
من المدارس الفرنسية لمقاتلات "الرافال".. دلالات زيارة ماكرون إلى مصر
عندما دخلت طائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأجواء المصرية في 6 أبريل الجاري، رافقتها مقاتلات مصرية من طراز "الرافال" فرنسية الصنع، ليغرد حينها قائلاً: "وصلنا إلى مصر بكل فخر رفقة مقاتلات رافال المصرية.. رمز قوي لتعاوننا الاستراتيجي".
زيارة ماكرون للقاهرة، والتي امتدت 3 أيام، حظيت بحفاوة سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، ووصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان، بأنها "مهمة للغاية وشاملة"، عكست أوجهاً متعددة للتعاون المصري الفرنسي في مختلف المجالات، تشمل التعاون العسكري والاقتصادي مروراً بالتعليم، كما حَملت عدة رسائل ألقى بها ماكرون في صندوق بريد القوى الدولية، خاصة أن الزيارة انتهت على وقع الحرب في غزة.
تعاون عسكري لافت
الخبير في شؤون الأمن القومي والعلاقات الدولية، محمد عبد الواحد، يرى أن "استقبال ماكرون بمقاتلات الرافال ذو دلالات كبيرة"، بل أن معظم تفاصيل الزيارة تحمل دلالات مختلفة، "فالرافال رمز التعاون العسكري المصري الفرنسي الذي شهد زخماً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث أقدمت القاهرة عام 2015، على شراء 24 مقاتلة رافال، قبل أن يعقبها صفقة إضافية عام 2021 تضمنت 30 طائرة أخرى، في أكبر صفقة بتاريخ فرنسا، لتصبح مصر بذلك ثاني أكبر مشغّل لهذه المقاتلة بعد باريس".
وأشار عبد الواحد، في حديث لـ"الشرق"، إلى أن "الرافال" مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع، وتتمتع بقدرات قتالية متنوعة، وتستطيع حمل صواريخ "ميتيور جو-ج"، بالإضافة إلى صواريخ "سكالب جو - أرض" بعيدة المدى، الأمر الذي يمنح القوات الجوية المصرية قدرات هجومية ودفاعية متقدمة.
وتحدث عبد الواحد عن "التطور اللافت والمستمر على صعيد التعاون العسكري المصري الفرنسي"، مشيراً إلى أن القاهرة حصلت على حاملتي المروحيات "ميسترال" من فرنسا، والتي تُعد من أبرز الإضافات الاستراتيجية للجيش المصري، حيث تستخدم في العمليات البرمائية والقيادة والسيطرة، وتحمل مروحيات هجومية، لتصبح القاهرة أول دولة في الشرق الأوسط تمتلك حاملة مروحيات قادرة على نقل قوات وجنود إلى مواقع مختلفة خارج الحدود المصرية.
تنوع التسليح
وأضاف: اقتنت مصر كذلك عدداً من الفرقاطات البحرية على غرار فرقاطة "تحيا مصر" التي تُعد واحدة من أفضل القطع البحرية عالمياً المتخصصة في مهام مكافحة الغواصات، لافتاً إلى أن باريس كانت ركيزة أساسية في استراتيجية القاهرة بالسنوات الأخيرة لتنويع مصادر تسليحها.
وتُعد مصر أحد الأسواق الرئيسية للمعدات العسكرية الفرنسية، وكانت أول بلد أجنبي يشتري مقاتلات "رافال" في 2015، بعد عام من وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، وبلغ مجموع الواردات المصرية من الأسلحة الفرنسية 7.7 مليار يورو بين عامي 2010 و2019، ما جعل القاهرة رابع أكبر دولة مستوردة للسلاح من فرنسا، وفقاً للتقرير السنوي للبرلمان الفرنسي، فالتوجه المصري باتجاه باريس جاء بعدما ذكرت تقراير أن الولايات المتحدة ترفض بشكل غير معلن تسليم القاهرة مقاتلات F-35.
ومع وصول ماكرون، بدأت زيارته الرسمية رفقة السيسي لمنطقة خان الخليلي بالقاهرة التاريخية، ووسط زخم الاستقبال الشعبي، برز الدور الفرنسي في التنقيب عن الآثار المصرية، إذ يعد متحف "اللوفر" في باريس ثاني متحف يمتلك آثاراً مصريةً (نحو 52 ألف قطعة آثار مصرية) في العالم بعد المتحف المصري.
وفي ظل التعاون بين البلدين، وبالتزامن مع زيارة ماكرون، أشار بيان رسمي إلى أن حوالي 55 بعثة أثرية فرنسية تعمل في مواقع أثرية بمصر، ويوجد 3 معاهد علمية فرنسية في مصر، حيث يعتبر المعهد الفرنسي للآثار الشرقية IFAO، جزءاً من شبكة المدارس الفرنسية في الخارج، ويقع تحت رعاية وزارة التربية والتعليم الفرنسية، وتتمثل مهمته في دراسة الحضارات المصرية، فيما يضم نطاق عمله "وادي النيل، والدلتا، والواحات، والصحراء الشرقية والغربية، وسيناء، والبحر الأحمر"، والمركز الفرنسي المصري لدراسة معبد الكرنك CFEETK، ومركز الدراسات السكندرية CEAlex.
مترو الجامعة
وخلال الزيارة، استقل ماكرون مترو الأنفاق المصري، الذي أنشئ عام 1984 بدعم من فرنسا، للذهاب إلى جامعة القاهرة، حيث ألقى خطاباً هو الأول لرئيس دولة أجنبية منذ خطاب الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما في عام 2009، ليتماشى ذلك مع دلالة أخرى في الزيارة، حيث تم الاتفاق على مضاعفة عدد المدارس الفرنسية في مصر، الذي يبلغ حالياً نحو 50، بحسب بيانات المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة، فيما تم الاتفاق على إنشاء 100 مدرسة مصرية فرنسية بحلول عام 2030.
بدوره، يرى المتخصص في شؤون التعليم، محمد الشرقاوي، أن التعليم الفرنسي هو الثاني أو الثالث في مصر، إذ ينتشر بشكل كبير في كليات الطب والحقوق المصرية، بل ويدرس طلاب الثانوية العامة اللغة الفرنسية كلغة أجنبية ثانية.
ورأى الشرقاوي، في حديث لـ"الشرق"، أن التوسع الفرنسي في مشاريع التعليم بمصر سواء الجامعي أو ما قبل الجامعي، عامل مؤثر في التصنيفات العالمية، التي باتت مؤشراً على جودة التعليم، ولذلك تسعى القاهرة جاهدة لرفع تصنيف جامعاتها عالمياً، بالشكل الذي يمنحها أفضلية في جذب الطلاب من الدول الإفريقية والعربية للدراسة لديها، وتحويل التعليم لمصدر جديد من مصادر الدخل والعُملة الأجنبية.
وأشار إلى أن باريس لديها رغبة واضحة في انتشار اللغة الفرنسية، حتى أن ماكرون أشار إلى أن 321 مليون شخص على مستوى العالم يتحدثون باللغة الفرنسية، ولذلك تسعى لتوسيع دائرة مشروعاتها التعليمية بمصر، خاصة المراحل قبل الجامعية، عبر توقيع بروتوكولات ومذكرات تفاهم مختلفة، تتيح إدخال اللغة الفرنسية في المدارس، مع تبادل الخبرات الأكاديمية بين أعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية والفرنسية، بما يسهم في رفع مستوى التعليم.
وتضم مصر 45 مدرسة فرانكفونية، من بينها 37 مدرسة حاملة لعلامة LabelFrancÉducation تحت إدارة وكالة تعليم اللغة الفرنسية بالخارج AEFE، ويبلغ إجمالي طلاب المدراس الفرنسية نحو 10 آلاف طالب.
وأضاف الشرقاوي أن "التعاون المصري الفرنسي بمجال التعليم مُمتد لأكثر من قرن، حيث يتواجد التعليم الفرنسي بشكل ملموس في مصر، عبر المدارس الفرنسية، إضافة إلى نحو 3 جامعات فرنسية، بل أن كلية الحقوق بجامعة السوربون فتحت أبوابها بجامعة القاهرة قبل 35 عاماً".
ويتشارك البلدان حالياً بنحو 50 شراكة في مختلف مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، فيما تهدف العلاقات الفرنسية- المصرية إلى نقل 50 شهادة فرنسية إلى مصر ما بين عامي 2025 و2035، إلى جانب تنفيذ 70 مشروع تعاون جديد.
تحولات عالمية واقتصادية
ووقع الرئيس الفرنسي، خلال الزيارة، مع نظيره المصري نحو 12 اتفاقية، تهدف إلى التوسع في التعاون في كافة المجالات، أبرزها الجانب الاقتصادي.
وقال سعيد حنفي، عضو مجلس إدارة غرفة التجارة المصرية الفرنسية، إن الزيارة ساهمت في لفت أنظار الأوروبيين نحو القاهرة لاتخاذها كمركز للتصنيع والتصدير إلى دول العالم، وفي مقدمتها دول القارة الإفريقية، خاصة مع اشتعال حرب التعريفات الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا والصين.
وعن الشراكة الاستراتيجية التي وقعها البلدين، أوضح حنفي أن التطورات التي يشهدها السوق العالمي تُجبر الدول على إعادة ترتيب أوراقها والبحث عن شراكات استراتيجية مؤثرة، بعيداً عن ما وصفه بـ"التسلط الأميركي"، لافتاً إلى أن باريس ترغب في إعادة تجربتها مع المغرب، عبر مصر، بالحصول على موقع لوجيستي وحيوي للتصنيع والتصدير نحو دول القارة الإفريقية، التي لطالما امتلكت فرنسا حضوراً مؤثراً فيها.
وفي حديث لـ"الشرق"، نوّه حنفي إلى أن فرنسا ترغب في البحث عن بدائل عن السوق الأميركي بعد قرارات الرئيس دونالد ترمب الأخيرة المتعلقة بفرض رسوم جمركية وصلت لمستوى 20% على دول الاتحاد الأوروبي قبل تعليقها لمدة 90 يوماً، كما تسعى باريس إلى تقليل التأثير السلبي المُنتظر لقرارات ترمب، وإيجاد بدائل لصادراتها، وفي حال المضي قدماً بتنفيذ شراكات استراتيجية ونقل جزء من التصنيع الفرنسي لمصر، سيفتح هذا سوقاً جديداً في الدول العربية ومنطقة "الكوميسا" والمغرب العربي.
وشهدت زيارة ماكرون، وفقاً لحنفي، توقيع اتفاقيات عديدة، أبرزها وضع حجر الأساس لإنشاء مجمع صناعي بمدينة برج العرب في الإسكندرية، لإنتاج الوحدات المتحركة ومدخلات إنتاج الأنظمة الكهربائية ومكونات السكك الحديدية، بالتعاون مع شركة "ألستوم" الفرنسية.
العريش - باريس
بدوره، الخبير الاستراتيجي اللواء محمد عبد الواحد، سلّط الضوء على ختام زيارة ماكرون، والتي كانت من مدينة العريش الحدودية مع غزة، حيث الملف المشترك والتفاهمات مع مصر، واصفاً وجود الزعيمان المصري والفرنسي بهذه المنطقة القريبة من القطاع الفلسطيني، أنه "محاولة للفت أنظار العالم إلى حجم معاناة الفلسطينيين الذين يتعرضون لحرب إبادة من الجيش الإسرائيلي".
ويعتقد عبد الواحد أن الضغوط العربية ساهمت بشكل كبير في تشكيل موقف أوروبي مختلف، عبر زيارة ماكرون واعتراف مدريد وباريس بالدولة الفلسطينية، وهنا دلالة مهمة أن فرنسا بتزعمها للاتحاد الأوروبي ووجود ماكرون لجوار السيسي قرب الحدود دليل واضح على وجود محور سياسي غربي داعم للتسوية السياسية، بعيداً عن المحور الأميركي الإسرائيلي الداعم للتوجهات العسكرية.
واختتم حديثه مشيراً إلى "رغبة ماكرون في إيصال رسالة للولايات المتحدة وإسرائيل، أن فرنسا تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وأن القرار الفرنسي، هو قرار مُنفرد وخارج الهيمنة الأميركية"، وفق تعبيره.
ورأى عبد الواحد أن "باريس العضو الدائم في مجلس الأمن، تمتلك قدرة كبيرة في التأثير على دعم على القضية الفلسطينية على المستوى الدولي والإقليمي، متمثلاً في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى رغبة القاهرة في الحصول على الدعم الأوروبي لخطتها في إعادة إعمار غزة، والتي تواجه ضغوطا أميركية وإسرائيلية كبيرة، خاصة أن باريس تقود أوروبا في السنوات الأخيرة"، وفق قوله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الوئام
منذ 2 ساعات
- الوئام
برلين: أوكرانيا ستتلقى قريبا أولى الصواريخ الألمانية
أفادت وزارة الدفاع الألمانية بأن أوكرانيا قد تتمكن قريبًا من استخدام أولى الأسلحة بعيدة المدى التي سيتم إنتاجها بشكل مشترك مع ألمانيا. وأعلنت الوزارة في برلين اليوم الأربعاء أن عددًا كبيرًا من هذه الأسلحة يمكن أن يُنتج خلال هذا العام، وأضافت: 'من الممكن أن تدخل أولى هذه الأنظمة الخدمة في القوات المسلحة الأوكرانية في غضون أسابيع قليلة'. وأوضحت الوزارة أن أنظمة الأسلحة هذه تم إدخالها بالفعل إلى الخدمة في الجيش الأوكراني، وبالتالي لا حاجة لتدريب إضافي، غير أن الوزارة لم تحدد في بيانها نوع أنظمة الأسلحة المعنية. وكانت الحكومة الألمانية أعلنت في وقت سابق أنها لن تتحدث علنًا عن تفاصيل المساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا. ووقّع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس ونظيره الأوكراني روستم أوميروف اتفاقية تعاون بشأن الحصول على أسلحة بعيدة المدى، وهي الاتفاقية التي سبق أن أعلن عنها المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في برلين. وبحسب وزارة الدفاع الألمانية، فإن الاتفاقية تنص على تمويل إنتاج مثل هذه الأسلحة داخل أوكرانيا. وكان ميرتس تحدث عن إقامة تعاون بين البلدين على المستوى الصناعي، وذكر أن هذا التعاون يمكن يتم في كل من أوكرانيا وألمانيا. ووفقًا للبيان، فإن برلين تعهدت أيضًا بتقديم دعم إضافي لأوكرانيا، يشمل توفير ذخيرة، وأسلحة أخرى، والمساعدة في أعمال الصيانة، والحفاظ على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، وتوفير المعدات الطبية. وأفاد البيان بأن قيمة حزمة الدعم تبلغ خمسة مليارات يورو، مشيرا إلى أن البرلمان الألماني وافق على الحزمة بالفعل.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
بين السخرية والتكذيب... «صفعة» بريجيت لماكرون تُشعل مواقع التواصل
أثار مقطع فيديو يُظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو يتلقى «صفعة» من زوجته بريجيت، لحظة وصوله إلى فيتنام، موجة واسعة من التفاعل والسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي. الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع عبر منصات مواقع التواصل وتناقلته شاشات التلفزيون، يوثق لحظة فتح باب الطائرة الرئاسية في مطار فيتنام؛ حيث ظهر ماكرون في حالة من الذهول، بينما تمتد ذراعان بأكمام حمراء نحوه وتدفع وجهه، قبل أن تظهر بريجيت إلى جانبه مرتدية سترة حمراء. ابتسم الرئيس الفرنسي أمام الكاميرا بعد صدمة «الصفعة المفاجئة»، ولاحقاً في تبريره للموقف المحرج الذي تعرض له، قلل ماكرون مما جرى، منتقداً تحويل ما عدَّه «مزاحاً ولهواً مع زوجته» إلى «كارثة» ومادة للتعليقات «الغبية»، معرباً في النهاية عما يرجوه بشكل مُلح بعد هذا الموقف، وهو أن يهدأ الجميع وتنتهي القصة تماماً. وقبلها، وفي محاولة لاحتواء الموقف، علَّق «الإليزيه» بالقول إن ما حدث كان «لحظة ودية» و«مجرد شجار» بين الزوجين، مشدداً على أن الحادث لا يحمل أي دلالة سلبية. إلا أن كثيراً من الفرنسيين رأوا أن هذا التوضيح «يزيد الطين بلة». وقال موقع «بي إف إم تي في» الفرنسي، إن مقطع فيديو للرئيس الفرنسي وزوجته بريجيت أثار موجة كبيرة من التعليقات بعد وصولهما إلى فيتنام. الصحافي الفرنسي كوري لو غوين تعامل مع «صفعة ماكرون» بطريقة أخرى، فنصح الرئيس الفرنسي بالاتصال بخدمات ضحايا العنف المنزلي! وخاطبه على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي قائلاً: «إيمانويل، إذا تضررت من عنف منزلي، فاتصل بالرقم 39-19. لا تبقَ وحيداً وجهاً لوجه مع مصابك». ووصف النائب عن التجمع الوطني جان فيليب تانغوي تصريحات قصر الإليزيه بأنها «أكاذيب تليق بجمهوريات الموز». وقال في تغريدة على «إكس» مساء: «في مواجهة أدنى مشكلة، يلقي حزب ماكرون باللوم على الذكاء الاصطناعي والاستخبارات الروسية، قبل تبرير ما لا يمكن تبريره». L'utilisation par l'Elysee de mensonges pavloviens dignes des républiques bananières devient très inquiétante pour notre dé au moindre problème, la Macronie accuse « l'intelligence artificielle » et « les services russes » avant de justifier l'injustifiable. — Jean-Philippe Tanguy Ⓜ️ (@JphTanguy) May 26, 2025 بدورها، سخرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من مقطع الفيديو، وقالت: «المثير للاهتمام ليس هذا (أي هذه اللقطات في هانوي) ولكن ما سيخرج به قصر الإليزيه هذه المرة للتغطية على فضيحة (إيمانويل غيت) الجديدة». وأضافت: «ماذا ستكون رواية «الإليزيه» هذه المرة؟ هل أرادت السيدة الأولى أن ترفع معنويات زوجها بمداعبة خده برفق، ولكنها أخطأت في تقدير قوتها؟ هل أعطته منديلاً ولكنها أخطأت؟». واختتمت منشورها على «إنستغرام» بالعبارة الآتية: «اقتراحي أنها ربما يد الكرملين؟».


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
من علاقة طالب بمعلمته إلى «الصفعة»... قصة «غير تقليدية» بين إيمانويل وبريجيت ماكرون
عندما ظهر فيديو للسيدة الفرنسية الأولى بريجيت ماكرون صباح الاثنين، وهي تدفع وجه زوجها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدى وصولهما إلى فيتنام، كانت اللحظة صادمة وأثارت الفضول والتساؤلات، لكنها ليست اللقطة الوحيدة المثيرة للجدل في علاقة تتصف بأنها غير تقليدية منذ البدايات. وفي مقطع مصور، ظهرت بريجيت ماكرون وهي تدفع وجه زوجها بيديها قبل نزوله من طائرة الرئاسة، في وقت متأخر، الأحد، ما جعله يتراجع إلى الوراء قبل أن يتدارك الأمر، ويلوِّح للكاميرات قبل النزول من فوق سلم الطائرة. وظلت بريجيت مختبئة للحظات داخل الطائرة؛ ما حجب أي رؤية للغة جسدها، ثم نزل ماكرون وبريجيت المتزوجان منذ 2007 معاً على الدرج. وسرعان ما انتشرت اللقطة ولاقت تعليقات واسعة في الصحافة المحلية والعالمية وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، ما استدعى رد الرئيس الفرنسي الذي قلل من شأن الواقعة، وقال للصحافيين في هانوي: «كنت أتشاحن، أو بالأحرى أمزح مع زوجتي»، وأضاف: «هذا لا شيء». وتطرقت صحيفة «نيويورك بوست» في تقرير إلى تاريخ العلاقة بين إيمانويل ماكرون وبريجيت منذ أن كان طالباً في المدرسة وكانت هي معلمته. وكان ماكرون يبلغ من العمر 15 عاماً فقط، وهو سن الرشد في فرنسا، عام 1993 عندما التقى بالسيدة بريجيت أوزيير، وهي مُعلمة في مدرسة ثانوية تبلغ من العمر 39 عاماً، في مدرسة «لا بروفيدانس» الكاثوليكية في أميان، حيث كان أيضاً زميلاً لابنتها الكبرى، لورانس. ووفق ما قال دانيال ليليو، معلم الرياضة السابق لماكرون لوكالة «بلومبرغ»: «في سن 15 عاماً، كان ماكرون يتمتع بنضج شاب في الخامسة والعشرين من عمره. كان يُفضل قضاء وقته في الحديث مع المُعلمات بدلاً من زملائه في الفصل». كانت بريجيت تكبره بـ24 عاماً، ووفق «إندبندنت»، كان والداه يعتقدان أن ابنهما يواعد لورانس، حتى ظهرت الحقيقة من خلال صديق للعائلة. إيمانويل ماكرون الطالب ابن الـ15 عاماً (فرانس 3) وبحسب سيرة ذاتية للسيدة الأولى بعنوان «بريجيت ماكرون: امرأة متحررة» بقلم مايل برون، اكتشفت عائلة بريجيت أمر علاقتها الغرامية في صيف عام 1994 بعد أن ضبطتهما وهما يأخذان حمام شمس حول حمام السباحة في منزل والديها المسنين. وأثارت العلاقة بين الطالب المتفوق ومعلمته في الأدب والدراما ضجة، وأرسل السكان المحليون رسائل مجهولة المصدر إلى مقر مصنع الشوكولاته والماكارون العريق الذي تديره عائلة بريجيت، ينددون بالعلاقة. كما بصق الجيران والأصدقاء والأعداء على أبواب بريجيت، وفقاً لبرون، التي كتبت في السيرة أيضاً: «بين ليلة وضحاها، رفض أصدقاؤها الذين كانت تخطط لقضاء إجازة معهم التحدث معها». أما والدا ماكرون فصدما، وقررا نقل ابنهما من المدرسة. وماكرون عن قصة حبه المبكرة لصحيفة «ديلي ميل» قال: «تحدثنا عن كل شيء. واكتشفت أننا كنا نعرف بعضنا البعض دائماً». في ذلك الوقت، كانت بريجيت متزوجة من المصرفي أندريه لويس أوزيير، وأنجبت منه ثلاثة أطفال. وتلقّى أوزيير خبر إعجاب زوجته بمراهق «كصفعة على وجهه»، وفقاً لبرون. استمر طلاق بريجيت وأندريه اللاحق لعقد من الزمن. وخلال تلك الفترة، غادر إيمانويل أميان في النهاية ليقضي سنته الأخيرة في مدرسة ثانوية مرموقة في باريس، لكن البعد لم يُطفئ شغفه وشغف بريجيت ببعضهما البعض. وقالت بريجيت في مقابلة نادرة مع مجلة «باري ماتش»: «كنتُ في حالة من الفوضى. قلتُ لنفسي إنه سيقع في حب فتاة في مثل عمره. لكن ذلك لم يحدث». التحق إيمانويل بالجامعة لدراسة السياسة والشؤون الدولية، واستمرت علاقتهما. وبحسب غاسبار غانتزر، الذي التحق بالجامعة مع ماكرون في ستراسبورغ، «كل يوم جمعة بعد درس اللغة الإسبانية، كان يركض إلى محطة القطار ويركبه». بريجيت وإيمانويل في يوم زفافهما (فرانس 3) تزوج إيمانويل ببريجيت في خريف عام 2007، وهو العام الذي انتهى فيه طلاق بريجيت. كان عمره 29 عاماً، بينما كانت تبلغ 54 عاماً. أُقيم حفل الزفاف في قاعة المدينة في بلدة لو توكيه الساحلية، وهو المكان نفسه الذي تزوجت فيه بريجيت من زوجها الأول عام 1974، حيث كانت عائلتها تمتلك منزلاً لقضاء العطلات. ارتدت بريجيت فستاناً أبيض قصيراً. وحضر أولادها الثلاثة، بالإضافة إلى أفراد آخرين من العائلة ووالدي إيمانويل. وفي نخب لعروسه وعائلته الجديدة، قال ماكرون: «كل واحد منكم شاهد على هذه السنوات الـ13 الماضية. لقد تقبلتمونا. لقد جعلتمونا ما نحن عليه اليوم... أود أن أشكركم على حبكم لنا كما نحن، وأود أن أشكر أبناء بريجيت لأن هذا لم يكن سهلاً عليهم». بريجيت وخلفها إيمانويل يظهر في الصورة (أ.ف.ب) بعد الزواج، ركّز الزوجان على مسيرة إيمانويل السياسية الواعدة. وفي نهاية المطاف، تركت بريجيت عملها بصفتها معلمة لتعمل مستشارة رئيسية لزوجها عندما أصبح وزيراً للمالية في حكومة فرنسوا هولاند عام 2014. وظلت إلى جانبه أثناء ترشحه للرئاسة، وصدت هجمات لاذعة في وسائل الإعلام الفرنسية. في عام 2017، وفي سن 39، انتخب إيمانويل رئيساً لفرنسا، ليصبح أصغر رئيس في تاريخ البلاد. في العام نفسه، وفي مقابلة مع مجلة «إيل فرانس»، تحدثت بريجيت عن فارق السن بينهما، وقالت: «هناك أوقات في الحياة تتطلب اتخاذ قرارات مصيرية. بالطبع، نتناول الإفطار معاً، أنا مع تجاعيدي، وهو مع شبابه، لكن الأمر كذلك». بريجيت في حفل توزيع جوائز «لا للتنمر» في قصر الإليزيه (أ.ف.ب) وكان الرئيس الفرنسي قد وصف زوجته سابقاً بأنها «مرساة»، قائلاً إنها تُبقيه مُركزاً في عمله. في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، قال ماكرون: «بالنسبة لي، من المهم جداً لتوازني الشخصي أن يكون هناك من يخبرني الحقيقة يومياً». وسبق للرئيس الفرنسي أن وصف زوجته بـ«المذيعة»، قائلاً إنها تُبقيه مُركزاً في عمله. وأضاف: «بالنسبة لي، من المهم جداً لتوازني الشخصي أن يكون هناك من يخبرني الحقيقة يومياً. إن الوصول إلى الحقيقة هو من التحديات الرئيسية. أن يكون هناك شخص لديه قناعاته الراسخة ويعرفك على حقيقتك ويحبك لما أنت عليه، وليس لما تُمثله أو دورك أو مكانتك. هذا مهم جداً بالنسبة لي».