
تل أبيب وطهران ترفعان مستوى التأهب العسكري
وقال بن يائير، خلال لقائه جنوداً عبَّروا عن تذمرهم من تحمل أعباء ميدانية ثقيلة، إن «قواته تستعد في هذه الأيام لجولة أخرى من الحرب مع إيران».
وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن «هذه الجولة يمكن أن تأتي دائماً بشكل مفاجئ، ونحن على أتم الاستعداد لمواجهتها، وليس مجرد استعداد تقليدي».
وتعدّ هذه الوحدة «قوة إنقاذ»، تتألف فقط من 250 عنصراً، لكنها تحظى برعاية كبيرة في الجيش؛ كون أفرادها يواجهون مشاهد مروعة في الحرب، ويختصون بإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وغالباً ما يواجهون جثثاً وأشلاء بشرية.
وخلال العامين الأخيرين، خاضت هذه القوة تجارب شديدة القسوة في مواقع وجبهات متعددة، من تل أبيب إلى الخيام في جنوب لبنان، وصولاً إلى رفح في قطاع غزة، تحت ضغوط ميدانية هائلة. ولهذه الأسباب؛ يطالب عناصرها بمنحهم إجازات أطول ومكافآت مالية أفضل.
يأتي ذلك بعدما أدلى نتنياهو، الأسبوع الماضي، بتصريحات عدة لم يستبعد فيها «احتمال أن تشن إيران هجوماً مفاجئاً كنوع من الانتقام». وقال: «هذا يلزمنا بيقظة تامة، ونحن مستعدون لكل سيناريو»، مضيفاً بلهجة تحمل تهديداً مبطناً: «والإيرانيون أيضاً يستعدون لسيناريوهات مختلفة – ولن أفصّل».
وأنهى وقف إطلاق نار هش حرباً استمرت 12 يوماً في يونيو (حزيران)، وبدأت بغارات جوية إسرائيلية تلاها قصف أميركي لثلاثة مواقع نووية إيرانية تحت الأرض باستخدام قذائف خارقة للتحصينات. وحصدت الحرب أرواح عدد من كبار قادة «الحرس الثوري» وعلماء نوويين.
في سياق متصل، نشرت صحيفة «معاريف»، الثلاثاء الماضي، تقريراً أفادت فيه بأن «الجيش الإسرائيلي يخشى من سيناريو تقدم فيه إيران على خطوة حربية خاطفة في الفترة القريبة، حتى قبل موعد عملية احتلال مدينة غزة؛ وذلك بهدف صياغة سردية جديدة حول نهاية الحرب».
كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، الجمعة، عن أن القادة الإسرائيليين يبدون قلقاً متزايداً من الدعم العسكري الصيني لإيران، ومن المعلومات التي ترد إليهم حول تجديد طهران مخزونها من الصواريخ الباليستية. وأفادت الصحيفة بأن تل أبيب أوصلت رسالة بهذا الشأن إلى بكين، التي نفت بدورها تزويد إيران بالصواريخ.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي عدَّل عقيدته القتالية، واضعاً أولوية خاصة لمبدأ «الضربات الاستباقية»؛ ما يعني أنه لن ينتظر حتى يتعرض لهجوم، بل سيبادر إلى توجيه الضربة أولاً.
في هذا السياق، كشفت مصادر عسكرية عن أن الجيش نفَّذ، الاثنين الماضي، مناورة مفاجئة بإشراف مباشر من رئيس الأركان أيال زامير، شملت محورين متوازيين: الأول، توجيه رسالة إلى إيران و«حزب الله» بأن «إسرائيل لا تنام إلا بعين مفتوحة»، والآخر، اختبار ورفع جاهزية أنظمة الجيش و«الموساد» و«الشاباك» إلى أعلى درجات التأهب.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن الجيش والمنظومة الأمنية في إسرائيل يستعدان لاحتمال قيام إيران بشن هجوم مباغت واسع ضد إسرائيل، على جبهات عدة وبسيناريوهات متعددة. وأضافت أن «إيران و(حزب الله) يقفان حالياً على مفترق طرق حاسم؛ فالحرب ضد إسرائيل غيّرت وضع (حزب الله) داخل لبنان، كما أثرت في مكانة النظام الإيراني داخل إيران. وعليهما الآن صياغة سردية جديدة أمام الداخل والخارج، مفادها أنهما لم يخسرا الحرب».
وتابعت الصحيفة: «فيما يخص إيران، ترصد إسرائيل اتجاهات مقلقة عدة في الساحة الإيرانية؛ أولها سعي النظام الإيراني إعادة بناء البنية التحتية النووية وإنتاج الصواريخ الباليستية، وثانيها جهود طهران لاكتشاف قدرات التغلغل الاستخباراتي الإسرائيلي، حيث تستثمر موارد كبيرة في هذا المجال داخلياً، وفي الوقت نفسه تتحدى إسرائيل عبر شن هجمات إلكترونية يومية».
وأضافت أن «الموساد» (الاستخبارات الخارجية) و«الشاباك» (الاستخبارات العامة) يتعاملان حالياً مع كم هائل من التحذيرات بشأن نيات تنفيذ هجمات ضد إسرائيليين، وممثليات إسرائيل، ورموزها حول العالم. كما أشارت إلى وجود مخاوف إسرائيلية من فتح جبهات جديدة انطلاقاً من سوريا والأردن، فضلاً عن التحريض الذي يقوم به الحوثيون في اليمن.
وقالت مصادر عسكرية في تل أبيب، الجمعة، إن زيارة رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت هذا الأسبوع، وما أعقبها من تصريحات لأمين العام لـ«حزب الله» نعيم قاسم، إضافة إلى تهديدات الحوثيين المتجددة بقصف إسرائيل، تشير إلى أن إيران «تخبئ شيئاً ما»، عادَّة أنها «الرأس المدبر للجميع»، ولا يُستبعد أن تستهدفها إسرائيل بشكل مباشر.
في طهران، قالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «الحرس الثوري» الإيراني أصدر أوامر بالاستنفار لجميع وحداته في جميع أنحاء البلاد، خصوصاً خلال الـ72 ساعة التالية لمراسم «أربعينية الحسين» التي تنتهي الجمعة.
وقالت المصادر إن السلطات تتوقع أن تكون منشآت البنية التحتية ومحطات الطاقة على رأس الأهداف المحتملة للهجوم الإسرائيلي. وأشارت إلى أن «الحرس الثوري» وجَّه تعلميات أيضاً إلى وحداته بالتركيز على إخماد أي اضطرابات محتملة في الشارع.
وحسب المصادر، لم تستبعد السلطات احتمال حدوث هجوم جديد في نهاية سبتمبر (أيلول) لتعطيل النظام التعليمي، الذي يبدأ السنة الدراسية في 23 سبتمبر.
وجاءت هذه التطورات بعدما جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، تهديده باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، رداً على رسم بياني نشرته قنوات تابعة لـ«فيلق القدس» – الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» – باللغة العبرية، تضمن قائمة بأسماء عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين المستهدفين بالاغتيال، من بينهم كاتس الذي وُصف في الرسم بـ«وزير الإرهاب».
وقال نتنياهو، مساء الخميس، إن الحرب الإسرائيلية - الأميركية على إيران قبل شهرين نجحت في تأخير البرنامج النووي الإيراني لسنوات جيدة. وهو الآن في وضع لا يمكّنهم من دفع الخطة التي أرادوا تطويرها». وأضاف نتنياهو خلال مقابلة أجرتها معه قناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية، أنه «بقي لديهم 400 كيلوغرام يورانيوم مخصب. وعلمنا مسبقاً أن اليورانيوم لن يُصاب، لكن هذا ليس شرطاً كافياً من أجل صنع قنبلة نووية».
ورداً على سؤال حول ما إذا كان معنياً بأن تقوم إسرائيل بتدمير مخزون اليورانيوم المخصب في إيران، أجاب نتنياهو: «نعم، لكني لن أدخل في تفاصيل هذا الأمر، ونحن نتابع الموضوع بسبع أعين سوية مع أصدقائنا الأميركيين». وتابع أنه «نحن مستعدون طوال الوقت لعملية إيرانية محتملة، وقبل أي شيء لمحاولة إعادة بناء برنامجهم النووي مجددا. وقلت إننا اجتثثنا هذا السرطان. الورمان السرطانيان اللذان هددا وجودنا: سرطان البرنامج النووي لصنع قنبلة ذرية، وسرطان الخطة لصنع 20 ألف صاروخ باليستي قاتل، اللذين يشكلون تهديداً وجودياً».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عبّر
منذ 25 دقائق
- عبّر
تقرير دولي يضع المخابرات المغربية في صدارة التجارب الأمنية الحديثة
إشادة بالتطور القانوني والمؤسساتي سلّط معهد 'روك' للدراسات الأمنية الضوء على النجاحات المتسارعة التي حققتها الأجهزة الاستخباراتية المغربية، في تقرير حديث بعنوان 'التطورات القانونية والتغيرات الإستراتيجية السيادية في عصر التهديدات الهجينة'. وأكد التقرير أن المغرب منذ سنة 2003 عمل على تحديث ترسانته القانونية لتتلاءم مع متطلبات سيادة القانون دون التفريط في الفعالية العملياتية، مستنداً إلى المقتضيات الدستورية وقانون المسطرة الجنائية، وخاصة المادة 108 التي تجيز اعتراض الاتصالات تحت إشراف قضائي في الجرائم الخطيرة، بما فيها الإرهاب. وأشار المعهد إلى أن القانون رقم 03-03 المتعلق بمكافحة الإرهاب شكّل نقطة تحول أساسية، إذ جرم التحضير والتمويل والانتماء، إلى جانب القوانين المكملة مثل قانون مكافحة غسل الأموال (2007، المعدل 2021)، قانون حماية البيانات الشخصية (2009)، وقانون سلامة أنظمة المعلومات (2020). كما أبرز انخراط المغرب في اتفاقيات دولية مثل اتفاقية 'بودابست' لمكافحة الجرائم الإلكترونية. تحديث استخباراتي وتكامل مؤسساتي وأشاد التقرير بمسار التحديث المؤسساتي والتكنولوجي للأجهزة المغربية، مؤكداً أن المملكة تتوفر على منظومة متكاملة تشمل مكافحة التجسس، الاستخبارات الخارجية، الاستخبارات المالية، والأمن السيبراني، في إطار تنسيق إستراتيجي يقوده الملك محمد السادس بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان القوات المسلحة الملكية، وبتنفيذ حكومي عبر وزارات الداخلية والخارجية والدفاع. نموذج القيادة الموحدة بقيادة حموشي وخصّ التقرير إشادة خاصة بتجربة القيادة الموحدة منذ سنة 2015، مع تعيين عبد اللطيف حموشي على رأس المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، حيث مكّنت هذه البنية من تعزيز التآزر العملياتي وتطوير التعاون الوطني والدولي. واستدل المعهد على ذلك بتوشيحات وأوسمة فخرية من دول كبرى مثل إسبانيا، فرنسا، والولايات المتحدة، تقديراً لاحترافية وكفاءة الأجهزة الأمنية المغربية. بين الأمن والحرية خلص التقرير إلى أن المغرب تمكن خلال العقدين الأخيرين من الجمع بين حماية الأمن القومي واحترام الحريات الفردية، مع بناء ثقة راسخة لدى المواطنين والشركاء الدوليين. كما وضع المملكة في طليعة الدول القادرة على مواجهة التهديدات الهجينة، خصوصاً في البيئة التكنولوجية غير المستقرة التي يشهدها العالم.


عبّر
منذ 25 دقائق
- عبّر
حزب الاستقلال يبدأ حملة استقطاب الوجوه الانتخابية قبل الاستحقاقات المقبلة
بدأ حزب الاستقلال في مرحلة حاسمة من التحضير للانتخابات التشريعية والجماعية المقبلة، من خلال حملة مكثفة لاستقطاب أبرز الوجوه السياسية والمنتخبين الكبار على صعيد الجهات والأقاليم. وتشير المعطيات إلى أن بعض القيادات الجهوية للحزب شرعت في إجراء اتصالات مع منتخبين كبار ومستشارين جامعيين، بهدف ضمهم إلى صفوف الحزب وتعزيز قوائم مرشحيه في الاستحقاقات القادمة. ويبدو أن الأمين العام للحزب، نزار البركة، الطامح للوصول إلى رئاسة الحكومة المقبلة، يسعى لتطبيق نفس استراتيجية الأحزاب المنافسة، مثل التجمع الوطني للأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة، عبر إغراء الأعيان والمنتخبين لتعزيز حظوظ 'الميزان' في قيادة الحكومة المقبلة، خصوصًا في ظل تراجع شعبية رئيس حزب الأحرار، عزيز أخنوش، وتنافسه مع فاطمة الزهراء المنصوري في محاولات الفوز بالاستحقاقات القادمة.


العيون الآن
منذ 25 دقائق
- العيون الآن
مغاربة يطلقون حملة 'لا للكراء للأفارقة'.. بين مخاوف السكان وتحذيرات الحقوقيين
العيون الآن. أثارت حملة رقمية أطلقها عدد من النشطاء المغاربة تحت شعار 'لا للكراء للأفارقة' جدلا واسعا خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما دعا أصحابها إلى منع تأجير الشقق للمهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، بدعوى تصاعد ما وصفوه بـ'التهديد الأمني والاجتماعي' في بعض الأحياء السكنية. شهدت مدن كبرى مثل الدار البيضاء، فاس، طنجة، الرباط وأكادير احتكاكات متكررة بين بعض السكان والمهاجرين، تراوحت بين شكاوى الإزعاج والاكتظاظ وصولا إلى تسجيل حوادث سرقة وعنف، وفق ما تناقلته منشورات على المنصات الاجتماعية. هذا الوضع دفع عدداً من السكان إلى المطالبة علنا بمنع كراء الشقق للمهاجرين الأفارقة، معتبرين أن الخطوة ضرورية لضمان الاستقرار والسلم الاجتماعي. اقرأ أيضا... وسم #لا_للإيجار_للأفارقة انتشر بشكل واسع، مرفقا بصور ومقاطع فيديو توثق حسب ناشريها 'تداعيات التكدس غير المنظم للمهاجرين في بعض العمارات'، ما أدى إلى تدهور ظروف العيش للسكان المحليين. لكن في المقابل، اعتبر حقوقيون وصحفيون أن هذه الدعوات انزلقت إلى خطاب عنصري وتمييزي، يتناقض مع القوانين المغربية والمواثيق الدولية الضامنة لكرامة الإنسان. لا يتضمن التشريع المغربي أي مادة تسمح بمنع الكراء على أساس الأصل أو اللون أو الجنسية. بل إن دستور 2011 يؤكد التزام المملكة بحقوق الإنسان كما هي متعارف عليها دوليا، وهو ما ينسجم مع الاتفاقيات التي صادق عليها المغرب، مثل الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري. وسط هذا الجدل ارتفعت أصوات تطالب الدولة بتبني مقاربة أكثر صرامة في تنظيم أوضاع المهاجرين، عبر إعادة توزيعهم جغرافيا لتفادي الاكتظاظ، وإطلاق برامج إدماج شاملة تشمل السكن اللائق، التكوين والعمل، في إطار يحفظ الأمن وكرامة الجميع. القضية تضع المغرب أمام تحد مزدوج: الاستجابة لمخاوف السكان المشروعة في بعض الأحياء، وفي الوقت ذاته الوفاء بالتزاماته الحقوقية والدولية. وهو نقاش دقيق يتطلب حلولا متوازنة تجنب الانزلاق إلى خطاب إقصائي قد يهدد السلم الاجتماعي.