logo
شوقي علام: الفتوى المؤسسية ضرورة لصناعة «الحلال» وضبط الاجتهاد الفقهي (فيديو)

شوقي علام: الفتوى المؤسسية ضرورة لصناعة «الحلال» وضبط الاجتهاد الفقهي (فيديو)

المصري اليوم١٩-٠٣-٢٠٢٥

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، إن الفتوى المؤسسية تمثل حجر الزاوية في ضبط الاجتهاد الفقهي وصناعة الحلال، مشيرًا إلى أن الشريعة الإسلامية لم تترك أمرًا إلا وبيَّنت حكمه، سواء بالنصوص الصريحة أو من خلال الاجتهاد الذي لا ينقطع، استنادًا إلى قوله تعالى: «ما فرطنا في الكتاب من شيء».
وأوضح مفتي الجمهورية السابق، خلال حلقة برنامج «الفتوى والحياة»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الشريعة الإسلامية تناولت جميع جوانب حياة الإنسان، سواء في العبادات أو المعاملات أو الاقتصاد أو السياسة أو الأسرة أو القضاء، لتكون دستورًا شاملًا يحقق السعادة في الدنيا والفوز بالآخرة، كما أكد أن الشريعة لم تهمل أيًّا من الخدمات التي يحتاج إليها الإنسان في مأكله ومشربه وملبسه ومسكنه وعمله، شريطة أن تكون متوافقة مع أحكام الإسلام.
وأضاف الدكتور شوقي علام أن دور الجهات المعنية في الدول لا يقتصر على تقديم المنتجات والخدمات فقط، بل يشمل ضمان توافقها مع الضوابط الشرعية، معتبرًا ذلك من مقومات تطبيق الشريعة وإقامة المجتمع على منهج الله سبحانه وتعالى.
وأكد أن صناعة «الحلال» تحتاج إلى إطار فقهي منضبط، وهو ما يتحقق من خلال الفتوى المؤسسية، مشددًا على أن الفتوى ليست مجرد اجتهاد فردي، بل هي مسؤولية جماعية، حيث إن الفتوى الجماعية أو الاجتهاد الجماعي كان الخيار الأمثل منذ عصر الصحابة رضوان الله عليهم، لا سيما في القضايا العامة.
وأشار إلى أن الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه كان إذا لم يجد حكمًا في القرآن أو السنة، يجمع كبار الصحابة ويستشيرهم، ثم يصدر قراره بناءً على إجماعهم وأن هذا النهج الجماعي في الفتوى هو المطلوب اليوم، لأنه أكثر دقة وأقرب إلى الصواب من الاجتهاد الفردي، كما أنه يقلل من رقعة الخلاف بين العلماء ويمنع انتشار الفتاوى الشاذة وغير المدروسة.
وأضاف مفتي الجمهورية السابق أن التخصصات العلمية الحديثة وتعقد القضايا الفقهية المعاصرة يستلزمان تضافر الجهود بين العلماء والباحثين، مشيرًا إلى أن المجامع الفقهية ودور وهيئات الإفتاء أصبحت ضرورة لتقديم اجتهاد جماعي شامل ومدروس.
كما أكد أن الاجتهاد الجماعي يعزز من استمرارية الاجتهاد في الأمة، مما يؤكد أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، حيث يمكنها تقديم حلول للقضايا المستجدة وفق الأصول الشرعية والثوابت الإسلامية، مع مراعاة تحقيق المصالح العامة.
وأشار إلى أن الاجتهاد الجماعي يعد صورة من صور الإجماع الفقهي، وإن كان لا يرقى إلى مستوى الإجماع المطلق الذي حدده الأصوليون، لكنه يظل أقرب إلى الصواب وأكثر تحقيقًا لمقاصد الشريعة من الاجتهاد الفردي.
وأكد الدكتور شوقي علام أن الفتوى الجماعية تحدّ من انتشار الفتاوى غير المتخصصة، وتقلل من البلبلة الفكرية بين الناس، خاصة مع اقتحام غير المؤهلين لمجال الإفتاء دون دراسة أو تعمق، مما يؤدي إلى تشتيت أفكار المجتمع.
وأوضح أن الحل الوحيد للخروج من هذه الفوضى الفقهية هو إصدار فتاوى مدروسة من خلال الاجتهاد الجماعي الذي يضبط عملية الفتوى، ويؤدي إلى وحدة الأمة، ويمنع الفتاوى الشاذة التي تؤدي إلى تضليل الناس.
وشدد على أن الفتوى المؤسسية هي الأساس لصناعة الحلال، حيث تعتمد على منهجية واضحة وأدوات بحثية متطورة، وتصدر وفق تشاور علمي دقيق بين العلماء والباحثين، مما يجعلها أكثر شمولًا وأرجى توفيقًا للصواب من الاجتهادات الفردية.
وأكد أن دور المجامع الفقهية وهيئات الإفتاء أصبح محوريًّا في الاجتهاد المعاصر، حيث يجتمع الفقهاء والخبراء والباحثون لدراسة القضايا المستجدة، وإصدار فتاوى جماعية دقيقة تراعي ثوابت الشريعة ومتطلبات العصر، مما يسهم في تحقيق الوسطية والاعتدال، ويعزز من تطبيق الشريعة الإسلامية في الواقع المعاصر.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجلس الدفاع فى فرنسا يبحث اليوم تقريرا حول تهديد "الإخوان المسلمين" للتلاحم الوطني ومؤسسات الدولة
مجلس الدفاع فى فرنسا يبحث اليوم تقريرا حول تهديد "الإخوان المسلمين" للتلاحم الوطني ومؤسسات الدولة

timeمنذ ساعة واحدة

مجلس الدفاع فى فرنسا يبحث اليوم تقريرا حول تهديد "الإخوان المسلمين" للتلاحم الوطني ومؤسسات الدولة

أ ف ب خلص تقرير حول "الإخوان المسلمين" أُعد بطلب من الحكومة الفرنسية إلى أن الجماعة تشكّل "تهديدا للتلاحم الوطني" مع تنامي التشدّد "من القاعدة صعودا" على مستوى البلاد، وفق وثيقة سيدرسها مجلس الدفاع اليوم الأربعاء واطلعت عليها فرانس برس. موضوعات مقترحة وجاء في التقرير "إن هذا التهديد وحتى في غياب اللجوء إلى العنف، يولد خطر المساس بنسيج المجتمع وبمؤسسات الدولة وبشكل أوسع بالتلاحم الوطني". وشدد التقرير على أن جماعة الإخوان المسلمين "تستند إلى تنظيم متين إلا ان الإسلام السياسي ينتشر أولا على الصعيد المحلي" معتبرا أن انتشار هذا التشدد "يحصل من القاعدة صعودا" ويشكل "تهديدا على المدى القصير وكذلك المتوسط". وأشار التقرير إلى "الطابع الهدام للمشروع الذي يعتمده الأخوان المسلمون" مشددا على أن هذا المشروع يهدف "إلى العمل على المدى الطويل للتوصل تدريجا إلى تعديلات للقواعد المحلية أو الوطنية ولا سيما تلك المتعلقة بالعلمانية والمساواة بين الرجال والنساء". وأعد التقرير موظفان رسميان رفيعا المستوى أجريا مقابلات مع 45 استاذا جامعيا وزيارات داخل فرنسا وفي أوروبا. ورأى معدا التقرير أن هذا "التشدد على مستوى البلاد" قد يكون له "تأثير متنام في الفضاء العام واللعبة السياسية المحلية" مع "شبكات تعمل على حصول انطواء مجتمعي وصولا إلى تشكل بيئات تزداد عددا". إلا ان المشرفين على التقرير أكدا "عدم وجود أي وثيقة حديثة تظهر سعي الأخوان المسلمين إلى إقامة دولة إسلامية في فرنسا أو تطبيق الشريعة فيها". ونصح معدا التقرير "بتحرك طويل الأمد على الأرض للجم صعود الإسلام السياسي" مشيرين إلى ضرورة أن يترافق ذلك مع "توعية الرأي العام" من خلال "خطاب علماني متجدد وبادرات قوية وإيجابية حيال المسلمين".

مجمع البحوث الإسلامية: الإسلام ليس طقوسًا فردية بل منهج شامل.. فيديو
مجمع البحوث الإسلامية: الإسلام ليس طقوسًا فردية بل منهج شامل.. فيديو

اليوم السابع

timeمنذ 2 ساعات

  • اليوم السابع

مجمع البحوث الإسلامية: الإسلام ليس طقوسًا فردية بل منهج شامل.. فيديو

أكد الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن الإسلام دين شامل، لم يأتِ لتنظيم علاقة الإنسان بربه فقط، وإنما جاء بمنهج متكامل يغطي جميع أطوار حياة الإنسان ومناحيها، من الميلاد إلى الوفاة، بل ومنذ كان الإنسان في "عالم الذر" إلى أن يُبعث يوم القيامة. وأوضح الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إن الشريعة الإسلامية تصوغ الحياة البشرية بصبغتها الربانية، وتوجهها وجهتها الأخلاقية، وتضع لها الإطار الذي يحفظها من الانحراف أو التشتت، مستشهدًا بقوله تعالى:"وما أُمِروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة"، مؤكدًا أن مفهوم "العبودية" في الإسلام مفهوم شامل، يتعدى العبادات الشعائرية ليشمل كل شؤون الحياة. وأوضح أن الإسلام تدخل في تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والوجدانية وحتى النفسية، فأرشد إلى الأخلاق، وضبط السلوك، ووجّه إلى ما يضمن استقرار المجتمع وسلامه، لافتا إلى أن الإسلام لا يترك أمرًا في حياة الإنسان بلا توجيه أو تقويم، بل هو نظام إلهي مُحكم يرعى مصالح الإنسان في الدنيا والآخرة. وفي جانب الحياة الاجتماعية، أشار إلى أن الإسلام وضع أسسًا واضحة في العلاقة بين الرجل والمرأة، قبل الزواج وبعده، وفي حال الخلاف أو الطلاق، واهتم بأدق التفاصيل التي تضمن استقرار الأسرة، من الخطبة إلى التربية. وأضاف: "نجد في الحديث الشريف أن المرأة تُنكح لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، ثم يأتي التوجيه النبوي: فاظفر بذات الدين تربت يداك، وعلى الجانب الآخر، يقول ﷺ: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه... كل ذلك يبيّن كيف أن الإسلام يعتني بتأسيس البيت من منطلق قيمي متين". وتابع: "بل حتى في مرحلة الخطبة، يُنظّم الإسلام المسألة بقوله: لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه. وبعد الزواج، يتدخل في أحكام الولادة، والرضاعة، والتنشئة، والتعليم، وكل ما يخص بناء الإنسان منذ صغره". أما عن الحياة الاقتصادية، فقد أوضح الأمين العام المساعد أن الإسلام وضع قواعد واضحة لضبط المعاملات المالية، مستشهدًا بقوله تعالى: "وأحل الله البيع وحرّم الربا"، وهي قاعدة تضبط الأسواق وتحفظ الحقوق وتمنع الاستغلال، وتوازن بين الربح والمصلحة العامة. وأكد أن هذه الشواهد وغيرها كثير، ما هي إلا دلائل قاطعة على أن الإسلام لم يكن يومًا دين عزلة أو شعائر فردية، بل هو دين بناء ونهضة، يهتم بالمجتمع والاقتصاد، ويرعى الحقوق وينظم الواجبات، ويجعل من الإنسان خليفة في الأرض مسؤولاً عن إعمارها بمنهج الله. وتابع: "من يتأمل في القرآن الكريم والسنة النبوية يجد عشرات، بل مئات، من الشواهد التي تدل على دور الإسلام الحضاري والتنظيمي في حياة الفرد والمجتمع، وهذا ما يجعل الإسلام صالحًا لكل زمان ومكان، لا يقف عند حدود الماضي، بل يدفع نحو المستقبل برؤية ربانية متوازنة".

مملكة البحرين تعزي مصر في ضحايا سقوط طائرة تدريب عسكرية
مملكة البحرين تعزي مصر في ضحايا سقوط طائرة تدريب عسكرية

النهار المصرية

timeمنذ 2 ساعات

  • النهار المصرية

مملكة البحرين تعزي مصر في ضحايا سقوط طائرة تدريب عسكرية

أعربت وزارة الخارجية عن تعاطف مملكة البحرين وتضامنها مع جمهورية مصر العربية جراء حادث سقوط طائرة تدريب عسكرية تابعة للقوات الجوية نتيجة عطل فني واستشهاد طاقمها، معبرة عن خالص تعازي المملكة ومواساتها للحكومة والشعب المصري ، ولأسر وذوي الضحايا، ودعواتها أن يتغمدهم الله تعالى بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store