
شاشة الناقد: صور من داخل فلسطين وخارجها
I'M GLAD YOU'RE DEAD NOW ★★★★
• إخراج: توفيق برهوم
• فلسطين، فرنسا، اليونان | دراما
• عروض 2025: «كان»
«سعيد أنك ميت الآن» فيلم قصير (14 دقيقة) يحمل حكاية بسيطة نحيفة كما الورقة طُبع السيناريو عليها. لكن ما يظهر على الشاشة عميق ومتميز بوجدانياته. فاز الفيلم بسعفة أفضل فيلم قصير في مهرجان «كان» الأخير.
يروي الفيلم قصة شقيقين (أشرف وتوفيق برهوم) يمضيان وقتاً على ضفاف بحيرة في بلد المهجر، ومعهما صندوق خشبي. الأخ الأكبر، ولقبه «الروش»، يعاني الخرف، وينطق ويتصرف بما يدل على ذلك. يجلسان فوق الصندوق (نكتشف لاحقاً أنه تابوت) ويتبادلان مواجهة تتناول بعض الماضي، ومن ضمنها ثمرة ليمون يعطيها الأخ الكبير للصغير، الذي ينهره لأنه اعتاد ذلك منذ طفولتهما. ولكن وراء تلك الليمونة الحامضة، تختبئ رهافة وجدانية وتاريخ علاقة، وحاضر يجمع بين تناقض الاثنين.
يسأل الأخ الأكبر شقيقه إذا ما كان والدهما في ذلك الصندوق، وعندما يرد الآخر بالإيجاب، يقف ويرقص سعيداً. هل لأن والده ارتاح من الحياة؟ هل لأنه عانى الهجرة؟ هل لسبب عائلي؟ لن نعرف، والأحرى أنه ليس مهماً أن نعرف. الفيلم ليس عن الأسباب، بل عن جزء من حياة سبقته وتستمر من بعده.
الفيلم مكتوب بإيجاز، وإخراجه يسمح بنسمات الحزن التي تمتزج مع الأمواج. فيلم جيد لا يتحدث مباشرة عن فلسطين، لكن لهجة ممثليه الفلسطينية تترك بدورها رموزاً شتى في الغربة التي يعيشانها في لحظات قليلة.
NO OTHER LAND ★★★⭐︎
• إخراج: باسل عدرا، يوڤال أبراهام، حمدان بلال، راتشيل شور
• فلسطين، إسرائيل | تسجيلي
• عروض 2025: موسم الجوائز
«لا أرض أخرى» ليس جديداً فيما يعرضه من حيث إن أفلاماً فلسطينية وأجنبية سبق لها أن عرضته طوال 5 سنوات أو نحوها. لكن إذا ما كان مضمونه انتشر سابقاً في أفلام عدّة، فإن حرصه على أن يُغلّف موضوعه بشهادات حيّة تقع أمام العين لحظة تصويرها لتوثّق ما يدور، يثمر عن إفشاء دور المؤسسة الإسرائيلية في تغيير معالم حياة وشعب، يجعله شهادة مهمّة في الموضوع الفلسطيني وقد انطلق بنجاح كاشفاً، لمن لم يكن يعرف بعد، عن وضع لا إنساني تجنح فيه القوة لقهر الإنسان العادي.
لقطة من «لا أرض أخرى»
كل ما يحتاج إليه الجيش ورقة مختومة من محكمة تجيز له هدم منازل فلسطينية تحت ذرائع غريبة ومستهجنة، مثل أن الجيش يريد الأرض المصادرة لإجراء تمرينات وتدريبات عليها. هذا وحده كل ما يتطلّبه الأمر للتوسع والتمدد. لا حاجة هنا إلى استخدام القوة العسكرية، لكنها حاضرة إذا ما تمادى أصحاب الأراضي والمنازل الآيلة للهدم في احتجاجهم.
«لا أرض أخرى» يحمل أسماء 4 أشخاص (3 رجال وامرأة) بوصفهم مخرجين، لكن الجهد الواضح في تحقيقه يعود إلى باسل عدرا ويوڤال أبراهام، وكثيرٌ مما صُوِّر يدور حول المقاومة الضعيفة لأشخاص (بينهم عدرا نفسه، الذي اعتُقل لفترة بسبب تصويره ما يحدث) يحاولون الحفاظ على ما بقي لهم. هو محظوظ؛ لأن هناك شاباً آخر (اسمه هارون أبو عرام) سقط مصاباً، وانتهى مُقعداً عندما تدخل دفاعاً عن منزله الذي يُهدم.
يعود عدرا إلى ماضيه في ذكريات مروية، فإذا بها تكشف عن مزيد من التعسّف وقوة الجانب المسيطر على المقادير. لكن الحاضر هو الذي يترك التأثير المطلق، خصوصاً عندما تجد أن هؤلاء الذين خسروا في ساعات بيوتهم يلجأون إلى كهوف المنطقة (في الضفة الغربية) بديلاً. ليس هناك داعٍ لدى مخرجي الفيلم للاستعانة بأي حجج أو توليف مشاهد إضافية لتأكيد رسالة الفيلم. ما يعرضه الفيلم هو ممارسة ممنهجة وغير عادلة تصب جيداً بوصفها نماذج لحياة لا تُحتمل.
ما يجعل الفيلم مدهشاً ومؤثراً هو أنه غير مصطنع أو مركّب لتحقيق هذا التأثير، بل يعكسه بطبيعته. حقيقة أنه من إخراج فلسطيني - إسرائيلي مشترك يترك بصمته أيضاً، فلا يبدو كما لو كان رأياً أحادياً من جانب واحد، ولو أنها ليست المرة الأولى التي يشترك فيها مخرجون من الطرفين في تحقيق عمل واحد حول الموضوع الفلسطيني؛ إذ كان ميشيل خليفي وإيال سيفان حققا سنة 2003 فيلماً مشتركاً بعنوان «الطريق 181: قطع من رحلة في فلسطين - إسرائيل»، عرضا فيه جانباً آخر من المأساة الفلسطينية.
يتمنَّى المرء لو ابتعد الفيلم عن مشاهد يبدو فيها الحوار مقرراً قبل التصوير؛ ما يجعل المشهد يفتقر إلى التلقائية. لكن هذه المشاهد محدودة ولم تمنع عن الفيلم لا جوائزه (نال ذهبية برلين بوصفه أفضل فيلم تسجيلي ومن ثم أوسكار أفضل فيلم تسجيلي بين تقديرات وأوسمة أخرى) ولا إعجاب النقاد الغربيين به. هؤلاء ومشاهدون كثيرون عايشوا الوضع كما هو، بسيطاً في الشكل وعميقاً في المضمون والأبعاد.
★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 3 ساعات
- مجلة سيدتي
في اليوم العالمي للموسيقى 2025 وموسيقيون تركوا بصمة لا تُمحى في التاريخ
يحتل سحر الموسيقى مركزَ الصدارة في التأثير على المشاعر والعواطف، ووقعها المذهل على الحواس والإبداعات، ومقدرتها الفريدة على تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية. وفي ظل الاحتفاء بنبض الإنسانية المشترك وصوتها العميق، وإرث الصوت، والقصص التي تُروى من خلال اللحن. يحتفل العالم اليوم 21 يوينو ب اليوم العالمي للموسيقى. اليوم العالمي للموسيقى 2025 يدعم الشفاء من خلال التناغم بحسب موقع فقد انطلق الاحتفال ب اليوم العالمي للموسيقى في فرنسا، وهو حدث عالمي يتم الاحتفال به في أكثر من 120 دولة. بدأت فكرة يوم الموسيقى العالمي عام 1982، عندما أراد جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي، وموريس فلوريت، الصحفي الموسيقي، جلب الموسيقى إلى الشوارع. وقد كان هدفهما في ذلك الوقت جعل الموسيقى في متناوَل الجميع بعيداً عن المجالس النخبوية. ومن ثَمّ تم الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى تحت شعار "اصنع الموسيقى". يهدف اليوم العالمي للموسيقى للترويج للموسيقى بجميع أشكالها، ولنشر الموسيقى لتكون في متناوَل الجميع، وتعزيز أشكال التبادل الثقافي والفني بين مختلف الشعوب، وإبراز أهمية الموسيقى كسياق ثقافي معبّر عن حياة الأفراد يحمل هوية المجتمعات، ولتشجيع الموسيقيين الهواة والمحترفين على العزف في الأماكن العامة، وتقديم عروض مجانية تفاعلية مع الجمهور. فالموسيقيون في هذا اليوم يعزفون للمتعة، لا للمال. إنه يوم لمشاركة متعة الموسيقى وجمع الناس. يتناول شعار اليوم العالمي للموسيقى هذا العام 2025، موضوع "الشفاء من خلال التناغم"، وهو شعار يُظهر قوة الموسيقى وعمق تأثيرها؛ حيث يركّز على قدرة الموسيقى على تهدئة المشاعر، وتنظيم العواطف، والاسترخاء وتخفيف التوتر، وتوحيد المجتمعات عالمياً؛ مما يخلق شعوراً متجدداً بالسعادة. وفي اليوم العالمي للموسيقى يمكنك الانضمام لأكثر من مليون من عشاق البيانو يحتفلون معاً في اليوم العالمي للبيانو! أشهر الموسيقيين بالعالم الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الموسيقى العالمية وفي ظل الاحتفال ب اليوم العالمي للموسيقى، «سيدتي» تعرّفك (من موقع . إلى عدد من أشهر الموسيقيين والملحنين بالعالم، والذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ الموسيقى العالمية. لودفيغ فان بيتهوفن (1770-1827) يُعتبر الملحن وعازف البيانو الألماني لودفيغ فان بيتهوفن أعظم ملحن موسيقي على الإطلاق. وهو أحدُ الشخصيّات البارزة في الحِقبة الكلاسيكيّة التي تَسبِق الرومانسيّة؛ ويُعتَبرُ من أعظم عباقرة الموسيقى في جميع العصور وأكثرهم تأثيراً. وقد أبدع أعمالاً موسيقيّة خالدة، كما أن له الفضل الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكيّة؛ فقد جرّب التعبير الشخصي، وهي سمة أثّرت على الملحنين الرومانسيين الذين خلَفوه. اتسمت حياته ومسيرته الفنية بالصمم التدريجي، إلا أن هذا الصمم لم يمنعه من تأليف بعض أهم أعماله خلال السنوات العشر الأخيرة من حياته عندما فقد السمع بالكامل. ويمكنكِ التعرّف إلى المزيد عن سر عبقرية بيتهوفن الخالدة يوهان سيباستيان باخ (1685-1750) كان يوهان سيباستيان باخ عازف أرغن ومؤلفاً موسيقياً وملحناً باروكياً ألمانياً. يُعتبر أحد أكبر عباقرة الموسيقى، وقد أُعجب به معاصروه لموهبته الموسيقية، لكنهم اعتبروا مؤلفاته عتيقة الطراز. أدت إعادة اكتشاف أعماله في أوائل القرن التاسع عشر إلى ما يُسمى بـ"إحياء باخ"؛ حيث أصبح يُعتبر أحد أعظم الملحنين على مَر العصور. وقد ألّف جوهان سباستيان موسيقى في جميع أنواع الصيغ الموسيقية المعروفة في زمنه. فولفغانغ أماديوس موزارت (1756-1791) فولفغانغ أماديوس موزارت ، ملحن نمساوي من العصر الكلاسيكي، يُعرف على نطاق واسع بأنه أحد أعظم ملحّني الموسيقى الغربية. وهو الملحن الوحيد الذي كتب وتفوّق في جميع الأنواع الموسيقية في عصره. يُشاع أنه امتلك موهبة العزف في سن الثالثة، وتأليف الموسيقى في سن الخامسة. وقد بدأ موزارت مسيرته الفنية طفلاً نابغة، وعلى الرغم من أنه مات عن عمر يناهز الـ35 عاماً؛ فقد نجح في إنتاج 626 عملاً موسيقياً، وقاد أوركسترا وهو في السابعة من عمره. من أبرز مؤلفاته: زواج فيجارو، وإلفيرا ماديجان، وخماسية الكلارينيت في مقام لا الكبير. وإذا تابعتِ الرابط التالي ستتعرّفين أكثر إلى العبقري موزارت أيقونة موسيقية خالدة رغم حياته القصيرة يوهانس برامز (1833-1897) كان يوهانس برامز ملحناً وعازف بيانو من العصر الرومانسي، اشتُهرت موسيقاه بحيويتها الإيقاعية ومعالجتها الأكثر حرية للتنافر، والتي غالباً ما تكون ضمن نسيج متناقض مدروس ولكنه معبّر. وقد عدّل الهياكل والتقنيات التقليدية لمجموعة تاريخية واسعة من الملحنين السابقين. وقد كتب في العديد من الأنواع الموسيقية، بما في ذلك: السيمفونيات، والكونشيرتو، وموسيقى الحجرة، وأعمال البيانو، والمؤلفات الكورالية. والتي يكشف الكثير منها عن تأثير الموسيقى الشعبية. ريتشارد فاغنر (1813-1883) ريتشارد فاغنر أحد أعظم الملحنين والموسيقيين العالميين؛ فقد سعى للدمج بين الموسيقى و الدراما ، وكان شاعراً وكاتباً ومثقفاً مهماً، واسع المعرفة. وقد وسّع الملحن والمنظّر الألماني نطاق تقاليد الأوبرا وأحدث ثورة في الموسيقى الغربية. اشتُهرت مؤلفاته الدرامية بشكل خاص باستخدامه لليتموتيفات، وهي زخارف موسيقية موجزة لشخصية أو مكان أو حدث، والتي حوّلها بمهارة في كلّ قطعة. من بين أعماله الرئيسية: أوبرا "الهولندي الطائر"، و"تانهويزر"، و"لوهنغرين"، و"تريستان وإيزولد"، و"بارسيفال"، ورباعية "حلقة النيبلونغ"، التي تتضمن "الفالكيري". يُعَدّ ديبوسي من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الموسيقى الكلاسيكية. لمحبي الموسيقى الكلاسيكية إليكم 12 حقيقة مثيرة للاهتمام عن فاغنر كلود ديبوسي (1862-1918) يُعتبر الملحن الفرنسي كلود ديبوسي غالباً أب الموسيقى الكلاسيكية الحديثة، وهو من أكثر الملحنين تأثيراً في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. جَمعت مؤلفاته الموسيقية الناضجة، المميزة والجذابة، بين الحداثة والحسية بنجاحٍ باهر، لدرجة أن جمالها الخالص غالباً ما كان يخفي ابتكاراتها التقنية. طوّر ديبوسي تناغمات موسيقية جديدة ومعقدة وهياكل موسيقية، تُذكّر بفنّ الرسامين والكتاب المعاصرين له من الانطباعيين والرمزيين. يمكنكِ كذلك في اليوم العالمي للموسيقى التعرُّف إلى المزيد من


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
شاشة الناقد: صور من داخل فلسطين وخارجها
I'M GLAD YOU'RE DEAD NOW ★★★★ • إخراج: توفيق برهوم • فلسطين، فرنسا، اليونان | دراما • عروض 2025: «كان» «سعيد أنك ميت الآن» فيلم قصير (14 دقيقة) يحمل حكاية بسيطة نحيفة كما الورقة طُبع السيناريو عليها. لكن ما يظهر على الشاشة عميق ومتميز بوجدانياته. فاز الفيلم بسعفة أفضل فيلم قصير في مهرجان «كان» الأخير. يروي الفيلم قصة شقيقين (أشرف وتوفيق برهوم) يمضيان وقتاً على ضفاف بحيرة في بلد المهجر، ومعهما صندوق خشبي. الأخ الأكبر، ولقبه «الروش»، يعاني الخرف، وينطق ويتصرف بما يدل على ذلك. يجلسان فوق الصندوق (نكتشف لاحقاً أنه تابوت) ويتبادلان مواجهة تتناول بعض الماضي، ومن ضمنها ثمرة ليمون يعطيها الأخ الكبير للصغير، الذي ينهره لأنه اعتاد ذلك منذ طفولتهما. ولكن وراء تلك الليمونة الحامضة، تختبئ رهافة وجدانية وتاريخ علاقة، وحاضر يجمع بين تناقض الاثنين. يسأل الأخ الأكبر شقيقه إذا ما كان والدهما في ذلك الصندوق، وعندما يرد الآخر بالإيجاب، يقف ويرقص سعيداً. هل لأن والده ارتاح من الحياة؟ هل لأنه عانى الهجرة؟ هل لسبب عائلي؟ لن نعرف، والأحرى أنه ليس مهماً أن نعرف. الفيلم ليس عن الأسباب، بل عن جزء من حياة سبقته وتستمر من بعده. الفيلم مكتوب بإيجاز، وإخراجه يسمح بنسمات الحزن التي تمتزج مع الأمواج. فيلم جيد لا يتحدث مباشرة عن فلسطين، لكن لهجة ممثليه الفلسطينية تترك بدورها رموزاً شتى في الغربة التي يعيشانها في لحظات قليلة. NO OTHER LAND ★★★⭐︎ • إخراج: باسل عدرا، يوڤال أبراهام، حمدان بلال، راتشيل شور • فلسطين، إسرائيل | تسجيلي • عروض 2025: موسم الجوائز «لا أرض أخرى» ليس جديداً فيما يعرضه من حيث إن أفلاماً فلسطينية وأجنبية سبق لها أن عرضته طوال 5 سنوات أو نحوها. لكن إذا ما كان مضمونه انتشر سابقاً في أفلام عدّة، فإن حرصه على أن يُغلّف موضوعه بشهادات حيّة تقع أمام العين لحظة تصويرها لتوثّق ما يدور، يثمر عن إفشاء دور المؤسسة الإسرائيلية في تغيير معالم حياة وشعب، يجعله شهادة مهمّة في الموضوع الفلسطيني وقد انطلق بنجاح كاشفاً، لمن لم يكن يعرف بعد، عن وضع لا إنساني تجنح فيه القوة لقهر الإنسان العادي. لقطة من «لا أرض أخرى» كل ما يحتاج إليه الجيش ورقة مختومة من محكمة تجيز له هدم منازل فلسطينية تحت ذرائع غريبة ومستهجنة، مثل أن الجيش يريد الأرض المصادرة لإجراء تمرينات وتدريبات عليها. هذا وحده كل ما يتطلّبه الأمر للتوسع والتمدد. لا حاجة هنا إلى استخدام القوة العسكرية، لكنها حاضرة إذا ما تمادى أصحاب الأراضي والمنازل الآيلة للهدم في احتجاجهم. «لا أرض أخرى» يحمل أسماء 4 أشخاص (3 رجال وامرأة) بوصفهم مخرجين، لكن الجهد الواضح في تحقيقه يعود إلى باسل عدرا ويوڤال أبراهام، وكثيرٌ مما صُوِّر يدور حول المقاومة الضعيفة لأشخاص (بينهم عدرا نفسه، الذي اعتُقل لفترة بسبب تصويره ما يحدث) يحاولون الحفاظ على ما بقي لهم. هو محظوظ؛ لأن هناك شاباً آخر (اسمه هارون أبو عرام) سقط مصاباً، وانتهى مُقعداً عندما تدخل دفاعاً عن منزله الذي يُهدم. يعود عدرا إلى ماضيه في ذكريات مروية، فإذا بها تكشف عن مزيد من التعسّف وقوة الجانب المسيطر على المقادير. لكن الحاضر هو الذي يترك التأثير المطلق، خصوصاً عندما تجد أن هؤلاء الذين خسروا في ساعات بيوتهم يلجأون إلى كهوف المنطقة (في الضفة الغربية) بديلاً. ليس هناك داعٍ لدى مخرجي الفيلم للاستعانة بأي حجج أو توليف مشاهد إضافية لتأكيد رسالة الفيلم. ما يعرضه الفيلم هو ممارسة ممنهجة وغير عادلة تصب جيداً بوصفها نماذج لحياة لا تُحتمل. ما يجعل الفيلم مدهشاً ومؤثراً هو أنه غير مصطنع أو مركّب لتحقيق هذا التأثير، بل يعكسه بطبيعته. حقيقة أنه من إخراج فلسطيني - إسرائيلي مشترك يترك بصمته أيضاً، فلا يبدو كما لو كان رأياً أحادياً من جانب واحد، ولو أنها ليست المرة الأولى التي يشترك فيها مخرجون من الطرفين في تحقيق عمل واحد حول الموضوع الفلسطيني؛ إذ كان ميشيل خليفي وإيال سيفان حققا سنة 2003 فيلماً مشتركاً بعنوان «الطريق 181: قطع من رحلة في فلسطين - إسرائيل»، عرضا فيه جانباً آخر من المأساة الفلسطينية. يتمنَّى المرء لو ابتعد الفيلم عن مشاهد يبدو فيها الحوار مقرراً قبل التصوير؛ ما يجعل المشهد يفتقر إلى التلقائية. لكن هذه المشاهد محدودة ولم تمنع عن الفيلم لا جوائزه (نال ذهبية برلين بوصفه أفضل فيلم تسجيلي ومن ثم أوسكار أفضل فيلم تسجيلي بين تقديرات وأوسمة أخرى) ولا إعجاب النقاد الغربيين به. هؤلاء ومشاهدون كثيرون عايشوا الوضع كما هو، بسيطاً في الشكل وعميقاً في المضمون والأبعاد. ★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


الشرق الأوسط
منذ 4 ساعات
- الشرق الأوسط
ضبط شجون الهاجري بحيازة مخدرات... جدلٌ بين التعاطف والصدمة
تصدَّرت الممثلة الكويتية شجون الهاجري واجهة الجدل في الكويت والخليج، خلال الساعات الماضية، بعد تداول صورتها ضمن بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية الكويتية، يتضمَّن ضبط مواطنة بحوزتها مواد مخدِّرة ومؤثرات عقلية بقصد التعاطي، وهو ما أرجعه البيان إلى الجهود الأمنية المستمرّة لمكافحة آفة المخدّرات. وأوضحت الوزارة أن الضبطية جاءت بعد سلسلة من عمليات البحث والتحرّي؛ إذ اشتُبِه بالمتّهمة بناء على معلومات تُفيد بحيازتها مواد محظورة. وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية، ضُبطت بحوزتها كمية من مادتَي الماريغوانا والكوكايين، إضافة إلى مؤثرات عقلية أخرى. وأكدت الوزارة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقها، وإحالة المتّهمة على جهة الاختصاص. كما شدَّدت على أن حملات مكافحة المخدّرات مستمرّة بكل حزم، في إطار نهج أمني صريح يستهدف حماية المجتمع من أخطار المخدِّرات. الصورة التي نشرتها الداخلية الكويتية مع البيان تصدَّرت «التريند» ورغم أنّ البيان لم يذكر الاسم صراحة، فإنّ صورة الممثلة شجون الهاجري قادت إلى تداول اسمها بشكل واسع، حتى أكّدت وسائل الإعلام المحلّية هوية الموقوفة، لتتحوّل القصة إلى حدث رأي عام تصدَّر مواقع التواصل لساعات، وسط مشاعر صدمة وتعاطف متباينة. وتنوَّعت ردود الفعل بين متعاطفين رأوا في الحادثة لحظة إنسانية موجعة تتطلّب الاحتواء، وآخرين أبدوا حزنهم على حال الممثلة، مما عمَّق التفاعل؛ خصوصاً أنّ المنصات شهدت جدلاً واسعاً حول جدوى نشر صورة شجون من دون طمس أو حجب، ولا سيما أنّ التهمة تتعلّق بالتعاطي، لا الترويج. شجون الهاجري تحظى بجماهيرية واسعة (إنستغرام) مسيرة فنّية شجون الهاجري من أبرز الوجوه الفنّية في الدراما الخليجية؛ يتابعها عبر منصة «إنستغرام» وحدها 4.7 مليون متابع، وسبق أن حقّقت نجاحات جماهيرية واسعة منذ بداياتها، كما تُعرف بعفويتها ومكاشفتها لجمهورها، الأمر الذي ضاعف من حضورها الفنّي والإنساني. بدأت مسيرتها بعمر 6 سنوات عبر برنامجَي: «ماما أنيسة» و«الصواية أم عوينة»، كما شاركت في مسرحيات: «الصياد الصغير»، و«مفاتيح جهلوك»، و«رحلة»، و«زورو»، و«تويتي»، و«بيكاتشو»، و«كاسبر ألفين»، و«كوكب تيلي تابيس»، و«فرح وخادم الأمير»، و«سابق وتالي»، و«الفتيان والقرصان»، و«عيال الفريج». أما درامياً، فعملت في مسلسلات: «حكايا كويتية»، و«أبناء الغد»، و«الاختيار»، و«خطوات على الجليد»، و«قطعة 13» الكرتوني، و«الحب يأتي متأخراً»، وكسبت شهرة عالية في مسلسلات «ثمن عمري»، و«دنيا القوي»، و«عديل الروح». كما شهدت حياتها الخاصة كثيراً من التحدّيات النفسية والاجتماعية التي لطالما تحدَّثت عنها لجمهورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي جعلها تغيب وتختفي أكثر من مرّة، وفي كل عودة كانت تُحقّق نجاحات جديدة بالنظر إلى موهبتها الفنّية وشعبيتها الواسعة. وكان آخر أعمالها مسلسل «وحوش» الذي عُرض في شهر رمضان الماضي، وحاز على إشادة نقدية ومتابعة جماهيرية، وهو عمل أظهر تطوّر شجون وبراعتها في الأداء الفنّي مقارنة بممثلات جيلها.