
تم إيقافه لسنوات.. الاستخبارات الأمريكية تكشف تفاصيل الضربات ضدّ برنامج إيران النووي
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفيه إجراء أي محادثات مع إيران، مؤكداً أن بلاده 'دمرت المنشآت النووية الإيرانية بالكامل'، في تصريح جديد يعكس تصعيداً في لهجة الخطاب تجاه طهران.
وقال ترامب في منشور عبر منصته 'تروث سوشيال': 'أخبروا السيناتور الديمقراطي كريس كونز أنني لا أقدم لإيران أي شيء، على عكس باراك أوباما الذي دفع لهم مليارات الدولارات بموجب اتفاق الطريق الغبي نحو السلاح النووي (JCPOA)، والذي كان سينتهي الآن على أي حال!'.
وأضاف: 'كما أنني لا أتحدث معهم حتى، منذ أن دمرنا بالكامل منشآتهم النووية'.
في السياق، أطلع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون راتكليف، أعضاء الكونغرس على تفاصيل سرية تتعلق بنتائج الضربات الأميركية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، مؤكداً أن الهجمات ألحقت أضراراً 'جسيمة وطويلة الأمد' بقدرات طهران النووية.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام أميركية، كشف راتكليف خلال الإحاطة أن الضربات دمرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران، والتي تُعد عنصراً حاسماً في عملية تصنيع نواة السلاح النووي.
وأشار إلى أن تجاوز هذا الضرر سيستغرق سنوات، مؤكداً أن الضربة شكّلت 'انتكاسة استراتيجية' للبرنامج النووي الإيراني.
وأوضح أن التقييم الاستخباراتي اعتمد على 'معلومات موثوقة'، من بينها مصادر بشرية وصور أقمار صناعية، وأكد أن منشآت نووية رئيسية، بينها مواقع في أصفهان وفوردو، تعرضت لأضرار بالغة، وأن الجزء الأكبر من اليورانيوم المخصب الإيراني لا يزال مدفوناً تحت أنقاض هذه المنشآت.
في السياق، أثار تصريح جديد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من التكهنات، حيث كشف عن وجود أربعة مواقع نووية في إيران، مشيرًا إلى أن ثلاثة منها هي المواقع الرئيسية التي استهدفتها الولايات المتحدة مؤخرًا، في حين وصف الموقع الرابع بأنه أقل أهمية.
وخلال مقابلة مع قناة 'فوكس نيوز'، قال ترامب: 'كنا نعلم أن لديهم العديد من المواقع، ربما ثلاثة بالإضافة إلى واحد آخر، لكنها المواقع الثلاثة الرئيسية، وكنا نعلم أنه سيتعين عليهم التخلي عنها'، ولم يوضح ترامب تفاصيل عن الموقع الرابع، مما أثار تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية.
يأتي ذلك في ظل نقاش داخلي في واشنطن بشأن مدى فاعلية الضربات، وسط تباين بين التقييمات الأولية وبعض التقارير الاستخباراتية. غير أن تصريحات راتكليف جاءت ضمن جهود إدارة الرئيس دونالد ترامب لتأكيد أن الهجمات حققت أهدافها الاستراتيجية.
وأكدت مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ما جاء في إحاطة راتكليف، معتبرين أن الضربات وجهت ضربة قاصمة للقدرات النووية الإيرانية.
وقال ترامب، في مقابلة على قناة 'فوكس نيوز'، إن 'البرنامج النووي الإيراني تم محوه بشكل غير مسبوق'، مضيفاً أن ما جرى 'يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن'.
تأتي هذه التطورات في وقت حذر فيه خبراء إيرانيون من أن واشنطن وتل أبيب قد تستأنفان عملياتهما العسكرية ضد إيران خلال الأيام المقبلة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية.
خامنئي يرد على ترامب: تصريحات ترامب مبالغ فيها لإخفاء عجزه
ردّ المرشد الإيراني علي خامنئي على التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفاً مبالغات الأخير بأنها محاولة لإخفاء العجز وعدم القدرة على مواجهة إيران.
وقال خامنئي في تدوينة على منصة 'إكس': 'استخدم الرئيس الأمريكي مبالغة غير تقليدية في وصف ما حدث… لم يكن بوسعهم فعل شيء، فبالغوا في الكلام لإخفاء الحقيقة وإبقائها طي الكتمان'.
جاء ذلك بعد تصريحات ترامب التي هدد فيها بوقف أي تخفيف للعقوبات على إيران، وشن ضربات جديدة إذا واصلت طهران برنامجها النووي، مؤكداً تدمير ثلاثة مواقع نووية إيرانية، وادعاء أنه أنقذ المرشد من 'موت مهين'.
بدوره، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ترامب إلى التخلي عن 'نبرته غير المحترمة' تجاه المرشد الإيراني.
إيران تحدد شروط العودة إلى طاولة المفاوضات وتكشف رسائل أمريكية بشأن خامنئي
حددت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين، جملة من الشروط التي ترى ضرورة توفرها لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مؤكدة في الوقت ذاته تلقيها رسائل غير مباشرة تفيد بأن واشنطن لا تعتزم استهداف المرشد الأعلى علي خامنئي في إطار أي تحركات لتغيير النظام.
ونقلت وكالة 'إيسنا' الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية مجيد تخت روانتشي، أن على واشنطن 'استبعاد أي هجوم آخر على إيران بالكامل' كشرط أساسي للعودة إلى طاولة التفاوض، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبّرت عن رغبتها في الحوار، لكنها لم تقدم حتى الآن ضمانات واضحة بشأن وقف التصعيد العسكري خلال فترة المباحثات.
وأوضح روانتشي أن طهران تلقت عبر وسطاء رسائل تفيد بأن الولايات المتحدة 'لا تنوي استهداف القيادة الإيرانية بغرض تغيير النظام'، لكنه شدد على أن بلاده تراقب الموقف عن كثب، ولا تزال في حالة تأهب تحسباً لأي مفاجآت، قائلاً: 'لا نريد الحرب، بل نرغب في الحوار والدبلوماسية، لكن يجب أن نبقى حذرين'.
وفي ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، أكد المسؤول الإيراني أن حجم الأضرار التي لحقت به جراء الضربات الأمريكية لا يزال قيد التقييم، في إشارة إلى الهجمات التي شُنت مؤخراً على منشآت نووية إيرانية، وألحقت خسائر كبيرة في البنية التحتية العلمية والعسكرية.
سفير إيران لدى الأمم المتحدة يؤكد تعذر استئناف المفاوضات مع واشنطن وينفي تهديدات ضد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قال سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، إن الظروف الحالية غير ملائمة لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، مشدداً على أن أي محاولات أميركية لفرض شروط على طهران تجعل الحوار مستحيلاً.
وخلال مقابلة مع شبكة 'سي بي إس' الأميركية، أوضح إيرواني أن 'المفاوضات مع الأميركيين مستحيلة إذا أرادوا فرض شروطهم'، معبراً عن موقف بلاده الرافض لأي ضغوط خارجية على برنامجها النووي.
ونفى السفير الإيراني بشكل قاطع وجود أي تهديدات من طهران تجاه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، وذلك بعد أن نشرت صحيفة محلية دعوات لإعدامه واتهامه بالتجسس. وقال إيرواني: 'لا يوجد أي تهديد ضد غروسي من جانب إيران'، لكنه أكد في الوقت ذاته أن مفتشي الوكالة 'لا يمكنهم حالياً دخول المنشآت النووية الإيرانية'.
وفي سياق متصل، أكد السفير الإيراني أن بلاده 'لن تتخلى عن حقها في تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية'، رافضاً أي محاولات للضغط على برنامجها النووي المدني.
خبير إيراني: إسرائيل وواشنطن ستستأنفان العمليات العسكرية ضد طهران خلال أسبوع على أقصى تقدير
حذر الدكتور إبراهيم متقي، الخبير الإيراني في الشؤون الأميركية، من أن وقف إطلاق النار الراهن قد لا يستمر طويلاً، مرجحاً أن تستأنف إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، عملياتها العسكرية ضد إيران خلال أسبوع على أقصى تقدير.
وفي مقابلة بثها التلفزيون والإذاعة الرسميان في إيران يوم الأحد، قال متقي إن 'مفهوم وقف إطلاق النار يختلف من دولة لأخرى؛ فبينما تعتبره إيران فرصة لتحقيق الاستقرار، تنظر إليه إسرائيل وواشنطن كوسيلة لإعادة التمركز وتعزيز القدرات القتالية'.
وأضاف أن الأدلة المتوفرة تشير بوضوح إلى أن 'الموجة الثانية من الهجمات قيد التحضير، وقد تشمل استهداف مسؤولين إيرانيين ومنشآت استراتيجية'، محذرًا من أن المؤسسات المدنية والعسكرية لا ينبغي أن تتعامل مع الهدنة الحالية بثقة مفرطة.
ودعا متقي إلى تعزيز البنية الدفاعية الإيرانية، خصوصاً في مجالات الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي، والميكروترونيك، مع التركيز على 'تشتيت الأهداف' تحسباً لأي هجمات مفاجئة، كما شدد على ضرورة تجاوز 'التفاؤل الساذج'، داعياً إلى فهم أعمق لطبيعة الصراع والعدو.
وفي السياق ذاته، اعتبر الخبير السياسي مجيد عباسي أن وقف إطلاق النار الحالي لا يجب أن يُستغل من قبل 'العدو' لترميم قدراته، مطالبًا بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتشديد السيطرة على الفضاء الإلكتروني والإنترنت المحلي، استعدادًا لما وصفه بـ'الحرب الهجينة المقبلة'.
تصريحات متقي وعباسي تأتي في وقت يتواصل فيه الجدل في طهران بشأن أهداف الضربات الأميركية والإسرائيلية الأخيرة، وتداعياتها المحتملة على الأمن القومي الإيراني.
الإعلام الإيراني يكشف هوية 'رفيق سليماني' بعد مقتله بغارة إسرائيلية ويصفه بـ'أسطورة المواجهة'
كشفت وسائل إعلام إيرانية للمرة الأولى عن هوية القيادي العسكري حسن أبو الفضل النيقويئي، المعروف بلقب 'الحاج يونس'، وأكدت مقتله في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مواقع داخل إيران خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً.
ووصفت وكالة 'تسنيم' الحاج يونس بأنه من المقربين جداً لقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، الذي قُتل في غارة أميركية قرب مطار بغداد عام 2020، مشيرة إلى أن العلاقة بين الرجلين كانت عسكرية ومعنوية وشخصية.
الوكالة الإيرانية نعت الحاج يونس بوصفه 'أحد أساطير مواجهة الإرهابيين في المنطقة'، وقالت إنه قضى 'حياة حافلة بالنضال ضد أعداء إيران والإسلام والمنطقة'، مضيفة أنه كان له دور محوري في قيادة عمليات فيلق القدس داخل سوريا، وأن وجوده على الأرض كان 'مركزياً ومؤثراً'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عين ليبيا
منذ ساعة واحدة
- عين ليبيا
بعد تنازل كندي عن ضريبة رقمية.. ترامب وكارني يعيدان إطلاق محادثات التجارة
أعلنت كندا عن استئناف المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة، بعد توقف دام عدة أشهر، بهدف التوصل إلى اتفاق بحلول 21 يوليو 2025، وجاء ذلك عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق المفاوضات احتجاجًا على فرض أوتاوا ضريبة على شركات التكنولوجيا الأميركية. وفي بيان رسمي، كشف وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبان أن كندا ستلغي ضريبة الخدمات الرقمية التي فرضتها العام الماضي بنسبة 3% على عوائد شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل وأمازون، وهي الخطوة التي تهدف إلى تهيئة الأجواء لاستئناف المحادثات مع واشنطن. وأوضح الوزير أن هذه الخطوة لا تعني التراجع عن تنظيم الاقتصاد الرقمي، بل هي إجراء تكتيكي لتجنب التصعيد والحفاظ على الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري لكندا. يُذكر أن ضريبة الخدمات الرقمية كانت قد فرضت بأثر رجعي منذ عام 2022، ما أثار اعتراضًا واسعًا من الجانب الأميركي الذي اعتبرها استهدافًا مباشرًا لشركاته الكبرى. وردًا على ذلك، أوقف ترامب المحادثات وهدد بفرض رسوم جمركية جديدة على صادرات كندا، لا سيما في قطاعات السيارات والمعادن، مما أدى إلى تعثر المفاوضات منذ أبريل الماضي. وجاء التفاهم الجديد خلال قمة مجموعة السبع، حيث اتفق ترامب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني على استئناف المفاوضات التجارية، وسط توقعات بأن يسفر ذلك عن صفقة شاملة تعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين. في سياق متصل، أعلنت الحكومة البريطانية بدء تنفيذ اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، وقع عليه الرئيس ترامب ورئيس الوزراء كير ستارمر، يتضمن خفض الرسوم الجمركية على عدد من السلع البريطانية، أبرزها السيارات التي ستشهد تخفيضًا من 27.5% إلى 10%، إضافة إلى إلغاء كامل للرسوم الجمركية على واردات محركات الطائرات وقطع الغيار المرتبطة بها. ومع ذلك، لا تزال الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الصلب والألمنيوم من بريطانيا معلقة، رغم استثناء مؤقت من الرسوم التي فرضتها واشنطن مؤخرًا على دول أخرى، والتي تنتهي في 9 يوليو ما لم يتم إبرام اتفاق نهائي. يأتي هذا الاتفاق في ظل سعي البلدين لتعزيز علاقاتهما التجارية بعد سنوات من التوترات، وتزامنًا مع جهود بريطانية لتوسيع نفاذها إلى الأسواق العالمية في مواجهة التحديات الاقتصادية واللوجستية العالمية.


الوسط
منذ 4 ساعات
- الوسط
فوز زهران ممداني يكشف الوجه القبيح لمعاداة الإسلام في الولايات المتحدة
Getty Images يتعرض زهران ممداني لحملات من معارضيه تردد مزاعم بأنه "متطرف" و"داعم لحماس" نبدأ جولتنا في الصحف من الغارديان البريطانية التي نشرت مقالاً للكاتبة نسرين مالك حول فوز زهران ممداني، الشاب الأمريكي المسلم، في الانتخابات التمهيدية لمنصب عمدة نيويورك. وقالت كاتبة المقال نسرين مالك إن "الفوز المدوي لزهران ممداني كان بمثابة 'قصة مدينتين'؛ إحداهما فاز فيها الشاب الطموح الذي يتبنى سياسات تقدمية - مقابل الثانية التي سقط فيها آلهة الدولة بتمويلهم الضخم ودعمهم من قبل الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي". وألقت الكاتبة الضوء على أن هذا الفوز كشف انقساماً في المجتمع الأمريكي؛ فهناك من يرى أن الفكر التقدمي تحدى المؤسسة العميقة في الدولة وانتصر، بينما يرى معسكر آخر - يتبنى خطاباً "عنصرياً" بحسب رأي الكاتبة - أن المدينة استولى عليها متطرف يسعى لتغيير النظام، وهو الفوز الذي كشف سيطرة خطاب الكراهية والتحيز على المجال العام، كما تقول. هذه الموجة من الكراهية، التي قادها سياسيون وشخصيات عامة ومسؤولون في إدارة ترامب تملّك الهلع منهم جميعاً، تجسدت في الحملة التي شنوها ضد ممداني، والتي بلغت حد تشبيهه بـ"الجهاديين" و"المتعاطفين مع حماس"، مع دعوات لسحب جنسيته، وتصوير فوزه كتهديد للهوية الأمريكية. وأشارت الكاتبة إلى أن تلك الحملة انطوت على قدر هائل من العنصرية لدرجة أنَّ وصف ترامب لممداني بأنه "مجنون شيوعي" يمكن أنْ نصفَه بالمعتدل مقارنة بالتعليقات الهيستيرية التي صدرت عن معارضيه. وأبْدت الكاتبة دهشتها من أنه "حتى الآن، لم يصدر عن كبار قادة حزب ممداني، تشاك شومر وهايكيم جيفريز، أي إدانة لهذه الحملة، كما أن الشخصيات السياسية التي تغذيها لن تواجه عقاباً أو محاسبةً. ذلك لأن كراهية المسلمين، كغيرها من أشكال العنصرية عندما تُطبَّع، تزدهر بفضل تجاهل النظام". ورأت الكاتبة أن "جريمة" ممداني - التي يُعاقَب عليها بهذا القدر من العنصرية والكراهية - لا تتمثل في انتمائه الديني كونه مسلماً، بل لأن لديه أراء قوية وجريئة في السياسة والاقتصاد والسياسة الخارجية، وهي الأفكار التي يخرج بها من الإطار التقليدي و"المُسَلَّمات السائدة حول الرأسمالية وإسرائيل". كما يتمثل جرمه في أنه ليس لديه استعداد للتنازل عن مبادئه، خاصةً فيما يتعلق بإسرائيل، "فهو لم يقدم تأكيدات محرجة، كما فعل منافسوه على المقعد". دونالد ترامب "جزء من معضلة يواجهها البنك الاحتياطي الفيدرالي" Getty Images هجوم ترامب على باول وانتقاده سياسات الفيدرالي يثير شكوكاً حول استقلالية البنك المركزي ننتقل إلى صحيفة فايننشال تايمز التي خصصت مقالها الافتتاحي لمناقشة استئناف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهجوم على رئيس مجلس محافظي البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، بوصفه بأنه "شخص غبي". ظهرت بعد ذلك تقارير إعلامية أشارت إلى أن الرئيس الأمريكي بصدد الإعلان عن ترشيح رئيس جديد للبنك المركزي قبل نهاية فترة ولاية الرئيس الحالي، مما أثار تكهنات بإمكانية وجود "رئيس ظل" للفيدرالي يأخذ بزمام السياسة النقدية نحو خفض الفائدة ويحقق ما يريده ترامب من تبني معدلات أقل لتكلفة الاقتراض. لكن البيت الأبيض نفى أنه بصدد الإعلان عن أي ترشيحات لهذا المنصب في وقتٍ قريبٍ. ورأت الصحيفة أن المشكلة الحقيقية في تدخلات ترامب الشفهية في السياسة النقدية تتمثل في أنها تثير المزيد من انعدام اليقين حيال مستقبل الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية للفيدرالي، وهو ما يُضاف إلى القدر الهائل الموجود بالفعل من المخاوف حيال ما يمكن أن ينتج عن التعريفة الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي من زيادة في معدلات التضخم، وهو ما قد يجعل الفيدرالي مضطراً إلى الإبقاء على معدل الفائدة دون تغيير كما حدث في اجتماع يونيو/حزيران الجاري عندما ثبّت البنك المركزي الفائدة دون تغيير في نطاق 4.25 – 4.50 في المئة. وهناك بعض الانقسام بين أعضاء مجلس محافظي الفيدرالي، والذي اتضح جلياً في تصريحات كريستوفر وولر، عضو المجلس والمرشح بقوة لخلافة باول، التي أشار خلالها إلى أن البنك المركزي يمكن أن يخفض الفائدة الشهر المقبل. لكن جيروم باول يرى ضرورة الانتظار لوقت أطول، وهو ما يمكن اعتباره الرأي الأكثر ملاءمة للأوضاع الاقتصادية، بحسب الصحيفة. فلا يزال أثر التعريفة الجمركية - التي يبدأ العمل بها في التاسع من يوليو/تموز المقبل - على التضخم، غير معروف. كما لا تزال قراءات التضخم - وأبرزها تلك التي ظهرت الجمعة الماضية في مؤشرات نفقات الاستهلاك الشخصي وهي ما يعتبرها الفيدرالي الأكثر مصداقية في التعبير عن الأسعار في الولايات المتحدة - تظهر أن هناك ارتفاعاً في معدل تضخم الأسعار للمستهلك الأمريكي. كما يمكن أن تواجه الولايات المتحدة المزيد من ارتفاع أسعار النفط العالمية في ضوء وقف إطلاق النار الهش بين إيران وإسرائيل، مما قد يزيد من التضخم ويجعل الفيدرالي في موقف لا يُفَضّل فيه خفض الفائدة. ورأت الصحيفة أن الفيدرالي لا بد أن يكون لديه متسع من الوقت مع ضرورة ألّا يخضع لضغوط ترامب الذي قد يدرك لاحقاً أنه "هو نفسه أحد أسباب المعضلة التي تواجه البنك المركزي". قصة الفن والفقر Getty Images قد تحتاج رعاية مواهب الأبناء دعماً من نوع مختلف عن الدعم المالي كتبت إيما دانكان في صحيفة التايمز البريطانية مقالاً يحمل عنواناً مثيراً للجدل؛ "دعم مواهب أولادكم قد لا يكون في صالحهم". وروت الكاتبة كيف أخبرها صديق ينحدر من أسرة فقيرة أنه يفقد الاتصال بالكثير من زملاء الدراسة. وروت أيضاً كيف كافح هذا الصديق من أجل الحصول على فرصة للدراسة في جامعة مرموقة ووظيفة مرموقة من بعدها - بينما لا يزال أغلب أقرانه ممن تجاوزوا سن الثلاثين سنة في منزلهم غارقين في محاولات الانتهاء من أول رواية أو عمل فني. ورأت إيما أن أغلب هؤلاء من أسر ميسورة الحال وعلى قدر من الثراء، وهم أيضاً ليس لديهم خبرات حياتية، ولم يقابلوا أصحاب الأحلام الضائعة ولم يختلطوا بعالم الفن الحقيقي الذي رأت أن النجاح فيه قد لا يكون لقليلي الخبرة في الحياة. وأكدت أن الدعم المالي المقدم من الآباء الأثرياء لأولادهم قد يكون محموداً لأنه يعمل على تقييد طموحاتهم بينما لا يزالون في مرحلة المراهقة، لكن المشكلة تأتي فيما بعد لكونه سبباً في إضعاف قدرتهم على الاستقلالية وتقويض دوافعهم إلى الإنجاز. وربطت الكاتبة صراحةً بين الفقر والفن، إذ ترى أن الأثرياء الذين يدعمون أولادهم مالياً لتحقيق أحلامهم الفنية - غالباً ما يفشل هؤلاء الأولاد - في حين تذهب فرص العمل الإبداعي لأبناء الفقراء الذين يخوضون تجارب الحياة دون مساعدة.


عين ليبيا
منذ 4 ساعات
- عين ليبيا
خطة نتنياهو وترامب للتطبيع.. من دمشق إلى الرياض مروراً بجاكرتا
تتسارع وتيرة التحركات الإقليمية والدولية لإعادة تشكيل خارطة العلاقات في الشرق الأوسط، وسط تقارير إسرائيلية متقاطعة تتحدث عن محادثات متقدمة بين إسرائيل وسوريا برعاية أمريكية، تمهد لتطبيع تدريجي يبدأ من دمشق ويشمل لاحقاً تركيا ودولاً إسلامية أخرى، وفق ما أوردته كل من 'القناة 14' وموقع 'واينت' العبريين. وكشفت 'القناة 14' العبرية عن خريطة طريق وضعتها واشنطن وتل أبيب تهدف إلى دفع مسار التطبيع في الشرق الأوسط، تبدأ من سوريا وتركيا وتمتد لاحقاً إلى دول إسلامية كبرى مثل السعودية، إندونيسيا، وربما باكستان، خلال فترة تمتد من ستة أشهر إلى عام. ووفقاً للقناة، حققت المحادثات مع النظام الجديد في دمشق تقدماً ملحوظاً خلال الأسابيع الأخيرة. وتفهم كل من واشنطن وتل أبيب أن الرئيس السوري أحمد الشرع يركز حالياً على رفع العقوبات الأميركية عن بلاده، أكثر من اهتمامه بإنهاء الحرب في غزة. ونقلت القناة عن مصدر سياسي قوله: 'الشرع لم يصبح صهيونياً، لكن المصالح هي من توجه خطواته'. وفي الوقت ذاته، تحاول واشنطن ربط ملف التطبيع السوري بتحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا. وفي هذا السياق، كشف موقع 'واينت' عن تفاصيل جديدة حول المحادثات بين تل أبيب ودمشق، موضحاً أن النقاشات الحالية تقتصر على اتفاقية أمنية مؤقتة، في ظل تمسك سوريا بانسحاب إسرائيلي من مرتفعات الجولان كشرط لأي سلام شامل. ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أن 'الشرع لن يوقّع على اتفاق سلام دون استعادة الجولان'، وأن الولايات المتحدة 'على علم بالمحادثات ومشاركة فيها فعلياً'. ووفق مصادر مطلعة نقلت عنها صحيفة 'الشرق الأوسط'، فإن المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين تُجرى برعاية عربية ودولية، وتتركز على وقف الغارات الإسرائيلية وإنشاء منطقة عازلة جديدة. وترى دمشق أن التقدم في هذه المحادثات قد يفضي لاحقاً إلى اتفاقية سلام شاملة، لكنها تعول على وساطة عربية تضمن الحفاظ على السيادة السورية. وفي خطوة اعتبرها مراقبون ذات دلالة سياسية، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد إنه قرر رفع العقوبات عن دمشق 'لمنحها فرصة للتقدم والتطور'، في ما يُفهم ضمنياً على أنه حافز لانخراط سوريا في مسار التطبيع. وبحسب قناة i24NEWS، فإن توقيع اتفاق سلام شامل بين سوريا وإسرائيل بات 'مسألة وقت'، وقد يتم قبل نهاية عام 2025، ويتضمن انسحاباً تدريجياً من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في هجومها على المنطقة العازلة في ديسمبر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، على أن تتحول مرتفعات الجولان لاحقاً إلى 'حديقة سلام'. أما في لبنان، فتبدو الأمور أكثر تعقيداً. ويعتمد الموقف هناك بشكل كبير على ما إذا كان المسار المتعلق بنزع سلاح 'حزب الله' سينضج، وهو أمر لم يتحقق بعد. رغم ذلك، لا تزال الإدارة الأميركية متمسكة بهذا الهدف، فيما تتابع الحكومة اللبنانية الملف عن كثب. المرحلة التالية من الخطة، بحسب القناة، تتعلق بانضمام السعودية، لكن ذلك لن يحدث– كما يبدو– قبل انتهاء الحرب في غزة، في ظل اعتبارات داخلية متعلقة بالرأي العام السعودي. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الحرب قد تنتهي خلال الأشهر القريبة، سواء عبر الحسم العسكري أو من خلال صفقة تستسلم فيها حركة 'حماس'. وفي حال انضمت السعودية، يُرجّح أن تلحق بها إندونيسيا، التي انتُخبت فيها مؤخراً حكومة مؤيدة للغرب برئاسة برابوو سوبيانتو. وتضيف القناة أن الرياض قد تساهم لاحقاً في استقطاب حلفائها، وعلى رأسهم باكستان، ثاني أكبر دولة مسلمة في العالم. لكن الملف الباكستاني يبدو معقداً، بسبب النفوذ الواسع للتيارات الإسلامية والعلاقات المتوترة بين باكستان وإسرائيل على خلفية التحالف الوثيق بين تل أبيب ونيودلهي. وتختم 'القناة 14' تقريرها بالتأكيد على أن هذه الخطة، رغم طموحها، تستند إلى تغيرات إقليمية متسارعة، خاصة بعد الضربات التي تلقتها إيران، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات كانت حتى وقت قريب غير مطروحة.