logo
نافذة القصة غير المروية.. كيف خططت إسرائيل ونفذت الهجوم على إيران؟

نافذة القصة غير المروية.. كيف خططت إسرائيل ونفذت الهجوم على إيران؟

الأحد 22 يونيو 2025 11:20 مساءً
نافذة على العالم - وفي تقرير مطول، حاولت صحيفة "إسرائيل هيوم" نسج خيوط التخطيط لهجوم "الأسد الصاعد"، منذ بدايته وحتى لحظة التنفيذ.
وذكرت الصحيفة أن المسؤلين العسكريين والسياسيين الإسرائيلين، منذ يناير الماضي، "أخذوا يخططون بشكل دقيق لحملة تضليلية بارعة، بمساعدة الولايات المتحدة لخداع إيران، وجعلها تعتقد أنها في أمان".
هجوم "الأسد الصاعد، وفق المصدر، اعتمد نفس الاستراتيجية، "قطع الرأس"، التي قامت بها إسرائيل في لبنان سنة 2006 عندما نفذت ضربة مركزة ومفاجئة أربكت حسابات حزب الله.
وقال أحد المسؤولين المطلعين على الملف لصحيفة "إسرائيل هيوم": "في الواقع بدأنا التخطيط للعملية الهجومية بشكلها الحالي في أكتوبر 2024، وأدركنا أن الجيش بحاجة للاستعداد لحملة كاملة، وليس ضربة واحدة فقط".
وإلى وقت قريب، كان المسؤولون الإسرائيليون يعتبرون أن فكرة الهجوم على إيران ضرب من الخيال، لكن خريف سنة 2024 غيّر النظرة بالكامل، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أنه في سبتمبر، استهدفت إسرائيل أجهزة حزب الله ونجحت في اغتيال العديد من القادة، بمن فيهم حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله.
وبعد شهر، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي عملية "أيام التوبة" ضد أنظمة الدفاع الجوية الإيرانية.
ومع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية، أعطى دفعة جديدة للمخطط الإسرائيلي للهجوم على إيران، كما جاء في التقرير المطول.
العقدة الصعبة
ورغم قدرة الجيش الإسرائيلي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية،، وفقا للصحيفة العبرية، إلا أنه علم أن ضربة واحدة ستؤخر المشروع الإيراني لسنوات فقط، لذلك لم يستعجلوا وركزوا أبحاثهم الاستخباراتية نحو لبنان وسوريا والعراق.
لكن عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي سنة 2018، غيّرت إسرائيل استراتيجيتها الاستخباراتية وتحولت من التركيز على لبنان إلى إيران، وأنشأت شعبة استخباراتية خاصة.
ولفت التقرير إلى أنه وخلال السنوات التالية، توغّل الموساد في إيران وخصّص موارد مالية وبشرية أكثر للوحدة الخاصة بإيران.
بداية التخطيط
ركّز الموساد وسلاح الجو الإسرائيلي على ثلاثة أركان رئيسية في البرنامج النووي الإيراني: منظومة الصواريخ، منشآت التخصيب، ومجموعة الأسلحة، على ما أفادت "إسرائيل هيوم"
وبناء على ذلك، جمع الموساد المزيد من المعلومات حول المنصات، والمخازن، والمصانع الإيرانية.
واكتشف الجيش الإسرائيلي إلى أن ضرب منشأة "نطنز" ممكن جوًا، لكن منشأة "فوردو" يصعب الوصول إليها. لكن الجيش واجه صعوبة في تحديد كيفية مهاجمة المجموعات والمصانع الخاصة بتطوير السلاح النووي، فهي تُصنع في منشآت صغيرة، وفق المصدر.
تصفية العلماء
لكن، وبعد تعمق الاستخبارات الإسرائيلية في البحث، قال التقرير: "اتضح لديها أن العمود الفقري للبرنامج النووي الإيراني هم العلماء، فوجهوا تركيزهم نحو العامل البشري".
وفي سنة 2021، اغتالت إسرائيل محسن فخري زاده، رئيس البرنامج النووي الإيراني، في عملية داخل الأراضي الإيرانية.
وذكرت "إسرائيل هيوم في تقريرها أنه "وبعد تحويل تركيزهم إلى العلماء، اختلفوا في الطريقة الأنسب لتصفيتهم، فهناك من اقترح استهداف العلماء من الجو خلال اجتماع مشترك، لكنهم غيّروا الخطة وقرروا استهداف كل واحد منهم على حدة في منزله بطهران".
بدأت وحدة 8200 في تتبع العلماء النوويين الإيرانيين، وبعد ستة أشهر من البحث، اجتمع الفريق لتحديد قائمة تضم أفضل العلماء في كل مجال، "أولئك الذين لا يمكن للبرنامج النووي الإيراني أن يستمر بدونهم".
القادة العسكريون
على عكس العلماء، سعى الجيش الإسرائيلي إلى استهداف القادة العسكريين في اجتماع مشترك، بضربة واحدة تطيح بكامل القيادة العسكرية.
وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن التخطيط لاغتيال القادة العسكريين قد بدأ بمسؤول أو اثنين من كبار زعماء الجيش، لكن مع مرور الوقت توسعت القائمة لتشمل قادة القوات الجوية للحرس الثوري، والقيادة العامة للحرس الثوري الإيراني، ورئيس هيئة الأركان الإيرانية ونائبه.
المنشآت النووية
قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إن التفوق الجوي كان ورقة رابحة للجيش الإسرائيلي، فالخطة الإسرائيلية لضرب منشآت تخصيب اليورانيوم استلزمت البحث وتحليل المعلومات لرسم خريطة لأنظمة الدفاع الجوي الإيراني.
وبعد رسم الخريطة، توصل الموساد وسلاح الجو الإسرائيلي إلى أنهم قادرون على الوصول إلى المنشآت النووية، والوصول أيضًا إلى طهران وما بعدها، تضيف الصحيفة.
في أواخر مايو، أي قبل أسبوعين من الضربة، بدأت عملية تضليل إعلامي لخداع إيران وجعلها تحس أنها في مأمن من الهجوم الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة، أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي زوّد الصحفيين الإسرائيليين بمعلومات مضللة ركزت على المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، في محاولة لإظهار الخلاف الأمريكي الإسرائيلي.
دور واشنطن
أكّد مسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي للصحيفة، أن التفوق الجوي ما كان ليحدث دون تعاون واشنطن، وقال: "الخطة وُضعت دون الأميركيين، لكن لن يتم التنفيذ دون دعمهم".
ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، توصل نتنياهو برسائل مفادها أن الرئيس الأمريكي لن يعارض تنفيذ الخيار العسكري إذا تعثرت المفاوضات النووية. ورفعت إدارة ترامب القيود عن تبادل المعلومات الاستخباراتية، بحسب "إسرائيل هيوم".
وأكّد مسؤولون للصحيفة ذاتها أن ترامب "كان منخرطًا بعمق، بل وشارك في عملية التضليل التي سبقت ضربة 13 يونيو".
ووفق "إسرائيل هيوم" تمت تغذية الصحافة برسائل كاذبة تفيد بأن صفقة نووية أميركية على وشك التوقيع، وأن ترامب يعارض الخيار العسكري.
وفي العاشر من يونيو، أفاد مسؤول لقناة 12 الإسرائيلية، بأن ترامب طلب من نتنياهو إزالة الخيار العسكري من الطاولة، لكن بعد يومين انطلقت الطائرات المسيّرة والصواريخ نحو طهران.
وأشارت الصحيفة إلى أن اسم "الأسد الصاعد" اختاره نتنياهو بنفسه، وهي أول مرة يسمي فيها رئيس حكومة عملية عسكرية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كانت بصدد تنفيذ هجوم.. وكالة تسنيم: إسقاط مسيّرة إسرائيلية وسط إيران
كانت بصدد تنفيذ هجوم.. وكالة تسنيم: إسقاط مسيّرة إسرائيلية وسط إيران

مصراوي

timeمنذ 16 دقائق

  • مصراوي

كانت بصدد تنفيذ هجوم.. وكالة تسنيم: إسقاط مسيّرة إسرائيلية وسط إيران

أعلنت وكالة "تسنيم"، فجر اليوم الاثنين، أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرة مسيّرة هجومية من طراز "هرمز 900" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، فوق أجواء محافظة مركزي وسط إيران. ونقلت الوكالة عن مصادر عسكرية إيرانية قولها: "إن هذه الطائرة كانت في صدد تنفيذ عملية عدوانية، إلا أن أنظمة الدفاع الجوي المحلية التابعة لحرس الثورة الإسلامية تعاملت معها بحزم ودقة، وأسقطتها قبل أن تتمكن من تنفيذ مهمتها"، وفقا لروسيا اليوم. وأكّدت المصادر، أن صور حطام الطائرة وتفاصيل عملية الاستهداف الدقيقة ستُنشر خلال الساعات القليلة المقبلة لإطلاع الشعب الإيراني على الإنجاز الدفاعي الجديد. وقد شهدت المواجهة بين إيران وإسرائيل فجر الأحد تطورا كبيرا أدخل الشرق الأوسط في توتر هائل، حيث ضرب الجيش الأمريكي 3 مواقع نووية إيرانية. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن "المنشآت النووية الإيرانية الثلاث تم تدميرها بالكامل".

نافذة - النفط يقفز بعد ضربات أمريكية طالت منشآت نووية إيرانية وسط تصاعد التوتر ومخاوف من رد عسكري
نافذة - النفط يقفز بعد ضربات أمريكية طالت منشآت نووية إيرانية وسط تصاعد التوتر ومخاوف من رد عسكري

نافذة على العالم

timeمنذ 22 دقائق

  • نافذة على العالم

نافذة - النفط يقفز بعد ضربات أمريكية طالت منشآت نووية إيرانية وسط تصاعد التوتر ومخاوف من رد عسكري

الاثنين 23 يونيو 2025 02:50 صباحاً قفزت أسعار النفط بشكل حاد، اليوم الاثنين، عقب الضربات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة ضد ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط وتزايد المخاوف من اضطرابات في إمدادات الطاقة العالمية. وبحسب بيانات الأسواق، ارتفع خام برنت – المؤشر العالمي – بنسبة 5.7% ليصل إلى 81.40 دولارًا للبرميل، مواصلاً مكاسبه الممتدة منذ ثلاثة أسابيع، في ظل أجواء من الترقب والقلق بشأن طبيعة الرد الإيراني المتوقع. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن، في خطاب خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن الضربات "دمرت بالكامل" أهدافًا نووية إيرانية في مواقع فوردو ونطنز وأصفهان، ملوّحًا بمزيد من العمل العسكري إذا لم تتجاوب طهران مع الدعوات إلى التهدئة. من جانبها، ردّت إيران بتحذير شديد اللهجة، معتبرةً أن الضربات الأميركية "ستقود إلى عواقب أبدية". وقال محللون إن التصعيد الراهن قد يكون مقدمة لمرحلة جديدة من الصراع الجيوسياسي في المنطقة. ووفقًا لتقرير وكالة "بلومبرغ"، فإن الهجمات دفعت الأسواق إلى رفع هامش المخاطر، وتسببت في تحوّل منحنيات العقود الآجلة لتعكس القلق من نقص وشيك في الإمدادات. ويُنتج الشرق الأوسط نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط الخام، وأي اضطراب في هذه المنطقة قد يؤدي إلى ضغوط تضخمية على نطاق عالمي، بحسب خبراء الطاقة. وقال المحلل سول كافونيك من شركة "MST Marquee": "إذا نفذت إيران تهديداتها، فقد نكون أمام مسار يؤدي إلى وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل"، مشيرًا إلى أن أي رد عسكري من طهران قد يُشعل فتيل تصعيد إقليمي أوسع. وتبرز المخاوف بشكل خاص من إمكانية إقدام طهران على إغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الذي يمر من خلاله نحو خُمس صادرات النفط العالمية. ورغم دعوات البرلمان الإيراني إلى ذلك، فإن القرار النهائي يبقى بيد المرشد الأعلى علي خامنئي. كما يُتوقع أن تُحفّز طهران حلفاءها الإقليميين – مثل الحوثيين – على تنفيذ عمليات بحرية تهدد الملاحة في البحر الأحمر. في المقابل، قد تصبح المنشآت النفطية الإيرانية نفسها هدفًا، لا سيما جزيرة "خرج" التي تعد مركزًا رئيسيًا لتصدير النفط. إلا أن مثل هذا السيناريو من شأنه أن يرفع الأسعار بشكل كبير، وهو ما تحاول واشنطن تجنّبه. ورغم التوتر، تشير صور الأقمار الاصطناعية إلى أن إيران تعمل على تسريع وتيرة صادراتها النفطية، ما قد يشير إلى محاولات لتجنّب التصعيد الكامل في الوقت الراهن.

ترامب يطالب بتغيير النظام فى إيران
ترامب يطالب بتغيير النظام فى إيران

الدستور

timeمنذ 24 دقائق

  • الدستور

ترامب يطالب بتغيير النظام فى إيران

ألمح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مساء أمس الأحد، إلى إمكانية السعي نحو تغيير النظام السياسي في طهران، في أعقاب الضربات الجوية التي نفذها الجيش الأمريكي على منشآت نووية إيرانية. وفي منشور مثير للجدل عبر منصته "تروث سوشال"، قال ترامب: "ليس من الصواب سياسيًا استخدام مصطلح 'تغيير النظام'، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادرًا على جعل إيران عظيمة مرة أخرى، فلمَ لا يكون هناك تغيير للنظام؟". وأرفق منشوره بمصطلح جديد "MIGA"، في إشارة إلى شعاره الشهير خلال حملته الرئاسية "Make America Great Again"، محولًا إياه إلى "Make Iran Great Again" (اجعلوا إيران عظيمة مجددًا). هذا التصريح يعتبر الأكثر وضوحًا حتى الآن من جانب ترامب فيما يتعلق بتوجه محتمل لتغيير النظام الإيراني، رغم أن واشنطن أكدت في بيانات رسمية سابقة أن هدف الضربات هو القضاء على القدرات النووية الإيرانية، وليس تغيير النظام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store