
"على إسرائيل إنهاء المهمة".. هل تصريح ترامب يغلق باب التفاوض بشأن غزة؟.. مصادر تجيب لـCNN
والآن، يبدو أن تفاؤل ترامب قد تبدد، فقد سحب مفاوضيه من مفاوضات وقف إطلاق النار هذا الأسبوع بعد أن اعتبرت الولايات المتحدة أن "حركة حماس لا "تتصرف بحسن نية".
وقال ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، إنه يبحث عن "خيارات بديلة" لإطلاق سراح الرهائن.
وبدلًا من حثّ ترامب على العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات، أشار الجمعة إلى أن الوقت قد حان لإسرائيل لتصعيد حملتها العسكرية، حتى في الوقت الذي أدت فيه صور الأطفال الجائعين في غزة إلى تصاعد الغضب العالمي.وقال ترامب عن "حماس" قبل مغادرته في رحلة نهاية أسبوع إلى اسكتلندا: "أعتقد أنهم يريدون الموت، وهذا أمرٌ سيءٌ للغاية. لقد وصل الأمر إلى حدٍّ يُجبرنا على إنهاء المهمة".
ولم يتضح بعد ما إذا كان تغيير موقف ترامب انعكاسًا حقيقيًا لانهيار المفاوضات أو كما أشار بعض المسؤولين الغربيين، خطوةً تكتيكيةً تهدف إلى هز "حماس" وكسر الجمود.
لكن كلماته تُشير إلى أنه لن يفعل الكثير للضغط على إسرائيل للتراجع عن حملتها العسكرية المستمرة منذ 21 شهرًا في غزة، على الرغم من الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي دفعت مسؤولًا في الأمم المتحدة هذا الأسبوع إلى وصف سكان غزة بـ"الجثث المتحركة".
ورفض ترامب وصف مفاوضاته الأخيرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو - الذي فاجأته أفعاله في غزة وسوريا هذا الشهر وأصابته بالإحباط - باستثناء وصفها بأنها "مخيبة للآمال نوعا ما".
وقال ترامب عن إسرائيل التي تلاحق "حماس": "سيضطرون للقتال وسيتعين عليهم تطهير المنطقة. سيتعين عليكم التخلص منهم".
مسؤول مطلع: سحب وفد أمريكا من مفاوضات غزة "زلزال" نحاول التعامل مع "هزاته الارتدادية"
وكان هذا اعترافًا صارخًا من ترامب بأن محاولاته للتوسط في وقف إطلاق نار جديد - والذي بدا في وقت سابق من هذا الشهر في مراحله الأخيرة - قد انحرفت عن مسارها.
وقد أثبت فشله في إنهاء الصراع في غزة، إلى جانب جهوده المتوازية لإنهاء حرب روسيا في أوكرانيا، أنه محبط لترامب في ظل سعيه للفوز بجائزة نوبل للسلام.
ولم يتطابق تشاؤمه تمامًا مع الإشارات الأخرى الصادرة من المنطقة.
فقد أعلنت مصر وقطر أنهما ستمضيان قدمًا في التوسط من أجل وقف إطلاق نار دائم في غزة، ووصفتا تعليق المفاوضات الأخير بأنه "أمر طبيعي في سياق هذه المفاوضات المعقدة"، وفقًا لبيان مشترك نشرته وزارة الخارجية المصرية.
وصرح مسؤول إسرائيلي كبير لشبكة CNN بأن المفاوضات "لم تنهار إطلاقًا"، وقال إنه لا تزال هناك فرصة لاستئنافها.
وعبّر بعض المسؤولين الأمريكيين عن أملهم في أن تدفع تصريحات ترامب، الجمعة، إلى جانب قرار ويتكوف يوم الخميس بالانسحاب من مفاوضات وقف إطلاق النار "حماس" إلى "موقف تفاوضي أكثر تصالحية".
مع ذلك، أحدث الانسحاب الأمريكي المفاجئ صدمةً قويةً ليلة الخميس في الدوحة، العاصمة القطرية حيث تُجرى المفاوضات.
وقال مصدرٌ مطلعٌ على سير المفاوضات: "هذا زلزال هائل نحن نتعامل مع تبعاته".
وكما هو الحال منذ أشهر، تشمل نقاط الخلاف في المفاوضات كيفية وتوقيت انتهاء الحرب نهائيًا، وعدد الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، ومكان إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في غزة، وفقًا لأشخاص مطلعين على المفاوضات.
وفي حديثه للصحفيين يوم الجمعة، بينما كانت مروحيته تنتظره، ألقى ترامب باللوم في انهيار المفاوضات على "حماس"، التي قال إنها شهدت تراجعًا في نفوذها بعد إطلاق سراح أو وفاة العشرات من رهائنها في الحجز.
وقال ترامب: "الآن وصلنا إلى آخر الرهائن، وهم يعرفون ما يحدث بعد إطلاق سراح آخر الرهائن، ولهذا السبب تحديدًا، لم يرغبوا في إبرام صفقة"، مرددًا بذلك رأيًا قال مسؤول أمريكي إن نتنياهو عبر عنه عندما التقى ترامب على العشاء في البيت الأبيض في وقتٍ سابق من هذا الشهر.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت تصريحات ترامب ستضغط على "حماس" للموافقة على الاقتراح الحالي لإنهاء الحرب، ولكن يبدو أنها صُممت جزئيًا لمحاولة دفع الحركة للعودة إلى ما يمكن تحقيقه.
وفي أعقاب تصريح ويتكوف يوم الخميس، قال المسؤول الإسرائيلي الكبير إن إسرائيل تأمل أن "تعيد حماس ربط نفسها بالواقع حتى يتسنى سد الفجوات المتبقية".
وفي حديثها لشبكة CNN يوم الجمعة، توقعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، أن تُسفر جهود ترامب وويتكوف في النهاية عن نتائج، على الرغم من أنها رفضت تحديد الاتجاه الذي ستسلكه المفاوضات لاحقًا.
وقالت بروس: "لقد حاولنا. لقد شاهد العالم هذا. ما هي الخيارات المتاحة - من الواضح أن هناك العديد من الأدوات عند الرئيس ترامب، والعديد من الخيارات المتاحة للمبعوث الخاص ويتكوف. لذا، فهم أشخاص أذكياء للغاية ومهرة يعرفون اللاعبين. وأتوقع أن نحقق بعض النجاح".لم يبدُ ترامب، ولا أي مسؤول آخر في الإدارة، راغبًا في وضع جدول زمني لتوقيت تحقيق هذا النجاح، ربما بدافع الحذر بعد أن توقع ترامب في أوائل يوليو/تموز التوصل إلى اتفاق في غضون أسبوع.
ولكن مع تفاقم أزمة المجاعة في غزة وتحولها إلى كارثة إنسانية، تتزايد الحاجة الملحة لإتمام صفقة. خلال اجتماع في تونس يوم الجمعة، قدم الرئيس التونسي قيس سعيد إلى كبير مستشاري ترامب للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، وهو أيضًا والد زوجة ابنة ترامب تيفاني، صورًا لأطفال يعانون من سوء التغذية، ويتضورون جوعًا ويأكلون الرمل.
ووفقًا لوكالة فرانس برس، سُمع سعيد وهو يقول: "هذا أمر غير مقبول على الإطلاق. إنها جريمة ضد الإنسانية جمعاء".
وفي البيت الأبيض، قال ترامب إن "حماس" هي التي تمنع توزيع المساعدات، وأن الولايات المتحدة لم تتلقَّ تقديرًا كافيًا للمساعدة التي قدمتها بالفعل.وقال: "الناس لا يعلمون هذا، ولم نتلقَّ أيَّ إقرار أو شكر، لكننا ساهمنا بمبلغ 60 مليون دولار في الغذاء والإمدادات وكل شيء آخر. نأمل أن تصل الأموال، لأنكم تعلمون، تُسرق هذه الأموال. يُسرق الطعام. سنبذل المزيد من الجهد، لكننا قدمنا الكثير من المال".
ولم تجد مراجعة داخلية للحكومة الأمريكية أي دليل على سرقة "حماس" للمساعدات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة في غزة على نطاق واسع.
وفي غضون ذلك، اتخذ كبار حلفاء الولايات المتحدة موقفًا أكثر صرامة تجاه الحملة العسكرية الإسرائيلية.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي سيلتقيه ترامب في اسكتلندا نهاية هذا الأسبوع، يوم الجمعة إن "التصعيد العسكري الإسرائيلي غير المتناسب في غزة ولا يمكن تبريره".
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في منشور مفاجئ على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت متأخر من الليل، إن فرنسا ستتحرك للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، أيلول، وهي خطوة أثارت غضب إسرائيل، ووصفها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأنها "صفعة على وجه ضحايا 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023(هجوم حماس على إسرائيل)".
بدا ترامب أقل انزعاجًا من هذه الخطوة، بل وصفها بأنها "لا طائل منها"، وقال: "هذا التصريح لا قيمة له. إنه رجل طيب جدًا. أنا معجب به. لكن هذا التصريح لا قيمة له".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


CNN عربية
منذ 5 ساعات
- CNN عربية
قيادي في"حماس": لا جدوى من استمرار المفاوضات مع أزمة المجاعة بغزة
(CNN)-- حمّل خليل الحية، القيادي في حركة "حماس" والمقيم في قطر، إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية "تعطيل" مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وذلك في خطاب تلفزيوني، الأحد، قائلا إن "أزمة المجاعة في غزة تعني عدم جدوى استمرار المفاوضات في ظل الظروف الحالية". وأكد الحية كبير مفاوضي"حماس" ، أن "الحركة أظهرت خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات كل مرونة ممكنة، وحققت تقدمًا واضحًا، متفقة إلى حد كبير مع مقترحات الوسطاء المتعلقة بانسحاب القوات الإسرائيلية، وتبادل الرهائن، وإيصال المساعدات". وأشار إلى أن الوسطاء نقلوا "ردودًا إيجابية" من إسرائيل، مما جعل انسحابها اللاحق من المفاوضات "مفاجئا"، واتهم المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف بـ"التواطؤ" مع إسرائيل. وقال الحية: "نقلوا إلينا (الوسطاء) ردودًا إيجابية" من إسرائيل، "لكننا فوجئنا بانسحاب الاحتلال من المفاوضات، وتواطؤ مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ويتكوف، معه". "حماس" تعلق على إعلان إسرائيل عن السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وأشار الحية إلى "استمرار الحصار والتجويع" في غزة، مؤكدًا أنه "لا جدوى من استمرار المفاوضات" في ظل الظروف الراهنة. وطالب بـ"الدخول الفوري والكريم للغذاء والدواء" كشرط أساسي لأي مفاوضات أخرى، رافضًا استغلال معاناة الفلسطينيين في "ألاعيب الاحتلال التفاوضية". كما اتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بـ"إضاعة الوقت" لتأخير التقدم عمدًا لتسهيل استمرار معاناة الفلسطينيين في غزة. ويأتي هذا البيان بعد انسحاب إسرائيل والولايات المتحدة من مفاوضات الدوحة، مما أثار مخاوف بشأن الأزمة الإنسانية في غزة. وقال قيادي كبير في 'حماس' لشبكة CNN ، الجمعة، إن من بين النقاط العالقة المتبقية في المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار المحتمل في غزة تبادل الفلسطينيين في سجون إسرائيل بالرهائن وجدول الانسحاب الإسرائيلي. وأضاف أن "حماس" قدمت مقترحين بشأن هذين الموضوعين قبيل انسحاب الولايات المتحدة وإسرائيل من المفاوضات، الخميس، متهمتين الحركة بـ"سوء النية".


CNN عربية
منذ 6 ساعات
- CNN عربية
إيتمار بن غفير منتقدا نتنياهو: كان علينا إرسال القنابل بدلا من المساعدات إلى غزة
(CNN)-- دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، الأحد، إلى زيادة قصف على قطاع غزة بدلا من إرسال المساعدات الإنسانية. وقال بن غفير، في فيديو: "هذا إفلاس أخلاقي، بينما رهائننا في غزة، يرسل رئيس وزرائنا (بنيامين نتنياهو) مساعدات إنسانية إلى غزة". وأضاف: "أعتقد أنه في هذه المرحلة، ما كان ينبغي إرساله إلى غزة هو شيء واحد: قنابل للتفجير، وللغزو، ولتشجيع الهجرة، وللفوز في الحرب". ما دلالة توقيت قرار نتنياهو بشأن تخفيف القيود على دخول المساعدات إلى غزة؟والسبت، ندد بن غفير بقرار الحكومة زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، واصفاً إياه بأنه "استسلام لحركة حماس"، وقال إنه استُبعد من المناقشات. وكان بن غفير صريحاً في دعوته لمواصلة الحرب في غزة، وعارض باستمرار أي اتفاق مع "حماس". وبن غفير شخصية مثيرة للجدل بشدة، وروّج لفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة بشكل جماعي. يذكر أن نتنياهو قال بشأن السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة: "نحن نتقدم في القتال والتفاوض... وليكن الأمر واضحًا - سنحقق هدفنا. سنقضي على حماس". وأضاف: "في كل طريق نختاره، سنحتاج إلى الاستمرار في السماح بدخول الحد الأدنى من الإمدادات الإنسانية. لقد فعلنا ذلك حتى الآن". وفي إشارة إلى الهدنة التكتيكية التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، الأحد، والتي تشمل تحديد طرق المساعدات عبر أجزاء من غزة، قال نتنياهو: "هناك طرق آمنة. لطالما كانت موجودة، لكنها اليوم أصبحت رسمية. لا مزيد من الأعذار".


CNN عربية
منذ 7 ساعات
- CNN عربية
ما دلالة توقيت قرار نتنياهو بشأن تخفيف القيود على دخول المساعدات إلى غزة؟
تحليل بقلم نيك روبرتسون من شبكة CNN (CNN)-- بلغ الغضب العالمي إزاء وفيات الجوع في غزة ذروته نهاية هذا الأسبوع، وبعد انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار، الجمعة، واجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا دولية متزايدة. وأثارت خطته الجديدة لتوزيع المساعدات، التي تشمل "وقفات تكتيكية" في النشاط العسكري في أجزاء من غزة، وإنشاء ممرات للمساعدات، وتجديد عمليات الإنزال الجوي، انتقادات علنية في الداخل. ولم تكن هذه الصفعة المفاجئة من وزراء اليمين المتشدد مثل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، لكن العديد من الإسرائيليين الآخرين لا يفهمون تراجع نتنياهو الواضح، مما يُلمح بقوة إلى مأزق سياسي يواجهه رئيس الوزراء. وقد يكون توقيت تصريحات نتنياهو أيضًا بسبب اعتقاده بأن هذا المأزق سيُخفّف قريبًا. لماذا هاجم نتنياهو الأمم المتحدة بعد الإعلان عن "هدنة تكتيكية" في غزة؟ فالبرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، سيبدأ إجازة لعدة أشهر الاثنين، ولن يتمكن بن غفير وآخرون من إسقاط حكومته حالما يحدث ذلك. وإذا كان رئيس الوزراء قد تفوق، كما يفعل دائمًا، على منتقديه، فقد كسب الوقت لإعادة مفاوضات غزة إلى طاولة المفاوضات. لكن يبقى أن نرى ما إذا كانت حركة "حماس" ستشعر بالجرأة لاستغلال الغضب العالمي إزاء تجويع الفلسطينيين للسعي إلى شروط أفضل في أي مفاوضات جديدة.