
المفاجأة في "قنبلة" تدمر "نووي إيران".. ما هي؟!
نشر موقع "غلوبز" الإسرائيلي تقريراً جديداً تحدث فيه عن طائرات "بي – 2" وقنابل "فريدة" يمكن استخدامها لتدمير المنشآت النووية الإيرانية خلال الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ " لبنان24" إن جزءاً كبيراً من المنشآت النووية الإيرانية مُحصن جيداً تحت الأرض، موضحاً أن الأميركيين وحدهم يمتلكون القدرات الهجومية التي تُمكنهم من تدميرها.
التقرير يشير إلى أن "طائرة بي – 2 سبيريت هي قاذفة استراتيجية خفية قادرة على حمل قنابل نووية، من إنتاج شركة نورثروب غرومان"، وأضاف: "لقد حلقت الطائرة لأول مرة عام 1989 ودخلت الخدمة التشغيلية بعد حوالى أربع سنوات. حتى الآن، ركزت عملياتها على إسقاط ذخائر تقليدية، بما في ذلك خلال تبادل إطلاق النار الأميركي مع الحوثيين في اليمن في تشرين الأول من العام الماضي. يبلغ باع جناحي الطائرة حوالي 52 متراً وطولها حوالي 21 متراً، وارتفاعها حوالى 5 أمتار".
وأكمل: "تستطيع القاذفة العمل على أي ارتفاع، حتى 50,000 قدم، ويبلغ مداها حوالي 9,600 كيلومتر دون الحاجة للتزود بالوقود. في إطار توجيه رسائل تهديد لإيران، أرسل الرئيس الأميركي دونالد ترامب 6 طائرات من طراز بي-2 سبيريت إلى جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي ، على بُعد حوالي 4,000 كيلومتر فقط من إيران، في نيسان الماضي، وكان هذا النشر للطائرات يستهدف بوضوح النظام الإيراني".
وتابع: "القنبلة الأكثر ارتباطًا بالتهديد الكبير الذي تُشكّله طائرة بي-2 على أي عدو للولايات المتحدة هي قنبلة جي بي يو 57، وهي أقوى قنبلة تقليدية في العالم، والمعروفة باسم أم القنابل. الغرض من هذه القنبلة العملاقة، التي تزن حوالي 13.6 طناً وتحتوي على شحنة متفجرة تزن 2.4 طن، هو اختراق المخابئ. تتميز القنبلة بضخامتها، إذ يبلغ طولها 6 أمتار، وتسمح سعة حمل طائرة بي-2 بحمل وحدتين منها في كل هجوم".
وأردف: "هاتان القنبلتان قادرتان على اختراق منشآت إيران النووية المحصنة جيدًا تحت الأرض أولًا، ثم تنفجران. كانت هذه الأهداف سبباً رئيسياً وراء تطوير الأميركيين لهذه القنبلة غير التقليدية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مع إدراكهم أن البرنامج النووي الإيراني سيُبنى في أعماق الأرض، وخاصةً منشأة فوردو".
وأكمل: "لا توجد استخدامات تشغيلية معروفة لقنبلة GBU 57 حتى الآن، فغرضها الفتاك جعل الأميركيين لا يحتاجون إلى كميات كبيرة منها، ولذلك لم تزود شركة بوينغ المصنعة، وفقًا للتقديرات، سوى حوالى 20 وحدة خلال العقد الماضي. وكما هو الحال في كل المجالات، فإن منتجاً فريداً لا يخضع لإنتاج متسلسل مكثف يُكلف مبغاً باهظاً للغاية وهو حوالى 20 مليون دولار. وللمقارنة، يُكلف صاروخ من مجال آخر، وهو صاروخ باتريوت باك 3 الاعتراضي، حوالي 6 ملايين دولار".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية
عاد إلى الواجهة من جديد احتمال لجوء طهران إلى إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية في منظومة الطاقة العالمية، مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على إيران منذ فجر الجمعة الماضية، واستهداف منشآت للطاقة الإيرانية قرب الخليج العربي للمرة الأولى. وزاد من حدة هذه المخاوف إعلان عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، أن بلاده تدرس بجدية خيار إغلاق المضيق الإستراتيجي، في خطوة من شأنها أن تنذر بتداعيات خطيرة على أمن الطاقة العالمي. ورغم تصاعد التوتر، أفادت شبكة "سي إن بي سي"، أن تعطيل تدفق النفط العالمي بشكل كامل عبر إغلاق المضيق أمر مستبعد، بل قد يكون مستحيلاً من الناحية العملية، في حين أكدت القوة البحرية المشتركة المتعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة، أن حركة الملاحة التجارية مستمرة في مضيق هرمز رغم الضربات الإسرائيلية الواسعة لإيران. يعد مضيق هرمز واحداً من أهم الممرات المائية وأكثرها حركة في العالم، وهو المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر، ويصنف وفق القانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، ما يمنح كل السفن الحق والحرية في العبور عبره. وبحسب المتخصص في النقل البحري الدولي الدكتور وسام ناجي، فإن إغلاق المضيق لا يتم من خلال قصف منشآت الطاقة الإيرانية في بندر عباس أو المرافئ المجاورة، بل عبر إغراق سفينة ضخمة في الممر، خاصة وأن عرض المضيق لا يتجاوز 50 كيلومتراً في أضيق نقاطه، ما قد يؤدي إلى شل الحركة البحرية كلياً. وعن خطورة هذا التهديد، يوضح الدكتور ناجي في تصريح ل"لبنان24" أن مضيق هرمز يُعد شريان النفط الرئيس للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلتا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم ويعرفه خبراء الطاقة وشركات الملاحة بأنه "العنق الرئيس للعالم" و"نقطة الاختناق" التي تأتي في مقدمة 8 نقاط رئيسية في العالم، تعّد معبراً لنحو 40 مليون برميل من النفط يوميا، وتعتمد دول الخليج على هذا الممر بشكل شبه كامل، فالسعودية تصدر 88% من نفطها عبر المضيق، والعراق 98%، والإمارات 99%، فيما تعتمد إيران والكويت وقطر كلياً عليه لتصدير نفطها. فهذا الذهب الأسود الذي يخرج من دول الخليج العربية يذهب 80 %منه للدول الأسيوية كالصين والهند وكوريا واليابان، فيما يتم نقل الباقي إلى دول أوروبية وإلى أميركا الشمالية. ويعبر المضيق أيضاً كل إنتاج قطر تقريباً من الغاز الطبيعي المسال. وقطر أكبر مصدر له في العالم. وسط ما تقدم،فإن إغلاق هذا المضيق الملقب بفك الأسد سيؤدي، بحسب الدكتور ناجي، الى انهيار اقتصادي عالمي مع ارتفاع صاروخي لأسعار النفط والغاز وسيدفع ثمنها مواطنون ودول بمن فيهم من لا علاقة لهم مباشرة بالنزاع. وليس بعيداً فإن الخطر يكمن أيضاً في حال كثف الحوثيون في اليمن من جهتهم هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر، لكن باعتقاد ناجي، أن الحوثيين استخدموا هذا الاسلوب سابقاً ولم يؤد الدور الرئيسي المرجو، ولا شك أنه سيؤثر على حركة الملاحة موقتا، إنما العنصر الأهم هو إقفال مضيق هرمز الذي سيؤدي الى تضعضع الصناعة الشرق آسيوية ( صينية – يابانية- كورية) لاعتمادها شبه الكلي على النفط الايراني والخليجي. ويشير إلى أن التأثير المباشر سيطال الاقتصادات الآسيوية، خصوصاً الصين، التي ترتبط باتفاقية نفطية ضخمة مع إيران بقيمة تتراوح بين 400 و800 مليار دولار خلال عامين، أي نحو 45 مليار دولار سنوياً من الواردات النفطية ناهيك عن تراجع الانتاج الصناعي المباشر وخسارة السوق الخليجي والإيراني على حد سواء، .أما الولايات المتحدة، وبحسب ناجي، فقد تكون المستفيد الأكبر من هذا التصعيد، نظراً لاعتمادها المتزايد على النفط الصخري المحلي، ما سيمنح شركات الطاقة الأميركية العملاقة فرصة لتحقيق أرباح هائلة من الارتفاع الجنوني في الأسعار، وتعزيز موقع السوق الأميركية عالمياً. في المقابل، ستكون منطقة الشرق الأوسط الخاسر الأكبر من هذه التطورات، إذ ستدفع مجدداً ثمن صراعات الغير، سواء في الحرب أو في السلم، كما يرى ناجي. وفي سياق متصل، أعربت مصادر مصرية عن قلق بالغ من تأثير التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على حركة الملاحة في قناة السويس، خاصة في ظل استمرار تهديدات الحوثيين في مضيق باب المندب، والتي سبق أن أثرت على حركة السفن في البحر الأحمر. ويؤكد الدكتور ناجي أن أي تراجع في حركة السفن عبر قناة السويس سيحرم الاقتصاد المصري من مصدر رئيسي للعملة الصعبة، إلى جانب التأثيرات السلبية المتوقعة على قطاع السياحة، محذراً من أن مصر قد تجد نفسها في قلب صراع جديد تديره أطراف دولية، في سياق مخطط ظاهره صراع على الممرات المائية، وباطنه أهداف تدميرية أوسع. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
احتجاجات لوس أنجلوس تهز أميركا.. والانقسام يقترب!
شهدت الولايات المتحدة احتجاجات آلاف المهاجرين غير الشرعيين منذ يوم الجمعة 6 حزيران (يونيو) 2025، اعتراضاً على المداهمات التي شنتها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) في مناطق متعددة من مقاطعة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا بهدف اعتقال مهاجرين لا يحملون أوراقاً رسمية، فلماذا قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملاحقة المهاجرين غير الشرعيين الآن، وكم يتكبد الاقتصاد الأميركي من خسائر جراء تواجدهم، وما هي خسائر ملاحقتهم واحتجاجاتهم؟ تُعد مقاطعة لوس أنجلوس موطنٌاً لنحو مليون مهاجر غير شرعي، وهو العدد الأكبر في الولايات المتحدة، ويصل إجمالي سكان المقاطعة 10 ملايين نسمة من أصول لاتينية، و16% من أصول آسيوية، وثلثهم وُلدوا خارج الولايات المتحدة. يحتل اقتصاد كاليفورنيا المرتبة الرابعة عالمياً، متقدماً على دول كبرى مثل اليابان، حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي للولاية عام 2024 نحو 4.1 تريليون دولار ، وهو ما يمثل 14% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة، وفق بلومبيرغ. حجم خسائر أميركا جراء الهجرة غير الشرعية وأظهرت وثيقة ناقشها مجلس النواب الأميركي في أيار (مايو) 2024، أن التكلفة الإجمالية للهجرة غير الشرعية على دافعي الضرائب الأميركيين تبلغ نحو 150.7 مليار دولار سنويًا، بعد خصم الضرائب المدفوعة من قبل المهاجرين غير الشرعيين. وقدّر مجلس الهجرة الأميركي عدد المهاجرين غير المسجلين في الولايات المتحدة بنحو 11 مليونًا اعتبارًا من عام 2022، أي ما يعادل 3.3% من إجمالي سكان البلاد، وأن عملية واحدة لترحيل هؤلاء المهاجرين ستكلف الولايات المتحدة ما لا يقل عن 315 مليار دولار، مقسمة إلى 89.3 مليار دولار لإجراء اعتقالات كافية، 167.8 مليار دولار لاحتجاز المهاجرين بشكل جماعي، 34.1 مليار دولار على المعالجة القانونية، 24.1 مليار دولار على عمليات الإزالة. ورغم عدم توفر إحصاءات رسمية لحجم الخسائر الناجمة عن احتجاجات لوس أنجلوس، تشير التقديرات الأولية إلى إنفاق نحو 134 مليون دولار فقط على المراقبة العسكرية ونشر الحرس الوطني والمارينز لمدة 60 يوماً، وفق تقديرات وزارة الدفاع الأميركية ، وتقدر خسائر المطاعم بعشرات الآلاف للمطعم الواحد، أما الخسائر الشاملة في المبيعات بسبب الإغلاق والنهب تقدر بالملايين، وثمة خسائر غير مباشرة في اقتصاد أكبر تشمل انخفاض الإنتاج، الإنفاق، وأزمات في سلسلة التوريد. قال عمرو وهيب، خبير أسواق المال، لـ "النهار" إن الخسائر الاقتصادية الناتجة احتجاجات المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس تنقسم إلى مباشرة وغير مباشرة، مشيرًا إلى أن مقاطعة لوس أنجلوس تضم نسبة كبيرة من العمالة غير المسجلة، لا سيما في قطاعات حيوية مثل المطاعم والبناء والزراعة والخدمات اللوجستية، وبالتالي فإن غياب هذه القوة العاملة بشكل جماعي ولو ليوم واحد يؤدي إلى تراجع كبير في الإنتاج قد يُقدّر يوميًا بعشرات ملايين الدولارات. وأضاف أن تعطل سلاسل الإمداد المحلية في هذه القطاعات يُعد من أبرز الآثار السلبية، فضلًا عن التكلفة الأمنية الإضافية التي تتحملها السلطات المحلية نتيجة نشر قوات الشرطة وتنظيم المرور في حال وقوع اشتباكات أو أعمال تخريب. أما عن الخسائر غير المباشرة، فقد أشار وهيب إلى أن تصاعد التوترات يرسل إشارات سلبية للمستثمرين، خاصةً إذا بدت الحكومة الفيدرالية عاجزة عن احتواء الاحتجاجات، ما ينعكس سلبًا على صورة لوس أنجلوس كمدينة جاذبة للاستثمار والسياحة، لاسيما في ظل التغطية الإعلامية السلبية المكثفة. وأكد وهيب أن الاقتصاد الأميركي لا يزال ضخمًا ومتماسكًا، ولا يمكن أن تؤدي مثل هذه الاحتجاجات المحلية إلى خسائر هيكلية في المدى القريب، لكنه تساءل عن مدى إمكانية انتقال عدوى الاحتجاجات إلى ولايات أخرى، مشيرًا إلى أن هذا الاحتمال مرجّح على المدى الطويل، في غضون عشر سنوات كحد أقصى. وذكر أن هناك 3 عوامل تُسهم في انتشار الاحتجاجات: تصاعد دور وسائل التواصل الاجتماعي في تنظيم الحشود. الزخم الإعلامي المساند، على غرار ما حدث في موجة "الربيع العربي". تشدد بعض القوانين المحلية ضد المهاجرين في ولايات مثل تكساس أو أريزونا. في المقابل، أشار وهيب إلى أن من العوامل الكابحة لانتشار الاحتجاجات، قوة إنفاذ القانون في بعض الولايات، وأيضاً تجنّب كثير من المهاجرين غير النظاميين الظهور خوفًا من الترحيل. هل تتفكك الولايات المتحدة الأميركية؟ يرى خبير أسواق المال أن التفكك غير مرجح على المدى القريب، لكنه محتمل على المدى الطويل خلال عشر سنوات، مفسرًا ذلك بوجود عدة سيناريوهات تصعيدية قد تؤدي إلى خلخلة البنية الفيدرالية، أبرزها: انفصال بعض الولايات مثل تكساس أو كاليفورنيا، رغم أن ذلك صعب دستوريًا ما لم تحدث حرب أهلية. تصاعد العصيان المدني القانوني، برفض ولايات تطبيق بعض القوانين الفيدرالية (كما حدث في ملفات الهجرة والإجهاض). اضطرابات اجتماعية واسعة نتيجة تأزم ملف الهجرة أو حدوث صدامات عرقية وطبقية، قد تعيد إلى الأذهان مشاهد احتجاجات جورج فلويد (مواطن أسمر البشرة قتل على يد شرطي أميركي) عام 2020. وشدد وهيب على ضرورة التمييز بين الاحتجاجات العابرة والتفكك المؤسسي، موضحًا أن الولايات المتحدة لا تزال تمتلك مؤسسات قوية نسبيًا مثل القضاء المستقل والإعلام الحر والاقتصاد المتماسك. إلا أنه رجّح أن تشهد الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة قلاقل متكررة تمهّد على المدى البعيد لتفكك تدريجي، قد يؤدي إلى تحول 4 إلى 6 ولايات إلى كيانات مستقلة، لكل منها علم ودستور وحدود منفصلة، على أن ينحصر نفوذ "الولايات المتحدة" في نطاق جغرافي ضيق، مع تراجع القوة العالمية للدولار واقتصارها على الداخل الأميركي فقط.


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
سوء فهم تاريخي لا ينتهي
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب بعد انكشاف تضليل الرئيس الاميركي دونالد ترامب لايران، من خلال اجراء مفاوضات حول برنامجها النووي، والتي اتضحت انها مسرحية اميركية مخادعة هزيلة, اعطت واشنطن الضوء الاخضر لـ "اسرائيل" بشن حرب على الجمهورية الاسلامية الايرانية نيابة عن الولايات المتحدة، بحيث ادخلت ادارة ترامب المنطقة برمتها في حرب مدمرة لا تحمد عقباها. ذلك ان ترامب- نيرون اراد اشعال الشرق الاوسط، بمواجهة عسكرية عنيفة بين ايران و"اسرائيل"، ليتفرج على هذه النيران التي تحرق هذا الشرق، والتي ستمتد الى ابعد من الاراضي الايرانية و"الاسرائيلية". ورغم النفوذ الهائل الذي تمتلكه الولايات المتحدة الأميركية على مستوى العالم، إلا أنها أثبتت عبر العقود أنها لا تفهم طبيعة الشرق الأوسط، ولن تفهمه حتى لو حكمته لألف سنة. فالشرق الأوسط ليس مجرد مساحة جغرافية تُدار بخطط جاهزة أو استراتيجيات جامدة، بل هو نسيج معقد من الهويات والتواريخ والديناميات الاجتماعية والسياسية المتشابكة. لقد كانت معظم الحلول التي فرضتها واشنطن على هذه المنطقة ـ سواء عبر التدخلات المباشرة أو من خلال دعم أنظمة أو معارضات بعينها ـ حلولا تفتقر إلى فهم العمق التاريخي والثقافي لشعوب المنطقة. لم تكن هذه "الحلول" سوى وصفات أميركية لمشاكل لم تفهمها أصلاً، ولهذا جاءت النتائج كارثية: انهيارات دول، تصاعد الطائفية، تمدد التطرف، وحرائق سياسية لا تزال تتسع رقعتها حتى اليوم. أما الحروب التي شُنت على هذه المنطقة، أو تلك التي أشعلت فيها بحجج وذرائع مختلفة، فهي في الغالب صناعة أميركية بامتياز، إما بشكل مباشر أو غير مباشر. من غزو العراق، إلى العبث في بنية الدولة السورية، إلى دعم بعض الصراعات تحت غطاء "الحرية" أو "الديمقراطية"، كلها تدخلات زادت من التأزيم، وأعادت تشكيل الشرق الأوسط على صورة الفوضى لا النظام. إن الخطأ الأميركي الأكبر هو اعتقاده أن الشرق الأوسط يمكن تطويعه بمنطق المصالح فقط، متناس أن هذه المنطقة تملك ذاكرة حية، وشعوبا تعرف جيدا من الذي يغذي النار، ومن الذي يمنع إطفاءها. وها نحن اليوم، نشهد على حرب عنيفة مباشرة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وبين الكيان العبري, ورأينا ان "اسرائيل" وسلاحها الجوي المتفوق على الجميع في المنطقة وقنابلها وجواسيسها، لم تتمكن من ردع الرد الايراني الذي ضرب "تل ابيب"، والحق دمارا كبيرا وواسعا، والايام المقبلة ستظهر تصعيدا عسكريا اكبر بين ايران و"اسرائيل". وصحيح ان العدو قام بالضربة الاستبقاية على ايران، واغتال قادة كبار من الحرس الثوري الايراني، وقادة امنيين آخرين من الصف الاول، اعلن انه سيضرب المنشآت النووية في كل انحاء ايران. هذا التصعيد ورغم توقيته الحرج, لا يخرج عن السياق المعروف في العقيدة الأمنية "الإسرائيلية"، التي تعتمد على مبدأ "الوقاية الهجومية " لمنع أي تهديد محتمل، حتى لو لم يتحقّق بعد. انما في الوقت ذاته، ما النتيجة؟ وهل فعلاً تقترب إيران من إنتاج قنبلة نووية؟ المفارقة الكبرى أن معظم التقارير الدولية، بما فيها بعض تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تؤكد حتى اللحظة أن إيران قد صنعت قنبلة نووية، أو حتى اتخذت قرارا نهائيا بالذهاب نحو هذا الخيار. ومع ذلك، تستخدم "إسرائيل" هذا الملف كذريعة لتبرير ضربات عسكرية تعتبرها "استباقية". هل تعتقد "اسرائيل" ان ضرباتها للمنشآت النووية الايرانية في عمق البلاد، لن تزيد من شراسة الرد الايراني عليها؟ فايران اظهرت انها دولة قوية وترد الصاع صاعين، ولا تستهيب لا "اسرائيل" ولا اميركا المخادعة، وهي لن تتوقف عن الدفاع عن نفسها طالما الاعتداءات "الاسرائيلية" مستمرة. وكلما زادت "إسرائيل" منسوب العنف، زادت إيران من ردّها، وبات الرد مباشرا أكثر من أي وقت مضى. فما هي الصورة الكبرى التي ترسم في الشرق الاوسط؟ هذه الحرب الضروس بين طهران و"تل ابيب" ستغرق المنطقة برمتها بمواجهة عسكرية، وستؤدي الى انضمام دول جديدة قد تعد "مفاجاة" في الصراع الدائر، سواء من ناحية ايران او من ناحية "اسرائيل". فهل هذا الامر يبشر بالخير؟ الجواب حتما لا. ف "اسرائيل" تخوض معركة معقدة وخطرة، وباهداف غير مضمونة وبنتائج قد تأتي معكوسة. واذا لم تفتح قنوات احتواء حقيقية لهذا الصراع الجهنمي، فان انزلاق المنطقة الى حرب شاملة لم يعد سيناريو مطروحا فقط، بل يقترب ليكون واقع على الارض. وما هو الثمن؟ للاسف, ستدفع شعوب المنطقة الثمن المشؤوم لهذه الحرب المشؤومة "الاسرائيلية" المدعومة اميركيا, في وقت لن يكون هناك منتصرا او مهزوما من حروب الشرق الاوسط التي برهنت التجارب هذا المسار. فمتى تتعاطى الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط، ليس كخريطة ترسمها مراكز الأبحاث في واشنطن، بل تتعامل معه على انه كيان حيّ، لا يُفهم من بعيد، ولا يُحكم من فوق.