
لمواجهة الجرائم السيبرانية
عرفت الجريمة فردية بدائية بسيطة منذ أول الخليقة وتطورت إلى جماعية منظمة خطيرة، وقد ذكر لفظ جريمة، مادة (جرم) فى القرآن الكريم 85 مرة، والتى توسعت فى أرجاء العالم.. وزادت أشكالا وأنواعا، وتحولت من التقليدية إلى الحديثة..
وإثر تزايد أعداد ضحايا الجرائم السيبرانية (أحد أشكال الجريمة المنظمة) مؤخرا، قامت الدول برعاية المكتب المعنى بالمخدرات والجريمة بالأمم المتحدة ـ وبعد مفاوضات استمرت أكثر من خمس سنوات ـ بإصدار اتفاقية لمواجهة الجرائم السيبرانية، واعتمدتها الجمعية العامة فى ديسمبر2024 بمسمى «اتفاقية مكافحة الجرائم السيبرانية» (تسعة فصول فى 68 مادة، مع ملحوظات تفسيرية بشأن مواد محددة).
واعتبرت أول صك قانونى دولي، وخطوة فارقة، هدفت إلى منع ومكافحة الجرائم السيبرانية بشكل أكثر كفاءة وفاعلية خاصة فيما يتعلق بجرائم الاعتداء الجنسي، وغسل الأموال، وما جاء بالأفعال المجرمة وفقا لاتفاقيات الأمم المتحدة وبروتوكولاتها الأخرى وفق ما ذكره المكتب بالأمم المتحدة ـ ومنعت المجرمين من الاحتماء فى ملاذات آمنة، وملاحقتهم قضائيا فى هذه الجرائم أينما ارتكبت..
يذكر أنه سيتم استكمال الاتفاقية ببروتوكول مكمل لها خلال العامين القادمين، وطرحت الاتفاقية للتصديق عليها بدءا من أبريل 2025 لتدخل حيز النفاذ بعد توقيع الدولة الأربعين عليها، وذلك فى إطار تعزيز التعاون الدولى لمكافحة جرائم معينة مرتكبة بواسطة التكنولوجيا، وتبادل الأدلة فى شكل إلكترونى على الجرائم الخطيرة.. وصدرت الاتفاقية بعد اعتراص العديد من الدول عليها بدعوى مخالفتها مبادئ حقوق الإنسان.
وتبقى الإرادة السياسية لتطبيقها وتنفيذها، للحد من الجرائم بكافة أشكالها خاصة الحديثة والمنظمة، التى تهدد الأمن والاستقرار وتهدم المؤسسات وتلحق الضرر بمجموع السكان حسبما جاء بوثائق الأمم المتحدة.
وتعد الاتفاقية الأخيرة مانعا دون تمدد وتغول التقنيات الجديدة خاصة الذكاء الاصطناعى والروبوتات المختلفة التطبيقات، وغيرها من الابتكارات، وآثارها السلبية، وتحد من الكثير من التداعيات التى لم تقف عند حد ترك عواقب وخيمة، بل وهددت السلم والأمن الدوليين..
وإزاء مخاوف دول العالم من الجريمة والإرهاب، وانتشارهما، فقد عقدت العزم على عقد المؤتمر الدولى الخامس عشر لمنع الجريمة فى أبو ظبى خلال أبريل عام 2026 حول تسريع وتيرة العمل فى مجال منع الجريمة، والعدالة الجنائية وسيادة القانون و»حماية الناس والكوكب، وتحقيق التنمية المستدامة عام 2030 فى العولمة الرقمية»، والذى ينبغى الإعداد له جيدا، مع البروتوكول المزمع إصداره مكملا لاتفاقية الجرائم السيبرانية، وتفعيلها وتطبيقها نصا وروحا، والاستعانة بخبرة العلماء والمتخصصين فى كافة النواحى إعدادا وتنفيذا، وقيام الهيئات المعنية بخطوات استباقية نحو المشاركة بالرأى والتوصيات فى إعداد البروتوكول، ومؤتمر منع الجريمة القادم.
اللواء ـ عصام الترساوى
مساعد وزير الداخلية الأسبق

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
لافروف: موسكو تنتظر رد فعل دولى على هجوم أوكرانيا على روسيا
قال وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، إن موسكو تنتظر رد فعل دولى على الهجوم الأوكرانى واسع النطاق على المنشآت المدنية الروسية. وأكد لافروف، فى تصريحات نقلتها وكالة 'تاس' الروسية: "أعتقد أن الرد يجب أن ينبع من تلك الوثائق الأساسية التى تشكل أساس الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، وغيرها من الهيئات المتعددة الأطراف، والتى تتطلب حظرا غير مشروط لأى هجمات على الأعيان المدنية أثناء العمليات العسكرية.. العديد من الاتفاقيات التى تحدد مبادئ القانون الإنسانى الدولى تتطلب ذلك أيضا". وأشار إلى أنه "طوال هذه السنوات، تم تجاهلهم (الأمم المتحدة) من قبل نظام كييف، الذى يواصل انتهاك قواعد الاشتباك المقبولة عالميًا، مما يثير شكوكًا حول قدرته على أن يكون عضوًا مسئولًا فى المجتمع الدولي". وشدد وزير الخارجية الروسى على أننا "ننتظر رد فعل الأمم المتحدة، خاصة أن تعليقات الأمين العام أنطونيو غوتيريش وممثليه الرسميين تكشف عن عدم رغبتهم أو عدم قدرتهم على أداء واجباتهم، أولًا وقبل كل شئ، الامتثال لميثاق الأمم المتحدة". كما قال وزير الخارجية الروسى إنه سيكون من الصعب جدًا على القادة الأوروبيين "التهرب من المسؤولية عن أفعالهم فى تأجيج الأزمة الأوكرانية"، وتابع " بالتأكيد، تتحمل أوروبا بعض المسؤولية فى هذا الصدد.. أعتقد أنه عندما تُدرس عواقب هذا الصراع - وهو ما آمل أن يحدث بعد التسوية - سيكون من الصعب عليهم التهرب من المسؤولية". علاوة على ذلك، شدد وزير الخارجية الروسى على أن التصريحات العلنية للقادة الأوروبيين تشير إلى "نيتهم مواصلة تزويد نظام كييف بالأسلحة، مع تجاهل رسالة روسيا بشأن الحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع من أجل حل ناجح". وتابع لافروف: "وبهذا فإنهم يؤججون الصراع، ويشجعون فلودومير زيلينسكى وفريقه على مواصلة أعمالهم الإجرامية".


مستقبل وطن
منذ 5 ساعات
- مستقبل وطن
اليونيسف: المساعدات تتحرك ببطء.. و107 شاحنات لا تعني الانفراج الحقيقي
تحدث كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة اليونيسف، عن آليات التفاوض والتواصل مع الجانب الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن مؤسسات الأمم المتحدة لا تتفاوض مباشرة، وإنما يتم ذلك عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، مضيفًا: "اليونيسف ليست جهة تفاوضية، ولكن هناك مكتب مختص بالتنسيق، ونحن نعمل جميعًا تحت ضغط متنامٍ". وأوضح أبو خلف، خلال مداخلة هاتفية على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن هذا الضغط ساهم في دخول المساعدات بعد 78 يومًا من الانقطاع، ولكن ذلك تم بآلية "بعيدة عن أن تكون كافية"، بحسب تعبيره، قائلًا: "107 شاحنات لا تكفي، خاصة مع دمار بهذا الحجم وحاجة ماسة لعمليات إغاثة شاملة". وانتقد المتحدث باسم منظمة اليونيسف، المنهج الانتقائي في إدخال المساعدات، موضحًا أن بعضها يدخل بينما يُمنع الآخر، قائلاً: "يدخل الطحين، ولا تدخل المكملات الغذائية، يدخل الغذاء، ولا يدخل الوقود، وهذا يفرغ المساعدات من مضمونها". وأكد أن المنظمات الأممية تمتلك القدرة والخبرة لتوزيع المساعدات بكفاءة، ولا حاجة لإنشاء كيانات جديدة، موضحًا: "الأنروا تعمل في غزة منذ 70 عامًا، ولديها 13 ألف موظف، ولدينا نحن في اليونيسف 40 عامًا من الخبرة".


بوابة الأهرام
منذ 6 ساعات
- بوابة الأهرام
السودان يستنكر الاتهامات الأمريكية والجيش يستعيد السيطرة على «الدبيبات»
سارع السودان أمس إلى رفض الاتهامات الأمريكية ضده بشأن الأوضاع في البلاد، ووصفتها الخرطوم بأنها اتهامات تتسم بـ«الابتزاز السياسي»، وتزييف الحقائق. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، وزير الثقافة والإعلام خالد الإعيسر، إن الحكومة السودانية تتابع وباستنكار شديد، ما صدر عن الإدارة الأمريكية من اتهامات وقرارات، بما في ذلك الادعاءات الأخيرة التي لا تستند إلى أي دليل، وتأتي ضمن نهج قديم يرتكز على خريطة الطريق التي وضعتها الإدارة الأمريكية السابقة عام 2005، والتي «تُعدل مرحليا بما يخدم الأجندات الأمريكية، استنادا إلى مزاعم لا تمت إلى الواقع بصلة». وأضاف أن «هذه الادعاءات الكاذبة استهدفت مجددا القوات المسلحة السودانية، لاسيما بعد إنجازاتها الميدانية التي غيرت من واقع المعركة، وعقب تعيين رئيس جديد للوزراء، وهو ما شكل تطورا مهما في مسار إعادة بناء مؤسسات الدولة، مبينا أن «هذه ليست المحاولة الأولى، فقد استخدمت الولايات المتحدة أدوات مماثلة في السابق دون أن تحقق أهدافها». وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلنت أمس الأول أنها ستفرض عقوبات على السودان وفقا لأدلة جمعتها عن الحرب الدائرة في البلاد. على صعيد آخر، حذرت الأمم المتحدة من تدهور الوضع الإنساني في السودان. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إن تصاعد القتال في مناطق مختلفة عبر السودان دفع المدنيين إلى الفرار من منازلهم إلى الملاجئ، وإنه «على الرغم من أن العاملين في المجال الإنساني يبذلون قصارى جهدهم، فإن هناك حاجة عاجلة لمزيد من التمويل، حيث لم يتم تلقي سوى 552 مليون دولار من التمويل لخطة المتطلبات الإنسانية التي تتطلب 2 .4 مليار دولار». وميدانيا، أعلن الجيش السوداني أمس استعادة السيطرة الكاملة على مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان. وأكد العميد الركن نبيل عبدالله، الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني: «تمكنت قواتنا من سحق العدو في المنطقة، في إطار العمليات العسكرية المستمرة ضد ميليشيا الدعم السريع». وأشار إلى أن هذا التقدم يأتي ضمن سلسلة من الانتصارات التي تحققها القوات المسلحة في مختلف المحاور، مؤكدًا أن العمليات العسكرية مستمرة حتى تطهير كامل التراب السوداني من الميليشيات المسلحة. رابط دائم: