
الجزائر تنفق على الماضي…وبولتون يعيد تدوير الوهم
العيون الآن.
حمزة وتاسو / العيون.
عاد جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق وأحد أبرز وجوه التيار المحافظ المتشدد في الولايات المتحدة إلى الواجهة من جديد من خلال مقال نشره بصحيفة واشنطن تايمز، جدد فيه دعمه لجبهة البوليساريو، داعيا إلى العودة لخيار استفتاء تقرير المصير في الصحراء المغربية، رغم التغيرات الكبيرة التي شهدها الملف على الساحة الدولية خلال السنوات الأخيرة.
بولتون الذي يعرف بمواقفه المثيرة للجدل، كان أحد مهندسي 'خطة بيكر الثانية' سنة 2003، والتي دعت آنذاك إلى تنظيم استفتاء لتقرير مصير الصحراء قبل أن يتم التخلي عن هذا الطرح بسبب تعقيداته وعدم قابليته للتطبيق، ويبدو أن تحرك بولتون الجديد يأتي بدفع من السفير الجزائري في واشنطن، صبري بوقادوم وبالتنسيق مع شركة الضغط الأمريكية BGR Group، التي تتولى تمثيل المصالح الجزائرية مقابل أتعاب سنوية تبلغ 720 ألف دولار.
وفي مقاله انتقد بولتون موقف المغرب، متهما إياه بعرقلة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة، وذهب أبعد من ذلك بالحديث عن 'طموحات إقليمية' قال إنها تمتد نحو أجزاء من موريتانيا والجزائر، في إشارات أثارت استغراب مراقبين، لا سيما في ظل الدعم الواسع الذي يحظى به الموقف المغربي من قبل القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة منذ سنة 2022.
ويرى محللون أن هذا التحرك الجديد يأتي في سياق سعي الجزائر إلى إعادة تموقعها على مستوى علاقاتها الاستراتيجية، لاسيما بعد توقيع مذكرة تفاهم عسكرية مع واشنطن في يناير الماضي، وتلميحات مسؤولين جزائريين بشأن تقليص الاعتماد على التسليح الروسي لفائدة الأسلحة الأمريكية.
ويبدو أن بوقادوم الذي شغل سابقا منصب وزير الخارجية ورئيس الحكومة بالنيابة، يقود حملة دبلوماسية نشطة تهدف إلى تحسين صورة النظام الجزائري في واشنطن، وكسب تأييد الإدارة الأمريكية الجديدة خصوصا في ظل الانتقادات التي سبق أن وجهها أعضاء نافذون في الكونغرس، أبرزهم السيناتور ماركو روبيو للنظام الجزائري بسبب صلاته المتواصلة بروسيا.
غير أن مراقبين يعتبرون أن الدور الذي يمكن أن يلعبه بولتون اليوم محدود، خاصة وأن أطروحاته لم تعد تحظى بتأييد كبير داخل أروقة القرار الأمريكي، في وقت تميل فيه الإدارة الأمريكية بشكل واضح إلى دعم مقترح الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل جدي وواقعي للنزاع الإقليمي.
وبينما يواصل بولتون الدفاع عن جبهة البوليساريو، نافيا أي صلة لها بإيران أو جماعات مسلحة تدربت في سوريا، تشير تقارير استخباراتية وإعلامية إلى وجود دلائل موثقة عن ارتباط عناصر من الجبهة بأطراف إقليمية مثيرة للجدل، تم الكشف عنها عقب انهيار النظام السوري وظهور وثائق رسمية تؤكد هذه الصلات.
وفي وقت تتحرك فيه الجزائر دبلوماسيا وماليا لإعادة بعث روايتها حول الصحراء، يبقى السؤال مفتوحا حول جدوى هذه المقاربة في ظل موازين القوى الإقليمية والدولية الحالية، وتزايد عدد الدول التي تعترف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مراكش الآن
منذ ساعة واحدة
- مراكش الآن
الأمين العام الأممي يكرم جنديا من القوات المسلحة الملكية بذل حياته ضمن قوات حفظ السلام
قام الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتكريم روح جندي من حفظة السلام التابعين للقوات المسلحة الملكية، خلال اللقاء السنوي لتكريم أفراد القبعات الزرق العسكريين والمدنيين الذين لقوا حتفهم خلال عمليات حفظ السلام الأممية، بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، والمستشار العسكري بالبعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة، الكولونيل نجيم أسيد. وخلال هذا الحفل، المنظم الخميس، تم منح ميدالية داغ همرشولد بعد الوفاة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العريف أول كريم تمارة، الذي توفي في 2024 أثناء أدائه لمهمته النبيلة في حفظ السلام ضمن تجريدة القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبمناسبة هذه المراسم، كرم المجتمع الدولي أرواح أزيد من 4400 من حفظة السلام الذين بذلوا حياتهم منذ 1948، من بينهم 57 من الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين الذين فقدوا حياتهم تحت لواء منظمة الأمم المتحدة خلال السنة الماضية. وقال غوتيريش، في كلمة بهذه المناسبة، إن المنظمة تكرم 'النساء والرجال الشجعان الذين قضوا بعيدا عن أوطانهم وأحبائهم، أثناء خدمتهم للسلام، أكثر قضايا الإنسانية نبلا'، مضيفا أن الخدمات التي قاموا بإسدائها والتضحيات التي بذلوها ستظل راسخة. وأشار إلى أن العقود الماضية شهدت انخراط أزيد من مليونين من النساء والرجال ضمن 71 بعثة في أربع قارات، معربا عن امتنانه للدول الأعضاء على هذه المساهمات القيمة. وفي كلمة بهذه المناسبة، تقدم السفير هلال بأصدق التعازي والمواساة لأسر جنود حفظ السلام الذين ضحوا بحياتهم ولأسرة حفظة السلام التابعة للأمم المتحدة. كما أشاد بالعمل الذي يؤديه جنود حفظ السلام، الذين بذلوا حياتهم أثناء الدفاع عن القضايا النبيلة للسلام والأمن، وكذا مبادئ وقيم الأمم المتحدة. وخلال عرض عسكري سبق تنظيم هذه المراسم، قام وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إلى جانب وكيل الأمين العام للدعم العملياتي، أتول كهاري، بتوشيح ثلاثة ضباط من القوات المسلحة الملكية، الملحقين لدى إدارة عمليات السلام في نيويورك. وتجسد هذه المبادرة التقدير الذي تخص به منظمة الأمم المتحدة المغرب واعترافها بمساهمته الدائمة والهامة في عمليات حفظ السلام الأممية، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وتعد المملكة، التي تشارك بـ1714 جنديا من قوات حفظ السلام ضمن بعثتي الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) وجمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، من بين البلدان العشر الرئيسية المساهمة بقوات في إطار عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ويشكل اليوم الدولي لحفظة السلام، الذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 29 ماي منذ 2002، مناسبة سنوية لتكريم الرجال والنساء الذين يخدمون في عمليات حفظ السلام، وكذلك لتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في سبيل قضية السلام النبيلة.


يا بلادي
منذ 3 ساعات
- يا بلادي
الأمين العام الأممي يكرم جنديا من القوات المسلحة الملكية بذل حياته ضمن قوات حفظ السلام
قام الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتكريم روح جندي من حفظة السلام التابعين للقوات المسلحة الملكية، خلال اللقاء السنوي لتكريم أفراد القبعات الزرق العسكريين والمدنيين الذين لقوا حتفهم خلال عمليات حفظ السلام الأممية، بحضور السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، والمستشار العسكري بالبعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة، الكولونيل نجيم أسيد. وخلال هذا الحفل، المنظم الخميس، تم منح ميدالية داغ همرشولد بعد الوفاة من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العريف أول كريم تمارة، الذي توفي في 2024 أثناء أدائه لمهمته النبيلة في حفظ السلام ضمن تجريدة القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وبمناسبة هذه المراسم، كرم المجتمع الدولي أرواح أزيد من 4400 من حفظة السلام الذين بذلوا حياتهم منذ 1948، من بينهم 57 من الجنود وعناصر الشرطة والمدنيين الذين فقدوا حياتهم تحت لواء منظمة الأمم المتحدة خلال السنة الماضية. وقال غوتيريش، في كلمة بهذه المناسبة، إن المنظمة تكرم "النساء والرجال الشجعان الذين قضوا بعيدا عن أوطانهم وأحبائهم، أثناء خدمتهم للسلام، أكثر قضايا الإنسانية نبلا"، مضيفا أن الخدمات التي قاموا بإسدائها والتضحيات التي بذلوها ستظل راسخة. وأشار إلى أن العقود الماضية شهدت انخراط أزيد من مليونين من النساء والرجال ضمن 71 بعثة في أربع قارات، معربا عن امتنانه للدول الأعضاء على هذه المساهمات القيمة. وفي كلمة بهذه المناسبة، تقدم السفير هلال بأصدق التعازي والمواساة لأسر جنود حفظ السلام الذين ضحوا بحياتهم ولأسرة حفظة السلام التابعة للأمم المتحدة. كما أشاد بالعمل الذي يؤديه جنود حفظ السلام، الذين بذلوا حياتهم أثناء الدفاع عن القضايا النبيلة للسلام والأمن، وكذا مبادئ وقيم الأمم المتحدة. وخلال عرض عسكري سبق تنظيم هذه المراسم، قام وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا، إلى جانب وكيل الأمين العام للدعم العملياتي، أتول كهاري، بتوشيح ثلاثة ضباط من القوات المسلحة الملكية، الملحقين لدى إدارة عمليات السلام في نيويورك. وتعد المملكة، التي تشارك بـ1714 جنديا من قوات حفظ السلام ضمن بعثتي الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) وجمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، من بين البلدان العشر الرئيسية المساهمة بقوات في إطار عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.


الجريدة 24
منذ 4 ساعات
- الجريدة 24
أنور مالك يكشف بالأدلة: "البوليساريو" أداة إيرانية لزعزعة استقرار شمال إفريقيا
قدم الكاتب الصحفي الجزائري أنور مالك، اليوم السبت بالرباط، كتابه الجديد المعنون 'البوليساريو وإيران : أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف'، الذي يسلط الضوء على الصلات المثبتة بين النظام الإيراني وميليشيات 'البوليساريو'، وكذا تواطؤ الانفصاليين مع الجماعات الإرهابية المسلحة ومختلف أنواع المهربين الذين ينشطون في منطقة الساحل والصحراء. وأوضح مالك، خلال ندوة نظمت بمبادرة من حزب جبهة القوى الديموقراطية، أن مؤلفه الذي سيصدر قريبا في المغرب، يقدم أدلة دامغة مستمدة من وثائق استخباراتية سرية تم تسريبها من سورية، تكشف تجنيد مئات من عناصر 'البوليساريو' في صفوف ميليشيات إيرانية. وأوضح الكاتب الجزائري، الذي يعد عمله ثمرة سلسلة من التحقيقات الصحفية التي أجراها على مدى سنوات، أن عناصر البوليساريو هذه، لم تقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد المخلوع فحسب، بل أيضا مع ميليشيات إيرانية تتمثل، أساسا، في حزب الله. وفي هذا الصدد، توقف السيد مالك عند زيارات مطولة لقيادات من حزب الله وقيادات من فيلق القدس التابع للحرس الثوري في إيران إلى مخيمات تندوف، مؤكدا أن هذه الزيارات تندرج في إطار جهود الاستقطاب الإيديولوجي والديني الذي تقوم به إيران في شمال إفريقيا. وشدد على أن 'البوليساريو' وميليشياتها ليسوا مجرد عملاء للحرس الثوري، بل باتوا يشكلون 'أذرعا مسلحة' للنظام الإيراني في شمال إفريقيا، وفي الجزائر بالتحديد'، مضيفا أن البوليساريو أصبحت أيضا أداة في يد فيلق القدس لاختراق منطقة الساحل والصحراء. كما أشار إلى أن قادة ومقاتلي 'البوليساريو' سافروا إلى معاقل حزب الله في جنوب لبنان، حيث تلقوا تدريبات على حرب العصابات، واستخدام المتفجرات لأغراض الاغتيال، وغيرها من أشكال القتال التي تستخدمها الجماعات الإرهابية. وكشف السيد مالك أن ميليشيات 'البوليساريو' تقف وراء تجارة الأسلحة 'المربحة' في منطقة الساحل والصحراء، لتساهم بذلك هذه الميليشيات في عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة. وبحسب الكاتب، فإن هذا الاتجار يتعلق بالأسلحة والذخائر التي تتلقاها 'البوليساريو' من رعاتها، والتي يتم تحويلها بعد ذلك وإعادة بيعها 'بملايين الدولارات' إلى الجماعات والمنظمات الإرهابية. وسجل أن كتاب 'البوليساريو وإيران : أسرار الإرهاب من طهران إلى تندوف'، الذي سيصدر بالعربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، موثق ومدعم بسلسلة من الاكتشافات والوثائق السرية المسربة من المخابرات السورية، خاصة في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد. وخلص مالك إلى أن محتوى الكتاب يشكل 'دليلا ملموسا على أن البوليساريو هي منظمة إرهابية إيرانية بامتياز'.