logo
بين مرمرة و مادلين.. ماهي الدروس ؟

بين مرمرة و مادلين.. ماهي الدروس ؟

الميادينمنذ يوم واحد

كما كان متوقعاً قامت مجموعة من القوات الإسرائيلية بعملية إنزال على سفينة مادلين فجر الإثنين، وسيطرت على السفينة التي كان على متنها 12 ناشطاً دولياً، انطلقوا الأحد من ميناء صقلية الإيطالي، في إطار حملة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، وكسر الحصار الإجرامي المفروض عليه من قبل الكيان الصهيوني.
وكان الكيان العبري قد اقتاد السفينة إلى ميناء أشدود، وقام بترحيل بعض الناشطين عبر مطار بن غوريون، فيما رفض خمسة منهم عملية الترحيل، وستجري محاكمتهم.
الهمجية الإسرائيلية أدت وكالعادة إلى ردود فعل كلامية، بما فيها تصريحات الرئيس الفرنسي ماكرون، الذي دعا "تل أبيب" إلى الإفراج الفوري عن الناشطَين الفرنسيَّين اللذين كانا على متن السفينة الإنسانية، وإعادتهما إلى بلدهما في أسرع وقت ممكن"، مكرراً انتقاداته لسياسات "تل أبيب" ضد الفلسطينيين في غزة واصفاً إياه "بالعار".
واكتفت أنقرة بدورها ببيان لوزارة الخارجية التي استنكرت العدوان الإسرائيلي على سفينة مادلين، وكان على متنها مواطنان تركيان.
موقف أنقرة الفاتر هذا أثار ردود فعل من جانب المعارضة التي ناشدت الحكومة قطع علاقاتها التجارية مع "إسرائيل" فوراً، في الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام وحسابات التواصل الاجتماعي تنشر مشاهد السفن، التي تنقل يومياً المنتجات والمعدات الاستراتيجية التركية إلى الكيان الصهيوني من الموانئ التركية. فيما تستمر ناقلات النفط بنقل البترول الأذربيجاني، الذي يصل بواسطة الأنابيب إلى ميناء جيهان التركي على الأبيض المتوسط، في إطار اتفاقيات التحالف الاستراتيجي بين "تل أبيب" وباكو.
ويأتي التناقض التركي الرسمي هذا امتداداً لتناقضات أنقرة المتكررة بعد حادث سفينة مرمرة، التي هاجمتها القوات الإسرائيلية واستولت عليها ليلة 31 مايو/ أيار 2010، وقتلت عشرة مواطنين أتراك كانوا على متنها.
وأدى ذلك آنذاك إلى ردود فعل عنيفة لدى الحكومة التي تراجعت عن موقفها هذا، بعد أن قال رئيس الوزراء إردوغان مخاطباً مسؤولي هيئة الإغاثة الإنسانية صاحبة سفينة مرمرة "من أذن لكم بالتوجه إلى غزة".
9 حزيران 10:54
7 حزيران 22:20
وجاءت المفاجأة الثانية عندما وقّعت أنقرة على اتفاقية مع "تل أبيب" في 28 حزيران/يونيو 2016 تعهدت بموجبها بإسقاط كل الدعاوى المقامة ضد نتنياهو ووزير دفاعه أشكنازي، والبعض من الضباط، وذلك مقابل 20 مليون دولار تبرعت بها "إسرائيل" (كتبرع وليس كتعويضات) لعائلات الضحايا، التي استنكرت الاتفاقية، كما تظاهرت ضد قرار المحاكم التي أسقطت الدعاوى، بناءً على تعليمات الحكومة في 9 كانون الأول/ديسمبر 2016.
وشهدت العلاقات التركية - الإسرائيلية بعد ذلك العديد من حالات المد والجزر، وما زالت مستمرة بكل تناقضاتها، التي لم تمنع أنقرة من الاستمرار في علاقاتها السياسية والاقتصادية والتجارية مع الكيان العبري، حالها حال معظم الأنظمة العربية التي لم تتجرأ حتى على استنكار العدوان على سفينة مادلين، كما تجاهلت خبر الهجوم الذي تعرّضت له سفينة إغاثة أخرى، قبل أن تنطلق من أحد موانئ مالطا، في الأول من الشهر الماضي باتجاه غزة.
ومع انتظار نتائج القافلة المغاربية البرية التي انطلقت من تونس، وتلك التي ستنطلق من القاهرة باتجاه رفح بمشاركة المئات من الشخصيات العالمية، ضمن حملة أسطول الحرية، للتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، يعرف الجميع أن الكيان العبري الصهيوني لا ولن يتراجع عن سياساته الهمجية في غزة.
فهو يعرف جيداً أن ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية ستبقى في إطار التنديد والاستنكار التي يستهتر بها هذا الكيان، ويعرف جيداً حجم التواطئ العربي والإسلامي والدولي معه، لا فقط ضد الشعب الفلسطيني، بل فيما يتعلق بمجمل سياساته الإقليمية والدولية، التي أوصلت المنطقة إلى حافة الانهيار والدمار، بعد العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا.
وحقق الكيان الصهيوني فيها معظم أهدافه بعد إسقاط نظام الأسد، في إطار مشروع إقليمي دولي أثبته الرئيس ترامب بلقائه مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في الرياض، بعد أن حظي بقبول وتأييد ودعم معظم الأنظمة العربية والإسلامية.
ويستمر تآمرها على القضية الفلسطينية وعلى كل من يتضامن معها في لبنان واليمن وإيران والعديد من الدول العربية والإسلامية، كما تتآمر على ضمير ووجدان الملايين من الشرفاء في جميع أنحاء العالم، الذين خرجوا وما زالوا يخرجون يومياً تعبيراً عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، وهو ما فعله منظمو حملة التضامن في أسطول الحرية، التي منعت "تل أبيب" وصول سفينتها مادلين إلى غزة، بغياب التضامن العربي والإسلامي والدولي العملي والفعال معها.
فلو كان هذا التضامن موجوداً لما تجرأت "تل أبيب" على فعلتها التي قامت بها، لا فقط ضد سفينتي مادلين ومرمرة، بل ضد فلسطين ولبنان وسوريا واليمن وإيران، التي استنفرت كل إمكاناتها في التصدي لسياسات الكيان الصهيوني، ودفعت ثمن ذلك غالياً، وأمام أنظار الدول الإمبريالية والاستعمارية، التي دعمت وما زالت تدعم هذا الكيان الهمجي.
في الوقت الذي تجاهل فيه البعض من الحكام العرب والمسلمين، ما قام ويقوم به هذا الكيان ورحّب به آخرون، وكلٌ ضمن حساباته الضيقة، التي استغلّها الصهاينة وحققوا بفضلها معظم أهدافهم، التي لم يبقَ منها إلا القليل استراتيجياً، أي عقائدياً وتاريخياً ودينياً.
وهو ما لا ولن يتحقق له مع استمرار صمود الشرفاء والمخلصين لقضاياهم في الدول العربية والإسلامية وجميع دول العالم، وما عليها بعد الآن إلا أن تتمرد، لا فقط ضد هذا الكيان الهمجي، بل أيضاً ضد كل من يقف إلى جانبه أو يتواطأ معه، وأياً كان من الفلسطينيين العملاء أو العرب والمسلمين الجبناء، الذين باعوا ضمائرهم للشيطان الصغير منه والأكبر!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حماس ترحب بقرار الأمم المتحدة وتعتبره انتصاراً سياسياً وأخلاقياً
حماس ترحب بقرار الأمم المتحدة وتعتبره انتصاراً سياسياً وأخلاقياً

الميادين

timeمنذ 7 ساعات

  • الميادين

حماس ترحب بقرار الأمم المتحدة وتعتبره انتصاراً سياسياً وأخلاقياً

رحّبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبأغلبية ساحقة، قراراً يدعو إلى وقفٍ فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، وفتح الممرات الإنسانية، وضمان إيصال المساعدات، مع إدانة استخدام التجويع كسلاح حرب. واعتبرت الحركة أنّ التصويت الكاسح في الجمعية العامة يمثّل "انتصاراً سياسياً وأخلاقياً لشعبنا الصامد"، مؤكدة أنه دليل على فشل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية في فرض روايتهما، وكشف سقوط مزاعم "الدفاع عن النفس" أمام ما وصفته بـ"المجازر وجرائم الإبادة الجماعية" التي تُرتكب بحق الفلسطينيين في غزة. اليوم 00:56 12 حزيران ورأت "حماس" أنّ هذا التصويت الأممي يشكّل رداً حاسماً على استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) قبل أيام في مجلس الأمن، وعلى ما وصفته بمحاولات الضغط داخل الجمعية العامة لإدانة الحركة والمقاومة الفلسطينية، معتبرة أن المجتمع الدولي وجّه رسالة واضحة برفضه للنهج الأميركي "المنحاز"، الذي يشرعن العدوان ويغطي جرائم الحرب الإسرائيلية. وفي بيانها، أكّدت "حماس" أن الموقف الأميركي بدا "بائساً ومعزولاً" أمام الإرادة الدولية التي اختارت الوقوف إلى جانب "الحق الفلسطيني" ورفض الحرب وسياسات التجويع الجماعي التي تطال المدنيين في قطاع غزة. ودعت الحركة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى تحويل هذا القرار إلى خطوات عملية مُلزمة، تفضي إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي، ورفع الحصار المفروض على غزة، ومحاسبة قادة الاحتلال على ما وصفته بجرائمهم، وإنقاذ المدنيين من خطر المجاعة والموت المحقق. واليوم، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأكثرية 149 صوتاً لمصلحة القرار الإسباني بشأن وقف إطلاق النار في غزّة، بينما اعترضت 12 دولة على مشروع القرار فيما امتنعت 19 دولة عن التصويت.

الأمم المتحدة تعتمد قراراً بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة
الأمم المتحدة تعتمد قراراً بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة

الميادين

timeمنذ 7 ساعات

  • الميادين

الأمم المتحدة تعتمد قراراً بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة

أفاد مراسل الميادين، بأنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة صوّتت بأكثرية 149 صوتاً لمصلحة القرار الإسباني بشأن وقف إطلاق النار في غزّة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي الذي خلّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى. وقال مراسلنا إنّ "12 دولة اعترضت على مشروع القرار فيما امتنعت 19 دولة عن التصويت". وأكد السفير الإسباني لدى الأمم المتحدة، هيكتور غوميز هرنانديس، أنّ المشروع يستجيب للحاجة الملحة لحماية السكان المدنيين، وضمان إيصال المساعدات دون عوائق، واحترام القانون الدولي الإنساني. وشدد هرنانديس على "ضرورة العمل الدولي الجماعي لتمهيد الطريق نحو حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وتحقيق سلام عادل وشامل"، وفق تعبيره. ويأتي هذا التصويت بعد أن استخدمت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مشابه في مجلس الأمن، بدعوى أنّه "يعرقل جهود الوساطة" التي تقودها واشنطن. وقد صوتت 14 دولة في المجلس لصالح مشروع القرار الذي تضمن المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات دون عوائق. ورحبت كل من روسيا، وكندا، والعراق، وتونس، وليبيا بالقرار، فيما امتنعت الهند عن التصويت، بينما عارضته الولايات المتحدة، و"إسرائيل"، والأرجنتين، وعدد من دول جزر المحيط الهادئ. وأكّد القرار على إبقاء الجمعية العامة في حالة انعقاد دائم ضمن دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة، ما يتيح لها العودة للانعقاد في أي لحظة لمتابعة التطورات الميدانية واتخاذ خطوات إضافية في حال استمرت الانتهاكات. 12 حزيران 12 حزيران وفي حين أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانونياً، فإنّها تعكس المزاج الدولي العام. وضمّ القرار الذي جرى التصويت عليه في الجمعية العامة مجموعة من البنود، أبرزها: مطالبة "إسرائيل" بإنهاء الحصار وفتح المعابر وضمان وصول المساعدات ورفض المنع غير القانوني لها. وإدانة استخدام التجويع سلاحاً والحرمان غير المشروع من المساعدات، أيضاً، طالب بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة. كذلك، تضمن المطالبة بوقف إطلاق نار فوري غير مشروط ودائم تلتزم به جميع الأطراف، وضرورة المساءلة لضمان احترام "إسرائيل" التزاماتها بموجب القانون. كما يدعو للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، وإعادة الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى الاحتلال الإسرائيلي. وعلى الرغم من الدعم الدولي الواسع لهذا النص، إلا أن "إسرائيل" عبرت عن رفضها الشديد، إذ وصف مندوبها لدى الأمم المتحدة، داني دانون، مشروع القرار بأنه "نص معيب ومجحف للغاية"، متهماً مقدّميه بـ "الكذب والافتراء"، ومحذّراً من أنه يقوّض مفاوضات إطلاق الأسرى. في موقف متماهٍ مع الموقف الإسرائيلي، حثّت الولايات المتحدة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على عدم التصويت لصالح القرار أو عدم المشاركة في الجلسة، بحسب مذكرة اطّلعت عليها وكالة "رويترز". وورد في المذكرة الأميركية أنّ الدول التي "تتخذ مواقف معادية لإسرائيل عقب مؤتمر الأمم المتحدة المقبل، قد تُعدّ مخالفة لمصالح السياسة الخارجية الأميركية، وتواجه عواقب دبلوماسية". ويأتي تصويت الجمعية العامة قُبيل انعقاد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة الأسبوع المقبل، يهدف إلى إعطاء دفعة للجهود الدولية تجاه حلّ الدولتين بين الفلسطينيين و"إسرائيل"، وهي المبادرة التي لا تزال تُواجه عراقيل أميركية وإسرائيلية. وعلى الرغم من اعتماد الجمعية العامة في مرات سابقة قرارات تدعو إلى وقف القتال، فإنّ هذه الدعوات قُوبلت بالتجاهل من قبل سلطات الاحتلال. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2023، دعت الجمعية إلى "هدنة إنسانية فورية" في غزة، بدعم 120 دولة. وبعدها، في كانون الأول/ديسمبر، صوّتت 153 دولة للمطالبة بوقف إنساني لإطلاق النار، بينما ارتفع العدد إلى 158 دولة في تصويت لاحق خلال الشهر ذاته، ومع ذلك لم يتوقف العدوان الإسرائيلي على القطاع.

ريما حسن من باريس: ستكون هناك سفن أخرى لكسر الحصار عن غزة
ريما حسن من باريس: ستكون هناك سفن أخرى لكسر الحصار عن غزة

الميادين

timeمنذ 8 ساعات

  • الميادين

ريما حسن من باريس: ستكون هناك سفن أخرى لكسر الحصار عن غزة

قالت النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، اليوم الخميس، موجّهةً كلامها لـ "إسرائيل"، إنه ستكون هناك سفن أخرى لكسر الحصار عن غزة، مشيرةً إلى أنّ السفينة المقبلة ستسمّى "حنظلة". ريما حسن من #باريس تؤكد مواصلة أسطول الحرية وبعد #مادلين سفينة #حنظلة ستتوجه إلى #غزة#RimaHassanLibre#فيديو التعليق الأول لعضو البرلمان الأوربي #ريما_حسن من على متن الطائرة تتحدث عن فترة احتجازها في "إسرائيل" مع الزميل الصحفي مهند توتنجي #FreePalestine @RimaHas 12 حزيران 11 حزيران وتوافدت الحشود إلى ساحة الجمهورية، في العاصمة الفرنسية باريس لاستقبال حسن، بعد خروجها من المعتقل الإسرائيلي. المسيرة العالمية إلى #غزة.. مشاهد مباشرة من العاصمة الفرنسية باريس، عقب وصول النائبة ريما حسن، التي كانت على متن السفينة #مادلين، والتي تعرّضت لقرصنة إسرائيلية.#الميادين النائبة الأوروبية، قد بدأت، أمس الأربعاء، إضراباً عن الطعام، مع الناشط البرازيلي تياغو أفيلا، بعد وضعهما في زنزانتين انفراديتين من قبل الاحتلال الإسرائيلي. وأعلنت وزارة الخارجية في حكومة الاحتلال، قبل يومين، نقل الناشطين المؤيّدين للقضية الفلسطينية، ومن بينهم ريما حسن، الذين كانوا على متن السفينة الشراعية "مادلين" التي كانت تهدف إلى كسر الحصار عن غزة، إلى مطار بن غوريون في "تل أبيب"، تمهيداً لإعادتهم إلى بلدانهم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store