عندما يفشل الردع بين باكستان والهند تبقى الحكمة السعودية
طالما توجد مصالح مشتركة ومتضاربة بين البشر، فإن
الصراع أمر لا مفر منه، وهنا نقطتي طرف في الصراع فهناك الصراع المحض، الذي تتعارض فيه مصالح البشر تعارضا كاملا، وهناك في الطرف الاخر حيث لا يوجد الصراع حينما يحقق كل طرف كامل مبتغاه بلا تعارض؛ كخطين مزدوجين لا يتلقيان ابدا، وبين هذين الطرفين يظهر الصراع بأشكال ونماذج مختلفة كتفاوض ومساومة ومنافسة.
الأصل في العلاقات الإنسانية أن يظهر الصراع في أحد الأشكال التي بين الطرفين، ومُعظم مواقف الصراع تفاوض بحيث يعمل كل طرف على تحقيق غاياته وفقا لما يتملكه من قوة ووسائل إقناع وضغط مع إدراك كل ما يريده ورحم الله امرأً عرف قدره نفسه.
وقد تكون المُساومة صريحة، لفرض تنازل الطرف الآخر عن موارد أو حقوق أو إخلاء منطقة وقد تنطوي المساومة على تهديدات بالحاق الضرر، وإذا كان التفاوض والمساومة تتطلب حوارا فإن المنافسة في اقصى الطرف قبل اختفاء الصراع تظهر المنافسة بدون حوار ولا قنوات اتصال تاركة المجال للمهارات، والقدرة على التحمل مع محل الحوار المباشر كمثل حرب الأسعار.
في مسارات الصراع هناك منطقة للردع، وهي التي تشبه المطبات الصناعية قبل الوصول للمنعطف، وكمكابح القوى قبل أن تدمر كل ما حولها. عندما يصل الطرفان في الصراع إلى أقصى الطرف وينعدم الحوار مع تعارض المصالح فهذا معناه أن كل مكابح القوى والردع قد فشلت ولم يبقى إلا الصراع المحض كطرفين متعارضين تمامًا، عندها فقط تصبح الحرب نتيجة حتمية، ويسعى كل طرف إلى تدمير الآخر ولو تسبب في تدمير ذاته.
لا منجى للعالم من مرحلة خطيرة كهذه إلا عندما تحضر الحكمة والتعقل والثقة بين الطرفين، ولا يحدث ذلك إلا إذا تدخل طرف ثالث له كل تلك الأدوات السياسية مع ما يتمتع به من ثقة بين الطرفين.
ومن هنا لعل ما حدث بين الهند وباكستان أخيرا هو الوصول بالصراع القديم بينهما إلي منعطف خطر مع فشل كل أدواتهما للردع لتشتعل الحرب بين ليله وضحاها. ومع سجل تاريخي من الصراع الطويل فإن العالم في أشد حالات التوتر من الانزلاق نحو الحرب النووية التدميرية، مالم يتدخل الحكماء في العالم لدفع الطرفين لمسارات العقل والصراع التفاوضي الحميد مرة أخرى.
وهذا هو الدور الذي تكفلت السعودية بالقيام به وخاصة أن لها رصيد من الثقة بين حكومتي البلدين وثقة حقيقية في نوايا السعودية الصادقة في دفع الطرفين لحوار تفاوضي يجنب العالم والمنطقة وبلات حوب قد تكون الأكثر دموية منذ عقود طويلة، لقد أدت دورها وهي مدركة لحجم الصراع القائم و التاريخي ولذا سعت فورا بالعودة إلى المفاوضات وأسهمت الاتصالات والمساعي الحميدة التي بذلتها السعودية في وقت قياسي جدًا في نزع فتيل الأزمة وخفض التصعيد بين الجانبين انطلاقًا من ثقة الأطراف المتنازعة بمكانة السعودية ودورها المحوري في ترسيخ الأمن والاستقرار.
لقد شهدنا جميعا كيف أدركت السعودية من اللحظات الأولى كيف انزلق الطرفين للنزاع المحض لهذا بدأ وزير الخارجية ومنذ وقت مُبكّر دورًا أساسيًا في دفع الطرفين للتحلي بأعلى درجات ضبط النفس وكانت السعودية هي الدولة الوحيدة التي أرسلت مبعوثا خاصا لزيارة البلدين والالتقاء بالقيادتين السياسيتين لتغليب صوت الحكمة وإسكات أصوات البنادق، وهو ما تكلل ولله الحمد في إعلان البلدين إنهاء التصعيد العسكري والالتزام بالتهدئة.
ولأن مصداقية السعودية كدولة راعية للسلام دوما هي المحك الرئيسي في قبول دعوات الحوار بين الطرفين وترك الصراع المحض، لذا جاء إعلان كل من الباكستان والهند عن تقديرهما لجهودها تلك في خفض التصعيد بين الجانبين، فهي الدولة التي تدرك عمق الصراع بين الطرفين وعمق المشكلة وترى أن الحل لها لن يكون وفقا لمنطق القوة ولا حتى لغة المساومة، بل بمنطق الحوار التفاوضي المفتوح، الذي يزيل عند كل طرف مخاوفه من الطرف الآخر ويسمح بالوصول إلى حل عادل للقضايا بين الطرفين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
مكالمة ترمب وبوتين تدفع جهود وقف النار في أوكرانيا
حملت نتائج المكالمة الهاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب، أمس، تقدّماً ملموساً في جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا. وأعلن ترمب في منشور على «تروث سوشيال»، بعد المكالمة الهاتفية التي استمرّت ساعتين، أن روسيا وأوكرانيا ستبدآن «فوراً مفاوضات من أجل وقف النار، والأهم من ذلك، إنهاء الحرب». كما أشار ترمب إلى إبداء الفاتيكان، مُمثّلاً في البابا ليو الرابع عشر، اهتمامه باستضافة المفاوضات. بدوره، أعلن بوتين موافقة مشروطة على إعلان وقف مؤقت للقتال في أوكرانيا، مستجيباً بذلك لطلب أميركي وأوروبي مُلحّ ظلت موسكو تعارضه طويلاً. لكن الرئيس الروسي اشترط التوصل إلى «تفاهمات حول الهدنة»، وسار خطوة إضافية للاقتراب مع الموقف الأميركي حيال ضرورة تسريع وتيرة التوصل إلى تسوية نهائية للصراع، مؤكداً ضرورة التوصل إلى «حلول وسط». وقال إن بلاده تؤيد «تسوية سلمية تُلبّي مصالح الطرفين الروسي والأوكراني».


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
اتفاق هندي وباكستاني على سحب التعزيزات من الحدود
تابعوا عكاظ على اتّفقت الهند وباكستان اليوم (الثلاثاء) على سحب التعزيزات العسكرية الحدودية بحلول أواخر مايو الجاري، وبحسب مسؤول باكستاني، فإنه جرى الاتفاق على تدابير مباشرة لخفض عدد من الجنود المرسلين إلى الحدود. وكان مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى من البلدين قد عقدوا اجتماعاً عبر الهاتف اتفقوا خلاله على تدابير مباشرة التصعيد، على أن ينسحب الجنود تدريجاً للعودة إلى مواقع ما قبل النزاع بحلول أواخر مايو. وقال المسؤول في تصريحات صحفية: كلّ هذه الترتيبات كان من المفترض أن تنجز في عشرة أيّام، لكن سُجّل تأخّر" وستعود الدولتان إلى مواقع الانتشار في وقت السلم على طول حدودهما وخط المراقبة - الحدود الفعلية التي تقسم كشمير - بحلول نهاية مايو الجاري. أخبار ذات صلة وأثارت المواجهة بين الهند وباكتسان مخاوف عالمية من احتمال اندلاع حرب شاملة، خصوصاً بعد إرسال الهند وباكستان تعزيزات عسكرية إلى الحدود، على طول خطّ الفصل في كشمير، لكنه وبعد أربعة أيام من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيَّرة والمدفعية أسفرت عن مقتل 60 شخصاً على الأقل ونزوح الآلاف من كلا الجانبين، أعلِن عن مبادرة في العاشر من مايو الجاري ليتبعها اتصالات عسكرية واجتماعات. يذكر أن الهند وباكستان تتنازعان السيادة الكاملة على منطقة كشمير منذ الاستقلال عن الحكم البريطاني وتقسيمهما سنة 1947. الهند وباكستان


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
خامنئي: لا أظن أن المفاوضات مع أميركا ستُفضي إلى نتيجة
قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إنه «لا يعتقد» أن المفاوضات مع الولايات المتحدة حول الملف النووي الإيراني ستؤدي إلى نتيجة، مضيفاً أن ما يقوله (الأميركيون) إنهم لن يسمحوا لإيران بالتخصيب، «وقاحة زائدة». وقال خامنئي، في أول مراسم لإحياء الذكرى السنوية لوفاة الرئيس السابق، إبراهيم رئيسي، إنه في عهد رئاسة الأخير «كانت المفاوضات غير مباشرة، لكنها لم تُفضِ إلى نتيجة، ولا نظن أنها ستُفضي إلى نتيجة الآن أيضاً، ولا نعلم ما الذي سيحدث». وطالبت الولايات المتحدة إيران بوقف تخصيب اليورانيوم الذي تقول إنه طريق محتمل لصنع قنابل نووية. وانتهت جولة رابعة من المحادثات الإيرانية - الأميركية في سلطنة عمان، مطلع الأسبوع الماضي. وقال خامنئي: «الطرف الأميركي الذي يدخل في هذه المفاوضات غير المباشرة ويجري الحوار، عليه ألا يقول هراء». وأضاف: «قولهم إننا لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، هذه وقاحة زائدة. لا ينتظر أحد إذنَ هذا أو ذاك. الجمهورية الإسلامية لها سياسة، ولها منهج، وهي تتبع سياستها الخاصة». ورفض خامنئي مرة أخرى التفاوض المباشر. وقال إن «هدف الطرف الآخر من الإصرار على المفاوضات المباشرة هو إيهام خضوع إيران»، مضيفاً أن «رئيسي لم يمنحهم هذه الفرصة، رغم أنه في عهده جرت مفاوضات غير مباشرة كما هو الحال الآن، والتي لم تُسفر عن نتيجة، ونحن اليوم لا نعتقد أنها ستؤدي إلى نتيجة أيضاً، ولا نعلم ما سيحدث». وأشار إلى إصرار الأميركيين وبعض الغربيين على منع التخصيب في إيران، لكنه قال: «في مناسبة أخرى سأبيّن ما هو القصد والهدف الحقيقي من وراء هذا الإصرار». ووصف لغة رئيسي في الداخل وحتى على الساحة الدبلوماسية بأنها «كانت واضحة وصادقة»، مضيفاً: «كان رئيسي يحدد مواقفه بوضوح ولا يسمح للعدو أن يجد الفرصة ليدعي أنه جر إيران إلى طاولة المفاوضات عبر التهديد أو الإغراء أو المكر». وكان خامنئي قد وجه انتقادات، السبت، إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، متهماً إياه بـ«الكذب» بشأن سعيه لإحلال السلام في المنطقة. محمد مهدي نجل حسن نصر الله في مراسم مكتب خامنئي (موقع المرشد) في وقت لاحق، قال علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني إن «التناقض المستمر بين أقوال ترمب وأفعاله وأفعال مسؤولي إدارته أدى إلى فقدان الثقة والمصداقية بالحكومة الأميركية»، وأضاف: «هذا الأمر غير مسبوق في تاريخ الدبلوماسية العالمية، ويعكس حالة الفوضى داخل الإدارة الأميركية». وبدوره، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي للتلفزیون الرسمي: «تم اقتراح موعد للجولة الخامسة من المفاوضات، لكننا لم نوافق عليه بعد»، مضيفاً أن بلاده دخلت المفاوضات «انطلاقاً من مبادئها الراسخة ومواقفها التي تضمن حقوق ومصالح الشعب»، مشدداً على أن «هذه الحقوق غير قابلة للتنازل بأي شكل من الأشكال». ونقلت وكالة «إرنا» عن عراقجي قوله: «نواجه مواقف غير منطقية وغير مقبولة تماماً من الجانب الأميركي، وقضية التخصيب، من وجهة نظرنا، ليست مطروحة للنقاش أصلاً». وأضاف: «قدمنا مواقفنا بشكل واضح خلال الأيام الماضية، واليوم أيضاً عبر المرشد عن الموقف بشكل حاسم لا لبس فيه». وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي، الاثنين، إن «استمرار التخصيب في إيران هو خط أحمر بالنسبة لنا»، قال: «مهما كرروا (الأميركيون) ذلك، فإن مواقفنا لن تتغير. مواقفنا واضحة: سنواصل التخصيب». وقال، الأحد، إن بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم «مع أو دون اتفاق». وجاء ذلك، في وقت نقلت فيه وسائل إعلام رسمية عن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون القانونية، كاظم غريب آبادي، قوله اليوم الثلاثاء، إن بلاده تلقت مقترحاً لجولة خامسة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة وتدرسه حالياً. وقال مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، اليوم، إن «الأميركيين لا يعرفون بأنفسهم ما الذي يسعون إليه، ليس من اللائق أن يتحدثوا بهذا الشكل العلني». وتابع: «مثل هذه المواقف تؤثر على أجواء المفاوضات، لكن يجب أن نرى ماذا سيقولون عملياً في أثناء التفاوض»، حسبما أوردت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري». وقال تخت روانجي، الاثنين، إن المحادثات ستفشل إذا أصرت واشنطن على تخلي إيران عن تخصيب اليورانيوم. ونفى حصول بلاده على اقتراح «تخصيب صفري لليورانيوم لمدة تصل إلى ثلاث سنوات؛ لبناء الثقة المبدئية والعودة التدريجية إلى مسار الاتفاق النووي»، مضيفاً: «لم يطرَح مثل هذا الأمر». وقال مسؤول إيراني لوكالة «رويترز»، إن الجولة المقبلة من المحادثات قد تعقد في مطلع الأسبوع بروما، وإن كان ذلك لم يتأكد بعد. لكن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، قال: «هذا الخبر نشر من قبل وسائل إعلام غربية»، مضيفاً: «حتى الآن، ومن جانبنا، لم يُتخذ أي قرار نهائي بهذا الشأن. لقد طرحت بعض المقترحات بشأن الزمان والمكان من قبل وزارة الخارجية العمانية، لكن لم يتم تحديد زمان أو مكان نهائي للجولة المقبلة». ولفت بقائي إلى أن عراقجي عقد «لقاءات جيدة» مع نظيريه العماني والقطري على هامش منتدى «حوار طهران»، موضحاً أنه جرى في هذه اللقاءات تبادل وجهات النظر بشكل ملموس وعملي حول آخر تطورات المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة. وقالت صحيفة «دنياي اقتصاد»، الثلاثاء، إن الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية إيران وسلطنة عمان وقطر «زاد من التكهنات بشأن دور الدوحة في المفاوضات»، وقال عراقجي إن «لدى الدوحة آراء وأفكاراً مطروحة». وعلى الرغم من أن المتحدث باسم وزير الخارجية قال إن طهران ستواصل المفاوضات، فإن المحادثات لا تزال على أرض غير صلبة، نظراً إلى الخلاف بين إيران والولايات المتحدة بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم. في واشنطن، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الثلاثاء، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بامتلاك برنامج نووي مدني دون تخصيب اليورانيوم، لكنه أقر بأن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق «لن يكون سهلاً». وأكد روبيو للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ أن الإدارة تقدم «مخرجاً» لإيران للسعي نحو الرخاء والسلام. وقال: «لن يكون الأمر سهلاً، لكن هذه هي العملية التي ننخرط فيها الآن». وأكد المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الأحد، أن أي اتفاق محتمل مع إيران يجب أن يتضمن عدم تخصيب اليورانيوم. وقال ويتكوف لقناة «إيه بي سي نيوز»: «لدينا خط أحمر واضح جداً، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة واحد في المائة من قدرة التخصيب. قدمنا اقتراحاً للإيرانيين نعتقد أنه يعالج بعض هذه القضايا دون إهانتهم. وهذا أمر مهم». وأضاف: «لا يمكننا القبول بذلك إطلاقاً؛ لأن التخصيب يفتح الطريق إلى تصنيع الأسلحة، ولن نسمح بوصول القنبلة إلى هنا». وشدد ويتكوف على تمسك واشنطن بهذا الموقف، قائلاً إن ترمب «كان واضحاً للغاية؛ يريد حل هذا النزاع دبلوماسياً ومن خلال الحوار»، مؤكداً أنه «قد أرسل جميع الإشارات اللازمة، فقد بعث برسائل مباشرة إلى المرشد الإيراني (علي خامنئي)». والجمعة، قال ترمب إن إبرام اتفاق نووي جديد مع طهران بات قريباً للغاية بعد تقديم مقترح إلى إيران. وأضاف أنه يتعيّن على الإيرانيين «التحرك بسرعة وإلا فسيحدث أمر سيئ». وحذّر ترمب طهران مراراً من أنها ستتعرّض للقصف وعقوبات قاسية ما لم يتم التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن على إيران أن تتحرك سريعاً بشأن اقتراح أميركي للاتفاق نووي، وإلا «فسيحدث ما لا يُحمد عقباه». وأضاف أن «إيران تريد التجارة معنا، حسناً؟ إذا كان بوسعكم أن تصدقوا فأنا موافق على ذلك. أنا أستخدم التجارة لتسوية الحسابات وتحقيق السلام». وأضاف: «أخبرت إيران أننا إذا عقدنا اتفاقاً... فإنكم سوف تكونون سعداء للغاية». والأسبوع الماضي، قال علي شمخاني، مستشار المرشد في الشؤون السياسية، لشبكة «إن بي سي نيوز» الأميركية، إن طهران مستعدة لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. وأوضح شمخاني أن «إيران تتعهّد بعدم بناء أسلحة نووية والتخلص من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، وستوافق على تخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات الأدنى اللازمة للاستخدام المدني، والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف على العملية»، ضمن اتفاق مع الولايات المتحدة يضمن «الرفع الفوري» للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران. وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قد نفى، الاثنين، وجود مسار تفاوضي موازٍ للمفاوضات التي يجريها فريق عراقجي. وقال إسماعيل بقائي في مؤتمر الصحافي الأسبوعي إن «المسار التفاوضي الوحيد هو محادثات وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الأميركي»، لافتاً إلى أن الفريق التفاوضي الإيراني «نشر نتائج المحادثات بشفافية قدر الإمكان ضمن الحدود المتاحة إعلامياً». في مايو (أيار) العام الماضي، ذكرت تقارير أن خامنئي كلف شمخاني بالإشراف على المحادثات غير المباشرة بدءاً من مارس (آذار) 2024. وانتشرت المعلومات بعدما أفاد موقع «أكسيوس» بأن بريت ماكغورك، مستشار الرئيس الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط، أجرى محادثات مع مسؤول إيراني كبير في مسقط. ومن المقرر أن يزور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مسقط، الأسبوع المقبل، بينما لا يزال الغموض يسود بشأن مآلات المسار الدبلوماسي الذي تتوسط فيه سلطنة عمان. وخلال فترة ولايته الأولى بين 2017 و2021، انسحب ترمب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية الذي فرض قيوداً صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف العقوبات الدولية. وأعاد ترمب، الذي وصف اتفاق 2015 بأنه يخدم إيران، فرض عقوبات أميركية شاملة على طهران التي ردت بزيادة تخصيب اليورانيوم.