logo
آرسنال في دوري الأبطال... هل كان الأفضل في كل شيء؟

آرسنال في دوري الأبطال... هل كان الأفضل في كل شيء؟

الشرق الأوسط١٠-٠٥-٢٠٢٥

من تابع حديث ميكيل أرتيتا في الأيام التي سبقت إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان، سيدرك سريعاً أن الرجل لا يزال مؤمناً بفريقه حتى اللحظة الأخيرة.
بحسب شبكة «The Athletic»، حاول المدرب الإسباني، بطريقته الخاصة، أن يضفي على مسيرة آرسنال هذا الموسم بريقاً إضافياً، حتى لو اضطر إلى شيء من «الجمباز الذهني»، كما وصفته بعض الصحف.
«لو كانت الأمور عادلة، لكان لدينا لقبان في الدوري الإنجليزي»، قالها أرتيتا بنبرة فيها من السخرية بقدر ما فيها من المرارة. وأضاف: «ليفربول فاز باللقب بعدد نقاط أقل منّا في الموسمين الماضيين، وبمجموع نقاطنا كان من المفترض أن نتوّج مرتين»، ورغم أن الدوري لم يُحسم بعد ولا تزال فيه ثلاث جولات، فإن حديث المدرب كان محاولة واضحة لحماية لاعبيه وتعزيز ثقتهم بأنفسهم بعد مشوار طويل.
لكن، أمام باريس سان جيرمان في باريس، لم تكن الكلمات كافية. آرسنال بدأ اللقاء بقوة وكان بإمكانه التسجيل في أول 20 دقيقة، لكن البراعة الفائقة من جيانلويجي دوناروما، ثم النجاعة الباريسية في الهجوم، كانت كفيلة بإنهاء الحلم الإنجليزي.
بعد المباراة، لم يخف أرتيتا فخره بما قدمه الفريق، بل قالها صراحة: «أنا فخور بنسبة 100 في المائة. لا أعتقد أن هناك فريقاً كان أفضل من آرسنال في هذه البطولة، لكننا خرجنا». وأضاف: «دوري الأبطال يُحسم في منطقتي الجزاء. هناك تجد الحُراس والمهاجمين، وباريس تفوّق في كليهما».
ورغم أن التصريح بدا عاطفياً أكثر منه تحليلياً، فإن جزءاً منه لم يكن بعيداً عن الواقع. فقد تألق دوناروما بشكل لافت في المباراتين، وتصدى لفرص محققة خصوصاً في لقاء الإياب، في حين أظهر لاعبو باريس فاعلية كبيرة أمام المرمى.
الحقيقة أن آرسنال كان قوياً جداً في معظم الجوانب (د.ب.أ)
لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا: هل كان آرسنال الأفضل فعلاً في البطولة؟
الإجابة: لا.
حين ننتقل من الانطباعات إلى الأرقام، لا نجد أي مؤشر واضح يقول إن آرسنال كان الفريق «الأفضل» في أي مقياس رئيسي.
نبدأ بالضغط العالي، وهو سلاح آرسنال الأبرز محلياً. الفريق سجّل «معدل عدد التمريرات المسموح بها» بلغ 13.4 في الأدوار الإقصائية، وهو يُضعه في المركز التاسع بين آخر 16 فريقاً. بايرن ميونيخ، على سبيل المثال، تفوّق في هذا الجانب بمعدل استرجاع للكرة في الثلث الهجومي بلغ 6.9 مرة في المباراة، مقابل 5.5 لآرسنال.
على صعيد الهجوم، ورغم الانتصارات الكبيرة في المراحل الأولى - مثل 7 - 1 على آيندهوفن و5 - 1 على سبورتنغ لشبونة، والانتصارات الثلاثية النظيفة على موناكو، ودينامو زغرب، وريال مدريد - فإن المعدل العام للتسجيل لم يكن الأعلى. آرسنال سجّل بمعدل 2.2 هدف في المباراة الواحدة، وهو أقل من برشلونة الذي سجّل ثلاثة أهداف في كل مباراة كمعدل عام.
وفي الدفاع، اقترب آرسنال من الصدارة، لكن لم يصل إليها. الفريق استقبل 0.71 هدف في كل مباراة، وهو ثاني أفضل معدل خلف ليفربول الذي خرج مبكراً رغم دفاعه الحديدي بمتوسط 0.58 هدف فقط.
أما السيطرة على اللعب وامتلاك الكرة في الثلث الأخير ما يُعرف بـ«ميل الملعب» أو Field Tilt فقد حقق آرسنال نسبة 59 في المائة، وهي نسبة جيدة، لكنها لا تقارن بسيطرة مانشستر سيتي الذي سجّل 79 في المائة.
لاعبو آرسنال عاشوا لحظات حزينة بعد الخسارة (رويترز)
وعند الحديث عن أسلوب اللعب والسيطرة على الرتم، يمكن قياس عدد سلاسل التمريرات الطويلة - أي كل سلسلة من 9 تمريرات فأكثر - وهنا سجّل آرسنال معدل 16 سلسلة في المباراة، وهو معدل جيد، لكنه وضعه في المرتبة 16 فقط بين 36 فريقاً تأهلوا للبطولة.
الهجمات عبر الأطراف؟ آرسنال كان وفياً لجهته اليمنى، حتى مع غياب بوكايو ساكا الطويل. ومع ذلك، لم يكن الأكثر اعتماداً على هذه الجهة، بل جاء في المركز الرابع خلف فرق أقل شهرة مثل سلوفان براتيسلافا وأتلتيكو مدريد.
وفي الكرات الثابتة، ورغم ظهور مفاجئ لاستراتيجية الرميات الجانبية الطويلة بقيادة توماس بارتي (الذي نفذ 11 رمية في منطقة الجزاء ضد باريس، رقم غير مسبوق منذ وصول أرتيتا في 2019)، فإن الفريق لم يترجم هذه المحاولات إلى أهداف. سجل آرسنال خمسة أهداف من كرات ثابتة وتلقى هدفين، لكن هذه الأرقام لا تُظهر تفوقاً صريحاً.
فرحة كبرى في باريس سان جيرمان (إ.ب.أ)
الحقيقة أن آرسنال كان قوياً جداً في معظم الجوانب. تفوق على ريال مدريد بثلاثية نظيفة، وتفادى الخسارة أمام الجميع ما عدا إنتر وباريس (الفريقان المتأهلان للنهائي). لكن رغم ذلك، لم يكن الأفضل من حيث الأرقام في أي فئة رئيسية.
وإذا كنا نبحث عما يميز موسم آرسنال الأوروبي، فلن يكون رقماً بعينه، بل هي الصورة الكاملة: فريق متماسك، ومنظم، وشرس في لحظات، وهش في أخرى، لكنه بكل تأكيد ينتمي إلى نخبة أوروبا.
فقط، ليس على القمة... حتى الآن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لاعبة تنس تهاجم مصوراً: يكفي هذا "غير لائق"
لاعبة تنس تهاجم مصوراً: يكفي هذا "غير لائق"

العربية

timeمنذ 37 دقائق

  • العربية

لاعبة تنس تهاجم مصوراً: يكفي هذا "غير لائق"

هاجمت دانييل كولينز لاعبة التنس الأميركية مصورا خلال مباراتها مع البريطانية إيما رادوكانو ضمن منافسات بطولة ستراسبورغ في فرنسا 500 نقطة. وهزمت كولينز منافستها البريطانية بمجموعتين لواحدة، 6-4 1-6 3-6، لتضرب موعدا مع الروسية آنا كالنسكايا في الدور ربع النهائي. Danielle Collins asks a cameraman to give her & Emma Raducanu space during their match in Strasbourg 'I need to get water. We're on a changeover. You don't need to be that close to me & you don't need to be on top of Emma. It's wildly inappropriate' — The Tennis Letter (@TheTennisLetter) May 21, 2025 وأثناء جلوسها على المقعد المخصص لها قبل تبادل الأماكن مع منافستها توجهت إلى المصور وهي ذاهبة إلى تعبئة قارورة المياه الخاصة بها وقالت: يجب أن أحضر بعض الماء، نحن نتبادل الأطراف لا داعي لأن تكون قريبًا جدًا مني ولا داعي لأن تكون قريبا من إيما، هذا غير لائق على الإطلاق، وليس من الصعب أن تعطينا بعض المساحة. وابتعد المصور عن اللاعبتين بعد هجوم الأميركية ولدى سؤال البريطانية عن ما حدث أوضحت: كنت واقفة لأنني لم أرغب في الجلوس في المجموعة الثالثة بسبب آلام ظهري، وكان ذلك كان مريحاً أكثر ثم جاءت كولينز لملء زجاجة وقالت إن المصور كان قريبًا جدًا وبدا الأمر غير لائق بعض الشيء هذا كل ما قالته.

ريال مدريد يعلن نهاية مشوار مودريتش بعد «مونديال الأندية»
ريال مدريد يعلن نهاية مشوار مودريتش بعد «مونديال الأندية»

الرياض

timeمنذ 41 دقائق

  • الرياض

ريال مدريد يعلن نهاية مشوار مودريتش بعد «مونديال الأندية»

أعلن نادي ريال مدريد الإسباني عن رحيل قائده الكرواتي لوكا مودريتش بعد 13 عاما قضاها مع الفريق، وذلك بعد نهاية مشوار الريال في بطولة كأس العالم للأندية هذا الصيف. وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) أن مودريتش سيسافر مع الفريق إلى الولايات المتحدة الأمريكية لخوض أولى مباريات الفريق بالبطولة أمام الهلال السعودي يوم 18 يونيو / حزيران المقبل، وذلك بعد مشاركته في مواجهة ريال سوسيداد بعد غدا السبت في ختام بطولة الدوري الإسباني. ووصل اللاعب البالغ من العمر 39 عاما إلى نهاية عقده مع ريال مدريد، حيث كان قد وقع على تمديد عقده لمدة عام الموسم الماضي. وكان مودريتش ، الذي انضم إلى الريال قادما من توتنهام عام 2012، جزء من فريق فاز بلقب دوري أبطال أوروبا ست مرات وحقق 28 بطولة في مجمل مسيرته مع الفريق الملكي. وقال مودريتش عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد جاءت اللحظة التي لم أرغب في أن تاتي أبدا، لكن هذه هي كرة القدم وفي الحياة كل شيء له بداية ونهاية، يوم السبت سأخوض آخر مباراة لي في ملعب سانتياجو برنابيو". وأضاف: "أنا فخور بكوني جزء من أكثر الفترات نجاحا في تاريخ النادي الأفضل في التاريخ". وتابع مودريتش: "أريد توجيه الشكر للنادي من أعماق قلبي، خاصة الرئيس فلورنتينو بيريز وزملائي والمدربين وجميع من ساعدوني خلال فترتي في النادي". من جانبه قال بيريز : "لوكا مودريتش سيظل للأبد في قلوب جميع محبي ريال مدريد كلاعب فريد من نوعه ومثل يحتذى به، وهو الذي دائما ما كان يجسد قيم ريال مدريد، لقد جذبت كرة القدم التي قدمها جماهير ريال مدريد وجماهير حول العالم، سيظل إرثه خالدا للأبد".

دجوكوفيتش يصارع "العمر" والإصابات في رولان غاروس
دجوكوفيتش يصارع "العمر" والإصابات في رولان غاروس

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

دجوكوفيتش يصارع "العمر" والإصابات في رولان غاروس

يبدأ نوفاك دجوكوفيتش محاولة قد تكون الأخيرة لتحقيق رقم قياسي جديد في بطولة فرنسا المفتوحة للتنس، حيث يسعى لتحقيق لقبه رقم 25 في البطولات الأربع الكبرى في بطولة فرنسا المفتوحة، على أمل أن يقاوم تقدمه في السن وربما ينهي انتظاره الذي دام 10 أشهر لتحقيق فوزه رقم 100 في بطولات رابطة لاعبي التنس المحترفين. ويكافح اللاعب البالغ من العمر 38 عامًا لتحقيق أفضل ما لديه منذ فوزه بالميدالية الذهبية الأولمبية في باريس العام الماضي على حساب كارلوس ألكاراز، ويعود إلى رولان غاروس بعد فترة وجيزة من انفصاله عن مدربه ومنافسه السابق أندي موراي. وقال دجوكوفيتش، متحدثًا خلال منافسته هذا الأسبوع في جنيف 250 نقطة: أعرف ما يتطلبه الأمر لأكون بطلًا في البطولات الأربع الكبرى. لم يعد الأمر سلسًا وسهلاً بالنسبة لي كما كان قبل 10 سنوات. من الواضح أن الأمور تغيرت وحياتي تغيرت كثيرًا، ولكن للأفضل، لأكون صادقًا. وقد أثبت اللاعب الصربي في مراحل مختلفة هذا العام أن سحره القديم لم يختفِ تمامًا، حيث كانت أبرز أحداثه انتصاره في ربع نهائي بطولة أستراليا المفتوحة على ألكاراز، ووصوله إلى نهائي بطولة "ماسترز" ميامي. لكن الخسارة في تلك المباراة أمام المراهق ياكوب مينشيك أعقبها وداعين متتاليين في مباراتيه الافتتاحيتين في "ماسترز" مونتي كارلو وبطولة مدريد، أمام أليخاندرو تابيلو وماتيو أرنالدي على التوالي. وخسر دجوكوفيتش ست مرات بشكل غير معهود هذا العام أمام لاعبين مصنفين خارج قائمة أفضل 30 لاعبًا في العالم. واعترف دجوكوفيتش بعد خسارته أمام أرنالدي في مدريد قائلاً: أحاول الفوز بمباراة أو اثنتين، ولا أفكر حقًا في الذهاب بعيدًا في البطولة. إنه شعور مختلف تمامًا عما كنت أشعر به خلال أكثر من 20 عامًا من التنس الاحترافي.إنه تحدٍ بالنسبة لي من الناحية الذهنية أن أواجه هذا النوع من الأحاسيس في الملعب، والخروج مبكرًا الآن بانتظام في البطولات. دجوكوفيتش، آخر عضو نشط في "الثلاثة الكبار" بعد اعتزال روجر فيدرر ورافائيل نادال، وهو مصنف خارج المراكز الثلاثة الأولى عالميًا منذ سبتمبر الماضي. وعادل المصنف الأول عالميًا سابقًا رقم مارغريت كورت القياسي في جميع البطولات الأربع والعشرين الكبرى في بطولة أميركا المفتوحة 2023. ومع ذلك، كان لديه خمس محاولات لتحقيق رقم قياسي صريح منذ ذلك الحين دون نجاح، وكانت أقرب محاولة له هي الهزيمة في نهائي ويمبلدون على يد ألكاراز العام الماضي. كان للإصابات تأثير على دجوكوفيتش، حيث انسحب من بطولة فرنسا المفتوحة 2024 قبل الدور ربع النهائي وانسحب من مباراة نصف النهائي ضد ألكسندر زفيريف في ملبورن قبل أربعة أشهر. واختار دجوكوفيتش عدم اللعب في بطولة إيطاليا المفتوحة، التي فاز بها ألكاراز يوم الأحد، وبدلاً من ذلك يستعد للمشاركة في بطولة رولان غاروس في حدث منخفض المستوى في جنيف. ويُعتبر يانيك سينر المصنف الأول عالميًا وألكاراز هما المرشحان الأوفر حظًا للفوز ببطولة فرنسا المفتوحة، لكن دجوكوفيتش لا يزال يجرب فرصه في تحقيق مشاركة قوية. وربما يكون البطل ثلاث مرات قد خسر كلتا مباراتيه على الملاعب الترابية حتى الآن هذا العام، لكنه فاز بآخر بطولة كبيرة غابت عن سيرته الذاتية في أولمبياد باريس. وقال الشهر الماضي: في كل مرة أخطو فيها إلى الملعب أشعر بالتوتر، أشعر بالتوتر، والإثارة أيضًا. المنافسة أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة لي، لأكون صادقًا. لكن بالطبع سأبذل قصارى جهدي للمستقبل. وُصفت هذه البطولة بأنها أكثر قرعة مفتوحة للرجال في رولان غاروس منذ عقود بالنظر إلى مستوى دجوكوفيتش وغياب نادال المعتزل، لكن الصربي غالبًا ما ارتد بشكل قوي عندما تم استبعاده في الماضي. كانت المرة الأخيرة التي تم التشكيك في مستقبله بجدية بعد خسارته الصادمة في ربع نهائي بطولة فرنسا المفتوحة 2018 أمام ماركو تشيتشيناتو عندما أعاقته إصابة في المرفق، مما أدى إلى خروجه من قائمة أفضل 20 لاعبًا في العالم. في ذلك الوقت، رد دجوكوفيتش بالفوز ببطولة ويمبلدون بعد شهر من ذلك الحين وأصبح المصنف الأول عالميًا بحلول نهاية العام. ويأمل دجوكوفيتش أن يبدأ التحول التالي في مستواه خلال مسيرته اللامعة في باريس خلال الأسابيع المقبلة. وقال دجوكوفيتش: أشعر بأنني ما زلت أمتلك اللعبة، وأنني أستطيع أن أكون أحد المتنافسين على ألقاب البطولات الأربع الكبرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store