
حين يتحول مساعدك الذكي إلى حصان طروادة: الكشف عن ثغرة خفية في Copilot
كشفت شركة Aim Security الأمنية عن ثغرة خطيرة أُطلق عليها اسم EchoLeak داخل أداة Microsoft 365 Copilot، وهي مساعد ذكي مدمج في تطبيقات أوفيس مثل Word وExcel وOutlook.
خطورة الثغرة تكمن في أنها لا تحتاج إلى أي تفاعل من المستخدم، حيث يمكن لمهاجم أن يستخرج بيانات حساسة بمجرد إرسال بريد إلكتروني بسيط يحتوي على تعليمات مخفية، تُفسَّر من قِبل Copilot وتُنفّذ دون علم صاحب الحساب.
الذكاء ضد نفسه: كيف تعمل الثغرة؟
تمكن الباحثون من إعادة هندسة Copilot، واكتشفوا سلسلة من الثغرات التي مكّنتهم من إرسال تعليمات مخفية عبر البريد الإلكتروني، حيث يقوم Copilot بمراجعة الرسائل في الخلفية، وينفّذ الأوامر تلقائيًا، مثل فتح مستندات وسحب بيانات من جداول ورسائل داخلية، والأخطر أن Copilot يخفي مصدر هذه التعليمات، ما يصعّب على المستخدم تتبع ما حدث.
وأكدت مايكروسوفت أنها أصلحت الثغرة، وأن المستخدمين لم يتأثروا بها، لكنها استغرقت نحو خمسة أشهر لإغلاقها بشكل كامل، وهو وقت طويل نسبيًا حسب تقييم الباحثين.
وحذّر الباحثون من أن EchoLeak ليست مجرد ثغرة أمنية، بل مؤشر على خلل جوهري في الطريقة التي تُبنى بها وكلاء الذكاء الاصطناعي، تمامًا كما شهدت أنظمة التشغيل في التسعينيات ثغرات استغلتها الهجمات الواسعة.
ويرى الخبراء أن الوكلاء المعتمدين على نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) معرضون لنفس السيناريو، بسبب غياب الفصل بين الأوامر الموثوقة والمحتوى غير الموثوق.
وأشار المؤسس المشارك في Aim Security، أدير جروس، إلى أن الخلل يكمن في أن وكلاء الذكاء الاصطناعي "يتعاملون مع كل ما يقرؤونه على أنه يجب تنفيذه"، وهو ما يشبه شخصًا ينفذ كل ما يقرأه دون تفكير، ويؤكد أن الحل طويل المدى يتطلب إعادة تصميم جذري لأنظمة الوكلاء الذكيين.
ورغم إصلاح الثغرة في Copilot، فإن خطرها لا يزال قائمًا في وكلاء ذكاء اصطناعي آخرين مثل أنظمة Anthropic MCP وSalesforce Agentforce، وتقدّم Aim Security الآن حلولًا مؤقتة للشركات، لكنها تؤكد أن الطريق نحو أمان مستدام يبدأ من إعادة التفكير في البنية ذاتها لهذه الأنظمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
350 مليار درهم مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصاد الإمارات بحلول 2030
أبوظبي ـ مباشر: توقعت تقارير، أن تصل مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصاد دولة الإمارات إلى نحو 96 مليار دولار (أكثر من 350 مليار درهم) بحلول عام 2030؛ أي ما يعادل نحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي. ووفقاً لتقارير مؤسسات عالمية، آخرها لشركة "ديل" التكنولوجية، ومجموعة "برايس ووترهاوس كوبرز"، من المتوقع أن يصل حجم سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالدولة إلى 52.23 مليار دولار (191.68 مليار درهم). وتشير التوقعات إلى زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التوليدي في الإمارات إلى 7 مليارات دولار بحلول عام 2026. وأعلنت شركة "كيرنو" أنها ستستثمر 100 مليون درهم لإنشاء أول مصنع في المنطقة لخوادم الذكاء الاصطناعي والمؤسسات عالية الأداء في دبي، فيما يُخصص صندوق محمد بن راشد للابتكار ملياري درهم لدعم المبتكرين المحليين. وفي وقت سابق من السهر الجاري، كشفت منصة "كورسيرا" العالمية للتعليم الإلكتروني، عن تسجيل دولة الإمارات أعلى معدل نمو سنوي في عدد المسجلين بدورات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بنسبة بلغت 344%، متفوقة بذلك على المتوسط الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا 128%، وكذلك المتوسط العالمي 195%. وبحسب النسخة السابعة من تقرير المهارات العالمية لعام 2025 الصادر عن المنصة، فإن 87% من أصحاب العمل في الإمارات يضعون على رأس أولوياتهم تعزيز معارف موظفيهم في مجالات التكنولوجيا؛ لا سيما الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة؛ ما يعكس تنامي الطلب على الكفاءات القادرة على مواكبة التحول الرقمي ومتطلبات المستقبل. كما تصدّرت الإمارات عربياً "مؤشر نضج الذكاء الاصطناعي" الجديد الذي أضيف إلى التقرير هذا العام، ويقيس مدى جاهزية الدول لتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالاعتماد على بيانات متعلمي "كورسيرا" إلى جانب مؤشرات خارجية من صندوق النقد الدولي (IMF) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). وبموجب المؤشر، احتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً والـ32 عالمياً من بين 109 دول؛ مما يبرز بنيتها التحتية القوية في مجالات البحث والتطوير والتطبيق العملي للذكاء الاصطناعي. ويؤكد التقرير أن دولة الإمارات تمضي بخطى متسارعة نحو ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، من خلال سلسلة من المبادرات الرائدة، من أبرزها مشروع إنشاء مجمع للذكاء الاصطناعي بسعة 5 غيغاوات، إلى جانب إدراج الذكاء الاصطناعي كمادة إلزامية في المناهج الدراسية للمدارس الحكومية. وتندرج هذه الجهود ضمن إطار استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي 2031، التي تهدف إلى جعل الدولة واحدة من أهم وجهات الذكاء الاصطناعي عالمياً بحلول عام 2031. كما تسهم هذه المبادرات في تحقيق الهدف الوطني برفع مساهمة الاقتصاد الرقمي إلى أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بحلول عام 2031، ضمن رؤية "نحن الإمارات 2031" الهادفة إلى تحقيق الريادة الرقمية والاقتصادية. وفي السياق ذاته، أشار التقرير إلى أن 13% من القوى العاملة في الإمارات تتعلم عبر منصة «كورسيرا»؛ ما يعكس ريادة الدولة إقليمياً في تطوير المهارات الرقمية. كما ارتفعت نسبة المسجلين في الشهادات المهنية عبر المنصة بنسبة 41%؛ بما في ذلك زيادة بنسبة 14% في شهادات الأمن السيبراني؛ ما يعكس الطلب المتنامي على المؤهلات المرتبطة بسوق العمل. واستناداً إلى بيانات مجتمع "كورسيرا" العالمي الذي يضم أكثر من 170 مليون متعلم في أكثر من 100 دولة، رصد التقرير مكامن القوة والفجوات في المهارات، وسلوك المتعلمين، مؤكداً الأداء القوي لدولة الإمارات، وسعيها الاستراتيجي نحو بناء اقتصاد معرفي يرتكز على كفاءات وطنية متخصصة في التقنيات المتقدمة. من جهته، قال قيس الزريبي، المدير العام لمنصة "كورسيرا" في الشرق الأوسط وإفريقيا: تشهد دولة الإمارات نمواً متسارعاً في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب توسع مستمر في البنية التحتية للتعلم؛ ما يعزز جاهزية القوى العاملة ويدعم الابتكار إقليمياً. ويعكس أداؤها المتقدم في مؤشر نضج الذكاء الاصطناعي قدرتها على سد فجوات المهارات وبناء كوادر مؤهلة للمستقبل. وأضاف الزريبي أن الإمارات تقدم نموذجاً يُحتذى به في كيفية توظيف التعليم لبناء اقتصاد رقمي أكثر شمولاً وتنافسية، في ظل تصاعد دور التحول الرقمي في إعادة تشكيل مختلف القطاعات. واختتم التقرير بالإشارة إلى أن الإمارات تحتل المرتبة الأولى عربياً والـ38 عالمياً في إتقان المهارات في مجالات الأعمال والتكنولوجيا وعلم البيانات، حيث سجلت نسب إتقان بلغت 85% في مهارات الأعمال، و52% في التكنولوجيا، و59% في علم البيانات. كما أشار إلى أن 41% من المتعلمين في الدولة يستخدمون الأجهزة المحمولة للوصول إلى المحتوى التعليمي؛ ما يعكس تحولاً واضحاً نحو نماذج التعليم المرن والمعزز رقمياً. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي


الاقتصادية
منذ 8 ساعات
- الاقتصادية
رقم قياسي لتمويلات الذكاء الاصطناعي في العالم .. والسعودية رابع أكبر المستثمرين
سجلت تمويلات قطاع الذكاء الاصطناعي حول العالم مستوى قياسيا جديدا خلال الربع الأول من عام 2025، بدعم من جولات استثنائية قادتها شركات البنية التحتية، على رأسها OpenAI، في حين جاءت السعودية رابع أكبر المستثمرين في القطاع. وبحسب وحدة التحليل المالي في "الاقتصادية"، استندت إلى بيانات شركة CB Insights لتحليلات الأعمال، فإن إجمالي التمويلات خلال الربع الأول من العام الجاري بلغ 66.6 مليار دولار، بزيادة 51% مقارنة بالربع الرابع من 2024، وبارتفاع سنوي تجاوز 322%، في مؤشر على تسارع وتيرة النمو في القطاع، في ظل ارتفاع أعداد الصفقات. وبلغ عدد الصفقات المنفذة خلال الربع الأول 1134 صفقة، بزيادة 8% على أساس سنوي، ما يشير إلى نشاط متزايد في السوق رغم تركز التمويل في عدد محدود من الشركات الكبرى، حيث استحوذت أكبر 10 صفقات على نحو 74% من إجمالي التمويل المسجل خلال الفترة، في دلالة على استمرار اتجاه السوق نحو صفقات "الميجا راوند" التي تتركز غالبا في شركات البنية التحتية. تصدرت شركة OpenAI المشهد بجولة ضخمة بلغت 40 مليار دولار، تلتها Anthropic بجولة من الفئة E قيمتها 3.5 مليار دولار، ثم Safe Superintelligence بجولة من الفئة B بلغت ملياري دولار. ورغم الحجم الاستثنائي لجولة OpenAI، فإن تمويلات الربع الأول، بدون احتسابها، كانت ستظل ثاني أعلى تمويل ربعي في تاريخ القطاع. السعودية ضمن كبار المستثمرين في البنية التحتية برزت السعودية في المرتبة الرابعة ضمن أكبر المستثمرين في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي خلال الربع، بعد ضخها 1.5 مليار دولار في شركة Groq الأمريكية، المتخصصة في تطوير شرائح الذكاء الاصطناعي، بهدف توسيع نطاق تسليم بنيتها التحتية المتقدمة للاستدلال بالذكاء الاصطناعي المبنية على معالجات LPU. وتأتي هذه الخطوة بعد إعلان السعودية أخيرا عن تأسيس شركة Humain للذكاء الاصطناعي، ضمن خطة تستهدف استثمارات تصل إلى 100 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، في إطار إستراتيجية أوسع تهدف إلى تمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي محليا، وتعزيز مكانة السعودية كمركز إقليمي وعالمي للحوسبة والابتكار التقني. ويعكس هذا الاستثمار التوجه الجاد نحو بناء قدرات وطنية في مجال الذكاء الاصطناعي، ولا سيما في الطبقات الأساسية للبنية التحتية، مثل الرقائق ومراكز البيانات فائقة الأداء، التي تمثل العمود الفقري لتشغيل النماذج المتقدمة والتطبيقات المستقبلية. شركات الرعاية الصحية تقود موجة اليونيكورن الجديدة على صعيد الشركات الناشئة، ارتفع عدد شركات اليونيكورن (التي تتجاوز قيمتها مليار دولار) بنسبة 11% خلال الربع الأول من العام الجاري، ليصل إجماليها إلى 268 شركة، مدفوعا بظهور دفعة جديدة من الشركات المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي. من أصل 11 شركة جديدة انضمت إلى نادي اليونيكورن خلال الفترة، كانت 6 منها تركز على الرعاية الصحية، بما يشمل نماذج الذكاء الاصطناعي الطبية، وتطبيقات اكتشاف الأدوية، أبرزها شركة Hippocratic AI المتخصصة في وكلاء الذكاء الاصطناعي للقطاع الصحي، وInsilico Medicine التي تطور حلولا لاكتشاف الأدوية باستخدام تقنيات التعلم الآلي. الوكلاء الأذكياء يتصدرون صفقات الاستحواذ في المقابل، شهدت صفقات الاندماج والاستحواذ نشاطا لافتا في مجال تقنيات "الوكلاء الأذكياء"، إذ كانت أكبر 3 صفقات من أصل 85 صفقة استحواذ خلال الفترة موجهة لشركات حلول الذكاء الاصطناعي المؤسسية، تشمل منصات تطوير الوكلاء والأنظمة متعددة الوكلاء. ويظهر مؤشر Mosaic لتقييم الجاهزية والنمو والفرص المستقبلية للشركات الناشئة، أن هذه الأسواق تحتل مرتبة متقدمة من حيث متوسط تقييم الأداء والتوقعات المستقبلية، ما يعكس صحة مالية قوية للشركات العاملة فيها، ويفتح الباب أمام مزيد من صفقات الخروج (Exits) خلال الفترات المقبلة. توجهات السوق يعكس الزخم الاستثماري المسجل في تمويلات الربع الأول استمرار تركيز رؤوس الأموال على قطاع الذكاء الاصطناعي، ولا سيما في الطبقات الأساسية للبنية التحتية، التي تشكل القاعدة الحاسمة لتطوير وتوسيع التطبيقات المستقبلية. وتظهر الاتجاهات الحالية أن تدفق التمويل ما زال يميل نحو الشركات الكبرى، في ظل سباق عالمي لبناء منصات وتقنيات قادرة على استيعاب الأجيال القادمة من الذكاء الاصطناعي، سواء على مستوى الخدمات الصحية أو عبر حلول "الوكلاء الأذكياء" في بيئات الأعمال. وحدة التحليل المالي


الشرق الأوسط
منذ 10 ساعات
- الشرق الأوسط
«سيسكو» ترسم ملامح عصر الذكاء الاصطناعي... والسعودية في قلب استراتيجيتها
«الذكاء الاصطناعي لم يعد مستقبلاً يُنتظر، بل واقع يتحقق». بهذه الرسالة، افتتح تشاك روبينزز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «سيسكو»، مؤتمر «سيسكو لايف 2025 Cisco Live 2025» في مدينة سان دييغو الأميركية، مؤكداً أن «التحول لم يعد خياراً، بل ضرورة». لم يكن حديث تشاك عن أدوات أو تقنيات فحسب، بل عن «إعادة تشكيل شاملة للبنية التحتية الرقمية في العالم». وقال روبينز: «إذا كنت تريد أن تكون قائداً في مجال الذكاء الاصطناعي، فعليك أن تزيل القيود على مستوى الحوسبة والطاقة والتخزين، والأهم من ذلك، الشبكات». وأضاف أن من يمتلك أفضل بنية تحتية سيحظى أيضاً بأفضل أمن وطني، وأفضل ميزة اقتصادية. لم يكن حدث «سيسكو لايف» هذا العام الذي يحضره أكثر من 20 ألف شخص مجرد عرض تقني، بل كان إعلاناً عن توجه جديد وهو أن بناء العمود الفقري للبنية التحتية لعصر الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، وبشكل حاسم في الشرق الأوسط. وبفضل مجموعة متكاملة من المنتجات الجديدة والشراكات والتصميمات الهندسية، رسمت «سيسكو» لنفسها دور المهندس الرئيسي لـ«الذكاء الاصطناعي الوكيلي»، وهو مصطلح تكرر كثيراً في الكلمات الرئيسية والندوات. وفي قلب هذه الاستراتيجية، المملكة العربية السعودية. تشاك روبينزز رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة (سيسكو) في صميم إعلانات «سيسكو»، شرح جيتو باتيل، الرئيس والمدير التنفيذي للحلول التقنية لشركة «سيسكو»، كيف تطور الذكاء الاصطناعي بسرعة من مجرد روبوتات محادثة إلى «وكلاء»، وهي أنظمة مستقلة قادرة على التفكير واتخاذ القرار والعمل. وقال باتيل: «نحن ندخل عصر وكلاء الذكاء الاصطناعي الوكيلي، هؤلاء لا يستجيبون فحسب بل يفكرون ويتذكرون ويتصرفون عبر الزمن. وذكر أن كل عملية، وكل مهمة من التشخيص إلى الأمن ستمسها هذه القدرات الذكية. وتابع: «لا يمكننا الوصول إلى هذا المستقبل دون إعادة تصميم شاملة للبنية التحتية، وإن هذا التصميم الجديد يتطلب شبكات حوسبة ذات كمون فائق الانخفاض وعرض نطاق ترددي عالٍ، ومحسّنة للذكاء الاصطناعي.» وذكر أيضاً أن مراكز البيانات التقليدية لم تعد كافية، والمطلوب هي بنية تحتية تتصرف كأنها عقول ذكية ومرنة وآمنة. ربما كان الجانب الأبرز في استراتيجية «سيسكو» لعام 2025 هي المملكة العربية السعودية. في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، قال كل من روبينزز وباتيل: «إن المملكة ليست شريكاً إقليمياً فقط، بل نقطة انطلاق عالمية للذكاء الاصطناعي». وكانت «سيسكو» قد كشفت خلال شهر مايو (أيار) الماضي عن شراكة موسعة مع شركة «هيومن HUMAIN» السعودية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتطوير ما وصفتها بأنها أكثر بنية تحتية ذكاءً ومتانةً وكفاءة من حيث التكلفة على مستوى العالم. وتتضمن المبادرة تقنيات «Cisco UCS» و«Nexus» و«Hypershield»، ووحدات AI PODs «مهيأة لأحمال العمل فائقة النطاق وقدرات مراقبة ورصد ودفاع في الوقت الفعلي للنشر واسع النطاق. كذلك التعاون في تصميم مراكز البيانات المستقبلية وتحسين الحوسبة الطرفية وإدارة بنية الذكاء الاصطناعي». ونوه باتيل، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، إلى أن «الطموح في السعودية لا يُضاهى. هناك وضوح في الرؤية، وسرعة في التنفيذ، ونمط تفكير طويل الأمد لبناء بنية تحتية لجيل قادم. وأشار إلى أن هذا «لا يتعلق فقط بتبني الذكاء الاصطناعي بل بقيادة الذكاء الاصطناعي». وذكر باتيل، الذي زار المملكة مرتين الشهر الماضي، أن ما أثار إعجابه أن الذكاء الاصطناعي في السعودية ليس مجرد مشروع تقني بل تحوُّل مجتمعي يشمل المدن الذكية والتعليم والخدمات الحكومية. جيتو باتيل الرئيس والمدير التنفيذي للحلول التقنية للشركة (سيسكو) كان باتيل حريصاً على تأكيد العلاقة الممتدة بين «سيسكو» والسعودية، التي لا يراها علاقة تجارية فقط، بل «شراكة استراتيجية لتشكيل المستقبل الرقمي». وفي رده على سؤال عن رؤية «سيسكو» لمسار الذكاء الاصطناعي السعودي مقارنةً بالمناطق الأخرى قال: «إن السعودية لا تواكب العالم، بل تقوده. هناك طموح ووضوح وحجم عمل نادر الوجود. الأمر لا يتعلق فقط بتبني التقنيات، بل ببنائها بالشكل الصحيح منذ البداية». وأوضح أن الشراكة الممتدة مع المملكة منذ 25 عاماً تدخل الآن مرحلة جديدة، حيث لم يعد دور «سيسكو» يقتصر على توفير الأدوات، بل المساهمة في صياغة استراتيجيات البنية التحتية الوطنية. وأضاف: «القيادات السعودية تدرك أن البيانات والاتصال والأمن أصبحت أصولاً سيادية في عصر الذكاء الاصطناعي». جانب آخر محوري في استراتيجية «سيسكو» في المملكة العربية السعودية هو الانتقال من مجرد مورّد تقني إلى شريك في الابتكار المشترك. وخلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، قال تشاك روبينزز إن ذلك يتجلى في التعاون مع «هيومين HUMAIN» ومع الجامعات الوطنية مثل جامعة الملك عبد الله (كاوست)، حيث يتم إنشاء مختبرات مشتركة لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي. كما شدد باتيل على أن شركته «لا تبيع للمملكة، بل تبني معها». ويوضح ذلك قائلاً: «نعم نبني بنية تحتية، ولكننا نبني أيضاً المعرفة، والملكية الفكرية، ومسارات لتطوير المواهب التي ستقود صادرات الذكاء الاصطناعي في المنطقة مستقبلاً». وأشار باتيل إلى أن معهد الذكاء الاصطناعي في «كاوست» ليس للبحث الأكاديمي فقط، بل للتجريب العملي في مجالات مثل الزراعة الذكية والأتمتة اللوجيستية وكفاءة القطاع العام. وركز باتيل في حديثه، على تطوير الكفاءات المحلية. وأشاد بدفع السعودية لتدريب نصف مليون شخص في مجالات علوم البيانات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بالشراكة مع أكاديمية «سيسكو» وبرامج الذكاء الاصطناعي الجديدة. واعتبر أن «هذا هو الاستثمار الأكثر قابلية للتوسع في المملكة، البنية التحتية مهمة، لكن الناس هم كل شيء». شهد الحدث عدة ندوات وجلسات حوار ركز كثير منها على وكلاء الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية اللازمة (سيسكو) مع استعداد المملكة لاستضافة أحداث عالمية مثل «إكسبو 2030» و«كأس العالم 2034»، تستعد «سيسكو» لتقديم البنية الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لهذه المناسبات. ورأى باتيل أن هذه الأحداث ليست محطات ثقافية فقط، بل منصات عالمية لاستعراض ما يمكن للبنية التحتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحقيقه. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نساعد المملكة على بناء شبكات فورية، آمنة، وغير مرئية لأنه عندما تختفي البنية التحتية، يبرز التميز في التجربة». وشرح أن البنية التحتية لهذه المناسبات ترتكز على خمسة محاور رئيسية هي: شبكات ذات كمون فائق الانخفاض، وأمن ومراقبة معزَّزين بالذكاء الاصطناعي، ورصد شامل من البداية للنهاية، وكذلك ترتكز على تعاون سمعي وبصري فوري، وحوسبة طرفية لإدارة الحشود، واللوجيستيات وبنية تحتية مصمَّمة لذكاء اصطناعي على نطاق واسع. خلال «Cisco Live 2025»، طرحت «سيسكو» مجموعة متكاملة من الابتكارات لدعم أعباء عمل «وكلاء الذكاء الاصطناعي» وهو ما يمثل نقلة نوعية في كيفية تصميم وتشغيل البنية التحتية الذكية. من بين هذه الابتكارات لوحة «Nexus» الموحدة التي تجمع بين شبكات «LAN» و«SAN» وألياف الذكاء الاصطناعي ضمن واجهة تشغيل واحدة، مما يبسّط العمليات ويرفع كفاءة الإدارة. كما قدّمت الشركة مفاتيح «Cisco G200» بالتكامل مع محولات «إنفيديا NVIDIA» في أول عرض يجمع بين تقنيات «Spectrum-X Ethernet» و«Cisco Silicon One» لتوفير أداء فائق في بيئات الذكاء الاصطناعي الموزعة. وفي سبيل تسريع قدرات النمذجة والتدريب، طرحت «سيسكو» وحدات «AI PODs»، وهي عناقيد معيارية مبنيّة على وحدات «RTX PRO 6000 Blackwell» مصمّمة للتدريب والمعايرة، والنشر على نطاق واسع. إلى جانب ذلك، وفّرت حلاً لتدفق الحزم الذكية يتيح توجيهاً مرناً وحساساً لحالة الازدحام عبر الشبكات، مما يحسن من كفاءة الأداء. أما في جانب الحماية، فقد دمجت الشركة تقنيتي «Cisco AI Defense» و«Hypershield» لتأمين الذكاء الاصطناعي من مرحلة التحقق من النماذج إلى مرحلة التشغيل الفعلي. وأخيراً، أتاحت تقنية «400G BiDi» ترقية سلسة للبنية التحتية من خلال دعمها الكامل للألياف ثنائية الاتجاه القائمة حالياً. «سيسكو»: البنية التحتية التقليدية لم تعد كافية بل يجب إعادة تصميمها لتكون ذكية ومرنة وآمنة لدعم وكلاء الذكاء الاصطناعي (سيسكو) عكَس «Cisco Live 2025» هذا العام حجم الزخم المتسارع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي عالمياً، والذي تجلّى في مجموعة من الأرقام اللافتة التي كشفت عنها الشركة. فقد تجاوزت قيمة طلبات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من مزودي الخدمات السحابية حاجز مليار دولار، وهو رقم تحقق قبل ربع كامل من الموعد المستهدف، مما يعكس الثقة المتزايدة في حلول «سيسكو» المخصصة لهذا المجال. وفي ميدان الأمن السيبراني، سجّل نموذج «سيسكو» لأمان الذكاء الاصطناعي أكثر من 40 ألف تحميل عبر منصة «هاغنغ فايس Hugging Face»، مما يشير إلى الإقبال المتزايد من المطورين والمختبرين العالميين على استخدام حلول الحماية الذكية المدمجة. كما كشفت «سيسكو» عن أن منظومتها للذكاء الاصطناعي باتت تضم أكثر من 300 ألف شريك عالمي بين شركات ومؤسسات ومطورين يعملون على توسيع نطاق الابتكار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. وعلى صعيد الشراكات طويلة الأمد، أكدت الشركة أنها تحتفل بمرور 25 عاماً من الاستثمار المتواصل في المملكة العربية السعودية، وهو التزام يتجدد اليوم عبر مشاريع الذكاء الاصطناعي، وتوطين التقنية، وتنمية المواهب المحلية، مما يرسّخ مكانة المملكة شريكاً استراتيجياً ومحوراً رئيسياً في خريطة «سيسكو» العالمية.