logo
عبدالهادي راجي المجالي يكتب: توظيف العشائر

عبدالهادي راجي المجالي يكتب: توظيف العشائر

بقلم :
.... تحدث مجموعة من الإخوان أمس عن عشائرهم، من بينهم النائب صالح العرموطي، وأسهبوا في ذكر مناقب تلك العشائر الكريمة...
العشائر الأردنية في أغلبها، كانت منخرطة مع الدولة والعرش... حابس المجالي مثلا حمل سجايا العشيرة وأخلاقها وحين قاتل في فلسطين، لم يقاتل ضمن مبادئ أو أيديولوجيا الإخوان وإنما قاتل ضمن أخلاق العشيرة والتربية التي تلقاها في الكرك، وقاتل تحت مظلة الوفاء للوطن والولاء للعرش.
أبناء العشائر الذين يستشهدون بهم ومن ضمنهم صالح شويعر مثلا من قبيلة (شمر) العظيمة، في معركة وادي التفاح في نابلس استبسل، متسلحا بالشيم وقيم المروءة التي تعلمها من قبيلته العظيمة، وقاتل تحت شعار الجيش وتحت شعار الملك والوطن.
أنا لا أفهم لماذا يتم زج العشائر في خطاب الإخوان، وهم يدركون تاريخيا أن العشائر لم تعلن يوما تحالفا معهم، كل اجتماعات القبائل والعشائر في الأردن كانت إما مطلبية وإما اجتماعات تأكيد الولاء للعرش.
القائد عطالله غاصب ابن قبيلة السرحان التي تقطن البادية الشمالية، وحين تقرأ تاريخه وبطولاته، تدرك أنه تعلم الرجولة من قبيلته العظيمة التي انتمى إليها.. وقاتل تحت مظلة الجيش العربي فهو أحد أبرز قادته، والأهم من ذلك أن قتاله لم يكن دفاعا عن الأردن وفلسطين فقط، بل كان في إطار الولاء للعرش أيضا.
لماذا يتم اختطاف تاريخ العشائر؟ يا ترى لو أن حابس المجالي حي يرزق فهل سيقبل توظيف تاريخه في إطار الرواية (الإخوانية)، ولو أن قاسم الدويري وكاسب الصفوق... خالد هجهوج، غازي عربيات.. وغيرهم الكثير من قادة وضباط الجيش؛ لو أنهم ما زالوا على قيد الحياة، فهل سيقبلون كلما تعلق الأمر بأزمة مع الحكومة أن يتم زجهم فقط للتوظيف في مساندة الخطاب الإخواني.
حتى نزال العرموطي الشخصية الإجتماعية والوطنية الشهيرة والشيخ الذي لقبه الناس (راعي الصقلاوية) نسبة إلى فرسه، هل كان يوما حينما يمتطيها ويجوب الشوارع، ويعطي الجائع والمكلوم.. ويترك في منزل كل فقير أثرا طيبا، هل كان يفعل ذلك تحت مظلة الإخوان أم تحت مظلة الوفاء للبلد وأهلها؟...
يجب على الدولة أن تنتبه لهذا التوظيف، يجب على الدولة أن تدرك أن العشائر الأردنية وفي الفترات الصاخبة من عمر الوطن، لم يكن تحالفها لا مع اليسار ولا مع الإخوان.. ولا مع غيرهم، كان تحالفها الأول والأخير مع العرش والبلد..
إما إذا انخرط مجموعة من أبناء العشائر تحت مظلة الإخوان، هذا لا يعني أن العشيرة كلها (إخوان) وهذا لا يعني اختطاف التاريخ وتوظيفه.
كم أتمنى على السادة النواب، أن يدركوا أن توظيف العشيرة مؤخرا في الخطاب الإخواني ما هو إلا وسيلة للتبرير فقط، وأداة لمهاجمة الآخر..
Abdelhadi18@yahoo.com
الرأي

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

عبد الهادي راجي المجالي يكتب: من هو الأردني .. ؟؟
عبد الهادي راجي المجالي يكتب: من هو الأردني .. ؟؟

سرايا الإخبارية

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • سرايا الإخبارية

عبد الهادي راجي المجالي يكتب: من هو الأردني .. ؟؟

بقلم : ... من هو الأردني؟ بحسب التعريف القانوني البسيط: هو كل من يحمل رقما وطنيا، ويؤدي واجباته ويلتزم بالدستور وبالقانون، ويحصل على حقوقه كاملة... بحسب القانون والدستور، أنا وزياد المناصير مثلا نمتلك ذات الحقوق وذات الواجبات وذات الهوية، ولكن زياد أمضى (30) عاما وأكثر من عمره في الاغتراب وحين عاد قام بضخ مئات الملايين في الاقتصاد الوطني، لم يفتتح حزبا سياسيا ولم يتظاهر أمام الكالوتي، ولم يحصل على مقعد في مجلس النواب ويشبعنا خطابات رنانة،.. هو جاء للبلد وقام بتشغيل (4000) أردني في مؤسساته، ولم يستقطب الإعلام ولا يحب الظهور على الفضائيات، ببساطة كل ما أحضره من عمله في الخارج قام بضخه في البلد.. أيهما أكثر أردنية أنا؟ أم الذي فتح (4000) آلاف منزل وأطعم أهلها، دون منة أو تحميل (جميلة). صبيح المصري بذات السوية، بنى الاقتصاد الخاص، امتلك بنوكا، حول العقبة لوجهة استثمارية، وظف الآلاف من أولاد البلد، أعطى للدولة عشرات الملايين من الضرائب والتبرعات، أقام مؤسسات ثقافية... لم يظهر على محطة وطنية نهائيا، بل قام بأخطر ما قام به الاقتصادي وهو (أردنة) مؤسسات كانت ستذهب للخارج، صبيح أسس هوية لرأس المال... كان بإمكانه أن يؤسس أكبر الأحزاب في البلد، كان بإمكانه أن يبني أكبر فضائية في الأردن، كان بإمكانه أيضا.. أن يحضر كل محطات البث العربية والعالمية لكي تتحدث عنه، ولو أنه طلب من أحد أكبر الكتاب العرب أن ينتج فيلما عنه، فلن يقوم أحد بلومه.. لكنه اكتفى بالحياة الهادئة والصمت، وعاش زاهدا راضيا.. أيهما أكثر أردنية أنا أم صبيح المصري؟صبيح المصري وزياد المناصير، أنتجا للهوية والمواطنة وللبلد. الأردني هو الذي يعطي للبلد ولا ينتظر شكرا ولا واجبا، والسؤال هل أنا بتعريف الأردني أصل إلى مستوى ما قدم زياد وصبيح؟... الأردني هو من يقدم للبلد، والأردني هو الذي لا يطلب منَّة من أحد حين يقدم.. والأردني هو الذي ينظر لأهله وناسه، هو الذي لا يبني منابر للمعارضة هدفها إنتاج الثرثرة فقط، زياد وصبيح منابرهما كانت شركات ومصانع وفنادق.. لا وقت لديهما للثرثرة... والأردني هو الذي يمضي في الحياة، دون البحث عن شعبيات زائفة، هو الذي حين تتعب الدولة يتقدم... مؤخرا حين قامت البنوك بدعم الدولة بملايين الدنانير كان صبيح المصري أول من تبرع، وحين هبت أزمة كورونا كان زياد أول من دفع.. هما اسهما بفتح البيوت.. لم يوظفا الأموال في إنتاج الصواريخ، ولم يوظفا الناس في الخروج إلى الشوارع، كان الانتماء لديهما فقط للتراب والعرش، لا يوجد في قاموسهما تنظيمات أو أحزاب.. يوجد الأردن فقط. لا يحق لأي كان أن يتحدث عن تعريف الأردني، لأن التعريف القانوني يبقى قاصرا... وأعود للسؤال هل أنا الأردني أم صبيح وزياد... في المقياس المنطقي، هما عبرا عن الانتماء أكثر مني، عبرا عنه واقعا.. وأنا أنتجت عشرات الألوف من المقالات بمعنى: عبرت عنه بالعاطفة، لكن في النهاية المعدة لا تحتاج لعاطفة المعدة تحتاج للخبز... أتمنى أن أكون قد وصلت لتعريف معنى الأردني، ومعنى المواطن، ومعنى العطاء. Abdelhadi18@

عبد الهادي راجي المجالي : من هو الأردني..؟؟
عبد الهادي راجي المجالي : من هو الأردني..؟؟

أخبارنا

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • أخبارنا

عبد الهادي راجي المجالي : من هو الأردني..؟؟

أخبارنا : ... من هو الأردني؟ بحسب التعريف القانوني البسيط: هو كل من يحمل رقما وطنيا، ويؤدي واجباته ويلتزم بالدستور وبالقانون، ويحصل على حقوقه كاملة... بحسب القانون والدستور، أنا وزياد المناصير مثلا نمتلك ذات الحقوق وذات الواجبات وذات الهوية، ولكن زياد أمضى (30) عاما وأكثر من عمره في الاغتراب وحين عاد قام بضخ مئات الملايين في الاقتصاد الوطني، لم يفتتح حزبا سياسيا ولم يتظاهر أمام الكالوتي، ولم يحصل على مقعد في مجلس النواب ويشبعنا خطابات رنانة،.. هو جاء للبلد وقام بتشغيل (4000) أردني في مؤسساته، ولم يستقطب الإعلام ولا يحب الظهور على الفضائيات، ببساطة كل ما أحضره من عمله في الخارج قام بضخه في البلد.. أيهما أكثر أردنية أنا؟ أم الذي فتح (4000) آلاف منزل وأطعم أهلها، دون منة أو تحميل (جميلة). صبيح المصري بذات السوية، بنى الاقتصاد الخاص، امتلك بنوكا، حول العقبة لوجهة استثمارية، وظف الآلاف من أولاد البلد، أعطى للدولة عشرات الملايين من الضرائب والتبرعات، أقام مؤسسات ثقافية... لم يظهر على محطة وطنية نهائيا، بل قام بأخطر ما قام به الاقتصادي وهو (أردنة) مؤسسات كانت ستذهب للخارج، صبيح أسس هوية لرأس المال... كان بإمكانه أن يؤسس أكبر الأحزاب في البلد، كان بإمكانه أن يبني أكبر فضائية في الأردن، كان بإمكانه أيضا.. أن يحضر كل محطات البث العربية والعالمية لكي تتحدث عنه، ولو أنه طلب من أحد أكبر الكتاب العرب أن ينتج فيلما عنه، فلن يقوم أحد بلومه.. لكنه اكتفى بالحياة الهادئة والصمت، وعاش زاهدا راضيا.. أيهما أكثر أردنية أنا أم صبيح المصري؟صبيح المصري وزياد المناصير، أنتجا للهوية والمواطنة وللبلد. الأردني هو الذي يعطي للبلد ولا ينتظر شكرا ولا واجبا، والسؤال هل أنا بتعريف الأردني أصل إلى مستوى ما قدم زياد وصبيح؟... الأردني هو من يقدم للبلد، والأردني هو الذي لا يطلب منَّة من أحد حين يقدم.. والأردني هو الذي ينظر لأهله وناسه، هو الذي لا يبني منابر للمعارضة هدفها إنتاج الثرثرة فقط، زياد وصبيح منابرهما كانت شركات ومصانع وفنادق.. لا وقت لديهما للثرثرة... والأردني هو الذي يمضي في الحياة، دون البحث عن شعبيات زائفة، هو الذي حين تتعب الدولة يتقدم... مؤخرا حين قامت البنوك بدعم الدولة بملايين الدنانير كان صبيح المصري أول من تبرع، وحين هبت أزمة كورونا كان زياد أول من دفع.. هما اسهما بفتح البيوت.. لم يوظفا الأموال في إنتاج الصواريخ، ولم يوظفا الناس في الخروج إلى الشوارع، كان الانتماء لديهما فقط للتراب والعرش، لا يوجد في قاموسهما تنظيمات أو أحزاب.. يوجد الأردن فقط. لا يحق لأي كان أن يتحدث عن تعريف الأردني، لأن التعريف القانوني يبقى قاصرا... وأعود للسؤال هل أنا الأردني أم صبيح وزياد... في المقياس المنطقي، هما عبرا عن الانتماء أكثر مني، عبرا عنه واقعا.. وأنا أنتجت عشرات الألوف من المقالات بمعنى: عبرت عنه بالعاطفة، لكن في النهاية المعدة لا تحتاج لعاطفة المعدة تحتاج للخبز... أتمنى أن أكون قد وصلت لتعريف معنى الأردني، ومعنى المواطن، ومعنى العطاء. Abdelhadi18@

الصفدي غاضب من حرف الـ ج: استفزاز غير مقبول
الصفدي غاضب من حرف الـ ج: استفزاز غير مقبول

عمون

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • عمون

الصفدي غاضب من حرف الـ ج: استفزاز غير مقبول

عمون - اثارت كلمة النائب صالح العرموطي في جلسة النواب اليوم الاثنين، جدلا سرعان ما تحول إلى صراخ، بعد أن قال إن الحكومة اصبحت تعاني افراط حساسية من أي شيء يبدأ بحرف الـ ج ، وذلك لرفض تعديل اسم قانون التعاون إلى قانون الجمعيات. رئيس المجلس أحمد الصفدي وصف ما قاله العرموطي بالاستفزاز غير المقبول، قائلا للنائب: "كل جماعتك بطلعوا على بعض وبضحكوا". وأضاف، "ما بدنا نخرب الجلسة.. لكن هذا حديث غير مقبول، وحرف الـ ج واضح". الصفدي غاضب من حرف الـ ج: استفزاز غير مقبول #عمون #الأردن — وكالة عمون الاخبارية (@ammonnews) April 28, 2025

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store