logo
ما بين سطور تغريدة براك.. هل رفضت واشنطن الرد اللبناني؟

ما بين سطور تغريدة براك.. هل رفضت واشنطن الرد اللبناني؟

ليبانون 24منذ 21 ساعات
أثارت تغريدة المبعوث الأميركي توماس براك الاخيرة تساؤلات جدية حول حقيقة الموقف الأميركي من الرد الرسمي اللبناني، والذي تولّى رئيس مجلس النواب نبيه برّي نقله باسم الدولة. فرغم الأجواء التي سادت مؤخّراً ووصفت بالتفاؤلية، حملت إشارات براك في تغريدته ما يناقض هذا الانطباع، حيث بدت بمثابة رسالة اعتراض غير مباشر على المسار اللبناني، أو أقلّه تحفظاً على صيغة الرد، ما يوحي بأن الإدارة الأميركية غير مستعدة حالياً للمضي بتسوية تشمل الاحتفاظ بسلاح المقاومة.
في هذا السياق، تلفت مصادر مطلعة إلى أن التغريدة، رغم صدورها عن شخصية معروفة بتقلباتها، لا يمكن فصلها عن الخط العام الذي تتبناه واشنطن ، حيث تتقاطع مع الرفض القاطع لأي معادلة لا تحصر السلاح بيد الدولة، ما يعكس ارتباكاً أميركياً في إدارة الملف اللبناني، ويؤشر إلى أن التفاؤل الذي أشاعه براك في الأيام الفائتة لم يكن مبنياً على توافق فعلي، بل على مناخات مؤقّتة سرعان ما تلاشت مع أول اختبار جدي.
من جهة أخرى، لا تزال التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة تُطرح في الكواليس كاحتمال جدي، ما يدفع للتساؤل حول واقعية نشوب حرب واسعة، خاصة وأن أغلب القراءات تستبعد مصلحة إسرائيلية في الانزلاق إلى مواجهة شاملة. إلا أن فرضية الذهاب إلى تصعيد عسكري مدروس تبقى مطروحة، خصوصاً في ظل ما يُنقل عن دوائر غربية من أن ثمة قناعة أميركية إسرائيلية متزايدة بأن " حزب الله" بات في أضعف حالاته منذ عقود، ما يفتح نافذة زمنية محدودة لتنفيذ ضربة كبيرة تؤسس لتسوية سياسية تُنتزع تحت النار.
رغم ذلك، تشير معلومات إلى أن معظم المستوطنين سيعودون إلى مناطقهم في أيلول المقبل، الامر الذي من شأنه أن يضيق الهامش الزمني أمام أي عمل عسكري واسع، ويعزّز احتمال اللجوء إلى عمليات جوية مكثفة ضمن ضوابط مدروسة بدلاً من الذهاب إلى حرب مفتوحة.
في المقابل، يرى مراقبون أن تحقيق أي نتيجة استراتيجية يتطلب ما هو أبعد من الضربات المحدودة، إذ إنّ المنشآت الحساسة التي تستهدفها إسرائيل لا تزال بعيدة عن متناول عمليات القصف التقليدية، ما يجعل التصعيد غير كافٍ ما لم يترافق مع تحوّل ميداني كبير.
وفي حين يتعامل "حزب الله" بجدية مع التهديدات الأميركية، تؤكد مصادر على صلة بالملف أن السلطة الحالية في لبنان ، رغم قربها من الحلف الأميركي، ليست متحمسة لمسار التصعيد، ولا تبدو مقتنعة بإمكانية حسم ملف السلاح من خلال المواجهة أو كسر التوازن الداخلي، ما يعكس تبايناً في الحسابات داخل المعسكر نفسه. فالدخول في مغامرة عسكرية في ظل عهد لا يزال في بداياته قد يقود إلى انهيارات غير محسوبة، خصوصاً في ظل هشاشة الوضعين الاقتصادي والسياسي، الأمر الذي يزيد من تردد بعض القوى الفاعلة إزاء تبنّي خيار المواجهة.
وسط هذا المشهد المعقّد، تبرز قراءة لدى بعض الدوائر الدبلوماسية تفيد بأن الولايات المتحدة الاميركية لا تسعى إلى تفجير شامل، بل تمارس سياسة الضغط المتدرّج عبر مسارات متوازية تشمل الاقتصاد والإعلام والسياسة، سعياً لفرض تنازلات تراكمية تُترجم بتفاهمات مرنة لا توصل إلى نزع السلاح صراحة بل تهمشه تدريجياً. غير أن هذا السيناريو يصطدم برؤية مقابلة تعتبر أن الهدف الأميركي غير قابل للتحقيق في ظل بيئة مشتعلة، إذ إن "الحزب" لن يسير بأي تسوية تحت النار، ما يطرح احتمالية التصادم على المدى المتوسط، سواء كان ذلك عبر صدام مباشر أو عبر مراحل تصعيد متقطعة تمهّد للمواجهة الكبرى.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يصل الولايات المتحدة عقب جولة استمرّت 5 أيام في اسكتلندا
ترامب يصل الولايات المتحدة عقب جولة استمرّت 5 أيام في اسكتلندا

المنار

timeمنذ 34 دقائق

  • المنار

ترامب يصل الولايات المتحدة عقب جولة استمرّت 5 أيام في اسكتلندا

وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى قاعدة أندروز المشتركة بولاية ماريلاند، عقب جولة اسامرت 5 أيام في اسكتلندا. وخلال جولته، وقّع ترامب اتفاقًا تجاريًا كبيرًا مع الاتحاد الأوروبي، كما أطلق تصريحات حادة بشأن الحرب في أوكرانيا، مانحًا روسيا مهلة لا تتجاوز الأسبوعين لإنهاء الحرب، في خطوة أثارت تفاعلًا سياسيًا واسعًا على الساحة الدولية. زيارة ترامب إلى أوروبا شملت أيضًا افتتاح ملعب جولف جديد في منطقة بالمدي على الساحل الشرقي لاسكتلندا، حيث شارك في جولة رمزية بعد مراسم قص الشريط. كما أجرى ترامب أيضًا محادثات مع رئيس وزراء اسكتلندا جون سويني، لمناقشة الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى الوضع في غزة. المصدر: وكالات

الرئيس عون بعد لقائه نظيره الجزائري: مجالات التعاون بين بلدينا كثيرة ومهمة جداً… تبون: الجزائر لن تبخل على لبنان بشيء
الرئيس عون بعد لقائه نظيره الجزائري: مجالات التعاون بين بلدينا كثيرة ومهمة جداً… تبون: الجزائر لن تبخل على لبنان بشيء

OTV

timeمنذ 34 دقائق

  • OTV

الرئيس عون بعد لقائه نظيره الجزائري: مجالات التعاون بين بلدينا كثيرة ومهمة جداً… تبون: الجزائر لن تبخل على لبنان بشيء

أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أن 'الجزائر لن تبخل على لبنان بشيء، وهي ستساعد في مجال الطاقات المتجددة وبناء محطات على الطاقة الشمسية وغيرها، وهناك اتفاقيات سيتم توقيعها في القريب العاجل تشمل تعاوناً مالياً واقتصادياً وثقافياً'. وكشف عن هدية هي عبارة عن مساعدة مبدئية من الجزائريين الى اشقائهم اللبنانيين، معلناً أن المياه ستعود الى مجاريها بين البلدين. وشدد على أنه أعطى تعليماته لعودة الطيران الجزائري الى بيروت خلال الأسبوعين المقبلين، وانه سيصار الى البحث في انشاء خط بحري بين بلاده ومرفأ طرابلس لتعزيز التبادل الصناعي والتجاري، خصوصاً خلال مرحلة اعادة الاعمار. من جهته، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد لقائه نظيره الجزائري أن لبنان لا ينسى مواقف الجزائر الداعمة له دوماً، لافتا الى أن الجزائر لم تغب مرةً عن المساعي العربية الحميدة، لخروجه من أزماته وإنهاء حروبِه المركّبة بين داخله والخارج. وأشار عون الى أن 'الجزائر ساعدت لبنان وما زالت، في مجالات كثيرة. من مواقفها المؤيدة في مجلس الأمن والمحافل الدولية، إلى تقديمها كلّ دعم عند كل أزمة'.

اللواء: حصرية السلاح تحتاج فعلا الى بحث بكيفية حماية لبنان في غياب الضمانات الأميركية
اللواء: حصرية السلاح تحتاج فعلا الى بحث بكيفية حماية لبنان في غياب الضمانات الأميركية

تيار اورغ

timeمنذ 34 دقائق

  • تيار اورغ

اللواء: حصرية السلاح تحتاج فعلا الى بحث بكيفية حماية لبنان في غياب الضمانات الأميركية

بعض ما جاء في مانشيت اللواء: حصرية السلاح تحتاج فعلا الى بحث بكيفية حماية لبنان مستقبلا من اي اعتداء اسرائيلي، طالما الضمانات لا سيما الاميركية غائبة، والموفد الاميركي براك يقول علنا ان ادارته لاتستطيع ان تضغط على اسرائيل او ان تملي عليها مايجب ان تفعله. وهو كلام يعني اطلاق يد اسرائيل في لبنان ساعة تريد وتحت اي حجة. لذلك سيتمسك مجلس الوزراء بتوفير الضمانات ولكل حادث حديث بعدها. وذكرت معلومات ان جلسة الثلاثاء ستبحث الموضوع بشكل عام واستكمال النقاش تحت سقف البيان الوازري وليس بناء لورقة توم براك ولن يتم اتخاذ قرار تنفيذي. وكشفت ان الرئيس سلام وجه رسالة الى الجانب الاميركي تمنى فيها اخذ موقف لبنان بعين الاعتبار وان لا تكون ردة الفعل على الموقف اللبناني سلبية وان لا تطلق العنان لرد فعل سلبي وخطير اسرائيلي، بعد المعلومات عن ان الرد اللبناني لم يكن متناسبا مع المطالب الاميركية. وحسب ما نقل فإن «رد الفعل الاميركي السلبي من رد لبنان جاء بعد لقاء بين براك ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون دريمر في باريس الخميس الماضي، حيث تبلغ براك ردا سلبيا اسرائيليا من الرد اللبناني.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store