
خدمة ضيوف الرحمن.. بعقول تُفكر وقلوب تُؤمن
أ.د. إبراهيم بن عقلاء المشيطي
كبير الباحثين – مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية
منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – شكّلت خدمة الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن أحد أبرز أولويات الدولة، وجزءًا لا يتجزأ من رسالتها الإسلامية. وقد توالت هذه العناية المباركة وتطورت عبر الملوك المتعاقبين، حتى بلغت ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الذي شهدت في سنوات حكمه المشروعات التوسعية الكبرى للحرمين الشريفين، وتطور البنية التحتية الصحية والخدمية في المشاعر المقدسة.
واليوم، تواصل المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – هذا النهج المبارك برؤية استراتيجية طموحة تسعى إلى رفع جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، وجعل المملكة أنموذجًا عالميًا في إدارة الحشود وخدمة الزوار من شتى بقاع الأرض.
وفي ظل هذه الرؤية المتقدمة، تبرز الشراكة الاستراتيجية بين وزارة الصحة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) كنموذجٍ نوعي للتكامل بين القطاعين الصحي والعلمي، يعكس حرص المملكة على تسخير التكنولوجيا الحديثة والبحث العلمي لخدمة الحجيج وضمان أمنهم وسلامتهم.
وزارة الصحة: استنفار مبكر لرعاية متكاملة
تُعد وزارة الصحة أحد أعمدة هذه المنظومة المتكاملة، حيث تتحمل مسؤولية توفير الرعاية الصحية الشاملة لحجاج بيت الله الحرام. وتبدأ الوزارة استعداداتها قبل موسم الحج بأشهر طويلة، عبر تجهيز المستشفيات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وزيادة الطاقة الاستيعابية، وتعزيز الكوادر الطبية والتخصصية.
وتغطي الخدمات الصحية مختلف الجوانب، من الرعاية الطارئة إلى علاج الأمراض المزمنة، فضلًا عن برامج الوقاية والتطعيمات والتوعية الصحية. كما تُفعّل الوزارة منظومة استجابة عاجلة للحالات الطارئة، مدعومة بفرق طبية متنقلة تنتشر في كافة مواقع الحج لضمان سرعة الوصول وتقديم الخدمة.
كاكست..الابتكار العلمي في خدمة الحجيج
من جهة أخرى، تؤدي مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية (كاكست) دورًا محوريًا في توظيف البحث العلمي والتقنيات الحديثة لتيسير أداء المناسك وتحسين مستوى السلامة. وتشمل مبادراتها أنظمة المراقبة الذكية المبنية على الذكاء الاصطناعي، وتقنيات إنترنت الأشياء والاستشعار عن بُعد، والتي تُمكن من تتبع حركة الحشود وتحليل البيانات في الزمن الحقيقي، مما يسهم في منع التكدسات وتحسين إدارة الحشود.
كما طورت المدينة تطبيقات ذكية متعددة اللغات، تُقدم للحجاج خدمات صحية وتوجيهية متكاملة عبر هواتفهم، إضافة إلى تطوير حلول متقدمة في مجالات الإسعاف السريع باستخدام الطائرات بدون طيار، ومتابعة الحالات الصحية من خلال أجهزة قابلة للارتداء.
رؤية تكاملية تُجسّد طموحات 2030
تعكس هذه الشراكة الاستراتيجية بين وزارة الصحة ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التزام المملكة الراسخ بتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي يقودها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله –، في إطار سعيه الدؤوب لبناء وطنٍ طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي.
وترتكز هذه الرؤية على تحسين تجربة ضيوف الرحمن، ورفع كفاءة الأداء الحكومي، وتوسيع نطاق الابتكار في تقديم الخدمات. ومن ثمار هذا التكامل بين الصحة والعلم مشاريع تقنية وطبية متقدمة، منها أنظمة التشخيص المبكر للأمراض، وتوظيف تقنيات الواقع المعزز لتيسير تنقل الحجاج، إضافة إلى التوسع في تطوير المنصات الرقمية التي تسهم في إدارة الخدمات الصحية بكفاءة عالية.
إنها رؤية ترتقي بالحج إلى آفاق جديدة، يتلاقى فيها الإيمان مع التقنية، والخبرة مع الطموح
نحو مستقبل أكثر رحمة وأمانًا
إن هذا النموذج المتكامل بين الجهات الصحية والعلمية يجسّد التزام المملكة العميق تجاه ضيوف الرحمن، ويؤكد على أن خدمة الحجيج لم تعد مجرد واجب ديني فحسب، بل مشروع وطني استراتيجي تُسخّر له العقول، والتقنيات، والموارد بأعلى المعايير.
وما هذه الشراكة إلا امتداد لتاريخ طويل من العطاء السعودي المبارك، الذي يُضيء طريق الملايين نحو حجٍ آمن، صحي، وهادئ، بإذن الله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ 25 دقائق
- الأمناء
الجاوي يدشن دورة تدريبية لبناء قدرات المتطوعات و اللجان المجتمعية الخاصة بالطوارئ والإسعافات الأولية
دشن مدير عام مديرية المعلا الاستاذ عبد الرحيم الجاوي صباح اليوم الدورة التدريبية لبناء قدرات متطوعي وعضوات اللجان المجتمعية في مجال الطوارئ والاسعافات الأولية وأساليب التمريض برعاية وزير الدولة محافظ محافظة عدن الاستاذ أحمد حامد لملس وبدعم من السلطة المحلية مديرية المعلا تنفيذ إدارة تنمية المرأة بالشراكة مع مكتب الصحة العامة والسكان واللجان المجتمعية. حيث شارك في الدورة 36 متطوعة من عضوات اللجان المجتمعية من أحياء مديرية المعلا السكنية حيث سيزود المشاركات بمعارف ومهارات صحية تهدف إلى بناء قدرات المتطوعات من اللجان المجتمعية وعلى مدى ستة أيام متتالية في مجال الطوارئ والاسعافات الأولية وأساليب التمريض. . وخلال التدشين، أكد الأستاذ عبد الرحيم الجاوي، مدير عام مديرية المعلا، على حرصه واهتمامه برفع مستوى الوعي الصحي لدى متطوعات اللجان المجتمعية، وتنمية قدراتهن ومهاراتهن في كيفية التصرف عند حصول أي طارئ لا قدر الله. وأضاف أن التدريب العملي الذي سيتم بعد انتهاء فترة الدورة التدريبية في المجمع الصحي بالمعلا، سيكون فرصة لهن لتطبيق ما تعلمنه نظريًا في بيئة عملية، مما سيزيد من فعالية أدائهن. كما حثّهن على أهمية التدريب المستمر لكي يصبحن يد العون وهمزة الوصل بين الناس والمجمع الصحي، مؤكدًا على دورهن الحيوي في تعزيز الصحة المجتمعية وتقديم الدعم اللازم للمواطنين، وبناء جسور الثقة والتواصل بين المجتمع والمرافق الصحية. من جانبها، أشارت الأستاذة تهاني قائد، رئيسة إدارة تنمية المرأة في السلطة المحلية بالمديرية، إلى الهدف من إقامة هذه الدورة التدريبية هو تعزيز وبناء القدرات الذاتية واكتساب الخبرة، بالإضافة إلى تقديم الرسالة النبيلة في مجال التمريض والإسعافات الأولية في الأحياء السكنية بالمديرية. وقالت: "إنه من الواجب علينا اليوم الاهتمام المشترك بهذه الدورة التدريبية ونوليها جل اهتمامنا لتنمية قدرات متطوعات اللجان المجتمعية في الأحياء السكنية، لرفع وعي المواطنين بطرق الوقاية من الأمراض المنتشرة، خاصة حمى الضنك والملاريا". وفي ظل انتشار الأوبئة وتزايد حالات الحمى والتحديات الصحية، تبرز أهمية اختيار فريق "مسعفات المعلا" مدرب ومؤهل، والذي سوف يسهم في الاستجابة السريعة للحالات الطارئة، ويعزز من قدرة المجتمع على الحد من انتشار العدوى، خاصة في الأماكن التي تتطلب خصوصية في التعامل مع النساء والأطفال. كما أن دورهن الإنساني والتوعوي يسهم في رفع مستوى الوعي الصحي والوقاية داخل الأحياء، مما يجعل اختيار هذا الفريق خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن الصحي والاستعداد للطوارئ. من جانب آخر ألقى رئيس اللجان المجتمعية مهران ناصر مهدي سالم كلمة اللجان المجتمعية أشاد فيها بالأنشطة التي تنفذها السلطة المحلية بالمديرية والمتمثلة بمديرها الاستاذ عبد الرحيم الجاوي، مؤكداً بأن اللجان المجتمعية سوف تقف إلى جانب مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية والممثلة بالدكتورة أنصاف الخامري في مواجهة التحديات الراهنة في هذه الأيام وانتشار الحميات ومرض الملاريا وحمى الضنك وكل من ساند سبيل إنجاح مثل هكذا دورات تدريبية، معبرا عن فخره واعتزازه بالمشاركات الذين يستفيدون من هذه الدورة التي ستغير من حياتهم العملية في تعزيز قدراتهم واكتسابهم المعارف والخبرات في مجال الرعاية الصحية والاسعافات الأولية وأساليب التمريض. كما حثت الدكتورة أنصاف الخامري مديرة مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية المتطوعات المشاركات في الدورة التدريبية للاستفادة من هذه الدورة التدريبية وترجمتها على الواقع العملي والتطبيق الصحي في المجمع الصحي، لافتة إلى الأهمية البالغة في رفع المهارات والمستوى الصحي لمتطوعات اللجان المجتمعية حول الإسعافات الأولية. حضر التدشين مدير مكتب مدير عام مديرية المعلا عهد الهاشمي و إعلامي السلطة المحلية بالمديرية جهاد جواليد وسكرتير مكتب قيادة اللجان المجتمعية بالمديرية علي محمد سعيد أحمد.


غرب الإخبارية
منذ 39 دقائق
- غرب الإخبارية
مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي يحتفي بيوم التمريض العالمي تحت شعار 'صوت التمريض… مستقبل الرعاية الصحية'
المصدر - شريفة العامري - الرياض الرياض – 20 مايو 2025 نظّم مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي التابع لجامعة الملك سعود، فعالية احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للتمريض، وذلك في بهو المستشفى الرئيسي، بحضور عدد من قيادات المدينة الطبية، ومنسوبي المستشفى، ومشاركة الكوادر التمريضية. جاءت هذه الفعالية تحت شعار 'صوت التمريض… مستقبل الرعاية الصحية'، بهدف إبراز الدور الحيوي الذي يقوم به التمريض في تقديم الرعاية، وتعزيز جودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى. وشملت فقرات الحفل عدة كلمات افتتاحية عبّرت عن الامتنان والفخر بالكوادر التمريضية: • ألقى مدير إدارة التمريض بمدينة الملك سعود الطبية الجامعية كلمة افتتاحية أكد فيها على أهمية تمكين الكوادر التمريضية، واعتبارهم محورًا أساسيًا في تطور الرعاية الصحية. • تبعها كلمة من مدير التمريض بمستشفى الملك عبد العزيز الجامعي، الذي أشاد بما حققه طاقم التمريض من إنجازات ميدانية ومهنية خلال العام، مؤكدًا دعم الإدارة المستمر لتطوير بيئة العمل التمريضي. • كما ألقى مدير الأطباء بالمستشفى كلمة عبّر فيها عن التكامل بين الفرق الطبية، والدور الأساسي للتمريض في دعم الخطط العلاجية ورفد العمل الطبي بالكفاءة والمهنية. وتخلل الحفل عرض فيديو مرئي مؤثر بعنوان 'رسالة شكر للتمريض' من تصميم وتصوير الممرضة شريفة العامري ، تضمن رسائل شكر واعتزاز للعاملين في الميدان التمريضي، إلى جانب عرض فيديو آخر استعرض أبرز إنجازات قسم التمريض خلال عام 2024، والتي شملت مشاريع تحسين تجربة المريض، ومبادرات التطوير السريري، والتعليم المستمر. وفي فقرة مميزة من الفعالية، تم تسليط الضوء على برنامج 'Nurses Got Talent'، الذي أُقيم يوم 13 مايو 2025 بتنظيم الممرضتين إسراء كريت وسارة مدخلي، وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة ليوم التمريض العالمي، حيث قدم فيه عدد من الممارسين التمريضيّين عروضًا تعبّر عن مواهبهم المتنوعة في مجالات الإبداع الفني، والمبادرات التوعوية، والابتكار التمريضي، وسط تفاعل كبير من الحضور. وقد حظي البرنامج بتقييم من لجنة مختصة، وتم إعلان الفائزين وتكريمهم رسميًا خلال الحفل المقام في 20 مايو 2025، تقديرًا لما قدّموه من تميز وإبداع يعكس الجوانب الإنسانية والمهنية في شخصية الممرض والممرضة، ويعزز روح الفريق والانتماء المهني داخل بيئة العمل التمريضي. وشهدت الفعالية أيضًا سحبًا على جوائز قيّمة باستخدام الرقم الوظيفي لكادر التمريض، تقديرًا لجهودهم المستمرة، كما قامت بعض الأركان المشاركة في المعرض التوعوي بإجراء سحب على مبالغ مالية، مما أضفى طابعًا ترفيهيًا وتحفيزيًا على أجواء الاحتفال.


المدينة
منذ ساعة واحدة
- المدينة
تجمع مكة الصحي ينهي معاناةَ أربعينية من مرض جلدي مزمن
أنهى تجمع مكة المكرمة الصحي معاناة مريضة في العقد الرابع من عمرها، كانت تعاني من مرض جلدي مزمن استمر أكثر من خمس سنوات، وذلك من خلال تدخل طبي دقيق وخطة علاجية شاملة مكّنتها بفضل الله من التعافي واستعادة حياتها الطبيعية، بالتعاون بين مستشفى حراء العام ومستشفى الملك عبدالعزيز.وأوضح التجمع أن المريضة كانت تعاني من طفح جلدي شمل الفم وفروة الرأس؛ مما تسبب لها بآلام حادة وحكة مزمنة أثّرت سلبًا على حياتها اليومية، ووصل بها الأمر في بعض الفترات إلى عدم القدرة على تناول الطعام أو الحديث.وأشار إلى أن المريضة راجعت عيادة الجلدية في مستشفى حراء العام بسبب عدم استجابتها للعلاجات السابقة، وخضعت لسلسلة من الفحوصات السريرية والمخبرية الدقيقة، إضافة إلى أخذ خزعة جلدية، كشفت عن إصابتها بمرض "الحزاز الجلدي"، وهو أحد الأمراض الجلدية المزمنة التي قد تؤثر على الجلد والأغشية المخاطية والأظافر وفروة الرأس.وبيّن أنه وُضعت خطة علاجية متكاملة شملت الأدوية الموضعية والفموية، إضافة إلى التنسيق مع مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة لتقديم جلسات علاج ضوئي مكثف، وذلك ضمن بروتوكول علاجي يهدف إلى السيطرة على المرض وتخفيف الأعراض المصاحبة، وبدأت المريضة في تحسنها بشكل تدريجي خلال أقل من أربعة أشهر حتى وصلت إلى مرحلة تعافٍ شبه كامل، مكّنها من العودة إلى ممارسة حياتها اليومية والوظيفية بشكل طبيعي.