
عدن.. شرطة كريتر تضبط تاجر مخدرات بحوزته مئات الجِرامات من الحشيش
: اخبار اليمن|
تمكنت شرطة مدينة كريتر في العاصمة المؤقتة عدن بالتنسيق مع وحدة مكافحة المخدرات من تحقيق إنجاز أمني جديد، حيث تم ضبط أحد تجار المواد المخدرة بحوزته كمية تقدر بـ 305 جرامات من مادة الحشيش المخدر.
وفي تصريح صحفي، أوضح العقيد نبيل عامر ، مدير شرطة كريتر، أن العملية الأمنية جاءت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة أكدت تورط المتهم في الاتجار بالمخدرات داخل حي الصمود.
وأشار إلى أنه تم تنفيذ مداهمة أمنية محكمة أسفرت عن القبض على المتهم، حيث عُثر بحوزته على الكمية المضبوطة من الحشيش.
وأكد العقيد عامر أن هذه العملية تعكس يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها على تنفيذ عمليات دقيقة تستهدف ضرب شبكات الاتجار بالمخدرات.
وأضاف مدير شرطة كريتر أن المتهم اعترف خلال التحقيقات الأولية بأنه عثر على كيلوغرام من مادة الحشيش في البحر، وقام ببيع جزء منه مقابل مبالغ مالية، مشيرًا إلى أنه منخرط في تعاطي وتجارة المواد المخدرة.
كما أكد العقيد عامر أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع أي شخص يتورط في هذا النشاط الإجرامي، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع.
ودعا العقيد نبيل عامر المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بالمخدرات أو أي أعمال مخلة بالأمن العام.
وأوضح أن مثل هذا التعاون يعد حجر الأساس لنجاح العمليات الأمنية، ويحقق أمن واستقرار المجتمع.
وأعلن أن شرطة كريتر فتحت محضر ضبط بالواقعة، وسيتم إحالة القضية إلى النيابة العامة فور استكمال الإجراءات القانونية اللازمة.
وفي ختام تصريحه، وجه العقيد نبيل عامر الشكر لضباط وجنود شرطة كريتر على جهودهم الكبيرة ويقظتهم الأمنية، والتي مكنتهم من تحقيق هذا الإنجاز.
كما ثمّن دور وحدة مكافحة المخدرات التي تعمل بشكل متواصل للتصدي لهذه الآفة الخطيرة، مؤكداً أهمية استمرار التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية لحماية المجتمع من مخاطر المخدرات وتعزيز الأمن والاستقرار.
يذكر ان هذه العملية النوعية، تؤكد أن الأجهزة الأمنية في عدن تعمل بجدية وإصرار لمواجهة التحديات الأمنية، وتعزيز ثقة المواطن في قدرتها على حماية المجتمع، ومع ذلك، فإن مكافحة المخدرات تتطلب تكاتف كافة الجهود، سواء من الجهات الأمنية أو المواطنين، لتحقيق مجتمع خالٍ من هذه الآفة الخطيرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الشرق الأوسط
«منتصف الشمس»... رواية تنحاز للمرأة
تنسج الكاتبة المصرية الشابة مريم العجمي عالم روايتها «منتصف الشمس» من عدة خيوط درامية، تبدو للوهلة الأولى متباعدة، لكن الروابط بينها تتكشف رويداً رويداً مع تنامي الأحداث. تبدأ الرواية من لحظة ذروة درامية، عبر لغز غامض يطرح نفسه على البطل «محمد التهامي عزيز»، الراوي الرئيس، الذي تربى منذ طفولته على أن عمه «عامر»، الذي استشهد في حرب أكتوبر، هو مصدر فخر العائلة، والمثل الأعلى له، حتى ولو لم يره في حياته أبداً، فقد كانت سيرته مصدر الإلهام والبطولة. يبدأ اللغز عندما نشر الراوي - مفتخراً - على صفحته في «فيسبوك» صورة الرصاصة التي قتلت عمه، والتي احتفظ بها الجد حين استخرجها من جثته قبل دفنه. ويصعقه تعليق على الصورة يؤكد أن نوع هذه الرصاصة هو نفسه الذي كان يستخدمه الجنود المصريون في الحرب، وليس الإسرائيليون. هنا يبدأ اللغز الذي يسعى البطل لكشفه ومعرفة الحقيقة. الرواية الصادرة في القاهرة عن «دار المحرر» تضعنا أمام الحكاية الإطار بما يجعلها شكلياً تنتمي لما يمكن تسميته «رواية الجريمة»، لكنه سيظل تصنيفاً مخادعاً، إذ تحت هذه الحكاية الإطارية تكمن حكايات أخرى عن الواقع الاجتماعي في إحدى قرى مدينة ميت غمر، بمحافظة الدقهلية وسط دلتا مصر، وما يمور به الريف من حكايات تبدو مخبوءة تحت السطح، بخاصة ما يخص عالم المرأة، وما تواجهه من حصار وقمع اجتماعي ذكوري، سواء في حقبة السبعينات التي استشهد فيها العم عامر، من خلال تعذيب «شاهين الأعور» لزوجته «سبيلة»، أو قبلها مع الجد الأكبر عزيز وزوجته الطفلة «صلوحة»، أو حالياً في معاناة زميلته «منى» من قمع يمارسه عليها زوجها وأهله. تعاين الرواية على صغر حجمها وكثافتها الشديدة عدة أجيال؛ جيل الراوي الذي يعيش هنا والآن، ويحذف اسم أبيه عمداً ويضع اسم جده «التهامي عزيز»، بعد اسمه، ثم جيل الجد التهامي الذي خاض حرب 1967، ووقع في الأسر، أو جيل الجد الأكبر عزيز. تبدو حكايات الأجيال - هنا - مرهونة بالرجال، خصوصاً مع أجواء الحروب والقتال والأسر. لكن، خلف هذه المركزية الذكورية هناك حضور نسوي فاعل، يتشكل عبر اللعبة السردية المخاتلة التي تقدمها الكاتبة. فالرجل في الرواية، كما في الواقع، يبدو متصدراً المشهد، وحكايته تبدو هي الحكاية الأساس، في حين أن المرأة وحكايتها، كما في الواقع أيضاً، متوارية خلف حكايته، وتعيش في ظلالها، لكنها رغم تواريها واحتجابها، هي المحركة الحقيقية لحكايات الرجال، المنتجة لها، وصانعتها. إن حكاية المرأة «تلد» - مجازياً - حكاية الرجل في كل جيل. ولا يمكن حل لغز الحكاية الإطار، سوى بالعودة للحكاية «الرحم»، التي خرج منها كل شيء. تعتمد الرواية على راوٍ رئيس، هو البطل محمد التهامي، أخصائي الصحافة بمدرسة حكومية نهاراً، ومصور الأفراح ليلاً، ويحب زميلته مدرسة اللغة العربية الشاعرة «منى كمال»، وهي متزوجة من رجل سلفي، لا تحتمل تسلطه عليها، وتسعى للانفصال عنه بكل الطرق. فنتابع هنا خطين دراميين، الأول حب البطل لها عن بعد، والآخر حكايتها مع زوجها، بكل ما يكتنفها من قسوة ووجع، إضافة إلى الخط الأساسي، وهو اقتفاء الراوي لأثر الرصاصة، وحكاية عمه عامر، التي يسعى وراءها كجامع للحكايات ممن تبقى من الشهود، الذين زاملوه في الجيش والحرب. ورغم ذلك، فإن سيطرة هذا الراوي على الحكي ليست كليةً، فهناك مساحات لتعدد الرواة، حين تحكي منى عن نفسها وحياتها عبر الرسائل، أو حين أو حين تحكي «سبيلة» عن احتجازها وتعذيبها في مكان ناء من زوجها «شاهين الأعور» بعد فشله في الدخول بها ليلة زفافهما، وهذا الأخير «شاهين» يمسك بزمام السرد في نهاية الرواية، ليحكي عن كراهيته لعامر، ابن قريته وزميله في الكتيبة في أثناء الحرب ووجودهما عالقين في أحد الجبال لأسابيع تحت ضغط الغارات الإسرائيلية. على مستوى الزمن، يهيمن تكنيك الاسترجاع على مسارات الرواية، فثمة عودة دائماً للوراء، للنبش في أصل الحكاية، أو أصولها المتعددة. كما اعتمدت الرواية على تقطيعات مشهدية، أقرب إلى المونتاج السينمائي، بالتنقل الناعم بين أمكنة وأزمنة مختلفة، فكل مشهد أقرب إلى قطعة بازل، وفي النهاية تتضافر هذه القطع لتشكل اللوحة كاملة. كل ذلك عبر لغة لاهثة وسريعة الإيقاع، بما يتناسب مع رواية جريمة، لكنها رغم ذلك لغة لا تخلو من شاعرية، سواء عبر المجازات اللغوية، أو شاعرية المشهد، مثل التقاط البطل لصور هدم بيت الجيران، وما يتداعى في ذهنه مع سقوط كل قطعة من سقف البيت. كان للأحلام حضور جلي في بنية الرواية ودفع الأحداث قدماً، أو كشف ما يعتمل في نفوس شخوص الرواية، سواء بمعناها الرمزي كأمل في المستقبل، التي عادة ما تكون أحلاماً مجهضةً لا تتحقق، أو الأحلام بمعنى الرؤية في المنام، التي نراها في معظم الشخصيات، وأحياناً تكون رؤى كابوسية، بخاصة لدى النساء، فواقعهن البائس يتحول إلى أحلام وكوابيس تطاردهن حتى في نومهن. كما استفادت الرواية كثيراً من التراث الشعبي، خصوصاً في حكايات العفاريت والجان، التي اشتهرت بها عائلة البطل وأجداده، فتجعلهم يأتون بأفعال خارقة للعادة. أو في ادعاء منى بأنها ممسوسة بالجان، حتى يكرهها زوجها ويطلقها. الرواية رغم حكايتها الإطار الخادعة، تبدو مسكونة بالعديد من الظلال الاجتماعية والثقافية، فالرصاصة الغادرة لم تخترق جسد الشهيد فقط، لكنها بالأساس، وبشكل أكثر جذرية، وبعد أكثر من أربعين عاماً، اخترقت المسكوت عنه في المجتمع الريفي، كاشفة عن اهتراء الأنساق والقيم المعروفة في القرية، كما تفضح ما يقع على النساء تاريخياً من قمع وقهر.


Independent عربية
١١-٠٤-٢٠٢٥
- Independent عربية
إقفال المعابر غير الشرعية مع سوريا: ضربة لاقتصاد لبنان أم فرصة؟
جاء التهريب بالازدهار للمناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، وهو ما لم تحققه وعود "الإنماء المتوازن" والخطط الحكومية التي بقيت حبراً على ورق وجهة نظر شريحة واسعة من أبناء منطقة وادي خالد في أقصى عكار شمال لبنان، ففي تلك المنطقة لا تزال البنى التحتية بدائية، ولا تزال الطرق بأكثرها ترابية، حيث يستخدم الأهالي في تنقلاتهم الدراجات الجبلية، وبدأ كثير منهم الاستغناء عن الزراعة المكلفة لمصلحة العمل على المعابر. ويعد التهريب في تلك المنطقة "ظاهرة تاريخية"، فليس بالجديد انتقال الأشخاص عبر المعابر غير النظامية ومن دون تفتيش، وهو ما تفرضه طبيعة المنطقة الجغرافية وتسهله العلاقات الاجتماعية والروابط العائلية، كما أنه جاء نتيجة طبيعية لبحث الإنسان عن سد تأمين مورد دخل ثابت وسد حاجاته الأساسية، فاستغل الناس قرب المسافات، ونصبوا على النهر ألواحاً خشبية سموها جسوراً لتسهيل العبور. في تلك المنطقة لا يجيد السكان إخفاء الأمور، فهم يتحدثون بالحقائق كما هي، إذ يستثمر الأكثرية الفرصة المتاحة لكسب رزقهم، وجاء انهيار نظام البعث السوري، وقصف المعابر النظامية بين لبنان وسوريا لتوسيع حدود تلك الفرص مع رغبة جامحة لدى الناس لزيارة سوريا والاطلاع على الأوضاع بعد هرب بشار الأسد وعائلته ومساعديه إلى موسكو، وشكلت مرحلة الأحداث الساحل السوري، محطة في تزخيم المعابر غير النظامية، إذ دخلت ما يزيد على 20 ألف نازح عبر سهل عكار وحدها نحو لبنان، إذ يقيمون لدى أقاربهم في القرى ذات الغالبية من الطائفة العلوية. رحلة ممتعة وآمنة خلال عطلة عيد الفطر شهدت المعابر غير النظامية بين لبنان وسوريا حركة ناشطة، إذ غادرت عائلات سورية لبنان لتمضية فرصة العيد بين أهاليهم والعائدين، كما قصد لبنانيون سوريا للتنزه، واستكشاف الأحوال هناك، والتجوال على ما تبقى من أسواقها القديمة، ومقومات الحياة فيها. تصف الشابة آية رحلة العائلة إلى حمص بـ"المريحة" و"الممتعة"، وتروي على بعد مئات الأمتار من أحد مراكز الأمن العام اللبناني في عكار أنها عبرت إلى سوريا من خلال معبر يقع مقابل "كازية أم جامع"، إذ "دفعنا 70 دولاراً للمسؤول عن المعبر لأننا سيارة عائلية، ومن ثم عبرنا على طريق ترابية إلى الجانب السوري". وتضيف "بعد نصف ساعة فقط كنا في قلب مدينة حمص، بينما كنا نحتاج إلى سبع ساعات من أجل التوجه من الشمال إلى معبر المصنع، ومن ثم تحمل الإجراءات الروتينية، وقطع مسافة طويلة، وبالتحديد هذا السبب الذي دفعنا لتفضيل معبر وادي خالد"، مشيرة إلى أنه "عندما أصبحنا في الأراضي السورية، كان عناصر قوات الأمن العام السوري في غاية التهذيب معنا، وكانوا يوجهون إلى عدم تفتيش النساء وتسهيل حركة القادمين من طرابلس بسبب المعاملة الحسنة التي لقيها السوريون أثناء إقامتهم في تلك المنطقة لبنان". من جهته يتحدث عامر عن ذهابه لتفقد أملاكه في سوريا، إذ عبر إلى هناك رفقة العائلة لقضاء فرصة العيد، وقد اضطر إلى العبور سيراً على الأقدام، قبل التوجه إلى حمص وباقي المناطق السورية من خلال سيارات موجودة على الطرف الثاني للحدود، مشدداً على أنه "ما كان للعائلة أن تعود وترى أملاكها مجدداً لولا سقوط نظام البعث في سوريا"، ويلفت إلى أن الرحلة كانت منتجة، إذ زار محافظات سورية عدة من حمص إلى حماة وحلب، وحالت الظروف دون التوجه إلى درعا. حدود واسعة على طول 378 كيلومتراً تمتد الحدود البرية بين لبنان وسوريا، ومن أجل ضبطها تتوزع من الجانب اللبناني 40 برج مراقبة متطورة، تديره قوة الحدود البرية، إلا أن الأعداد غير كافية وهو يجعل أعمال التهريب ميسرة وسهلة، وفي منطقة عكار، يتولى فوج التدخل البري الأول مراقبة وضبط 110 كيلومترات من الحدود على امتداد 56 بلدة لبنانية. في الآونة الأخيرة انشدَّت العيون إلى منطقة سهل عكار بوصفها النقطة الرئيسة التي دخل من خلالها آلاف النازحين من قرى الساحل السوري وحمص إلى القرى الحدودية، مستفيدين من أواصر القربى وسهولة التضاريس، فيما تزدهر عمليات نقل البضائع شمالاً في وادي خالد. ويؤكد العارفون بالمنطقة أن تداخل الحدود اللبنانية والسورية، يجعل "عمليات الضبط غير ممكنة إطلاقاً" على رغم الجهود التي يقوم بها الجيش اللبناني، إذ أوقف في الثالث من أبريل (نيسان) الجاري 192 سورياً حاولوا التسلل إلى لبنان بصورة غير نظامية، في المقابل نشرت صفحة "وين الدولة" عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لتهريب آلاف غالونات البنزين إلى سوريا في شاحنات "بيك أب" صغيرة عبر الحدود اللبنانية – السورية. تؤكد أوساط مطلعة على أمن المعابر النظامية في شمال لبنان أنه بعد استهدافها في الـ26 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 تعرضت تلك المعابر إلى أضرار كبيرة، وهي لا تزال مغلقة حتى يومنا هذا، سواء كان معبر العبودية، العريضة، أو حتى البقيعة، مضيفة أن "معبر العريضة تمت صيانته وجاهز للافتتاح، وكذلك الأمر بالنسبة إلى معبر العبودية الأقل تضرراً بانتظار قرار حكومي، وقيام الجانب السوري بتأهيل وصيانة المركز في الجانب السوري بعد تعرضه للتكسير والنهب عقب سقوط النظام السابق، وربما يحتاج ذلك إلى وقت لدعمه لوجيستياً، إضافة إلى تأهيل الجسر للعبور بين البلدين". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في المقابل تنتشر أحاديث بين الأهالي عن توجه لإغلاق معبر البقيعة في وادي خالد، بسبب عدم رغبة الجانب السوري باستمرار، والاكتفاء بمعابر العريضة والعبودية، وتحذر الأوساط الأمنية اللبنانية من أخطار تركيز حركة العبور على المعابر غير النظامية، "لأنه في الأحوال الطبيعية كانت العربة تمر وتتعرض للتسجيل والتفتيش عبر نقطة الجمرك اللبنانية، قبل وصولها إلى الأمن العام، حيث مزيد من التدقيق ومنح الأذونات، ومن ثم الدخول إلى الجانب السوري للحصول على إذن الدخول، ومن ثم رقابة الجمارك السورية"، فيما لا تخضع المعابر غير النظامية لهذه الاحتياطات الأمنية. من الجانب السوري للحدود، يتحدث سلمان مشرف على أحد المعابر قرب منطقة الشيخ عياش لـ"اندبندنت عربية" عن دورها في تخفيف وطأة أزمة الوقود في سوريا، إذ تدخل صهاريخ الغاز والبنزين، ويتخوف من "أخطار جمة تتعرض لها المنطقة بسبب تجميع الآلاف من غالونات البنزين بسعة 10 ليترات على طول المناطق الحدود، وأي شرارة نار قد تؤدي إلى كارثة بسبب كثافة عبور، وتصدير البنزين من دون معايير الصحة"، لافتاً إلى أن "الجغرافيا تسهم في ازدهار المعابر، إذ يكفي للمسافر العبور على ألواح خشب فوق النهر، ليدخل إلى الجانب السوري". ويقوم مسؤول المعبر بتأمين العابر بوسائل النقل، إذ يؤمن له الانتقال بواسطة النقل العام إلى حمص لقاء 10 دولارات، وإذا أراد سيارة كاملة يمكنه استئجار سيارة لقاء 50 دولاراً، لافتاً إلى أن "الربح ضئيل لأن سعر صفيحة البنزين في سوريا 20 دولاراً، أما في لبنان 15 دولاراً، ولكن الطلب في ازدياد لأن حركة النقل ازدادت كثيراً بسبب عودة أعداد كبيرة"، و"يُتوقع تراجع تدريجي لأعمال تهريب البنزين من لبنان بسبب ضخ النفط ونقله من الشرق السوري إلى مصفاة حمص، مما ينذر بحلول مستقبلية ممكنة". في قلب اقتصاد التهريب يعتبر التهريب مورد دخل لسكان المناطق الحدودية بين البلدين، فيما تتحدث بعض التقارير الإعلامية عن أن الجزء الأكبر من النشاط التجاري بين لبنان وسوريا يكون اليوم عبر المعابر غير الشرعية. هذا التهريب ليس بالجديد بحسب الخبير الاقتصادي بلال علامة، إذ يستغل الأهالي التداخل من أجل نقل البضائع بين طرفي الحدود والاستفادة من فارق الأسعار. يقر الدكتور علامة أن هذا النوع من التبادل بمثابة النشاط غير الرسمي ويصنف غير شرعي، ويعتبر أنه ذو تأثير محدود في الاقتصاد في حال استمر على النطاق الضيق واقتصر على المناطق المتداخلة، ولتأمين الاستهلاك الفردي المحدود، إلا أن تجاوزه تلك الحدود يصبح ضاراً بالاقتصاد الوطني. من هنا، يتحدث علامة عن تجارة غير شرعية منظمة تديرها شبكات تهريب، وتعمل على تأمين حاجات دولة من سلع معينة على حساب دولة أخرى ومدخراتها. وهو ما تعرضت له الساحة اللبنانية خلال السنوات القليلة الماضية، إذ نشطت عمليات تهريب السلع المدعومة من مصرف لبنان نحو الداخل السوري، من ربطة الخبز وصولاً إلى الدواء، بغية تخفيف الخناق المفروض على النظام السوري السابق بموجب قانون قيصر. تؤدي تلك الأنشطة إلى خسارة البلاد لمداخيل كبيرة للخزانة على شكل فوات فرص وخسارة الرسوم والضرائب المهدورة، ويتطلب الأمر تدخلاً من السلطة المركزية للحد من تلك التجاوزات التي تتخذ الطابع المنظم. ويشدد علامة على ازدهار التهريب في مختلف دول العالم في ظروف معينة وفي مناطق محددة قد تكون بعيدة من المركز، ولكن تسعى الدولة إلى تقييده ومنع اتساعه أو الوقوع في شرك الجريمة المنظمة والتجارة غير الشرعية. المعبر الوحيد يؤكد المتخصص العسكري أكرم سريوي أن عوامل تاريخية وجغرافية وسياسية أسهمت في تجذر المعابر غير النظامية قائلاً "هناك أسباب عدة منعت ضبط الحدود البرية في المرحلة السابقة، أهمها عدم توافر الإمكانات الكافية لدى الجيش اللبناني، فالطبيعة الجبلية الوعرة تحتاج إلى عدد كبير من العناصر، والتجهيزات الفنية، إضافة إلى أن الجيش السوري أيام النظام السابق، كان يرعى عمليات التهريب"، متابعاً أن العلاقة التي كانت قائمة مع "حزب الله" الذي كان لديه عدد كبير من المقاتلين في سوريا وكانوا يتنقلون بين البلدين عبر معابر غير شرعية، وليس هذا وحسب، فالتداخل السكاني في عدة مناطق حدودية "سمح بتجذر عصابات التهريب، بخاصة في ظل تراجع سلطة الدولة على تلك المناطق". تشكل سوريا المعبر البري الوحيد للبنان نحو الدول العربية وتركيا، ويسلط سريوي الضوء على تحول بعض النقاط الحدودية، إلى "مراكز نشطة ومهمة للتجارة وتبادل السلع، لعبت دوراً مهماً في تنشيط الدورة الاقتصادية"، مستدركاً "لكن خروج الأمور عن سلطة الدولة، وانتشار جماعات تهريب مسلحة، وتدهور الوضع الاقتصادي في سوريا جراء العقوبات، جعل المناطق الحدودية منافذ للنظام السوري للتفلت من العقوبات، وتجارة الكبتاغون، وتهريبه عبر لبنان إلى دول عربية وغير عربية"، لافتاً إلى أن الضرر الأكبر حدث للبنان جراء تهريب المواد المدعومة، من وقود وسلع غذائية، وتهريب الدولارات إلى سوريا. ملف على الطاولة في زيارتها الأخيرة، طرحت المندوبة الأميركية مورغان أورتاغوس ملف ضبط الحدود اللبنانية – السورية في المنطقة الشمالية أي عكار، والشرقية في البقاع والهرمل، ويضع سريوي هذا الاهتمام الأميركي بموضوع الحدود البرية في إطار النظرة العامة إلى مستقبل لبنان وموقعه في السياسة الأميركية، إذ يقول "اتضح من الزيارة الأخيرة للمبعوثة الأميركية أن الولايات المتحدة تولي اهتماماً خاصاً للبنان، وفي أكثر من ملف، بدءاً من الشأن الأمني والمطالبة بنزع سلاح 'حزب الله'، وتشكيل لجان فنية للتفاوض المباشر وبحث مسائل أمنية وحدودية واقتصادية مع إسرائيل، وصولاً إلى مطالبة بالإصلاحات المالية والإدارية ومكافحة الفساد وغير ذلك". ويتجلى هذا الاهتمام الأميركي المتزايد، حسب سريوي من خلال "الإلحاح على تنفيذ المطالب الإصلاحية وبسط سلطة الدولة، يوضح أن أميركا التي تبني قرب بيروت، واحدة من أكبر سفاراتها في العالم، تريد أن يدخل لبنان مرحلة جديدة من الاستقرار والتعافي، الذي يسمح لها بجعله مركزاً مهماً لعملها في منطقة الشرق الأوسط". ليخلص إلى أنه "انطلاقاً من هذه الرغبة الأميركية يمكن فهم اهتمام أورتاغوس بمسألة الحدود البرية، وضبط المعابر بين لبنان وسوريا، ويبدو أن واشنطن تدرك أن الوضع في سوريا، سيكون هشاً لوقت طويل، وهناك تخوف من تسرب جماعة مسلحة، وتهريب سلاح ومخدرات عبر الحدود، وفي الاتجاهين، لأن الفوضى على جانبي الحدود بين لبنان وسوريا، ستشكل خطراً على الداخل اللبناني، وكذلك على أمن إسرائيل، وهذا ما يقلق الأميركيين". الإدارة المؤجلة ينشر الجيش اللبناني خمسة أفواج على طول الحدود الشمالية الشرقية، وقدمت بريطانيا مساعدات مهمة للجيش لبناء أبراج مراقبة لضبط الحدود، لكن الطبيعة الوعرة للمنطقة والتداخل السكاني وتجذر عصابات التهريب، سمح ببقاء معابر غير شرعية عديدة، وفق تأكيد المتخصص سريوي الذي حذر من تكرار ما جرى في الأمس القريب بسبب تداخل الحدود، بعدما شهدت المناطق الحدودية اشتباكات بين الجيش اللبناني والمهربين، وكذلك بعض العشائر اللبنانية خاضت قتالاً مع عناصر من هيئة تحرير الشام، عندما تقدمت الأخيرة للسيطرة على بعض القرى الحدودية السورية، وأثارت تلك الأحداث قلقاً أميركياً، من احتمال انفجار الوضع. ويتحدث سريوي عن دور لعبته السعودية في تبريد الأجواء، وعقد اللقاء بين وفد أمني لبناني وسوري في الرياض، والاتفاق على نقاط عدة لضبط الوضع، وأبدى تخوفه من تكرار تلك الأحداث، معتبراً أن "ما جرى لا يطمئن بصورة كاملة، ولا يزال التخوف موجوداً من تدهور الوضع على جانبي الحدود"، مذكراً بـ"مطالبة بعض الأطراف بنشر قوات الأمم المتحدة لمساعدة الجيش، لكن لبنان ما زال يرفض هذا الطلب".


حضرموت نت
١٨-٠٣-٢٠٢٥
- حضرموت نت
عدن.. شرطة كريتر تضبط تاجر مخدرات بحوزته مئات الجِرامات من الحشيش
: اخبار اليمن| تمكنت شرطة مدينة كريتر في العاصمة المؤقتة عدن بالتنسيق مع وحدة مكافحة المخدرات من تحقيق إنجاز أمني جديد، حيث تم ضبط أحد تجار المواد المخدرة بحوزته كمية تقدر بـ 305 جرامات من مادة الحشيش المخدر. وفي تصريح صحفي، أوضح العقيد نبيل عامر ، مدير شرطة كريتر، أن العملية الأمنية جاءت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة أكدت تورط المتهم في الاتجار بالمخدرات داخل حي الصمود. وأشار إلى أنه تم تنفيذ مداهمة أمنية محكمة أسفرت عن القبض على المتهم، حيث عُثر بحوزته على الكمية المضبوطة من الحشيش. وأكد العقيد عامر أن هذه العملية تعكس يقظة الأجهزة الأمنية وقدرتها على تنفيذ عمليات دقيقة تستهدف ضرب شبكات الاتجار بالمخدرات. وأضاف مدير شرطة كريتر أن المتهم اعترف خلال التحقيقات الأولية بأنه عثر على كيلوغرام من مادة الحشيش في البحر، وقام ببيع جزء منه مقابل مبالغ مالية، مشيرًا إلى أنه منخرط في تعاطي وتجارة المواد المخدرة. كما أكد العقيد عامر أن الأجهزة الأمنية لن تتهاون مع أي شخص يتورط في هذا النشاط الإجرامي، وأنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق كل من تسول له نفسه المساس بأمن المجتمع. ودعا العقيد نبيل عامر المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تتعلق بالمخدرات أو أي أعمال مخلة بالأمن العام. وأوضح أن مثل هذا التعاون يعد حجر الأساس لنجاح العمليات الأمنية، ويحقق أمن واستقرار المجتمع. وأعلن أن شرطة كريتر فتحت محضر ضبط بالواقعة، وسيتم إحالة القضية إلى النيابة العامة فور استكمال الإجراءات القانونية اللازمة. وفي ختام تصريحه، وجه العقيد نبيل عامر الشكر لضباط وجنود شرطة كريتر على جهودهم الكبيرة ويقظتهم الأمنية، والتي مكنتهم من تحقيق هذا الإنجاز. كما ثمّن دور وحدة مكافحة المخدرات التي تعمل بشكل متواصل للتصدي لهذه الآفة الخطيرة، مؤكداً أهمية استمرار التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية لحماية المجتمع من مخاطر المخدرات وتعزيز الأمن والاستقرار. يذكر ان هذه العملية النوعية، تؤكد أن الأجهزة الأمنية في عدن تعمل بجدية وإصرار لمواجهة التحديات الأمنية، وتعزيز ثقة المواطن في قدرتها على حماية المجتمع، ومع ذلك، فإن مكافحة المخدرات تتطلب تكاتف كافة الجهود، سواء من الجهات الأمنية أو المواطنين، لتحقيق مجتمع خالٍ من هذه الآفة الخطيرة.