logo
حمدوك يُحذر من تفكك السودان مع استمرار الحرب وتحولاتها

حمدوك يُحذر من تفكك السودان مع استمرار الحرب وتحولاتها

الشرق الأوسطمنذ 17 ساعات

قطع رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك باستحالة الوصول إلى حلول عسكرية للحرب في السودان، محذراً من تهديد وحدة البلاد. وكشف عن نيته إنشاء مركز وطني لمحاربة خطاب الكراهية، في خطاب أمام مؤتمر «التماسك الاجتماعي» شارك فيه عشرات الشخصيات السودانية، في العاصمة الأوغندية كمبالا، الأربعاء.
ودعا حمدوك طرفي الحرب إلى الاحتكام لصوت العقل، واتخاذ خطوات عاجلة توقف الحرب وتَحول دون انزلاق البلاد نحو الهاوية. كما دعا لمحاربة خطاب الكراهية والتمييز الإثنيّ والجهويّ والدينيّ والثقافيّ، وتعهَّد بمواصلة العمل من أجل وقف الحرب وإزالة الآثار التي ترتبت عليها.
وحذَّر حمدوك من أن يؤدي استمرار الحرب إلى تشظي البلاد وتهديد وحدتها. وأكد عدم وجود حلول عسكرية للصراع مهما طال أمده، وقال: «أمام هذا التحشيد والتسليح والتشظي، فإن مخاطر الانزلاق نحو الهاوية تحيط بالبلاد من كل الجهات»، وتابع: «أقول لطرفَي القتال: لا توجد حلول عسكرية لهذا الصراع مهما طال أمده، وكفى معاناة لشعبنا ودماراً لبلادنا».
حمدوك يتوسط قيادات مدنية خلال مؤتمر سابق في لندن (الشرق الأوسط)
وانعقد في العاصمة الأوغندية كمبالا خلال الفترة من 17 إلى 21 مايو (أيار) الجاري، المؤتمر الدولي حول التماسك الاجتماعي، بمشاركة أكثر من 60 مشاركاً ومشاركة، الذي بحث استشراء خطاب الكراهية والتمييز، وتأثيراته على التماسك الاجتماعي في البلاد، والعمل على رتق نسيج البلاد الاجتماعي.
وتعهَّد حمدوك بالمضي قدماً في الدعوة إلى الاحتكام لصوت العقل والحكمة من أجل الحفاظ تماسك السودان، وقال: «لم يعد أمامنا وقت للمناورات وشراء الوقت»، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لوقف الاقتتال، من طرفي الحرب.
ووصف حمدوك الأوضاع في البلاد بأنها «دقيقة وحرجة»، وقال إن الحرب أدت إلى تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية خطيرة، تجاوزت مرحلة «القتل والدمار والتشريد»، إلى مرحلة «سوء المعاملة والإقصاء وإثارة العنف وإيذاء الآخر والتهميش والقتل، وارتكاب الجرائم الوحشية».
وأبدى الرجل الذي ترأس الوزارة بعد الثورة الشعبية التي أطاحت حكم الحركة الإسلامية في السودان، مخاوفه من أن تتسبب آثار الحرب في تفكك منظومة المجتمع السوداني، وأضاف: «رغم خطورة المرحلة، فإنها تضعنا أمام امتحان عسير، يتطلب حواراً عميقاً بشأن الفرص والتحديات، وإحلال السلام، وتمتين الوحدة والتعايش السلمي».
وقطع حمدوك بتصاعد «مؤشرات قياس الكراهية» في السودان، الذي نتجت عنه ما سماها «أنماطاً جديدة من التمييز الاجتماعي، تقوم على أساس اللون والقبيلة والجنس والجغرافيا»، وعدَّها تهديداً حقيقياً لوحدة السودان والتعايش السلمي بين مجتمعاته المتعددة، وتابع: «مما لا شك فيه أن التنوع والتعدد سبب من أسباب نهضة الدول والشعوب، ولا يتأتى ذلك إلاّ بالسلم الاجتماعي، وتوثيق العلاقة بين أفراد المجتمع وقطاعاته ومؤسساته المتنوعة دينياً ثقافياً وعرقياً وثقافياً وجهوياً».
وناشد حمدوك الإدارات الأهلية والقيادات الدينية والطرق الصوفية والشباب والمثقفين والفنانين والنساء، العمل بقوة لاستعادة التعايش السلمي، والحفاظ على السودان موحَّداً، وعدم الاستجابة لدعوات خطاب الكراهية. وتعهد بالقيام بعمل على الأرض، وسط القواعد المتأثرة بخطاب التمييز على أساس اللون والجنس واللغة والدين، وأعلن إطلاق برامج إعلامية تُجرِّم خطاب الكراهية، وتُعزِّز قيم التعايش السلام، وتسهم في رتق النسيج الاجتماعي، بمشاركة تنظيمات تحالف «صمود» والتنظيمات الوطنية التي تتقاسم هدف وقف الحرب.
وكشف حمدوك عن عمله على إنشاء «المركز الوطني لمحاربة خطاب الكراهية»، لرصد الانتهاكات والجهات المحرِّضة على العنف وتقديم مرتكبي الانتهاكات والتحريض على العنف للعدالة، بقوله: «كثُرت الغرف الإعلامية التي تحرض على العنف، وعلى القتل والتمييز بين المكونات الاجتماعية حسب الجغرافيا، ولم تَسْلم منها كل أقاليم السودان، وشكّلت مناخاً عاماً ساعد على بث الكراهية بين مكونات الشعب السوداني».
ودعا حمدوك إلى بدء مرحلة جديدة من التعايش والتسامح في السودان، يتخلى بموجبها السودان عن إيذاء الآخرين، وتتعزز خلالها مبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة، والاعتراف بالتنوع الديني والعرقي والثقافي، وإبرازه في مجالات الحياة كافة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«فخاخ» المكتب البيضاوي قد تدفع القادة الأجانب بالتفكير مرتين قبل دخوله
«فخاخ» المكتب البيضاوي قد تدفع القادة الأجانب بالتفكير مرتين قبل دخوله

الشرق الأوسط

timeمنذ 5 ساعات

  • الشرق الأوسط

«فخاخ» المكتب البيضاوي قد تدفع القادة الأجانب بالتفكير مرتين قبل دخوله

خفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأضواء في المكتب البيضاوي أمس الأربعاء وجعل رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا هدفا لأحدث فخ جيوسياسي يعده لزعيم أجنبي أمام كاميرات التلفزيون. وفي مشهد استثنائي بدا واضحا أن البيت الأبيض أعده لتحقيق أقصى قدر من التأثير وأعاد للذاكرة زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في فبراير (شباط)، واجه ترمب رامابوسا باتهامات زائفة حول الإبادة الجماعية ضد البيض في جنوب أفريقيا، بما في ذلك مزاعم تتعلق بقتل جماعي واستيلاء على الأراضي. وأظهر الموقف مرة أخرى استعداد ترمب الواضح لاستخدام المكتب البيضاوي، الذي كان تاريخيا مكانا للتعبير عن تقدير كبار الشخصيات الأجنبية، لإحراج الزوار من الدول الأقل قوة أو الضغط عليهم في الأمور التي يركز عليها بشدة. وقد يدفع استخدام ترمب غير المسبوق للمقر الرئاسي لمثل هذه العروض، القادة الأجانب إلى التفكير مرتين قبل قبول دعواته لما قد تحمله من احتمالات تعرضهم لإذلال علني، وهو ترددٌ قد يجعل من الصعب تعزيز العلاقات مع الأصدقاء والشركاء الذين تسعى الصين للتقارب معهم. وقال باتريك جاسبارد السفير الأميركي السابق لدى جنوب أفريقيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما إن ترمب حول الاجتماع مع رامابوسا إلى «مشهد مخز». وكتب جاسبارد، وهو الآن زميل بارز في مركز أميركان بروجرس في واشنطن، في منشور على إكس «التعامل بشروط ترمب لا يسير على ما يرام بالنسبة لأي شخص». وكان من المفترض أن يكون اجتماع المكتب البيضاوي فرصة لإعادة ضبط العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، خصوصا بعد فرض ترمب لرسومه الجمركية. كما كان يهدف لتهدئة التوتر المتصاعد بشأن اتهاماته التي لا أساس لها من الصحة «بإبادة جماعية ضد البيض» وعرضه إعادة توطين الأقلية البيضاء. وبعد بداية ودية للاجتماع، أمر ترمب، نجم تلفزيون الواقع السابق، بتخفيف الأضواء وعرض مقطع فيديو ومقالات مطبوعة قُصد بها إظهار أن البيض في جنوب أفريقيا يتعرضون للاضطهاد. وبدا أن رامابوسا كان مستعدا للرد على اتهامات ترمب لكن من غير المرجح أنه كان يتوقع مثل هذا المسرح السياسي. وظهر منتبها وهادئا بينما كان يسعى إلى دحض ما قدمه مضيفه، لكنه لم يوجه انتقادا مباشرا للرئيس الأميركي. وقال رامابوسا مازحا «أنا آسف ليس لدي طائرة أقدمها لك»، في إشارة إلى الطائرة الفاخرة التي قدمتها قطر لترمب كبديل لطائرة الرئاسة الأميركية (إير فورس وان). ولم يرد البيت الأبيض على الفور على سؤال بشأن ما إذا كان الاجتماع تم إعداده لوضع رامابوسا في موقف محرج أو ما إذا كان هذا الأسلوب قد يثني القادة الأجانب عن القيام بمثل هذه الزيارات. ولم يتطور الاجتماع مع رامابوسا لمثل ما حدث خلال اجتماع ترمب قبل أشهر فقط مع زيلينسكي، والذي تحول إلى مواجهة صاخبة مع الرئيس ونائب الرئيس جيه.دي فانس.

رئيس جنوب إفريقيا يأمل أن يحضر ترامب قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ
رئيس جنوب إفريقيا يأمل أن يحضر ترامب قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ

أرقام

timeمنذ 6 ساعات

  • أرقام

رئيس جنوب إفريقيا يأمل أن يحضر ترامب قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ

أعرب رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا عن أمله في أن يحضر نظيره الأميركي دونالد ترامب قمة مجموعة العشرين التي ستستضيفها جوهانسبرغ في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وذلك على الرغم من التوتر الذي ساد اجتماعهما في المكتب البيضوي الأربعاء. وقال رامابوزا للصحافيين بعد زيارته للبيت الأبيض "آمل في أن يأتي (ترامب) إلى جنوب أفريقيا".

ترمب يحرج رئيس جنوب أفريقيا بـ«مقاطع مصورة» !
ترمب يحرج رئيس جنوب أفريقيا بـ«مقاطع مصورة» !

عكاظ

timeمنذ 6 ساعات

  • عكاظ

ترمب يحرج رئيس جنوب أفريقيا بـ«مقاطع مصورة» !

تابعوا عكاظ على أحرج الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشكل علني ضيفه رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا في البيت الأبيض باتهامه بالفشل فى مواجهة قتل المزارعين البيض. وفي اجتماع في المكتب البيضاوي، الأربعاء، حضره العشرات من المسؤولين من كلا البلدين، عرض ترمب بشكل غير متوقع لقطات فيديو لدعم اتهامه بـ«الإبادة» ضد جنوب أفريقيا. وأظهرت الصور قبوراً على جانب الطريق، وقال الرئيس الجمهوري «إنه مشهد فظيع لم أر شيئاً كهذا من قبل»، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ). ويشكك الخبراء في تصوير ترمب للإبادة المزعومة للمزارعين البيض في جنوب أفريقيا. وبفعل ذلك، يستخدم ترمب نظرية المؤامرة التي تنتشر في دوائر اليمين المتطرف بشأن ما يسمى بـ«الإبادة الجماعية للبيض». ورد رامافوسا بشأن المقابر المزعومة: «هل قالوا لك أين هي سيدي الرئيس؟ أود أن أعرف أين هذا لأنني لم أرَ هذا من قبل» ووعد رامافوسا بالبحث في الأمر. وقال ترمب: «الأشخاص يفرون من جنوب أفريقيا حفاظاً على سلامتهم»، وخفّض أضواء المكتب البيضاوي ليشغل مقطعاً مصوراً لسياسي شيوعي يذيع أغنية مناهضة للفصل العنصري ومثيرة للجدل تتضمن كلمات عن قتل مزارع. أخبار ذات صلة وأضاف: «إن أراضيهم تتم مصادرتها ويتم قتلهم في كثير من الحالات». ورفض رامافوسا اتهامات ترمب. ويسعى الرئيس الجنوب أفريقي لتوضيح الأمور وإنقاذ علاقة بلاده بالولايات المتحدة. واحتدمت المحادثات المطولة بين ترمب ورامافوسا بعد عرض ترمب للمقطع الذي أظهر عمليات قتل مسيّسة في جنوب أفريقيا. /*.article-main .article-entry > figure img {object-fit: cover !important;}*/ .articleImage .ratio{ padding-bottom:0 !important;height:auto;} .articleImage .ratio div{ position:relative;} .articleImage .ratio div img{ position:relative !important;width:100%;} .articleImage .ratio img{background-color: transparent !important;} 1

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store