logo
تحولات دبلوماسية حاسمة بشأن قضية الصحراء المغربية

تحولات دبلوماسية حاسمة بشأن قضية الصحراء المغربية

العيون الآنمنذ 2 أيام

العيون الآن.
حمزة وتاسو / العيون.
شهدت قضية الصحراء المغربية تحولات دبلوماسية غير مسبوقة خلال الـ 24 ساعة الماضية، عززت من موقف المغرب دوليا في النزاع، فقد أعلنت كينيا رسميا دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربي في الإقليم معترفة بسيادة الرباط على الصحراء المغربية، وصرح مسؤولون كينيون بأن بلادهم «تدعم خطة المغرب لمنح حكم ذاتي للصحراء في إطار سيادة المملكة المغربية»، معتبرينها «الحل الوحيد القابل للتطبيق».
وفي خطوة مماثلة أعلن نائب رئيس السلفادور فيليكس أولوا استعداد بلاده لفتح قنصلية لها في مدينة العيون، معتبرا ذلك «خطوة هامة نحو الاعتراف بالسيادة المغربية على هذه المنطقة»، وأكد أولوا خلال لقائه مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة «دعم دولة السلفادور للوحدة الترابية للمملكة المغربية».
من جانبه حولت فرنسا خطابها الدبلوماسي إلى خطوات عملية: فقد افتتح سفيرها لدى المغرب كريستوف لوكورتيه مركزا جديدا لمعالجة طلبات التأشيرات (مكتب «TLS Contact») في العيون، ووصف الإعلام المحلي هذا الافتتاح بأنه ترجمة لالتزام فرنسا بدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية على الصحراء وأشار لوكورتيه إلى أن المركز يسهل تقديم طلبات التأشيرات للمقيمين في الصحراء المغربية «بسهولة واحترافية مماثلة لتلك المتاحة في القنصليات الفرنسية في الدار البيضاء والرباط»، مؤكدا أن الخطوة «تحمل بعدا رمزيا قويا يعكس مبدأ المساواة بين أقاليم المملكة ويبرز مكانة الأقاليم الجنوبية في علاقات فرنسا بالمغرب».
على صعيد الشرق الأوسط أعلنت سوريا (في أول موقف من نوعه منذ عقود) إغلاقها للمكاتب التمثيلية المنسوبة لجبهة البوليساريو في دمشق، ووفق بيان مشترك لوفدين مغربي وسوري، فقد نفذت السلطات السورية الإجراء «احتراما لوحدة المغرب وسيادته الوطنية»، مجددة «التزامها بعدم دعم أي كيان انفصالي» وداعية إلى تعزيز التعاون الثنائي، وكان المغرب قد قرر في ماي إعادة فتح سفارته في دمشق بعد انقطاع 13 عاما، وسط إشارات إلى تقارب أكبر مع النظام السوري الجديد.
تأتي هذه التحولات في سياق تزايد واضح للدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، مما يغير تدريجيا ميزان القوى في النزاع، فقد انضمت كينيا إلى «عدد متنام من الدول الإفريقية والعربية والغربية» التي تميل في موقفها نحو الرباط ويعكس هذا الدعم توسع شبكة حلفاء المغرب: فإلى جانب الولايات المتحدة وفرنسا والإمارات وإسرائيل وألمانيا وإسبانيا التي أعلنت كلها في السنوات الأخيرة أنها تعتبر مبادرة الحكم الذاتي الإطار الوحيد القابل للحل، تأتي الآن دول من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية لتظهر دعمها.
ويقدر أن أكثر من مئة دولة قد أعربت عن موقف إيجابي تجاه الطرح المغربي، ما يزيد من الضغط على معسكر الخصوم ولا سيما الجزائر الداعمة للبوليساريو، التي تنظر لهذه التطورات باعتبارها تراجعا لمصالحها الجيوسياسية.
من زاوية أخرى تعني هذه الخطوات العملية (افتتاح مراكز تأشيرات وقنصليات في الصحراء المغربية) تعميق الطابع الفعلي للمشروعية التي يسعى المغرب لترسيخها في أقاليمه الجنوبية، ففتح فرنسا مركز التأشيرات في العيون لم يكن مسألة تقديم خدمة فقط، بل يشكل وفق المتخصصين «إقرارا ضمنيا» بوضع الأقاليم الجنوبية باعتبارها جزءا من المملكة وبالمثل فإن إعلان دول مثل السلفادور عن فتح قنصلياتها في العيون يعد مكسبا رمزيا ودبلوماسيا للرباط، إذ يقلص هوة الاعتراف الدولي بالبوليساريو ويعزز انحسارها السياسي والدبلوماسي.
في ضوء الدعم الدولي المتصاعد، من المتوقع أن يواصل المغرب تعزيز موقفه الدبلوماسي والسعي لإضفاء الشرعية السياسية والقانونية على مبادرته، وقد يشهد المستقبل القريب مزيدا من افتتاح القنصليات والمراكز الدولية في الصحراء المغربية، مما يوسع دائرة الاعتراف الدولي الواقعي بالسيادة المغربية.
وفي المقابل من المرجح أن تواجه جبهة البوليساريو مزيدا من العزلة، وقد تدفع إلى التعامل بمرونة أكبر في المفاوضات الأممية المقبلة إلا أن هذا يبقى رهينا بموقف الجزائر الداعم الأساسي للكيان الوهمي، وقدرتها على التكيف مع المتغيرات المتسارعة في المشهد الدولي.
وفي كل الأحوال فإن هذه التطورات تعزز من احتمال اقتراب الحسم السياسي لقضية الصحراء المغربية، في ظل تراجع واضح للدعم الذي كانت تحظى به الاطروحة الانفصالية في السنوات الماضية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

درون مغربية تدمر مركبة عسكرية للبوليساريو شرق الجدار العازل بالصحراء المغربية
درون مغربية تدمر مركبة عسكرية للبوليساريو شرق الجدار العازل بالصحراء المغربية

عبّر

timeمنذ 3 ساعات

  • عبّر

درون مغربية تدمر مركبة عسكرية للبوليساريو شرق الجدار العازل بالصحراء المغربية

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ليلة الخميس 29 ماي 2025، مقطع فيديو يوثّق لحظة استهداف طائرة مسيّرة 'درون' مغربية لمركبة عسكرية تابعة لميليشيات جبهة البوليساريو الانفصالية، بعد محاولتها التسلل شرق الجدار الأمني العازل بالصحراء المغربية. ويُظهر المقطع احتراق المركبة بالكامل وسط الصحراء، في مشهد يعكس الجاهزية العالية للقوات المسلحة الملكية، وقدرتها على رصد التحركات المعادية والتعامل معها بدقة عبر تكنولوجيا الدرون القتالي. ضربات دقيقة ومتكررة تُفشل مخططات التسلل وفقاً لمصادر عسكرية غير رسمية، فإن هذه العملية ليست الأولى من نوعها، إذ سبق للطائرات المسيّرة المغربية أن نفذت عدة ضربات نوعية ناجحة خلال الأشهر الماضية، مستهدفة عناصر ومركبات تابعة للجبهة الانفصالية كانت تحاول اختراق المنطقة العازلة. وتُظهر هذه العمليات المتتالية، حسب مراقبين، تفوق المغرب في الحرب الإلكترونية والرصد الجوي، مقابل ارتباك استراتيجي واضح لدى قيادة البوليساريو التي تُصر على الدفع بعناصرها إلى عمليات توصف بـ'الانتحارية'. محللون: البوليساريو تراهن على مغامرات محسومة النتائج ويرى محللون عسكريون أن هذه المحاولة الجديدة تكشف عن 'غياب الرؤية العسكرية' لدى الجبهة، التي ما تزال تعتمد على أساليب قديمة غير مجدية، في وقت باتت فيه السيطرة المغربية على أراضيه الصحراوية واقعاً ميدانياً لا رجعة فيه. ويؤكد الخبراء أن الجيش المغربي، عبر استخدامه تقنيات متطورة مثل الدرونات والأسلحة الذكية، فرض معادلة جديدة على الأرض، جعلت من أي اختراقات محتملة هدفاً سهلاً للرصد والاستهداف. التفوق العسكري يتزامن مع انتصارات دبلوماسية على الصعيد السياسي، يواكب التفوق الميداني المغربي نجاحات دبلوماسية متواصلة، تجلت في تزايد عدد الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء. وباتت أطروحات البوليساريو، حسب مراقبين، مجرد ترف سياسي تجاوزه الزمن، بينما تستمر الجبهة في خوض معارك خاسرة تعمّق من عزلتها الدولية وتُسرّع من وتيرة تصدعها الداخلي. المغرب.. قوة إقليمية تفرض معادلتها وفي ظل المعطيات الميدانية والدبلوماسية الراهنة، يُجمع المتابعون على أن المغرب يرسخ موقعه كـقوة إقليمية ذات سيادة كاملة على أراضيه الصحراوية، ويمضي في تثبيت الاستقرار والتنمية بالمنطقة، مقابل انكماش مشروع الانفصال يوماً بعد يوم، تحت ضغط الوقائع على الأرض والتحولات الجيوسياسية.

الجزائر تنفق على الماضي…وبولتون يعيد تدوير الوهم
الجزائر تنفق على الماضي…وبولتون يعيد تدوير الوهم

العيون الآن

timeمنذ 8 ساعات

  • العيون الآن

الجزائر تنفق على الماضي…وبولتون يعيد تدوير الوهم

العيون الآن. حمزة وتاسو / العيون. عاد جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق وأحد أبرز وجوه التيار المحافظ المتشدد في الولايات المتحدة إلى الواجهة من جديد من خلال مقال نشره بصحيفة واشنطن تايمز، جدد فيه دعمه لجبهة البوليساريو، داعيا إلى العودة لخيار استفتاء تقرير المصير في الصحراء المغربية، رغم التغيرات الكبيرة التي شهدها الملف على الساحة الدولية خلال السنوات الأخيرة. بولتون الذي يعرف بمواقفه المثيرة للجدل، كان أحد مهندسي 'خطة بيكر الثانية' سنة 2003، والتي دعت آنذاك إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الصحراء قبل أن يتم التخلي عن هذا الطرح بسبب تعقيداته وعدم قابليته للتطبيق، ويبدو أن تحرك بولتون الجديد يأتي بدفع من السفير الجزائري في واشنطن، صبري بوقادوم وبالتنسيق مع شركة الضغط الأمريكية BGR Group، التي تتولى تمثيل المصالح الجزائرية مقابل أتعاب سنوية تبلغ 720 ألف دولار. وفي مقاله انتقد بولتون موقف المغرب، متهما إياه بعرقلة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وذهب أبعد من ذلك بالحديث عن 'طموحات إقليمية' قال إنها تمتد نحو أجزاء من موريتانيا والجزائر، في إشارات أثارت استغراب مراقبين، لا سيما في ظل الدعم الواسع الذي يحظى به الموقف المغربي من قبل القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة منذ سنة 2022. ويرى محللون أن هذا التحرك الجديد يأتي في سياق سعي الجزائر إلى إعادة تموقعها على مستوى علاقاتها الاستراتيجية، لاسيما بعد توقيع مذكرة تفاهم عسكرية مع واشنطن في يناير الماضي، وتلميحات مسؤولين جزائريين بشأن تقليص الاعتماد على التسليح الروسي لفائدة الأسلحة الأمريكية. ويبدو أن بوقادوم الذي شغل سابقا منصب وزير الخارجية ورئيس الحكومة بالنيابة، يقود حملة دبلوماسية نشطة تهدف إلى تحسين صورة النظام الجزائري في واشنطن، وكسب تأييد الإدارة الأمريكية الجديدة خصوصا في ظل الانتقادات التي سبق أن وجهها أعضاء نافذون في الكونغرس، أبرزهم السيناتور ماركو روبيو للنظام الجزائري بسبب صلاته المتواصلة بروسيا. غير أن مراقبين يعتبرون أن الدور الذي يمكن أن يلعبه بولتون اليوم محدود، خاصة وأن أطروحاته لم تعد تحظى بتأييد كبير داخل أروقة القرار الأمريكي، في وقت تميل فيه الإدارة الأمريكية بشكل واضح إلى دعم مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل جدي وواقعي للنزاع الإقليمي. وبينما يواصل بولتون الدفاع عن جبهة البوليساريو، نافيا أي صلة لها بإيران أو جماعات مسلحة تدربت في سوريا، تشير تقارير استخباراتية وإعلامية إلى وجود دلائل موثقة عن ارتباط عناصر من الجبهة بأطراف إقليمية مثيرة للجدل، تم الكشف عنها عقب انهيار النظام السوري وظهور وثائق رسمية تؤكد هذه الصلات. وفي وقت تتحرك فيه الجزائر دبلوماسيا وماليا لإعادة بعث روايتها حول الصحراء، يبقى السؤال مفتوحا حول جدوى هذه المقاربة في ظل موازين القوى الإقليمية والدولية الحالية، وتزايد عدد الدول التي تعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

الجيش المغربي يقصف منقبين داخل المنطقة العازلة وسط تحذيرات موريتانية متكررة
الجيش المغربي يقصف منقبين داخل المنطقة العازلة وسط تحذيرات موريتانية متكررة

العيون الآن

timeمنذ 14 ساعات

  • العيون الآن

الجيش المغربي يقصف منقبين داخل المنطقة العازلة وسط تحذيرات موريتانية متكررة

العيون الآن. رغم التحذيرات المتواصلة من السلطات الموريتانية لا يزال عدد من المنقبين عن الذهب يغامرون بدخول المنطقة العازلة بالصحراء المغربية في عمليات توصف بـ'الخطرة' كان آخرها قصف الجيش المغربي أمس الخميس لسيارتين بمنطقة 'گارزرز'، حسب ما نقلته جريدة هسبريس عن مصدر موريتاني مطلع. القوات المسلحة الملكية تعتبر أي تحرك غير مصرح به داخل المنطقة العازلة تهديدا أمنيا يستوجب التدخل، خصوصا في ظل الاشتباه في وجود عناصر متنكرة في زي منقبين يرجح أنهم من مخيمات تندوف الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو. وفي السياق ذاته عقد الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين اجتماعا مع وزير المعادن والصناعة بنواكشوط، ناقش خلاله التحديات التي تواجه نشاط التعدين الأهلي وعلى رأسها خرق السيادة الوطنية من قبل المنقبين، وتسلل أجانب إلى الحقول الموريتانية، بالإضافة إلى مطالب بإلغاء بعض الرخص وتنظيم النشاط بشكل أكثر صرامة. من جهة أخرى منعت وحدة من الجيش الموريتاني مؤخرا عددا من الصحراويين من دخول أراضيها قادمين من الجزائر، معتبرة أن التصاريح الصادرة عن سلطات تندوف لا تخولهم العبور إلى الأراضي الموريتانية. وتعيد هذه الحادثة إلى الأذهان واقعة مقتل منقبين اثنين بداية هذا الشهر في 'گارزرز'، بعد تعرضهما لقصف بطائرة مسيرة مغربية. وعلى إثرها عقد والي ولاية تيرس زمور اجتماعا موسعا مع الفاعلين المحليين ومسؤولي الأمن ورجال دين، بهدف وضع إجراءات ردعية لحماية الحدود ومنع تكرار مثل هذه الاختراقات. وفي تصريحات سابقة لهسبريس اعتبر رئيس الاتحاد العام للمنقبين الموريتانيين محمد محمود ولد الحسن أن دوافع هؤلاء المنقبين تتعلق أساساً بـ'الحاجة المادية والتغرير من قبل رجال أعمال يمولون رحلات الموت نحو المنطقة العازلة'. ودعا إلى تعزيز الرقابة الحدودية وسن قوانين صارمة لتنظيم القطاع، من أجل حماية حياة المنقبين والحفاظ على العلاقات بين موريتانيا ودول الجوار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store