
جلسة حوارية على هامش المؤتمر الدولي الأول للعلوم البينية بمكتبة الإسكندرية
شهدت مكتبة الإسكندرية جلسة محاضرات افتتاحية على هامش مؤتمر "نحو استكشاف آفاق علمية جديدة.. ديناميات التداخل البيني للعلوم في المستقبل"، وترأس الجلسة الدكتور سامح فوزي؛ كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية.
وشارك فيها الدكتور أشرف حيدر غالب؛ أستاذ الجراحة العامة بجامعة القاهرة، ورئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا سابقًا، والرئيس المؤسس لجامعة الجلالة سابقًا، والدكتور بهاء درويش؛ أستاذ الفلسفة المتفرغ بكلية الآداب جامعة المنيا، والدكتور هشام العسكري؛ أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض، كلية شميد للعلوم والتكنولوجيا، جامعة تشابمان، وشارك عبر تقنية الفيديو من تونس الدكتور حسين بو عزيزي؛ أستاذ علم الاجتماع جامعة منوبة.
وألقى الدكتور أشرف حيدر غالب؛ محاضرة بعنوان "دمج المفاهيم البيئية والعابرة للتخصصات في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي"، مؤكدًا أن العالم يتغير بوتيرة سريعة خلال العشر سنوات الأخيرة كما تتصاعد هذه الوتيرة في الوقت الحالي، مشددًا على أن مستقبل العالم في خطر لوجود خطر استعمار فكري وتكنولوجي وهو ما يتطلب عمل جاد من مصر للمشاركة في التطور التكنولوجي وحماية المجتمع من هذا الاستعمار الجديد.
وأضاف أن الذكاء الاصطناعي وما هو قادم بعده يعد تغيرات سريعة تتزامن مع تأثيرات وخطر مجتمعي مازلنا نحاول أن نرصده، متطلعًا لوجود تحكم إنساني يسيطر على هذه التكنولوجيا، وإيجاد طريقة للحفاظ على الكون والمجتمعات.
وتحدث غالب عن تأثير التداخل بين التخصصات العلمية على المهن المستقبلية، وأنواع النهج التخصصي المتداخل، والمتطلبات الأساسية لنجاح عمل متعدد التخصصات، وكيفية تطبيق حلول مبتكرة وإدارة جميع الجهود لتحقيق ذلك، مشددًا على أن الإبداع والابتكار والتحول الرقمي سوف يقود إلى التنمية المستدامة.
فيما طرح الدكتور بهاء درويش عددًا من التساؤلات في محاولة لاستشراف مستقبل العلم وبينيه التخصصات، ولكن في البداية لابد من التفريق بين التخصص والعلم، فالعلم يمكن أن يصبح تخصص إذا تم دراسته في إطار مؤسسي.
وسرد درويش تاريخ ظهور التخصصات العلمية المعاصرة والتي ظهرت لأول مرة في ألمانيا عندما تحولت المعاهد إلى تعليمية وبحثية، وفي هذا السياق ظهرت البينية في القرن التاسع عشر عند دمج تخصصين، أما مفهوم التعددية العلمية فقد ارتبط بثقافة التمويل في عشرينيات القرن الماضي بظهور معاهد يتم تمويلها لعمل دراسات تضع سياسات وخطط قائمة على دراسة علمية.
وأضاف: "في الحرب العالمية الأولى ظهرت الابحاث البينية وفي الحرب العالمية الثانية زاد الاعتماد عليها، وكانت نواة التمويل البحثي للعلم وفتح المجال أمام تمويل الأبحاث على النطاق الواسع، كما لا يمكن إغفال السياق السياسي مثل الفترة التي شهدت انهيار الاتحاد السوفيتي".
وعن استشراف المستقبل، أكد درويش أن كل مراحل العلم أصبحت مفتوحة ولا تتوقف المشاركة على العلماء والباحثين فقط ولكن يمكن للمواطن العادي المشاركة، لكونها تبحث عن حلول لمشكلات المجتمع".
وألقى الدكتور هشام العسكري محاضرة بعنوان "التعطيل، والتصميم، والتكامل: خارطة الطريق إلى ما وراء التخصص، من خلال البحث التعاوني"، متحدثًا عن خارطة الطريق من تعدد التخصصات إلى التعددية التخصصاتية بمعنى البحث التعاوني، فبدون البحث العلمي وبدون هذا التعاون لن نصل إلى مشروع متكامل.
وأشار العسكري إلى أن المشكلات العالمية تحتاج إلى عملية متكاملة ومدروسة جيدًا للتعامل معها من علوم وتخصصات مختلفة، لهذا السبب لابد من الخروج من تعدد التخصصات والأبعاد والتعمق في التحديات، وبدلًا من الحديث عن الطرق أو الأدوات التحدث عن عملية إنجاز شيء ما.
وأضاف: "نحن نتجه نحو التكامل في العلوم، بدأ هذا بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، والخطوة التالية، هي STEAM أي دمج الفنون والعلوم الإنسانية في مفهوم STEM".
وتابع: "من أبرز إنجازاتي في حياتي كأحد مظاهر التعددية التخصصية البحث الذي أجريته مع الدكتور مجدي يعقوب، حيث أجرينا عدة أبحاث معًا، أنا متخصص في رصد الأرض والأقمار الصناعية وعلم البيانات، وفي الوقت نفسه انخرطتُ بشكل كبير معه في مشروع عملنا عليه يتعلق بأمراض القلب، ونشر البحث في مجلة "علم وممارسة طب القلب العالمي".
فيما ألقى الدكتور سامح فوزي محاضرة بعنوان "التنمية... خبرة التقاء العلوم الاجتماعية"، موضحًا أن التنمية، بأبسط تعريف لها، هي اكتساب مجموعة من المعارف من خلال تغيير اجتماعي معين، وقد وُلدت التنمية في الاقتصاد ثم اتضح أنها تتجاوز محتواها الاقتصادي، ودخلت مجال التنمية البشرية ثم انتقلت إلى موضوع السياسات العامة، وفي كل مرحلة من هذه التحولات كان هناك جدل كبير في مجال التنمية.
وأوضح فوزي أن القضية الرئيسية والجوهر في كل هذا الحديث عن التنمية هي قضية الفقر، ثم تطور مفهوم الفقر واكتسب معنىً آخر وهو التهميش ثم في مرحلة لاحقة اكتسب عدم المساواة معنىً آخر، وإذا نظرنا إلى أهداف التنمية المستدامة نجد أن الهدف العاشر هو الهدف الجوهري أو المحوري فيها وهو الحد من أشكال عدم المساواة.
وأشار فوزي إلى أن التنمية قد يكون لها معنى اقتصادي، أو اجتماعي، أو ثقافي، أو جغرافي، لذا فإنها متعددة الأبعاد تتطلب تدخلات متعددة الأبعاد، ولا يمكن إيجاد حل نهائي لمشكلة التنمية.
وتابع: "فإن الحلول التقليدية لا تناسب المشكلات متعددة الأبعاد، ومع تعقيد المجتمعات وتزايد درجة عدم اليقين في كثير من القرارات تزداد المشكلات تعقيدًا وتتطلب الحلول تدخلات أكثر تعقيدًا".
وتحدث عن الإشكاليات التي تواجه التنمية من منظور دول العالم الثالث؛ من بينها فكرة الهوية العلمية للتنمية، والموقع الجغرافي، والعنصر البشري، والمعرفة المحلية والبحث العلمي وأخيرًا النظم الإدارية وعلاقتها بصانع السياسات العامة.
واختتمت الجلسة بمحاضرة من الدكتور حسين بو عزيزي؛ بعنوان "سوسيولوجيا الجنوب: نحو سوسيولوجيا ذاتية النشأة"، قائلًا: "نحن اليوم نفكر في مجتمعاتنا ونراها بعيون غيرنا التي تدرس مجتمعات غير مجتمعاتنا وتقترح حلولا لا تصلح لنا".
ودعا "بو عزيزي" إلى التحرر من التفكير الغربي، وعلم اجتماع "الأقنعة البيضاء" انتهت اليوم وكل مفاهيمها من التاريخ ولم تعد تفيد في شيء، وآن الأوان أن ننتقل إلى تفكير بديل هو علم اجتماع الجنوب، وأن نتعاون مع اقتسام المعرفة مع الآخر ولا ننتظر من الأخر، مختتمًا: "لابد من التفكير في مساحة تقارب مع المعارف المهمشة، لنصل إلى معرفة فلسفية محلية النشأة".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 3 أيام
- نافذة على العالم
عالم المرأة : مغارة على بابا.. سائحان يعثران على 598 قطعة ذهبية وآلاف الدولارات بالتشيك "صور"
الخميس 22 مايو 2025 07:30 مساءً نافذة على العالم - عثر سائحان فى التشيك على عشرة أساور ذهبية، و17 صندوق سيجار، ومشط، و598 عملة ذهبية ، مقسمة إلى 11 عمودًا وملفوفة بعناية بقطعة قماش سوداء، وذلك خلال جولتهما بمنطقة جبلية فى البلاد، وفقا لصحيفة كلارين الأرجنتينية. عملات ذهبية اكتشاف كنز عمره قرن في جبال كركونوشي.. عملات نادرة داخل صندوق ألمنيوم ويعود تاريخ إحدى العملات إلى عام 1921، لذا فإن التقديرات تشير إلى أن الغنائم مخبأة هناك لأكثر من قرن من الزمان، كان المتنزهون، الذين فضلوا عدم الكشف عن هويتهم، يسلكون طريقا مختصرا عبر الغابة في جبال كركونوشي، وهي وجهة شعبية للمشي لمسافات طويلة، عندما اكتشفوا صندوقا من الألومنيوم يبرز من جدار حجري. وبعد فتحه، عثروا بداخله على هذه الأشياء الثمينة، وقاموا بنقله على الفور إلى متحف شرق بوهيميا في مدينة هراديك كرالوف القريبة، وفقا لما ذكره ميروسلاف نوفاك، رئيس قسم الآثار في المتحف. خبير آثار: الكنز المكتشف قد يعود لفترة ما قبل الحرب العالمية الثانية أو عام 1945 وقال نوفاك: "جاء السائحان إلى خبير العملات في متحفنا دون موعد مسبق، وبعد ذلك فقط بدأ علماء الآثار فى التحقق من هذه الكنوز واستكشاف الموقع". وقال نوفاك "من المرجح أن يكون ذلك مرتبطا بالفترة المضطربة التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، عندما غادر السكان التشيك منطقة الحدود، أو بعام 1945، عندما غادر الألمان". قطع ذهبية ولا يزال التقييم التاريخي الكامل للمخزون جاريا، كما أن اثنين من صناديق السيجار مغلقة بإحكام ولا تزال غير مفتوحة. ومع ذلك، فإن القيمة المعدنية للعملات الذهبية - التي تزن 3.7 كيلوجرام - تقدر بنحو 8 ملايين كرونة تشيكية، أو حوالى 360 ألف دولار، وفقًا لخبير العملات في المتحف فويتش برادل. وقد أثار هذا الاكتشاف اهتمام ، ويقول نوفاك إن المتحف يتلقى مكالمات تحتوي على "شائعات محلية مختلفة" تأمل أن تساعد في حل لغز أصل الذهب. العثور على قطع ذهبية عادةً ما تحتوي الاكتشافات التشيكية من القرن العشرين على عملات معدنية ألمانية وتشيكوسلوفاكية في الغالب. لا توجد هنا أي عملة معدنية واحدة، على حد قوله. معظم العملات المعدنية في هذا الكنز لم تنتقل مباشرةً إلى بوهيميا. لا بد أنها كانت في مكان ما في شبه جزيرة البلقان بعد الحرب العالمية الأولى. بعض العملات تحمل علامات مقابلة من يوغوسلافيا السابقة. سُكت هذه العلامات فقط في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. حاليًا، لا أعلم بأي اكتشافات تشيكية أخرى تحتوي على عملات معدنية تحمل هذه العلامات المقابلة.


بوابة الأهرام
منذ 3 أيام
- بوابة الأهرام
تطور تطبيقات الهندسة الوراثية النباتية عالميًا
تطور تطبيقات الهندسة الوراثية النباتية عالميًا أستاذ الوراثة بكلية الزراعة، جامعة المنيا؛ ورئيس اللجنة الوطنية للعلوم الوراثية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والرئيس الأسبق للجمعية الأفريقية لعلوم المحاصيل، واحد مؤسسي المجلس العالمي للنبات (GPC)؛ عضو اتحاد كتاب مصر. شهد مجال الهندسة الوراثية النباتية تطورات ملحوظة منذ بداياته، مما أدى إلى ظهور مجموعة واسعة من التطبيقات التي أحدثت ثورة في الزراعة وإنتاج الغذاء على مستوى العالم. البدايات والتطور المبكر: بدأ تطبيق الهندسة الوراثية على النباتات فى ثمانينات القرن الماضى، وتحققت أولى تجاربه الناجحة في بلجيكا في عام 1983م، وذلك بإنتاج نبات تبغ مقاوم للمضادات الحيوية، نقل له الجين المسؤول عن تلك الصفة من بكتيريا القولون (E. coli). وقد مهد هذا الإنجاز الطريق لتطوير كائنات معدلة وراثيًا (GMOs) ذات سمات زراعية محسنة. وفي العام 1996م، تم إطلاق أول محصول تجاري معدل وراثيًا، وهو طماطم صنف "Flavr Savr" الذي طورته شركة "Calgene" الأمريكية بهدف إبطاء عملية النضج والتليُّن حتى تبقى الطماطم صالحة لفترة أطول أثناء النقل والتخزين، دون أن تفسد بسرعة. وفي العام 2003م، بلغت المساحة العالمية المقدرة للمحاصيل المعدلة وراثيًا 67.7 مليون هكتار (167.3 مليون فدان). ولإنتاج مثل هذا النباتات، يجب عزل الجين المطلوب من الكائن المتبرع، ثم إدخاله، إلى جانب المحفز وتسلسل المنهي والجين الواسم، في خلية النبات المستهدف، التي يتم تحفيزها بعد ذلك لتوليد نبات كامل يعبر عن الخصائص الجديدة (مثل مقاومة مبيدات الأعشاب/الحشرات، وتأخر النضج.... إلخ). وشهدت السنوات الماضية والحالية نقاشًا عامًا قويًا حول الكائنات المعدلة وراثيًا، مما أثار قضايا علمية واقتصادية وسياسية وأخلاقية، ولا تزال بعض الأسئلة المتعلقة بسلامة تلك المحاصيل بحاجة إلى إجابة، ويجب أن تستند القرارات المتعلقة بمستقبلها إلى معلومات موثقة علميًا. التوسع التجارى: في التسعينيات، بدأت زراعة المحاصيل المعدلة وراثيًا على نطاق تجاري واسع، وخاصة في الولايات المتحدة وكندا والأرجنتين. وشملت المحاصيل الأولى فول الصويا والذرة والقطن ولفت الزيت "الكانولا"، والتي تم تعديلها في الغالب لتحمل مبيدات الأعشاب أو لإنتاج مبيدات حشرية خاصة بها (مثل ذرة Bt). الموجة الأولى (السمات الزراعية): ركزت المرحلة الأولى من تطوير المحاصيل المعدلة وراثيًا بشكل أساسي على تحسين السمات الزراعية، بهدف مقاومة الآفات لتقليل خسائر المحاصيل الناتجة عن الآفات الحشرية. وكذا تحمل مبيدات الأعشاب لتسهيل مكافحة الأعشاب الضارة وزيادة كفاءة الإنتاج. وقد ساهمت هذه السمات في زيادة غلة المحاصيل، وخفض استخدام المبيدات الحشرية، وتبسيط الممارسات الزراعية. الموجة الثانية (تحسين الجودة والتغذية): مع التقدم في التقنيات، بدأ الجيل الثاني من المحاصيل المعدلة وراثيًا يركز على تحسين جودة المحاصيل وقيمتها الغذائية، وذلك من خلال تعزيز المحتوى الغذائي، مثل زيادة مستويات الفيتامينات أو المعادن أو الأحماض الدهنية الصحية في المحاصيل. بل تطرق الأمر إلى تحسين خصائص الغذاء بتعديل النشا أو البروتين أو الزيوت لتحسين خصائص المعالجة أو التخزين أو النكهة. ومن الأمثلة البارزة على ذلك "الأرز الذهبي" المعدل لإنتاج بيتا كاروتين (فيتامين أ)، والذي يهدف إلى مكافحة نقص الفيتامينات في البلدان النامية. الموجة الثالثة (سمات جديدة وتطبيقات أوسع): يشهد العقد الحالي ظهور جيل جديد من المحاصيل المعدلة وراثيًا ذات سمات أكثر تعقيدًا وتطبيقات أوسع، بما في ذلك تحمل الإجهاد البيئي، وذلك بتطوير محاصيل تتحمل الجفاف أو الملوحة أو درجات الحرارة القصوى، هذا بجانب إدخال صفة مقاومة الأمراض، عن طريق هندسة النباتات لمقاومة الأمراض الفيروسية أو الفطرية أو البكتيرية أو النيماتودية، بل وصل الأمر الى إنتاج المواد الصناعية والطبية، باستخدام النباتات لإنتاج المواد الخام الصناعية أو الأدوية أو اللقاحات. الوضع الحالي والآفاق المستقبلية: في ظل التحديات البيئية والاقتصادية التي تواجه قطاع الزراعة حول العالم، تشهد السنوات الأخيرة انتشارًا متزايدًا لزراعة المحاصيل المعدلة وراثيًا في العديد من البلدان. حيث أصبحت خيارًا استراتيجيًا لدى المزارعين وصناع القرار لتحقيق الأمن الغذائي، وتلعب دورًا هامًا في تلبية الطلب المتزايد على الغذاء. ووفقًا لتقارير سابقة (حتى عام 2022م–2023م) بلغت المساحة العالمية للمحاصيل المعدلة وراثيًا حوالي 190 إلى 200 مليون هكتار (ما يعادل حوالي 470 إلى 495 مليون فدان). وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 50 دولة حول العالم تزرع أو تستورد منتجات معدلة وراثيًا، وتتركز هذه المساحات بشكل أساسي في الولايات المتحدة الأمريكية (أكثر من 70 مليون هكتار)، تليها البرازيل والأرجنتين والهند وكندا. وتشير التوجهات المتوقعة لعام 2025م إلى استمرار التوسع التدريجي خاصة في البلدان النامية، مع زيادة في زراعة الذرة، فول الصويا، والقطن المعدل وراثيًا، واعتماد تقنيات التعديل الجينى الجديدة مثل "كيرسبر" (CRISPR) لتطوير أنواع جديدة أكثر دقة واستجابة للتغيرات المناخية، ومع استمرار تطور التقنيات، من المتوقع أن نشهد المزيد من الابتكارات في مجال الهندسة الوراثية النباتية، مما يفتح آفاقًا جديدة لمواجهة التحديات الزراعية والغذائية العالمية. فى حين تتبنى بعض الدول زراعة المحاصيل المعدلة وراثيا على نطاق واسع (مثل الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والأرجنتين والهند وكندا والصين وجنوب أفريقيا)، نجد أن الاتحاد الأوروبى يفرض قيودًا صارمة على زراعة واستهلاك المنتجات المعدلة وراثيًا. في المقابل، تتبنى دول نامية في آسيا وأفريقيا هذه التقنية بحذر، مع مراعاة الضوابط الأخلاقية والبيئية.


نافذة على العالم
منذ 4 أيام
- نافذة على العالم
أخبار العالم : اكتشاف كنز من الذهب بالصدفة على مسار جبلي في التشيك..من مالكه؟
الخميس 22 مايو 2025 10:30 صباحاً نافذة على العالم - دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عشرة أساور ذهبية، و17 علبة سيجار، وعلبة بودرة، ومشط، و598 قطعة نقدية ذهبية.. تُشكّل جميعها جزءًا من الكنز الثمين والغامض إلى حد ما، الذي عثر عليه اثنان من هواة المشي بالطبيعة صدفة، شمال شرق جمهورية التشيك. كان الرجلان اللذان فضّلا عدم الكشف عن هويتهما، يسلكان طريقًا مختصرًا عبر غابة في جبال كركونوشه، وهي منطقة مشهورة بمساراتها الخاصة بهواة المشي في الطبيعة، عندما لاحظا صندوقًا من الألمنيوم بارزًا من جدار صخري. بعدما فتحاه واكتشفا ما بداخله، نقلاه فورًا إلى متحف بوهيميا الشرقية في مدينة هرادتس كرالوفي القريبة، وفق ما ذكره ميروسلاف نوفاك، رئيس قسم الآثار بالمتحف. قد يهمك أيضاً قال نوفاك لـCNN: "جاء المكتشفان إلى خبير النقود في متحفنا من دون موعد مسبق. وبعد ذلك فقط بدأ علماء الآثار باستكشاف الموقع". وأشار نوفاك إلى أن الكنز لا يمكن أن يكون أقدم من نحو قرن، خاصة أن إحدى العملات تعود إلى عام 1921، بينما لا تزال تواريخ باقي العناصر محض فرضيات إلى الآن. يرجّح نوفاك "أن الكنز مرتبط ربما بالفترة المضطربة التي سبقت بداية الحرب العالمية الثانية، عندما كان السكان التشيكيون واليهود يغادرون منطقة الحدود، أو ربما في عام 1945، حين كان الألمان يغادرون". قد يهمك أيضاً وأوضح خبير النقود في المتحف فويتيخ برادل أنه لا يزال التقييم التاريخي الكامل لهذا الكنز جارياً، وما برحت اثنتان من علب السيجار مغلقتين بإحكام ولم يتم فتحهما بعد، لكن القيمة المعدنية للعملات الذهبية فقط، التي يبلغ وزنها 3.7 كيلوغرامات، تُقدّر بحوالي 8 ملايين كرونة تشيكية، أو نحو 360 ألف دولار أمريكي. شائعات محلية أثار هذا الاكتشاف اهتمامًا واسعًا في المجتمع المحيط. ووفقًا لنوفاك، يتلقى المتحف اتصالات تتضمّن "شائعات محلية متنوعة"، ويأمل أن تساهم بحل لغز أصل الذهب. تغذي هذه التكهّنات حقيقة غريبة تتمثّل بأنّ الكنز لا يحتوي على أي عملات محلية. إذ يعتقد نوفاك أن "نصف عدد هذه العملات من أصل بلقاني، والنصف الآخر من أصل فرنسي. ولا توجد أي عملات من أوروبا الوسطى، مثل الألمانية. رغم ذلك، عًثر على هذا الكنز على الحدود العرقية السابقة الفاصلة بين السكان التشيك والألمان". نظريات محتملة بين النظريات المقترحة، أشار نوفاك إلى إحداها التي تربط ملكية العملات بعائلات ثرية من المنطقة، مثل عائلة سوييرتس-شبورك (Swéerts-Špork)، مالكة عقار كُكس (Kuks)، وهو مجمع باروكي كبير يطل على نهر إلبه، ويشمل مقراً صيفياً، ومنتجعاً صحياً، وديراً. تقترح نظرية أخرى، أن الكنز قد يكون من غنائم حرب تعود إلى الجنود الفيلقيين التشيكوسلوفاكيين. بعض علب السيجار لا تزال مغلقة، كما أنّ التركيبة الدقيقة للمعدن لم تُحدّد بعد. Credit: Museum of Eastern Bohemia لفت نوفاك إلى أنّ اكتشافات كهذه ليست شائعة جدًا في هذه المنطقة. وقال في حديث له مع CNN: "على بُعد حوالي تسعة كيلومترات إلى الجنوب الشرقي، عثر قبل عشر سنوات على كنز من 2,700 دينار فضي (نوع من العملات الأوروبية للتجارة) يعود إلى القرن الثاني عشر". وأضاف أنّ "الكثير من السكان غادروا هذه المنطقة خلال القرن العشرين، ولهذا السبب توجد العديد من المزارع المهجورة هنا". اعتبر برادل أنّ تركيبة هذا الكنز غير مألوفة، إذ "عادةً ما تحتوي الاكتشافات التشيكية من القرن العشرين على عملات ألمانية وتشيكوسلوفاكية. لكن لا يتضمن هذا الكنز، على أي عملة من هذا النوع". قد يهمك أيضاً وأوضح: "غالبية قطع هذا الكنز لم تصل إلى بوهيميا مباشرة. لا بد أنها كانت في مكان ما في شبه جزيرة البلقان بعد الحرب العالمية الأولى، ذلك أنّ بعض العملات تحمل أختامًا إضافية من يوغوسلافيا السابقة، وقد تم ختم هذه العملات فقط في عشرينيات أو ثلاثينيات القرن الماضي. حتى الآن، لا أعرف أي اكتشاف تشيكي آخر يحتوي على عملات تحمل هذه الأختام". وأكد أنه لا بد من إجراء المزيد من الأبحاث لفهم التركيبة المعدنية لباقي القطع، وتحديد القيمة الإجمالية الدقيقة للكنز. بقايا من الحرب العالمية الأولى؟ لم يجدوا عملة مصدرها المنطقة المحلية، الأمر الذي أثار حيرة القيّمين على المتحف. Credit: Museum of Eastern Bohemia من المهم أنّ العملة الأحدث في الكنز تعود إلى عام 1921، وفقًا لـ ماري هايمان، أستاذة التاريخ الحديث وخبيرة تاريخ تشيكوسلوفاكيا في جامعة كارديف بالمملكة المتحدة، إذ وجدت أنّ حرب السوفييت - بولندا انتهت في هذا العام بعد توقيع معاهدة ريغا، لكنه أيضًا كان عام الأزمة المالية التي عانت منها تشيكوسلوفاكيا، الدولة السابقة التي انفصلت سلمياً إلى جمهورية التشيك وسلوفاكيا في عام 1993. وأضافت: "كانت فترة غير مستقرة، بسبب الركود الاقتصادي والبطالة الكبيرة جدًا. لهذا السبب، ليس مفاجئًا أن يفكر شخص ما بدفن كنز من الذهب حينها". رغم اقتراحات نوفاك بأنّ الكنز ربما تمّ دفنه حوالي عام 1945، فإن هايمان تعتقد أنه إذا كان الأمر كذلك، لكان يحتمل أن تكون هناك عملات أكثر حداثة في المزيج. ومع ذلك، فإن غياب العملة المحلية يجعل الأمور أكثر غموضًا. وتابعت هايمان: "الشخص الذي أخفى العملات قد يكون جامعًا للتحف، أو شخصًا عمل في المتاحف. أو ربما شخص سرق مجموعة من مكان ما. هذه منطقة حدودية، تفصل ما بين جمهورية التشيك، وما كان في الماضي تشيكوسلوفاكيا عن بولندا". وأشارت إلى أنّ "الحرب العالمية الأولى لم تنتهِ بين عشية وضحاها، كانت آثارها لا تزال محسوسة في كل مكان. كانت حالة من عدم الاستقرار تخيّم على الحدود، والأزمة الاقتصادية مستمرة، ويتواجد قدر كبير من الجريمة. أعتقد أنه متوقع في تلك المناطق الحدودية وفي الأماكن ذات الإثنيات المختلطة أن يكون التوتر كبير. لذلك، ربما كان شخص ما في تلك المناطق أكثر خوفًا من المستقبل من شخص آخر يعيش في مكان آخر". قد يهمك أيضاً بعد أن تخضع هذه القطع لمزيد من التحليل المادي، سيتم حفظها وتخزينها ضمن مجموعة العملات بالمتحف. كما يُخطط لإقامة معرض قصير لها في الخريف. أما من سيحتفظ بالغنيمة؟ قال نوفاك إنه وفقًا للقانون التشيكي، تكون الاكتشافات الأثرية ملكًا للإدارة الإقليمية المحلية منذ لحظة اكتشافها. وأضاف: "في هذه الحالة، تم تسليم الكنز بشكل صحيح إلى المتحف"، مردفًا أنه "يحق لمن يعثر على الكنز الحصول على مكافأة مالية، تعتمد على قيمة المعدن أو التقييم التاريخي".