
بلومبرج: إيران تتهم مفتشي الوكالة الدولية بالتشهير وتلوح بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي
في تصعيد جديد للتوترات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اتهمت إيران مفتشي المنظمة الدولية بالتشهير وتقديم معلومات واهية، محذرة من خطوات تصعيدية قد تشمل الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، بحسب ما أفادت وكالة بلومبرج، اليوم الخميس.
مذكرة قانونية إيرانية تكشف تصعيد المواجهة
قالت وكالة بلومبرج إن إيران وزعت مذكرة قانونية على الدبلوماسيين الدوليين قبل أيام من اجتماع حاسم للوكالة الدولية للطاقة الذرية يُعقد في 9 يونيو الجاري، تُظهر فيها استياءها المتصاعد من أداء الوكالة.
وأضافت الوكالة الإخبارية أن المذكرة المؤلفة من 19 صفحة، والمؤرخة في 3 يونيو، تمثل أول تحليل مفصل من الجانب الإيراني لتقرير الوكالة الصادر بتاريخ 31 مايو، وتتهم فيه إيران المدير العام للوكالة، رافائيل ماريانو جروسي، بـ"تحريف الوقائع باستخدام معلومات كاذبة ومُعاد تدويرها".
اتهامات باستخدام "لغة تشهيرية"
وأوضحت بلومبرج أن المذكرة الإيرانية اعتبرت أن مفتشي الوكالة استخدموا "لغة تشهيرية" عند الإشارة إلى مزاعم بأن طهران حصلت على وثائق سرية من مفتشين دوليين. ورفضت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التعليق على طبيعة الوثائق المفقودة أو مضمونها.
وأشارت بلومبرج إلى أن إيران أعربت عن غضبها من فقرة وردت في تقرير تفتيشي مقيد، جاء فيها على لسان جروسي: "الأدلة القاطعة على قيام إيران بجمع وتحليل وثائق سرية للغاية تابعة للوكالة تثير مخاوف جدية بشأن روح التعاون الإيرانية، وقد تقوض التطبيق الفعال للضمانات".
ونقلت بلومبرج عن طارق رؤوف، الرئيس السابق لسياسات التحقق النووي في الوكالة الدولية، قوله: إن "الاعتراف بفقدان السيطرة على معلومات سرية في تقرير رسمي يُعد أمرًا غير مسبوق"، مضيفًا أن إيران تُصعّد الموقف من خلال اتهام المدير العام بتجاوز صلاحياته.
انسداد في المحادثات مع واشنطن
وأضافت الوكالة أن التوتر المتصاعد يُعقد فرص التوصل إلى تسوية دبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة، مشيرة إلى أن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين، والتي استضافتها سلطنة عُمان، وصلت إلى طريق مسدود بسبب الخلافات حول حق إيران في تخصيب اليورانيوم.
وفي هذا السياق، قالت "بلومبرج" إن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي رفض بشدة آخر المقترحات الأمريكية، مضيفًا أن واشنطن ما زالت تمارس ما وصفه بـ"الابتزاز النووي".
تهديد مقابل تهديد
أشارت "بلومبرج" إلى أن الدول الأوروبية أبدت استعدادها لإعادة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي بسبب "عدم إحراز تقدم في تحقيقات الوكالة"، ما قد يؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على طهران قبل موعد انتهائها في أكتوبر المقبل.
في المقابل، لمحت طهران في المذكرة الموجهة للدول الأعضاء في الوكالة إلى إمكانية اتخاذ خطوات تصعيدية إذا تم الدفع نحو إحالتها إلى مجلس الأمن الدولي، حيث قالت في الوثيقة: "إذا اختارت هذه الدول استغلال صبر إيران والتمادي في مسارها الخاطئ، فستُضطر إيران إلى اتخاذ القرارات المناسبة وتنفيذها".
ورغم هذه التوترات، أكدت "بلومبرج" أن مفتشي الوكالة يواصلون مهامهم اليومية في مراقبة المواقع النووية الإيرانية المعلنة، ومن المتوقع أن يلعبوا دورًا محوريًا في التحقق من أي اتفاق مستقبلي بين طهران وواشنطن.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 39 دقائق
- بوابة الأهرام
ترامب: لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم وإذا فعلوا سنتعامل معهم بطريقة مختلفة
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن نسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم وإذا فعلوا سنتعامل معهم بطريقة مختلفة. موضوعات مقترحة وبحسب ما نشرته فضائية"القاهرة الإخبارية"، قال ترامب، أن واشنطن لن تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بأي شكل من الأشكال. وفي وقت سابق كتب ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" التي يملكها: "بموجب اتفاقنا المحتمل مع طهران لن نسمح بأي شكل من أشكال بتخصيب اليورانيوم".

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
«اتفاق نووي مؤقت» بين إيران والولايات المتحدة.. من هم الرابحون والخاسرون؟
عقب انتهاء الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، في العاصمة الإيطالية روما، بوساطة عمانية؛ لاحت في الأفق التكهنات حول "اتفاق نووي مؤقت" بين واشنطن وطهران. اقرأ أيضا: سيناريوهات توجيه ضربة عسكرية إلى إيران.. هل تندلع حرب شاملة بالمنطقة؟وكشف مسؤول أمريكي ديبلوماسي رفيع المستوى ل"سبوتنيك"، أن واشنطن تدرس إمكانية تخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران، في إطار اتفاق مؤقت يجري التفاوض عليه.وأوضح المسؤول أن "هناك مقترحا لاتفاق أولي، تُبدي فيه إيران استعدادًا واضحًا للتخلي التام عن برنامجها النووي العسكري، وفي هذا السياق، تدرس الإدارة الأمريكية خيار تأجيل بعض الإجراءات العقابية السارية ضد طهران".كما كشف الدبلوماسي الأمريكي أن "أمريكا متمسكة بموقفها الرافض لأي أنشطة تخصيب يورانيوم إيرانية، وهو ما لا يزال يمثل نقطة خلاف رئيسية".وأضاف أن "المباحثات شملت أيضا موضوعات أخرى، من بينها اقتراح باتفاق تمهيدي يعكس التزام إيران بعدم السعي إلى امتلاك أسلحة نووية، وضمن هذا الإطار، تتداول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إمكانية تخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران، كخطوة لتحفيز التقدم في المفاوضات"، وفقا لصحيفة "يسرائيل هيوم".وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي، عقب كلمة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، أكد فيها أن بلاده "منفتحة على السماح لإيران بتطوير برنامج نووي مدني، لكنها ترفض بشدة السماح لها بتخصيب اليورانيوم، خشية أن يستخدم ذلك كغطاء لتطوير سلاح نووي مستقبلا"، وأقر روبيو بأن التوصل إلى اتفاق من هذا النوع سيكون "غاية في الصعوبة".وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد شدد عبر منصة "إكس"، على أن "صفر أسلحة نووية يعني وجود اتفاق، أما صفر تخصيب لليورانيوم فيعني عدم وجود اتفاق. لقد حان وقت اتخاذ القرار".وفي وقت سابق، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي، مطالبات طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، واصفا إياها بأنها "غير منطقية ومهينة"، وحذّر من أن مثل هذه الشروط قد تجعل المفاوضات مع أمريكا غير مجدية.وفي ظل تباين المواقف بين إيران والولايات المتحدة بشأن تخصيب اليورانيوم، ما قد يهدد بفشل المفاوضات، يبقى السؤال من هم الرابحون والخاسرون من توقيع اتفاق نووي مؤقت؟الاتفاق المؤقت بين إيران والولايات المتحدة سينص على خفض مستوى تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الأمريكية على طهران، ويعتبر بادرة حسن نية لاتفاق أشمل وطويل المدى يتم التفاوض عليه مستقبلا.. وإن حدث هذا "الاتفاق المؤقت" سيكون مكسب كبير لإيران حيث ستحافظ على قدراتها وبنيتها التحتية النووية، والاحتفاظ بمستوى آمن لتخصيب اليورانيوم دون توقفه بالكامل، وتتجنب تلقي ضربة عسكرية لمنشآتها النووية، وتتفادى منطقة الشرق الأوسط سيناريو الحرب الشاملة، وينتعش الاقتصاد الإيراني مرة آخرى بما يسمح لإيران بتطوير قدراتها العسكرية الصاروخية، وإعادة بناء محورها المقاوم "حزب الله-الحوثيين- حماس" بعدما تلقوا ضربات كبيرة جراء الهجمات الإسرائيلية.أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فإنه سيكون الخاسر الأكبر حيث تفشل خططه بجر الولايات المتحدة لضرب إيران كي يحافظ على مستقبله السياسي، في مقابل استمرار إيران كمهدد رئيس لإسرائيل في المنطقة.أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيسوق لنفسه في الداخل الأمريكي أنه استطاع تعطيل وكبح تقدم البرنامج النووي الإيراني بخفض مستوى التخصيب مقارنة بسلفه جو بايدن، كما يروج لنفسه كصانع سلام في العالم، وتكون أزمة إيران بمثابة "كرة لهب" تؤجل للإدارة الأمريكية القادمة.

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
صدام ترامب ونتنياهو بسبب إيران.. فرصة تاريخية لدى رئيس أمريكا لتحقيق فوز سياسي
رغم الدعم العسكري الثابت لإسرائيل، يتفلت الدعم السياسي الأمريكي بشكل واضح وذلك بما تكشفه تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وتصريحات أعضاء إدارته بين وقت وآخر، أما المختلف هذه المرة، فهو أن ترامب رئيس لا يتقيد بالمؤسسات، بل لا يتقيد حتى بالأحلاف السياسية لبلاده، ومن ثم فلا يجب التعامل مع التصريحات و«المواقف الشخصية» المحسوبة عليه تجاه طرف ما أو دولة ما أو قضية ما على أنها عابرة أو القطع بأنه لن يكون لها تداعيات واضحة على سياسة بلاده. ومن المثير، أن التفاوض بين إدارته وإيران بات سببا رئيسيا فى شقاق سياسى واضح بينه وبين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من ناحية أخرى، وبمعنى آخر، فإن خلاف الرجلين حول النهج الأمثل للتعامل مع التهديدات الإيرانية قد خرج من الغرف المُغلقة إلى العلن، وبات مُحددًا قويًا فى مواقف ترامب بأكثر من قضية تعنى بها إسرائيل.◄ التعامل مع طهرانتتباين وجهات نظر ترامب ونتنياهو حول كيفية استغلال ضعف إيران الحالى، فبينما يرى نتنياهو أن الفرصة العسكرية يجب ألا تضيع، يعتبر ترامب أن وضع إيران الضعيف يُشكل فرصة لإبرام اتفاق نووى مع تهديد عسكرى فى حال فشل المفاوضات.ترامب، يرى فى نفسه صانعا للمعجزات السياسية، وبفضل براجماتية النظام الإيرانى، فهو قادر على انتزاع «تنازلات فعلية» من الجمهورية الإسلامية، تسهم فى رؤيته الأوسع للمنطقة من حيث بسط الاستقرار وتحييد دور وكلاء إيران فضلا عن مكاسب اقتصادية أخرى.وفي المُقابل، لا يرى نتنياهو سبيلًا غير العمل العسكرى بوصفه حصرًا السبيل الوحيد لتأديب طهران، وإنهاء شرها وتحييد دورها الإقليمى.◄ تحذيرات أمريكيةقبل أيام، أفاد موقع «أكسيوس» الأمريكى، بأن ترامب، حذر نتنياهو من اتخاذ أى إجراء من شأنه تعطيل المفاوضات مع إيران.وجاء تحذير ترامب لنتنياهو خلال مكالمة هاتفية جرت بينهما مؤخرا وفقا لما نقلته صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسئول كبير فى البيت الأبيض، ومصدر آخر مطلع على تفاصيل الاتصال.الاتصال بين ترامب ونتنياهو، جاء فى أعقاب هجوم إطلاق نار فى واشنطن قتل فيه موظفان فى السفارة الإسرائيلية، ورسالة ترامب لنتنياهو كانت واضحة: «هذا ليس وقت التصعيد، بينما نحاول التوصل إلى حل للقضايا العالقة»، ووفقا لمسئول كبير فى البيت الأبيض، أبلغ ترامب نتنياهو أنه يريد التوصل إلى حل دبلوماسى مع إيران و»لا يريد أن يتدخل أى شىء فى ذلك».وأشار المسئول فى البيت الأبيض، إلى أن ترامب ومسئولين أمريكيين كباراً أعربوا خلال محادثات خاصة عن قلقهم المتزايد من احتمال أن يقدم نتنياهو على توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية أو اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض الجهود الدبلوماسية.موقع «واللا» الإسرائيلى، أفاد بأن إسرائيل تستعد لاحتمال توجيه ضربة سريعة للمنشآت النووية الإيرانية، إذا فشلت المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة خلال الأسابيع المقبلة، وسط تقديرات إسرائيلية بأن نافذة الفرصة لتنفيذ ضربة ناجحة قد تغلق قريبًا.ويسعى رئيس الوزراء الاسرائيلي، بكل جهد لإفساد مساعي الرئيس الأمريكي للتوصل لاتفاق مع طهران، وتصاعد التوتر بعد تصريح لترامب قبل أكثر من أسبوع بأن هناك «شيئًا جيدًا» قد يحدث خلال يومين بخصوص جهوده للحد من البرنامج النووي الإيراني، فيما وصف المطلعون على المفاوضات أن ما سيُعلن على الأرجح هو مجرد مبادئ عامة، تُعد تمهيدًا لمفاوضات أوسع حول مسائل حساسة مثل استمرار إيران في تخصيب اليورانيوم، وكيفية التعامل مع مخزوناتها من الوقود القريب من درجة التخصيب المستخدمة في الأسلحة.ورغم معارضة ترامب، يستمر نتنياهو فى الدفع باتجاه العمل العسكرى حتى بدون دعم أمريكي.◄ المنشآت النوويةإسرائيل قامت فى أكتوبر الماضى بتدمير أجزاء مهمة من منظومة الدفاع الجوى الإيرانية التى تحمى المنشآت النووية، مما سهل على طائراتها الاقتراب من الحدود الإيرانية دون تعرضها لهجمات، كما أضعفت إسرائيل حزب الله وحماس، اللذين يتلقيان دعماً إيرانياً، لتقليل خطر ردود فعل عسكرية محتملة فى حال ضرب المنشآت النووية.وتخشى واشنطن من احتمال تنفيذ إسرائيل لهجوم مفاجئ على إيران، مع تقديرات تقول إن تل أبيب قد تستعد لضربة خلال سبع ساعات فقط، ما قد يترك القليل من الوقت لإقناع نتنياهو بالتراجع. من ناحية أخرى، يشكك بعض المسئولين الأمريكيين فى فعالية هجوم إسرائيلى من دون دعم أمريكى، رغم اعتقاد بعض المسئولين الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة لن تملك خيارًا سوى تقديم الدعم إذا ردّت إيران بقوة.حتى بعد إبرام أى اتفاق نووى محتمل، لا يستبعد أن يأمر نتنياهو بشن ضربة عسكرية على إيران، حيث طلب من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الاستمرار فى التخطيط لهجمات محتملة، سواء بمساعدة أمريكية أو بشكل مستقل، مع خيارات تتراوح بين ضربات دقيقة إلى حملات قصف طويلة تشمل مناطق مأهولة.◄ قلق إسرائيليوتشعر إسرائيل بالقلق من أن ترامب، الذى يطمح لإبرام صفقة جديدة يصفها بأنها أقوى من الاتفاق النووى الذى أبرمته إدارة أوباما فى 2015، قد يسمح لإيران بالاحتفاظ بمرافق تخصيب اليورانيوم.وسبق لنتنياهو أن أكد أن الاتفاق الجيد الوحيد هو الذى يقضى بتفكيك كل البنية التحتية النووية الإيرانية، والتى تنتشر فى مواقع مثل نطنز وفوردو.وأجرى العديد من الاجتماعات بين المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين خلال الأيام الأخيرة، من بينها لقاءات فى روما وواشنطن، ناقش فيها الجانبان التوترات القائمة.ومن بين القضايا المحورية فى المفاوضات طلب واشنطن من إيران التوقف الكامل عن تخصيب اليورانيوم، وهو طلب ترفضه طهران، معتبرة أنه حقها كدولة موقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية.وبحسب نيويورك تايمز، ففى محاولة لتجنب انهيار المفاوضات، تبحث الأطراف عن حلول مبتكرة بينها فكرة إنشاء مشروع إقليمى مشترك لإنتاج وقود مفاعل نووى بمشاركة إيران ودول عربية أخرى، مع دور محتمل للولايات المتحدة، أما أين ستتم عملية التخصيب فلا تزال مسألة خلافية.ورغم التقدم المُحتمل فى إعلان مبادئ مشتركة، فإن إسرائيل تظل غير راضية، وكذلك بعض أعضاء الكونجرس المُتشددين تجاه إيران، فالاتفاق المؤقت يجب أن يتضمن ضمانات بأن إيران ستُخرج أو تخفض نسبة تخصيب اليورانيوم القريب من مستوى القنابل، ليتمكن ترامب من الادعاء بأنه أزال التهديد النووى بشكل مؤقت.◄ جدوى التفاوضمن المُثير للاهتمام، أن ترامب الذى سحب بلاده من الاتفاق النووى فى مايو 2018 الموقع مع إيران، استجابة لضغوط الحلفاء، بات على استعداد للصدام مع أهم حليف، وهو إسرائيل فى سبيل العودة وتوقيع اتفاق نووى جديد، فلماذا التفاوض الآن؟!وفقًا لتحليل نشرته مجلة فورين أفيرز، فإن هذا التحرك، الذى فاجأ العديد من المُراقبين، يأتى فى وقت تبدو فيه إيران أقرب من أى وقت مضى إلى القدرة على تصنيع سلاح نووى، بعد سنوات من التقدم فى تخصيب اليورانيوم وتطوير أجهزة الطرد المركزى المتقدمة.وتسعى إدارة ترامب إلى التوصل إلى اتفاق يعيد شيئًا من الاستقرار الاستراتيجى إلى الشرق الأوسط، بينما تأمل إيران فى الحصول على تخفيف للعقوبات القاسية التى خنقت اقتصادها، وقد أبدى الطرفان اهتمامًا جديًا خلال جولات تفاوضية متكررة، حيث تم التوصل إلى أطر أولية لاتفاق محتمل، رغم بقاء العديد من القضايا العالقة.من جهة الولايات المتحدة، هناك قلق دائم بشأن توسع برنامج إيران النووى ودعمها لوكلاء مسلحين فى المنطقة. أما إيران، فلا تزال متشككة فى نيات واشنطن، خاصة بعد أن ألغى ترامب الاتفاق السابق بشكل أحادى، مما يثير مخاوف طهران بشأن ضمانات تنفيذ أى اتفاق جديد.الاتفاق النووى الأصلي، المعروف ب»خطة العمل الشاملة المشتركة» (JCPOA)، وُقع فى 2015، ووضع قيودًا صارمة على تخصيب اليورانيوم واستخدام أجهزة الطرد المركزى، مع رقابة دولية مكثفة، ورغم الانتقادات، نجح الاتفاق فى تأخير قدرة إيران على تصنيع سلاح نووى، لكنه لم يُلغِ هذه الإمكانية تمامًا، مما دفع معارضين، خصوصًا من الجمهوريين، إلى المطالبة بانسحاب واشنطن، وهو ما فعله ترامب فى 2018.حاولت إدارة بايدن، إعادة إحياء الاتفاق، لكنها اصطدمت برفض إيرانى، مدفوع بانعدام الثقة فى ضمانات طويلة الأمد. ومع تعثر هذه المفاوضات، تجنب بايدن التصعيد، مما ترك البرنامج النووى الإيرانى دون قيود فعالة.◄ فرصة هامةرغم هذه الخلفية المُعقدة، ترى إدارة ترامب الحالية أن هناك فرصة حقيقية لعقد اتفاق جديد، لكن هذا يتطلب معالجة نواقص الاتفاق السابق، لا سيما فى ما يتعلق بآليات التفتيش. وتثور تساؤلات حول ما إذا كان أى اتفاق جديد سيسمح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الكامل إلى المواقع النووية المعلنة وغير المعلنة، وهو أمر حيوى لتحديد ما إذا كان البرنامج الإيرانى سلميًا أم موجّهًا نحو السلاح.ويجب كذلك أن يتضمن الاتفاق مراقبة صارمة لمخزونات اليورانيوم وعدد ونوع أجهزة الطرد المركزى، وهو أمر تراجع كثيرًا منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق، حيث أوقفت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية فى هذا المجال، ومع تطور قدرات إيران التقنية، أصبح من الممكن إنشاء منشآت نووية سرية صغيرة يصعب اكتشافها أو تدميرها، وهو ما يجعل الشفافية أمراً غير قابل للتفاوض.◄ التسلح النوويبالإضافة إلى الرقابة، يجب أن يعالج الاتفاق الجديد مسألة «التسلّح النووى»، وهو جانب لم يغطه الاتفاق السابق بما يكفى، كما يجب إلزام إيران بالإفصاح عن أى معدات أو مواد يمكن استخدامها فى تصنيع الأسلحة النووية، والسماح بتفتيشها، بما فى ذلك المواقع العسكرية.ورغم أن إنهاء إيران لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل سيقدّم الضمانة الأفضل، إلا أن طهران ترفض هذا الخيار بشدة، مؤكدة أنها استثمرت كثيرًا فى برنامجها النووى، ولهذا، قد تضطر الولايات المتحدة إلى قبول مستوى معيّن من التخصيب، بشرط فرض قيود صارمة وآليات رقابة دقيقة.في المُقابل، يُمكن استخدام تخفيف العقوبات كوسيلة ضغط فعالة، فإيران تسعى إلى رفع شامل للعقوبات، لكن الولايات المتحدة يمكنها اتباع نهج تدريجى يربط كل خطوة من خطوات التخفيف بتنازل إيرانى محدد، خصوصًا فيما يتعلق بالتخصيب والرقابة، وقد يتضمن هذا التخفيف السماح لإيران بالعودة إلى التجارة الدولية والطاقة، مع الإبقاء على العقوبات المتعلقة بالسلاح والنشاطات العسكرية..ومع ذلك، فإن تخفيف العقوبات يحمل مخاطره؛ فوفقا للتحليل، قد تستغل إيران الإيرادات الجديدة فى دعم وكلائها أو تطوير برامجها العسكرية، لذلك، ينبغى أن يتضمن الاتفاق بنودًا تمنع تصدير الأسلحة أو الطائرات المسيّرة الإيرانية إلى خارج البلاد، مع الإقرار بأن انتهاك هذه البنود سيؤدى إلى إعادة فرض العقوبات أو الانسحاب من الاتفاق.◄ أهمية الاتفاقفي النهاية، ورغم التحديات الكبيرة، فإن الخيار العسكرى ضد إيران سيكون مكلفًا وقد يجر المنطقة إلى صراع شامل، لذا، فإن استغلال هذه الفرصة الدبلوماسية حتى وإن كانت غير مثالية قد يكون الخيار الأفضل بالنسبة لترامب، ولدى ترامب الآن الفرصة لإبرام اتفاق جديد يتفوق على الاتفاق السابق، بشروط أكثر صرامة وشفافية، وربما ينجح فى وضع أسس لاستقرار إقليمى طال انتظاره.وفي هذه الأثناء يبدو ترامب متفائلا بشدة وصرح فى وقت سابق بأن المحادثات مع إيران أظهرت «بعض التقدم الحقيقى، والتقدم الجاد».ونقل تقرير للإذاعة الألمانية عن سينا أزودى، الأستاذ المساعد فى سياسة الشرق الأوسط بمدرسة إليوت للشؤون الدولية فى جامعة جورج واشنطن، والمُتخصص فى العلاقات الدولية أن «كلا من الولايات المتحدة وإيران تأخذان المفاوضات الحالية على محمل الجد. إنهما ترغبان فى التوصل إلى اتفاق».وبحسب أزودى، فإن التوصل إلى اتفاق مع إيران يعد أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للحكومة الأمريكية، وقال: «هناك ثلاث قضايا مركزية فى السياسة الخارجية للبيت الأبيض.. الحرب فى أوكرانيا، والحرب فى غزة، وبرنامج إيران النووى، وسيُعتبر التوصل إلى اتفاق مع إيران نجاحًا كبيرًا فى السياسة الخارجية».