد، سيُعاد تخصيب اليورانيوم مستقبلاً بفضل الحرس". ويضيف: "نتنياهو يريد إنهاء وجود الحرس الثوري قبل أن تنتهي ولاية ترامب. بعد ذلك، لا ضمانات". أما مندي صفدي، فاعتبر أن إسرائيل لا تملك رفاهية المواجهة المباشرة مع إيران أو الحوثيين، لكنها "تبني بنك أهداف استخباريا دقيقا، يستثمر عند الحاجة"، في إشارة إلى عمليات تصفية محتملة مستقبلاً. لكنه في الوقت نفسه انتقد تخاذل المجتمع الدولي قائلا: "الدول الغربية لا تزال مترددة أمام الخطر الحوثي ، وتركز على حماس فقط. هذا خطأ استراتيجي". إذاً، هناك إجماع على خطورة إيران، لكن الخلاف في وسيلة الرد: إسرائيل تريد ضربات استباقية ضد البنية العسكرية، في حين تنشغل واشنطن – وفق حرب – بالرهانات السياسية مع طهران، في لحظة تتقاطع فيها المفاوضات مع تهديدات الميدان. من غزة إلى سوريا.. ثمن الفراغ الأميركي تحذير لافت أطلقه توم حرب حين قال: "واشنطن رفعت العقوبات عن أحمد الشرع في سوريا، وتسمح بانضمام المتشددين إلى جيش غير دستوري. هذا تطور خطير على أمن إسرائيل". ويتابع محذراً من سحب الغطاء العسكري عن العمليات ضد الحوثيين، معتبراً أن وقف الضربات الجوية الأميركية عليهم هو تنازل مجاني لإيران في اليمن. وفي مقابل هذا التصعيد، يظهر مندي صفدي أكثر براغماتية، مكتفيا بالتأكيد على أن إسرائيل "تراقب كل شيء وتتحرك وفق مصالحها الأمنية، لا العناوين الإعلامية". إلا أن هذه الردود لا تلغي الشعور العام في الأوساط الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة بدأت تتراجع عن دورها التقليدي كحامية للأمن الإسرائيلي، في مقابل طموحات تفاوضية مع طهران ودمشق والحوثيين. يبدو أن الخطاب الرسمي لا يعكس كل ما يجري في كواليس العلاقة بين واشنطن وتل أبيب. الإقالات، والملفات المتفجرة كغزة وإيران واليمن، تعكس تصدعات في الأولويات، إن لم تكن في المبادئ. تصريحات توم حرب تكشف عن قلق داخلي أميركي من تصلب نتنياهو، بل وتُلمح إلى رغبة ترامب في فرض حلول خارج الأطر الإسرائيلية. في المقابل، يحاول مندي صفدي تطمين تأكيد الشراكة الثابتة، رغم ما يكشفه الواقع من افتراق في الرؤية. التحالف لم ينكسر بعد، لكنه بالتأكيد لم يعد كما كان. فهل يتجه ترامب لفرض حلول استراتيجية حتى على حساب نتنياهو؟ أم أن نتنياهو، بخبرته ومكره السياسي، سينجح في إعادة واشنطن إلى موقع "الداعم غير المشروط"؟ الأسابيع المقبلة ستحدد، ليس فقط مستقبل غزة أو الملف الإيراني، بل طبيعة العلاقة بين أقوى حليفين في المنطقة.


سبوتنيك بالعربية
منذ 27 دقائق
- سبوتنيك بالعربية
"زيارة مثمرة"... سوريا تكشف عن أبرز الاتفاقيات الموقعة مع قطر
"زيارة مثمرة"... سوريا تكشف عن أبرز الاتفاقيات الموقعة مع قطر "زيارة مثمرة"... سوريا تكشف عن أبرز الاتفاقيات الموقعة مع قطر سبوتنيك عربي أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن زيارة الوفد الوزاري رفيع المستوى إلى دولة قطر أثمرت عن مجموعة من التفاهمات لدعم سوريا في مختلف القطاعات، وفتح آفاق... 04.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-04T09:37+0000 2025-06-04T09:37+0000 2025-06-04T09:37+0000 أخبار سوريا اليوم قطر علاقات التعاون الثنائي العالم العربي ونقلت وكالة الأنباء السورية "سانا" عن الشيباني قوله خلال مؤتمر صحفي، في مطار دمشق الدولي بعد عودته من الدوحة: "ما تحقق خلال الزيارة يشكل خطوة واقعية نحو تعزيز العمل المشترك على أسس جديدة، أساسها الحوار والاحترام والتعاون والمصالح المتبادلة".وأوضح الشيباني أن اللقاءات مع الجانب القطري التي جرت في الدوحة، ناقشت "سبل توسيع التعاون الثنائي، خاصة في قطاعات الطاقة والاقتصاد والتجارة والمالية والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى التعليم العالي والجانب التنموي وغيرها".وكشف الشيباني عن اتفاق مع الجانب القطري "لتجهيز 3 مستشفيات سورية، وبناء مستشفى حديث بالتعاون مع وزارة الصحة القطرية، إلى جانب دعم القطاع الصحي وتطوير صناعة الأدوية".كما أشار إلى "عقد اتفاق على متابعة توريد الغاز القطري عبر الأردن، والتفاهم على تعزيز التعاون في مجالي النفط والغاز"، لافتا إلى أن "قطر ستقدم دعما فنيا لجهود الإصلاح الاقتصادي والمالي في سوريا".وفي قطاع المصارف، قال الشيباني: "البنوك القطرية ستقدم خدمات المراسلة المصرفية للبنوك السورية بالريال القطري، مما سيسهم في ربط النظام المصرفي السوري بالنظام المالي العالمي".وكانت أعلنت قطر والمملكة العربية السعودية، السبت الماضي، عن تقديم دعم مالي مشترك للعاملين في القطاع العام بسوريا لمدة 3 أشهر، في إطار جهودهما المستمرة لدعم وتعزيز تعافي الاقتصاد السوري.وقالتا في بيان مشترك لهما إن "هذا الدعم يأتي امتدادا لمساهمة سابقة للدولتين في سداد متأخرات سوريا لدى مجموعة البنك الدولي، والتي بلغت نحو 15 مليون دولار"، وبيّنت الدولتان أن "هذه المبادرة تعكس حرصهما على دعم استقرار سوريا، وتخفيف المعاناة الإنسانية، وتعزيز مصالح الشعب السوري، انطلاقا من الروابط الأخوية والعلاقات التاريخية بين شعوب الدول الثلاث"، وفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا". قطر سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي أخبار سوريا اليوم, قطر, علاقات التعاون الثنائي, العالم العربي