
الاحتلال وصناعة الفوضى بغزة... مليشيا ياسر أبو شباب نموذجاً
لم تتوقف المحاولات الإسرائيلية منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن محاولة اختراق الجبهة الداخلية الفلسطينية في القطاع وصناعة الفوضى وإنشاء مليشيا ياسر أبو شباب لضرب المنظومة المجتمعية. ووضع الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول للحرب هدف استبدال حكم حركة حماس بأطراف فلسطينية، ليس من ضمنها السلطة الوطنية، كهدف استراتيجي لحرب الإبادة. وهو ما عبّر عنه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في أكثر من خطاب، عبر ترداد عبارة "لا فتحستان ولا حماستان في غزة". وخلال الأشهر الستة الأولى للحرب، سعى الاحتلال لتفكيك المنظومة الحكومية، عبر استهداف قيادات المنظومة الأمنية والشرطية والشخصيات الحكومية البارزة في غزة إلى جانب الشخصيات المجتمعية. لاحقاً، اتسعت المساعي الإسرائيلية عبر السعي للتعاون مع مسؤولي العشائر والعائلات في غزة، وهو ما
رفضته شريحة واسعة من العائلات
، فيما لاحقت المقاومة عدداً محدوداً من عائلات قبلت بالتعاون مع الاحتلال في مسعاه.
أحمد عطاونة: الهدف الأساسي من ظاهرة ياسر أبو شباب هو ضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية
مليشيا ياسر أبو شباب
مع تعثّر عدد من الخطط الإسرائيلية المرتبطة بإعادة ظاهرة "روابط القرى" أو العمل مع العائلات الفلسطينية في غزة، سعى الاحتلال لتعزيز حالة الفوضى في القطاع، عبر السماح بعمليات السرقة التي تتم للشاحنات والبضائع التجارية من دون أي استهداف للعصابات. واتسعت هذه الحالة من خلال ما عرف بمجموعات ياسر أبو شباب، وهي عصابة منظمة تنشط في المناطق الشرقية لمدينة رفح، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي وتحت غطائه الكامل. وخلال الفترة التي سبقت العملية العسكرية في مدينة رفح في مايو/أيار 2024، كانت هذه العصابات تنشط على مقربة من معبر رفح البري، مستغلةً عمليات الاستهداف التي تطاول العناصر الأمنية والشرطية التي تتولّى عملية تأمين الشاحنات. وبعد
العملية العسكرية في رفح
، اتسع دور هذه المجموعات لتصبح أكثر تنظيماً وتأثيراً في رفح، من خلال تحولها لمجموعة تضمّ نحو مائة شخص مسلح بإشراف إسرائيلي وتحمل اسم "القوات الشعبية"، وهو ما كشف عنه وزير الأمن الأسبق أفيغدور ليبرمان، بأن نتنياهو سلّح عصابات في غزة، في إشارة إلى مليشيا ياسر أبو شباب ومجموعته.
وبحسب المعلومات المتوفرة عن ياسر أبو شباب فهو صاحب سجل إجرامي، إذ اعتُقل للمرة الأولى في عام 2015 بتهمة ترويج المخدرات وتعاطيها، وحُكم عليه بالسجن 25 عاماً وظلّ مسجوناً في أحد السجون بخانيونس جنوبي القطاع. بعد اندلاع حرب الإبادة في أكتوبر 2023، فرّ ياسر أبو شباب من السجن وبدأ مع مجموعة من اللصوص تولّي مهمة اعتراض الشاحنات وسرقتها، ما تسبب في عدم وصول هذه المساعدات إلى المستفيدين منها مرات عدة. ويتهم ياسر أبو شباب بالتورط استخباراتياً في العمل مع الاحتلال الإسرائيلي عبر نقل معلومات أدت إلى قصف مقاومين وقتلهم خلال الحرب على غزة، فضلاً عن جمع معلومات مرتبطة بأنفاق المقاومة الفلسطينية. إلى جانب ذلك، عمل ياسر أبو شباب رفقة مجموعته على سرقة أسلحة ومعدات عسكرية خاصة بالأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة، على مدار حرب الإبادة المتواصلة للعام الثاني على التوالي في مناطق رفح جنوباً. وأصدرت قبيلة الترابين التي تعود جذور ياسر أبو شباب إليها بياناً قبل أشهر أعلنت فيها براءتها منه، وأكدت ضرورة اعتقاله بعد سجله الإجرامي، وحالة الفوضى التي قام بخلقها من خلال عمله مع الاحتلال.
رصد
التحديثات الحية
إسرائيل تدعم مليشيا قاتل أعضاؤها الجيش المصري في سيناء ضمن "داعش"
فلسطينياً، يُربط اليوم بين ظاهرة أبو شباب وسعي الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز حالة الفوضى عبر إيجاد مجموعات مسلحة مماثلة في ظل حالة الانهيار الأمني التي أوجدتها الحرب، وبين ما جرى في لبنان عبر ما عرف سابقاً بـ"جيش لبنان الجنوبي" (جيش لحد). ويؤكد مدير مركز رؤية للتنمية السياسية أحمد عطاونة أنّ ما يُعرف بظاهرة أبو شباب في قطاع غزة ليست جديدة، بل تأتي في إطار سياسات قديمة انتهجها الاحتلال في مناطق متعددة خاضعة لاحتلاله عبر التاريخ، لكنها فشلت جميعها فشلاً ذريعاً رغم تحقيقها أهدافاً مرحلية مؤقتة. ويوضح عطاونة في حديثٍ لـ"العربي الجديد" أن الاحتلال تبنّى سابقاً تجارب مشابهة، أبرزها في جنوب لبنان عندما أنشأ ما يُعرف بـ"جيش لبنان الجنوبي"، الذي ضمّ لبنانيين متعاونين مع الاحتلال في مواجهة المقاومة اللبنانية، وكذلك في الضفة الغربية في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، حين حاول تشكيل
مليشيات مسلحة عُرفت بـ"روابط القرى"
كبديل عن القيادة الوطنية الفلسطينية الممثلة بمنظمة التحرير، لكنها سقطت سريعاً لغياب الحاضنة الشعبية.
ويشير عطاونة إلى أن الاحتلال يحاول اليوم إعادة ذات التجربة في قطاع غزة، من خلال تشكيل مليشيات مسلحة تعمل تحت سلطته، بهدف إحكام سيطرته الأمنية والعسكرية والاقتصادية على القطاع، معتبراً هذه الخطوة إحدى أدواته لفرض النفوذ الكامل. ويضيف أن الولايات المتحدة، من خلال مؤسساتها المختلفة، تؤدّي دوراً مكملاً في هذا المسار، بهدف تمكين الاحتلال من بسط سيطرته الإدارية والعسكرية، في محاولة لعزل الفلسطينيين بعضهم عن بعض، عبر تهجير بعضهم نحو الجنوب ووضعهم في معازل تحت إشراف مباشر من هذه المليشيات والاحتلال. ويبيّن عطاونة أن الهدف الأساسي من هذه الظاهرة هو ضرب الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإضعاف التماسك المجتمعي، وتصفية قوى المقاومة، إلا أن وعي الشعب الفلسطيني كفيل بإفشال هذه المحاولات، كما حدث مع التجارب السابقة.
إياد القرا: الظاهرة ليست إلا نتاجاً مباشراً لحالة الحرب التي فرضتها إسرائيل على القطاع
تطور أمني ومجتمعي خطير
من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا أن الظاهرة التي بدأت تتشكل أخيراً في قطاع غزة، والمتمثلة في جماعات مسلحة تتخابر علناً مع الاحتلال الإسرائيلي وتستخدم السلاح لخدمة أجنداته، تمثل تطوراً خطيراً على الصعيدين الأمني والمجتمعي، لكنها مرشحة للفشل السريع في ظل الرفض الشعبي الواسع لها. ويقول القرا في حديثٍ لـ"العربي الجديد" إن هذه الظاهرة ليست إلا نتاجاً مباشراً لحالة الحرب التي فرضتها إسرائيل على القطاع منذ أكثر من 20 شهراً، وفشلها المتكرر في القضاء على المقاومة، خصوصاً حركة حماس، وإيجاد بديل لها، سواء من خلال السلطة الفلسطينية أو غيرها من الجهات. ويضيف القرا أن الاحتلال استغل الوضع الإنساني المتدهور، وحالة
التجويع الممنهج
، وسيطرته على دخول المساعدات الإنسانية، ليُعيد تشكيل واقع جديد في غزة عبر عصابات مسلحة تفرض نفسها بالقوة وتعمل لصالحه. ويشير إلى أن من يقف خلف هذه الظاهرة خليط غير متجانس من الأفراد، بعضهم أصحاب سوابق جنائية في قضايا المخدرات، وآخرون ينتمون إلى جماعات متطرفة ذات التوجهات الداعشية والقاعدية، وهي جماعات سبق أن واجهتها حكومة حماس بقوة وأخرجتها من المشهد في غزة.
ويوضح القرا أن الاحتلال يعمل على تطوير هذه الجماعات وتوفير الحماية لها بهدف استخدامها ميدانياً خلال توغلاته في القطاع، أو للتحكم في توزيع المساعدات، أو حتى لخلق بيئة جديدة تساعده في تنفيذ خططه على الأرض، إلا أن المؤشرات تؤكد وجود رفض شعبي كبير لهذه الظاهرة، خصوصاً في حال الوصول إلى أي هدنة أو وقف لإطلاق النار، إذ ستُدرج هذه الجماعات ضمن الأهداف المحتملة للقوى الوطنية. وبحسب القرا، فإن إسرائيل "لا أصدقاء لها، وسرعان ما تتخلى عن أدواتها، وما يجري اليوم هو تكرار لأساليب قديمة ستفشل كما فشلت سابقاتها، لأن الشعب الفلسطيني يعي تماماً خطورة هذه الظاهرة وسيتعامل معها بما تستحق من مقاومة ورفض".
أخبار
التحديثات الحية
زعيم عصابة مرتبط بإسرائيل يطلب من سكان شرق رفح العودة إلى منازلهم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


القدس العربي
منذ 41 دقائق
- القدس العربي
إعلام أمريكي: نتنياهو طلب من واشنطن التوسط في مفاوضات مع سوريا
أنقرة: أفادت تقارير إعلامية أمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبّر، خلال لقائه مع سفير واشنطن لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، عن رغبته في بدء مفاوضات مع الإدارة السورية الجديدة، وطلب من الولايات المتحدة التوسط في هذا المسار. وذكر موقع 'أكسيوس' الإخباري، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى رفضا الكشف عن هويتهما، الأربعاء، أن حكومة نتنياهو بدأت التواصل أولًا مع الإدارة السورية الجديدة عبر رسائل غير مباشرة، ثم أجرت اجتماعات سرية في دول ثالثة. وقال المسؤولان إن نتنياهو اعتبر رغبة الرئيس السوري أحمد الشرع في إقامة علاقات وثيقة مع الإدارة الأمريكية 'فرصة دبلوماسية'. وادعى المسؤولان أن نتنياهو مستعد للدخول في مفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق أمني جديد مع سوريا، والمضي قدمًا نحو اتفاق سلام شامل. وأضافا: 'إذا تحقق ذلك، فسيكون أول اتصال رسمي بين البلدين منذ عام 2011'. وذكرا أن نتنياهو أبلغ المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، الأسبوع الماضي، رغبته في بدء مفاوضات مع إدارة دمشق بوساطة واشنطن. وأوضح المسؤولان أن إسرائيل أبلغت الجانب الأمريكي بنيّتها الإبقاء على وجودها العسكري في سوريا حتى يتم التوصل إلى اتفاق جديد. وكان باراك قد صرّح، في وقت سابق، أن الرئيس السوري أحمد الشرع منفتح على الحوار مع إسرائيل. ولفتا إلى أن هدف نتنياهو هو تحديث اتفاق عام 1974 مع بعض التعديلات، والعمل على صياغة ترتيبات أمنية جديدة، تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق سلام بين البلدين. ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام المخلوع بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974. كما احتلت جبل الشيخ الإستراتيجي، الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطلّ على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم، أعلاها يبلغ ارتفاعها 2814 مترًا. (الأناضول)


BBC عربية
منذ ساعة واحدة
- BBC عربية
حركة حماس تتهم الجيش الإسرائيلي بـ "تعمد قطع خطوط الاتصالات في القطاع"، وتصويت أممي "مرتقب" لوقف الحرب في القطاع
اتهمت حركة حماس اليوم الخميس الجيش الإسرائيلي بـ "تعمد قطع خطوط الاتصالات في قطاع غزة"، وذلك في ما وصفته بـ "خطوة عدوانية جديدة في سياق حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها ضد الشعب الفلسطيني" في القطاع، وفقا لبيان أصدرته الحركة. وأضاف البيان بالقول إن "الاحتلال الاسرائيلي بذلك يهدف إلى شلّ عمل القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها القطاع الطبي والإنساني، ما يعمّق الكارثة الإنسانية، بحق المدنيين العزل". وحذّرت الحركة في بيانها من "تصاعد الخطر الذي يتهدد السكان باستهداف ما تبقى من البنية التحتية وقطاعات العمل المدني والإنساني"، داعية المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤوليته في وقف الحرب، وضمان حماية المدنيين والمنشآت الإنسانية والمدنية" مما وصفته بـ "وحشية الاحتلال". وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن خطوط الاتصال "استهدفت مباشرة من القوات الإسرائيلية". وأوضحت أن انقطاع الإنترنت يعيق خدمات الطوارئ لديها من خلال إعاقة التواصل مع فرق الاستجابة الأولى في الميدان. وقالت ميساء منير، المتحدثة باسم وزارة الاتصالات الفلسطينية، لوكالة فرانس برس، إن "المكالمات عبر الهاتف المحمول لا تزال متاحة بسعة محدودة جداً" في غزة في الوقت الحالي. بدورها أفادت وكالة رويترز أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستجري، الخميس، تصويتاً على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري دائم وغير مشروط لإطلاق النار في غزة، وذلك رغم معارضة كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. ويأتي هذا التصويت بعد أن استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي في مجلس الأمن لإحباط محاولة مماثلة تهدف إلى إنهاء الحرب في القطاع. "تهجير قسري وتطهير عرقي" واتهمت إسرائيل حركة حماس باستخدام "المعاناة في غزة كسلاح"، وذلك بعد أن اتهمت مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية المدعومة من إسرائيل، حماس بقتل خمسة من عناصر الإغاثة التابعين لها، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس إن "حماس تستغل معاناة غزة، تحرم السكان من الغذاء، تستهدف فرق الإنقاذ، وتتخلى عن شعبها". وأوضحت مؤسسة غزة الإنسانية أن "هناك خمسة قتلى على الأقل، وإصابات متعددة، وهناك مخاوف من أن بعض أعضاء فريقنا قد جرى أخذهم كرهائن". ونقلت الوكالة عن فرق الدفاع المدني في غزة أن عشرات الفلسطينيين قتلوا أثناء محاولتهم الوصول لنقاط توزيع المؤسسة منذ بدء عملها في أواخر مايو/ أيار. وأشارت إلى أن القوات الإسرائيلية قتلت 31 شخصاً كانوا ينتظرون المساعدات يوم الأربعاء، بينما لم يرد الجيش الإسرائيلي على التعليق بشأن حالات الوفاة المبلغ عنها. أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن خمسة مواطنين فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون، الخميس، برصاص القوات الإسرائيلية بالقرب من مركز مساعدات في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة. كما قتل 13 مواطناً فلسطينياً وأُصيب نحو 200 آخرين صباح اليوم برصاص القوات الإسرائيلية عند مركز توزيع المساعدات قرب حاجز "نتساريم" وسط قطاع غزة، بحسب وكالة وفا. وتشير الوكالة إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفت نقاط توزيع مساعدات في رفح ووسط القطاع خلال الأيام الماضية، ما أسفر عن عشرات القتلى والإصابات، في إطار ما يُعتبر "استراتيجية تهجير قسري وتطهير عرقي". ونقلت الوكالة عن مصادر طبية، إلى أن إجمالي " شهداء لقمة العيش" ممن وصلوا المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات بلغ 224 قتيلاً وأكثر من ألف و858 إصابة، وذلك منذ 27 مايو/ أيار الماضي. المساعدات الإنسانية قالت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد، الخميس، إن رفض إسرائيل السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة واستهداف نقاط توزيعها يؤدي إلى جوع المدنيين، وهو ما يعد "جريمة حرب"، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس. وأوضحت ماريا مالمر ستينرغارد في مؤتمر صحفي: "استخدام تجويع المدنيين كوسيلة للحرب هو جريمة حرب. يجب ألا تُسيّس أو تُستغل المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة كأداة عسكرية". وأضافت: "هناك دلائل قوية الآن على أن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي". وتابعت: "من الضروري أن يصل الغذاء والماء والدواء بسرعة إلى السكان المدنيين، الذين يعاني كثير منهم من ظروف إنسانية قاسية، خاصة النساء والأطفال". وأشارت الوكالة إلى أن السويد أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول 2024 تعليق تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بعد أن حظرت إسرائيل المنظمة، متهمة إياها بتقديم غطاء لعناصر حماس. وقال وزير التنمية الدولية السويدي بنيامين دوسا في المؤتمر الصحفي يوم الخميس إن ستوكهولم توجه الآن المساعدات عبر منظمات أممية أخرى، وإنها "خامس أكبر مانح في العالم، وثاني أكبر مانح في الاتحاد الأوروبي للاستجابة الإنسانية في غزة." وأضاف أن المساعدات الإنسانية التي قدمتها السويد لغزة منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023 تجاوزت مليار كرونا سويدية (105 ملايين دولار).


العربي الجديد
منذ 6 ساعات
- العربي الجديد
الاحتلال يعلن استعادة رفات محتجزين إسرائيليين اثنين من قطاع غزة
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي ، مساء اليوم الأربعاء، استعادة رفات محتجزين اثنين من قطاع غزة، وقال الجيش في بيان له إن أحد المحتجزين هو يائير يعقوب الذي اقتيد في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يوم عملية "طوفان الأقصى"، من كيبوتس نير عوز إلى قطاع غزة. وأعلن الجيش استعادة الجثمان من منطقة خانيونس جنوبي القطاع. ووفق بيان الجيش: "نُفذت عملية الإنقاذ والانتشال من قبل قوة من الفرقة 36 بناء على معلومات استخبارية دقيقة من قيادة المختطفين وهيئة الاستخبارات والشاباك. وبعد إتمام مراحل التشخيص من قبل الجهات الطبية المختصة في معهد الطب الشرعي وشرطة إسرائيل أبلغ ممثلو هيئة القوى البشرية في الجيش العائلة وأفراد كيبوتس نير عوز... سيواصل الجيش والشاباك العمل في كل الوسائل لإعادة جميع المختطفين". وشكر ابن يعقوب، يغيل، عبر حسابه على "إنستغرام"، الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وكتب أنه "يأمل أن يُعاد الآخرون في صفقة لا تُعرّض حياة الجنود للخطر". وبحسب الرواية الإسرائيلية، قُتل يعقوب، البالغ من العمر 59 عاماً، في كيبوتس نير عوز، ثم نُقلت جثته إلى القطاع. كما احتجز اثنان من أبنائه، هما أور ويغيل، وزوجته ميراف طال، وأُطلق سراحهم في أول صفقة تبادل أسرى عام 2023. وعلمت العائلة بمقتله في فبراير/ شباط 2024. ويوم الخميس الماضي، أعلن كيبوتس نير عوز عن استعادة جثمانَي الزوجين غادي حجاي (73 عاماً) وجودي فاينشتاين (70 عاماً). ووفقاً للمعلومات الإسرائيلية، احتُجز الزوجان من منزلهما في الكيبوتس. وبعد شهرين ونصف من هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أُعلن أن غادي قُتل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وبعد أسبوع أُعلن أيضاً عن مقتل زوجته جودي. وبعد يوم من استعادة رفاتهما، أعلن جيش الاحتلال تخليص المواطن التايلندي نيتبونغ بينتا. وانخفض عدد المحتجزين الإسرائيليين، الأحياء والأموات، في قطاع غزة إلى 54 محتجزاً، وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن نحو 20 منهم على قيد الحياة. من جانبه، أعلن نتنياهو، مساء اليوم الأربعاء، استعادة رفات محتجز إسرائيلي آخر. وقال نتنياهو عبر حسابه على "تليغرام" إن قوات الجيش "في عملية عسكرية مشتركة مع جهاز الشاباك في قطاع غزة، قامت بإعادة جثماني اثنين من مختطفينا، يائير يعقوب، بالإضافة إلى مختطف آخر لم يُسمح بعد بنشر اسمه، وقد تم إبلاغ عائلته بذلك". وأضاف نتنياهو: "أشكر الجنود والضباط على تنفيذ ناجح آخر للمهمة المقدسة لاستعادة مختطفينا. لن نرتاح ولن نتوقف حتى نعيد جميع مختطفينا إلى الديار، الأحياء والقتلى على حد سواء". بذلك، انخفض عدد المحتجزين الاسرائيليين في غزة إلى 53 محتجزاً. تقارير عربية التحديثات الحية حرب الإبادة في غزة | 73 شهيداً بينهم عشرات قرب مراكز المساعدات ويأتي هذا في وقت ذكرت فيه قناة عبرية، أمس الثلاثاء، أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب على قطاع غزة "الآن"، وذلك وفق ما نقلته القناة 12 العبرية الخاصة عن مصادر وصفتها بالمطلعة (لم تسمها) بشأن تفاصيل جديدة عن فحوى مكالمة هاتفية جرت الاثنين بينهما. وقالت القناة: "ترامب قال لنتنياهو في المكالمة بعض العبارات التي لم تقلها الإدارة الأميركية سابقاً، وبدت حاسمة". وأوضحت أنه قال له بوضوح: "أريدك أن تُنهي الحرب". من جهته، نشر نتنياهو، الثلاثاء، مقطع فيديو على حسابه في تطبيق تليغرام، أشار فيه إلى تحقيق تقدّم كبير في المحادثات مع حركة حماس بشأن صفقة الأسرى، لكنّه أكد أنّ "من السابق لأوانه زرع الآمال". وفي وقت سابق، أفادت القناة 12 العبرية بتلقّي إسرائيل إشارة إيجابية من حركة حماس، حول درجة معينة من الانفتاح تجاه الصيغة الجديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، التي تجرى مناقشتها حالياً في العاصمة القطرية الدوحة. لكن وسائل إعلام فلسطينية، نقلت عن القيادي في حركة حماس، محمود مرداوي، قوله إن نتنياهو يواصل الكذب، مضيفاً أن "كل تصريحاته مجرد وهم لتضليل الجمهور الصهيوني ومنع عقد صفقة حقيقية تُعيد الأسرى أحياء".