
نزيفٌ من جراح أمّتنا
• عمر بلقاضي / الجزائر
• ***
تَهادَتْ بِنَا الأيّامُ سُودًا لَيالِياَ
وأمستْ حَوادي الرُّوح ثكلى شواكياَ
وعانتْ من الويلاتِ في كلِّ لحظةٍ
نفوسٌ رماها الغربُ بالظلم قاسياَ
فأضحى كلامُ القلبِ دمْعا مُرَقرِقا
وهذا نشيدُ الجُرحِ ينزفُ ناعياَ
وعُضِّي نيوبَ الدَّهرِ إنِّي لصابرٌ
مقيمٌ على الأشواك عُمْريَ راضياَ
ولن يسمعَ الأعداءُ منِّي تأوُّهاً
وإن كنتُ أقضي الّليلَ لله شاكياَ
وأخفي خلالَ الصَّدر والهمُّ طافحٌ
جراحا يفيضُ الآهُ منها سواقياَ
ألا ليت هذا الشِّعر يُسعفُ في الورى
ويروي إلى الأجيال ما قد جرى لِياَ
ولكنَّ قولَ الشعر يُلهبُ لوعتي
ويُذكي جمارَ الحزن في القلب ثانياَ
***
أَأَسْلُو وأرض الله تَمخُرُ في الوغى
ودين ٌيُجلُّ الله يَرسُفُ عانيا؟
أَأَسْلُو وهذا الكفرُ يُفرض عُنوة ً
ويُقسى على من قام لله داعيَا؟
أَأَسْلُو وشبلُ الضَّاد يَرطَنُ لاَحِنًا
ويُغريه أنَّ الرَّطنَ يَرفع عالياَ؟
أأسلو وجيلُ اليوم يجهلُ دينَه
ويغدو بمكرِ الغرب للفتك ضارياَ؟
ويُرمى إلى الإسفاف والغيِّ والخنا
ليبقى عديم النَّفع غِرًّا وخاوياَ
أأسلو وأمرُ العُرْبِ للغرب تابعٌ
وأمسى عن الإسلام والعدل نائيا؟
أأسلو ومُدْيُ الذَّبح تُشحذُ حولنا
وهذا ذبيحُ الغدر يلعب لاهيا؟
أأسلو وبنت الدِّين تُفضحُ في الدُّنا
فتبكي ولكن من يصونُ البواكيا؟
أأسلو وصُلبانٌ تُقام بأرضنا
فتغوِي ببعض اللَّغو من كان غاويا؟
أأسلو وبغدادُ العريقة تشتكي
خِلافا وإخلافا وغدرا وغازياَ؟
أأسلو وسودانُ الشريعة رازحٌ
أتى الكفرُ يلوي اليومَ ما كان بانيا
أأسلوا وسوريا المجد تسقط في الوغى
تَداعَى عليها الغدرُ سرًّا وباديا
أأسلو وبيتُ القدس ديسَ بخسَّةٍ
فأضحى جريح المَتْنِ في الأرض خالياَ؟
أأسلو ولبنانُ الرُّجولة نازفٌ
توالى عليه الطّعن فانهدَّ داميا
أأسلو وغزَّاءُ الشّهادة حُوصرتْ
كأنَّ الرَّدى المسكوب لم يكُ شافيا؟
كأنَّ العِدى في الأهل خاب رِهانُهم
أذى خلطة الفُصفُور لم يكُ قاضياَ
فأغروا بها الأنذالَ كي يتحالفوا
مع الفاتك القتّال صاغوا الدّواهيا
أأسلو وليبيا العزِّ يُطعن عزُّها
بِنَوْكَى بني الأعراب طعناً مُغاليا؟
لقد بالغوا في الكيدِ والغلِّ والأذى
لقد أظهروا بالغدرِ ما كان خافياَ
أأسلو وصنعاءُ المكارم ِهدّها …
عدو يبثُّ القهرَ في الأرضِ باغيا
أأسلو وأشياخُ الشريعة قد غدَوْا
لدى أمَّة الصُّهيون جيشا مُواليا؟
إذا لم يَعِ الأشياخُ حِبكة ناقمٍ
فقلْ يا رؤوس الجهل صبِّي البَلاوِياَ
***
سَلَوْنا زمانَ النَّومِ واليوم أيقظتْ
طبولٌ لأهل الغلِّ من كان غافيَا
سبَابٌ لخير الخلقِ أدمى قلوبَنا
وذبحٌ لأهل الحقِّ قد صار عادياَ
ولكنْ إذا الويلاتُ حلَّت بدارِنا
صبرنا وكان الله عدلاً وكافياَ
وُعِدْنا بأنَّ النَّصر آت إذا طغوْا
فطوبى لمن يبقى شهيدا وحامياَ
ألا إنَّ عهد الله نصرُ بني الهُدى
فهل صار شعبُ الذِّكر للعهد ناسياَ
ومن أسلمَ الإخوانَ للظلم خاذلاً
سيغدو وبعد العارِ في الظلم هاويا
بقلمي عمر بلقاضي / الجزائر

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 7 ساعات
- موقع كتابات
كل الطرق تؤدي الى مكة
من بين تلك الجبال الصخرية ولا اسميها الا جبال الصبر والمعجزة والفداء جبال عصت على الطبيعة ولكنها لم تعصي امام نبي الرحمة من هذه الجبال وهناك في اعاليها غار للتعبد يذهب اليه رجل اختاره الله رحمه للعالمين يفكر في خلق الله في شؤون البشرية جمعاء يفكر في عظمه هذا الخالق ما اجملها من لحظات وانت تشاهد على ارض الواقع هذه الطبيعة التي اوصلت لنا هذه الرسالة السماوية. ان عباره كل الطرق تؤدي الى مكة لا اعني فيها هنا عن موقعها الجغرافي وهي تأخذ منتصف الكره الأرضية ولا اعني عن رحله فيزيائية بل انني اتكلم عن رحله روحيه تتجسد فيها روحانيه المكان مع ارواح الزائرين لتلك الجبال التي تحمل الحجارة السوداء فقط ولكنها مقصد لقلوب العاشقين قبل الاقدام وخاصه قلبها النابض بالكعبة المشرفة لأنها لم تكن يوما قريه عصريه او محطات للرحاله والنزالة او مجرد مدينه بل ما زالت ولا تزال وتبقى قبله للأرواح وشعاع منه الايمان والحضارة منذ فجر التاريخ.. أكثر من مليار مسلم يوجهون وجوههم إليها في كل صلاة، ويتمنون لقاءها، يشتاقون للطواف حول الكعبة، والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف على عرفات. انها مكة المكرمة فهي ليست مدينه نقراها على الخريطه لأنها متجسده في الارواح قبل الاجساد وما زالت هي تلك المدينه التي تحمل ذلك الدعاء بكلماته كبيره وما زالت مهوى لأفئدة المؤمنين من كل أصقاع الارض نعم يأتونها من خلف المحيطات والبحار ويقصدونها من خلف الجبال ويأتون اليها من الصحاري وقلوبهم تسير قبل اقدامهم هنا تؤمن بأن مكة المكرمة، ليست مجرد مدينة على الخريطة، بل هي قِبلة الأرواح قبل الأجساد، ومهوى أفئدة المؤمنين وان المقصد الاصلي هو سماوي على ارض مقدسة وكل طريق فيها تجد معه في كل خطوة رجاء وامل من هنا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم وهنا كان يعيش اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم هنا تقاتل الكفر مع الايمان ومن هنا انطلقت مسيره الرحلة العظيمة التي بدأت ولن تنتهي الى قيام الساعة نعم ومن كل فج عميق يأتي اليك الناس متشوقون ويحملون في اجسادهم اللهفة يبكون رجالا ونساء شيبا وشبابا بدون شعور وبدون تصنع تجدهم من مختلف الجنسيات والاعراق مختلفة السنتهم ولكنهم متوحدون بلباس الاحرام ومتساوون بكل الشعائر ولا فرق هنا بين غني وفقير ولا بين عبد وسيد فالجميع هنا عبيد والجميع هنا قد جاؤوا الى غايه واحده يحملهم الشوق الى الكعبة المشرفة بقلوب مليئة بالأيمان وقد تركوا خلفهم عوائلهم وقصورهم واموالهم بعيدا عنهم الكل هنا سواسيه في بيت الله ضيوف عند الرحمن وهو خير من يكرم ضيفه نعم فالصلاة هنا بمئة الف صلاه والنفقة هنا ليس لها حدود والكلمة الطيبة هنا تعادل بحارا من الكلمات الاخرى مكة يعرفها البعض بالكعبة والحرم ويعرفها المؤرخون بتاريخها العريق ومكانتها في قلوب المسلمين من هنا بدا النور الالهي من ذلك الجبل…جبل النور.. هنا انزل الله سبحانه وتعالى القران الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم هنا التقى امين السماء مع امين الارض هنا بدأت نقطه انطلاق الحضارة الإسلامية. هنا تتعدد طرق الجغرافية من اسيا وافريقيا واوروبا هنا تتعدد وسائط النقل مع الطائرات والقطارات والسيارات واحيانا مع الارجل البشرية هنا تجد ان الطرق مختلفة فطرق التعبيد في الشوارع تضيف لها طرق القلب الروحية مثل ما تضيف لها الخارطة الجوية الجميع هنا مشتاقون للقاء ورؤيه الكعبة المشرفة يحملون حنين قلوبهم والسنتهم تنطق لبيك اللهم لبيك حقا انها حلم كان يراودنا ونراه اليوم على ارض الواقع نعم انها مكة الحلم الاكبر لدى اغلب المسلمين وكل من يزورها يشتاق الى العودة اليها لان فيها يتجدد الايمان وتغسل الذنوب ويولد الانسان من جديد طاهرا نقيا وكانه لم يعصى الله يوما نعم انها ارض الله الطيبة الطاهرة المباركة وحقا ان كل الطرق تؤدي الى مكة لأنها ليست النهاية بل هي البداية السعيدة انها المكان الذي تلتقي فيه السماء بالأرض، وتختلط فيه دموع التائبين بأمل الطائعين… نعم هنا تحققت الدعوة الصادقة لنبي الله ابراهيم عليه السلام (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ )


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
يوم التهجير…يوم الارهاب
كانت صديقتي وكنت ارفق بها واحيطها بالاهتمام والرعاية واحرص ان لا ينالها اذى او الم او جوع … قطة قبل اليوم كانت صغيرة وهي الان كبيرة وكانت قبل اليوم ضعيفة وهي الان في احسن ما تكون من عافية وكانت قبل اليوم تموء وكأنها تستعطف الاخرين ليمدوا لها يد العون ولأنها تجهل كلماتهم فإنها بطريقة المواء ترسل اليهم اشاراتها …بعضهم يفهم وبعضهم يتجاهل وكأن الامر لا يعنيه بل ويسخر ممن يبدي الاهتمام… مضت الايام وصارت القطة الصغيرة قطة كبيرة بل وصارت اما تحنو على الصغار وتدافع عنهم بشراسة وقد قرأت يوما ان للقطط من حنان الامومة ما تفوق نسبته اغلب الكائنات الحية وهذا ما جعلني اهتم بها وبصغارها ايضا واحرص على ان ابعدهم عن مواطن الاذى والخطر. اليوم تغيرت نظرتي وغيرت خطتي ولم اعد اعتبر القطة صديقتي بل هي مجرمة قاتلة وارهابية بعيني تهاجم عش الحمام وتفترس الفراخ الصغيرة وتنزف الدماءفي العش وحوله راسة اقسى صورة الافتراس والقتل … – انه القتل ….! – اعظم الجرائر …! – انه القتل – اعظم الشرور…! – انه القتل…! – وحشية المفترس …وبراءة المفترس…! – اذ يهاجم المفترس فريسته في عقر دارها وهي آمنه مطمئنة تنتظراما وابا حلقا في الفضاء ليعودا بالقوت وليستكملا انجاز مهامهما في التربية والرعاية . – انها عظم الخطايا حين عاد الابوان الى العش بعد انتهاء فصول الجريمة الكبرى وشهدا باعينهماالفاجعة فرفرفا بجناحيهما يخضبانها بقايا الدماء البريئة ….! – رفعا راسيهما الى السماء ….! – كان لهما مع الرب دعاء – قالا ايرضيك يا الله هذا …! – انها لفجيعة كبيرة تعجز قلوبنا الصغير عن احتمالها…! آلمني منظرهما وتتالت كلماتهما وانا ارقبهما وفي كل لحظة يتعاظم غضبي ويزداد حنقي فحملت هراوتي وقررت ان انتقم لهذين المفجوعين وانزل بالقطة القاتلة القصاص لكني حين عبرت الى مكانها وجدتها تحوط صغارها بالرعاية والحنان وهما يتلقفان رضاعها ويتمسحان بها فهزني المشهد وعدلت عن القصاص . لكني بقيت متالما وحزينا وصرت ابحث في قوانين الانسان والطبيعة ما يمكن ان توجه لها العقوبة وتنالها بحق وان لم تنص القوانين المعمول بها ذلك. اعلم ما ستقولون واعلم ما ستوجهون لي اسئلة مختلفة وكلمات منها ما يثير الشك ومنها ما يثير الافكار ومنها اتهام بالقسوة ومنها اتهام بالطوباوية او ضآلة التفكير. تقدم لي احدهم وواجهني بنظرة حادة قائلا: لم يكتف بهذا بل اضاف بلهجة ساخرة: قال اخر: هذه تربيتك ربما كنت انت في اعماق نفسك ارهابيا مجرما قاتلا !!! وحينما ارتسمت على ملامحي سمات الغضب البس لهجته لبوس المزاح وتمتم: – لا تهتم كم من الاباء اضاعوا أبناءا في هذا العالم الواسع. لم ينته الامر عند هذا بل تقدم نحوي آخر وهو يحمل هاتفا خلويا يبث مشاهد من مختلف انحاء العالم اختزلتها عبارة (من هنا …و…من هناك) المشهد الاول زلازل تهز بلدان اوبئة تنتشر في شرق القارة الجوع يقضي على مئات الالاف في الجنوب تهجير هجرة بسبب الحرب هدم منازل وتشريد الاف العوائل بعضهم مات تحت القصف بعضهم ينتظر الموت او القتل متمسكا بالبقاء المخدرات اعلنت موتا سريريا للملايين في شتى انحاء العالم السرقات الصغرى يحاكم عليها مبتدؤو افعال السرقات ويكرم عليها السراق الكبار بمناصب وارصدة ومكانات ومكافآت . وتتوالى المشاهد كانت تحمل عناوين مختلفة لكن الذي استوقفني عنوان كبير الا وهو: (تجار الحروب لهم الكلمة الفصل ) ………………….. اجل تجار الحروب (كلمتهم قانون الحرب تقولها شفاهم وتوقع عليها اناملهم ويدفع ثمنها الشعوب تتحمل المآسي . هنا ساحة حرب…ام ثكلى تتحدث عن فجيعتها وتستعرض حياة ابنها الشاب الذي بنت عليه الآمالواجتهد في دروب الحياة كم كان له من العمر حين قتلته رصاصة لا يعرف مطلقها وليس له معه عداء او لقاء وتتساءل بأي ذنب قتل ولدي ….؟


موقع كتابات
منذ 3 أيام
- موقع كتابات
الاستعداد العقلي والنفسي في الانسان
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } صدق الله العلي العظيم (20الاسراء) تراودنا افكار احيانا في موضوعات شتى. منها لماذا لا يرزقنا الله ما نطلب منه.؟ ولماذا نرى فلان الغير مؤمن في بحبوحة من العيش , وفلان المؤمن يعيش في ظنك وفقر وعوز. وبلدان كافرة لا تعرف قيمة لدين الله , نجدهم اقوياء يسيطرون ويظلمون المؤمنين . كيف يقبل الله بذلك .؟وهناك اسئلة اخرى. فلان كان يدعوا الله ليل نهار ان ينصره على عدوه . وفلان يطلب الرزق بالمال. ولما بدل الله حاله من حال الظليمة الى استلام السلطة نسى الله وصار يحكم كالطغاة , ويسرق مال الله والعباد . هل في القران هل في القران .. هذا التصرف الالهي في الكون من قبل الله { انما يتصرف حسب القابلية عند الانسان واستعداده} لانلو اعطى الله الانسان كل ما يطلب دون وجود قابلية واستعداد .. ففث الانسان يوجد من كل صنفين متقابلين . فهو فيه علم يقابله الجهل. وعنده مستوى من الكفر يقابله اليقين . وعنده كرم مقابل البخل. وشجاعة مقابل الجبن .. وهكذا .!! لذلك تجد المجتمع قديما كانوا مع رسول الله{ص} صلوا معه وسمعوا حديثه وعرفوا منه الحق والباطل. ولكنهم ليس عندهم كلهم قابلية واستعداد لتطبيق ما قرئوه في القران , وليس عندهم استعداد لتطبيق ما يريده النبي{ص} لذلك تركوا وصايا النبي في اهل بيته{ع} فهم يعرفونهم انهم سادة الخلق منصبين من الله , ولكن استعدادهم الفكري والنفسي لا يرتقي الى مساوى ابي ذر الغفاري وسلمان وعمار والمقداد. حتى الذين حاربوا الحسين{ع} في كربلاء قتلوا اهله واصحابه وسبوا عياله. لم يقل احد منهم انهم كفار او خارجين عن الدين . بل لان المال اغراهم الى حد ان ينكر ما جاء عنهم في القران وما بلغ عنه الرسول{ص} فيهم . يقابل هؤلاء اصحاب الحسين{ع} والمتمسكين ينهج الحسين عندهم الاستعداد والامكانية ان يعطي ماله وحياته مقابل احياء ذكر الحسين{ع} بينما راينا شيعة في زمن الطاغية اسم امه فاطمة وابوه عبد علي او عبد الصاحب ولكنه كان ينتقم من انصار الحسين{ع} ويكتب التقارير ضدهم وهو يعلم انهم سينعدمون, فما هو المانع الذي حجب عنهم رؤية الحق في الصراع قديما وحديثا..؟ ربما البعض يقول عدم رؤية الحق بوضوح وانه انخدع بالشعارات وتحت عناوين براقة كاذبة كحب الوطن او ظاهرة المدنية والتقدم . لا يعتقد احد ان الله لم يزوده بعوامل المعرفة. يقول تعالى :{ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}.. يعد الحق في منظور أمير المؤمنين(ع) عبارة عن الفكر الذاتي هوالعامل المحرك للفرد والمجتمع في بناء الذات والمجتمع، لما عرض على عمر بن سعد قتال الحسين{ع}طلب مهلة ليس للتفكرومعرفة جهة الحق , بل لمعرفة الفائدة من قتل الحسين {ع} لذلك اشتهر عنه انه قال: فواللّه ما أدري وإنــــــــي لـحائرٌ// أفكّرُ في أمــــري على خطرينِ//أأتركُ ملكَ الرّيِّ والرّيُّ مـــنيتي//أم أرجعُ مأثــــــوماً بقتلِ حسينِ ــ اذن هو متاكد ان طريق الحسين هو الحق/ ثم برر فعله بقوله : وإنَّ إلهَ العرشِ يغفرُ زلّتي// ولو كنتُ فيها أظلمَ الثقلينِ. ولا يظن احد انه يترك بدون اعانة من الله في الصبر والثبات على الحق .يقول تعالى :[والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين) العنكبوت – 69. ]. والله الغني هو المتصرف بعباده لا يتصرف بمقتضى ذاته { لانه لا يظلم احدا} ولكن يتصرف بمقتضى المقابل وامكانيته ..كان بامكان يوسف {ع} ان ينال ما تريد زليخه. ولكن معرفته بالحكم ابعدته . وسجنه الحق الذي كان في قلبه . فكم شخص في السجن وهو ملتزم بالحق واخر طليق وهو مجرم.{ كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} صدق الله العلي العظيم .