
مقتل تسعة مسلحين في عمليات امنية شمال باكستان
إسلام أباد - سبأ:
لقي تسعة مسلحين مصرعهم خلال عملية نفذتها قوات الأمن الباكستانية في مقاطعة "باجور" بإقليم "خيبر بختونخوا" الواقع شمال غرب باكستان.
وقال الجيش الباكستاني في بيان صحفي اليوم الاحد إن قوات الأمن نفّذت عملية استخباراتية في منطقة (ديرة إسماعيل خان) بناء على بلاغ عن وجود مسلحين بالمنطقة، موضحًا أن القوات استهدفت مواقع المسلحين بفعالية خلال العملية وبعد تبادل كثيف لإطلاق النار قتل أربعة مسلحين.
كما نفّذت قوات الأمن عملية استخباراتية أخرى في منطقة (تانك) وفي تبادل إطلاق النار الذي أعقب ذلك قتل مسلحان آخران على يد قوات الأمن وفي الاشتباك الثالث الذي وقع في منطقة (باغ) العامة بمقاطعة خيبر القبلية نجحت القوات الباكستانية في تحييد ثلاثة مسلحين آخرين.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي قتل ما لا يقل عن 12 مسلحًا وجنديين في عمليتين منفصلتين نفذتهما قوات الأمن في إقليمي (خيبر بختونخوا) و(بلوشستان).

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة الصحافة اليمنية
منذ ساعة واحدة
- وكالة الصحافة اليمنية
#عاجل: ارتفاع عدد الشهداء إلى 19 في قصف للعدو الإسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة
#عاجل: ارتفاع عدد الشهداء إلى 19 في قصف للعدو الإسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة


26 سبتمبر نيت
منذ ساعة واحدة
- 26 سبتمبر نيت
في استخفاف صهيوني مشين بمنظومة القوانين إطلاق النار على 32 دبلوماسيًا في جنين
لم يعد عدوان «الكيان الصهيوني» -بعد ارتكابه في «قطاع غزة» وعموم الأراضي الفلسطينية مجازر لها أول ولا يبدو أنَّ لها آخر- مقتصرًا على حياة أبناء الشعب الفلسطيني، بل يتسع نطاق عدوانه ليهدد -بدون تردد- حياة وفود بعثات دبلوماسية مشمولة بالحصانة، غير آبهٍ بما قد يترتب على ذلك الخرق من إدانة. استنكار تعرض دبلوماسيين للخطر لأنَّ تواجد أعضاء البعثات الدبلوماسية التي تقدر بعشرات الدبلوماسيين على أرض فلسطين يهدف إلى الحدِّ -قدر المستطاع- من فداحة الجرائم الصهيونية في حقِّ التجمعات السكانية الفلسطينية، ولأنَّ «دولة الكيان» ترى في تواجدها الدائم كشف شيءٍ مما ترتكبه من جرائم، تعمد إلى تخويفها من إجراء أية تحركات ذات قيمة، وتحول -بكل السبل- دون بلوغها مسرح الجريمة، وليس أدل على ذلك من إطلاق النار يوم الأربعاء على 32 من الدبلوماسيين أمام البوابة الشرقية لمخيم «جنين» حينما ذهبوا إليها -بتنسيق مسبق مع سلطات الكيان- لتقصي ما أمكن تقصيه من الحقائق حول ما يمارس من انتهاكات ضد الفلسطينيين. وقد قوبل إطلاق النار الذي عرض حياة عشرات الدبلوماسيين للأخطار بالكثير من الاستنكار من قبل الدول الممثلة تمثيلًا دبلوماسيًّا في الضفة الغربية وفي سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالإضافة إلى الاستنكار الذي صدر عن منظمة الأمم المتحدة، وإلى استنكار السلطة الفلسطينية، واستنكار بعض الحكومات الإسلامية والعربية طغت على المشهد استنكارات صدرت عن دول غربية أشير إلى أهمها في سياق التقرير التحليلي المعنون [إسرائيل تطلق النار تجاه وفد دبلوماسي في جنين... وتثير غضبًا دوليًّا] الذي نشرته جريدة «الشرق الأوسط» يوم الأربعاء الـ21 من مايو الجاري بما يلي: (استنكرت وزارة الخارجية الألمانية -في بيان صدر عنها- ما وصفته بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار «دون مبرر» على الوفد الدبلوماسي قرب جنين، وجاء في البيان «يجب على الحكومة الإسرائيلية توضيح ملابسات الحادث فورًا، واحترام حرمة الدبلوماسيين». وأدان وزير الخارجية الآيرلندي «سايمون هاريس» الأربعاء «بأشد العبارات» الطلقات التحذيرية التي أطلقها جنود إسرائيليون في اتجاه الدبلوماسيين في الضفة الغربية وبينهم آيرلنديان. وقال هاريس: «أشعر بالصدمة إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي أطلق النار اليوم الأربعاء بالقرب من مجموعة من الدبلوماسيين الذين كانوا يزورون جنين، بينهم دبلوماسيان آيرلنديان مقرهما في «رام الله»... هذا أمر غير مقبول على الإطلاق وأدينه بأشد العبارات»). تجاهل إسرائيلي للقانون الدولي البعثات الدبلوماسية محصنة بموجب نصوص القانون الدولي، وأيُّ اعتداء على بعثة دبلوماسية يُدان دوليًّا، ويُجرم من كافة الأنظمة السياسية، وما من شكٍّ أن سلطات الكيان الصهيوني التي تعتدي في «قطاع غزة» تستهدف بين الحين والحين -على هامش المجازر التي ترتكبها في حق المدنيين الفلسطينيين- مقار منظمات أممية محصنة وتزهق أرواح عددٍ من موظفيها المحصنين، قد أقدمت على تهديد عشرات الدبلوماسيين، وهي تدرك خطورة ما أقدمت عليه، وتقدم عليه منذ سنين، وهي -نتيجة المحاباة والإسناد الأمريكيين اللامحدودين- توقن حقَّ اليقين بعدم وقوعها تحت طائلة القوانين، فاعتبر جُرمها استخفافًا تامًّا بالأعراف الدولية وبالقانون الدولي، وقد تجسد بعض هذا المعنى في تقرير جريدة «الشرق الأوسط» الإخباري التحليلي على النحو التالي: (وقالت وزارة الخارجية التركية -في بيان لها-: «هذا الهجوم، الذي عرّض حياة الدبلوماسيين للخطر، دليل آخر على تجاهل إسرائيل الممنهج للقانون الدولي وحقوق الإنسان»، مضيفة أنَّ دبلوماسيًّا من قنصليتها في القدس كان من بين المجموعة. وتابعت: «يُشكل استهداف الدبلوماسيين تهديدًا خطيرًا ليس فقط لسلامة الأفراد، وإنما للاحترام والثقة المتبادلين اللذين يشكلان أساس العلاقات بين الدول»). إطلاق بيانات جوفاء واستدعاء سفراء من الملفت أنَّ كافَّة الأنظمة العربية التي سبق لها التورط بإبرام «اتفاقات أبراهام» مع دولة «الكيان الصهيوني» اقتصرت في تعاطيها مع جريمة هذه الدولة المتطاولة المتمثلة في استهداف أعضاء البعثات الدبلوماسية على إصدار البيانات السياسية، ولم يرقَ وما كان له أن يرقى -بأيِّ حالٍ من الأحوال- إلى استدعاء السفراء، بينما أقدمت على هذه الخطوة العملية الأكثر تأثيرًا والأكثر جدوى دول غربية غالبيتها أوروبية، بالإضافة إلى «كندا» و«الأوروغواي» من الأمريكيتين. والفروق بين صياغة وإصدار بيانات الشجب والتنديد والإدانة والاستنكار التي لا يساوي معظمها قيمة الحبر الذي تكتب به من قبل موظفين مختصين أنيط بهم إنجاز هذا العمل -أولًا بأول- في سياق الروتين، وبين إجراء استدعاء السفراء الذي يترتب عليه إرسال رسائل سياسية ذات مغازٍ كبيرة وخطيرة وشاملة فروقٌ هائلة، فضلًا عمَّا قد يطرأ على علاقات الدول الأطراف -بعد استدعاء السفراء- من تغير واختلاف ربما يفضي إلى حدوث قطيعة سياسية، ما لم يحدث في سلوكيات الدول المستدعى سفراؤها تحسنات قياسية، بينما لا يترتب على تحبير البيانات المتشابهة القوالب وإلقائها بأسلوبٍ خطابيٍّ مؤثر في أكثر من وسيلة ومنبر بهدف المزايدة والتفاخر لا أقلَّ ولا أكثر أيُّ شيءٍ يُذكر.


26 سبتمبر نيت
منذ ساعة واحدة
- 26 سبتمبر نيت
غَزَّةُ.. قَسِيمُ الجَنَّةِ وَالنَّار
أَحَسِبَ المُسْلِمُونَ أَنْ يُتْرَكُوا بِمَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ خِذْلَانٍ لِغَزَّةَ، وَصَمْتٍ عَلَى مَا يُجْرَى فِيهَا مِنْ جَرَائِمَ إِبَادَةٍ جَمَاعِيَّةٍ، وَتَطْهِيرٍ عِرْقِيٍّ، وَمَذَابِحَ وَحْشِيَّةٍ فَظِيعَةٍ، وَقَتْلٍ وَتَنْكِيلٍ وَمَجَازِرَ مُرْوِعَةٍ، وَتَجْوِيعٍ وَتَعْطِيشٍ، وَحِصَارٍ ظَالِمٍ مِنْ كِيَانٍ مُحْتَلٍّ غَاصِبٍ وَعَدُوٍّ لَئِيمٍ حَاقِدٍ، وَهُمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَا يُسْأَلُونَ؟ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ وَهُمْ لِغَزَّةَ يَخْذُلُونَ، وَإِذَا اسْتُنْفِرُوا لِنُصْرَتِهَا لَا يَنْفِرُونَ، وَإِذَا اسْتُغِيثَ بِهِمُ الْمَظْلُومُونَ الْمُحَاصَرُونَ لَا يُغِيثُونَهُمْ خَوْفًا مِنْ حُكَّامِهِمِ الَّذِينَ يَخَافُونَهُمْ أَشَدَّ مِنْ خَوْفِهِمْ وَخَشْيَتِهِمْ مِنَ اللهِ، فَوَيْلٌ لَهُمْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ عَظِيمٍ! وَبَيْنَمَا لَمْ يُحَرِّكِ الْعَالَمُ سَاكِنًا لِمَقْتَلِ مِئَاتِ الْآلَافِ مِنْ أَبْنَاءِ غَزَّةَ، وَغِيَابِ الضَّمِيرِ الْإِنْسَانِيِّ، قَامَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ تَقْعُدْ لِمَقْتَلِ دِبْلُومَاسِيَّيْنِ إِسْرَائِيلِيَّيْنِ، رُبَّمَا قَتَلَهُمَا الْعَدُوُّ نَفْسُهُ لِكَسْبِ التَّعَاطُفِ الْأُورُوبِّيِّ وَالْعَالَمِيِّ، مُسْتَخْدِمًا وَرَقَةَ مُعَادَاةِ السَّامِيَّةِ سَيْفَهُ الْمَسْلُوطَ عَلَى رِقَابِهِمْ؛ لِإِسْكَاتِ الْأَصْوَاتِ الْمُسْتَنْكِرَةِ لِجَرَائِمِهِ الْوَحْشِيَّةِ الْمُسْتَمِرَّةِ عَلَى قِطَاعِ غَزَّةَ. لَا يَزَالُ الْمُسْلِمُونَ يَرْزَحُونَ تَحْتَ وَطْأَةِ الْخَوْفِ وَالذُّلِّ وَالْهَوَانِ، وَلَمْ نَرَ مِنْهُمْ أَيَّ مَوْقِفٍ يَشْهَدُ عَلَى صِدْقِ إِيمَانِهِمْ وَانْتِمَائِهِمُ الْإِسْلَامِيِّ الْعُرُوبِيِّ لِقَضِيَّتِهِمْ وَأَبْنَاءِ أُمَّتِهِمْ، انْطِلَاقًا مِنَ الْوَاجِبِ الدِّينِيِّ الَّذِي يَحْتَمُ عَلَيْهِمْ نُصْرَةَ الْمَظْلُومِينَ وَإِغَاثَةَ الْمَلْهُوفِينَ، نَاهِيكَ عَنْ إِعْلَانِهِمُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ نُصْرَةً لِدِينِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ. فَأَيُّ إِسْلَامٍ ذَلِكَ الَّذِي يَتَشَدَّقُونَ بِهِ وَيَدَّعُونَ أَنَّهُمْ عَلَيْهِ، وَلَمْ يُحَرِّكْ إِيمَانُهُمْ بِاللهِ ضَمَائِرَهُمْ وَقِيَمَهُمْ وَمَبَادِئَهُمْ وَأَخْلَاقَهُمْ، وَيَسْتَنْهِضَهُمْ لِنُصْرَةِ إِخْوَانِهِمْ فِي الدِّينِ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ؟ وَمَا جَدْوَى الدِّينِ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ الْأَثَرُ فِي تَعْزِيزِ مَفَاهِيمِ الْوَحْدَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَالْأُخُوَّةِ الْإِيمَانِيَّةِ؟ وَأَيُّ عُرُوبَةٍ تِلْكَ الَّتِي لَمْ تُحَرِّكِ الْمَشَاعِرَ الْإِنْسَانِيَّةَ النَّبِيلَةَ وَالْغَيْرَةَ وَالنَّخْوَةَ وَالشَّهَامَةَ الْعَرَبِيَّةَ الْمُتَجَذِّرَةَ فِي الْوَاقِعِ الْعَرَبِيِّ، وَقَدْ تَكَالَبَتْ قُوَى الْهَيْمَنَةِ وَالِاسْتِكْبَارِ وَهَبَّتْ لِنُجْدَةِ كِيَانٍ مُحْتَلٍّ لَقِيطٍ عَلَى إِخْوَانِهِمْ فِي الدِّينِ وَالْعُرُوبَةِ وَالْإِنْسَانِيَّةِ، وَإِغَاثَتِهِمْ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ؟.. جُوعًا وَعَطَشًا كَادَ يُفَتِّكَ بِمِئَاتِ الْآلَافِ مِنَ الْمُحَاصَرِينَ! وَفِي الْوَقْتِ الَّذِي بَدَأَتْ دُوَلُ الْغَرْبِ الْكَافِرِ – الدَّاعِمِ وَالشَّرِيكِ لِكِيَانِ الْعَدُوِّ الصِّهْيَوْنِيِّ الْمُجْرِمِ – فِي أُورُوبَّا تَسْتَنْكِرُ الْجَرَائِمَ الْيَهُودِيَّةَ الْبَشِعَةَ بِحَقِّ أَبْنَاءِ غَزَّةَ، يَلُوذُ مِلْيَارَا مُسْلِمٍ بِالصَّمْتِ الْمُخْزِي وَالْمُذِلِّ اتِّجَاهَ مَظْلُومِيَّةِ الشَّعْبِ الْفِلَسْطِينِيِّ الْعَزِيزِ الْكَرِيمِ الْمُجَاهِدِ، الْمُدَافِعِ عَنْ أَرْضِهِ وَحَقِّهِ فِي الْوُجُودِ وَتَقْرِيرِ الْمَصِيرِ، وَعِرْضِهِ وَكَرَامَتِهِ، الْمُقَاوِمِ لِعَدُوٍّ يُهْلِكُ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ بِلَا رَحْمَةٍ وَلَا شَفَقَةٍ، فِي عَالَمٍ تَحْكُمُهُ شَرِيعَةُ الْغَابِ مِنْ قُوَى الْهَيْمَنَةِ وَالِاسْتِكْبَارِ الْعَالَمِيِّ الْخَاضِعِ لِلْمَاسُونِيَّةِ الْيَهُودِيَّةِ الصِّهْيَوْنِيَّةِ الْعَالَمِيَّةِ! وَالْأَدْهَى وَالْأَمَرُّ مِنْ كُلِّ ذَلِكَ – وَالْكَارِثَةُ الْكُبْرَى – أَنْ يَكُونَ قَوَارِينُ النِّفْطِ الْمُحْسُوبُونَ عَلَى الْأُمَّةِ هُمُ الْمُمَوِّلُونَ الْفِعْلِيُّونَ لِحَرْبِ الْإِبَادَةِ تِلْكَ، وَقَدْ رَأَيْنَا جَمِيعًا كَيْفَ يَتَسَابَقُ أُمَرَاءُ النِّفْطِ إِلَى الْحَضْنِ الصِّهْيَوْنِيِّ الْأَمْرِيكِيِّ، وَيَتَبَاهَوْنَ بِوَلَائِهِمْ لِعَدُوِّ الْأُمَّةِ وَعَدُوِّهِمْ، وَأَيُّهُمْ يَدْفَعُ لَهُ أَكْثَرَ! فَسَلِّمُوا بِهَوَانٍ وَصَغَارٍ تِرِيلِيُونَاتِ الدُّولَارَاتِ مِنْ عَوَائِدِ النِّفْطِ الْعَرَبِيِّ لِلْفِرْعَوْنِ الْأَمْرِيكِيِّ الْكَافِرِ؛ الدَّاعِمِ وَالْمُمَوِّلِ لِلْكِيَانِ الْغَاصِبِ، وَيَسْتَخْدِمُهَا فِي إِنْتَاجِ وَتَصْنِيعِ مُخْتَلَفِ الْأَسْلِحَةِ وَالصَّوَارِيخِ وَالْقَنَابِلِ الْمُحَرَّمَةِ دَوْلِيًّا، لِقَتْلِ وَإِبَادَةِ شَعْبٍ أَعْزَلَ تَخَلَّتْ عَنْهُ الْأُمَّةُ، فَتُرِكَ وَحِيدًا غَرِيبًا لَوْلَا دَعْمُ وَإِسْنَادُ مِحْوَرِ الْمُقَاوَمَةِ وَالدَّعْمِ الْيَمَنِيِّ الْمُسْتَمِرِّ بِإِذْنِ اللهِ الْأَعْلَى. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ يَحْظَى بِالرِّعَايَةِ وَالْعِنَايَةِ الْإِلَهِيَّةِ، وَقَطْعًا فَإِنَّ ثَبَاتَهُمْ وَصُمُودَهُمْ جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَقَتْلَاهُمْ شُهَدَاءُ عِنْدَ اللهِ، وَمُعَانَاتُهُمْ بِعَيْنِ اللهِ، وَإِنَّمَا شَاءَتْ إِرَادَةُ اللهِ أَنْ يَضَعَ الْمُسْلِمِينَ مَوْضِعَ الِاخْتِبَارِ وَالِابْتِلَاءِ الْحَقِيقِيِّ؛ لِيَعْلَمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الصَّادِقِينَ الْمُجَاهِدِينَ مِنَ الْمُنَافِقِينَ الْكَاذِبِينَ. وَلَا تَزَالُ الْفُرْصَةُ مُتَاحَةً لِمَنْ أَرَادَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ، وَاسْتَبَقَ الْخَيْرَاتِ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَتِلْكَ تِجَارَةٌ تُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، وَلَرُبَّمَا جَاءَ أَمْرُ اللهِ بِالنَّصْرِ وَالْفَتْحِ وَالتَّمْكِينِ، وَحِينَئِذٍ سَيَكُونُ الْبَابُ قَدْ أُغْلِقَ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. وَأَمَّا قَوَارِينُ النِّفْطِ الْأَعْرَابِيُّ الَّذِينَ حَوَّلُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْهِمْ وَعَلَى الْأُمَّةِ إِلَى نِقْمَةٍ، فَإِنَّ مَصِيرَهُمُ الْمَحْتُومُ كَمَصِيرِ قَارُونَ، وَالْخَسْفُ بِهِمْ، وَتِلْكَ سُنَّةُ اللهِ الَّتِي خَلَتْ فِي كُلِّ قَارُونَ. وَلَمَّا أَدْرَكَ أَنَّ غَزَّةَ بَاتَتِ الْيَوْمَ قَسِيمَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، ازْدَادَ الشَّعْبُ الْيَمَنِيُّ الْعَظِيمُ إِيمَانًا بِاللهِ وَتَسْلِيمًا لِقِيَادَتِهِ الرَّبَّانِيَّةِ الْحَكِيمَةِ وَتَمَسُّكًا بِمَوْقِفِهِ الثَّابِتِ وَالْمَبْدَئِيِّ الْإِيمَانِيِّ الرَّاسِخِ دَعْمًا وَإِسْنَادًا وَنُصْرَةً لِغَزَّةَ وَالْقُدْسِ وَالْأَقْصَى، وَسَيَظَلُّ كَذَلِكَ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ وَإِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ، ذَلِكَ أَنَّهُ شَعْبٌ يَأْبَى لَهُ إِسْلَامُهُ وَدِينُهُ وَأَخْلَاقُهُ وَقِيَمُهُ وَمَبَادِئُهُ وَكَرَامَتُهُ وَعِزُّهُ وَنَخْوَتُهُ وَعُرُوبَتُهُ – الْمُذَلَّةَ وَالْهَوَانَ وَخِذْلَانَ فِلَسْطِينَ وَغَزَّةَ وَلُبْنَانَ وَكُلِّ مُسْتَضْعَفٍ فِي الْأَرْضِ –، فَاسْتَشْعَرَ مَسْؤُولِيَّتَهُ الدِّينِيَّةَ وَالْأَخْلَاقِيَّةَ وَالْإِنْسَانِيَّةَ، فَهَبَّ إِلَى السَّاحَاتِ وَالْمَيَادِينِ وَالثُّوَرِ وَالْجَبْهَاتِ؛ انْتِصَارًا وَدَعْمًا وَإِسْنَادًا لِلْمَظْلُومِينَ فِي غَزَّةَ وَفِلَسْطِينَ وَلُبْنَانَ، لَا يَخْشَى فِي ذَلِكَ أَحَدًا إِلَّا اللهَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ. وَبِسِلَاحِ الْإِيمَانِ وَالتَّمْكِينِ الْإِلَهِيِّ، جَعَلَ اللهُ فِي صَوَارِيخِهِ وَمُسَيَّرَاتِهِ الْبَأْسَ الشَّدِيدَ وَالتَّأْثِيرَ الْكَبِيرَ وَالْمُرْعِبَ لِلْأَعْدَاءِ، وَالْقَاصِمَ لَهُمْ، وَمَنَحَهَا اللهُ قُوَّةَ فِعْلٍ كَقُوَّةِ الْفِعْلِ الَّتِي كَانَتْ لِعَصَا مُوسَى، فَسَدَّدَ اللهُ رَمْيَةَ أَوْلِيَائِهِ؛ تَحْقِيقًا لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿١٧﴾ ذَٰلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ ﴿١٨﴾ إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٩﴾﴾ [الأنفال]. وَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ، فَيُصْبِحَ الكُفَّارُ وَالأَعْرَابُ المُنَافِقُونَ عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ.. وَإِنَّ نَصْرَ اللهِ لَقَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ.