
الإسلامويون وصناعة المعاناة وعذابات الناس!!
في مملكة البحرين، يعيش العديد من السودانيين واقعًا معلقًا، إذ تعرقل مشكلة تجديد الجوازات المنتهية صلاحيتها قدرتهم على تجديد الإقامات، مما يؤثر مباشرة على سير حياتهم الطبيعية، السفارة السودانية في المنامة كانت فيما مضى تلجأ إلى إجراءات يدوية لحل هذه الأزمة، خصوصًا حين تتأخر فرق إدارة الجوازات عن الحضور من السودان. لكن الآن، وبحسب تأكيد القائم بالأعمال في السفارة، صدر قرار من رئاسة السلطة في بورتسودان يمنع استخدام الأختام اليدوية، ما جعل السفارة عاجزة عن تقديم أي حل مؤقت.
النتيجة هي أن العائلات السودانية تُترك لمصيرها، مع وعود متكررة منذ أكثر من عام بوصول الفريق المختص دون أن يتحقق ذلك، رغم أن الظروف اللوجستية تسمح بالوصول بسهولة، ويبدو أن السلطات في بورتسودان تفضل إبقاء هذه الأزمة قائمة، متغافلة عن تبعاتها العميقة: تعطيل مستقبل دراسي، تأجيل سفر إنساني، وحرمان أفراد من حقوقهم الأساسية في التنقل والعيش الكريم. وكأن معاناة المواطن السوداني باتت حالة مريحة لمن يتخذ القرار، لا تُحرّكه واجبات ولا تستوقفه ذمّة.
إذا تحدثنا عن الجواز السوداني نفسه فهو لم يعُد يحمل صفة الوثيقة التي تفتح أبواب السفر، بل تحوّل إلى ورقة تثبّت إذلالًا ممنهجًا يُستخرج بعد مشقة، ويُثقل بكلفة مالية تفوق قدرة غالبية المواطنين، بينما تتسلّل نُسخ أخرى منه إلى أيدي من يدفعون في المكاتب الخلفية، في مشهد يختزل انهيار منظومة كاملة، لم يعد الإجراء يمثل ضمانًا للكرامة أو للحماية، بل صار عبئًا ثقيلًا يرفد آلة سلطة قررت أن تتاجر بهوية الناس، وتحوّل مؤسسات الدولة إلى صناديق جباية لا تجيب ولا تُحاسب.
في مراكز الغسيل الكلوي يموت الناس ببطء، لا لأن المرض قاتل بطبعه، بل لأن منظومة الرعاية الصحية تفككت بفعل الإهمال المتعمد، ونقص التمويل، وغياب الضمير، وماكينات لا تعمل، أدوية مفقودة، كهرباء غير مستقرة، وأطباء يكابدون من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، بينما المرضى يُختصر لهم الزمن، وتُقلَّص الجلسات، ويُخيَّرون بين ألم الغسيل الكامل أو التسمم التدريجي، لا وجود لمراكز متخصصة للأطفال، ولا نظام عدالة في توزيع الفرص الطبية، في بلد يُعامَل فيه المريض كرقم، ويُقرأ فيه نبضه من خلف حاجز البيروقراطية.
وسط هذا الانحدار، يقف المواطن دون تفسير. كل ما حوله يوحي بأن الدولة التي يُفترض أن تكون مأوى له قد اختارت أن تكون خصمه، وأن تتحوّل من سندٍ إلى عبء. حتى في بلاد الاغتراب، حيث يُنتظر من النظام أن يُراعي خصوصية المغتربين وظروفهم، تتواصل المعاناة: كلفة استخراج الجواز الواحد تلامس حاجز الـ 300 دولار، رقم يصعب تحمّله من مواطن عادي، فكيف إذا كانت الأسرة مكوّنة من أربعة أفراد؟ إنها ليست مجرد رسوم… إنها عقوبة جماعية تُمارَس بلا محاكمة.
أما الاقتصاد، فليس سوقًا تُنظّمها العدالة، بل حلبة تتحكم فيها شبكة الإسلامويين الذين فرضوا أنفسهم تجارًا وسماسرة في كل ما يدخل ويخرج من البلاد. السكر والدواء والقمح والوقود، كلها تمر عبر المعابر التي يحرسها المنتفعون، ويحركها الصامتون الذين يتعاملون مع المعاناة كفرصة للربح. كل من لا ينتمي إلى الشبكة يُقصى من السوق، ويُغلق له الميناء، ويُمنع من الاستيراد، ويُهدم له المصنع أو المتجر، وتُترك له البلاد إن أراد الخروج منها بشرط أن يدفع ثمن الهروب.
السلطة الأمنية ليست جهازًا لحفظ النظام، بل ذراع تُشهره الدولة في وجه الأحلام. كل من يكتب يُلاحق، وكل من يُغني يُراقب، وكل من يشكو يُصنّف. لم يعد الخوف طارئًا، بل صار مكوّنًا أساسيًا من الحياة اليومية، وصار المواطن يختار كلماته كما يختار طعامه، بحذر، وبحسابٍ لما قد يُرتّب عليه من استدعاء أو اختفاء أو تشهير.
في معسكرات النزوح، لا شيء يُشبه الحياة. لا ماء، لا طعام، لا حماية، لا دفء. آلاف العائلات تعيش في خيام لا تقي من البرد أو الحرّ، أطفال ينامون على الأرض، ونساء يُقسّمن الرغيف، وشيوخ ينتظرون القوافل التي لا تأتي إلا على فترات متباعدة، بعد أن تمرّ بسلسلة طويلة من الحواجز الرسمية وغير الرسمية. في زمزم وحدها، تُسجّل حالات مجاعة، ليس كحدث طارئ، بل كواقع دائم، وكأن هؤلاء البشر خارج نطاق الإنسانية.
حتى بورتسودان، المدينة التي اختارها الإسلامويون مقرًا للسلطة، صارت اليوم ساحة عذاب حراري لا يُطاق. درجات حرارة تتجاوز الخمسين، كهرباء تنقطع، ماء لا يُوجد إلا في صهاريج تباع على أبواب المستشفيات، وثلج يُسعّر بالعملة الصعبة. ضربات الشمس تحصد الأرواح، والمستشفيات تعمل بأدوات من زمنٍ مضى، بينما الناس يبحثون عن الظلّ فلا يجدون سوى وهم اللجان، ووعد الطوارئ، وبيانات تُمجّد الصبر وكأنّه حلٌ لكل شيء.
هذا هو السودان في غرفة العذاب، تحت سلطة لا ترى في الناس إلا أرقامًا يجب ضبطها، وأصواتًا يجب إسكاتها، وأحلامًا يجب دفنها قبل أن تُزهر، لكنه أيضًا بلد لا يزال يحلم، رغم كل شيء، بمن يكتب لأجله، ويشهد باسمه، ويُضيء له الطريق ولو بسطرٍ واحد، إن الإسلامويون الأشقياء لا يتذكرون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا ربه سبحانه وتعالى في الحديث:
'اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه'

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد العربي
منذ 13 دقائق
- المشهد العربي
إكسون موبيل تدعو ترامب لمواجهة التشريعات المناخية الأوروبية
دعا دارن وودز، الرئيس التنفيذي لشركة "إكسون موبيل"، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى استغلال المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي لمواجهة تشريعات مناخية وحقوقية جديدة تُهدد الشركات الأمريكية بـ"عقوبات ساحقة" وتُقوّض قدرتها التنافسية. صرح "وودز" لصحيفة "فاينانشيال تايمز" بأن "توجيهات العناية المستدامة" الأوروبية، التي ستُلزم الشركات الكبرى بمراقبة سلاسل التوريد لضمان عدم الإضرار بالبيئة أو حقوق الإنسان، تتعارض مع توجهات "ترامب" لتقليل الأعباء التنظيمية. ومن المقرر أن تتيح القواعد الجديدة للدول الأوروبية فرض غرامات تصل إلى 5% من الإيرادات العالمية للشركات المخالفة. جاءت تصريحات "وودز" بعد إعلان "ترامب" ورئيسة المفوضية الأوروبية عن اتفاق أولي للتجارة يشمل فرض تعريفات جمركية بنسبة 15% على معظم الصادرات الأوروبية. تضمن الاتفاق التزام الدول الأوروبية باستيراد موارد طاقة أمريكية بقيمة 750 مليار دولار، فيما يُتوقع استمرار المفاوضات خلال الفترة المقبلة.


عين ليبيا
منذ 13 دقائق
- عين ليبيا
فائض القوى.. الوقود السري الذي يبني الحضارات ويدمرها
في عالم يعج بالتحولات الكبرى، ثمة قوة خفية تحرك دولاً بأكملها صعوداً وهبوطاً. إنه 'فائض القوى'، ذلك المفهوم الذي يشرح لماذا تبنى بعض الأمم عجائب الدنيا بينما تزول أخرى دون أثر. تخيل معنا هذا المشهد: مزارعون في مصر القديمة ينتجون من القمح ما يفوق حاجتهم بفضل فيضان النيل، فيتحرر جزء من الشعب لبناء الأهرامات أو دراسة الطب. هذا هو فائض القوى في أبسط صوره – موارد زائدة تسمح بالانتقال من مجرد البقاء إلى البناء والابتكار. تاريخ البشرية يحكى قصصاً متشابهة. روما القديمة حولت فائضها الزراعي والتجاري إلى جيش جرار وشبكة طرق ممتدة عبر القارات. بريطانيا العظمى في القرن التاسع عشر استثمرت فائضها الصناعي في أسطول بحري سيطر على نصف الكرة الأرضية. اليوم، نرى الصين تعيد نفس اللعبة بأساليب عصرية، حيث تغرق الأسواق العالمية بفائض إنتاجها من الصلب والألواح الشمسية، بينما تبني شبكة 'طريق الحرير الجديد' لربط القارات. لكن القصة لا تقتصر على القوى العظمى. حتى الاتحاد الأوروبي، باقتصاده الذي يقترب من 20 تريليون دولار، يستخدم فائضه التنظيمي لفرض معاييره على العالم، من حماية البيانات إلى معايير البيئة. أما الولايات المتحدة، فتحول فائضها العسكري إلى وجود في 150 دولة، وفائضها الثقافي إلى هوليوود و'وادي السيليكون' اللذين يشكلان عقول الملايين. لكن التاريخ يحذرنا ، الفائض وحده لا يضمن الخلود. روما سقطت عندما تحول فائضها إلى تبذير وفساد. فنزويلا الغنية بالنفط أصبحت مثالاً للأزمة عندما اعتمدت على مورد واحد. السؤال الحاسم ليس مقدار ما تملكه الدول من فائض، بل كيف تديره. هل يستثمر في التعليم والبحث العلمي كما فعلت ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؟ أم يحرق في الحروب والصراعات كما حدث للاتحاد السوفيتي؟ في عصرنا هذا، حيث تتنافس الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي على الهيمنة، يصبح فهم فائض القوى أكثر إلحاحاً. إنه ليس مجرد مصطلح اقتصادي، بل هو المفتاح لفهم صعود الدول وسقوطها. فائض اليوم قد يكون أزمة الغد إذا أسئت إدارته، كما أن ندرة الموارد قد تدفع إلى الابتكار كما حدث لليابان. الخلاصة؟ الفائض هو البداية فقط، لكن الحكمة في إدارته هي التي تكتب نهاية القصة. دول عديدة كبرى امتلكت فائض قوى وتراجعت مثل الإمبراطورية البريطانية والعثمانية ومؤخرا الاتحاد السوفيتي. فائض القوى يحمل تحذيراً أكثر قتامة اذ قد يكون سلاحاً ذا حدين، ينقلب على صاحبه إذا فقد البوصلة الأخلاقية أو الاستراتيجية. التاريخ ليس مجرد سجل للنجاحات، بل هو أيضاً مقبرة للإمبراطوريات التي أهدرت فائضها في الغرور والجشع. العبرة هنا أن الفائض ليس ضماناً للنجاح، بل هو فرصة قد تتحول إلى كارثة إذا لم تُدار بحكمة حتى في عصرنا، نرى شركات كبرى مثل 'نوكيا' أو 'بلاك بيري' تحولت من عمالقة إلى أطلال لأن فائض نجاحها جعلها متغطرسة، ففقدت القدرة على التكيف. هل نرى شيئاً مشابهاً يحدث اليوم مع عمالقة التكنولوجيا مثل 'غوغل' أو 'ميتا'؟ الوقت كفيل بالإجابة. أخيرا، الفائض هو وقود التاريخ، لكن البوصلة الأخلاقية هي التي تحدد وجهته. والسؤال الذي يبقى معلقاً ، هل تتعلم الدول ذات الفائض من دروس الماضي، أم تكرر أخطاء الإمبراطوريات البائدة؟ الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.


الدستور
منذ 17 دقائق
- الدستور
عيار 21 تحديث وقتي.. سعر الذهب بالمصنعية والدمغة اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025
يواصل الذهب دوره كأداة رئيسية للادخار والاستثمار لدى المواطنين، خاصة في ظل حالة عدم الاستقرار الاقتصادي العالمي، إذ يُنظر إليه كملاذ آمن يحافظ على القيمة ويواجه تقلبات الأسواق. وتشهد أسعار الذهب اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 في السوق المحلي استقرارًا نسبيًا، بعد موجة من التغيرات المتتالية التي أثرت على حركة البيع والشراء ويعد عيار 21 الأكثر تداولًا في مصر، ويهتم به شريحة كبيرة من المواطنين، سواء بهدف الزينة أو الاستثمار. عيار 21 تحديث وقتي.. سعر الذهب بالمصنعية والدمغة اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 يتم تحديد السعر النهائي للذهب وفقًا لسعر الجرام الأساسي مضافًا إليه قيمة المصنعية والدمغة، واللتين تختلفان حسب نوع المشغولات ومتجر البيع. أسعار الذهب اليوم في محلات الصاغة (بدون مصنعية): عيار 24: 5,245.75 جنيه للشراء – 5,217.25 جنيه للبيع عيار 22: 4,808.5 جنيه للشراء – 4,782.5 جنيه للبيع عيار 21: 4,590 جنيه للشراء – 4,565 جنيه للبيع عيار 18: 3,934.25 جنيه للشراء – 3,912.75 جنيه للبيع عيار 14: 3,060 جنيه للشراء – 3,043.25 جنيه للبيع عيار 12: 2,622.75 جنيه للشراء – 2,608.5 جنيه للبيع عيار 9: 1,967.25 جنيه للشراء – 1,956.5 جنيه للبيع الجنيه الذهب: 36,720 جنيه للشراء – 36,520 جنيه للبيع السعر بالمصنعية والدمغة: يصل سعر جرام الذهب عيار 21 شاملًا المصنعية والدمغة إلى متوسط 4,600 جنيه، ويختلف من محل لآخر حسب نوع القطعة ونقوشها اليدوية أو الميكانيكية. السعر العالمي: تراجعت الأوقية عالميًا إلى نحو 3366.83 دولار، متأثرة بانخفاض الطلب وارتفاع قوة الدولار الأمريكي. ويُتوقع استمرار تحركات الذهب خلال الفترة المقبلة بين الارتفاع والتراجع، تبعًا لتقلبات الأسواق العالمية والمحلية. اقرأ أيضا