logo
وقف نار من دون اتفاق... إستراحة لجولة مقبلة بين إيران وإسرائيل!

وقف نار من دون اتفاق... إستراحة لجولة مقبلة بين إيران وإسرائيل!

الرأيمنذ 11 ساعات

هدوء مقابل هدوء، لكن من دون نهاية الحرب... هكذا بدا وقف النار بين إسرائيل وإيران، ولكن ليس من خلال مفاوضات أو معاهدة أو تفاهم متبادل. بل جاء من خلال إعلان أحادي الجانب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أُقرّ فوراً داخل مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو.
ما يلي ليس سلاماً، بل هدنة خطيرة: وقف إطلاق نار من دون إجماع أو اتفاق مفصل، مبني على روايات متنازع عليها وأهداف لم تُحسم. بل قد تكون هذه الهدنة مجرد استراحة.
لقد انسحبت الحكومة الإسرائيلية من غزة لمدة 12 يوماً فقط، لتعود مرة أخرى. ربما يكون نتنياهو حصل على دفعة إيجابية داخلية طفيفة بحربه على إيران على المدى القصير، لكن هذا لن يحميه من الانتقادات التي تنتظره قريباً.
«رواية انتصارية»
بالنسبة إلى إسرائيل، فإن رواية نتائج الحرب على إيران هي رواية انتصارية. تزعم حكومة نتنياهو أنها حققت جميع أهدافها الإستراتيجية: شلّ البرنامج النووي، تدمير البنية التحتية الحكومية والعسكرية الرئيسية، اغتيال أكثر من 12 عالماً نووياً بارزاً، تأكيد تفوق جوي لا جدال فيه فوق الأجواء الإيرانية خلال ذروة الهجوم، وتدمير برنامج الصواريخ الإيراني. بل ذهب نتنياهو إلى حد إعلان إسرائيل «دولة عظمى».
قُوبِل ادعاء نتنياهو بتفكيك وتدمير البرنامج الصاروخي بالتشكيك. لكن اللحظات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار روّت قصة أخرى. أطلقت إيران دفعة من الصواريخ أصابت أهدافاً إسرائيلية وقتلت سبعة أشخاص. لم تكن الكلمة الأخيرة لنتنياهو، بل لإيران، بوضوحٍ مُدوٍّ.
لم يتناسب هذا مع شخصية نتنياهو التي تعشق الاستعراض، فأمر بضربة أوقفها ترامب (جزئياً)، لعلمه أن أي عمل حربي مُماثل يُمثل انتهاكاً لوقف النار وسيُثير رداً أوسع.
مع ذلك، لا تُقبل طهران هذه النسخة من النصر. ووفقاً لمسؤولين إيرانيين، فشلت الحرب الأميركية - الإسرائيلية والحملة الجوية في توجيه ضربة قاضية واستسلام.
بينما تؤكد طهران استهداف المواقع النووية في فوردو وناتانز وأصفهان وتضررها، فإنها تؤكد أيضاً أن اليورانيوم المخصب نُقل استباقياً إلى مواقع آمنة وغير مُعلنة قبل الهجمات.
إذا بقيت هذه المواد سليمة، فإن قدرة إيران على السعي لامتلاك سلاح نووي ستظل حاضرة في كل مكان إذا اختارت قيادتها هذا المسار.
«هيمنة صاروخية»
في الأسبوع الأول من الحرب، عرضت الولايات المتحدة وإسرائيل على إيران استسلاماً غير مشروط، ووقفاً كاملاً لبرنامجيها النووي والصاروخي، ووقف دعمها لحلفائها في الشرق الأوسط.
لم تسمح إيران بأي من هذه التنازلات، ولا بوقف دعمها وتعزيزها لحلفائها، وهو أمرٌ في أمسّ الحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى. وحافظت صواريخها على الهيمنة الكاملة على المجال الجوي الإسرائيلي، وأكدت قدرتها على مباغتة أحدث أنظمة الاعتراض الإسرائيلية متعددة الطبقات وأكثرها تطوراً. كما أثبتت أن بعض أنواع صواريخها قادرة على حمل عدة قنابل أصغر وأكثر تنوعاً في رأسها الحربي، والوصول إلى الهدف المنشود.
«اللااتفاق»
هذا «اللااتفاق» يُشكّل بيئة مثالية لصراع مستقبلي ويُجمّد فعلياً الحرب في ساحة معركة مليئة بالتناقضات. بالنسبة إلى إيران، ربما تكون حملة القصف قد غيّرت جغرافية برنامجها النووي، لكنها لم تُغيّر مساره. وتحتفظ طهران بالقدرة التقنية والمادية لاستئناف التخصيب والتحرك نحو التسلح في الوقت الذي تختاره. بالنسبة إلى إسرائيل، هذا ليس وقف نار لحل الأزمة، بل هو وقف نار قابل للانتهاك.
ما ينتظرنا على الأرجح هو أحد مصيرين، الأول جولة ثانية من الحرب أكثر عنفاً بكثير، وأكثر كثافة وتدميراً وإستراتيجية، حيث يُعيد كلا الجانبين تقييم الوضع استعداداً لعودة حتمية للعنف.
والثاني مسار أكثر هدوءاً، يشهد تسريع إيران لبرنامجها النووي سراً، مُحوّلةً قدراتها التقنية إلى أسلحة فعلية.
لكلا النتيجتين آثار عميقة على المنطقة بأسرها وعلى الاستقرار العالمي. دور الولايات المتحدة في تنسيق وقف النار هذا ليس أقل إثارة للجدل. أعلن ترامب عنه بتبجحٍ مألوف، ولكن من دون أي دعم متعدد الطرف أو آلية تحقق. إنها صفقة مبنية على الشكل لا على الجوهر - تهدف إلى تشكيل وهم الاستقرار قبل الدورات الانتخابية والمناورات الجيوسياسية.
قد تعتقد واشنطن أنها كسبت الوقت. في الواقع، ربما تكون قد أجّلت الانفجار ببساطة. في هذه الأثناء، يواجه نتنياهو معضلةً جديدة. بإعلانه نجاح المهمة وبفرض هيمنته الإستراتيجية، حصر نفسه في رواية التفوق الإسرائيلي الساحق. لكن هذه الرواية هشة. كشف رد إيران - ضرباتها الصاروخية على تل أبيب وحيفا وأهداف رئيسية أخرى، بما في ذلك تلك التي تجاوزت أنظمة الدفاع الإسرائيلية تماماً - عن نقاط ضعف حقيقية. لم تكن هذه ردوداً رمزية، بل كانت إشارات محسوبة للردع والقدرة.
إيران، من جانبها، تخرج من هذه الجولة ملطخة بالدماء ولكنها غير منكسرة. لقد تكبدت أضراراً جسيمة في بنيتها التحتية العسكرية والنووية، لكنها حافظت على عمقها الإستراتيجي. لقد استوعبت الهجوم - وردت بدقة محسوبة. والأهم من ذلك، أنها حافظت على حجر الزاوية في ردعها: مخزون كبير من اليورانيوم المخصب والقدرة على تسريع إنتاج الصواريخ.
وحطمت إيران محرماً قائماً منذ فترة طويلة بشن هجمات صاروخية وطائرات من دون طيار متواصلة وواسعة النطاق مباشرة على كل الأراضي الإسرائيلية - ليس كهجوم رمزي لمرة واحدة، بل كحملة طويلة ومدروسة عن بعد دون اللجؤ إلى حلفائها.
وبذلك، اختبرت ترسانتها الصاروخية في ظل ظروف حرب حقيقية، وكشفت عن نقاط ضعف في أنظمتها ودفاعات خصمها، وجمعت كنزاً من الدروس الميدانية ضد عدو حديث قوي للغاية، ما سيُثري بلا شك العقيدة وتطوير القدرات في المستقبل وحماية الجبهة الداخلية.
وقد تُكثّف الحكومة الإسرائيلية، مُستلهمة من نجاحها المُفترض، جهودها السرية لزعزعة استقرار الحكومة الإيرانية. قد يصبح تغيير النظام - الذي كان هدفاً مُعلناً سابقاً - إستراتيجيةً علنية. في المقابل، قد تُسرّع إيران من وتيرة عسكرتها الداخلية، وتُعمّق تحالفاتها مع القوى الحليفة، وتُوسّع قدراتها الصاروخية والدفاعية والطائرات المُسيّرة لردع أي ضربات مُستقبلية.
يستعد الجانبان للمرحلة التالية من المواجهة. من المُتوقع أن تتحرك إسرائيل بسرعة لتعزيز أنظمة اعتراض الصواريخ، وتعميق الاختراق الاستخباراتي، وتكثيف عمليات التخريب والتجسس داخل الأراضي الإيرانية. ستُعاد معايرة قوات الرد السريع لديها لتكون أكثر سرعةً وحسماً، بينما ستُبذل جهود ديبلوماسية لتعزيز سرديتها عن النصر على الساحة الدولية.
في الوقت نفسه، ستدفع إسرائيل بقوة نحو جولة جديدة من العقوبات، بهدف زيادة عزلة طهران وتشديد الخناق الاقتصادي على الجمهورية الإسلامية.
من وجهة نظر إسرائيل، طالما بقي النظام الحاكم الإيراني ذو التوجهات الأيديولوجية قائماً، فسيُنظر إلى التهديد على أنه دائم ووجودي.
بذور المواجهة المُستقبلية
هذه الهدنة، المُعلن عنها من دون شروط، تحمل في طياتها جميع بذور المواجهة المُستقبلية. إنها ليست اتفاقية سلام، وليست نجاحاً ديبلوماسياً، بل هي مهلة تكتيكية. في غياب الدبلوماسية، تملأ العسكرة الفراغ.
وعندما يُستبدل الحوار بضربات الطائرات المُسيّرة والاغتيالات وقصف الصواريخ، نادراً ما تكون النتيجة استقراراً.
قد يُفسّر الصمت في أعقاب هذه الحرب غير المُعلنة في شكل مُختلف على جانبي الحدود، لكنه يُعبّر عن نفس المعنى: لم تنتهِ الحرب بعد. قد تكشف الأشهر المقبلة عن نيات إيران بعيدة المدى في شكل أوضح. إذا أُعيد بناء تخصيب اليورانيوم وتسارعت وتيرة ذلك، وإذا ظهرت أدلة على أن التسلح جارٍ، فسيُذكر هذا الهدنة كخطأ إستراتيجي فادح - خطأ منح إيران الوقت والغطاء اللازمين لتجاوز العتبة النووية.
أما إذا استغلت إيران هذه اللحظة لتعزيز وضعها الداخلي والدفع نحو عودة ديبلوماسية إلى الأطر العالمية مثل خطة العمل الشاملة المشتركة، فسيكون مستقبل مختلف ممكناً، وإن كان مستبعداً في ظل التوترات الحالية.
إذن، ليس اللقاء مع السلام، بل مع الفصل التالي. وسواء بدأ هذا الفصل بوابل من الصواريخ أو بتجربة نووية، فهذا يعتمد على ما يفعله الجانبان في ظل هذا الهدنة الهشة. في الوقت الحالي، الحرب متوقفة موقتاً، لكن الوقت يمضي بسرعة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يصيب «وهج» وقف النار «بالإكراه» بين إسرائيل وإيران… لبنان؟
هل يصيب «وهج» وقف النار «بالإكراه» بين إسرائيل وإيران… لبنان؟

المصريين في الكويت

timeمنذ 2 ساعات

  • المصريين في الكويت

هل يصيب «وهج» وقف النار «بالإكراه» بين إسرائيل وإيران… لبنان؟

هل يكون لـ «الإنزال الدبلوماسي» الذي نفّذه الرئيسُ الأميركي دونالد ترامب خلف خطوط الحرب العابرة للحدود بين إسرائيل وإيران، والتي أَعلن بـ «كبسة زرٍ» إطفاءها، «تأثيرُ الدومينو» على المساراتِ الأخرى المرتبطة، عبر «الأوعية المتصلة»، بالانفجارِ الأكبر الذي حوّل المنطقةَ على مدى 12 يوماً برميل «نار وبارود» اشتعلتْ فتائله الأخطر وكادت أن تحرق كل جسور العودة عن الصِدام المتعدد الجبهة؟ سؤالٌ فرض نفسه على بيروت، وهي تراقب ما يشبه وقف نار «الطوارئ» الذي باغَتَ به ترامب الأقربين والأبعدين و«أكره» إسرائيل عليه وألْزم إيران به، وبدا أنه حلقةٌ في الطريق إلى «السلام بالقوة» الذي بدأ يفْرَضَه بـ «مطرقة منتصف الليل» التي حقق بها لتل أبيب «الهدف الأكبر» للحرب مع إيران، بالتدمير المفترض لـ «أمّ المنشآت» النووية في فوردو، وفتَح البابَ أمام طهران، لردّ اختارت أن ينزلق إلى اعتداءٍ صارخ على دولة قطر وسيادتها وأمنها. وفي الوقت الذي كان العالم مأخوذاً بـ «الصدمات» المتوالية التي يفاجئ بها ترامب الجميع، بقراراتٍ في الحرب والسلم يصفها البعض بأنها أقرب الى «الارتجال» ويعتبر البعض الآخر أنها امتدادٌ لسلوك الرئيس الأميركي بـ «الارتحال» في خيارات الحد الأقصى من مقلب إلى آخَر، فإن لبنان «التقط أنفاسَه» التي حبَسها منذ 13 يونيو وهو يعدّ الساعات في انتظار أن تمرّ العاصفة الأعتى في الإقليم من دون أن يُقتاد إليها فـ «يعضّ الأصابع» ندماً. ورغم أن وقفَ النار الذي أعلنه ترامب بعدما حوّل نفسَه من حامل «العصا» كطرفٍ مباشر في الحرب إلى ضارب بـ«مطرقة» التحكيم بين «العدوين اللدودين»، كان أمس في فترة اختبارٍ دقيق لمدى صموده وهو ما تَسَمّرت عواصم الشرق والغرب لرصْده، فإنّ الجانب الخفيّ من سكْب المياه الباردة على «الحريق» الإقليمي الأكثر التهاباً خَطَفَ الاهتمامات عربياً ودولياً كما في لبنان الذي بدا معنياً أكثر من غيره بالتحري عن أرضية إطلاقِ «صافرة النهاية» لعملية «الأسد الصاعد» وكامل الإطار الناظم لِما بعدها وتالياً لمضامين الاتفاق الذي سيكرّس طيَّ صفحة المكاسرة الطاحنة. وإلى جانب عدم وضوح الرؤية حتى الساعة حيال مصير البرنامج النووي الإيراني الذي تؤكد طهران أنه «باقٍ» لأغراض سلمية وصناعية مقابل جزم ترامب بأن «لا تخصيب بعد اليوم ولا معاودة بناء للمنشآت»، راسماً ضمناً معادلة «بقاء النظام في إيران وترويضه لجعله شريكاً تجارياً مقابل التخلي عن النووي»، فإنّ «القِطَع المفقودة» في البازل الذي أفضى إلى إعلان وقف النار تحت عنوان «حان وقت السلام» تشمل أيضاً مصير الجبهات الأخرى خصوصاً لبنان وغزة، وسط أسئلة حول هل ينسحب «لجْمُ» الولايات المتحدة لتل أبيب عن مزيدٍ من الضربات لإيران على «أذرعها» ولا سيما «حزب الله»، وهل اشتملتْ تفاهماتُ «الأحرف الأولى» بالحبر السري بين طهران وواشنطن على أن تتولى الأولى ضبْط وكلائها وردعهم عن أي استهداف لإسرائيل في انتظارِ استئناف مفاوضات الطاولة؟ «السلة الواحدة» وفي حين بدا من المبكر استشرافُ هل سيكون التفاوض «شاملاً» لكل الملفات معاً، النووي والبالستي والأذرع، وهي «السلة الواحدة» التي أصرت عليها تل أبيب من الأصل، وهل يكون ذلك «تعويضاً» لإسرائيل عن عدم مراعاتها في رغبتها بتغيير النظام الإيراني، أم أن الأولوية الأكثر إلحاحاً تبقى لموضوع النووي وتحديد مواقع اليورانيوم المخصّب وهل دُفن كله في أعماق فوردو أم «نجا» قسم منه وإين حُفظ، فإن أوساطاً مطلعة ترى أن ملف «حزب الله» بات يَحكمه واقعياً مَسارٌ أميركي يفترض أن يكتسب مزيداً من الطابع الضاغط في ضوء السلوك «الزاجر» الذي أظهره ترامب حيال إيران وملفاتها. ومن هنا يسود اقتناعٌ بأن لبنان سيخطئ في حال مضى في سياسة إبطاء قضية سحب سلاح «حزب الله» وربطها مجدداً بمآلات ما بعد حرب الـ 12 يوماً، خصوصاً أن الموفد الأميركي الى سوريا توم باراك الذي سيعود إلى بيروت بعد أقل من 3 أسابيع سيحلّ عليها هذه المرة على وهج خلاصات المطاحنة الإسرائيلية – الإيرانية والانخراط «الجِراحي» لأميركا فيها. ولم يكن عابراً أن تتقاطع المعطيات عند أن باراك نبّه المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم الأسبوع الماضي، من أي مماطلة في ملف «حزب الله» ومن اختبار صبر ترامب، وسط تقارير عن أن هؤلاء ينكبّون على مناقشة المقترح الذي قدّمه إليهم لصوغ جواب موحّد عليه، وأن لبنان يميل إلى السير يمنطق «الخطوة مقابل خطوة» بمعنى أن تبدأ إسرائيل بالانسحاب من التلال الخمس التي مازالت تحتلها وتتعهد بوقف اعتداءاتها في مقابل أن تلاقي بيروت ذلك بتفعيل تنفيذ تعهُّدها بسحب سلاح الحزب وربما بموجب جدول زمني أو تحت سقف قرار في مجلس الوزراء. لقاء الدوحة ومن الدوحة التي أجرى فيها محادثات مع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، أعلن رئيس الحكومة نواف سلام «أن هناك مساراً نعمل عليه، وهو بسط سلطة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على كامل الأراضي اللبنانية كما نص عليه اتفاق الطائف، ولكن الأساس يبقى أن لا استقرار حقيقياً يمكن أن يتحقق في لبنان ما لم تنسحب إسرائيل بالكامل من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، والمعروفة بالنقاط الخمس. وكما في كل اتصالاتي السابقة مع دولة الرئيس، طلبْنا مجدداً دعمه، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي». وأكد سلام، الذي رافقه وفد وزاري، بعد اللقاء مع أمير قطر «تضامن لبنان مع دولة قطر وإدانته الشديدة للهجوم الإيراني على قاعدة العديد الجوية والذي يعتبر انتهاكا صارخاً لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وللقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة»، مشدداً على «رفض لبنان القاطع لأي اعتداء يهدد أمن وسلامة دولة قطر ويقوض أمن واستقرار المنطقة». وعبّر عن «بالغ الشكر والتقدير لأمير البلاد ولدولة قطر حكومة وشعباً على مواقفها الداعمة للبنان ومساعدته خلال المرحلة الراهنة التي تمر بها المنطقة». الدعم المتواصل للبنان بدوره، شكر الشيخ تميم، لسلام «ما عبّر عنه من تضامن ومشاعر ودية تجاه دولة قطر وشعبها»، مؤكداً «دعم قطر المتواصل للبنان وشعبه الشقيق نحو تحقيق السلام والتنمية والازدهار». وعبّر الجانبان عن «ترحيبهما بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران، مع التأكيد على أهمية أن ينعكس هذا التطور إيجاباً على استقرار لبنان وفلسطين ودول الخليج خصوصاً بعد الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر والذي أدانه الرئيس سلام بشدة معرباً عن تضامنه الكامل مع قطر دولة شعباً». وبحسب المكتب الإعلامي لسلام، فقد «تم خلال الاجتماع بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وفتح آفاق جديدة للتعاون خصوصاً في مجال الطاقة من خلال خطوات تنفيذية على المديين القريب والمتوسط، وأيضاً في مجالات الأشغال العامة والنقل، والتنمية الإدارية والثقافة. كما جرى التطرق إلى مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، وضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، والتأكيد على المطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة وإعادة الإعمار، وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، بالإضافة إلى مواصلة العمل في خطة الإصلاح وإقرارها». وفي مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء القطري، أكد سلام «اننا سعداء بأن الجهود التي قامت بها قطر أدت الى وقف العمليات العسكرية ونأمل طي هذه الصفحة وان تسمح بإعادة العمل الديبلوماسي، ونحن نسعى إلى شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية، وكانت هذه المناسبة فرصة لتجديد هذا الموقف العربي الجماعي والتذكير به». وحول «حزب الله» قال سلام «نحن والحمدلله، تمكنا بالتعاون جميعاً في لبنان في الأسبوعين الأخيرين من منع جر لبنان الى حرب جديدة وزجه بأي شكل من الاشكال في النزاع الإقليمي الذي كان دائراً،واليوم بعدما توقفت العمليات العسكرية، فنحن نتطلع الى صفحة جديدة من العمل الدبلوماسي مثلما عبر عنه دولة الرئيس». وكان رئيس الوزراء شكر «ملك مملكة البحرين الشقيقة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، على اتصالهما الهاتفي عند وصوله إلى المنامة بشكل طارئ مساء الاثنين، نتيجة الاعتداء الذي تعرضت له دولة قطر الشقيقة، فثمّن لهما حسن الاستقبال والضيافة والاهتمام المميز الذي حظي به مع الوفد المرافق». وأعرب سلام عن«وقوف لبنان بحزم إلى جانب البحرين ودول الخليج العربي كافة في وجه أي اعتداء على أمنها وسيادتها واستقرارها». في موازاة ذلك، شنّت إسرائيل غارة عن على سيارة في بلدة كفردجال قضاء النبطية أدت إلى سقوط ثلاثة ضحايا. Leave a Comment المصدر

مدير عام وكالة الطاقة الذرية: لا نعلم مكان اليورانيوم الإيراني بعد ضربات أمريكا
مدير عام وكالة الطاقة الذرية: لا نعلم مكان اليورانيوم الإيراني بعد ضربات أمريكا

المصريين في الكويت

timeمنذ 2 ساعات

  • المصريين في الكويت

مدير عام وكالة الطاقة الذرية: لا نعلم مكان اليورانيوم الإيراني بعد ضربات أمريكا

02:33 ص الأربعاء 25 يونيو 2025 وكالات قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن وكالته لا تعرف مكان نحو 900 رطل 'حوالي 400 كيلوجرام' من اليورانيوم المخصب المحتمل، بعد أن أفاد مسؤولون إيرانيون أنه تم نقله كإجراء وقائي قبيل الضربات التي استهدفت المنشآت النووية في إيران. وكان جروسي ضيفًا في برنامج 'The Story with Martha MacCallum' على شبكة فوكس نيوز، الثلاثاء، إذ طُرح عليه سؤال حول مكان وجود اليورانيوم المخصب في إيران، بالإضافة إلى مواضيع أخرى تتعلق بالضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية يوم السبت. وأشار إلى أن منشأة نطنز كانت أولى المواقع التي تعرضت للقصف، وقد لحقت بها 'أضرار بالغة جدًا' في إحدى قاعات أجهزة الطرد المركزي حيث كانت تتم عمليات التخصيب، وفقا للعربية. أضاف أن منشأة أصفهان تعرضت أيضا لأضرار، لكنه أشار إلى أنه لم يدخل أحد بعد إلى القاعات لتقييم حجم الأضرار. كذلك سُئل جروسي عن تصريح سابق له قال فيه: إنه يعتقد أن نحو 900 رطل من اليورانيوم المخصب المحتمل قد نُقل إلى موقع أثري قرب أصفهان، إذ أجاب قائلا: 'يجب أن أكون دقيقًا جدًا، نحن في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لذلك لا نقوم بالتكهنات هنا'، مضيفًا: 'ليست لدينا معلومات عن مكان وجود هذه المادة'. وأوضح أن المسؤولين الإيرانيين أبلغوه بأنهم يتخذون إجراءات وقائية، قد تشمل أو لا تشمل نقل هذه المواد. وتابع: 'لذا، من الواضح جدا – بما أنك تسألني عن ذلك – أن هناك سؤالاً مطروحا هنا: أين هي هذه المادة؟'، مضيفا: 'السبيل لتأكيد ذلك هو السماح باستئناف أنشطة التفتيش في أقرب وقت ممكن، وأعتقد أن هذا سيكون في مصلحة الجميع'. إلى ذلك رفض المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الجدال مع تصريح لنائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الذي قال فيه إن إيران إذا كانت تمتلك يورانيوم مخصبًا بنسبة 60%، لكنها لا تملك القدرة على تخصيبه إلى نسبة 90%، فإنها لا تملك القدرة على تحويل اليورانيوم إلى سلاح نووي. وذكر: 'لن أجادل في ذلك، لأن 60% ليست 90%،' لكنه أشار إلى أن الأهم من ذلك هو معرفة ما إذا كان اليورانيوم قد تم نقله وأين يوجد حاليًا. وأضاف: 'واجبي هو أن أتحقق من كل غرام من اليورانيوم الموجود في إيران وفي أي دولة أخرى'، مشددًا على أن التحقيق لا يستهدف إيران بشكل خاص أو تمييزي. وقال فانس، إن المهمة تُعد ناجحة إذا كانت إيران غير قادرة على تحويل اليورانيوم إلى نسبة 90% اللازمة لصناعة سلاح نووي، وقد وافق غروسي على هذا الطرح، على الأقل من منظور عسكري. وقال جروسي: 'مهمتي هي محاولة معرفة أين توجد هذه المادة، لأن إيران لديها التزام بالإبلاغ عن كل المواد التي تمتلكها وتقديم حساب كامل عنها، وهذا سيبقى جزءًا من عملي المستمر'. يذكر أن الجيش الأمريكي نفّذ يوم السبت ضربات دقيقة وواسعة النطاق على 3 منشآت نووية رئيسية في إيران، وهي فوردو، نطنز، وأصفهان. Leave a Comment

تقرير استخباري أميركي يشير إلى أن الضربات لم تدمّر البرنامج النووي الإيراني
تقرير استخباري أميركي يشير إلى أن الضربات لم تدمّر البرنامج النووي الإيراني

المدى

timeمنذ 2 ساعات

  • المدى

تقرير استخباري أميركي يشير إلى أن الضربات لم تدمّر البرنامج النووي الإيراني

خلص تقرير استخباري أولي أميركي سرّي إلى أن الضربة الأميركية على إيران أعادت برنامج طهران النووي بضعة أشهر فقط إلى الوراء ولم تدمّره كما قال الرئيس دونالد ترامب الذي سارع إلى نفي صحة هذه المعلومات. وأوردت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء نقلا عن أشخاص مطلّعين على تقرير وكالة استخبارات الدفاع قولهم إن الضربات التي نفّذت الأحد لم تدمّر بالكامل أجهزة الطرد أو مخزون اليورانيوم المخصّب. ووفق التقرير فقد أغلقت الضربات مداخل بعض من المنشآت من دون تدمير المباني المقامة تحت الأرض. وسارع ترامب إلى نفي صحّة هذه المعلومات، متّهما وسائل الإعلام، ولا سيّما شبكة 'سي إن إن' وصحيفة 'نيويورك تايمز' بشنّ حملة ضدّه. وكتب ترامب في منشور على منصته 'تروث سوشل' للتواصل الاجتماعي أنّ 'شبكة +سي إن إن+ للأخبار الكاذبة، بالتعاون مع صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة، ضافرتا جهودهما لتشويه سمعة إحدى أنجح الضربات العسكرية في التاريخ. المواقع النووية في إيران دُمّرت بالكامل!'. بدوره، أكّد موفد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أنّ المنشآت النووية في نطنز وأصفهان وفوردو 'دُمّرت'. وقال 'لقد تضرّرت أو دُمّرت معظم أجهزة الطرد المركزي، إن لم يكن جميعها، في هذه المنشآت الثلاث'. وأضاف ويتكوف 'سيكون من شبه المستحيل عليهم (الإيرانيين) إحياء هذا البرنامج، فمن وجهة نظري، ومن وجهة نظر العديد من الخبراء الآخرين الذين اطّلعوا على البيانات الأولية، سيستغرقهم الأمر سنوات'. وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت نفت بدورها صحّة هذه المعلومات، مؤكدة أنّ التقرير الاستخباري 'خاطئ تماما وكان مصنّفا سريا للغاية وعلى الرغم من ذلك تمّ تسريبه'. وقالت في منشور على منصة إكس إنّ 'تسريب هذا التقييم المزعوم هو محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب وتشويه سمعة طياري المقاتلات الشجعان الذين نفّذوا بشكل مثالي مهمة لتدمير برنامج إيران النووي'. وتابعت 'الكلّ يعلم ما يحدث عندما تلقي 14 قنبلة زنة الواحدة منها 30 ألف رطل على نحو مثالي على أهدافها: تدمير كامل'. وقصفت قاذفتان من نوع بي-52 موقعين نوويين إيرانيين بقنابل جي بي يو-57 الخارقة للتحصينات الأحد، فيما ضربت غواصة موقعا ثالثا بصواريخ موجّهة من نوع توماهوك. ووصف ترامب الهجمات الأميركية بأنها 'نجاح عسكري باهر'، مؤكدا أنّها 'دمّرت بشكل تام وكامل' ثلاث منشآت نووية في إيران، فيما قال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إنّ القوات الأميركية 'دمّرت البرنامج النووي الإيراني'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store