حرب منشآت الطاقة تهدد أمن الخليج والأسواق العالمية
أعلنت وزارة الخارجية القطرية، أن رئيس الوزراء وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، تلقى اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي، تناول "الأوضاع الخطيرة في المنطقة، وهجوم إسرائيل على إيران".
وأعرب الشيخ محمد، وفق بيان رسمي، عن استنكار دولة قطر لانتهاكات واعتداءات إسرائيل في المنطقة، محذراً من أن "الاستمرار في هذه السياسات يقوّض جهود السلام ويهدد بجرّ المنطقة نحو حرب إقليمية".
وأضاف أن قطر "تبذل جهوداً حثيثة مع شركائها الإقليميين والدوليين للعودة إلى مسار الحوار، وخفض التصعيد عبر الوسائل الدبلوماسية".
يأتي هذا الموقف، في ظل تصعيد غير مسبوق فوق المنشآت الطاقية على الطرف الايراني من الخليج العربي، وقلق خليجي متزايد من تداعيات الضربات الإسرائيلية التي طالت الجانب الإيراني من حقل بارس الجنوبي للغاز الطبيعي، والذي تتقاسمه طهران مع قطر.
قلق خليجي: حقل مشترك تحت النار
وحذر مسؤول من دولة خليجية، في أول تعليق خليجي على الضربات الإسرائيلية، من أن الهجوم على حقل بارس "سلوك متهور للغاية"، مشيراً إلى أن الضربة، التي وقعت على بعد 200 كيلومتراً من المنشآت القطرية، "تُعرّض استثمارات أميركية ضخمة ومصالح استراتيجية للطاقة في المنطقة للخطر"، حسب شبكة "سي أن أن".
ويمثل الحقل، الذي يُعد أكبر حقل غاز في العالم، شرياناً حيوياً لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، خاصة من الجانب القطري الذي يُغذي الأسواق الأوروبية والآسيوية، ويُعد أي تهديد له تصعيداً خطيراً في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية.
واستهدفت الهجمات الإسرائيلية مصافي ومخازن وقود في طهران، إلى جانب مجمعات التكرير في بوشهر ومنشآت بحرية في حقل بارس، ومصنع "فجر جم"، ومرافق شحن في جزيرة خرج، التي تُعد المنفذ الرئيسي لتصدير النفط الخام الإيراني.
وقد أعلنت وزارة النفط الإيرانية أن الضربات عطلت بعض المنشآت، وتسببت في حرائق واضطرابات تشغيلية، في وقت تواجه فيه البلاد ضغطاً على شبكات الكهرباء وتراجعاً في مخزون قطع الغيار بسبب العقوبات.
وتشير تقديرات دولية إلى أن إنتاج النفط الإيراني ارتفع إلى نحو 3.4 مليون برميل يومياً عام 2024، وأن عائدات الطاقة تضاعفت أربع مرات منذ عام 2020 لتصل إلى 78 مليار دولار، ما يجعل قطاع الطاقة هدفاً مباشراً في أي مواجهة.
هشاشة متبادلة وأفق مجهول
في المقابل، أعلنت شركة "بازان" عن تضرر مصفاة حيفا نتيجة قصف صاروخي إيراني، أدى إلى إغلاق جزئي لبعض وحداتها.
كما أمرت السلطات الإسرائيلية بوقف العمل في منصتي "ليفياثان" و"تمار" البحريتين، اللتين تُغذيان السوق المحلي الإسرائيلي وتُصدران الغاز إلى مصر والأردن، ويُهدد استمرار التعليق استقرار الشبكة الكهربائية، ويُقلص قدرة التصدير، ما قد يؤدي إلى ضغوط إقليمية واقتصادية متزايدة.
ويمثل ميناء عسقلان النفطي وخط أنابيب "إيلات–عسقلان" ممراً رئيسياً لاستيراد النفط الخام، ويُهدد أي استهداف لهذه النقاط بإحداث خللاً واسعاً في إمدادات الوقود.
ورغم التفوق العسكري الإسرائيلي، غير أنها تواجه بنية تحتية طاقية مركزة ومكشوفة، وضعيفة الحماية نسبياً أمام الصواريخ والطائرات المسيرة، وهو ما يمنح إيران قدرة على التأثير، ويجعل من معادلة الردع أكثر هشاشة وتعقيداً.
مضيق هرمز: الممر الخطر
ومع تزايد التهديدات الإيرانية بإمكانية إغلاق مضيق هرمز، تزداد المخاوف من تعطيل حركة مرور ما يقرب من 20 في المئة من النفط العالمي و21 في المئة من الغاز الطبيعي المسال، معظمها من قطر.
ويصف خبراء هذا السيناريو بأنه كفيل بإحداث "زلزال" في الأسواق العالمية، ورفع أسعار الطاقة إلى مستويات قياسية، ولا يقتصر الخطر على إيران وإسرائيل، بل يمتد إلى دول الخليج، فتاريخ الهجمات على منشآت أرامكو في السعودية لا يزال حاضراً، وأي توسع في المواجهة قد يُعرّض منشآت نفطية وغازية في السعودية والإمارات وقطر للخطر، خاصة إذا شعرت طهران أن الرد الدبلوماسي غير كافٍ لحماية مصالحها.
وفي هذه الحرب لم تعد منشآت الغاز والنفط مجرد بنى تحتية اقتصادية، بل أصبحت ساحة مواجهة مباشرة بين الدول، ومع تصعيد الهجمات فوقها، تتقلص المساحة المتاحة للحلول السياسية، وتتوسع الهوة بين الردع العسكري والاستقرار الإقليمي.
في هذا السياق، يُصبح التصعيد فوق البنية التحتية للطاقة ليس مجرد أزمة شرق أوسطية، بل أزمة ذات أبعاد كونية، تمس أمن الطاقة العالمي، واستقرار الأسواق، وتضع العالم أمام معادلة معقدة بين الردع والانفجار.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
الشرطة الأمريكية: 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن قاتل نائبة مينيسوتا
عرضت الشرطة الأمريكية المحلية بولاية مينيسوتا اليوم "الأحد" مكافأة 50 ألف دولار لمن يُدلى بمعلومات عن فانس بولتر 57 عاما الذي قام بعملية اغتيال لنائبين بمجلس النواب الأمريكي أمس السبت بولاية مينيسوتا. منفذ جريمة الاغتيال ارتدي زي الشرطة الأمريكية وارتدي بولتر قناعا على الوجه وزيا للشرطة وقام بطرق الباب على النائبة ميليسا هورتمان في الساعة 2 صباحا، وقتلها هي وزوجها بمقاطعة بروكلين ثم توجه إلى مقاطعة تشامبلين لقتل النائب جون هوف مان وأطلق النار عليه وزوجته، وترددت الأنباء عن خضوعه لجراحة هو وزوجته بينما فارقت النائبة ميليسا هورت مان الحياة هي وزوجها. وعندما وصلت الشرطة الأمريكية لمسرح الجريمة وجدت منفذ عملية الاغتيال، لكنه تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة الأمريكية، وفر هاربا وتدخل مكتب التحقيقات الفيدرالي للتعاون مع الشرطة المحلية حول جريمة العنف السياسي التي طالت نائبان أمريكيان ينتميان للحزب الديمُقراطي. صديق مرتكب الجريمة يتلقي رسالة منه قبل ارتكاب الجريمة وتحدث صديق فانس بولتر لنيويورك بوست الأمريكية ويدعى ديفيد كارلسون، قائلا إنه تلقى رسالة من صديقه بولتر مساء السبت يخبره بها أنه يحب أصدقائه ويشعر بقرب موته قبل حدوث جريمتي الاغتيال. فانس بولتر57 عاما قاتل نائبة مينيسوتا. بولتر يرتدي قناع وزيا للشرطة الأمريكية خلال تنفيذ الجريمة. ديفيد كارلسون صديق فانس بولتر قاتل نائبي مينيسوتا. مكافأة الشرطة الأمريكية 50 ألف دولار لمن يدلى بمعلومات عن المجرم الهارب فانس بولتر.


بيروت نيوز
منذ 2 ساعات
- بيروت نيوز
المفاجأة في قنبلة تدمر نووي إيران.. ما هي؟!
نشر موقع 'غلوبز' الإسرائيلي تقريراً جديداً تحدث فيه عن طائرات 'بي – 2' وقنابل 'فريدة' يمكن استخدامها لتدمير المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل. ]]> ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ 'لبنان24' إن جزءاً كبيراً من المنشآت النووية الإيرانية مُحصن جيداً تحت الأرض، موضحاً أن الأميركيين وحدهم يمتلكون القدرات الهجومية التي تُمكنهم من تدميرها. التقرير يشير إلى أن 'طائرة بي – 2 سبيريت هي قاذفة استراتيجية خفية قادرة على حمل قنابل نووية، من إنتاج شركة نورثروب غرومان'، وأضاف: 'لقد حلقت الطائرة لأول مرة عام 1989 ودخلت الخدمة التشغيلية بعد حوالى أربع سنوات. حتى الآن، ركزت عملياتها على إسقاط ذخائر تقليدية، بما في ذلك خلال تبادل إطلاق النار الأميركي مع الحوثيين في اليمن في تشرين الأول من العام الماضي. يبلغ باع جناحي الطائرة حوالي 52 متراً وطولها حوالي 21 متراً، وارتفاعها حوالى 5 أمتار'. وأكمل: 'تستطيع القاذفة العمل على أي ارتفاع، حتى 50,000 قدم، ويبلغ مداها حوالي 9,600 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود. في إطار توجيه رسائل تهديد لإيران، أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب 6 طائرات من طراز بي-2 سبيريت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، على بُعد حوالي 4,000 كيلومتر فقط من إيران، في نيسان الماضي، وكان هذا النشر للطائرات يستهدف بوضوح النظام الإيراني'. وتابع: 'القنبلة الأكثر ارتباطًا بالتهديد الكبير الذي تُشكّله طائرة بي-2 على أي عدو للولايات المتحدة هي قنبلة جي بي يو 57، وهي أقوى قنبلة تقليدية في العالم، والمعروفة باسم أم القنابل. الغرض من هذه القنبلة العملاقة، التي تزن حوالي 13.6 طناً وتحتوي على شحنة متفجرة تزن 2.4 طن، هو اختراق المخابئ. تتميز القنبلة بضخامتها، إذ يبلغ طولها 6 أمتار، وتسمح سعة حمل طائرة بي-2 بحمل وحدتين منها في كل هجوم'. وأردف: 'هاتان القنبلتان قادرتان على اختراق منشآت إيران النووية المحصنة جيدًا تحت الأرض أولًا، ثم تنفجران. كانت هذه الأهداف سبباً رئيسياً وراء تطوير الأميركيين لهذه القنبلة غير التقليدية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مع إدراكهم أن البرنامج النووي الإيراني سيُبنى في أعماق الأرض، وخاصةً منشأة فوردو'. وأكمل: 'لا توجد استخدامات تشغيلية معروفة لقنبلة GBU 57 حتى الآن، فغرضها الفتاك جعل الأميركيين لا يحتاجون إلى كميات كبيرة منها، ولذلك لم تزود شركة بوينغ المصنعة، وفقًا للتقديرات، سوى حوالى 20 وحدة خلال العقد الماضي. وكما هو الحال في كل المجالات، فإن منتجاً فريداً لا يخضع لإنتاج متسلسل مكثف يُكلف مبغاً باهظاً للغاية وهو حوالى 20 مليون دولار. وللمقارنة، يُكلف صاروخ من مجال آخر، وهو صاروخ باتريوت باك 3 الاعتراضي، حوالي 6 ملايين دولار'.


ليبانون 24
منذ 2 ساعات
- ليبانون 24
المفاجأة في "قنبلة" تدمر "نووي إيران".. ما هي؟!
نشر موقع "غلوبز" الإسرائيلي تقريراً جديداً تحدث فيه عن طائرات "بي – 2" وقنابل "فريدة" يمكن استخدامها لتدمير المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل. ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ " لبنان24" إن جزءاً كبيراً من المنشآت النووية الإيرانية مُحصن جيداً تحت الأرض، موضحاً أن الأميركيين وحدهم يمتلكون القدرات الهجومية التي تُمكنهم من تدميرها. التقرير يشير إلى أن "طائرة بي – 2 سبيريت هي قاذفة استراتيجية خفية قادرة على حمل قنابل نووية، من إنتاج شركة نورثروب غرومان"، وأضاف: "لقد حلقت الطائرة لأول مرة عام 1989 ودخلت الخدمة التشغيلية بعد حوالى أربع سنوات. حتى الآن، ركزت عملياتها على إسقاط ذخائر تقليدية، بما في ذلك خلال تبادل إطلاق النار الأميركي مع الحوثيين في اليمن في تشرين الأول من العام الماضي. يبلغ باع جناحي الطائرة حوالي 52 متراً وطولها حوالي 21 متراً، وارتفاعها حوالى 5 أمتار". وأكمل: "تستطيع القاذفة العمل على أي ارتفاع، حتى 50,000 قدم، ويبلغ مداها حوالي 9,600 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود. في إطار توجيه رسائل تهديد لإيران، أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب 6 طائرات من طراز بي-2 سبيريت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي ، على بُعد حوالي 4,000 كيلومتر فقط من إيران، في نيسان الماضي، وكان هذا النشر للطائرات يستهدف بوضوح النظام الإيراني". وتابع: "القنبلة الأكثر ارتباطًا بالتهديد الكبير الذي تُشكّله طائرة بي-2 على أي عدو للولايات المتحدة هي قنبلة جي بي يو 57، وهي أقوى قنبلة تقليدية في العالم، والمعروفة باسم أم القنابل. الغرض من هذه القنبلة العملاقة، التي تزن حوالي 13.6 طناً وتحتوي على شحنة متفجرة تزن 2.4 طن، هو اختراق المخابئ. تتميز القنبلة بضخامتها، إذ يبلغ طولها 6 أمتار، وتسمح سعة حمل طائرة بي-2 بحمل وحدتين منها في كل هجوم". وأردف: "هاتان القنبلتان قادرتان على اختراق منشآت إيران النووية المحصنة جيدًا تحت الأرض أولًا، ثم تنفجران. كانت هذه الأهداف سبباً رئيسياً وراء تطوير الأميركيين لهذه القنبلة غير التقليدية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مع إدراكهم أن البرنامج النووي الإيراني سيُبنى في أعماق الأرض، وخاصةً منشأة فوردو". وأكمل: "لا توجد استخدامات تشغيلية معروفة لقنبلة GBU 57 حتى الآن، فغرضها الفتاك جعل الأميركيين لا يحتاجون إلى كميات كبيرة منها، ولذلك لم تزود شركة بوينغ المصنعة، وفقًا للتقديرات، سوى حوالى 20 وحدة خلال العقد الماضي. وكما هو الحال في كل المجالات، فإن منتجاً فريداً لا يخضع لإنتاج متسلسل مكثف يُكلف مبغاً باهظاً للغاية وهو حوالى 20 مليون دولار. وللمقارنة، يُكلف صاروخ من مجال آخر، وهو صاروخ باتريوت باك 3 الاعتراضي، حوالي 6 ملايين دولار".