
مأساة غزة.. أصوات داخلية تهز حكومة نتنياهو و«تسونامي» خارجي «مرعب»
تم تحديثه الأربعاء 2025/5/21 04:57 م بتوقيت أبوظبي
لأول مرة منذ اندلاع الحرب على غزة، تجد الحكومة الإسرائيلية نفسها في مواجهة عزلة مزدوجة.. انتقادات داخلية لاذعة وحراك خارجي غير مسبوق.
فبعد أشهر من الدعم المحلي والدولي غير المشروط، بدأت الأرض السياسية تهتز تحت أقدام حكومة بنيامين نتنياهو، وسط اتهامات بارتكاب "جرائم حرب"، وتحذيرات من تحول إسرائيل إلى "دولة منبوذة عالميا".
عاصفة الداخل
انتقادات داخلية جاءت من شخصيات إسرائيلية بارزة، بينها رئيسا الوزراء السابقان إيهود أولمرت وإيهود باراك، ووزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، ونائب رئيس أركان الجيش السابق يائير غولان.
وقد وصف هؤلاء المسؤولون الحرب بتعابير شديدة، مثل "قتل الأطفال"، و"جريمة حرب"، في مواقف أثارت جدلا واسعا داخل إسرائيل لاسيما الحكومة.
إيهود أولمرت وفي مقابلة مع شبكة "بي بي سي"، وصف العمليات العسكرية الجارية في غزة بأنها "حرب بلا هدف"، منتقدا ارتفاع عدد القتلى المدنيين.
وقال أولمرت إن ما تقوم به إسرائيل حاليا في قطاع غزة "قريب جدا من جريمة حرب". مضيفا هذه "حرب بلا هدف، بلا أمل في تحقيق أي شيء يمكن أن ينقذ حياة المخطوفين".
وأشار أولمرت إلى أن النتائج المأساوية للحرب، التي أدت إلى مقتل آلاف الفلسطينيين إلى جانب عدد كبير من جنود الجيش الإسرائيلي، "غير مقبولة على الإطلاق".
وتابع "نحن نحارب قتلة من حماس، لا مواطنين أبرياء، ويجب أن يكون هذا واضحا"، محذرا من أن استمرار الحرب سيؤدي إلى "عزلة إسرائيلية غير مسبوقة".
أما زعيم حزب "الديمقراطيين" ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق الجنرال يائير غولان، فرأى أن "هذه الحرب لا يمكن أن تُربح"،
وقال لهيئة البث الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو حوّلت الحرب على غزة إلى "حرب بلا غاية"، مضيفا أن "من يحتفل بالموت وتجويع الأطفال لا يمثل دولة عاقلة".
مستطردا "إسرائيل في الطريق لتصبح دولة منبوذة بين الشعوب. الدولة العاقلة لا تخوض قتالا ضد مدنيين، ولا تقتل أطفالا كهواية، ولا تضع لنفسها أهدافا لطرد السكان".
بدوره، أشار يعالون إلى أن "الإنجازات التكتيكية لا تترجم إلى نصر فعلي دون رؤية استراتيجية"، في انتقاد واضح لنهج الحكومة الحالية.
وتسونامي الخارج
وبالتزامن مع هذه العاصفة الداخلية، تشهد الساحة الدولية "تسونامي" غير مسبوق ضد إسرائيل، تقوده دول أوروبية بارزة على رأسها فرنسا وبريطانيا وكندا، للضغط على تل أبيب لوقف الحرب ومنع توسيع العمليات في غزة.
وقد صدر بيان مشترك من زعماء هذه الدول الثلاث، دعا إلى وقف فوري للقتال، تبعه بيان آخر موقّع من 22 وزير خارجية غربي و25 منظمة إغاثية دولية.
وفي تطور لافت، أعلنت كايا كالاس، الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن الاتحاد قرر البدء في إعادة النظر باتفاقية الشراكة الموقعة مع إسرائيل عام 1995، على خلفية "استمرار الحرب وتصاعد الكارثة الإنسانية في غزة".
وفي حين لفتت إلى "الوضع الكارثي" في غزة، أكدت أنه "غير إنساني وغير قابل للاستمرار".
وإسرائيل قلقة
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول بوزارة الخارجية الإسرائيلية قوله: "نحن نواجه تسونامي حقيقي سيزداد سوءا. نحن في أسوأ وضع مررنا به على الإطلاق. إنه أسوأ بكثير من كارثة، العالم ليس معنا".
وأضاف: "منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم ير العالم سوى أطفال فلسطينيين يموتون وتدمير المنازل على شاشات التلفزيون، وقد سئم ذلك. لا تقدم إسرائيل أي حل ولا ترتيب لليوم التالي ولا أمل. فقط الموت والدمار".
وحذر من أن " المقاطعة الصامتة كانت هنا من قبل وسوف تزداد حدة"، قائلا في هذا الصدد "يجب ألا نستخف بذلك".
كيف وصلت إسرائيل إلى هذا؟
وتساءلت الصحيفة: "كيف وصلت إسرائيل إلى هذه النقطة المنخفضة؟".
وأشارت إلى أن "التفسير المنطقي الأول هو أن فرنسا تقف وراء هذه الخطوة. حيث يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية في مؤتمر دولي، بنيويورك الشهر المقبل".
وبحسب التقييم الإسرائيلي، يعمل ماكرون على إطلاق موجة من عدة دول تعترف بدولة فلسطينية، بعد الموجة السابقة في مايو/أيار 2024، عندما اعترفت النرويج وأيرلندا وإسبانيا بدولة فلسطينية.
وكانت إسرائيل استدعت، سفراء الدول الأوروبية التي اعترفت العام الماضي، بدولة فلسطينية. ومنذ ذلك الحين، ليس لديها سفراء هناك.
وتسود توقعات بانضمام دول أخرى إلى المبادرة، منها بريطانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ.
وقد لوّحت إسرائيل بردود حادة على هذه التحركات، من بينها إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، وطرح خطوات أحادية مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية.
الصحيفة نوهت لتفسير آخر للتحرك الغربي ضد إسرائيل، يتمثل في " الخوف من المجاعة وصور الدمار والوفيات من غزة، والتي تؤثر على العديد من الجماهير في تلك البلدان".
وفي حين تحاول الحكومة الإسرائيلية تفسير الحراك الدبلوماسي خاصة الأوروبي ضد الحرب بأنه معاد لها، فإنها تجد صعوبة في تفسير تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الكبار السابقين.
aXA6IDgyLjIyLjIxMy4xMTAg
جزيرة ام اند امز
CR

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
البرلمان الأوروبي يقر فرض رسوم إضافية على الأسمدة الروسية.. والكرملين يرد
موسكو ـ (أ ف ب) اعتبر الكرملين، الخميس، أن الاتحاد الأوروبي من خلال فرضه رسوماً إضافية على الأسمدة الروسية يلحق الأذى بمصالحه الخاصة. وصوت البرلمان الأوروبي، الخميس، لصالح فرض رسوم جمركية كبيرة على الأسمدة ومنتجات زراعية محددة من روسيا وحليفتها روسيا البيضاء لمنع تهديد محتمل للأمن الغذائي في الاتحاد الأوروبي والحد من موارد التمويل الذي تستخدمه روسيا خلال حربها ضد أوكرانيا. ـ معدل الارتفاع في الرسوم وسترتفع الرسوم الجمركية على أسمدة نيتروجينية محددة على مدى السنوات الثلاث المقبلة من 6.5 % إلى ما يعادل نحو 100 %، وهو مستوى من شأنه أن يوقف التجارة فعلياً. وبالنسبة للمنتجات الزراعية، من المقرر فرض رسوم إضافية بنسبة 50 في المئة. ـ رد فعل روسيا ومن المتوقع أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في الأول من يوليو/ تموز. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال إحاطته اليومية: «في نهاية المطاف، سيجد الاتحاد الأوروبي نفسه أمام سماد أعلى سعراً وأقلّ جودة»، مشيراً إلى أن «الأسواق في مجالات أخرى ستعوّض هذه الرسوم الجمركية، لكن الأوروبيين سيستمرّون على عادتهم» في إلحاق الأذية بمصالحهم.


سبوتنيك بالعربية
منذ 5 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
مجلس الأمن الروسي: الاتحاد الأوروبي يحضر مواطنيه للحرب مع روسيا
مجلس الأمن الروسي: الاتحاد الأوروبي يحضر مواطنيه للحرب مع روسيا مجلس الأمن الروسي: الاتحاد الأوروبي يحضر مواطنيه للحرب مع روسيا سبوتنيك عربي أكد نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي، ألكسندر فينيديكتوف، اليوم الخميس، أن الاتحاد الأوروبي يقوم بتهيئة أيديولوجية واسعة النطاق للأوروبيين للحرب مع روسيا. 22.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-22T07:54+0000 2025-05-22T07:54+0000 2025-05-22T07:54+0000 روسيا أخبار الاتحاد الأوروبي موسكو- سبوتنيك. وقال فينيديكتوف لـ"سبوتنيك": "إن مستوى الخطاب المعادي لروسيا في بروكسل وبعض العواصم الأوروبية، ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة. تطوير العديد من الوثائق الاستراتيجية في مجال الدفاع من قبل الاتحاد الأوروبي له دلالة كبيرة، وعلى وجه الخصوص، أقرت المفوضية الأوروبية، في نهاية شهر آذار/مارس من هذا العام، ما يسمى باستراتيجية الاستعداد لحالات الأزمات. وقدم الاتحاد الأوروبي، قبل شهر، "الكتاب الأبيض بشأن الدفاع الأوروبي - الجاهزية 2030".وأردف نائب سكرتير مجلس الأمن الروسي: "من الجدير بالذكر أن وثائق الاتحاد الأوروبي هذه تؤكد بشكل خاص على الحاجة إلى تشكيل وترسيخ "ثقافة الاستعداد للعمل العسكري" في وعي الأوروبيين. "الاستعداد" مسؤولية جماعية، وهو الآن مدرج في العملية التعليمية للاتحاد الأوروبي، وكذلك في برامج الشباب والتدريبات ذات الصلة".وتدهورت العلاقات بين روسيا وحلف "الناتو" كثيراً، بعد انطلاق العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا، في 24 شباط/فبراير 2022، وفي قمة حلف "الناتو" في مدريد خلال العام ذاته، تم الإعلان عن وقف عمل مجلس "روسيا-الناتو".وتواصل القوات المسلحة الروسية، منذ يوم 24 شباط/فبراير 2022، تنفيذ عمليتها العسكرية الخاصة، بهدف نزع سلاح أوكرانيا، والقضاء على التهديدات الموجرها إلى أمن روسيا، وحماية المدنيين في إقليم دونباس، الذين تعرضوا على مدار 8 سنوات إلى الاضطهاد من قبل نظام كييف.رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي: الاتحاد الأوروبي يريد منع أي مفاوضات سلام بشأن أوكرانياالكرملين: مذكرة التفاهم بين روسيا وأوكرانيا يتم العمل عليها بشكل سري سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي روسيا, أخبار الاتحاد الأوروبي


العين الإخبارية
منذ 5 ساعات
- العين الإخبارية
الاستخبارات الفرنسية تكشف.. كيف يحاول الإخوان التأثير على بروكسل؟
بعد سنوات من الصمت، تضع الدول الأوروبية الكبرى يدها على مفاصل النشاط الإخواني الخطير في القارة. ووفق تقرير أعدته الاستخبارات الفرنسية، فإن منظمات على صلة بجماعة الإخوان تحاول التأثير على مؤسسات الاتحاد الأوروبي من خلال 'أنشطة ضغط كبيرة'. كما سعى الحلفاء الأيديولوجيون للجماعة الإسلاموية إلى دفع بروكسل إلى الترويج لرؤية 'أحادية' للحرية الدينية تتعارض مع نموذج فرنسا الصارم للدولة العلمانية التي تحمي حرية الدين والحرية من الدين، بحسب التقرير. التقرير أشار إلى أن البرلمان الأوروبي وأعضاءه 'مستهدفون بشكل خاص'. وكان من المتوقع أن تصدر وزارة الداخلية الفرنسية نسخة منقحة من الوثيقة، لا تتضمن أسماء المصادر التي يمكن أن تتعرض للخطر بسبب نشرها والإشارة إلى القضايا القانونية الجارية،ً بعد مناقشتها خلال اجتماع مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وعقب الاجتماع، قال مكتب ماكرون إن التقرير سيصدر بحلول نهاية الأسبوع. منظمات أوروبية التقرير قال أيضا؛ إن جماعة الإخوان التي تأسست قبل أكثر من 100 عام في مصر بهدف إنشاء دولة تحكمها الشريعة الإسلامية، تدفع بأجندتها عبر العديد من المنظمات الأوروبية التي تشارك الجماعة أيديولوجيتها وتتلقى أموالًا من دول في الخارج. ومن بين المنظمات المدرجة مجلس مسلمي أوروبا ومنتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية (FEMYSO). ووفق التقرير، فإن أعضاء من الدائرة المقربة من جماعة الإخوان كانوا أعضاء في مجلس مسلمي أوروبا، وأن منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية كان يستخدم 'كهيكل تدريبي' لمسؤولي الإخوان. تتشابه نتائج التقرير، التي تستند إلى عشرات المقابلات مع أكاديميين وقادة مسلمين وضباط استخبارات، مع نتائج مراجعة حكومية نشرت في المملكة المتحدة قبل عقد من الزمن. إلى ذلك، كلف ماكرون حكومته باقتراح إجراءات لمحاربة نفوذ جماعة الإخوان، ومن المتوقع أن تتم مناقشتها الشهر المقبل، حسبما أعلن مكتب الرئيس الفرنسي. تهديد وجرى تسريب نسخة مبكرة من التقرير إلى صحيفة لوفيغارو اليومية المحافظة ومجلة Valeurs Actuelles اليمينية. وقال ريتيلو، الذي كان بإمكانه الاطلاع على التقرير كاملاً بحكم منصبه، للصحفيين في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الوثيقة ستوضح كيف أن 'تسلل الإسلاميين يشكل تهديدًا'. واستغل المرشحون للرئاسة هذا التسريب لطرح نقاط الحوار الخاصة بهم حتى قبل نشر التقرير رسميًا. وقال رئيس حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، أمس، إن جماعة الإخوان تشكل 'أحد أكثر التحديات الوجودية لبلادنا". aXA6IDgyLjIxLjI0Mi4xMjMg جزيرة ام اند امز GB