
حمادة: تفاعل الطلاب الناجحين يتحول إلى رصاص في صدر العدوّ
وبعد دخول موكب الخريجين، ألقى النائب حمادة كلمة قدم فيها التهاني والتبريكات للطلاب المحتفى بهم، منوّها ب"التفاعل الذي نشهده من خلال هذه الفعاليات التي تأتي في ظل ظروف استثنائية مر بها الوطن ككل وهذه المنطقة بالذات"، مشيراً إلى أن "الجنوب في تراثنا وعلى مستوى الجغرافيا العربية دائمًا مقدّس، وله خلفيته الثقافية والحضارية المرتبطة بالثقافة والعلم والثورة".
وقال: "أن الفرحة اليوم غير منسجمة مع واقع الحال، ومع ما يجب أن يكون، وأنا أعتقد أننا قوم أولى بالفرح من غيرنا، فنحن قوم أهل انتصار دائم؛ إذا انتصرنا فنحن ننتصر، وإذا استُشهدنا فنحن ننتصر، ومن الممكن أن يكون الشهيدان العزيزان اللذان تحمل دفعة الخريجين اسمهما قد ظلّلا هذا الوجود، فامتزجت الدمعة أحيانًا مع الفرحة. ولكن، في عمق الأمور، يُقال أيضًا إن هذه الدمعة هي دمعة فرح".
وأضاف: "نحن في منطقة عزيزة وعظيمة، في أرض الله التي ارتبطت تاريخيًا بالله تبارك وتعالى، وبالإنسان، عندما نجتمع في هذه اللحظة على المستوى السياسي، وعدونا جاثم على بعض أرضنا، وقد ذهب عميقًا في استهداف وجودنا ورؤيتنا وثقافتنا وتعليمنا وتربيتنا ومجتمعنا وثرواتنا، ورغم كل ما مرّ وما يحدث لحظويًا، نواجه من خلال عناوين للمواجهة، ولعلّ أبرزها هو هذا العنوان الذي نجتمع فيه بحضور هيئات تعليمية وإدارية وأولياء طلاب وطلاب يحتفلون بتخرّج جامعي فيه من الأبناء الأعزاء من غادر التعليم لظروف معينة، ثم عاد ليكمل تعليمه، ويحوز على شهادة".
وتابع: "هذه الدراسة التي استمرت ثلاث أو أربع سنوات، في قلب العاصفة اللبنانية ، استطاع أن يُنجزها، ويحصل على شهادته، ويتخرج أمام عدونا، ليقول له، ومن خلفه للعالم: إننا قوم، وإن كنّا أتقنّا البندقية، واحترفنا استخدامها، فإننا أيضًا نحترف العلم ، ونحترف الجلوس على مقاعد التربية والتعليم لنحوز شهادة، لنجمع بين شهادتين: شهادة في الجامعة، وشهادة في الميدان، وليختلط الدم مع النزف، مع الرؤية ومع الإنسان الذي يحمل لنصوغ أيقونة قد يراها البعض من أساطير هذا الزمان".
ورأى النائب حمادة "أننا في أرض حملت الحرية منذ فجر التاريخ ولا تزال، وان البعض يعتقد أن هدف العدو الصهيوني محصور بالإرث أو بالمدعى لليهود في هذه الأرض، أو على مستوى الجغرافيا والاقتصاد، لكن الهدف الأعمق هو استهداف عنوان الإنسان في الإنسان، وان استهداف هذه المنطقة يأتي لأنها تشكل نقيضاً للعدو على مستوى العلم والتاريخ والرؤية وحتى العقيدة، وهي المنطقة التي شعّ منها الحرف، وصدّرت العلماء، وصدّرت للإنسان في غير بقعة من هذه الأرض معناه الحقيقي، لذلك لا يُستغرب أن نكون نحن فقط من انتصر للإنسان في غزة، قبل أن ننتصر لأخيه في الدين أو في الجغرافيا أو في العروبة".
وأردف: "نحن كنا في موقع من قدّم لله الغالي والثمين، ومن لم تنجبه هذه الأمة، وإن شاء الله تنجب أمثاله، حتى أن البعض - وإن كان قليلاً - لامنا لأننا انتصرنا للإنسان، وكأنهم يريدوننا أن نغادر المعايير الإنسانية الدنيا، صارت إنسانيتنا تهمة، يُعَيّروننا لأننا لم نترك غزة وحدها، وكأنهم سالمون من ذاك الوحش الذي بدأ بغزة وأهلها وأطفالها ونسائها وهم يعلمون أو لا يعلمون أنه لن ينتهي بهم فقط".
واعتبر أن "تفاعل الطلاب الناجحين اليوم بفرحهم وزغاريدهم انما يتحول إلى رصاص في صدر العدو، لأنه لا يريد لنا أن نتعلم، أو أن نذهب إلى مؤسساتنا، أو أن نحافظ على مدارسنا، أو على الإنسان الحقيقي والإشعاعي الذي عُرف به لبنان ، ووجه نداءً إلى الحكومة اللبنانية وخصوصًا في هذا الظرف التربوي، لضرورة إعادة بناء وترميم المدارس المتضررة خاصة في الجنوب وعلى كامل الجغرافيا اللبنانية، ومعالجة ملف حقوق الأساتذة والمعلمين، وخاصة المتعاقدين".
وقال النائب حمادة: "بدعة الأستاذ المتعاقد بالساعة غير موجودة إلا في لبنان، وهي تشكل أمراً مرهقاً للتربية والتعليم، ومن خلال هذه التسميات، تُسقط حقوق المعلمين، وتُتخذ بحقهم قرارات مجحفة، مثل من يُدرّس سنة أو اثنتين، ثم يُقال له "لا يوجد لك حق مالي"، مضيفا "أما في القطاع الجامعي، نجد تمييزًا ومحسوبيات وتوظيفا زبائنيا وهذا لا يجوز، لأنه يتناقض مع ما عُرف به لبنان من اعتماد على التعليم والطب كمزايا تنافسية، نحن نستطيع من خلال التعليم أن نحسّن اقتصادنا، ونبني مجتمعًا أفضل، لكن للأسف فالبعض لا يلتفت ويضع رؤاه على حساب الطالب وعلى حساب المصلحة الوطنية. وعلى مستوى ملف المعادلات فكثير من الطلاب يتخرّجون، ثم ينتظرون سنة وأكثر لمعادلة شهاداتهم، وفي ظل هذا تضيع الفرص والوظائف".
وفي هذا السياق، أكد النائب حمادة "أننا نتابع هذه الملفات تشريعيًا، قد ذهبنا بكتلتينا إلى مجلس النواب بأكثر من 25 قانونًا لتحسين التربية والتعليم في لبنان، ولدينا مجموعة من المشاكل منها على سبيل المثال، الطلاب الذين درسوا في سوريا – 280 طالبًا في الطب والصيدلة – أتوا من سوريا، ويجب تطبيق القانون اللبناني عليهم، وفق القانون 285 الصادر عام 2014، الطالب الذي ينتقل من جامعة أجنبية إلى لبنانية يقدم امتحانًا، وإذا نجح، يُحسب له 50% من مواده، هذا القانون معمول به ويجب تطبيقه".
وختم: "علينا أن نسلك المسالك التشريعية، رغم أننا نُحمّل المسؤولية، نعم نحن مسؤولون كمشرعين، لكن للأسف مجلس النواب أصبح مجلس رجال أعمال لا مجلس تشريعيا إلا ما نَدَر، تسيطر فيه رؤوس الأموال، والتشريع تحول إلى عمل تجاري في كثير من الأحيان".
بيرم
من جانبه ألقى بيرم كلمة أشاد فيها بجهود الطلاب التي جعلتهم يتفوقون على أنفسهم، ويقدمون نموذجًا في النجاح، لأنه أعظم نجاح في العالم، معتبراً أن "أهم منافسة هي أن تنافس نفسك، وأن تكون نسخة جديدة من نفسك، وأن هذا هو النجاح الحقيقي لسبب بسيط، وهو أن الناس لا يريدون كلامًا كثيرًا، بل يريدون أفعالًا، ولسان الحال أبلغ من لسان المقال".
وتابع: "أريد أن أقول لهذه البيئة كلها بكل تنوعاتها، أننا لسنا مقطوعين من شجرة، ولسنا زوارًا على الزمن بل نحن حُجّة أخلاقية في هذا الزمن، وإن الله عز وجل يقول إنّ الصراع دائم في الخليقة، في كل زمن، هو بين من يحملون مشعل الحق -وهم قلة- وبين من يحملون مشعل الباطل -وهم كثرة- وأكثر الناس لا يعلمون ولا يفقهون ولا يشكرون ولا يعقلون، وأن قلة تغيّر النتائج، في كل زمن هناك قلة".
وأضاف: "الله يقول: ولولا هذه القلة لفسدت الأرض وانتهى المشروع الإلهي، وانتهت الغاية من خلق الإنسان) واذا جئنا نطبّق هذا الكلام على زمننا، فسنجد بكل موضوعية وبكل فخر، أننا نحن أهل الحُجّة الأخلاقية، ونحن الضمير الإنساني الفعّال في زمن النذالة والتفاهة والضمائر الميتة، على مقربة منا يشاهدون إبادة، ولا يهتزّ لها أحد سوانا، وقد قدّمنا أغلى ما لدينا، وقدمنا أغلى القرابين، قدمنا أحبّاءنا من أجل القيمة الإنسانية لأننا نحن أصبحنا حاجة للضمير الإنساني، وحاجة للنوع الإنساني، بل إنني أتجرأ أن أقول: والله، لولانا لتحوّلت البشرية إلى مخلوقات أخرى".
دكور
وكانت كلمة لمدير الجامعة بارك فيها للطلب وذويهم هذا التخرج متمنياً لهم الغد المشرق والتوفيق في مسيرتهم العملية، فيما حيا تضحيات الشهداء الذين رسموا الطريق التي تمكّننا من مواصلة نشر الثقافة والتعليم في هذا الوطن، ثم وزعت الشهادات والدروع التقديرية على الخرّيجين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 31 دقائق
- صدى البلد
أحمد موسى عن المساعدات لقطاع غزة: نتنياهو مجرم حرب وعاوز يموت أهالينا
قال الإعلامي أحمد موسى بأنه رغم حصار أهالينا فى غزة إلا أن مصر لن تتخلى عن مساعدة أهالينا وتحية كبيرة لبلدنا مصر . وتابع موسى خلال برنامج على مسئوليتي على قناة صدى البلد قائلا : بفضل الله أسطول شاحنات المساعدات المصرية وصل معبر كرم أبو سالم يشمل مساعدات غذائية وطبية . وأضاف موسى معندناش مشكلة فى المساعدات المشكلةفى مجرم الحرب نتنياهو اللى عاوز يموت أهالينا فى غزة . وأوضح موسى أن حملات التشويه للأبواق الإرهابية فشلت بعد دخول المساعدات الغذائية لغزة . أكدت الدكتورة آمال إمام، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، أن الفرق جاهزة تماما للدفع بأي مساعدات لأهالي قطاع غزة، لافتة إلى أن مصر أرسلت أكثر من 35 ألف شاحنة تحمل مواد إغاثية، تحمل ما يزيد نحو نصف مليون طن مساعدات، بخلاف شاحنات الوقود والإسعافات ودخول المصابين المستشفيات. وتابعت آمال إمام خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد: قافلة زاد العزة تضم 840 طن من الدقيق و450 آخرين من المواد الغذائية الأخرى، معلقة: القافلة تضخ أكبر قدر من المساعدات لأهالي القطاع. وأضافت آمال إمام أن قافلة زاد العزة شهدت تحمل أكثر من 1200 طن من المواد الغذائية، منوهة أن القوافل الإنسانية تواجه تحديات من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وقالت المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري: المعابر المصرية لم تغلق أبدا، وهناك شاحنات عادت للمعبر بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي وخاصة في التفتيش الذي يصل لنحو 20 دقيقة، ولا مزايدة على دور مصر تجاه القضية الفلسطينية. وواصلت قائلة: نعمل مع الشركاء الدوليين من أجل إيصال المساعدات وفق معايير الجودة والسلامة، رغم حصار قوات الاحتلال للشاحنات المتجهة إلى غزة، والأوضاع في قطاع غزة سيئة للغاية، وهناك تدمير كبير للبنية التحتية. واختتمت الدكتورة آمال إمام: مصر لها دور ثابت وحيوي تجاه قضية فلسطين، ونعمل على توصيل الشاحنا للأشقاء في القطاع عبر ممرات آمنة.


الشرق الجزائرية
منذ 2 ساعات
- الشرق الجزائرية
فضل الله: التطبيع سيسلب أوطاننا مزيداً من ثرواتها ومقدراتها
ألقى العلّامة السيد علي فضل الله محاضرة في المركز الإسلامي الثقافي في حارة حريك، تناول فيها موضوع «العدالة في الإسلام»، ثم أجاب عن أسئلة الحضور. في مستهلّ اللقاء، شدد على أن «العدل هو قيمة رسالية أساسية جاءت بها كل الأديان السماوية، بهدف تحقيق غاية سامية، إذ أراد الله تعالى للبشرية جمعاء أن تسير على قاعدة العدل في الحقوق والواجبات، بحيث يُعطى كل إنسان حقه من دون تمييز أو ظلم. مشيرا إلى أن الإسلام شدّد على أهمية العدل كضمانة لسلامة المجتمعات الإنسانية، وسعى من خلال تعاليمه وأحكامه إلى تجسيد هذا المبدأ في الواقع». ولفت إلى أن «منطق العدل لا يقتصر على نواحٍ محددة، بل يمتدّ ليشمل الأسرة والمجتمع والعمل والحكم، وسائر العلاقات اليومية بين الناس موضحا أن الإنصاف هو وجه من وجوه العدل، إذ يقتضي التجرد من التعصب والانحياز للنفس أو الأقارب»، مشيرًا إلى أن «كثيرًا من المواقف تتطلب من الإنسان أن يعترف بخطئه ويقرّ بحقّ غيره». ولفت إلى أن «الصدق هو جزء من جوهر العدالة، فهو لا يعني فقط قول الحقيقة، بل يشمل الوفاء بالعهود، والثبات على المبادئ، والابتعاد عن التزوير والخداع والكذب والنفاق». ورأى أن «الأمانة تفرض على الإنسان أن يكون صادقًا وأمينًا في نقل الحقيقة أو الكلمة أو الحدث أو الموقف، معتبرًا أن مشكلتنا في هذه المنطقة تكمن في تضخيم الشخصيات التي نحبّها، حتى يصل الأمر أحيانًا إلى حدّ التقديس، وفي المقابل إسقاط الشخصيات التي نختلف معها، وهذا أمر يتنافى مع تعاليم الإسلام، ومع الحقيقة والعدالة». ےوردا على سؤال قال: «تعوّدنا من الإدارة الأميركية أن تتكلم بأكثر من لغة، والرسالة التي أراد براك إيصالها هي انتزاع كل عناصر القوة من لبنان من دون تقديم أي ضمانات من قبل الكيان الصهيوني، رغم التزام لبنان والمقاومة بالاتفاق. وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول هذا الانحياز الفاضح إلى جانب العدو مبديا استغرابه من حالة التخويف، سواء المصطنعة أو الحقيقية، والتي جرى تضخيمها بهدف زرع مشاعر اليأس والإحباط في نفوس اللبنانيين. هذه التهويلات تأتي في إطار الضغوط التي تُمارَس على لبنان لدفعه نحو القبول بالشروط المفروضة عليه». ودعا اللبنانيين إلى «الوعي، وتعميق العلاقة بين مكوّنات الوطن، وتحصينها بالإرادة والحكمة، وعدم الانجرار خلف الغرائز المذهبية والطائفية، والعمل جميعًا على صدّ كل محاولات نقل ما يحدث في سوريا إلى الداخل اللبناني». وحيّا «كل الجهود التي بُذلت لمنع انجرار أبناء هذا الوطن إلى الفتنة»، مشيدًا «بالقوى الأمنية التي تشكّل صمّام أمان في وجه كل من يسعى للعبث بأمن لبنان واستقراره». وردًا على «من يروّجون لفكرة أن التطبيع سيجلب الازدهار للمنطقة»، سأل: «هل استطاعت الدول التي طبّعت أن تنهض اقتصاديًا وماليًا، أم أنها غارقة في الديون؟ إن الكيان الصهيوني يسعى من خلال التطبيع إلى القضاء على كل مواقع القوة في هذه الأمة، والسيطرة على ثرواتها ومقدّراتها. فلا ينبغي أن ننخدع بالوعود أو بالكلام المعسول الذي يُردَّد هنا وهناك».


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
عودة حول ذكرى انفجار مرفأ بيروت: لبنان مدعو للحياة
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قداس الاحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس، حيث ألقى عظة قال فيها: "من الضروري أن ندرك أن دعوتنا ليست طريقا مختصرا نلتف به حول مصاعبنا الحياتية، بل هي اتباع المسيح فيما نحن داخل ظلمة العالم، داخل الموت نفسه، لكي نصل إلى الملكوت. ولا عذر لدينا إذ إن كلمة الله تجسد متخذا جسدا مثلنا، وكإله تام وإنسان تام أظهر لنا أن الطريق إلى الحياة الأبدية هي طريق الصليب. لم نخلق لنكون خوافين أو فارغين روحيا، بل دعينا لنصبح آنية لنعمة الله لا توضع على الرف أو في متحف ليتأملها الناظرون، إنما آنية تستخدم لنقل الدواء الشافي لمحتاجه، أي لنقل المسيح ونعمة روحه القدوس". أضاف: "بعد أيام تطل علينا الذكرى الخامسة للتفجير الآثم الذي طال مدينتنا بيروت، عاصمة بلد مدعو للحياة، إلا أن كثيرين فيه يتعامون عن الحق والحقيقة ويصمتون، خوفا أو جبنا أو تواطؤا أو بسبب المصلحة". كذلك منطقتنا غارقة في الدماء والدموع والعالم أعمى، لا يرى موت الأطفال ولا يبصر عذاب الأبرياء لأنه مغموس بالشر والخطيئة وبعيد عن الله. هل مسموح تجويع البشر أو تهجيرهم من أرضهم أو قتلهم؟ ما الذي أعمى بصائر حكام العالم وأخرس ضمائرهم ليسكتوا عما يجري في أرض المسيح؟ وفي كل هذه المنطقة؟ أليس بعدهم عن الله وانغماسهم في مصالحهم"؟ اضاف: "قال لنا الرب يسوع: «أنا هو نور العالم، من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» (يو 8: 12). فهل يتخلى عاقل عن هذا النور الذي لا يعروه مساء من أجل مصلحة آنية؟ وبم سيجيب الله، الديان العادل، في يوم الدينونة الرهيب؟ عندما شفي الأعميان وأبصرا النور راحا يحدثان الجميع بمجد الله رغم تحذيره ألا يعلما أحدا. من عاين النور لا يخبئه ومن احتوى يسوع في قلبه لا يصمت عن الحق، بل ينبذ الشر ويحاربه ويحاذر الوقوع في فخاخ الشرير". وختم: "في تعاليمه وفي أعماله ابتغى يسوع أن نصير خليقة جديدة، أن يحل محل القلب الحجري فينا قلب لحمي محب ورحوم. فلنطهر قلوبنا وننق ذواتنا طالبين غفران خطايانا وشفاء نفوسنا صارخين بإيمان كالأعميين "إرحمنا يا ابن داود".