مخزومي: كلام السفير برّاك جرس إنذار
المطلوب من الدولة سحب السلاح وبسط سلطتها فعليا على ارضها وحدودها، وتفكيك البنى العسكرية والأمنية غير الشرعية، وإلا سيصبح لبنان لا سمح الله على رصيف الانتظار سياسيا واقتصاديا. اللبنانيون ينتظرون من دولتهم قرارات شجاعة تتجاوز معادلات شراء الوقت وادارة الأزمة."
انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب
تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة.
انضم الآن
شاركنا رأيك في التعليقات
تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شبكة النبأ
منذ 32 دقائق
- شبكة النبأ
مركز الامام الشيرازي ناقش.. دور الوعي الاجتماعي بثقافة التعددية في بناء الاستقرار
لولا التعددية لما كان للبشر وجود في هذه الدنيا، فالتعددية هي من اشكال من اشكال التنوع الكوني، والطبيعي والبشري، وكذلك هي تعبر عن النظام، وعن تنوع مختلف الاشكال والآراء والوجودات، وتعبر ايضا عن حرية الاختيار، ووجود التعاون والتكامل ما بين البشر. التكامل لا يتحقق الا من خلال وجود تعددية صالحة... تحرير: عصام حاكم عقد مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث ضمن نشاطاته الفكرية حلقته النقاشية الموسومة (الوعي الاجتماعي بثقافة التعددية.. بناء الاستقرار ومكافحة التهميش) بمشاركة عدد من الشخصيات الحقوقية والأكاديمية والإعلامية في ملتقى النبأ الأسبوعي الذي عقد بمقر مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء المقدسة، هذا وقد أدار الحلقة النقاشية الباحث في المركز الدكتور خالد الأسدي، وابتدأ حديثه قائلا: خلق الله تعالى الناس بمشاربَ مختلفة وجعل لكلٍّ منهم شرعة ومنهاجاً ولم يفرض عليهم اتباع سبيل معيَّن، حيث هداهم النجدين إما شاكرين وإمَّا كافرين، وأرجئ الأمر له يومَ يلقونه، ولم يُخوِّل أحداً ليقومَ مقامه بسوق العباد إلى ما يُريد بحر النار وحر الحديد، ومن جهة أخرى لم يُفوِّض لهم الأمر ككل، فأخذ عليهم الأمر بين الأمرين، وقال في ذلك صادق العترة المطهرة (عليهم صلوات الله الدائمة) لمَّا سُئل، أجبرٌ أم تفويض؟ فقال (ع): "لا جبر ولا تفويض ولكن أمرٌ بين أمرين"؛ لذا انتهج الأنبياء والأئمة الطاهرون منهج الدعوة والإرشاد دون الفرض والإكراه فأخذوا على عاتقهم توعية المجتمعات وتثقيفهم بقبول الآخر والانجذاب نحو التعايش السلمي ونبذ الطائفية، حتى قال قائلهم: "دخلتُ مسجد الكوفة فوجدتُ تسعمائة شيخٍ كلٌّ يقول: حدَّثني جعفر بن محمد" وقد خرج من تحت عباءته أئمة المذاهب على الرغمِ من مخالفتهم له، إلا أنَّه كان يُغدق عليهم بالعلم والمعرفة. حرص الدعاة الربَّانيُّون على إشاعة الثقافة التعددية بين الناس، وسعوا إلى خلق مجتمع متعدد ويقبل بالتعددية، وكانوا يُمثلون المؤسسة الاجتماعية الصحيحة، وقد أشار المرجع الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدِّس سره) إلى أنَّه "إذا كانت المؤسسة الاجتماعية على الطريق الصحيح؛ ستُعطي للإنسان الحريات المعقولة، كحرية الزراعة والتجارة والصناعة والسفر والإقامة وتحصيل العلم والزواج واتخاذ المسكان والاستفادة من المباحات، ومثل هذه المؤسسة توجب صحة الأفراد جسمياً وتوفر العمل، حتى يتجنَّبوا البطالة، كما انَّها توفر للإنسان المسكن والملبس والمأكل والمشرب والزوج أو الزوجة وغير ذلك" (عالم الغد:85). وينماز الوعي الاجتماعي بالقدرة على الفهم والإحاطة بالحقائق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية التي تحيط بنا، والتعرف على تأثيراتها بالأفراد والمجتمعات. والوعي الاجتماعي بدوره يؤدي بالفرد إلى تحليل وإدراك الظواهر الاجتماعية والتعرف على الحلول الممكنة للمشكلات الاجتماعية، وتشخيص الانحرافات التي تصيب المجتمع. رُبَّ سائل يسأل: ما الفائدة من الوعي الاجتماعي؟ من الممكن أن يسير الفرد نحو ثقافة القطيع وتحت شعار: (حشرٌ مع الناس عيد) إلّا أنَّ ذلك يؤدي إلى الصنمية الفكرية وتعليق العقول بيد الآخرين وبالتالي يؤدي إلى الاستبداد والاستعباد، والناتج من ذلك ما قاله الإمام أمير المؤمنين (ع): "فما خُلقتُ ليشغلني أكلُ الطيبات كالبهيمة المربوطة همها علفها، أو المرسلة همها تقممها، تكترش من أعلافها وتلهو عمَّا يُرادُ بها، أو أترك سُدى أو أُهملُ عبثا"(نهج البلاغة: 72). فللوعي الاجتماعي فوائد عدَّة، منها: 1. فهم المجتمع: يساعد الوعي الاجتماعي في فهم المجتمع وتحليله وتشخيص مكامن القوَّة والضعف فيه، وعلى المجتمع او المؤسسات الاجتماعية السعي بحل المشكلات ورفع الحيف عن المظلومين. 2. التعاون على البر: يساعد الوعي الاجتماعي في التعرف على المشكلات الاجتماعية والتعرف على الحلول الممكنة، عبر المشاركة الفاعلة في السعي لما يخدم المجتمع. 3ــ تعزيز المشاركة الاجتماعية وإيقاظ روح التفاني ومواكبة العصرنة، حيث يساعد الوعي الاجتماعي في تعزيز المشاركة الاجتماعية والعمل التطوعي على انتاج مجتمع يأخذ على عاتقه تحمُّل المسؤولية. 4. إدراك مديات المعرفة الاجتماعية: وهذا يتطلب جهداً مضنياً بالإضافة إلى التعاون الاجتماعي، ليصل إلى فهم الحقائق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية. 5. القدرة على التحليل المجتمعي: هذا الترتيب التقهقري جئنا به لمغزى معيَّن، فلم نُرد أن نبدأ من حيث سننتهي؛ وإنَّما بدأنا من نهاية السُّلَّم ومن ثمَّ تسلسلنا لنصل إلى البداية، لأنَّ المجتمع الآن وصل بقطع أواصر التعددية إلى مرحلة يئس هو من تداركها والعبور منها إلى بر الأمان عبر نبذ روح التفرقة والمذهبية والطائفية، فنحتاج إلى القدرة على التحليل الاجتماعي وكذلك القدرة على تحليل وتقييم الظواهر الاجتماعية. 6. التبصُّر والتبصرة: وهذا الأمر يحتاج إلى معرفة بالذاتية الشخصية لينطلق منها إلى الوعي بماهيَّات الآخرين والقدرة على فهم ذواتهم والتعرف على القيم والمعتقدات الشخصية، ومنها ينطلق إلى إحداث التأثير في غيره. وهذه التبصرة تعزز الوعي الاجتماعي بسبلٍ تقوم بتحفيز الذات والمجتمع منها: 1. التعليم: ولا يخفى على الجميع ما للتعليم من أثر في بناء الوعي المجتمعي، وإذا ما سخره الفرد لخدمة المجتمع يمكن أن يساعد في تعزيز الوعي الاجتماعي عبر توفير المعرفة والمهارات اللازمة. 2. المساهمات الاجتماعية: المديات التعاونية بين أفراد المجتمع ترفع الظن من ذهن المساهمين لتعزز فكرة نبذ التهميش، على سبيل المشاركة الفاعلة، ويمكن أن تساعد المشاركة الاجتماعية في تعزيز الوعي الاجتماعي بالتعرف على المشكلات الاجتماعية والعمل على حلها بالمساهمة الواعية. 3. التواصل: انماز الإنسان بغريزة لم يحصل عليها كائن حيٌّ غيره، ألا وهو التواصل والأنس بغيره، وللتواصل مع الآخرين اثر كبير في تعزيز الوعي الاجتماعي بوساطة الترابط التواصلي على وجهات نظر مختلفة والتعلم من الآخرين، وهذا يكفل القضاء على الفردانية على حساب تقبل التعددية الاجتماعية. ثقافة التعددية الاجتماعية هي ثقافة تقدر وتشجع التنوع والتعددية في المجتمع، وتشمل هذه التعددية الاختلافات في العرق، والجنس، والدين، واللغة، والثقافة، والتوجه الجنسي، والقدرات الجسدية والعقلية. هذه الثقافة تعزز من قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الأفراد المختلفين، وإشاعة هذه المفاهيم في المجتمع يُحدث صدمة نوعية أو نهضة مجتمعية تأخذ على عاتقها تقبل الآخر على أنَّه " الناسُ صنفان: إمَّا أخٌ لكَ في الدين أو نظيرٌ لكَ في الخلق". ولثقافة التعددية أهمية كبيرة في بناء الاستقرار ومكافحة التهميش، وبهذا نلمس مخرجات الوعي المجتمعي إذا ما طُبِّق في ما يأتي: 1. إذكاء روح التسامح في المجتمع الإنساني: كلما كان وعي المجتمع قد بلغ مبلغا كبيراً في فهم الأمور؛ شاع التسامح وتقبل الآخر وسار نحو التعددية بشكل أكثر وأكبر، وتعزز ثقافة التعددية الاجتماعية من الاحترام المتبادل بين الأفراد المختلفين نابذة وراءها الطائفية والعرقية والتهميش وكل يحصل على حقِّه ومستحقه. 2. الابداع: من أهم أسباب التخلف في المجتمعات؛ هو التناحر والتقاتل والتهميش والاستبداد والاستعباد وبتّ الأواصر الاجتماعية بسبب الاقطاع السياسي أو السلطوي الخاص، لذا قال الإمام أمير الكلام (ع): " ما جاع فقيرٌ إلَّا بما مُتِّع به غني"، فإذا ما تبددت هذه الأسباب؛ يتجه المجتمع نحو التطور والابتكار والإبداع لشعوره بحاجة المجتمع إليه؛ وهو بدوره ينجذب إلى خدمة المجتمع الذي أرسى لقدمه موضعاً بين ثناياه، وكذلك تؤدي به إلى تبادل الأفكار والخبرات بين الأفراد المختلفين. 3. الاعتصام المجتمعي: فقد أمر الله تعالى جميع العباد أن يتماسكوا ويتحابوا ويعتصموا بحبله، فقال (عزَّ وجل): (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)آل عمران103، ويمكن أن تساعد ثقافة التعددية الاجتماعية في تعزيز التماسك الاجتماعي والوحدة بين الأفراد والمجتمعات المختلفة. ولا بدّ من تعزيز هذه الأمور بالاحترام المتبادل بين فئات المجتمع وقبول وجهات النظر من دون عنف أو التمسك بالصنمية الفكرية على حساب احترام اختلافات المشارب والأذواق، بالإضافة إلى إشاعة روح التسامح وتغليب لغة الحوار على لغة الجدل العقيم والتزمُّت، وسينتج من ذلك عدالة اجتماعية يرضى بها الجميع، فثقافة التعددية تلعب دورًا هامًا في بناء الاستقرار المجتمعي ومكافحة التهميش بوساطة تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات المختلفة. ولإثراء هذه الورقة يسرنا أن نطرح عليكم سادتي سؤالين نجد فيهما ما يزيد من أهميَّة الورقة وسقيها من رحيق أفكاركم، وما هذان السؤالان إلا من باب الاستشارة "والمستشار مؤتمن فإذا استشير فليُشر بما هو صانعٌ لنفسه". وللمزيد من النقاش نطرح السؤالين التاليين للإجابة عليهما: السؤال الاول: ما هي الاسباب النفسية والاجتماعية لتزايد ظاهرة التهميش وتغول الاحتكار في المجتمعات الهزيلة؟. السؤال الثاني: هل للتعددية كثافة متجذرة ان تردم الفجوة بين الطبقات والاجيال وتحقق الانصاف والعدالة الاجتماعية؟ - الدكتور خالد العرداوي، مدير مركز الفرات للدراسات والتنمية الاستراتيجية: موضوع التعددية هي من الموضوعات الحساسة جدا، بل هي تشكل حالة قلق للمجتمعات سواء كانت متقدمة او متأخرة، لا سيما على مستوى فهم الثقافة وادراكها، مما يحيلنا مباشرة للاستفسار الاول ففي ظل تلك المجتمعات الهزيلة او البدائية، لن تجد صدى يذكر لثقافة الحوار وللتعددية على حدا سواء، ففي المجتمعات البدائية هناك اسباب عده تمنعها من استيعاب ظاهرة التعددية، من اهم تلك الاسباب هي شيوع ظاهرة الجهل الثقافي وليس الجهل العلمي، لذلك فان الجهل الثقافي هو سبب من اسباب عدم استيعاب هذه المفردات، واعطاها حقها اللازم، وفهم المصلحة من وجودها. خاصة عند الكثير من أصبح السلطة والنفوذ في تلك المجتمعات البدائية، الذين يستثمرون في تمزيق هذه المجتمعات طائفيا وعرقيا، بمعنى اخر انهم يمارسون هذا الفعل بداعي تحقيق المصلحة الذاتية. في السياق ذاته هي تشكل علامة خاسرة في الامد البعيد، حتى وان حققت شكل من اشكال المنفعة في المنظور القريب، الشاهد هنا بطبيعة الحال رئيس العراق السابق طاغية العصر صدام وكيف كان مصيره، حينما استثمر في الطائفية والعرقية. سبب اخر من اسباب فشل التعددية هو شيوع حالة الجمود الفكري، فعندما نتحدث عن الطائفية والعرقية نحن في حقيقة الامر نضع ايدينا على الروابط الاولية في المجتمعات، فالإنسان عندما يكون غير مدني، يزداد تمسكه بالروابط الاولية، بالتالي هو لا يدرك قيمة سيادة القانون، وقيمة المساواة امام القانون، وقيمة العدل. بالنتيجة هو يعتقد ان الاسرة، العشيرة، الطائفة، القومية، تغنيه عن الامور الانسانية، التي تربط البشر جميعا وتستظل بقول الامام علي(ع): (الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق)، لذلك هو يرتبط بالروابط الاولية التي لا تقتصر باي حال من الاحوال على عامة الناس. بل على النقيض من ذلك هناك من يجعل منها حالة مستمرة، فالقمم الاجتماعية التي من المفترض ان تكون هي المسؤولة عن التنوير الفكري، هي لا تقوم بهذا الشيء، سواء كانت مؤسسات دينية او مؤسسات معرفية او مؤسسات سياسية، كل هذه المؤسسات تعمل على ابقاء الجمود الفكري. فالإنسان من طبيعته لا يتقبل الاشياء الجديدة، ولذلك نلاحظ الرموز الاجتماعية هي من تنمي حالة الجموع وتجعلها تستمر، ايضا تأتيك حالة الاستبداد السياسي، فلا يمكن لمجتمع ان يعيش حالة تنوير الثقافي والفكري مع وجود نظام سياسي مستبد وظالم للناس. لذلك نجد كل المجتمعات البدائية هي تعاني من غياب التسامح، وغياب الايمان بالحوار، والحوار مع الاخر، وغياب الاحترام للحقوق والحريات، كلها هذا ينم عن وجود مجتمعات مستبدة بشكل او باخر، سواء كان ذلك الاستبداد ذو نزعه دينية او قومية. السلطة تعتقد انها تحتكر الحقيقة المطلقة، وعلى الناس ان تمشي خلف تلك السلطة، حتى في سردياتها الخاطئة، وهذا امر مهم. السبب الرابع هو غياب العدالة الاجتماعية، فعندما يكون المجتمع منقسم بحده الى طبقات غنية واخرى فقيرة، هذه الفجوة حتما تتسبب في خلق حالة من الاصطفاف والتخندق الاجتماعي، وهي ذاتها من تسببت بوجود الثورات والظلم الاجتماعي في اوروبا. اما ما يخص الاستفسار الثاني الذي يتعلق بالثقافة المتجذرة، بالنتيجة هذا الوعي المتخلف لا يقيم وزنا للأخر مهما كان، وهذا خلاف ما تسعى اليه رابطة المواطنة، ورابطة الانسانية، والحوار مع الاخر، والراي الاخر، عندها سيكون من السهل حل المشكلات. بالنتيجة ستكون المصالح متبادلة في الاطار العام، ولن يكون هناك صراع صفري مع الاخر، بل بدل عن ذلك سيكون هناك نوع من انواع التكامل مع الاخر، هذا هي مخرجات التعددية من وجهة نظرنا. الزراعة الجينية للتعددية ان الوعي لغة يعني الاحاطة تارة، والوعاء تارة اخرى، ويأتي ايضا بمعنى الصريخ، من اول مداخل الوعي هو المرض، فالإنسان عندما يتحسس المرض يطلب الصحة بغية اعادة التوازن للجسد. بطبيعة الحال من اهم مقومات ذلك الوعي ان يكون مزروعا جينيا، حتى نؤسس للتعددية بمعنى الاعم الاشمل، ما يهمنا الان هو التعددية السياسية التي هي عبارة عن مجموعة احزاب تتقاسم السلطة، ففي حال تحقق التعددية تبرز لها نتائج كما يقول جون لوك (تساعد على تعزيز المشاركة الجماعية)، اما بير فيقول( انها تساعد على الاستقرار والنمو)، جون ليو يقول( انها تساعد على تحقيق العلاقات والمصالح). عندما نحاول ان نترجم تلك العبارات الى الواقع العملي، نسجل من خلال ذلك مجموعة ملاحظات من اهمها.. هل وعينا على مشاكلنا الحقيقية؟، هل اسسنا الى ثقافة المشاركة؟، هل نجحنا في تحقيق الحقوق والواجبات والحصول على الحاجات الاساسية؟، هل اعدنا تقييم التجربة السياسية منذ العام (2003) والى الان ووضعنا المعالجات؟، هل تحسسنا المرض وقدمنا الاقتراحات اللازمة واهم المعالجات والحلول المقترحة والمدد الزمنية الكافية. لذا اعتقد ان الوقت مر سريعا، ونحن احوج ما نكون اليوم الى رفع التوصيات والمقترحات الى القيادة السياسية عل وعسى ان تكون النتائج مثمرة هذه المرة ان شاء الله. التعددية بالوعي في احترام الاخر - الدكتور عقيل الحسناوي، باحث وأكاديمي: التعددية ترمز الى التنوع واختلاف الآراء، والتهميش فهو يعني الاقصاء من الحياة السياسية، الاجتماعية، لا سيما وان الدستور العراقي ضم الكثير من المواد التي تكافح التهميش، ففي الفصل الثاني على سبيل المثال من الدستور العراقي هناك حقل خاص عن الحقوق والحريات من المادة (14/30)، هذه المواد استطاعت ان تحتوي هذه الاشكاليات. بالتالي ان الاساس القانوني موجود، ولكن الثقافة الاجتماعية السائدة هي التي كرست فينا حالة اقصاء وتهميش الاخر، اضف الى ذلك التهميش له اشكال وانواع مختلفة منها التهميش الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي، هذه المفاصل الحيوية من الناحية القانونية تم معالجتها، ولكن من الناحية الفعلية لم تتم معالجتها، وهذه مشكلة كبيرة جدا تتعلق بالوعي واحترام الاخر. ما يعنينا ان الاسباب النفسية هي المحرك الحقيقي لهذه الظاهرة، الخوف من فقدان الهيمنة من جهة، ومن جهة اخرى الاحباط واللامبالاة، كلا الامرين يشكل عامل ضغط على المهمشين وعلى السلطة في آن واحد، ايضا الانقسام الاجتماعي، ضعف المؤسسات الاجتماعية، الفساد. بالنتيجة ان التعددية هي ثقافة استطاعت من خلالها العديد من الدول ان تقطع اشواط كبيرة في مسار التقدم مثل رواندا والبرازيل، التهميش الصحي موجود في اعظم الامم كالولايات المتحدة الامريكية، ايضا هناك تهميش على مستوى الخدمات في العديد من الدول. من الحلول المطروحة في دعم ثقافة التعددية هو حوار الاجيال، واعادة قراءة التاريخ. التطرف الديني ورفض التعددية ماهي اهم مغذيات الثقافة في المجتمع هل هو القانون ام التربية ام الدين، التعددية من وجهة نظرنا هي مفهوم سيال ونسبي بين مجتمع واخر، اهم اسباب رفض التعددية هو التطرف الديني الذي رافق البشرية منذ البدايات، الدليل على ذلك هي حالة العدائية والعدوانية بين اتباع ديانة واخرى، لذلك نرى اقصى درجات التهميش والاقصاء والتكفير وحتى ازهاق الارواح تتم من خلال تلك الفكرة. بالتالي ان الفهم الخاطئ للأديان تسبب لنا بالكثير والكثير من الماسي، والى الان ونحن نعاني من كارثة التطرف الديني الذي مزق العديد من المجتمعات والبلدان. النقطة الثانية هي المنفعة المادية واساسها تغلغلها في ثنايا المجتمع، ومن ثم في جميع مفاصل المؤسسات السياسية والتشريعية والقانونية، ناهيك عن السياسات الغربية الغاشمة التي تريد ان تمارس التعددية الجائرة والظالمة والشاذة عن الاعراف والمعتقدات الانسانية والسلوكية المثلية نموذجا. - الشيخ مرتضى معاش: ان التعددية هي غاية الوجود الانساني، ولولا التعددية لما كان للبشر وجود في هذه الدنيا، هذه هي نقطة محورية يمكن الانطلاق من خلالها نحو افاق اخرى، فالتعددية هي من اشكال من اشكال التنوع الكوني، والطبيعي والبشري، وكذلك هي تعبر عن النظام، وعن تنوع مختلف الاشكال والآراء والوجودات، وهي تعبر ايضا عن حرية الاختيار، ووجود التعاون والتكامل ما بين البشر. التكامل لا يتحقق الا من خلال وجود تعددية صالحة، تستطيع ان تستوعب البشر وتعطيهم الصراط القويم في الحياة، اما ما يخص حالة التهميش والاقصاء الموجودة في العراق، وهو مرض كبير موجود في بلادنا، وهو في حقيقة الامر مرض ثقافي ونفسي، من جراء التراكم التاريخي والنفسي للقمع والكبت طويل المدى. وذلك من خلال مئات السنين للدولة المركزية السلطوية، مما ادى الى تجذر الاستبداد والتهميش والاقطاع بكافة اشكاله وانواعه، بالنتيجة امست تلك الثقافة امرا واقعا ينتقل من جيل لآخر، حتى اصبحت من المسلمات، بالتالي الدولة التي تمارس التهميش هي دولة هزيلة وفاشلة، التهميش يؤدي الى انطلاق الثورات والى زعزعة شاملة. العشوائيات المنتشرة على أطراف المدن هي حالة من حالات التهميش، خوف المواطن على رزقه هو شكل من اشكال التهميش، ايضا عدم وجود تعددية سياسية حقيقية، وهو لا يستطيع ان يعبر عن ما يجول ما في نفسه، ما لم يكن منتم لقطاع سياسي او اقتصادي او طبقة اجتماعية، هذه الاقطاعيات المتجذرة تتشكل بأشكال مختلفة تارة ملكي او قومي او اقطاع سياسي متأسلم. هذا تعبير لحالة توارث الاقطاع وللتغول والاحتكار، بالنتيجة هو يؤدي الى المزيد من التهميش، هذه الجدلية تحتاج الى التفكيك والفهم، وذلك على اعتبار ان صانع القرار اليوم هو شخص عدمي، لا يؤمن بالوجود الانساني، ولا يؤمن بالمستقبل، بل يؤمن بالحاضر كما هو ويتلذذ به، من دون مراعاة لمصالح الاخرين. وهذه هي مشكلة العدمية السياسية الموجودة في كل الاتجاهات، وهي تؤدي الى تدمير وتآكل داخلي، التهميش يخلق حالة من حالات الغليان الداخلي الذي يسيطر على انفاس الناس وعلى حرياتهم، المستفيد الحقيقي من التهميش هو الفاسد، الظالم، المستبد، السلطوية المركزية تلك الفكرة المعشعشة، فالجميع هنا يعيش حالة الاقصاء والتهميش في جميع المراحل العمرية. الفكر العنصري، المريض النفسي، الشعور بالنقص، هؤلاء جميعا يستفاد من التهميش، في بعض الاحيان يحصل تداول سلبي ما بين السلطة المركزية والمهمشين، بمعنى آخر عندما يمارس المهمشين نفس اخلاقيات السلطوية المركزية السابقة، وهذه هي مسؤولية النخب الثقافية لمعالجة هذا الامر بعمق، واعطاء التوصيات اللازمة لصانع القرار السياسي، وحتى لا تصبح ثقافة متجذرة في الاوساط الاجتماعية، بل لابد من صنع سياسات جديدة ورؤية معاصرة. ومن اجل نشر ثقافة التعددية يمكن لرجال الدين والمؤسسات الدينية والحوزات العلمية، ان تمارس ترسيخ التعددية الثقافية، لان أصل وجود المذهب الشيعي قائم على التعددية في الاجتهاد والاستنباط الفقهي، فنحن امام تعددية جذرية في داخل المذهب الشيعي، ويجب الحفاظ عليها، وان كان هناك اتجاهات تحاول قلب هذا النسق التعددي الى احادية مطلقة، هذه الاحادية تمنع الاخر من التفكير، ومن التعبير عن افكارها وعن رؤيتها، هذا قد يؤدي الى الاندثار. فالعالم اليوم مفتوح وفي كل الاتجاهات، والأجيال الجديدة غير ملزمة ان تعيش الثقافات السابقة، وهي امام ثقافات عالمية اخرى لا تحدها حدود، المواطن في العالم اليوم ليس اسير للثقافة المحلية، اصبح لديه ثقافة عالمية ويتكلم بلغة عالمية، وليس لديه ارتباط بالواقع المحلي، بالنتيجة نحن امام رمزية واضحة لحالة التهميش التي يعيشها الانسان في عالم اليوم. من المشكلات الاخرى هي الخوف من الاخر، وعدم وجود ثقة بالنفس، وكذلك نفتقد لمزية حسن الاستماع للآخر والانصات له، وهذه السلوكيات من الطبيعي ان لا تؤدي الى بناء التعددية بين الاجيال، الاجيال السابقة التي عاشت السلطوية المركزية لا تستطيع ان تتجاوز نظرية فرض هيمنته واخلاقياته وعاداته على الاخر. لذلك كل المشاكل الاجتماعية في العلاقات الزوجية والاسرية كلها مرتبطة بهذه القضية، بالنتيجة الجيل القديم يحاول ان يفرض سلوكياته على الاجيال اللاحقة ويعتبرها مقدسة، الصراع بين الاجيال هي حالة أساسية تعبر عن فقدان ثقافة التعددية والتعددية الثقافية، ناهيك عن تنامي الطبقية الاستهلاكية التي تقوم على التهميش، فالانسان الذي يمتلك سيارة حديثة على سبيل الفرض يقوم باحتقار الاخر الذي يمتلك سيارة من نوع اقل، هذا التفكير سيئ جدا وسلبي. لذلك لابد ان نصنع حاضنات جديدة، وان نخلق قنوات للحوار المثمر والبناء، وان نخلق شكل من اشكال العدالة الاجتماعية والانصاف، لان كلاهما غايتان اساسيتان لتجذر ثقافة التعددية. عوائل ديمقراطية اخرى قمعية ان حيثيات وتفاصيل هذا الموضوع تكاد تذكرنا في العام (1982)، تلك السنة التي حصل فيها على مقعد في كلية القانون والسياسة اسمها آنذاك، كان من اهم الدروس في ذلك الوقت هو درس النظم السياسية، التي يدرسها الاستاذ عبد الرضا الطعان الذي يقسم العوائل الى نوعين عوائل ديمقراطية متحررة وعوائل اخرى قمعية متحكمة. بالنتيجة يخرج من العوائل الديمقراطية المتحررة قادة البلدان والشعوب، وعادة ما يكون افراد العوائل المتحكمة القمعية هم التابعين لهم، في السياق ذاته استعيد من الذاكرة ايام دراستي في المرحلة الابتدائية، كان في نفس الصف طالب من العوائل الميسورة، وكان يرتدي افضل الملابس، وكانت دماء العافية تسطع من وجهه، وكان يتصرف كابن ذوات. في مقابل ذلك انا شخصيا كنت انحدر من اسرة بسيطة، وكان الاب ذو نزعه متسلطة بسبب خلفيته العشائرية والبيئية، هذا مما سبب لي حالة من حالات سلب الارادة والضعف، بالتالي هناك ثمة فجوة واسعة ما بين النموذجين النموذج القوي والنموذج الضعيف. ولكن وعلى الرغم من كل ما تقدم، كان هناك فرق جوهري وكبير، كان الوالد رحمه الله مع ما يمتلك من نزعة متسلطة، كان يتمتع بأسلوب خطابي مثير للانتباه في جميع الاوساط الاجتماعية وزرع فينا الاخلاق، القيم، بالنتيجة شكل هذا المنحى انعطافه مهمة ما بين القسوة والتسلط والثقافة والحكمة وتصويب الرؤى والافكار. ولهذا اجد الان فارق كبير بيني وبين هذا الشخص الميسر، الذي اتقدم عليه بالكثير من المحطات والجوانب، والسبب من وجهة نظري هو حصولي على التربية والاخلاق والقيم الصحيحة. المساواة والعدل والانصاف لتحقيق التعددية ان ثقافة التهميش استراتيجية يفرضها الاقوياء، سواء كانوا في معرض السلطة او في مواقع اخرى، السبب الاخر هو التنافس غير الشريف، السبب الثالث هو عدم تكافؤ الفرص بين الناس، هذا مما ادى الى نوع من انواع النقمة والسخط، لذلك اصبح الانسان العراقي البسيط هو محل انتقاص في العهود السابقة ايام الملكية وايام النظام البعثي. التهميش والاقصاء بطبيعة الحال له اشكال متعددة حتى على مستوى الدراسات الدينية، وكيفية اختيار المرجعيات الدينية التي تقوم على اعتبارات معينة، بالنتيجة ان المساواة والعدل والانصاف هي قواسم مشتركة لتحقيق التعددية. ثقافة التعدد هو التنازل عن انانيتي والقبول بالآخر - الدكتور منتصر العوادي، أستاذ جامعي: ثقافة التعددية من الموضوعات الحيوية والمهمة في حياتنا اليومية، التي نجهل مصاديقها وتطبيقاتها، علما ان مفهوم التعددية من الموضوعات التي اشار اليها القران الكريم والسنة النبوية، لاسيما قوله تعالى(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، وايضا في قوله تعالى (لكم دينكم ولي دين). يفهم من ثقافة التعدد هو التنازل عن انانيتي والقبول بالأخر مهما كان، شرط ان يكون الاخر متقبل لي، في مقابل ذلك ليس من المعقول ان اتقبل الافكار المتطرفة والمنحرفة والشاذة، قضية التهميش لها متعلقات تتصل بالتربية والاسرة، فعلى سبيل المثال اعتاد الوعي الريفي والعشائري ان يضع المرأة في منزلة اقل من الرجل بالنتيجة برزت قاعدة تقول ان المرأة مهمشة وان الاولاد مهمشين امام سلطة الاب، وحتى في قضية الزواج نرى من يتدخل في اختيار شريك العمر سواء كان والد او بنت، نستنتج من خلال ذلك اننا احوج ما نكون الى فهم مصاديق التعددية، وما يحيط فيها من اشكاليات ومطبات. - محمد علي جواد تقي، اعلامي وكاتب في شبكة النبأ المعلوماتية: ان الاسباب الذاتية هي التي تؤدي لثقافة التهميش، والتي ترسخها الاسرة العراقية في نفوس ابنائها من حيث تدري او لا تدري، بالإضافة الى ذلك نجد المؤسسات الثقافية والاصدارات الثقافية تدفع بذات الاتجاه، وهي ترفع راية الذاتية والفردية والاحادية بين ابناء المجتمع الواحد. غياب الوعي الثقافي - الدكتور لطيف القصاب، إعلامي وباحث سياسي: الوعي السياسي وكذلك الوعي الاجتماعي، هي نتاج لمقدمة واحدة، وهي غياب الوعي الثقافي، الثقافة هي القاطرة التي تقود القطار الحضاري كانت وما زالت، لكن في العراق مع الاسف الشديد حتى عندما يوزعون الحقائب والوزارية الكل لا يريد وزارة الثقافة. الى جانب ما تقدم لا بد ان نذكر (ان تكون متعلما شيء وان تكون مثقفا شيء اخر)، وهذا بحد ذاته يحتاج لورقة بحثية كاملة، السؤال هنا من اين يأتي الوعي المتقدم؟، الجواب من القراءات الاولى، ويأتي من العلاقات الاولى، الامام علي عليه السلام لماذا دعي الناس للسكن في المدينة وترك القرى، في المدينة نجد الافاق تتوسع، في المدن تتسع دائرة العلاقات مع الاخر وتتقبل الاخر. التعددية في العراق - الباحث حسين علي حسين عبيد، باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الاستراتيجية: يرهن الاجابة على الاسباب النفسية والاسباب الاجتماعية لتزايد ظاهرة التهميش. اولا: الاسباب النفسية يمكن ان نوردها في اربعة مراحل.. - المرحلة الاولى: الاستسلام والشعور العجز - المرحلة الثانية: اللامبالاة الجماعية - المرحلة الثالثة: الخوف من السلطة - المرحلة الرابعة: وتفكك الهوية الفردية والجماعية اما ما يخص الاسباب الاجتماعي فهي.. - اولا: غياب العدالة الاجتماعية - ثانيا: ضعف مؤسسات المجتمع المدني - ثالثا: ثقافة المحسوبية والولاء - رابعا: الاعلام الموجه ختاما هل التعددية في العراق هي فعلا ثقافة متجذرة؟. ثقافة التعددية بشرطها وشروطها هناك مجموعة خيارات اساسية في مسالة التهميش، خاصة ما يتعلق منها بالأسباب النفسية والاجتماعية والسياسية والتربوية والاسرية والثقافية وما شاكل، وهي تكاد ان تتمحور في حدود الخوف من الاخر، بسبب المساحات الضيقة. ايضا نجد الكثير من الشخصيات السياسية والاجتماعية تعاني من ضعف الشخصية، وهذا مما يملي عليها فكرة التعاطي مع الشعراء والمهاويل للثناء عليها، بغية تعظيم وتضخيم تلك الشخصيات الهزيلة، يضاف الى ذلك قلة التربية الاسرية واساسها قبولها بالأخر. لذلك لابد من تفعيل ثقافة التعددية بشرطها وشروطها، وذلك من خلال الاعتماد على المناهج الدراسية، الحوار البناء، الاعلام الحر والمستقل. التعددية مصدر قوة المجتمع يعرج على فكرة التعددية من وجهة نظر الامام الراحل السيد محمد الشيرازي، الذي كتب العديد من المؤلفات والكتب في مجال التعددية واهميتها واقسامها وما ينتج عنها وما الى ذلك، الامام الشيرازي كان مستند في قناعته على الثقافة القرآنية، وذلك على اعتبارها ثقافة بشرية. وكان يعتقد ايضا ان التعددية هي مصدر قوة المجتمع، والوعي الاجتماعي بأهمية قوة هذا التعدد، هو الذي يجعل المجتمع مستقر ولا ينحاز نحو التهميش، بالإضافة الى ذلك كان الامام الشيرازي المصدات التي تؤدي لزوال التعددية، التي اساسها التهميش الفكري والسياسي. وذكر ايضا على ان قوة التعددية في بناء المجتمعات سواء كانت دينية او مدنية او عالمية، هو قائم على اساس التعددية، التي تقوم على مجموعة مغذيات من اجل تعزيز مفهوم الارتقاء بالمجتمع، المغذيات التي تطرق اليها السيد الشيرازي وبعضها نظريات والبعض الاخر افكار تحتاج للمزيد من القراءات. على سبيل المثال تم ذكر الحرية وتقديس الحرية على اعتبارها من مغذيات التعددية، مسالة الشورى ايضا هي من مغذيات التعددية، مفهوم اللاعنف هو الاخر يدخل في خانة المغذيات، ناهيك عن العناوين الاخرين العدل الانصاف المساواة كلها تدخل في بوتقة المغذيات الاساسية للتعددية. لو فرضنا وجود مجتمع واحد، وملك واحد، وديانة واحدة، وثقافة واحدة، ولون واحد، واصل واحد، ومجتمع غني، هل نحتاج للتعددية، من هنا يجيب السيد الشيرازي ان المجتمع ظاهرا يبدو انيق ومتجانس، ولكن في واقع الحال هو ضعيف، ومعرض للزوال في اول صدمة يتعرض لها، والسبب لان المجتمع يعاني من التيبس الفكري. نمو المجتمعات - عدنان الصالحي، مدير مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية: ماذا يعني عنوان المجتمعات الهزيلة وكيف نصفها وعلى ماذا نعتمد؟، الاستفسار الثاني كيف للتعددية كثقافة متجذرة ان تردم الفجوة بين الطبقات والاجيال؟، باعتقادي ان الامر نابع عن نمو المجتمعات، سواء كان ذلك النمو سليما او مشوها. التهميش وغياب الهوية والانتماء - محمد علاء الصافي، باحث في مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث: ان التجربة الاجتماعية والثقافية العراقية رسخت في الاذهان فكرة المجتمع الواحد، النوع الواحد، القائد الاوحد، الحزب الاوحد، الفكرة الشاملة، هذا النوع من التفكير يجعل من فكرة التعددية غير متجذرة ثقافيا، الامر كذلك ينسحب على الاسباب النفسية والتميزية في اصل العرب والعجم، وما الى ذلك من التقسيمات العشائرية، لذلك ان ثقافة التعددية غير موجودة كواقع. لكن ما بعد (2003) تم التركيز على موضوع التعددية السياسية، اضف الى ذلك ان العراق تأسس على تجربة المكونات، فالتمثيل السياسي لابد ان يشمل المكون المسيحي والتركماني والكردي والعربي الشيعي والسني، وما تبقى ليس لهم وجود، فالعربي مثلا ليس من حقه ان يكون مدني وغير منتمي للشيعة او للسنة، بالتالي هذه التوصيفات وهذه العناوين هي نظم مشوهة، لكنها في حقيقة الامر تحقق قدر بسيط من التعددية. ايضا ما يؤدي الى التهميش هو عدم تكافؤ الفرص على المستوى الاقتصادي والسياسي، غياب القانون هو الاخر يزيد من فرص التهميش وغياب السلطة، التهميش يخلق حالة من حالات غياب الهوية وغياب الانتماء، يكون فيها المجتمع مشوها. وعي يزرعه تعليمّ وتثقيف الوعي الاجتماعي بثقافة التعددية وبناء الاستقرار ومكافحة التهميش، عناصر المجتمع التي تملك وعي متقدم وحضاري ومشبعّة بثقافة التعددية أي قبول الاخر وقبول الافكار التي تشكلّ صلاح لعموم الامة. لان عملية الوعي السياسي ووجود الحس الدقيق والقبول بالطرف الاخر واحترام مايطرحه من أفكار وبرامج وسلوكيات، لا تأتي من فراغ بل من خلال وعي زرعه تعليمّ وتثقيف ممنهّج تمت ممارسته في الامة، اذ لا يمكن صناعة تلك الحالة من فراغ او من عدم، في المجتمعات المتأخرة والهزيلة ثقافيا تحس بتنمّر وتغول لديها في تهميش واحتكار السلطة دون الاخرين ويقولون انها امانة الاجداد لنا دون الاخرين، أما كيف يمكن قبول ونشُوء والتحمس نحو التعددية وتحويلها كثقافة تمارس داخل المجتمع، يمكن من خلال صناعة تعلّيم ممنهج وصناعة ثورة ثقافية تخدمها وتساعدها مجموعة نشاطات فنية من رسوم واناشيد ولقاءات فكرية وتوضيح التجارب والممارسات التعددية واثارها على الناس والمجتمع، الكل يعتبر هذا عمل حضاري ومهم لإصلاح المجتمع والعملية السياسية ولا يمكن ان نقول خلال سنة او عشرة سنوات المجتمع يقبلها بسهولة او الدوائر السياسية تحترمها وتسلّم بها. * مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث/2002–Ⓒ2025


شبكة النبأ
منذ 33 دقائق
- شبكة النبأ
الامام علي السجاد (ع) والثبات على المبادئ في مقارعة الطاغية والفاسد
هكذا هم أئمة الهدى، فهل نحن اليوم نسير على هداهم، وهل ابصرنا مسعاهم في إنارة الدرب لنا بتضحياتهم، وهل كنا على مستوى المسؤولية التي كلفنا بها، وهل نصرناهم من خلال السير على منهجهم المحمدي، ام اننا تعكزنا على ما نزعم بانه اعتلال او خضعنا خنوعاً لرغبة الطاغية ولأرباب الفساد... ونحن في أيام عاشوراء أيام الحسين عليه السلام، نستذكر الثورة الحسينية بكل تفاصيلها ونحاول ان نتصور احداثها، لغايات عدة منها ان نعلم الأجيال على ان ثورة الحق لا تنتهي وان ضحى أصحابها بالأنفس، وان نربي انفسنا على ان اتباع الحق ونبذ الباطل يخلد من يعمل بنزاهة ضمير وصفاء قلب وبياض يد، كما تُعلمنا العبر والدروس حتى ننتفع بها في حياتنا، فضلا عن ثواب العَبرة التي تسكب من العيون ويضيئ اضاء الله بها دروب الحق والعدالة. ولا جديد عندي ان ذكرت دور الامام السجاد (ع) في معركة الحق ضد الباطل، ودوره في أيام المعركة وما بعدها، الا اني أحاول ان استذكر موقفه تجاه ما يؤمن به من مبادئ اخلص لها وسار على طريق ابيه الحسين (ع) وجده الرسول الاكرم (ص) ومنهج امير المؤمنين الامام علي(ع). لكن ما اود ان اعرض له هو موقف الامام السجاد في أيام المعركة وهو العليل الذي خار جسده من شدة المرض، الا ان هذا لم يمنعه من أداء دوره المرسوم له من الله تعالى في المعركة خلال ايامها وما بعدها، ويتجلى موقف الامام السجاد (ع) بمحاولة النهوض ودخول المعركة عندما رأى الامام الحسين وحده في الساحة بلا ناصر الا ان عمته الحوراء زينب (ع) منعته بسبب شدة مرضه، وتقول المصادر التاريخية ان في ذلك حكمة حتى يبقى خط الامامة لأنه الامام المعصوم الذي سيتولى امر الامة من بعد استشهاد الامام الحسين (ع). وفعلا كان له الدور الأهم في الحفاظ على المنهج المحمدي للإسلام الحنيف، كما انه مارس دوره في مقارعة المستبد والطاغية بعد انتهاء المعركة ولم يهادن ولم يضعف، على الرغم من كل الضغط الذي مارسه الطغاة ضده، وكل الاغراءات التي قدمت له، الا انه لم يرضخ ولم ينسحب من معركة الحق بل استمر، ولم يجعل من مرضه الشديد مبرراً للانسحاب، كما لم يجعل من كل الضغط الذي وجه اليه سبباً للخضوع الى رغبة المستبد والطاغية. وارى ان السبب يكمن في معرفته لحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، لأنه امام المسلمين، ولابد ان يتصدى لكل ما يحفظ لهم دينهم واموالهم وارضهم وعرضهم، وفي هذه الحوادث يقدم لنا عبرة لابد وان نعتبر منها، بان المسؤولية والمنصب ليس للمنافع والمغانم، وانما المسؤولية عمل فيه مواجهة الظالم والمستبد والطاغية والديكتاتور، ومن الممكن ان تتعرض حياة الامام (ع) وامواله ومصالحه وأهله للخطر، وهذا ما جعلنا نستذكر واقعة الطف كل عام بل في كل يوم، وعلى وجه الخصوص هذه الأيام التي اشتد فيها ظلم اليهود والكفار على المسلمين في غزة وفي المنطقة، والحكام العرب واغلب الحكام المسلمين والطغاة وسواهم يقفون متفرجين على الإبادة التي حلت بأبناء غزة، بوازع انعدام الحيلة تجاه مقاومة الكيان الصهيوني والغرب، لكن لو كان هؤلاء قد اعتبروا من موقف الامام السجاد (ع) ومن منهج النبوة لتوفرت لهم أسباب القوة في التصدي والمقارعة، لكن حب الدينا اغشى ابصارهم. كما ان بعض الذين جعلهم الله في موقع المسؤولية تجاه قيادة الشعب والتحكم بمصير المواطنين، لم يعتبر من موقف الامام السجاد (ع) الذي لم تثنيه كل ما كان عليه من اعتلال في البدن من الوقوف بوجه الظالم والطاغية، ولم يترك موقع المسؤولية بسبب هذا الاعتلال البدني الشديد، ولم ينسحب من المشهد او يمنعه من ممارسة عمله بما يمليه عليه ضميره تحت وازع ضغط السلطة وإغراءاتها، ولم يفكر بان يتوقف ولو لبرهة عن أداء الواجب لان السلطة الاموية في حينه مارست عليه التهديد والوعيد، بل سار في إقدامه على قول الحق والافتاء بما يتفق ومبادئ الشريعة السمحاء تجاه حفظ حقوق العباد والبلاد، ولم يفرط بها لأي سبب كان سواء ضغط السلطة ام اعتلال البدن. كما انه (ع) أدى دوراً مهما في توجيه الرأي العام وكشف غبار التزييف عن الحقيقة التي غطتها الدعاية الاموية، حيث كشف لعامة الناس الحقيقة كما بين لهم حقيقة من مارس الضغط عليه وأساليب الاغراء، بل حتى الذين بثوا الدعاية على انه (ع) لا يقوى على أي عمل لانه معتل الجسد، وحاولوا تنحيته عن مقامه في الامامة. هكذا هم أئمة الهدى، فهل نحن اليوم نسير على هداهم، وهل ابصرنا مسعاهم في إنارة الدرب لنا بتضحياتهم، وهل كنا على مستوى المسؤولية التي كلفنا بها الائمة الاطهار، وهل نصرناهم من خلال السير على منهجهم المحمدي، ام اننا تعكزنا على ما نزعم بانه اعتلال او خضعنا خنوعاً لرغبة الطاغية والجائر ولأرباب الفساد. وفي الختام السلام على الامام السجاد (ع) وعلى الائمة الاطهار والصلاة والسلام على نبينا الاكرم محمد (ص) ونسأل الله بشفاعة وجهه الكريم ان يهدي القائمين على أمور البلاد الى سبيل الحق وان يستبدل اشرارهم بأخيارنا، ولان وجه الله الكريم هم اهل بين النبوة، فان شفاعتهم امنية كل مسلم تقي عانى من جور السلطة وظلم الفاسدين.


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
الحجار: لبنان لن يكون منطلقًا لأي عمل يضرّ بأمن الخليج
جاء في 'الراي الكويتية': أجرى النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف محادثات مع وزير الداخلية اللبناني أحمد الحجار، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين. وفي مؤتمر صحافي عقب اللقاء، أكد اليوسف أن «الكويت ولبنان شقيقان منذ زمن بعيد. والعلاقات بينهما بدأت منذ استقلال دولة الكويت العام 1961». وعن تقويمه لجهود الدولة اللبنانية والقوى العسكرية والأمنية في ملاحقة تجار المخدرات، قال: «بأمانة، هذه أهمّ نقطة أردتُ بحثَها، وهي من أكثر المسائل التي تعني الكويت في ضوء الخوف على أبنائنا نظراً لِما تشكله المخدرات من آفة، ويستخدمها الأعداء أكثر من السلاح لضرب الجيل الجديد. ومن هنا نقدّر التعاون مع الإخوة في لبنان في هذا المجال. وآخر كمية ضُبطت قبل نحو شهر في الكويت كانت بناء على معلومة من لبنان بعدما مرّت بثلاث دول». ورداً على سؤال حول هل ستخصصون دعماً معيّناً للبنان وإعادة الإعمار؟ قال: «الكويت كانت ولاتزال تدعم لبنان. وتكلمت مع دولة رئيس الوزراء. وهناك مبالغ مرصودة أصلاً من الصندوق الكويتي للتنمية، ووعَدني بأنه سيجهّز الجدول الزمني والاحتياجات بناء على المبالغ الموجودة». وحين سئل عن الخروق الاسرائيلية وخصوصاً أن موضوع الأمن في لبنان يعنيكم؟ أجاب: «كنتُ عند رئيس البرلمان (نبيه بري)، وهناك خبر ستسمعونه، ورئيس مجلس النواب كان سعيداً به». وعن دور الكويت في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية لاسيما في موضوع السلاح الذي يهدّد بأن يتعرّض لبنان لحرب شاملة، قال اليوسف: «إن شاء الله يكون كلامك (عن الحرب) بعيداً. والكويت، وكل دول مجلس التعاون تؤكد دعمها للبنان. وتفاءلوا بالخير وأن يكون الآتي أفضل». وأشار إلى أنه سيتم قريباً تعيين سفير للكويت لدى لبنان، «وطبعاً الاستقرار والأمن الذي أراه في لبنان مختلف عن السابق، ودعونا نتفاءل»، معتبراً أنه «كلما زاد الأمان في أي بلد، تزيد الزيارات له. وبالأمس زرتُ إخواناً كويتيين في جبل لبنان، وهم مستقرون في لبنان أكثر مما يستقرون في الكويت، وهذا يعني أنهم يشعرون بالأمان. والأمان يزداد يوماً بعد آخر بفضل الجهود التي تبذلها الدولة اللبنانية». تعاون مثمر من جهته، قال وزير الداخلية اللبناني إن «البحث تمحور خلال الاجتماع في وزارة الداخلية وفي حضور كل مسؤولي الأجهزة الأمنية اللبنانية والكويتية، حول التعاون الأمني في شكل عام». وأضاف «إن الترجمة بدأت مباشرة. فبعد هذا الاجتماع، انتقل فريق عمل متخصص من الجانب الكويتي للقاءاتٍ مباشرة مع زملائهم من الجانب اللبناني تتمحور خصوصاً حول مواضيع مكافحة المخدرات ومكافحة الجرائم المالية، والأدلة الجنائية – قسم المباحث العلمية، لبحث التعاون ولا سيما في موضوع محاربة المخدرات، علماً أنه كان هناك تعاون مثمر جداً، أفضى الى توقيفات وإحباط عمليات ذكرها معالي الوزير. وهناك أمور ما زال العمل جارٍ عليها، وفي الوقت نفسه ثمة بحث في تبادل معلومات وخبرات إن شاء الله في الأيام المقبلة». وتابع الحجار: «الكويت لم تتأخّر يوماً في دعم لبنان، وكانت دائماً حاضرة للوقوف بجانبه، ولها يد بيضاء في كل المجالات. واللبنانيون لطالما عوّلوا على دعم الأشقاء الكويتيين، وإن شاء الله تستمر هذه العلاقات وتثمر نتائج ايجابية». نتائج ممتازة وفي تصريحات خاصة لـ «الراي»، أكد وزير الداخلية اللبناني أن لا ملفات أمنية عالقة بين لبنان والكويت «بل هناك ملفات يَجري أصلاً تَعاوُنٌ وثيق في شأنها وخصوصاً مكافحة المخدرات، وقد أثمرتْ نتائجَ ممتازة، وقد حصلتْ توقيفات في البلدين وتم ضبط كميات كانت تُهرّب في اتجاه الكويت». وشدد على أن لبنان حريص على «ألا يكون منطلقاً لأي عمل يضرّ بأمن دولة الكويت، لا من قريب ولا من بعيد». وقال: «هذا حرصٌ ينطبق على كل دول الخليج العربي والبلدان العربية، وإن كنا نكنّ للكويت تقديراً خاصاً جداً. وهي لم تبخل يوماً، وفي كل المراحل بدعم لبنان، ولم نرَ منها إلا كل الخير. وقال معالي الوزير اليوم كلمة مهمة جداً حول الجالية اللبنانية في الكويت، وأنها من أقلّ الجاليات التي تسبّب مشاكل، وتالياً لديهم رغبة في رؤية المزيد من اللبنانيين يتوجهون للعمل والمساهمة في الاقتصاد والإنماء في دولة الكويت». وهل من وعود بمساعدات كويتية معيّنة للبنان على صعيد دعم المؤسسات الأمنية؟ أجاب الحجار: «منذ لحطة وصوله إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أول رسالة قالها معالي الوزير بينما كنتُ في استقباله أن الكويت مستعدة لتقديم كل الدعم الممكن للبنان. وطبعاً الدعم يبدأ بالموقف، ولطالما كان الموقف الكويتي مُسانِداً لبلدنا في كل المجالات، أما في شأن الأمور الأخرى فخلال اللقاء مع الرئيس نواف سلام جرى تداوُل عدد من المواضيع التي يمكن للكويت أن تساهم فيها لجهة دعم لبنان. وخلال الاجتماع في وزارة الداخلية، طرحنا أيضاً ملفات في هذا الإطار. ولمسْنا الإيجابية عند معالي الوزير، ومن خلفه دولة الكويت، وهذا الأمر يحتاج إلى بحث معمّق ومتابعة إن شاء الله». وحين نقول له إن هناك انطباعاً دائماً بأن المساعدات للبنان وخصوصاً من دول الخليج مشروطة؟ أجاب الوزير الحجار: «بالعكس. وبصراحة، منذ لحظة لقائنا في المطار، أول كلمة قالها معالي الوزير كانت: كل الدعم للبنان. وبالتأكيد هذا يعني أن هناك دعماً وبعدها نتحدث في الأمور الأخرى. وخلال لقاءات معالي الوزير التي شاركتُ فيها، مع فخامة الرئيس عون ودولة الرئيس سلام، وهنا، لم نسمع أي شروط بل كل التعاون والانفتاح والمحبة والدعم الذي يحتاج بطبيعة الحال إلى بحث في التفاصيل ومتابعةٍ إن شاء الله في الأيام الآتية». وعما إذا كان بقاء «حزب الله» على لوائح الإرهاب الكويتية والخليجية، يشكل عائقاً، قال الوزير: «العلاقات بين الكويت ولبنان واضحة، وهي من دولة إلى دولة. وفي لبنان (حزب الله) ممثَّل في البرلمان وداخل الحكومة، وتالياً على الصعيد الداخلي نحن نمشي وفق أجندة الدولة اللبنانية، فخامة الرئيس والحكومة. وفي الوقت نفسه، الحكومة ملتزمة ببيانها الوزاري لجهة بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية حصراً. أما في ما خص دولة الكويت، فلم نسمع منها خلال كل مباحثاتنا إلا التعاطي من دولة إلى دولة، وكل الدعم والتنسيق والتعاون الممكن». يُذكر أن اليوسف سجل كلمة في السجل الذهبي لوزارة الداخلية اللبنانية، عبّر فيها عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية بين لبنان والكويت، وتقديره لحفاوة الاستقبال.