
بين جسيكا ويسرا
الحديث هنا ليس عن ليليان هال، بل عن الممثلة الأميركية جسيكا لانج التي أدَّت دورها. وهو الدور الذي أعادها إلى السينما بعد غياب سنوات. ولانج اسم لا يمرّ في الذاكرة مرورَ الكرام. شاهدت لها في ثمانينات القرن الماضي فيلم «ساعي البريد يقرع دائماً مرتين»، فاستقرت في قلبي وتابعت أفلامَها التالية. وهي قد تبدو فاتنةً تجيد أدوار الإغراء، لكنَّ موهبتَها جاءت لها بـ«الأوسكار» مرتين.
أتفرَّجُ على جسيكا في فيلمها الأخير فأراها رمزاً للتجدد. ثم تحضر في بالي الممثلة المصرية يسرا. إنَّها أصغر بسنواتٍ قلائلَ، لكنَّهما بدأتا العملَ السينمائيَّ في وقت واحد. ثمَّ إنَّ هناك تشابهاً في الملامح، وأيضاً في الشخصية الجذابة المتحررة التي لا تتهيّب أمام الاشتراطات والأعراف. عينان صغيرتان ذكيتان، ووجهٌ مربَّعٌ، ووجنتان مرتفعتان. وهناك الشَّعر الذي تحول من الأسود إلى الأشقر مع أمشاطِ الزمن. الزَّمن الذي تحاولُ كلٌّ منهما تمويهَ علاماتِه.
مع هذا يبقى الفارق كبيراً. وهو يخصّ محيط كل واحدة منهما. إنَّ المواهب تُولد مع المرء، ثم تنتعش وتتطور بالعدوى. يكبر الممثل الصغير ويتألق حين يشتغل مع مخرجين بارعين ويواجه ممثلين وممثلات كباراً. وهنا تتدخل الظروف لكي تدفعَ بالفنان نحو الأمام أو تبقيه «مكانك راوح».
يسرا جميلةٌ وموهوبةٌ ومجتهدةٌ وقادرةٌ على التجدد. لكن ما أتيح لجسيكا لم يُتحْ لها ولا لأي واحدة من زميلاتِها السابقات أو اللاحقات. صحيحٌ أنَّ مصرَ هي هوليوود الشَّرقِ، لكن هوليوودَ أميركا تبقى شيئاً آخر. مستوى عالٍ من الإمكانات المادية والميزانيات والخبرات والمغامرة، ومن الحرية وغيرها.
سمحت جسيكا للمصوّر بأن يقتربَ من تجاعيدها. لم تكن تخشى أن تبدوَ دميمةً أو عجوزاً. المهمُّ هو تقمُّصُ الشَّخصية والإبداع فيها. لديها من الثقة ما يجعلها تدرك أنَّ جمالها ينبع من داخلها. كم نجمة عربية توافق على اقتحام مثل هذا؟ قد توافق مرغمةً على القيام بدور الأمّ شرط أن تبقى الأنثى المشتهاة.
تبهرُنا جسيكا لانج في هذا الفيلم. نسمعها تقول على لسان ليليان هال: «أردت أن يراني النَّاسُ. ارتقيت المسرح وتحقق لي ذلك. أضواء وموسيقى والكثير من التصفيق. لكنَّني لم أكن أمّاً جيّدة. هل كنت زوجة صالحة؟ صالحة وفق أيّ مفهوم؟ كل ما أعرفه هو أنّني كنت ممثلةً ممتازة، ولا يمكنني أن أهربَ من نفسي».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
اختتام عروض مسرحية "طوق" في مهرجان أدنبرة
اختتمت عروض المسرحية السعودية "طوق" للمخرج فهد الدوسري، التي عُرضت ضمن فعاليات مهرجان "فرينج" العالمي في العاصمة الأسكتلندية، محققةً حضوراً لافتاً وتفاعلاً كبيراً من الجمهور، في خطوة جديدة نحو العالمية، مقدمة رسالة فنية تحمل صوت الإنسان العربي إلى خشبات المسرح العالمي بكل فخر واحتراف. وأتت هذه العروض ضمن مشاركة هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية في المهرجان العريق الذي يُعد الأكبر من نوعه عالميًا، ويُقام هذا العام تحت شعار "Voices of the World Stage" احتفاءً بالتنوع الثقافي، حيث يجمع "3350" عرضاً فنياً يقدّمها "2000" فنان دولي من "256" دولة من مختلف أنحاء العالم. وشهدت هذه المشاركة الدولية الثانية للمسرحية بعد مهرجان أفينيون الفرنسي، احتفاءً إعلامياً واسعاً، سواء من الصحافة السعودية أو من وسائل الإعلام البريطانية التي تفاعلت مع مضمون العرض وكتبت تقارير نقدية إيجابية، أثنت فيها على جودة النص والإخراج، وعمق الرسائل الفكرية التي حملها العمل المسرحي، وقد وصف عدد من النقاد المسرحية بأنها 'نافذة معاصرة تطل منها الثقافة السعودية والعربية على الجمهور بلغة فنية عالمية'. وقدّمت "طوق" عروضها على خشبة مسرح 'بيدلام' التاريخي، أحد أبرز المسارح الأيقونية في أدنبرة، حيث شكّلت هذه العروض فرصة للجمهور الغربي للتفاعل لأول مرة مع رؤية درامية عربية تلامس القلق الإنساني والوجودي بلغة رمزية معاصرة، مستعرضةً إشكاليات الروتين والتكرار والبحث عن جدوى الحياة. وتدور أحداث المسرحية، التي تُعرض ضمن برنامج "ستار" التابع لهيئة المسرح والفنون الأدائية، حول مجموعة موظفين يعيشون داخل إطار روتيني قاتل، إلى أن يكسر رئيس القسم هذا الصمت بثورة داخلية لا تغير شيئاً، لتعود الحلقة إلى بدايتها، في سردية دائرية تعكس عمق الأزمة الإنسانية في عالم اليوم. وتألّق في بطولة العمل كل من: أحمد الذكر الله، فاطمة الجشي، مريم حسين، عبدالعزيز الزياني، خالد الهويدي، وشهاب الشهاب. وحرص المخرج فهد الدوسري على تقديم نسخة مخصصة للجمهور الأوروبي بترجمة إنجليزية، مما أتاح تواصلاً سلساً مع جمهور متنوع الجنسيات والثقافات. هذا وتأتي مشاركة "طوق" بدعم من هيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية، ضمن توجهات الرؤية الثقافية للمملكة، التي تسعى إلى تعزيز الحضور الفني السعودي على المنصات الدولية، والتعريف بالإبداع المحلي بوصفه جزءاً من الحوار الثقافي العالمي. يذكر أن "طوق" كانت قد حازت جائزة أفضل عرض معاصر في مهرجان الرياض للمسرح 2024، وشاركت في الدورة 79 من مهرجان أفينيون الفرنسي. وقد أثبتت عروضها في إدنبرة أن المسرح السعودي بات يمتلك أدوات تنافسية ومضامين قادرة على الوصول إلى الجمهور العالمي بأسلوب احترافي مؤثّر.


الرياض
منذ 2 ساعات
- الرياض
تفاصيل صغيرةفي الصيف
في الصيف، حيث الكل يسافر، الفعاليات الثقافية في أدنى حضور، والكسل سيد الموقف، والملل يخيم عليك، لا يبقى لديك سوى أن تكتب عن لحظاتك الصغيرة، فلنبدأ. أرسل لي د. ألدو نيكوسيا رابط مقال طويل كتبه عن الروايات التي ترجم بداياتها إلى الإيطالية ونشرها في كتاب سماه بدايات، نشر المقال في مجلة الجديد، وهي مجلة ثقافية تصدر من لندن، وهكذا بدأت تشغلني أسئلة من نوع: كم بقي لدى العرب من مجلات ثقافية؟ وتذكرت المجلات الثقافية المهمة التي كانت تصدر من مختلف البلدان العربية، كم بقي منها، ومن بقي منها، مدى مقروئيتها، أسئلة كثيرة وعميقة تتطلب بحثاً مكثفاً لا يتناسب مع حالتي المزاجية، لذلك سأرجئ هذا الموضوع لوقت لاحق، لو حصل. كنت أقرأ في كتاب النقد الفني وهو كتاب مهم، لكنه طويل جداً، وأنا صار نفسي قصير جداً، يضاف إلى ذلك أنني لا أحب القراءة في النقد، وقد يعزز ذلك من نظرية النقاد الذين يرون أن الكاتب العربي لا يحب نقد أعماله، أكتب هذه العبارة وأنا أضحك لأنني أعرف أنني أتخابث هنا وأمارس شيئاً لا أحب ممارسته، وهو الكتابة بشكل مبطن. على العموم، أطلب من النقاد أن يتابعوا الأعمال ويكتبوا عنها، على الأقل الأعمال التي أعجبتهم، وبشرط أن يكونوا نقّاداً فعلاً، وليسوا مخلّصي حسابات. على الرغم من أنني اشتكيت من الكسل والملل في أول المقال لكنني أعرف أنني لا أنصف نفسي، فأنا أرسم بشكل يومي تقريباً، وفي القاهرة حيث صرت أقسّم وقتي بينها وبين جدة، عملت بشكل جاد، ومازلت على عمل لوحات لمعرض في مخيلتي حتى الآن، لم أعرض منه شيئاً في السوشيال ميديا، سيكون سراً حتى موعد العرض، لكن ولالتزامي مع متابعي صفحتي في سناباشات وانستغرام فأنا أرسم بورتريهات كي أنشرها في هذه الصفحات. اكتشفت مدى غلاء أسعار الأدوات الفنية في مصر، وعلى الرغم من أنني أحضرت الألوان والفرش من جدة، وهي بالطبع تشكيلة من أشياء أحضرتها من أماكن متفرقة في العالم، لكن مشكلتي هي حامل اللوحات، حتى حين قبلتُ أن أدفع ثمناً مرتفعاً لم تكن جيدة، لذلك طلبت من نجار أن يصنع حاملاً مثبتاً على الجدار، لم يكن مقنعاً، وحاولت أن أشتري حاملاً يصنع خارج القاهرة لكن اختلفت معهم في آخر لحظة لأنه سيأتي غير مركب وعليّ أن أركبه وأنا لا أفعل ذلك، بعد تجارب مؤلمة مع أثاث إيكيا أصبحت أعرف مقدرتي ولا أغامر أبداً. حيرتي المبررة هي فنانو مصر المذهلون والكثر جداً، وطلبة كليات الفنون الجميلة، من أين يحصلون على أدواتهم، هل هناك أماكن سرية لا أعرف عنها. انتهى المقال، أتمنى أن يكون قد خفف من مللكم، نجح في ذلك معي.


عكاظ
منذ 3 ساعات
- عكاظ
حمزة نمرة يُطلق 3 أغنيات جديدة ضمن «قرار شخصي»
أطلق الفنان المصري حمزة نمرة مساء الأربعاء الدفعة الثالثة من ألبومه الجديد «قرار شخصي»، التي تضم ثلاث أغنيات متنوعة الطابع والمحتوى، عبر قناته الرسمية على «يوتيوب» ومختلف المنصات الموسيقية الرقمية. وتأتي الأغنية الأولى بعنوان «وافتكر»، من كلمات حازم ويفي وألحان نمرة، بتوزيع أندريه مينا، بينما حملت الأغنية الثانية اسم «بتستخبى»، وهي من كلمات محمود فاروق وألحان حمزة نمرة وتوزيع عمرو الخضري، وتُقدم بلون موسيقي مستلهم من الفلكلور الشعبي السويسي وآلات السمسمية. أما الأغنية الثالثة «طال غيابك»، فطُرحت بشكل فيديو كليب مصوّر، وتمزج بين الطابع العاطفي والرومانسي، من كلمات محمود فاروق، ألحان حمزة نمرة وأندريه مينا، وتوزيع الأخير. ويواصل نمرة تصدره «ترندات» المنصات الرقمية للأسبوع الثالث على التوالي، مع تصاعد الإقبال على أغنيات الألبوم التي طُرح منها حتى الآن 9 أغانٍ، من بينها «شمس وهوا» و«عزيز عيني» و«شيل الشيلة» و«يا سهرانين». يُذكر أن ألبوم «قرار شخصي» يضم 13 أغنية، يُطرح على أربع دفعات أسبوعية كل أربعاء عند السابعة مساءً، بثلاث أغنيات في كل دفعة، ويُختتم بالدفعة الأخيرة التي ستضم أربع أغنيات، من بينها الأغنية الرئيسية التي تحمل اسم الألبوم. أخبار ذات صلة