ونحن أيضا لا نعترف بإسرائيل ..
وبالفعل بعد أكثر من أربعين عامًا على موافقة العرب على الدخول في عملية السلام مع إسرائيل، وما تخلل هذه المرحلة الطويلة من اتفاقيات ومعاهدات وموجة تطبيع واسعة، يضرب نتنياهو كل ذلك عرض الحائط ببساطة، ويعلن أنه مسكون برؤية "إسرائيل الكبرى"، وأنه جزء من تنفيذ هذا المشروع، كما لا يخفي أن صراعه مع العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيون، صراع ديني أيديولوجي محكوم بنصوص توراتية يزعمون أنها منزلة من السماء ، والحقيقة أن هذا هو جوهر المشروع الصهيوني القاضي أن اليهود أصحاب هذه المنطقة لوحدهم ويجب أن يكونوا أسيادها، ولا مكان لغيرهم فيها.
السؤال بعد الزلزال الذي أحدثته تصريحات نتنياهو ، ما سيكون الموقف العربي.. وما هو الموقف الدولي من هذه التصريحات التي تؤكد أن إسرائيل لم تفكر يومًا بالسلام مع جيرانها، ولم تتوقف عن النظر إليهم نظرة عداء وتربص ، وهل سيتنبه العرب إلى خطورة هذه المواقف التي تعكس مشروعًا حقيقيًا في عقول الإسرائيليين؟ وهل سيستخدمون الأوراق التي يملكونها للضغط على إسرائيل ولجمها وإعادتها إلى حجمها الحقيقي المصطنع، أم سنظل نطالب المجتمع الدولي بالتدخل، وحتى الآن، لم نقتنع على مدى مئة عام أن هذا المجتمع الدولي لن يتخلى عن دعمه لإسرائيل عندما تدق ساعة الحقيقة، وأن مواقفه لم ولن تتعدى الكلام والبيانات التي لم تحترمها إسرائيل يومًا، لأنها تدرك أن ما يُعلن أمام الكاميرات يختلف عمّا يُقال خلف الأبواب المغلقة للإسرائيليين.
نتنياهو ومعه أركان القيادة الإسرائيلية يعلمون جيدًا أن معظم الشعوب العربية والإسلامية لا تريد الاعتراف بإسرائيل بسبب ما تفعله بالفلسطينيين، ويتعاملون معها كعدو، ومنذ قيام دولتهم، لم يخطُ الإسرائيليون خطوة واحدة تبعث على الاطمئنان، بل على العكس، زادوا الفجوة عمقا، وتعالوا بأسوار العداء بينهم وبين العالمين العربي والإسلامي، بما يطلقونه من تصريحات مستفزة ومريبة وبما يقترفونه في فلسطين كما أشرت..
لقد عملت الآلة السياسية العربية، بدفع وحثّ دوليين، على تصوير الصراع مع إسرائيل على أنه صراع حدود وسياسة، وأن المفاوضات هي الطريق الوحيد لإنهائه، في المقابل، لم تُشر إسرائيل على امتداد عقود وجودها إلى أن الصراع مع العرب والمسلمين، وفي مقدمتهم الفلسطينيون ، هو صراع غير ديني بل على العكس، فهي تؤكد كل يوم أن صراعها عقائدي وجودي، وأن وجود اليهود مرتبط بزوال العرب ولو بإبادتهم.
طالما ازدحمت الشعارات الانتخابية الإسرائيلية بهذه المفاهيم، وهذا يشير بوضوح إلى أن المجتمع الإسرائيلي في غالبيته مجتمع متطرف لا يؤمن بالسلام ، فحين تفوز في انتخابات الكنيست أحزاب إرهابية مثل "سموتريتش" و"بن غفير"، فهذا يؤكد أن الإسرائيليين غارقون في تطرفهم، وأنهم لا يفكرون في إنهاء الصراع إلا على حساب الدماء والأشلاء.
النظام السياسي العربي قدم كل ما يريده الغرب لإثبات حسن النوايا من أجل سلام يعمّ المنطقة وينهي الصراع، لكن من دون جدوى، فعلى امتداد أربعة عقود، ظل الإسرائيليون مصرّين على مشروعهم، يرون في العرب أعداءً، وفي الأرض ملكًا خالصًا لهم، ليس في فلسطين فقط، بل في كامل مساحة "الحلم الصهيوني" الممتد في بلاد العرب ، وما جرى ويجري في نهر الأحداث منذ عقود الصراع يؤكد ذلك.
لذلك كله، علينا ألا نتفاجأ بتصريحات القادة الإسرائيليين، بعد كل ما جرى عبر سنوات الصراع الطويلة من إجرام وغرور صهيوني ، ولهذا كله نحن كعرب ومسلمين أيضًا مادامت إسرائيل لا تريد الإعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ولابسيادة الدول العربية لا نعترف بها!..
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 35 دقائق
- سرايا الإخبارية
بيان صادر عن عشيرة أبو سرحان الجراوين
سرايا - في ظل استمرار النهج العدواني للاحتلال الصهيوني وسياسة التوسع غير المشروعة جاءت التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة الإسرائيلية المتطرفة نتنياهو التي طالت المملكة الأردنية الهاشمية لتكشف للعالم حجم التخبط الذي يعيشه الكيان الغاصب وابتعاده عن حقائق التاريخ والجغرافيا وانغماسه في أوهام لا مكان لها على أرض الواقع ونحن في عشيرة أبو سرحان الجراوين نؤكد أن هذه التصريحات البائسة لن تنال من عزيمة الأردنيين ولن تمس وحدتهم أو سيادتهم على تراب وطنهم الطاهر. فالأردن من شماله إلى جنوبه ومن سهوله إلى بواديه سيبقى قلعة شامخة وحصناً منيعاً يحرسه أبناؤه الأوفياء كما فعل الأجداد في وجه كل معتدٍ وطامع. إننا في عشيرة أبو سرحان الجراوين نعلن وقوفنا صفاً واحداً خلف قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه ونجدد الولاء والانتماء للعرش الهاشمي متمسكين بقيم النخوة والوفاء التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا. ونؤكد أن أي محاولات يائسة من الاحتلال للنيل من الأردن أو المساس بفلسطين ستتحطم على صخرة إرادة الأردنيين الأحرار وأن فلسطين ستبقى قضية الأمة الأولى تحت الرعاية الهاشمية، حتى ينال شعبها حقه في الحرية وإقامة دولته المستقلة. نحن أبناء عشيرة أبو سرحان الجراوين، ومعنا كل الأحرار من قبائل الأردن نضع أرواحنا على أكفنا فداءً للوطن والقيادة، ونعاهد الله أن نبقى على العهد حماةً للأرض أوفياء للدماء الزكية التي ارتوت بها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. شيوخ و جهاء وأبناء عشيرة ابوسرحان عنهم طراد سليم مسلم ابوسرحان


الوكيل
منذ ساعة واحدة
- الوكيل
آليات الاحتلال تستهدف منتظري المساعدات قرب نتساريم
الوكيل الإخباري- ذكرت قناة الأقصى الفضائية أن آليات الاحتلال الإسرائيلي تطلق النار صوب منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط قطاع غزة. اضافة اعلان


الوكيل
منذ ساعة واحدة
- الوكيل
حملة اعتقالات واقتحامات إسرائيلية بالضفة الغربية
05:02 ص ⏹ ⏵ تم الوكيل الإخباري- أفادت مصادر فلسطينية بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن -الليلة الماضية وفجر اليوم الاثنين- حملة دهم واعتقالات لعدد من الشبان الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية. اضافة اعلان وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة الظاهرية جنوب الخليل، وبلدات عنبتا شرق طولكرم، وسعير شمال الخليل، ومخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، وعصيرة الشمالية شمال نابلس، ويعبد وفقوعة قضاء جنين.