logo
المجنون حينما يمتلك السلاح والتقنية.. الحوثي نموذجاً

المجنون حينما يمتلك السلاح والتقنية.. الحوثي نموذجاً

الصحوة١٧-٠٧-٢٠٢٥
هناك قصة يجري تداولها، أن ممسوسًا في أحد الأحياء، كان مصدر ضرر وإيذاء لكل السكان، ويرتكب الاعتداءات والحماقات ويستخدم لتحقيق ذلك كل ما طالته يده، ثم يمضي غالبًا دون أن يمسه عقاب، وجواز مروره أنه "مجنون" وهناك مجموعة يسعدها ما يقوم به هذا المجنون، لكنها تخفي سعادتها خلف تساؤل: "مجنون ما نعمل له؟!".
هذه القصة تذكرنا بما تقترفه مليشيا الحوثي، وهي العصابة السلالية التي تنتهج نظرية "ميكافيللي" التي تنص على أن "الغاية تبرر الوسيلة"، على أن من لا يعنيهم الأمر يسوقون تساؤلًا من نوع: "هذه مليشيات ما الذي يمكن أن نفعله حيال ذلك".
المواطن المتضرر من سلوك ونهج العصابة الحوثية، لا تعنيه هذه المبررات، ويريد أن يرى إجراءات رادعة للجنون الحوثي، الذي لا يكترث للمواطن ومعاناته ومآسيه المتوالدة من رحم الانقلاب والمشروع العنصري الدموي، ويقول دائمًا "المجنون له أهل يربطوه".
ترتسم صورة مليشيا الحوثي السلالية، أمام المواطن اليمني، كشخص فارد عضلاته يستخدمها في كل وقت، ولديه ذرة قليلة من عقل، لا يُعملها إلا في حال أراد ترتيب أوراقه وإعادة الكرة من جديد، وإلى جوار ذلك صورة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي ومنظمات، تقدم المبررات لسلوك الحوثي الذي لا يستجيب، وتستخدم الضغوط أمام الإجراءات الحكومية التي تستجيب لكل شيء.
وبالعودة إلى الميكيافيلية، فإن الحوثي وبأسلوبه طوّر منها نسخة أكثر قبحًا، فيها من المكر والازدواجية فوق ما يمكن تصوره، ومن انتهاك القوانين ونكث المواثيق ما يجعله الأسوأ تاريخيًا، أما في المجال الإنساني فإن هذه الجماعة المعجونة بالعنصرية لا تقيم للإنسان وزنًا ما لم يكن من كهنتها.
وحين يمارس المجتمع الدولي النفاق، ويغض الطرف عن سلوك جماعات العنف والتطرف، التي تحقق بعض أغراض القوى الكبرى، تجد هذه الجماعات الطارئة متنفسًا لاستخدام كل ما يمكن استخدامه لتنفيذ مشاريعها التي هي على الضد من مصالح الشعوب، ولا يهم بعد ذلك حياة الشعوب ولا كرامتها ولا أمنها واستقرارها.
إن الخطورة كل الخطورة أن عصابة عنصرية طارئة، تنتهج العنف وتعتبره سبيلها الوحيد، تمتلك تقنيات ووسائل اتصالات متقدمة، لا يصح أن تمتلكها إلا دولة، وحين تمتلكها عصابة مجنونة مثل مليشيا الحوثي فإنها لن تسخرها إلا في الإرهاب والعنف وتهديد أمن واستقرار اليمن وجعلها وسيلة تجسس وقمع وبطش، وكذا الإسهام في زعزعة الأمن الإقليمي والدولي.
صحيح إن على القيادة السياسية والحكومة اليمنية، أن تتحمل المسؤولية في كبح جنون الحوثي واستخدامه للتقنية في حربه مع اليمنيين، وألا تدخر جهدًا في منع ذلك، لكن المجتمع الدولي معني أيضًا بأن يكون له دور حاسم يوقف تسلح العصابات الممسوسة بوسائل التقنية والاتصالات، وأن يعمل على ردعها بصورة لا تقبل التراخي، أقول هذا وإن كنا لا نأمل كثيرًا في موقف المجتمع الدولي، الذي لولا تراخيه لما وصلت هذه الوسائل إلى يد الجنون الحوثي، وقد شاهد العالم تحدي العصابة الحوثية للأمم المتحدة وخرقه لقرارات مجلس الأمن، دون أن يناله عقاب.
يعرف اليمنيون أكثر من غيرهم أن دولًا تعمل على إيصال التقنية، والأسلحة إلى المليشيات الحوثية التي تعتبر ذراعًا للحرس الثوري الإيراني، وهذه التقنية والاتصالات المتقدمة تستخدم في أعمال عدائية المستهدف الأول منها الشعب اليمني، ثم جواره ومحيطه الإقليمي، ثم يدرك العالم متأخرًا ماذا يعني أن تقع هذه التقنية والاتصالات بيد عصابة عنصرية كهنوتية لا تؤمن بقوانين ولا اتفاقات ولا مواثيق، على أن التأخير في حسم مسألة مآلاتها كارثية هو مشاركة في هذا الجرم المشهود.
من حق اليمنيين أن يسألوا قيادتهم الشرعية ماذا اتخذت من إجراءات توقف الكارثة وكيف تتصرف إزاء وقوع وسائل التقنية بيد جماعة تمتلك شيئًا من العضلات ولا تمتلك ذرة عقل، وأن يسألوا الأمم المتحدة كيف ظلت قرارات مجلس الأمن الدولي طريقها، وفي مقدمتها القرار 2140 الخاص بمنع تزويد المليشيا الحوثية بالأسلحة والتقنيات، ويستفسروا عن دور المنظمات الحقوقية والإنسانية في هذا الخصوص وكيف تعاملت مع خروقات العصابة الحوثية وانتهاكاتها وجرائمها، على أن الحوثي ذاته الذي تقدم له منظمات أممية دعمًا لشراء منظفات لآلاف المختطفين والمخفيين قسرًا، وأقفالًا للسجون، لا يعنيه إلا المضي في مشروعه الخاص حتى ولو مرت من فوق جثث كل اليمنيين.
والسؤال الأهم: هل ما زالت الأمم المتحدة وكذا المجتمع الدولي مصرين على تسويق وهم السلام مع مليشيا لا تؤمن بغير العنف؟ أما اليمنيون الذين يعايشون الحوثية فيدركون يقينًا ألا سلام دون إسقاط العنف ومشروعه وأدواته.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فتيات مأرب تعقد لقاءً تشاورياً بين القيادات النسائية ولجنة الدعم
فتيات مأرب تعقد لقاءً تشاورياً بين القيادات النسائية ولجنة الدعم

اليمن الآن

timeمنذ 44 دقائق

  • اليمن الآن

فتيات مأرب تعقد لقاءً تشاورياً بين القيادات النسائية ولجنة الدعم

صحيفة 17يوليو/ خاص عقدت مؤسسة فتيات مأرب، لقاءها الربعي الأول الذي جمع القيادات النسائية بلجنة الدعم الاستشارية، بهدف تعزيز المشاركة الفاعلة للنساء في الحياة السياسية والمجتمعية. وركز اللقاء على فتح نقاش تفاعلي لتبادل آخر المستجدات، ومناقشة القضايا والتحديات التي تواجه النساء، بالإضافة إلى استعراض أفضل آليات التواصل لضمان إيصال أصواتهن بفاعلية وتنظيم تدفق المعلومات بين القيادات النسائية ولجنة الدعم. كما شهد اللقاء مراجعة لمخرجات التدريب السابق وتحديد الاحتياجات والأولويات للتدريبات القادمة. الجدير بالذكر أن هذا النشاط يأتي ضمن مشروع "تعزيز مشاركة النساء في عملية السلام في المسار الثاني"، ويُبنى على أنشطة سابقة تضمنت تدريب المشاركات من الجيل الثاني للقيادات النسائية على مهارات القيادة، التمكين، وإدارة النزاعات.

لماذا امتنع التحالف السعودي الإماراتي والمانحون عن دعم الحكومة اليمنية الجديدة؟
لماذا امتنع التحالف السعودي الإماراتي والمانحون عن دعم الحكومة اليمنية الجديدة؟

اليمن الآن

timeمنذ 44 دقائق

  • اليمن الآن

لماذا امتنع التحالف السعودي الإماراتي والمانحون عن دعم الحكومة اليمنية الجديدة؟

رغم تشكيل الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة الدكتور سالم بن بريك في مايو 2025، لا تزال المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والجهات المانحة الدولية، تحجم عن تقديم أي دعم مالي أو اقتصادي مباشر، وسط تصاعد المخاوف من استمرار الفساد المؤسسي، وتراجع الثقة بإمكانية الإصلاح. وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ وطن نيوز، فإن إحجام التحالف والمانحين عن دعم الحكومة الجديدة لم يكن مفاجئًا، بل جاء نتيجة مباشرة لفشل الحكومة في تنفيذ الإصلاحات الجوهرية التي كانت مشروطة لأي دعم خارجي. على رأس الاشتراطات التي لم تُنفذ حتى الآن، يأتي مطلب توحيد الإيرادات العامة وتوريدها إلى البنك المركزي في عدن، وإعادة هيكلة البنك المركزي وضبط سوق العملة، إلى جانب مكافحة الفساد داخل وزارات المالية والقطاعات السيادية كالجمارك والضرائب والنفط والاتصالات. ورغم مضي أكثر من شهرين على تشكيل الحكومة، لم يُسجَّل أي تحرّك فعلي في هذا الاتجاه، بل تكشف التقارير أن المؤسسات السيادية لا تزال تدير مواردها بمعزل عن القوانين والرقابة، ما يعمّق فجوة الثقة مع المجتمع الدولي. تشهد السيادة المالية في اليمن تدهورًا غير مسبوق، في ظل استمرار العبث بالموارد العامة من قبل مؤسسات يفترض أنها تمثل العمود الفقري للإدارة المالية للدولة، بحسب ما كشفته مصادر رسمية وتقارير رقابية. ووفقًا للمصادر، تواصل وزارة المالية صرف الأموال من الإيرادات العامة خارج إطار الموازنة الرسمية، في مخالفة واضحة وصريحة للقانون المالي، ما يضرب مبدأ الشفافية والمساءلة ويقوّض أسس الانضباط المالي. في السياق ذاته، تحوّلت مصلحة الضرائب إلى منصة للابتزاز والتسويات غير القانونية، حيث تُجبى الأموال بعيدًا عن الدورة المالية الرسمية، دون أي رقابة أو محاسبة. أما مصلحة الجمارك، فتعيش حالة من الفوضى، حيث تتكرّر عمليات التهريب ويتم منح تخفيضات جمركية غير قانونية، ما تسبب في فقدان أكثر من نصف إيرادات القطاع لصالح جهات نافذة. وفي أخطر مؤشر على تدهور الوضع المالي، تؤكد المصادر أن البنك المركزي استنزف احتياطياته من النقد الأجنبي عبر مزادات غير قانونية وتسهيلات مالية غامضة، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في انهيار سعر صرف العملة الوطنية وتآكل الثقة في الجهاز المصرفي. هذا الواقع، بحسب مراقبين، يُنذر بانهيار كامل لمنظومة السيادة المالية، ما لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة لوقف هذا العبث، وإعادة ضبط المؤسسات المالية وفق القوانين النافذة. وفي قطاع الاتصالات، تهيمن قوى نافذة على الشبكات، وتفرض جبايات غير قانونية، وتُعرقل انتقال الشركات إلى عدن، ما منح الحوثيين تفوقًا استراتيجيًا في السيطرة على البنية التحتية للاتصالات. مصادر دبلوماسية أكدت لـ" وطن نيوز "، أن المجتمع الدولي يراقب الوضع المالي في اليمن بقلق بالغ، خاصة في ظل غياب المحاسبة على المنح السابقة، واستمرار نفس الشبكات الفاسدة في مواقع القرار. وشددت المصادر على أن أي دعم مستقبلي مرهون بتنفيذ مصفوفة إصلاح حقيقية، تشمل:"تغيير شامل في القيادات المالية والنقدية، وفرض التوريد المركزي للإيرادات إلى البنك المركزي بعدن، ووقف المزادات النقدية المشبوهة، وإحالة ملفات الفساد إلى القضاء ومحاكمات علنية. ويرى مراقبون أن امتناع التحالف والمانحين عن تقديم الدعم، يمثل رسالة سياسية واقتصادية واضحة للحكومة الجديدة، فالعالم لم يعد مستعدًا لتمويل شبكات الفساد أو دعم سلطات عاجزة عن إدارة مواردها. ويبقى مصير الدعم الدولي مرهونًا بمدى جدية الحكومة في استعادة سيادة الدولة المالية، وتطبيق إصلاحات ملموسة توقف النزيف المالي، وتعيد ثقة الداخل والخارج بمؤسساتها.

اعلان خبر محزن لملايين اليمنيين
اعلان خبر محزن لملايين اليمنيين

اليمن الآن

timeمنذ ساعة واحدة

  • اليمن الآن

اعلان خبر محزن لملايين اليمنيين

العربي نيوز: صدر اعلان غير سار ويثير احزان ملايين المواطنين، بعدما كانوا استبشروا خيرا، بتسريبات واعلانات، تبشرهم بقرب انفراج واحدة من اكبر معاناتهم المريرة جراء الحرب المتواصلة للسنة العاشرة على التوالي، وتداعياتها على الاوضاع الانسانية والمعيشية والخدمية والاقتصادية. جاء هذا في بيان صدر الخميس (24 يوليو) عن فريق مبادرة 'الرايات البيضاء' لاعادة فتح الطرقات، اعلن فيه انسحابه من طريق "عقبة ثرة" الرابط بين محافظتي البيضاء وابين، بعد تلقيه اتهامات بالخيانة من قيادات سلطات ومليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" في ابين. مؤكدا "فشل مساعي فريق الرايات البيضاء في فتح طريق عقبة ثرة المغلقة منذ 10 سنوات للتخفيف من معاناة المواطنين، بسبب اتهامهم بالخيانة وتشويه سمعتهم من قيادات جبهة ثرة تابعة للانتقالي الجنوبي في مديرية لودر". مشيرا إلى "اتهامهم بالتآمر مع الحوثيين لتمكينهم من ابين". شاهد .. فريق الريات البيضاء ينسحب من عقبة ثرة (فيديو) يأتي هذا بعدما أعلنت سلطات جماعة الحوثي الانقلابية في مديريات سيطرتها بمحافظتي البيضاء وابين، اعادة افتتاحها طريق "عقبة ثرة" من جانبها، في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، واعلان سلطات "الانتقالي الجنوبي" في ابين، "عجزها عن توفير 100 مليون ريال لاصلاح الطريق". تفاصيل: انفراج سار لملايين اليمنيين (اعلان) وعرضت سلطات جماعة الحوثي، من جانبها، المساهمة في اعادة تأهيل الطريق واصلاحها في مناطق سيطرة سلطات "الانتقالي الجنوبي". مشترطة "توفير الحماية للعاملين على المعدات الخاصة بإصلاح الطريق". لكن هذا العرض قوبل برفض سلطات ومليشيا "الانتقالي" في لودر. جاء الرفض من جانب سلطات ومليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بعدما جدد رئيسه توجيه وزيري الدفاع والداخلية لدى لقائهما معهما الخميس (17 يوليو) في عدن، بـ "متابعة إجراءات فتح الطرقات وتأمينها، ودراسة المخاطر الماثلة في عملية فتح بعض الطرق". تفاصيل: الزُبيدي والمحرمي يبدأان انقلابا عسكريا! ورفضت قيادات سلطات ومليشيات "الانتقالي الجنوبي" منذ بدء تحركات فريق "الرايات البيضاء"، مطالب مشايخ ووجهاء قبائل مديرية لودر والمديريات الوسطى في أبين بفتح طريق "عقبة ثرة"، ووجهت لهم اتهامات بـ "التآمر مع الحوثيين لتمكينهم من السيطرة على كامل محافظة أبين". كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، دفع سلطات ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" بتعزيزات عسكرية كثيفة من عدن والضالع ولحج، لتعزيز سيطرتها على مديرية لودر وصولا الى جبهة "عقبة ثرة"، ردا على مطالب مشايخ ووجهاء قبائل مديرية لودر فتح الطريق. شاهد .. "الانتقالي" يعزز رفضا لفتح طريق عقبة ثرة (فيديو) ونهاية مايو 2025م، اعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، والسلطة المحلية لمحافظة الضالع ومليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بوساطة من فريق "الرايات البيضاء"، عن فتح متبادل لطريق "صنعاء - الضالع - عدن"، بهدف "التخفيف من معاناة ملايين اليمنيين من تداعيات الحرب". تفاصيل: انفراج سار لجميع اليمنيين بلا استثناء يشار إلى أن جميع اطراف الحرب، تؤكد "حرصها وسعيها لإعادة فتح جميع المنافذ للمدن والطرقات بين المحافظات" على خطوط التماس، لكنها في الوقت نفسه تتبادل الاتهامات بالعرقلة، بينما تستمر معاناة ملايين اليمنيين من وعثاء السفر وعناء سلك طرق بديلة وعرة او صحراوية محفوفة بالمخاطر والسفر لعشرات الساعات المضنية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store