
مسلسل "لام شمسيّة": دراما عن التحرش بالأطفال تترك المشاهدين في صدمة
"أرجوك لا تمت، أنا أحبك!"، رسالة أرسلها الطفل يوسف بالإنجليزيّة عبر واتساب إلى "عمو وسام"، صديق والده المقرب، المتهم بالتحرّش به.
تصاعدت أحداث المسلسل المصريّ "لام شمسية" بسرعة، وبات حديث مواقع التواصل الاجتماعي وهو لا يزال في الحلقة الرابعة فقط؛ فالموضوع مخيف للأهالي: التحرش بالأطفال.
بداية القصة: قلق يملأ المنزل
facebook
تبدأ ملامح القلق بالتسلل إلى أجواء منزل هادئ تعيش فيه نيللي (أمينة خليل) وزوجها طارق (أحمد صلاح السعدني)، تزامنا مع تحضيرات عيد ميلاد يوسف، ابن طارق من زواج سابق.
طفل في عامه التاسع، تفضحه تصرفاته الغريبة أمام زوجة أبيه: يربط معطفه حول خصره رافضاً ارتداءه كزملائه؛ يتجنب الاحتفال بعيد ميلاده؛ وتنذر نوبات غضبه وسلوكه العنيف بما هو أخطر.
وسط هذه الأجواء، ينتهي عيد الميلاد بعراك بين يوسف وأحد الأطفال، ليظهر صديق العائلة المقرب وسام (محمد شاهين) لاحقاً محاولاً الاطمئنان عليه، إلا أن نظرات نيللي من خلف زجاج غرفة يوسف تغيّر كل شيء.
عندما تفتح الباب عليهما، تجد مشهداً مريباً: وسام يحتضن الطفل بشكل غير مريح، بحسب وصفها.
تصرخ، يشتد التوتر، وينتهي المشهد بضرب الأب طارق لصديقه، الذي يُنقل وهو في حالة حرجة إلى المستشفى، بينما ينتهي طارق في قسم الشرطة.
بعد عرض الحلقة الثالثة من المسلسل، حيث تصاعد الأحداث بسرعة، برزت موجة من التفاعل مع المسلسل على وسائل التواصل الاجتماعي، مع تفصيل للمشاهد والأحداث وتحليل للكثير منها.
كتبت آلاء رأفت، وهي كاتبة مصرية، على منصة فيسبوك عن المشهد الذي أظهر لحظة انتفاض الطفل يوسف المفاجئ بين ذراعي وسام، ما فتح باب التساؤلات حول حقيقة ما يجري خلف الأبواب المغلقة.
وقالت إن تصرف يوسف كان مؤشراً على تعرضه لشيء يفوق قدرته على الاستيعاب، مشيرة إلى أن الأطفال لا يستطيعون إدراك التناقض بين شخص يمنحهم الأمان وبين كونه مصدر أذى.
وربطت آلاء بين هذه الحالة وأعمال تناولت صدمات مشابهة، مثل الدراما الأمريكية The Perks of Being a Wallflower لعام 2012، وأشارت إلى ما ورد في كتاب "الجسد يتذكّر The Body Remembers" حول أن "الذاكرة قد تنكر، لكن الجسد لا ينسى"، في إشارة إلى الآثار التي تظل محفورة في سلوك الضحية رغم محاولات الإنكار.
"وسام" المدرس المثالي و"يوسف" الضحية الصامتة
instagram
لكن وسام لم يكن مجرد صديق للعائلة، بل هو "المعلم المثالي" الذي كان يقدم ليوسف دروساً خصوصية في اللغة العربية.
مشهد آخر في المسلسل يكشف عن حديث بين نيللي وصديقاتها، حيث تُثني الأمهات على التحسن الملحوظ في مستوى يوسف اللغوي، وتشيد نيللي بوسام وتعرّفه على باقي الأمهات، اللاتي يطلبن منه أن يعطي أولادهن دروساً خصوصية أيضاً.
هنا تظهر براعة النص في تسليط الضوء على زاوية أكثر خطورة: كيف يمكن لمتحرش أن يجد لنفسه مداخل موثوقة للوصول إلى الأطفال والانفراد بهم تحت غطاء اجتماعي آمن كـ"دروس خصوصية"، لتكون هذه النقطة بمثابة جرس إنذار آخر ضمن حبكة المسلسل.
عبّرت إحدى المعلقات على منصة "إكس" عن هذه الفكرة قائلة إن المسلسل قدم المتحرش بعيداً عن الصورة النمطية المعتادة، فهو ليس مدمناً ولا شخصاً مهمشاً أو معزولاً عن المجتمع، بل أستاذ جامعي، متزوج، وأب، وقريب من العائلة، ويُعامل كأنه فرد منها؛ الخطر قد يكون أكثر قرباً مما نظن.
وفي السياق ذاته، كتبت فرح عوض، وتعمل في المجال الإنساني، تعليقاً قالت فيه إنهما عملت مع عدد من الأطفال مروا بظروف تشبه إلى حد كبير ما يعرضه "لام شمسية".
وأوضحت أن "نصف الحالات تقريباً التي قابلتها كانت تعكس نفس النمط: متحرش من داخل الدائرة القريبة للطفل، سواء كان الأب، أو أحد الأقارب، أو صديقاً للعائلة، في ظل غياب الوعي أو تجاهل الأهل".
ورغم تطور الأحداث، يرفض يوسف الإدلاء بأي كلمة عمّا جرى، مكتفياً بصمته وعيونه الممتلئة بالخوف، في أداء تمثيلي لافت للطفل علي البيلي الذي جسّد دوره بشكل جيد.
لكن ما هزّ الجمهور كثيرا كانت رسالة يوسف التي بعثها إلى وسام، يستجديه فيها ألا يموت، بعد أن ضربه أبوه، ويخبره بأنه يحبه، في مشهد يترك تساؤلات مؤلمة عمّا يدور في رأس يوسف، وعن الصراع النفسي الذي قد يعيشه الأطفال الذين يتعرضون للتحرش من أقرب الناس إليهم.
طرحت سارة الفيومي عبر فيسبوك تساؤلاً يعكس قلق عدد من المتابعين، إذ كتبت: "اللي بفكر فيه دلوقتي إن فيه طفل في المشهد... قالوله إيه طيب؟! هل فهموه المشهد عن إيه؟!"، في إشارة إلى المشهد الذي يظهر فيه المتحرش وهو يحاول استدراج الطفل. وأعربت عن تأثرها قائلة: "أنا فعلاً منهارة ومبقدرش أتحمل أي حاجة فيها إساءة للأطفال".
التساؤلات التي أثيرت من قِبل الجمهور بشأن كيفية حماية الطفل الذي يؤدي دور يوسف دفعت مخرج العمل كريم الشناوي إلى التوضيح عبر منشور رسمي على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
نشر الشناوي مقطع فيديو من كواليس تصوير المسلسل، يوثّق زيارة مستشارة متخصصة في حماية الطفل إلى موقع التصوير؛ حيث عقدت جلسات مع فريق العمل وقدمت إرشادات واضحة حول كيفية إدارة المشاهد الحساسة التي يشارك فيها الطفل، مع ضمان عدم تعريضه لأي ضغط نفسي أو ضرر محتمل.
وفي تعليقه على الفيديو، شدد الشناوي على أن المسلسل التزم منذ اليوم الأول بمعايير صارمة فيما يخص التعامل مع الأطفال داخل موقع التصوير، قائلاً: "كنا حريصين على توفير بيئة آمنة ومهنية للطفل بطل العمل، من خلال الاستعانة بخبراء حماية الطفل منذ مرحلة التحضير للمسلسل وحتى أثناء التصوير".
وأضاف: "الطفل لم يتعرض لأي مشاهد أو نصوص صادمة بشكل مباشر، وتم التعامل مع المواقف الحساسة بطريقة تحترم حالته النفسية وتضع سلامته فوق كل اعتبار"، مشيراً إلى أن تصوير بعض المشاهد تم بتقنيات إخراجية تُظهر ما يحتاجه العمل درامياً دون أن يشهد الطفل الوقائع الكاملة كما تظهر للمشاهد على الشاشة.
وأكد الشناوي أن "المسلسل لم يكن فقط مسؤولية فنية، بل كان هناك وعي كامل بأن العمل يتناول قضية حساسة تتطلب عناية مضاعفة في طريقة تصويرها ومعالجة أبعادها النفسية، خاصة فيما يتعلق بحماية الطفل الذي يؤدي الدور".
قصة نشيد المسلسل
facebook
يتكرر ظهور يوسف خلال المسلسل وهو يتدرب على حفظ "نشيد" عن اللام الشمسية واللام القمرية.
لام شمسية لام قمرية.. واحدة نقولها واحدة خفية
القمرية زي ما هي.. زي الباب والعين والقلب
والشمسية متخبية زي السر وزي الذنب
والقمرية لام منطوقة.. موجودة في كل الأحوال
والشمسية لام مسروقة.. مش كل المكتوب يتقال
النشيد كتب بلغة بسيطة كأنها درس مدرسي، لكنه يحمل بين طياته إسقاطاً واضحاً على واقع المسلسل: هناك "أشياء خفية" لا تُقال، و"ذنوب" تُوارى خلف الأبواب المغلقة.
في تعليق على فيسبوك، أشار مايكل زكي إلى أن نشيد "لام شمسية" لخص بذكاء رسالة المسلسل، قائلاً: "الشمسية متخبية زي السر وزي الذنب... تشبيه يحترم عقولنا ويشير للمشكلة دون صدمة بصرية". واعتبر زكي أن المسلسل يعالج موضوعاً صعباً لطالما تجنبت الدراما المصرية تناوله.
وأشاد بموقف المخرج كريم الشناوي، بعدما قرأ منشوره الذي أوضح فيه وجود خبيرة حماية الأطفال سارة عزيز في موقع التصوير، لضمان بيئة آمنة للطفل بطل العمل، وتدريب فريق العمل على التعامل الحساس مع الأطفال.
وختم زكي تعليقه قائلاً: "بسبب حلقة واحدة فقط، شاهدت كمّاً من النقاشات والبوستات التي ترفع وعي الأهل حول هذه القضايا، وهذا من أجمل ما رأيته منذ سنوات في مجال التوعية المجتمعية".
"كل العناصر بتكمل بعض" هكذا علقت كاتبة العمل مريم نعوم على النشيد الذي يحمل اسم المسلسل، موضحة أنه من تأليف الشاعر مصطفى إبراهيم، وكتب خصيصاً للمسلسل، كما كشفت الكاتبة عبر حسابها الرسمي على فيسبوك أن اسم مسلسل "لام شمسية" اقترحته السيناريست سمر عبد الناصر خلال واحدة من جلسات التطوير أثناء مشاركتها في كتابة ومعالجة الشخصيات.
حتى الآن، بُثّت أربع حلقات فقط من مسلسل "لام شمسية"، لكن ذلك كان كافياً لفتح نقاش واسع حول قضية التحرش بالأطفال في العالم العربي، والتي لطالما تجنبتها الدراما العربية أو اكتفت بالإشارة إليها من بعيد.
بقالب درامي مشوّق وإيقاع بطيء يُصعّد التوتر تدريجياً، يكشف المسلسل عن خيوط قصة معقدة تمزج بين الغموض والإثارة والدراما النفسية، ويضع المشاهد أمام معضلة أخلاقية واجتماعية شائكة.
ومع تصاعد الأحداث، انقسمت آراء الجمهور والنقاد وحتى الفنانين حول جرأة المسلسل وقسوته، حيث اعتبره البعض محركاً لصدمة أو مشاعر ثقيلة لدى الناجين من التحرش من المشاهدين، وفي هذا الإطار، توجهت ميرنا مجدي عبر فيسبوك برسالة مباشرة للمشاهدين، خاصة لمن قد يختبرون صدمة أو مشاعر ثقيلة أثناء متابعة المسلسل. وكتبت: "لو حسيت في أي وقت بثقل أو trigger أو flashbacks، وافتكرت حاجة حصلت ومش عارف تخرج منها، تعالوا نفكر نفسنا بشوية خطوات تساعد".
وقدّمت ميرنا مجموعة من النصائح لمتابعي "لام شمسية" للتعامل مع المشاعر الصعبة، أبرزها: تقبّل المشاعر وعدم إنكارها، تذكير النفس بعدم الشعور بالذنب، التحدث مع شخص آمن، استخدام تقنيات التهدئة مثل لمس الأرض أو العد البصري للعناصر المحيطة، والحفاظ على التنفس العميق.
وختمت برسالة دعم واضحة: "اختار صحتك النفسية... لو متوقع إن المسلسل ممكن يتعبك، اتفرج مع حد أو خليه لوقت تاني. أنت مش لوحدك، ومش مذنب".
بالتوازي مع الجدل الدائر حول المسلسل، أطلقت الكاتبة مريم نعوم نداءً عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، طالبت فيه الجمهور بالتوقف عن تحميل الطفل بطل العمل فوق طاقته النفسية، وكتبت: "أنا بكتب البوست ده بصفتي أم مش سيناريست... أرجوكم ماتحملوش الطفل بطل المسلسل أكتر من طاقته بالبوستات اللي فيها أسئلة مربكة أو تعليقات بتوصم الشخصية اللي بيلعبها أو تحليلات غير علمية".
وأضافت: "الطفل ده أشجع من ناس كتير قوي... أرجوكم نمسك نفسنا شوية عن الرغبة في إننا ننزل بوستات فيها تعليقات أو أسئلة ممكن تكون مؤذية حتى لو النية طيبة".
واختتمت منشورها بالتأكيد على أن الإجابات ستتضح مع تطور الأحداث قائلة: "الهدف الجماعي أهم بكتير من التعليقات الفردية اللي ضررها هيكون أكبر بكتير من نفعها في اللحظة دي... خاصة إن كل الأسئلة هيتجاوب عليها على مدار الأحداث.. لسه 13 حلقة!".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي العام
منذ 6 ساعات
- الرأي العام
رجل فرنسي يقود سيارته بدون رخصة منذ عام 1997
حطم سائق سيارة فرنسى الرقم القياسى لأطول مدة قيادة مركبة بدون رخصة سارية المفعول، أو تأمين، أو فحص فنى – أكثر من 28 عاما، ففى الأسبوع الماضى، تحولت عملية إيقاف مرورى روتينية إلى مفاجأة لا تُنسى لوحدة شرطة آلية فى منطقة الرون، فرنسا، بعد التحقق من لوحات الترخيص، أوقف رجال المرور المركبة لإجراء فحص فنى منتهى الصلاحية، لكن تبين أن هذه كانت أقل المخالفات أهمية التى ارتكبها السائق، عند التحقق من أوراقه، أدرك الشرطى أن المركبة لا تحمل تأمينا أيضا، والأسوأ من ذلك كله أن رخصة القيادة قد أُلغيت عام 1997، وقد أخبر الرجل الضابط عرضا أن رخصة قيادته قد أُلغيت منذ أكثر من 28 عاما بعد ضبطه يقود تحت تأثير الكحول، وأنه لم يكلف نفسه عناء التقدم بطلب للحصول عليها مرة أخرى، مشبها رخصته القديمة بـ'زبادى منتهى الصلاحية لكنه لا يزال صالحا للأكل'. فى البداية، كشف فحص الملفات أن السيارة غير مشمولة بالتأمين، ثم جاء وقت التحقق من صلاحية رخصة القيادة، ثم: المفاجأة.. نشرت شرطة تارارى على صفحتها على فيس بوك، 'جاءت أبرز أحداث العرض عند فحص رخصة القيادة، كان الرجل يقود بدون رخصة منذ عام 1997″، بحسب ما ذكر موقع oddity central. يبدو أن الرجل قرر أنه إذا لم تكن لديه رخصة سارية، فلا جدوى من تأمين سيارته تأمينا إلزاميا أو إخضاعها للفحص الفني، الأمر المحير هو كيف تمكن من التسلل عبر فحوصات الشرطة لفترة طويلة، للأسف، لن يُكسبه إنجازه أى جوائز، بل ميدالية رمزية من الشرطة وموعدا فى المحكمة.


شفق نيوز
منذ 9 ساعات
- شفق نيوز
الفوضى تتفشى في غزة بينما ينتظر "السكان اليائسون" وصول الطعام
تسببت كمية الغذاء المحدودة التي وصلت إلى غزة بعد رفع الحصار الإسرائيلي جزئياً، في انتشار الفوضى، مع استمرار انتشار الجوع بين سكان القطاع. فقد اكتظت المخابز التي توزع الطعام بالحشود وأُجبرت على الإغلاق يوم الخميس، وفي الليل هاجم لصوص مسلحون قافلة مساعدات، ما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع مسؤولي أمن حماس، الذين استهدفتهم غارة لطائرة إسرائيلية مُسيرة، بحسب شهود عيان. وتؤكد الحادثة التي وقعت في وسط غزة، ورواها شهود عيان وصحفيون محليون ومسؤولون من حماس لبي بي سي، على تدهور الوضع الأمني في غزة، حيث انهارت حكومة حماس وعمّت الفوضى. ووقعت الحادثة أثناء توجه قافلة مكونة من 20 شاحنة تحمل الدقيق من معبر كرم أبو سالم إلى مستودع تابع لبرنامج الغذاء العالمي في مدينة دير البلح، ودخلت القطاع بتنسيق من برنامج الغذاء العالمي. ورافق القافلة ستة عناصر من أمن حماس عندما تعرضت لكمين نصبه خمسة مسلحين مجهولين، أطلقوا النار على إطارات الشاحنة وحاولوا الاستيلاء على حمولتها. وقال شهود عيان لبي بي سي نيوز إن فريق التأمين التابع لحماس اشتبك مع المهاجمين في تبادل إطلاق نار قصير. وبعد وقت قصير من بدء الاشتباك، استهدفت طائرات إسرائيلية مُسيرة فريق حماس بأربعة صواريخ، ما أدى إلى مقتل ستة ضباط وإصابة آخرين. EPA وأصدرت حماس بياناً أدانت فيه الهجوم ووصفته بأنه "مجزرة مروعة"، متهمة إسرائيل باستهداف الأفراد المكلفين بحماية المساعدات الإنسانية عمداً. بينما رد الجيش الإسرائيلي ببيان قال فيه إن إحدى طائراته حددت هوية "عدد من المسلحين، من بينهم إرهابيون من حماس"، بالقرب من شاحنات مساعدات إنسانية في وسط غزة "وضربت المسلحين بعد التعرف عليهم". وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه سيبذل "كل الجهود الممكنة لضمان عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى أيدي المنظمات الإرهابية". وسمحت إسرائيل بمرور كمية صغيرة من الغذاء إلى غزة هذا الأسبوع؛ حيث عبرت حوالي 130 شاحنة محملة بالمساعدات إلى داخل القطاع في الأيام الثلاثة الماضية، بعد أن رفع الجيش الإسرائيلي جزئياً الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً. وتقول الأمم المتحدة إن غزة تحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة من الإمدادات يومياً. وحذرت وكالات دولية، منها الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، مرارا وتكرارا من أن انعدام الأمن المتزايد يعوق توصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي يحتاجها السكان بشدة، ومعظمهم من النازحين داخل غزة. وتقول إسرائيل إن الحصار يهدف إلى الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في غزة، كما اتهمت حماس أيضاً بسرقة الإمدادات، وهو ما نفته الحركة. وأكد برنامج الأغذية العالمي نهب 15 شاحنة مساعدات تابعة له مساء الخميس، قائلاً إن "الجوع واليأس والقلق حول إمكان وصول المساعدات الغذائية يساهم في تفاقم انعدام الأمن". ودعت المنظمة الدولية إسرائيل إلى المساعدة في ضمان المرور الآمن للإمدادات. وكتب فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، على منصة إكس، أنه لا ينبغي أن "يتفاجأ" أحد "أو يشعر بالصدمة" من نهب المساعدات؛ لأن "أهل غزة يعانون الجوع والحرمان من الأساسيات مثل المياه والأدوية لأكثر من 11 أسبوعاً". وقبل دخول قافلة المساعدات يوم الخميس، تجمع فلسطينيون غاضبون وجائعون خارج المخابز في غزة، في محاولة يائسة للحصول على الخبز، لكن سرعان ما تحول الوضع إلى حالة من الفوضى، ما اضطر السلطات إلى وقف التوزيع. كما اضطرت معظم المخابز لتعليق عملياتها، مشيرة إلى انعدام الأمن. وأعرب العديد من السكان في مختلف أنحاء غزة عن شعورهم بالإحباط المتزايد، بسبب طريقة توزيع المساعدات، وانتقدوا برنامج الأغذية العالمي الذي يشرف على تسليم الأغذية. وطالب البعض بتوزيع الدقيق مباشرة على السكان بمعدل كيس واحد لكل أسرة، بدلاً من توزيعه على المخابز لإنتاج الخبز وتوزيعه على السكان. ويقول السكان المحليون إن توزيع الدقيق سوف يسمح للأسر بالخبز في المنازل أو في الخيام، ما سيكون "أكثر أماناً من الانتظار في مراكز المساعدات المزدحمة." EPA كما تحدث فلسطينيون على الأرض عن انهيار الخدمات الأساسية وتفاقم الأزمة الإنسانية، التي يواجهها من يعيشون وسط القتال أو أجبروا على ترك منازلهم، في ظل استمرار الجيش الإسرائيلي في تصعيد عملياته العسكرية ضد حماس. ومن داخل أحد مخيمات النازحين في المواصي جنوبي قطاع غزة، قال عبد الفتاح حسين لبي بي سي، عبر تطبيق واتساب، إن الوضع "يزداد سوءاً" بسبب عدد الموجودين في المنطقة. وأضاف، وهو أب لطفلين، أنه "لا توجد مساحة" في المواصي، كما أن الجيش الإسرائيلي أمر سكان المنطقة بمغادرة منازلهم التوجه إلى مكان آمن. وأكد أنه "لا يوجد كهرباء ولا طعام ولا مياه شرب كافية ولا أدوية متاحة"، والغارات الجوية المتكررة، خاصة أثناء الليل، تفاقم المعاناة". ووصف حسين شاحنات المساعدات القادمة بأنها "قطرة في بحر احتياجات سكان غزة." وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أنه سيُسمح أخيراً بدخول بعض الإمدادات "الأساسية" فقط من الاحتياجات إلى القطاع. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن كمية الغذاء التي دخلت غزة في الأيام الأخيرة لا تقترب حتى من الكمية المطلوبة لإطعام نحومليوني فلسطيني يعيشون هناك، في حين قالت الأمم المتحدة إن نحو 500 شاحنة كانت تدخل القطاع في المتوسط يومياً قبل الحرب. وحذرت منظمات إنسانية من مجاعة "تهدد قطاع غزة على نطاق واسع." وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن 400 شاحنة حصلت على الموافقة لدخول غزة هذا الأسبوع، لكن الإمدادات التي دخلت جُمِعت من 115 شاحنة فقط، مضيفا أنه لم يصل شيء "إلى الشمال المحاصر" حتى الآن. ورغم وصول بعض الطحين/الدقيق وأغذية الأطفال والإمدادات الطبية إلى غزة، وبدء بعض المخابز في الجنوب العمل مرة أخرى، قال غوتيريش إن ذلك يعادل "ملعقة صغيرة من المساعدات بينما هناك حاجة إلى طوفان من المساعدات". وأضاف أن "هناك إمدادات محملة على 160 ألف منصة متنقلة، تكفي لملء نحو 9 آلاف شاحنة، مازالت في الانتظار". وقالت رضا، وهي قابلة تعمل على توليد الحوامل من خلال جمعية مشروع الأمل الخيرية في دير البلح، إن النساء يأتين إليها في حالة إغماء، ويلجأن إلى طلب مساعدتها بسبب عدم تناول أي طعام حتى وجبة الإفطار. وأضافت أن الكثير من النساء يحصلن على وجبة واحدة فقط في اليوم، ويعيشن على البسكويت عالي الطاقة الذي تقدمه لهم الجمعية الخيرية. وتضيف القابلة: "بسبب سوء التغذية، دائماً ما تشكو النساء من عدم حصول أطفالهن على ما يكفي من المكملات الغذائية من الرضاعة، ولا يتوقفوا عن البكاء. إنهم يحتاجون دائماً إلى الرضاعة الطبيعية، لكن الصدور خالية من اللبن". أما صبا ناهض النجار، فهي مراهقة تعيش في خان يونس، حيث أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء جماعي للمنطقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، تمهيداً لعملية عسكرية "غير مسبوقة" هناك، بحسبه. وقالت صبا إن عائلتها بقيت في منزلها المدمر جزئياً، مضيفة "صدر أمر إخلاء لمنطقتنا، لكننا لم نغادر لأننا لا نجد مكاناً آخر نذهب إليه". وتابعت: "لا يوجد عدد كبير من المواطنين في المنطقة. النازحون ينامون في الشارع ولا يوجد طعام. الظروف متدهورة وصعبة للغاية". وقالت المراهقة الفلسطينية في رسالة عبر تطبيق واتساب، وهي تكاد تكون الطريقة الوحيدة للتحدث إلى الناس في غزة لأن الجيش الإسرائيلي يمنع الصحفيين من دخولها، إن "القصف مستمر بطريقة وحشية". وأكدت أنه لم يتبق لها ولأسرتها سوى القليل، مضيفة: "ليس لدينا طعام، ولا دقيق، ولا أي ضروريات أساسية للحياة".


الأنباء العراقية
منذ 19 ساعات
- الأنباء العراقية
ألمانيا: إصابة 12 شخصا بهجوم بسكين داخل محطة القطارات في هامبورغ
متابعة - واع أصيب 12 شخصا جراء هجوم بسكين في محطة القطارات الرئيسية بمدينة هامبورغ في شمال ألمانيا الجمعة، وفقا لما أفاد جهاز الإطفاء والشرطة المحلية التي أعلنت توقيف مشتبه به. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وذكرت صحيفة بيلد الألمانية أن 12 شخصا على الأقل أصيبوا في هجوم بسكين في محطة هامبورغ الجمعة، فيما أكدت الشرطة المحلية أنها ألقت القبض على المهاجم المشتبه به. وقالت الصحيفة إن ثلاثة من المصابين في حالة حرجة وثلاثة آخرين أصيبوا بجروح خطيرة وستة أصيبوا بجروح طفيفة، مشيرة إلى أن دوافع الهجوم لم تتضح حتى الآن. وجاء في منشور لشرطة هامبورغ على منصة إكس "وفق المعلومات الأولية، جرح شخص عددا من الأشخاص بسكين في محطة القطارات الرئيسية"، في حين أفاد متحدث باسم جهاز الإطفاء وكالة الأنباء الفرنسية بإصابة 12 شخصا، حياة بعضهم بخطر.