
جزيرة اغتصاب القاصرات تلاحق ترامب
فكلما اقتربنا من تفاصيل الجزيرة، انكشفت طبقة من الأسرار تحكي قصة منظومة قاسية تُبنى فوق أجساد الضحايا وتتجاوز القوانين بلا وجل.
الجزيرة تقع في البحر الكاريبي وتبلغ مساحتها نحو 288 دونمًا، كانت ملكًا لرجل الأعمال الأمريكي جيفري إبستين، الذي اشتراها عام 1998 بمبلغ 7.95 مليون دولار، ثم حولها إلى منتجع محاط بسرية تُقارب الغموض الاستخباراتي.
فيها مهبط طائرات، ومبانٍ مغلقة، ومرفق يُشبه المعبد، قيل إنه استخدم في طقوس مشبوهة.
إبستين، المولود عام 1953 في نيويورك، بدأ حياته معلمابسيطًا، لكنه قفز فجأة إلى عالم المال، وجمع ثروة تقدّر بمئات الملايين من الدولارات، دون سجل واضح لنشاط تجاري، ما فتح باب التكهنات حول مصادر تمويله.
تلك الثروة مكنته من بناء شبكة علاقات نافذة مع ساسة ومشاهير حول العالم ، واستخدام الجزيرة كمساحة مظلمة لاستغلال القاصرات وتصوير الضيوف في أوضاع مخلةقابلة للابتزاز.
يتم اصطياد القاصرات بالإغراء بالمال وفرص الحياة المرفهة فينقلن بطائرات خاصة الى الجزيرة ويوضعن في غرف مغلقة ولا يسمح لهن بالخروج بانتظار عشاق الرذيلة وهم من شخصيات سياسية واقتصادية واجتماعية.
كانت الاوضاع المخلة يتم تصويرها لتكون لاحقا وسيلة ابتزاز ضد اصحابها عند الحاجة، انه جهد استخباري ضخم تحت غطاء الاتجار بالاجساد، والقاريء يدرك من هو الجهاز الاستخباري الذي برع في استغلال الجنس لترويض الخصوم والاعداء وحتى الاصدقاء!
في صيف 2019، تم اعتقال مالك الجزيرة في احد المطاراتعلى خلفية تحقيقات فدرالية اكدت انه كان يتاجر بأجساد القاصرات بين 13 و17 عاما خلافا للقوانين الامريكية.
وبعد اسابيع من اعتقاله وجد مشنوقا في زنزاته. السلطات الامريكية وصفت موته بالانتحار. لكن لحظة موته لم تسجلها كاميرات المراقبة، والحراس غطوا في نوم عميق لنحو ثلاث ساعات. وفي تلك الفترة اختفى السجل الخاص بزوار السجن.
شرطي سابق كان معه لعدة ايام في زنزانته قبل نقله الى زنزانة اخرى قال ان ابستن كان يخشى من زائر مجهول!
الشبهات طالت شخصيات عديدة، ولم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنأى عنها. الصور والتصريحات القديمة تلاحقه، خصوصًا بعدما وصف إبستين في إحدى المناسبات بـ'الرائع'، قبل أن ينأى بنفسه لاحقًا.
خلال حملته الانتخابية الأخيرة، وعد ترامب بكشف كل الملفات المتعلقة بالجزيرة، لكنه سرعان ما تراجع، واعلنتوزارة العدل في حكومته عن عدم وجود أدلة أو 'قائمة زبائن'بخلاف ما اعلنه ترامب سابقا.
هذا الامر أثار غضب قاعدة مؤيديه، ودفع البعض للتساؤل عمّا إذا كانت الأدلة أُخفيت عمدًا، فيما شنّ الإعلام الليبرالي هجمات واسعة ضده.
وسائل اعلام امريكية المحت الى تورط جهاز استخباري معروف في تأسيس هذا المنتجع الجنسي وادارته خلف الستار، واتهمته بمحاولة التأثير على القرار الامريكي لصالحه، فيما أفادت تسريبات أخرى بأن الجزيرة كانت تخضع لسيطرة أمنية سرية منذ إنشائها.
المحصلة ان قضية إبستين ليست حدثًا عابرًا، بل مرآة تُظهر تدنٍّ أخلاقيٌّ غير مسبوق يسحق الضعفاء ويتاجر بكل شيء دون رادع او واعز من ضمير في عالم الرأسمالية البشع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ يوم واحد
- ساحة التحرير
واشنطن تحدد هدفا إيرانيا وترصد مكافئة مالية لمن يدلي بمعلومات حوله!
واشنطن تحدد هدفا إيرانيا وترصد مكافئة مالية لمن يدلي بمعلومات حوله! أعلنت الخارجية الأمريكية عن مكافأة مالية بقيمة 10 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات ترشد إلى شبكة 'الشهيد شوشتري' السيبرانية الإيرانية للقرصنة. ووفقا لبيان الخارجية فإن هذه المجموعة مرتبطة بنشاطات مؤسسات عسكرية إيرانية، وتتهم بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. وبحسب الوزارة، تنشط هذه المجموعة ضمن وحدة إلكترونية تابعة لقيادة الفضاء الإلكتروني في الحرس الثوري الإيراني، وتشتهر بإنشاء شركات ومنظمات وهمية متعددة مثل 'إيليا نت گستَر' و'إيمن نت پاسارگاد'، التي تستخدم كواجهات لأعمالها. وأشار برنامج 'المكافآت من أجل العدالة' عبر منصة 'إكس' إلى أن المجموعة تستخدم أسماء عدة، لكنها تعمل من عدد محدود من العناوين، داعيا من يملك معلومات إضافية إلى التواصل معه. وفي سياق متصل، كشف فريق 'لبدوختگان' والباحث في أمن الإنترنت نريمان غريب عن نشاطات هذه المجموعة التي تستهدف التأثير على الانتخابات الأمريكية، حيث بدأت منذ بداية 2024 بجمع بيانات حول ولايات أمريكية حاسمة، وأرسلت رسائل مباشرة إلى مرشحي مجلس الشيوخ في إحدى هذه الولايات في محاولة للتأثير على سير العملية الانتخابية. ذكرت قناة 'إيران إنترناشينال' أنها حصلت على معلومات تفصيلية حول أنشطة مجموعة 'شهيد شوشتري' السيبرانية، التي تستهدف التدخل في الانتخابات الأمريكية. وبحسب ما نقلته القناة، قامت المجموعة منذ مطلع عام 2024 بجمع بيانات دقيقة عن عدد من الولايات الأمريكية، كما أرسلت رسائل مباشرة إلى مرشحين لمجلس الشيوخ في إحدى الولايات الرئيسة، في محاولة لزعزعة العملية الانتخابية والتأثير على نتائجها. المصدر:إيران إنترناشينال 05.08.2025


ساحة التحرير
منذ يوم واحد
- ساحة التحرير
الكونغرس يستدعي عائلة كلينتون ورئيسي مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقين للاستجواب في قضية إبستين!
الكونغرس يستدعي عائلة كلينتون ورئيسي مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقين للاستجواب في قضية إبستين! استدعت لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي الرئيس السابق بيل كلينتون وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون وثمانية مدعين عامين ومديري FBI السابقين للشهادة في قضية جيفري إبستين. الكونغرس يستدعي عائلة كلينتون ورئيسي مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقين للاستجواب في قضية إبستين وتضم قائمة المستدعين: مديري مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقين جيمس كومي وروبرت مولر، والمدعين العامين السابقين لوريتا لينش وإريك هولدر وويليام بار وجيف سيشنز وألبيرتو غونزاليس، بالإضافة إلى وزير العدل السابق ميريك غارلاند. وفقا للوثيقة، ستبدأ جلسات الاستماع في 18 أغسطس وتستمر حتى منتصف أكتوبر. كما يتعين على وزارة العدل تقديم جميع المواد المتعلقة بقضية إبستين للجنة بحلول 19 أغسطس، بما في ذلك المراسلات مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن. حظيت المبادرة بدعم من الجمهوريين والديمقراطيين في اللجنة الفرعية المعنية بإنفاذ القانون الفيدرالي. وفي إطار التعديلات التي تم إقرارها، طلب النائب الجمهوري آندي بيغز الكشف عن جميع المراسلات بين البيت الأبيض ووزارة العدل المتعلقة بقضية إبستين. فيما أصرت الديمقراطية سامر لي على تقديم الوزارة للوثائق ذات الصلة. كما أُقر بند منفصل يلزم الوزارة بحذف أسماء الضحايا وأي مواد قد تحتوي على مشاهد لاعتداءات جنسية على أطفال من الملفات. وأكد كومر: 'تعتزم اللجنة متابعة هذه القضية بجدية لضمان المساءلة ومعرفة سبب إفلات مثل هذه الجرائم البشعة من العقاب'. في عام 2019، وُجهت لإبستين في الولايات المتحدة تهم تتعلق بالاتجار بالقاصرات لأغراض الاستغلال الجنسي (ما يعاقب عليه بالسجن حتى 40 عاما)، والتآمر لارتكاب هذه الجرائم (حتى 5 سنوات سجن). ووفقا لادعاءات النيابة، بين عامي 2002 و2005، أقام علاقات جنسية مع عشرات القاصرات في مقر إقامته بنيويورك وفلوريدا، حيث كان يدفع لهن مئات الدولارات نقدا قبل أن يطلب من بعض الضحايا تجنيد فتيات أخريات. وكان بعض الضحايا لا يتجاوز عمرهن 14 عاما. وفي عام 2019، عُثر على إبستين ميتا في زنزانته أثناء انتظاره المحاكمة بتهم الاتجار الجنسي. خلص التحقيق إلى انتحاره، بينما انتشرت نظريات مؤامرة حول وفاته، خاصة بعد اكتشاف اقتطاع دقائق معدودة من تسجيلات كاميرات المراقبة التي نشرتها السلطات الأمريكية لليوم الذي توفي فيه. المصدر: وكالات 2025-08-05


الحركات الإسلامية
منذ يوم واحد
- الحركات الإسلامية
حركة الشباب وتمويل الإرهاب: كيف يواجه الصومال اقتصاد الظل المسلح؟
على مدى ما يقرب من عقدين، بنت حركة الشباب المسلحة في الصومال شبكة مالية موازية، استمدت قوتها من فرض ضرائب قسرية، وابتزاز مجتمعات وشركات بأكملها، محولة بذلك الأوضاع الهشة في المناطق الوسطى والجنوبية إلى مصدر دائم للتمويل. ورغم العمليات العسكرية التي تقودها الحكومة الصومالية بدعم دولي، فإن مكاسب حركة الشباب السنوية من الضرائب وحدها تقدر بـ 120 مليون دولار، وفق تقارير دولية. هذه العائدات ساعدت الحركة في تمويل أسلحتها، وضمان دفع رواتب عناصرها، والحفاظ على فعالية عملياتها على الأرض دون انقطاع كبير. مؤسسة إجرامية بنظام بيروقراطي أسست حركة الشباب نظاما محكما للجباية في المناطق التي تسيطر عليها فعليا أو تفرض نفوذا غير مباشر عليها، عبر ذراعها الأمني المعروف باسم "الأمنيات". تعمل هذه الوحدة الاستخباراتية على فرض "ضريبة زكاة" بنسبة 2.5% من أصول المواطنين، وتحتفظ بسجلات دقيقة لكل أسرة أو شركة. يفرض هذا النظام بقوة التهديد والعنف، حيث يقتل من يرفض الدفع، سواء من التجار أو وجهاء العشائر. وتسيطر الحركة فعليا على موارد في 10 من أصل 18 منطقة في الصومال، حتى في المناطق التي لا توجد فيها قواعد عسكرية للحركة. النفوذ يمتد خارج حدود السيطرة لا تحتاج حركة الشباب إلى سيطرة ميدانية لتوليد العائدات. فبفضل الاستخبارات والترهيب، تحصل الحركة على رسوم من الشحنات التجارية، والتعاملات العقارية، وحتى تحويلات الأموال في مدن كبرى مثل مقديشو وبوصاصو. كما تستثمر الجماعة جزءا من أرباحها في عقارات وشركات صغيرة ومتوسطة الحجم، حتى في المناطق الخارجة عن سيطرتها. التحويلات الإلكترونية: أداة بلا ضوابط تعتمد الحركة إلى حد كبير على النقد والتحويلات عبر الهاتف المحمول، في بلد تجرى فيه شهريا ما يقارب 155 مليون معاملة مالية إلكترونية بقيمة تتجاوز 2.7 مليار دولار. استغلت حركة الشباب ضعف أنظمة التحقق من الهوية، وغياب لوائح "اعرف عميلك"، لتبني شبكة تحويلات سرية تمول من خلالها أنشطتها. ورغم الجهود الحكومية، لا تزال هذه القنوات تستخدم كأدوات غير مرئية لتمويل الجماعة. استجابة حكومية مشددة أدركت الحكومة الفيدرالية الصومالية خطورة هذا الاقتصاد الخفي، فقامت بإطلاق حملة إصلاحية طموحة تستهدف تفكيك البنية المالية لحركة الشباب من جذورها. من بين هذه الإصلاحات: تحديث قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب لعام 2016 ليتوافق مع معايير FATF الدولية. تعزيز صلاحيات مركز الإبلاغ المالي (FRC) لملاحقة الأموال المشبوهة. إنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب (NAMLC)، كجهة تنسيقية وطنية. فرض لوائح صارمة على مزودي خدمات الأموال عبر الهاتف المحمول، مع توقع الامتثال الكامل نهاية 2023. نتائج ملموسة: أول إدانات لتمويل الإرهاب في مايو 2024، أصدرت المحاكم الصومالية أول أحكامها بإدانة أفراد متورطين في تمويل الإرهاب، بعد تعاون وثيق بين مركز الإبلاغ المالي، وجهاز الاستخبارات الوطني (NISA)، ومكتب النائب العام. وصفت هذه الإدانة بأنها نقطة تحول تاريخية في مسار مكافحة تمويل الإرهاب في البلاد. نهج قائم على المخاطر اعتمدت الحكومة الصومالية نهجا قائما على تقييم المخاطر، لتحديد أولويات العمل، وتوجيه الموارد إلى نقاط الضعف الفعلية في النظام المالي. كما تم إغلاق آلاف الحسابات المشبوهة، وتطبيق متطلبات الهوية الوطنية الإلزامية في الخدمات المالية، مما ساهم في رفع مستوى الشفافية. تحديات مستمرة رغم كل التقدم، لا تزال التحديات قائمة: شبكات التمويل السرية لحركة الشباب لم تستأصل بالكامل. بعض مناطق البلاد خارج سيطرة الحكومة. محدودية التكنولوجيا والبنية التحتية المالية في الريف. لكن الحكومة تؤكد أن استمرار الاستثمار في التنظيم المالي، والتقنيات الحديثة، والتعاون الدولي هو مفتاح النجاح. الصومال اليوم يخوض معركة مزدوجة: معركة على الأرض ضد المقاتلين، ومعركة في المؤسسات المالية ضد شبكة تمويل معقدة تديرها واحدة من أكثر الجماعات تطورا على مستوى الإرهاب العالمي. ورغم هشاشة البنية المالية، فإن التقدم التشريعي والمؤسساتي يشير إلى تحول استراتيجي قد ينهي عصر "اقتصاد الإرهاب" في الصومال، إذا ما استمر الدعم السياسي والتقني اللازم داخليا وخارجيا.