
اعرف نبيك..الإذن بالهجرة للمدينة
وبعدما بدأ عدد المسلمين في مكة وما حولها في الازدياد. بدأت قريش تشعر بأن الميزان سوف يميل لصالح الإسلام. وهذا بالطبع ضد العديد من مصالحها الدينية والاقتصادية والاجتماعية. لأن الإسلام جاء ليهدم أسس النظام الاجتماعي القائم علي العداوة والبغضاء والظلم. ويساوي بين السادة والعبيد في الحقوق والواجبات. وما كان ذلك ليرضي سادة قريش. لذا كلما ازداد عدد الأفراد الذين يدخلون يوميًا في الإسلام. اشتد إيذاء الكفار لهم. وقد وصل الإيذاء لدرجة الاعتداء علي رسول الله وصحابته حتي يردوه ويردوهم عن الدعوة والإيمان بالله وحده لا شريك له. وليس أشد مما حدث في يوم الطائف عندما ذهب الرسول ليدعو أهلها إلي الإسلام فرفضوا ورأي منهم أشد أنواع الرفض والاعتداء.
ثم جاء الإذن بالهجرة حيث أنزل الله -تعالي- علي نبيِّه أمراً بضرورة ترك الصَّحابة مكَّة واللَّحاق بأنصارهم من أهل المدينة. ثمَّ بدأ أصحاب رسول الله -صلَّي الله عليه وسلَّم- بترك مكَّة أفراداً وجماعات متَّجهين إلي وطنهم الجديد المدينة المنوَّرة. تاركين خلفهم بيوتهم وأعمالهم وعشائرهم. حتي أنَّ بعضهم ترك زوجته. ومنهم من ترك أبناءه. ومنهم من تنازل عن أموالي وأملاكي كثيرةي يملكها. ومع ذلك ساروا متجاوزين كلَّ العراقيل من أجل نصرة الدِّين. وبقي في مكَّة المكرَّمة رسول الله -صلَّي الله عليه وسلَّم- ونفرى قليلى معه متنظرين نزول الأمر بالهجرة من السَّماء.
كان أوَّل المهاجرين إلي المدينة أبو سَلَمة وزوجته -رضي الله عنهما-. فقد هاجرا قبل بيعة العقبة. وذلك لمَّا رجعوا من الحبشة ورأوا تعذيب قريشي لهم. وعارضهم قومهم وفرَّقوا بين أبي سلمة وزوجته وابنيهما. وخرج صهيب الرُّومي مهاجراً بعد ذلك. إلَّا أنَّ قريش حالت بينه وبين الخروج إلَّا حين تنازله عن كلِّ ما يملك في مكَّة.. لكنَّ الأمر كان يبدو مختلفاً عندما قرَّر عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه- اللَّحاق بأصحابه. فقد خرج في وضح النَّهار لم يأبه لما تفعله قريش. فهو الذي تخشاه قريش. وخرج معه عيَّاش بن أبي ربيعة. وظلَّ الصَّحابة هكذا يتتابعون في الهجرة واحداً تلو الآخر. فلم يمضِ شهران علي بيعة العقبة الكبري حتَّي خلت مكَّة من الصَّحابة. ولم يبقَ فيها إلَّا رسول الله -صلَّي الله عليه وسلَّم- وأبا بكري الصِّدّيق وعليّاً بن أبي طالب -رضي الله عنهما-. وقد جمع رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- جهازه منتظراً الأمر بالهجرة.
وقد ثبت عن السَّيدة عائشة أمُّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله قال: "قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ» رَأَيْتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلي بيْنَ لَابَتَيْنِ. وَهُما الحَرَّتَانِ. فَهَاجَرَ مَن هَاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ حِينَ ذَكَرَ ذلكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ. وَرَجَعَ إلي المَدِينَةِ بَعْضُ مَن كانَ هَاجَرَ إلي أَرْضِ الحَبَشَةِ. وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْري مُهَاجِرًا. فَقالَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ: عَلَي رِسْلِكَ» فإنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي. قالَ أَبُو بَكْري: هلْ تَرْجُو ذلكَ بأَبِي أَنْتَ؟ قالَ: نَعَمْ. فَحَبَسَ أَبُو بَكْري نَفْسَهُ علَي رَسولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عليه وسلَّمَ لِيَصْحَبَهُ. وَعَلَفَ رَاحِلَتَيْنِ كَانَتَا عِنْدَهُ وَرَقَ السَّمُرِ أَرْبَعَةَ أَشْهُري".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
تقارير مصرية : عملية الأسد الصاعد.. حقائق وأسرار المعنى التوراتى لاسم هجوم إسرائيل ضد إيران
الجمعة 13 يونيو 2025 10:30 مساءً نافذة على العالم - قال عزت إبراهيم، رئيس تحرير صحيفة الأهرام ويكلي وبوابة الأهرام أون لاين وخبير الشئون الأمريكية، إن "حسب الإشارات التي وردت في خطاب نتنياهو للتعليق على الهجوم على إيران، هناك إسقاط من التوراة علي تسمية العملية ضد إيران "الأسد الصاعد" وهي من سفر العدد في العهد القديم، القائل: "هُوَذَا شَعْبٌ يَقُومُ كَلَبْوَةٍ، وَيَرْتَفِعُ كَأَسَدٍ. لاَ يَنَامُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً وَيَشْرَبَ دَمَ قَتْلَى". سفر العدد 23: 24. وأضاف: "حسب التفاسير، هذه الآية وردت في سياق نبوءة بلعام، الذي استُدعي للعن بني إسرائيل، لكن الله جعله ينطق ببركة بدلًا من لعنة. في هذا النص، يُشبَّه شعب إسرائيل بـ"لبوة" و"أسد" – رمز القوة والشراسة والسيادة. وهو تصور يُبرز نهضة الشعب وقوته في مواجهة أعدائه، ورفضه للضعف أو التراجع". وتابع: "في التفسير الحاخامي التقليدي، خاصة في التلمود والمدراش، يُعتبر هذا النص تعبيرًا عن استثنائية إسرائيل بين الشعوب: أمة لا تهاجم اعتباطا، بل تنهض عند الضرورة، وتضرب بقوة حاسمة لا تنام قبل أن تُنهي المعركة لصالحها. نتنياهو استخدم صورة "الأسد الصاعد" على الأرجح كإسقاط توراتي مُتعمّد. فهو ليس فقط يعكس مبدأ الردع والضرب الاستباقي، بل يعزز البعد اللاهوتي القومي، حيث تُصوّر إسرائيل على أنها أمة لا تُستفز بسهولة، لكنها حين تنهض لا تنام حتى تفترس عدوها. الضربة ضد إيران واغتيال قيادتها العسكرية وإصابة منشآت نووية تُرادف في سياق هذا النص "أكل الفريسة وشرب دم القتلى". إنها محاولة لتقديم إسرائيل كقوة لا تُردع، بل تنهض عندما تُستفز، وتُنهي المعركة دون هوادة." ونفذت إسرائيل فجر الجمعة، سلسلة من الغارات الجوية ضد إيران، في واحدة من أعنف الضربات العسكرية التي تطال العمق الإيراني منذ سنوات، وسط تصاعد غير مسبوق في التوتر بين البلدين، ووجهت "تل أبيب" على الأقل خمس موجات من الغارات على إيران، استهداف أو ضرب ما يزيد على 350 هدفا.


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
إقتصاد : خادم الحرمين يوجه بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين وتوفير جميع الخدمات لهم
السبت 14 يونيو 2025 06:00 صباحاً نافذة على العالم - الرياض - مباشر: نظراً للظروف الجارية التي تمر بها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على ما عرضه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وزارة الحج والعمرة بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين وتوفير جميع الخدمات لهم، حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم وأهليهم سالمين إن شاء الله. المصدر : إقتصاد : خادم الحرمين يوجه بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين وتوفير جميع الخدمات لهم


تحيا مصر
منذ 4 ساعات
- تحيا مصر
«هذه ليست غزة.. هذه تل أبيب».. إسرائيل تحت قصف إيران ونزوح المئات من منازلهم
خلال الساعات الماضية، عاشت إسرائيل تعيش مرارة الفلسطيني في غزة ونزوح مئات الإسرائيليين من منازلهم ففي مشاهد وثقتها عدسات الكاميرا لآثار الدمار الذي تكبدته إسرائيل جراء القصف الإيراني، للوهلة أولى قد تنظر إلى الصور وتعتقد أنها في غزة نظرًا لاعتياد المشاهد العالمي على هذه اللقطات التي أصابت الضمير الدولي بحالة من الجمود، لكن تكتشف لاحقًا أنها ليست غزة وإنما مدينة تل أبيب، حيث ترى المباني المنهارة وصاروخ ملقي في أحد الشوارع، وآخرين تحت الأنقاض. أثار القصف الإيراني على إسرائيل أحد الصواريخ الإيرانية في شوارع تل أبيب وذكرت القناة 12 العبرية، نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن:" حجم الرؤوس المتفجرة في الصواريخ الإيرانية صادم لإسرائيل"، مشيرة إلى:" نزوح مئات الإسرائيليين من مساكنهم المدمرة في تل أبيب جراء القصف الإيراني". قتيل و70 إسرائيلي مصاب وفي أحدث حصيلة منذ بدأ الهجوم الإيراني على إسرائيل، قتل مستوطنة وإصابة 70 آخرين بجراح مختلفة منها إصابة خطيرة، إلى انهيار مبان بشكل كامل في تل أبيب جراء سقوط صواريخ إيرانية. وقال الجيش الإسرائيلي إن جنود قيادة الجبهة الداخلية أنقذوا مدنيا من أحد المباني في منطقة تل أبيب التي أصيبت بصاروخ باليستي. وذكرت الشرطة الإسرائيلية إن شظية كبيرة من صاروخ تم اعتراضه سقطت على بلدة في شمال إسرائيل، مما تسبب في أضرار. يأتي ذلك فيما أعلن مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في الدفاع ضد الهجمات الصاروخية، وقال المسؤول لوكالة فرانس برس، طالبًا عدم الكشف عن هويته: "أؤكد أن الولايات المتحدة تساعد في إسقاط الصواريخ التي تستهدف إسرائيل". ولم تُكشف أي تفاصيل عن حجم الدور الأمريكي. إسرائيل تحذر مواطنيها من نشر مواقع أو لقطات سقوط الصواريخ يأتي ذلك فيما دعا الجيش الإسرائيلي الإسرائيليين إلى عدم نشر مواقع أو لقطات سقوط الصواريخ. وقال الجيش: "يراقب العدو اللقطات لتحسين قدراته الهجومية". أُرسلت تنبيهات هاتفية إلى الإسرائيليين بعد الساعة التاسعة مساءً بقليل، أي قبل حوالي عشر دقائق من سقوط الصواريخ الأولى، ودوّت صفارات الإنذار قبيل وصولها إلى المواقع المُهددة. نصحت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي الناس بالبقاء في الملاجئ حتى إشعارهم بأن الخروج آمن، بدلاً من فترة العشر دقائق المعتادة عند إطلاق القذائف من غزة ولبنان واليمن. وفي النهاية، أُعطيت إشارة السلامة حوالي الساعة العاشرة وعشر دقائق مساءً. وتم إطلاق دفعة أخرى من الصواريخ بعد الساعة الواحدة صباح السبت، وتم منح الإسرائيليين الضوء الأخضر لمغادرة ملاجئهم بعد حوالي 25 دقيقة. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن مئات الصواريخ الباليستية أطلقت ردا على أكبر هجمات إسرائيلية على إيران على الإطلاق، والتي استهدفت مواقع نووية وعسكرية، وأدت إلى مقتل كبار القادة العسكريين. وقالت الحرس الثوري إنها نفذت هجمات ضد عشرات الأهداف في إسرائيل. وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في بيان إن إسرائيل هي التي بدأت الحرب، وقال إنه لن يُسمح لها بشن هجمات "كر وفر" دون عواقب وخيمة. وأضاف خامنئي: "لن ينجو النظام الصهيوني من عواقب جريمته. يجب ضمان أن يكون ردنا على هذا الهجوم غير متكافئ". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن إيران "تجاوزت الخطوط الحمراء بعد أن تجرأت على إطلاق الصواريخ على تجمعات سكانية مدنية في إسرائيل". وأضاف "سنواصل الدفاع عن مواطني إسرائيل ونضمن أن يدفع نظام آيات الله ثمنًا باهظًا للغاية لأفعاله الشنيعة".