
من خارج الصندوق!
من خارج الصندوق!
عندما طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعضاً من أفكاره حول اعتبار كندا ولاية أميركية أو السعي للسيطرة على قناة بنما أو ضمّ جزيرة غرينلاند الدانمركية إلى الولايات المتحدة، لم يكن هو المسؤول الأميركي الوحيد الذي يطرح مبادرات «سيادية» من خارج الصندوق، فقد سبقه إلى ذلك عضو سابق في مجلس الشيوخ ومرشح سابق للرئاسة الأميركية هو «نيوت جينجريتش».
اقترح نيوت جينجريتش مثلاً إصدار قانون باعتبار القمر ولاية أميركية. حدث ذلك قبل نجاح الصين (والهند لاحقاً) في إرسال مركبات إلى الوجه الخلفي للقمر، وقبلهما نجاح الاتحاد الروسي أيضاً. وفي إحدى كتبه اقترح جينجريتش استخراج مادة دي.أن.إيه (المادة الوراثية) من بقايا ديناصور متحجّر لإعادة تكوينه من جديد!!. وخلال توليه منصبه الرسمي في الكونجرس قدّم اقتراحاً ينصّ على تدريب طلاب العائلات الفقيرة على مهنة «بوابي وخدم وحراس المدارس التي يتعلمون فيها». وكان يعتبر أن تمكين الحزب «الجمهوري» الأميركي من أن يشكل الأغلبية في مجلسي الكونجرس ضرورة وطنية من أجل إقرار هذه الاقتراحات وتنفيذها.
لعب الحظ دوراً رئيسياً في تمكين الولايات المتحدة من ضم ألاسكا إليها في عام 1867. في ذلك الوقت كانت ألاسكا -ومساحتها 586.400 ميل مربع - جزءاً من الاتحاد الروسي. وكانت روسيا قد خسرت حرب القرم أمام القوات البريطانية والفرنسية المشتركة، فخافت موسكو من أن تستغلّ بريطانيا التي كانت تحتلّ كندا في ذلك الوقت من استغلال الضعف الروسي واحتلال ألاسكا. فآثرت بيعها إلى الولايات المتحدة التي كانت قد خرجت حديثاً من حرب الاستقلال عن بريطانيا. بلغت قيمة الصفقة 11 مليون روبل (7.2 مليون دولار)، أي ما يعادل 2 سنت للهكتار. لم يحاول الاتحاد الروسي، ولا الاتحاد السوفييتي من بعده، استعادة ألاسكا. ولكن الرئيس الأميركي ترامب يحاول الآن استعادة قناة بنما التي تولّت شركات أميركية حفرها مقابل استثمارها لفترة زمنية محددة، انتهت منذ عقود. فقناة بنما التي تربط بين المحيطين الباسيفيكي والأطلسي لا تقلّ أهمية عن قناة السويس التي تربط بين المحيط الهندي والبحر المتوسط، وامتداداً المحيط الأطلسي.
وفي ضوء مقترحات وأفكار جينجريتش وترامب، فإن حدود الدول تتجاوز الخطوط المتفق عليها دولياً لتشمل المصالح الحيوية لهذه الدول، سواء تلك التي تتعلق بالاقتصاد أو بالأمن أو بالاثنين معاً. من هنا ترتفع علامة الاستفهام الكبيرة حول موضوع «السيادة» على الفضاء الخارجي حيث تتزاحم الأقمار الاصطناعية، ليس للمراقبة والتجسس فقط، إنما لإقامة قواعد لإطلاق الصواريخ ضد العدو (؟). من هنا السؤال: من يملك «حق» السيطرة على الفضاء الخارجي؟
لقد نجحت الأمم المتحدة بإقرار نظام دولي ينظّم الخلافات حول الحدود البحرية والنهرية بين الدول المتشاطئة.. ولكنها أبعد ما تكون عن أي اتفاق حتى الآن يتعلق «بالحدود» الفضائية التي أصبحت مواقع للصراعات الجديدة. فمن الذي سيتمكن – أو على الأقل سيحاول - إيجاد حلول لها من خارج الصندوق؟.
* كاتب لبناني

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 16 دقائق
- العين الإخبارية
كندا تلغي ضريبة «الخدمات الرقمية» سعيا لدفع مفاوضات التجارة مع أمريكا
أعلنت كندا، الأحد، أنها ستستأنف المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة أملا في التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، بعد أن كان الرئيس دونالد ترامب قد ألغى المفاوضات ردا على فرض أوتاوا ضريبة على شركات التكنولوجيا الأمريكية. وقال وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبان في بيان إن ترامب ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني "اتفقا على استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى صفقة بحلول 21 يوليو/تموز 2025". واضاف شامبان أن "كندا ستلغي ضريبة الخدمات الرقمية تحسبا لاتفاق تجاري شامل مع الولايات المتحدة يعود بالنفع المتبادل". aXA6IDEwNC4xNDMuMjU1LjExMSA= جزيرة ام اند امز PL

الشارقة 24
منذ 35 دقائق
- الشارقة 24
ترامب يدعو اليابان إلى زيادة وارداتها النفطية لموازنة تجارة السيارات
الشارقة 24 – رويترز: قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة بُثّت، الأحد، إن اليابان تُمارس تجارة سيارات "غير عادلة" مع الولايات المتحدة، ويجب أن تزيد وارداتها من موارد الطاقة الأميركية وغيرها من السلع للمساعدة في خفض العجز التجاري الأميركي. وتسعى طوكيو جاهدة لإيجاد سبل لإقناع واشنطن بإعفاء شركات صناعة السيارات اليابانية من الرسوم الجمركية المفروضة على صناعة السيارات والتي تبلغ 25 % لما تلحقه من ضرر على قطاع التصنيع بالبلاد. وتواجه اليابان أيضاً رسوماً جمركية متبادلة بنسبة 24 % اعتباراً من التاسع من يوليو ما لم تتمكن من التفاوض على اتفاق. وقال ترامب في المقابلة التي أجرتها معه قناة فوكس نيوز "لا يشترون سياراتنا، ومع ذلك نستورد الملايين والملايين من سياراتهم إلى الولايات المتحدة. هذا ليس عدلاَ، وقد شرحت ذلك لليابان، وهم يتفهمون الأمر". وأضاف "لدينا عجز كبير مع اليابان، وهم يتفهمون ذلك أيضاً. الآن لدينا النفط. يمكنهم أخذ كميات كبيرة من النفط، ويمكنهم أخذ الكثير من الأشياء الأخرى". وشكّل قطاع السيارات حوالي 28 % من إجمالي قيمة البضائع التي صدّرتها اليابان إلى الولايات المتحدة العام الماضي، والبالغة 21 تريليون ين (145 مليار دولار).


سبوتنيك بالعربية
منذ ساعة واحدة
- سبوتنيك بالعربية
إعلام: من المرجح إعادة تشغيل مصفاة حيفا المتضررة بحلول أكتوبر
إعلام: من المرجح إعادة تشغيل مصفاة حيفا المتضررة بحلول أكتوبر إعلام: من المرجح إعادة تشغيل مصفاة حيفا المتضررة بحلول أكتوبر سبوتنيك عربي أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، نقلاً عن شركة بازان، مالكة المصفاة، أن مصفاة حيفا، التي تضررت جراء الضربات الإيرانية، من المرجح أن تستأنف عملياتها بالكامل بحلول... 30.06.2025, سبوتنيك عربي 2025-06-30T03:07+0000 2025-06-30T03:07+0000 2025-06-30T03:07+0000 إسرائيل حيفا مصفاة نفط العالم إيران أخبار إيران موسكو –سبوتنيك. وكانت تقارير سابقة، قد أفادت بمقتل ثلاثة أشخاص في منشآت بازان نتيجة هجوم صاروخي إيراني وقع ليلة 16 يونيو.وفي وقت سابق، أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسرائيلية (كان)، أن مصفاة النفط التابعة لمجموعة بازان الإسرائيلية في مدينة حيفا الساحلية توقفت عن العمل بعد أن أصاب صاروخ إيراني محطة كهرباء في الموقع.وأكدت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، أن إيران شنت هجومًا صاروخيًا على المصفاة وقتها.بدأت الأزمة في ليلة 13 يونيو 2025، عندما أطلقت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق ضد إيران، متهمة إياها بتنفيذ برنامج نووي عسكري سري.استهدفت العملية، التي شملت قصفاً جوياً وعمليات تخريبية، منشآت نووية إيرانية، وشخصيات بارزة من الجنرالات والعلماء النوويين، بالإضافة إلى قواعد جوية.وردت إيران بحزم، نافية الاتهامات ومشنة هجمات مضادة، مما أدى إلى تبادل الضربات بين الطرفين لمدة 12 يوماً.وفي ليلة 22 يونيو، انضمت الولايات المتحدة إلى الصراع بهجوم مفاجئ استهدف منشآت نووية إيرانية، لترد طهران في اليوم التالي، 23 يونيو، بضربات صاروخية على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر.وأكدت إيران أنها لا تسعى إلى تصعيد إضافي، في محاولة لتهدئة الأوضاع.وفي تصريح لافت، عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله في أن تكون الضربة على القاعدة الأمريكية قد "فرغت التوتر"، مشيراً إلى إمكانية فتح الطريق أمام "السلام والهدوء" في الشرق الأوسط.وأضاف أن إسرائيل وإيران توصلتا إلى هدنة، من المقرر أن تنهي رسمياً "حرب الـ12 يوماً" بعد 24 ساعة من بدء سريانها.وتنفي إيران بشدة وجود أي بعد عسكري لبرنامجها النووي، وهو موقف تلقى دعماً من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الذي أكد الأسبوع الماضي أن الوكالة لا تملك أدلة ملموسة تشير إلى وجود برنامج نووي عسكري نشط لدى إيران. ورغم ذلك، فإن التصعيد الأخير أثار مخاوف دولية من تداعيات استمرار التوترات في المنطقة. إسرائيل حيفا إيران أخبار إيران سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي إسرائيل, حيفا, مصفاة نفط, العالم, إيران, أخبار إيران