
19 محرم.. خروج سبايا الإمام الحسين (ع) من الكوفة إلى الشام
وسارت خلف الرؤوس النساءُ والأطفالُ، وفي مقدّمتهم السيّدة زينب (عليها السلام) بطلة كربلاء، والإمام زين العابدين(عليه السلام)، الذي وضعت بيده السلاسل وجُمِعت إلى عنقه، وحملوا جميعاً على أقتاب الإبل التي كانت بغير وطاء ولا غطاء، وساروا بهم من بلد إلى بلد، كما يسار بسبايا الكفّار، يتصفّح وجوههنّ أهل الأقطار.
كرامة للحسين (عليه السلام)
روى ابن لهيعة وغيره حديثاً أخذنا منه موضع الحاجة، قال: «كنت أطوف بالبيت، فإذا برجل يقول: اللّهمّ اغفر لي وما أراك فاعلاً، فقلت له: يا عبد الله اتّق الله ولا تقل مثل ذلك، فإنّ ذنوبك لو كانت مثل قطر الأمطار وورق الأشجار فاستغفرت الله غفرها لك؛ فإنّه غفور رحيم.
قال: فقال لي: تعال حتّى أخبرك بقصّتي، فأتيته فقال: اعلم إنّا كنّا خمسين نفراً ممّن سار مع رأس الحسين (عليه السلام) إلى الشام، فكنّا إذا أمسينا وضعنا الرأس في تابوت وشربنا الخمر حول التابوت، فشرب أصحابي ليلة حتّى سكروا، ولم أشرب معهم، فلمّا جنّ الليل سمعت رعداً ورأيت برقاً، فإذا أبواب السماء قد فُتحت، ونزل آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق (عليهم السلام) ونبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله)، ومعهم جبرئيل وخلق من الملائكة، فدنا جبرئيل من التابوت، وأخرج الرأس وضمّه إلى نفسه وقبّله، ثمّ كذلك فعل الأنبياء كلّهم، وبكى النبيّ(صلى الله عليه وآله) على رأس الحسين (عليه السلام)، وعزّاه الأنبياء.
وقال له جبرئيل (عليه السلام): يا محمّد، إنّ الله تبارك وتعالى أمرني أن أطيعك في أُمّتك، فإن أمرتني زلزلت بهم الأرض وجعلت عاليها سافلها كما فعلتُ بقوم لوط.
فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): لا يا جبرئيل، فإنّ لهم معي موقفاً بين يدي الله يوم القيامة. ثمّ جاء الملائكة نحونا ليقتلونا، فقلت: الأمان الأمان يا رسول الله، فقال: اذهب فلا غفر الله لك»(۱).
قتلتم خير مَن ركب المطايا ** وخير الشيب طراً والشباب(۲).
فأمر اللعين أن تجعل الرؤوس على الرماح في أوساط المحامل بغياً منه وكفراً، وسلك بهم بين النظّارة على تلك الصفة، حتّى أتى بهم باب دمشق، فوقفوا على درج باب المسجد الجامع حيث يُقام السبي (۳).
ـــــــــــــــــــــ
۱ـ اللهوف في قتلى الطفوف: ۱۰۰.
۲ـ كامل الزيارات: ۱۶۰.
۳ـ اُنظر: اللهوف في قتلى الطفوف: ۱۰۱.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 7 ساعات
- موقع كتابات
البكاء في غيرِ محلهِ
حدثني؛ العبدُ الصالحُ والفقيرُ إلى الله، الذي يعملُ في أحدِ محالِ بيعِ الخضرةِ والفواكه، كما يسمى (بقال) في أحدِ الأزقةِ الشعبيةِ في حارتنا؛ قائلاً: في كلِ يوم، وعندَ سماعِ أذانِ الظهرِ في المسجدِ المقابلِ لمحلي، أتوجهُ لأداءِ صلاةِ الجماعةِ معَ المصلينَ، الذي يتوافدونَ إلى المسجد، لأنَ قلبي، يتلهفَ لهذهِ الصلاةِ معَ الجمعِ المؤمن، بديلاً عنْ الصلاةِ المفردة. اعتادَ صاحبنا، أنْ يتركَ أبوابَ محلهِ مفتوحة، والخضرةُ والفواكهُ موزعةٌ في سلالها علىْ صناديقَ خشبيةً مصطفةً تتقدمُ المحل، وببساطتهِ المعروفةِ لدى أهلِ الحي، يرددَ دائما، أنَ الجوعانَ المستطرقَ (خلي يأكلُ ما يعجبه- ألفُ عافية- هني ومري ) ، فالرزقُ على الله- سبحانهُ وتعالى- وما دامَ الدخلُ (النقد) بجيبِ الزر، قصدهُ – جيبُ الدشداشة. يقول: بعدُ أنْ أكملَ شيخ المسجد صلاةَ الظهر، كانَ المفروضُ بعدَ التسليم، أنْ نغادرَ الصلاة، مثلما يحصلُ يوميا، لكوننا أصحابِ مشاغل، ومحلاتنا مفتوحةٌ للزبائن، لنسترزق على بابِ الله.ولكن، وما أدراك ؛ لقدْ بدأَ الإمامُ بالبكاءِ والعويل، وأبكى الجميع، دون معرفة السبب، ولمْ يتركْ مكانهُ في المحراببعد الصلاة، مثلما يحصلُ يوميا ، ويرجعَ إلى الخلفِ ليصليَ بعضُ الصلواتِ المستحبة. قلتُ لهُ مولانا: هلْ قامتْ القيامة؟ هلْ ضربتنا أمريكا بالقنبلةِ الهيدروجينية، لا سامحْ الله؟ هلْ حصلَ ما لا يحمدُ عقباه من قبلنا ما لا يرضي رب العالمين، وغضب علينا؟ ولمْ يجبني، فصرتْ عصبيا جدا جدا...! فكررتْ كلامي بصوتٍ عالٍ، وقدْ سمعني المصلون؛ وأنا خلفهِ بالصفِ الأول، وارتجفَ منْ الخوف، ومنْ هولِ يومِ القيامة، فقد جاء موعدها المبكر على البشرية، ولم يتم الاستغفار الكامل لذنوبنا. استحلفكَ بالله؛ ماذا حصلَ يا مولانا ؟ ورددت، عبارة- استغفرَ اللهُ ربي لثلاثِ مرات، وقلت: كلام ثقيل على لساني وقلبي دون وعي وتركيز؛ يا شيخنا الكريم: هلْ يريدُ ربَ العزِ شيئا منْ أحدنا لأحد عباده الصالحين، وصلَ إلى مسامعكَ فقطْ دونَ خلقِ الله لنقدمه، لمْ يجبني. . .! رحتُ وياه بالزايد، ودست بالعميق. قلتْ له: هلْ لديك مسلم مظلوم في أطراف حلبجة، أو قرية السلمان ، أو شهربان، بحاجةِ إلى قطعةِ أرضٍ في المنطقةِ الخضراءِ أوْ سلفهِ عقاريٍ أوْ خمسِ درجاتٍ فوقَ المعدل، ليدخل أحدُ أبناءِ الأولياءِ والمشايخ أو السادة في كليةَ الطبِ التي تقبلُ ( 110 ) فقطْ منْ 100؟ فالتفَ إلى، ما بينَ ضحكةً وابتسامةً واستهزاءٍ وكراهية. قالَ لي: اسكتْ (إلصم) بالكلمةِ العامية. إنَ ربنا لديهِ خزائنُ الملكِ، وما فيها وموزعِ الأرزاقِ علينا، وليسَ بحاجةِ إلى اشكولكْ النك… . فقلتُ يا مولانا: إذا، لماذا لمْ تجبنا عنْ بكائكَ لهذا اليومِ المفاجئ، ولا يمكنُ أنْ نستمرَ بالبكاءِ معكَ طولَ النهار، ألفُ رحمةٍ على والديك، فإذا رغبتْ بالبكاءِ المستمر، اذهبْ إلى داركْ واستمعَ إلى صوتِ المقرئِ الحزينِ (عامر الكاظمي) الذي يبكيكَ الزمنُ كله، أنتَ وعشيرتك، أنْ بدأَ بالقراءة، بطورِ النهاوند، خاصةً عندما يتذكرُ والدتهُ رحمهُ الله، لتريحَ نفسكَ منصتا إلى قراءته، وتجعلكَ تصرفَ كارتونٍ بلْ صندوقا منْ المحارمِ (الكلينكس) لمسحِ دموعِ عينيك. قلتُ لهُ بعبارةٍ فيها نوعٌ منْ الغضبِ والعصبية، عذرا يا شيخنا: اتركنا، نغادر، ترى المحلَ والعياراتِ مالَ الميزانِ نسرقن. ... ! وهنا، اعترفَ شيخنا الكريمُ بسببِ البكاءِ لهذا اليومِ بذلكَ أمام المصلين. وأنا إمام جامع ، فألمني ذلك جداً ، عسى أنْ يحالفهُ الحظُ ، وينجحفي الدور الثاني،وينقبل.


وكالة أنباء براثا
منذ 15 ساعات
- وكالة أنباء براثا
وَلَيسَ قَولُكَ مَن هَذا بِضائِرِهِ
لله درُكَ أيها الفرزدق وما نطق به على لسانك الروح القدس بحق قرة عين الحُسين، حين رددت على اللّعين هشام بن عبد الملك إنكاره بي ( مَن يكون هذا الرجل؟ ) وهو يعلم علم اليقين إنه عليُّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فرددت عليه متحدياً ذلك الإنكار المُسيس الغشوم غضبةً لله ورسوله بتلك العصماء التي (( دوخت )) الأمير وطوحت به وسلبت نشوة المُلك والجاه والصولجان وهزّت عرش الخلافة المغتصبة بي " هذا الذي تعرف البطحاء وطأته " فكان نصيبك كالعادة السجن، شأنك شأن كل موالٍ ومحبٍ لمحمد وآله محمد على مر العصور والدهور . فتلك لعمرُكَ أبا فراس ضريبة العشق الالهي الأزلي السرمدي الذي لا انقطاع له. أولا تعلم أيها الفرزدق أن حب آل البيت هو حبٌ لله وبغضهم هو بغض لله ؟ أُنبيكَ فرزدقاً … أن مازلنا ندفع فاتورة ذلك الحب والإنتماء دماً عبيطاً ننزفه كل يوم على منحر العشق ونحن سعداء نُقبّلُ شِفارَ السيوف دون الولاية وصاحبها. غوثاً يخططون ويهددون ويتوعدون ويصرخون، فتتلاشى كل تلك المفردات حين يأتي ذكرُ عليّ عليه السلام، فتستمر مسيرة العشق والغرام وسط طريق ذات الشوكة حتى يأذن الله لصحاب الأمر بالظهور المبارك وقتئذ سيكون الحساب عسيراً على أعداء محمد وآل محمد صلوات ربي عليهم أجمعين. أعزيكم ايها الموالون بذكرى شهادة الامام زين العابدين صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين .


اذاعة طهران العربية
منذ 18 ساعات
- اذاعة طهران العربية
دعاء الإمام الصادق ع لزوار الإمام الحسين ع
يَا مَن خَصَّنَا بِالكَرَامَةِ، ووعَدَنَا الشَّفَاعَةَ، وحَمَّلَنَا الرِّسَالَةَ، وجَعَلَنَا ورَثَةَ الأَنبِيَاءِ، وخَتَمَ بِنَا الأُمَمَ السَّالِفَةَ، وخَصَّنَا بِالوصِيَّةِ، وأَعطَانَا عِلمَ مَا مَضَى وعِلمَ مَا بَقِيَ، وجَعَلَ أَفئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهوِي إِلَينَا، اغفِر لِي ولإِخوانِي وزُوارِ قَبرِ أَبي عَبدِ الله ِ الحُسَينِ بنِ عَليٍّ عليه السلام، الَّذينَ أَنفَقُوا أَموالَهُم، وأَشخَصُوا أَبدَانَهُم رَغبَةً في بِرِّنَا، ورَجَاءً لِمَا عِندَكَ في صِلَتِنَا، وسُرُوراً أَدخَلُوهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله، وإِجَابَةً مِنهُم لأَمرِنَا، وغَيظاً أَدخَلُوهُ عَلَى عَدُوِّنَا، أَرَادُوا بِذَلِكَ رِضوانَكَ، فَكَافِهِم عَنَّا بِالرِّضوانِ، واكلأهُم بِاللَّيلِ والنَّهَارِ، واخلُف عَلَى أَهَالِيهِم وأَولادِهِمُ الَّذينَ خُلِّفُوا بِأَحسَنِ الخَلَفِ، واصحَبهُم واكفِهِم شَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وكُلِّ ضَعِيفٍ مِن خَلقِكَ وشَدِيدٍ، وشَرَّ شَيَاطِينِ الإِنسِ والجِنِّ، وأَعطِهِم أَفضَلَ مَا أَمَّلُوا مِنكَ فِي غُربَتِهِم عَن أَوطَانِهِم، ومَا آثَرُوا عَلَى أَبنَائِهِم وأَبدَانِهِم وأَهَالِيهِم وقَرَابَاتِهِم. اللَّهُمَّ إِنَّ أَعدَاءَنَا أَعَابُوا عَلَيهِم خُرُوجَهُم، فَلَم يَنهَهُم ذَلِكَ عَنِ النُّهُوضِ والشُّخُوصِ إِلَينَا خِلَافاً عَلَيهِم، فَارحَم تِلكَ الوُجُوه الَّتي غَيَّرَتهَا الشَّمسُ، وارحَم تِلكَ الخُدُود الَّتِي تَقَلَّبَت عَلَى قَبرِ أَبي عَبدِ الله ِ الحُسَينِ عليه السلام، وارحَم تِلكَ العُيُونَ الَّتِي جَرَت دُمُوعُهَا رَحمَةً لَنَا، وارحَم تِلكَ القُلُوب الَّتِي جَزِعَت واحتَرَقَت لَنَا، وارحَم تِلكَ الصَّرخَةَ الَّتي كَانَت لَنَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَستَودِعُكَ تِلكَ الأَنفُسَ وتِلكَ الأَبدَانَ، حَتَّى تُرَوِّيَهُم مِنَ الحَوضِ يَومَ العَطَش.