logo
أبراج الرياح البحرينية والسبلة العُمانية تجيب عن تساؤلات حول البيئة والعمارة

أبراج الرياح البحرينية والسبلة العُمانية تجيب عن تساؤلات حول البيئة والعمارة

الشرق الأوسطمنذ 4 ساعات

تحول بينالي فينيسيا للعمارة في دورته الـ19 نداءً عالمياً يدعو للتفكير في البيئة والتعامل مع الظروف المناخية المتقلبة واتباع طرق جديدة لجعل البيئة المبنية مناسبة لحاجة السكان، مع الحفاظ على الوسائل القديمة التي أثبتت نجاحها.
وبحسب بيان كارلو راتي، منسق البينالي لهذه الدورة، فالعمارة كانت، ولا تزال، «استجابة لظروف مناخية معادية وحاجة الإنسان إلى الملجأ، ودائماً ما كانت العمارة جسراً ما بين البيئة القاسية والمساحة الآمنة للعيش».
يعترف راتي بأن التغيرات المناخية الحالية تجبر المعماريين على تبني وسائل جديدة لمواجهة تحديات البيئة «لعقود كانت استجابة العمارة لأزمة المناخ تتركز على التعايش وتلطيف الآثار السلبية، ولكن هذا الأسلوب لم يعد كافياً. حان الوقت لأن تتأقلم العمارة مع عالم متغير».
حاولت الأجنحة المختلفة تقديم حلول ومقترحات تنسجم مع الموضوع الرئيس الذي اختُصر في أربع كلمات «الذكاء، الطبيعي، الاصطناعي، والجماعي»، فلم يعد ممكناً الاكتفاء بالاستعانة بالتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، بل يتطلب الأمر الاستعانة أيضاً بالذكاء الطبيعي والجماعي.
نجح جناح البحرين الذي يحمل عنوان «موجة حر» في تقديم معطيات مقنعة للتعامل مع التغيرات المناخية القاسية وارتفاع درجات الحرارة المتزايد الذي يشكل تهديداً لصحة الإنسان وقابلية العيش في المناطق المتضررة؛ ما أهَّله للحصول على جائزة الأسد الذهبي لأفضل جناح وطني.
جناح البحرين الفائز بجائزة الأسد الذهبي (الجناح)
لعل أول ما يلفت نظر الزائر للجناح هو الإحساس ببرودة الأجواء، فارق واضح بين الجناح، وما يجاوره من أجنحة أخرى، ولم يكن الأمر عبر أجهزة تكييف ملحقة بالجناح، بل عبر وسائل مبتكرة استُخدمت لخدمة فكرة الجناح.
وبحسب وفاء الغتم، من فريق التقييم والبحث في جناح البحرين، فقد كان الاقتراح الأول للفريق الهندسي المكون من ماريو مونوتي وألكسندر بوزرين، إنشاء بئر حرارية أرضية ومدخنة شمسية لخلق مناخ محلي مستدام ذاتياً.
غير أن الاقتراح اصطدم بعوائق محلية، إذ لم يكن الحفر ممكناً في موقع البينالي؛ لذا استُخدمت التهوية الميكانيكية بدلاً من ذلك لمحاكاة تأثير التبريد الذي أراده المهندس المعماري، ولهذا صُمِّمت وحدة «هيت ويف» بصفتها وحدة معيارية قابلة للتطوير على نطاق أوسع لتوفير التبريد للأماكن العامة.
ركّز هذا المعرض الفني، الكائن في آرسنالي، على نحو خاص على توفير التبريد للعاملين في وظائف تتطلب جهداً بشرياً كبيراً في الهواء الطلق، وفي مواقع البناء.
يضم الجناح مقاعد مصنوعة من أكياس الرمل الضخمة موزعة على الجوانب، ويبدو أن الفكرة أثبتت نجاحها بصفتها خطوة أولى في البينالي، حيث اجتذبت جوالات الرمل الزوار للجلوس عليها والراحة في أجواء باردة بعد المشي لساعات في الأجنحة المختلفة.
تقول الغتم لـ«الشرق الأوسط» إن الجناح تطورت فكرته من معاناة السكان والعمال على نحو خاص من الحر الشديد في البحرين «لاحظنا أن العمال في مواقع البناء يقضون فترات الراحة في كابينات مغطاة لتناول الغداء، وفكرنا في إنشاء أماكن خاصة لهم تُصنع من مخلفات عمليات الإنشاء، لتصبح أماكن راحة للعمال وأيضاً للجمهور».
ما يميز تصميم الجناح البحريني هو اللجوء لأشكال تقليدية لاستلهام الوحي منها مثل أبراج الرياح والأفنية.
تُشارك سلطنة عُمان في بينالي فينيسيا من خلال جناحها الوطني الذي يحمل عنوان «أثر»، ويُمثّل أول مشاركة رسمية لها في هذا المحفل العالمي.
يعكس الجناح رؤية معمارية معاصرة مستوحاة من مبدأ «السبلة» (مجلس عُماني تقليدي)، ويقدّم مساحة تدمج بين الذكاء الإنساني والتقني، وتحتفي بالحوار، والبيئة، والهوية.
جانب من جناح سلطنة عمان (الجناح)
يشكّل «أثر» مساحة للضيافة والتأمل والتجمع، يستند إلى منطق البُنى المدنية غير الرسمية المنتشرة في عُمان، ويُعيد تصورها بما يواكب متطلبات الحياة العامة المعاصرة.
فالسبلة لا تُستحضر هنا بوصفها رمزاً بصرياً، بل تُوظَّف بصفتها منهجاً تصميمياً متكاملاً، تُترجم من خلاله خصائصها المكانية والاجتماعية.
شُيّد الجناح من الألمنيوم الخام، باستخدام نظام مخصّص من الألواح المقصوصة والمطوية. وتضم كل لوحة فتحات دقيقة التصميم مستوحاة من مفردات الثقافة العُمانية، مثل أنماط نسج سعف النخيل، ونقوش الأبواب الخشبية التقليدية، وتفرّعات نظام الفلج للري.
صُمِّم الجناح بالكامل بحيث يمكن تفكيكه وإعادة تركيبه؛ ما يتيح نقله وتركيبه الدائم في سلطنة عُمان بعد انتهاء المعرض، مع الحفاظ على حجمه ووظيفته مساحةً مدنيةً مستدامة.
وخلال حديث خاطف لـ«الشرق الأوسط» مع المهندسة ماجدة الهنائي، منسقة العرض، قالت: «يظهر (أثر) كيف يمكن للعمارة أن تنشأ من أنظمة موروثة في البناء والصيانة والتكيّف. (أثر) ليس رمزاً للتقاليد، بل نموذج عملي لإعادة تصوّر المساحات المدنية من خلال المعرفة المتجذّرة».
تشير الهنائي إلى أن الجناح مستوحى من عناصر تراثية مرتبطة بالذاكرة الجمعية للبلاد مثل المندوس (صندوق خشبي مزخرف متعدد الاستخدامات) والخنجر العماني، وتضيف: «يحمل الجناح إشارات إلى عناصر و(موتيفات) مختلفة في مجتمعنا مثل الأبواب على هيئة الأقواس. هنا تغيرت طبيعة ما كنا نعدّه (زخارف للزينة) لتصبح هي (البناء نفسه)».
تشير إلى أن التكوين المتوسط للجناح شُيِّد من الألمنيوم الذي يعكس بريق الفضة التي تحتل جانباً من تراث الزينة في عُمان.
«على نار هادئة» عنوان يشير مباشرة إلى تأثير تغيرات المناخ على الإنسان؛ حيث يحاول جناح دولة الإمارات من خلاله الوصول إلى حلول مبتكرة للتحديات البيئية وانعكاساتها على الزراعة.
يستكشف المعرض، الذي أشرفت على تنسيقه المعمارية والباحثة الإماراتية عزة أبو علم، العلاقة المتطورة بين العمارة وإنتاج الغذاء في دولة الإمارات، مقترحاً حلولاً مبتكرة لإنتاج غذائي أكثر استدامة على المستويين الفردي والجماعي.
يستكشف المعرض موضوعات الاكتفاء الذاتي، ويقدم حلولاً معمارية مصممة خصيصاً للبيئات القاحلة من خلال إعادة تصور البيوت الزجاجية للمناخات القاحلة، كما يطرح وجهات نظر جديدة حول الأمن الغذائي.
جناح دولة الإمارات العربية المتحدة (الجناح)
تشارك المملكة المغربية بمشروع يحمل عنوان «طرس مادي»، للمهندسين المعماريين خليل مراد الغيلالي والمهدي بلياسمين؛ الذي يتميز بمزجه بين التقاليد المعمارية المغربية والابتكار الحديث؛ ما يتيح للزوار تجربة فريدة تعكس جماليات البناء بالتراب، مع إعادة تعريف مفهوم الذكاء الجماعي.
جانب من جناح المغرب (الشرق الاوسط)
الجناح منسق بأسلوب جمالي جذاب، فتدلت من سقفه أدوات العمارة التقليدية مصنوعة من الخشب نرى منها سلال القش وقوالب صب الطين وغيرها.
يتعامل الجناح مع الموضوع الرئيسي للبينالي عبر استخدام مفردات البناء التقليدي أساساً لتوظيفها في بناء حديث مستدام والوصول إلى أشكال معمارية جديدة. ولعل ما يلفت النظر في الجناح أيضاً استخدام تقنية الهولوغرام في عرض ممارسات حرفيين تقليدين أثناء عملهم.
من الأجنحة التي لفتت أنظار الزوار في البينالي كان جناح دولة أوزبكستان الذي حمل عنوان «مسألة إشعاع».
استوحى تصميم الجناح من مبنى Heliocomplex «معهد الشمس لعلوم المواد» خارج العاصمة طشقند. ويتأمل الجناح في أهمية معمار أوزبكستان الحديث وإمكاناته، ويتناول الأهمية التاريخية والمعاصرة للمبنى، مسلطاً الضوء على دوره العلمي وأهميته الثقافية خارج الحدود الوطنية.
فرن شمسي خارج جناح أوزبكستان (الشرق الاوسط)
يستكشف الجناح السرديات المزدوجة للموقع؛ دوره في التراث المعماري الحديث لأوزبكستان، وإمكاناته المستقبلية مركزاً علمياً دولياً، يُسهم في التزام البلاد الأوسع بمستقبل مستدام.
يُعدّ «معهد الشمس لعلوم المواد» أحد آخر المشاريع العلمية الكبرى للاتحاد السوفياتي، ولا يزال واحداً من فرنين شمسيين كبيرين فقط موجودين حول العالم لدراسة سلوك المواد في درجات الحرارة القصوى.
يشرف على الجناح استوديو GRACE للهندسة المعمارية والتصميم والتخطيط الحضري، وأتيحت لنا الفرصة للحديث مع المهندسة المعمارية والقيّمة المشاركة إيكاترينا غولوفاتيوك التي تقول إنَّ العرض يحاول تقديم Heliocomplex «معهد الشمس لعلوم المواد» عبر مجموعة من العناصر والقطع المتفرقة التي تسهم في تفسير أهمية المبنى الأيقوني في أوزبكستان.
من العناصر التي يعتمد عليها العرض، وبالفعل جذبت الزوار لمشاهدتها، هو الفرن الحراري الذي أقيم خارج الجناح، واستخدم لغلي الماء في إبريق فضي معلق أمامه. الفرن الحراري يشبه في تصميمه عناصر مبنى «معهد الشمس»، ويسهم على نحو بليغ جداً في تقديم فكرة الجناح للزوار.
في الجناح لوحة ضخمة معروضة على أحد الجدران تشير إليها غولوفاتيوك تصور الخطة المعمارية للمعهد أعدت في سبعينات القرن الماضي، يلفتنا في أعلاها رسم يصور إله الشمس عند اليونان «هيليوس»، وتقول: «أعتقد أنه من المثير أن معمارياً من السبعينات عمل في الاتحاد السوفياتي على تصميم سري للغاية لمعهد علمي أن يضيف رسماً من الميثولوجيا اليونانية».
القطعة الأساسية في العرض هي جهاز ناظم شمسي يتكون من مجموعة من المرايا، وهو مماثل للنسخ الموجودة في «معهد الشمس» في منطقة باركنت في أوزبكستان، تقول المهندسة: «تبدو هذه القطعة عملاقة هنا في مساحة الجناح، ولكنها في الحقيقة تماثل أقل من خمس مساحات مثيلاتها في باركنت».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنجازات تتجاوز الحدود وتلهم العالمالسعودية على منصات التتويج
إنجازات تتجاوز الحدود وتلهم العالمالسعودية على منصات التتويج

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

إنجازات تتجاوز الحدود وتلهم العالمالسعودية على منصات التتويج

في زمن تتسارع فيه التغيرات على الساحة العالمية، برزت المملكة كلاعب رئيسي لا يكتفي بتأثيره الاقتصادي في المنطقة، بل يتقدم بنموذج جديد للتنمية والتخطيط الاستراتيجي من خلال رؤية السعودية 2030. هذه الرؤية لم تكن مجرد خطة طموحة، بل مثلت انطلاقة حقيقية نحو إعادة تشكيل ملامح الدولة الحديثة، عبر سلسلة من المبادرات والمشاريع الواسعة التي تهدف إلى تمكين الإنسان، وتطوير البنية التحتية، وتنويع الموارد، ورفع الحضور السعودي على الخارطة الدولية في شتى الميادين. وقد بدأت النتائج الملموسة لهذه الرؤية تتجلى في أرقام ومؤشرات لافتة، من أبرزها الكم المتزايد من الجوائز الدولية التي نالتها المملكة، والتي لم تأتِ في سياق دبلوماسي أو مجاملة بروتوكولية، بل كانت اعترافًا دوليًا بالمنجزات التي حققتها مؤسسات سعودية وأفراد موهوبون نافسوا وتفوقوا عالميًا. هذه الجوائز صدرت عن منظمات أممية وهيئات أكاديمية ومؤتمرات اقتصادية وثقافية كبرى، ومناسبات بيئية وتقنية مرموقة على مستوى العالم. إن تتبع هذه الجوائز ليس مجرد حصر للأوسمة، بل هو قراءة عميقة لوجه المملكة الجديد، وجه يوازن بين الأصالة والتحديث، ويؤكد حضورها المتنامي كشريك عالمي في صناعة المعرفة وتطوير الحلول، في مجالات تبدأ من الطاقة وتصل إلى الذكاء الاصطناعي. فالمملكة اليوم لا تكتفي بالاستيراد أو الاستهلاك، بل تبادر وتبتكر وتسهم في صياغة مستقبل أكثر استدامة وعدالة للعالم. ومن هنا، ننطلق في رحلة عبر أبرز الجوائز العالمية التي نالتها السعودية خلال السنوات الماضية، نستعرض من خلالها نماذج من التميز في قطاعات التعليم، والسياحة، والبيئة، والتقنية، والطاقة، والاقتصاد، والمجالات الإنسانية. رحلة لا توثق حجم المنجزات فحسب، بل تضيء على عمق التحول الوطني، وتؤكد أن الطموح السعودي يواصل تقدمه نحو الريادة العالمية بخطط مدروسة ورؤية شاملة. نحو مستقبل أخضر برزت المملكة في السنوات الأخيرة كقوة صاعدة في مجال الاستدامة البيئية، مستندة إلى رؤية 2030 التي وضعت حماية البيئة ومكافحة التغير المناخي في صميم أولوياتها. وقد تُوّج هذا الالتزام بجملة من الجوائز العالمية التي عززت موقع المملكة على خارطة العمل البيئي الدولي. ففي عام 2022، حصد المركز السعودي لكفاءة الطاقة جائزة 'إدارة الطاقة المؤسسية' المرموقة من جمعية مهندسي الطاقة الأمريكية، وذلك تقديرًا لحملاته الوطنية ومبادراته الفعالة لتحسين كفاءة الطاقة وتقليل الهدر في مختلف القطاعات.أما الهيئة الملكية للجبيل وينبع، فقد تميزت بإنجازات نوعية في مجال الاستدامة الصناعية، إذ حصلت على عدد من الجوائز أبرزها شهادة 'LEED' الذهبية العالمية، إلى جانب جائزة المدينة المنورة للبيئة في فرع ' تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر '، نظير جهودها في التوسع الأخضر وتبني نظم صديقة للبيئة في المجمعات الصناعية.كما نال مشروع نيوم اهتمامًا دوليًا واسعًا، وحصد جائزة 'مشروع الهيدروجين لعام 2023' عن مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر، الذي يُعد أحد أكبر المشاريع على مستوى العالم لإنتاج الهيدروجين النظيف، ما يجعله مرشحًا لقيادة تحول عالمي في مجال الطاقة النظيفة. وفي الإطار ذاته، واصلت مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة دورها الرائد في دعم الابتكار الأخضر، إذ تُعد من أبرز الجهات التي تقود التحول نحو مصادر طاقة مستدامة داخل المملكة ، وقد لاقت جهودها إشادة من جهات دولية عدة نظير تطويرها لبنية تحتية علمية وتقنية قادرة على تعزيز أمن الطاقة وتخفيف الانبعاثات الكربونية. هذه الإنجازات البيئية المتراكمة لا تعكس فقط نجاح المملكة في تحقيق معايير التميز البيئي عالميًا، بل تؤكد كذلك جدية التزامها بقيادة مبادرات مستقبلية مستدامة تؤثر إيجابًا على الأجيال القادمة إقليميًا ودوليًا. التعليم والبحث العلمي شهد قطاع التعليم والبحث العلمي في المملكة تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا برؤية 2030 التي تهدف إلى بناء مجتمع معرفي واقتصاد قائم على الابتكار. وقد تُرجمت هذه الجهود إلى إنجازات ملموسة على الساحة الدولية، حيث حصدت المملكة العديد من الجوائز والتكريمات التي تعكس التقدم الكبير في هذا المجال. 1.إنجازات الطلاب في المعارض العلمية الدولية •معرض آيسف 2024 ISEF 2024: حقق المنتخب السعودي للعلوم والهندسة إنجازًا غير مسبوق بحصوله على 27 جائزة، منها 18 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة ، في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة الذي أُقيم في لوس أنجلوس، الولايات المتحدة الأمريكية. شارك في المعرض 35 طالبًا وطالبة من مختلف مناطق المملكة، وتمكنوا من التميز بين أكثر من 1700 مشارك من 70 دولة حول العالم. امتدادًا لهذا النجاح، واصل المنتخب السعودي تألقه في معرض آيسف 2025 : ISEF 2025 الذي أُقيم في كولومبوس، أوهايو، بحصوله على 23 جائزة دولية؛ منها 14 جائزة كبرى و9 جوائز خاصة ليؤكد بذلك استمرارية التميز العلمي للطلبة السعوديين في المنافسات الدولية. •معرض تايسف : TISF 2024 في العاصمة التايوانية تايبيه، حصد طلاب وطالبات المملكة 9 جوائز كبرى وخاصة في المعرض الدولي العلمي، مما يعكس المستوى العالي للمواهب السعودية في مجالات العلوم والهندسة. 2.جوائز المؤسسات التعليمية والجامعات •جائزة الملك عبدالعزيز للجودة: حصلت الشركة الوطنية للتربية والتعليم على هذه الجائزة المرموقة، تقديرًا لجهودها في تعزيز جودة التعليم والتميز المؤسسي، مما يعكس التزامها بتقديم تعليم عالي المستوى يتماشى مع المعايير الدولية. •جوائز جامعة الملك فيصل في التعليم الإلكتروني: نالت جامعة الملك فيصل عدة جوائز في مجال التعليم الإلكتروني، منها جائزة الابتكار في التعليم والتدريب الإلكتروني لعام 2023، وجائزة Gartner للابتكار في التعليم لعام 2024، مما يدل على ريادتها في تبني أحدث التقنيات التعليمية. •جائزة التميز في تطوير التعليم الجامعي : TAJ احتفلت جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالفائزين بجائزة التميز في تطوير التعليم الجامعي لعام 2023-2024، والتي تُمنح في أربع فئات تشمل الأفراد والفرق والكيانات، تقديرًا لجهودهم في تحسين جودة التعليم الجامعي. 3.الجوائز الفردية في التعليم جائزة المعلم العالمية لعام 2025: فاز المعلم السعودي منصور المنصور بجائزة المعلم العالمية التي تبلغ قيمتها مليون دولار، تقديرًا لجهوده في دعم التعليم والعمل الخيري، بما في ذلك مبادراته في تعليم السجناء والأيتام ، مما يجعله أول فائز من دول الخليج بهذه الجائزة المرموقة. 4.جوائز البحث التربوي جائزة حمدان – الألكسو للبحث التربوي المتميز: في دورتها لعام 2024، استحوذت المملكة على النصيب الأكبر من المشاركات، حيث قدم الباحثون السعوديون 103 ترشيحات من أصل 154 مشاركة من 11 دولة عربية، مما يعكس الحضور القوي للمملكة في مجال البحث التربوي. جسور بين الماضي والحاضر لم تقتصر الجوائز العالمية التي حصدتها المملكة العربية السعودية على مجالات العلوم والتعليم، بل امتدت لتشمل السياحة والتراث والثقافة، وهي مجالات تحظى باهتمام كبير ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تعزيز الهوية الوطنية، وفتح أبواب المملكة للعالم. منظمة السياحة العالمية: في عام 2023، اختارت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة قرية 'رجال ألمع' السعودية ضمن قائمة أفضل القرى السياحية في العالم، وذلك لما تحمله من طابع عمراني فريد وقيمة ثقافية وتاريخية كبيرة. ويُعد هذا الاختيار اعترافًا دوليًا بمكانة المملكة كوجهة سياحية ناشئة تتمتع بمقومات متنوعة، من الطبيعة إلى العمارة إلى الموروث الشعبي. اليونسكو: تمكنت المملكة من تسجيل مواقع جديدة في قائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونسكو، أبرزها واحة الأحساء ومنطقة حمى الثقافية في نجران، ما يرفع عدد المواقع السعودية المدرجة إلى سبعة. جوائز التميز المعماري والحرفي: في عام 2024، حصل مشروع 'بوابة الدرعية' على جائزة أفضل مشروع تطوير ثقافي في الشرق الأوسط خلال 'جوائز العقارات الدولية'، بفضل ما يجمعه من احترام للتراث النجدي الأصيل ودمج متوازن مع البنية التحتية الحديثة. كما كرّمت عدة جهات دولية الحرفيين السعوديين ضمن فعاليات 'المعرض الدولي للحرف' في باريس، حيث حصلت الحِرف السعودية على إشادة خاصة من لجنة التحكيم عن دقة الصنعة واستخدام المواد التقليدية بأسلوب عصري. الابتكار وريادة الأعمال برزت المملكة في مجال الابتكار وريادة الأعمال كمحور رئيسي في تحولها الاقتصادي، حيث شهدت السنوات الأخيرة تأسيس بيئة داعمة للمبدعين ورواد الأعمال، من خلال مسرعات الأعمال، وتمويل المشاريع الناشئة، واستضافة المؤتمرات الدولية. وقد تُوجت هذه الجهود بحصول المملكة على جوائز عالمية مرموقة، واعترافات دولية بمكانتها المتقدمة في هذا المضمار. 1.جوائز دولية للمبتكرين السعوديين في عام 2023، حصل فريق سعودي على الميدالية الذهبية في المعرض الدولي للاختراعات بجنيف، عن ابتكار طبي يعتمد على الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن أمراض القلب، ويُعد هذا المعرض من أكبر وأهم منصات الابتكار العالمية. كما فاز عدد من الطلاب والطالبات السعوديين بجوائز من معرض كوريا الدولي للاختراعات (KIWIE) ، حيث تنوعت ابتكاراتهم بين الحلول البيئية والتقنيات الطبية، محققين بذلك إشادات دولية بأصالة الفكرة وجودة التطبيق. 2.مؤشرات التقدم العالمي في الابتكار وفقًا لمؤشر الابتكار العالمي الصادر عن 'المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)' لعام 2024، صُنفت المملكة في المرتبة الثالثة عالميًا في مؤشر تمويل الشركات الناشئة، كما جاءت ضمن الدول الأولى في نمو نشاط الابتكار المؤسسي.وفي مؤشر 'أفضل بيئة لريادة الأعمال' الصادر عن البنك الدولي، تقدّمت المملكة إلى المركز الـ15 عالميًا، وذلك بفضل تحسينات في أنظمة التراخيص، والتمويل، والبنية الرقمية، وحماية الملكية الفكرية. 3.جوائز للشركات الناشئة السعودية فازت شركة 'بركة'، وهي منصة سعودية للاستثمار في الأصول، بجائزة أفضل شركة ناشئة في الشرق الأوسط لعام 2023 خلال مؤتمر 'Step Conference' في دبي. كما حصلت شركة 'ساري' على جائزة 'أسرع نمو في قطاع التقنية المالية' من مؤسسة 'Forbes Middle East'، وذلك بعد توسعها السريع في أسواق الخليج وتقديمها حلولًا تقنية مبتكرة لقطاع التموين. كذلك في عام 2024، حصلت شركة 'نعناع' السعودية – المختصة بالتوصيل الرقمي للبقالة – على جائزة 'الابتكار في تجربة المستخدم' ضمن جوائز الشرق الأوسط للابتكار الرقمي. 4.مبادرات حكومية حصدت التقدير العالمي فازت هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) بجائزة 'أفضل برنامج حكومي لدعم ريادة الأعمال' في قمة ريادة الأعمال العالمية التي انعقدت في سنغافورة، وذلك تقديرًا لمبادرات مثل 'بوابة التمويل' و'مسرعة النمو'. كما حصلت مؤسسة مسك الخيرية على إشادة خاصة من المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ، ضمن قائمة المنظمات المؤثرة في تطوير القادة الشباب والمبتكرين في منطقة الشرق الأوسط. إنجازات وطنية مالية وعالمية شهد الاقتصاد السعودي تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، تجسدت نتائجه في عدد من الجوائز والاعترافات الدولية التي تعكس نجاح رؤية 2030 في تطوير وتنويع الاقتصاد الوطني. في عام 2023، حصدت المملكة مكانة متقدمة في تصنيف معهد صناديق الثروة السيادية (SWFI) كأكثر صندوق ثروة سيادي نشاطًا في العالم، حيث سجل صندوق الاستثمارات العامة (PIF) استثمارات ضخمة بقيمة تجاوزت 31 مليار دولار في مختلف القطاعات محليًا وعالميًا ، مما يؤكد دوره المحوري في تعزيز النمو الاقتصادي والتنويع. على صعيد البنية الرقمية الاقتصادية، شهدت المملكة تقدّمًا ملحوظًا في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، حيث حصلت السعودية على جوائز من قمة مجتمع المعلومات العالمي (WSIS+20) التي نظمتها الاتحاد الدولي للاتصالات، تقديرًا لمبادراتها الريادية في تطوير البيئة الرقمية وتعزيز الابتكار الحكومي. كما تواصل المملكة تعزيز استقرارها المالي من خلال جهود البنك المركزي السعودي (ساما) في تبني سياسات نقدية رشيدة، مما ساهم في تعزيز الثقة بالمشهد المالي الوطني في ظل تقلبات الأسواق العالمية. وفي مجال الأسواق المالية، تظل شركة تداول السعودية من بين أكبر البورصات في المنطقة من حيث القيمة السوقية والسيولة، مع استمرارها في استقطاب الشركات الكبرى ودعم مشاريع الطروحات الأولية. تعكس هذه الإنجازات الاقتصادية والمالية التزام المملكة برؤية مستقبلية تستهدف بناء اقتصاد مستدام ومتنوّع يواكب تطورات العالم ويعزز مكانة السعودية على الخارطة الاقتصادية الدولية على خارطة الإنجازات العالمية تمضي المملكة بخطى واثقة نحو بناء مستقبل مشرق يعكس رؤية طموحة ترتكز على الابتكار والتنمية المستدامة. إن الجوائز والاعترافات العالمية التي حصدتها في مختلف المجالات ليست مجرد أوسمة، بل هي تجسيد حي لجهود وطنية متكاملة لبناء اقتصاد متنوع، مجتمع معرفي، وبيئة حضارية متطورة.في المجالات العلمية والتقنية، أثبت السعوديون قدرة متميزة على الإبداع والابتكار، ونجحوا في تحويل الأفكار إلى مشاريع ذات أثر حقيقي على المستويات المحلية والعالمية. أما في الميدان البيئي، فقد استثمرت المملكة مواردها ومبادراتها في الحفاظ على الطبيعة والتوازن البيئي، مما أهلها لنيل جوائز دولية تؤكد مسؤوليتها تجاه كوكب الأرض. ولم تغفل المملكة الجانب الثقافي والتراثي، بل عمدت إلى تعزيز هويتها الوطنية وترسيخ القيم الأصيلة مع انفتاح مدروس على العالم، ليشكل ذلك جسراً بين الماضي والحاضر، ويمنحها مكانة مرموقة في الساحة الثقافية العالمية. وفي قطاع الرياضة، شهدنا تطورًا نوعيًا انعكس في حصول المملكة على جوائز واعترافات عززت من مكانتها كوجهة رياضية عالمية. أما في الاقتصاد والمالية، فقد نجحت المملكة في تحقيق توازن بين استقرار السوق والتطور المالي، ما جذب استثمارات عالمية وأسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني، وهو ما يتجلى بوضوح في نشاط صندوق الاستثمارات العامة والجهود الحكومية في تعزيز البنية التحتية الرقمية. إن هذه الإنجازات المتعددة تُبرز المملكة كشريك دولي فاعل يمتلك رؤية استراتيجية واضحة وطموحات لا تعرف حدودًا. وتؤكد أن الاستثمار في الإنسان والمعرفة، إلى جانب استثمار الموارد الطبيعية، هو الأساس في بناء مستقبل مستدام ومزدهر. ولأن الجوائز والإنجازات ليست نهاية المطاف، بل نقطة انطلاق، فإن المملكة تتطلع بثقة إلى المستقبل لتواصل مسيرتها نحو مزيد من التميز والريادة، مستندة إلى إرادة شعبها وقوة مؤسساتها ورؤية قادتها الذين جعلوا من التحديات فرصًا والفرص إنجازات.

جوائز دولية في الاقتصاد والتنمية المستدامة والتحول الرقمي وتمكين المجتمعاتوطـن طـمـوح
جوائز دولية في الاقتصاد والتنمية المستدامة والتحول الرقمي وتمكين المجتمعاتوطـن طـمـوح

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

جوائز دولية في الاقتصاد والتنمية المستدامة والتحول الرقمي وتمكين المجتمعاتوطـن طـمـوح

المملكة تتصدر مؤشرات التنافسية العالمية إصلاحات مؤسسية تحصد الجوائز وتبهر العالم خلال السنوات الأخيرة، أبهرت المملكة العربية السعودية العالم بتحقيقها عشرات الجوائز الدولية في مجالات متعددة مثل الحوكمة الرقمية، البيئة، السياحة، التعليم، والابتكار. ولم تكن هذه الإنجازات صدفة، بل جاءت ثمرة لتوجه استراتيجي شامل بدأ مع إعلان رؤية السعودية 2030، التي وضعت خارطة طريق لتحويل المملكة إلى قوة عالمية رائدة في مختلف الميادين. واستطاعت المملكة حصد هذه الجوائز من خلال إصلاحات مؤسسية وهيكلية شاملة، حيث أطلقت مجموعة من البرامج والمبادرات التي أعادت هيكلة القطاع الحكومي والمؤسسات الوطنية، وأبرزها: برنامج التحول الوطني، برنامج جودة الحياة، برنامج تطوير القطاع المالي، وهذه البرامج ساعدت على تحسين الأداء، ورفع كفاءة الخدمات، وتحقيق مستويات عالية من الشفافية والتنافسية، مما أهل المملكة لنيل تقدير الجهات الدولية المانحة للجوائز. وتتابعت الجهود بالاستثمار المكثف في التكنولوجيا والتحول الرقمي حيث أنشأت المملكة بنية تحتية رقمية متقدمة، وابتكرت منصات رقمية حكومية مثل: منصة توكلنا، ومنصة أبشر، منصة قوى وغيرها من المنصات. وقد لاقت هذه المنصات إشادة عالمية لتأثيرها في تسهيل الخدمات وتحقيق رضا المجتمع، ما جعلها تفوز بجوائز من منظمات مثل الأمم المتحدة، القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS)، وغيرها. ومن خلال تمكين الشباب والتعليم النوعي ركزت المملكة على تطوير رأس المال البشري بإصلاح شامل في منظومة التعليم، وإطلاق برامج الابتعاث والتدريب، ودعم المواهب في مجالات STEM (العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات)، ونتيجة لذلك، أصبح الطلبة السعوديون ينافسون عالميًا ويحصدون جوائز في مسابقات كـآيسف ISEF وأولمبياد الرياضيات والكيمياء. «رؤية طموحة» وقد نجحت المملكة العربية السعودية في كسب الاعتراف العالمي من خلال عمل مؤسسي ممنهج، مدعوم برؤية استراتيجية واضحة. وكانت رؤية السعودية 2030 هي المحرك الأساسي لهذا التغيير، وساهمت في تحويل الطموحات إلى واقع ملموس تُتوج بالجوائز العالمية التي تشهد على ذلك. وعملت المملكة على تعزيز الصورة الذهنية دوليًا، ورفع مؤشرات التنافسية الدولية (مثل مؤشر الابتكار، ومؤشر الحكومة الرقمية)، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، إضافة لتحفيز الكفاءات الوطنية على مزيد من العطاء والابتكار. وقد استطاعت المملكة العربية السعودية تحويل الطموحات إلى واقع ملموس تُتوج بالجوائز العالمية من خلال نهج استراتيجي شامل اعتمد على رؤية السعودية 2030، والتي شكّلت خارطة طريق واضحة للانتقال من الاعتماد على النفط إلى تنويع الاقتصاد وبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح. ومكنها ذلك من خلال عدة عوامل لتحقيق ذلك أولها تحديد رؤية طموحة وقابلة للتنفيذ فقدأُطلقت رؤية 2030 عام 2016 بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، بهدف إعادة تشكيل مستقبل المملكة، واعتمدت الرؤية على مكامن القوة الوطنية، والعمق العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية، والموقع الجغرافي الاستراتيجي. وبفضل الله، ثم نجاح تحديد رؤية السعودية 2030 كخطة طموحة وقابلة للتنفيذ فقد أسهم ذلك في نيل المملكة العديد من الجوائز العالمية لأن الرؤية لم تكن مجرد شعارات أو طموحات نظرية، بل تحوّلت إلى منهج عمل دقيق، ومؤشرات أداء واضحة، ومشاريع واقعية أحدثت أثراً ملموساً على الصعيدين المحلي والدولي. وبالفعل ساهمت الرؤية في هذا النجاح، ووضوح الرؤية وشموليتها حددت أهدافًا دقيقة تشمل مختلف جوانب الحياة مثل: الاقتصاد، المجتمع، الثقافة، السياحة، الصحة، والتعليم. كما أن وجود برامج تنفيذية واضحة مثل: برنامج جودة الحياة، برنامج التحول الوطني، برنامج تطوير القطاع المالي وغيرها. سهل حصول المملكة على جوائز من مؤسسات دولية بسبب وضوح السياسات واستراتيجيات التحول. نتج عن ذلك تحقيق إنجازات نوعية قابلة للقياس ولم تبقَ الرؤية حبراً على ورق، بل تحوّلت إلى مشاريع فعلية مثل نيوم، مشروع البحر الأحمر، القدية، ذا لاين. وأسهم ذلك في ارتقاء ترتيب المملكة في المؤشرات الدولية (مثل مؤشر التنافسية، والحوكمة، والخدمات الحكومية الرقمية). وحظيت المملكة بتكريم دولي من جهات مثل البنك الدولي، المنتدى الاقتصادي العالمي، وجوائز الاستدامة والتصميم الحضري. «تحفيز وابتكار» ومن خلال تحفيز الابتكار والتحول الرقمي فقد استطاعت المملكة تطوير خدمات حكومية ذكية (مثل توكلنا، وأبشر، وصحتي) والتي ساهمت وغيرها من البرامج الرقمية في تحسين جودة الحياة وزيادة كفاءة الأداء الحكومي، ما جعل المملكة تحظى بجوائز في مجالات التقنية والتحول الرقمي من منظمات عالمية. ولقد جعلت رؤية 2030 المملكة بيئة جاذبة للاستثمار العالمي، ما عزز الثقة الدولية بها، ونتج عن الرؤية تنفيذ مشاريع عملاقة مثل: الرياض الخضراء والسعودية الخضراء، ونالت بذلك تقديرًا عالميًا لدورها في حماية البيئة وتحقيق الاستدامة. والنتيجة حصولها على جوائز عالمية في مجالات البيئة، الطاقة المتجددة، والتخطيط الحضري. وهذا انعكس على نظرة المجتمع الدولي للمملكة كمثال للتحول المجتمعي الإيجابي. وحصلت المملكة على العديد من الإشادات من المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة واليونسكو وجهات حقوقية وتنموية.: ويعود الفضل بعد الله بنجاح رؤية 2030 التي ربطت الطموح بالعمل، والحلم بالتنفيذ، والرؤية بالنتائج، ما جعل المملكة تحصد جوائز عالمية في مجالات متنوعة تشمل: الاستدامة والبيئة، والتحول الرقمي، والاقتصاد والابتكار، وجودة الحياة والخدمات الحكومية، التخطيط الحضري والبنية التحتية. كما أسهمت إصلاحات مؤسسية وتشريعية في تحديث شامل للأنظمة والقوانين لجذب الاستثمارات، مثل نظام الشركات الجديد، وتسهيل بيئة الأعمال. وإطلاق كيانات عملاقة مثل صندوق الاستثمارات العامة (PIF) الذي أصبح من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم. كما أن تنفيذ مشاريع نوعية عالمية مثل: نيوم، ذا لاين، البحر الأحمر، القدية وغيرها من المشاريع، وتطوير البنية التحتية والخدمات وفق أعلى المعايير العالمية، جذبت أنظار العالم نحو المملكة العربية السعودية. وقد أسهم التحول الرقمي والتقني بالمملكة لأن تتصدر دول الشرق الأوسط في مؤشرات التحول الرقمي والابتكار. وقد حصلت منصة توكلنا، ومنصة أبشر، وعدة تطبيقات حكومية على جوائز عالمية في تقديم الخدمات الإلكترونية. وهذا ماجعل المملكة تحقق نتائج ملموسة وتتوج بالجوائز، ولا أدل على ذلك فوز الرياض باستضافة إكسبو 2030 وحصول مشاريع مثل 'البحر الأحمر' على جوائز الاستدامة العالمية، وبفضل الجهود الجبارة نحو العالمية فقد تقدمت المملكة في مؤشرات التنافسية العالمية، ومؤشر جودة الطرق، والخدمات الحكومية. والمملكة لم تكتفِ بتنفيذ مشاريع محلية، بل سعت أن تكون نموذجًا عالميًا في التميز، الابتكار، والاستدامة. كما فتحت باب التعاون مع بيوت خبرة عالمية، واعتماد معايير الأداء والحوكمة الدولية. وتحويل الطموحات إلى واقع لم يكن صدفة، بل نتيجة رؤية واضحة، قيادة حازمة، استثمار ذكي، وشعب طموح. وهذه العوامل مجتمعة جعلت من المملكة نموذجًا عالميًا في التحول الوطني، وجعلت العالم يحتفي بإنجازاتها من خلال الجوائز الدولية والتقدير العالمي. ومن أبرز الجوائز والإنجازات العالمية التي حققتها المملكة العربية السعودية في مختلف المجالات منذ انطلاق رؤية 2030، ما يعكس مكانتها المتقدمة عالميًا، نستعرض منها: التحول الرقمي والحكومة الإلكترونية فقد تبوأت المملكة المركز الرابع عالميًا في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية لعام 2024، والأول إقليميًا والثاني ضمن دول مجموعة العشرين في مؤشر الخدمات الرقمية. كما حققت مدينة الرياض المركز الثالث عالميًا بين 193 مدينة. وجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات (WSIS 2024) عن مشروع البنك الوطني للبيانات ومنصة استشراف المقدم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا). وشهادات تميز في مجالات الذكاء الاصطناعي وتمكين المرأة، مثل برنامج Elevate الذي درب أكثر من 1000 امرأة من 28 دولة. وفيما يخص البيئة والتنمية المستدامة، فقد حصلت المملكة على جائزة البرلمان العربي لمبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» ومشروع «نيوم» كأبرز المبادرات البيئية والتنموية على المستوى العربي والدولي. كما حصلت المملكة على جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2022 عن بوابة «نما» الرقمية في فئة الزراعة الرقمية والخدمات الإلكترونية، متفوقة على أكثر من 947 مشروعًا من 109 دول. وفي مجال الابتكار والتقنية، فقد حصلت المملكة على جائزة الإمارات تبتكر وجائزة ذهبية للهندسة المعمارية في إكسبو 2020 دبي عن تصميم جناح المملكة وابتكاراته، مثل المصعد المتحرك لذوي الإعاقة. وجائزة PMI-KSA Project Excellence لمشروع محطة توليد الشقيق البخارية كأفضل مشروع متميز في إدارة المشاريع الاحترافية في المملكة. وفي مجال التعليم والموهبة حصلت المملكة على 10 جوائز عالمية في مسابقة آيسف 2022، ورفع رصيد المملكة إلى 75 جائزة في المسابقة، و4 جوائز عالمية في الأولمبياد الأوروبي للرياضيات للبنات (EGMO 2022)، وجائزتان دوليتان في مؤتمر تبادل الخبرات العالمي 2022 عن فئة خبراء مايكروسوفت للتعلم الإبداعي وفئة مدارس مايكروسوفت. وفي مجال الإعلام والثقافة فقد حصلت على 7 جوائز في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون 2022، منها 4 إذاعية و3 تلفزيونية، بمشاركة 235 عملًا من مختلف الدول. وفي الصحة حصلت المملكة على جائزة الطبيب العربي 2022 من مجلس وزراء الصحة العرب، نظير التميز في مجال الطب الوقائي. وتعكس هذه الجوائز والإنجازات التقدم الكبير الذي أحرزته المملكة في مختلف المجالات، مما يعزز مكانتها كدولة رائدة على الساحة الدولية. والدور المحوري لرؤية السعودية 2030 ليس مجرد خطة اقتصادية، بل هو إطار تحولي متكامل قائم على ثلاث ركائز: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح وقد ساعدت هذه الركائز في تشجيع الابتكار وريادة الأعمال، وخلق بيئة تنافسية عالمية، وجذب الاستثمارات والخبرات الدولية، وتحفيز الجهات الحكومية على التميز وتبني معايير الجودة العالمية كما أن الدور المحوري لرؤية السعودية 2030 يكمن في تحولها الاستراتيجي الشامل الذي غيّر صورة المملكة إقليميًا وعالميًا، وجعلها محور اهتمام دولي، وذلك لعدة أسباب مترابطة. وقد أثمرت رؤية 2030 عن قيادة تغيير جريء وشامل مشروع نهضوي يعيد تشكيل هوية السعودية الحديثة، من خلال: تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط، وتمكين الشباب والمرأة في سوق العمل والمجتمع، وإعادة هيكلة القطاعات الحكومية لتصبح أكثر كفاءة وابتكارًا، وتحقيق إنجازات ملموسة خلال وقت قصير فأبهرت الرؤية العالم بقدرتها على تحقيق قفزات نوعية في وقت قياسي، مثل: إطلاق مشاريع ضخمة مثل نيوم، ذا لاين، والبحر الأحمر، وجعل الرياض وجهة استثمارية وثقافية وسياحية. وتنظيم فعاليات عالمية في الرياض وجدة مثل: الفورمولا 1، وكأس السوبر الإسباني، وأحداث فنية وترفيهية ضخمة. وخلق التنافس العالمي في الابتكار والمستقبل، فالرؤية وضعت السعودية في قلب مستقبل العالم عبر: الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، وتأسيس مبادرات بيئية، ودعم رواد الأعمال والتقنية محليًا وعالميًا. ومن ثمار الرؤية تحول السعودية إلى قوة ناعمة عالمية من خلال تعزيز الدبلوماسية الثقافية والرياضية، وتمكين الصناعات الإبداعية والفنية، توسيع دور الإعلام السعودي عالميًا، إضافة إلى الحوكمة والشفافية، فالرؤية عززت من ثقة العالم بالمملكة عبر: تبني حوكمة عالية المستوى، ومكافحة الفساد بصرامة، وبناء بيئة تشريعية جذابة للاستثمار. ورؤية السعودية 2030 تحولت إلى قصة إلهام عالمية، لأنها جمعت بين الطموح الواقعي والتنفيذ الفعال، ما جعلها تحظى باهتمام وجوائز دولية في مجالات الاقتصاد، التنمية المستدامة، التحول الرقمي، وتمكين المجتمعات.

الجوائز.. قوة ناعمة تعزز صورة المملكة عالمياًقصص نجاح ملهمة
الجوائز.. قوة ناعمة تعزز صورة المملكة عالمياًقصص نجاح ملهمة

الرياض

timeمنذ 3 ساعات

  • الرياض

الجوائز.. قوة ناعمة تعزز صورة المملكة عالمياًقصص نجاح ملهمة

في عصر العولمة والتواصل الفوري، باتت الصورة الذهنية للدول والمجتمعات تُشكَّل بسرعة، وتتأثر بإنجازاتها وثقافتها وقيمها. وتعتبر الجوائز والتكريمات إحدى الأدوات الفعّالة التي تساهم في بناء هذه الصورة الذهنية على الساحتين الإقليمية والدولية. إذ لا تقتصر أهمية الجوائز على منح الجوائز المادية والمعنوية للفائزين، بل تتجاوز ذلك إلى نشر قيم التفوق والابتكار والريادة، وإبراز قدرة المجتمع على صناعة قصص نجاح ملهمة. وفي ظل التحولات الكبرى التي تشهدها المملكة ضمن رؤية 2030، باتت الجوائز الدولية والمحلية التي تتلقّاها المملكة إحدى أدوات القوة الناعمة الأساسية لتعزيز صورتها على الساحة العالمية. فكل جائزة تُمنح للمملكة تعكس تقديراً دولياً لإنجازات السعودية في مجالات متعددة، وتساهم في ترسيخ انطباع إيجابي عن مجتمعها، وقدراتها التنموية، والثقافية، والاقتصادية. يهدف هذا التقرير إلى تقديم عرض شامل ومفصّل عن الجوائز التي نالتها المملكة، وتصنيفها وفق مجالاتها، واستعراض آليات تسويقها دولياً، وتحليل أثرها على المجتمع السعودي، ومناقشة التحديات المرتبطة باستثمارها، مع دراسات حالة وتوصيات عملية من أجل تعظيم الاستفادة منها في ضوء رؤية 2030. تلقت المملكة خلال السنوات الماضية مجموعة متنوعة من الجوائز الدولية التي تعكس تقدمها وتطورها في مجالات عدة. يمكن تصنيف هذه الجوائز وفقاً للمجالات الرئيسة التي تنشط فيها المملكة، وهي: الثقافة والتراث، الاقتصاد والاستثمار، العلوم والتكنولوجيا، والرياضة. كل فئة من هذه الفئات تلعب دوراً محورياً في تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة على المستوى العالمي، وتعكس إنجازات محلية وجهوداً مؤسساتية مبذولة للتميز في ميادين مختلفة. وتولي المملكة اهتماماً بالغاً بالحفاظ على تراثها الثقافي والتاريخي، وقد نالت على إثر ذلك العديد من الجوائز والتكريمات التي تعزز مكانتها كدولة تمتلك حضارة عريقة وتراثاً غنياً. إدراج مواقع سعودية في «اليونسكو» في عام 2010، نجحت المملكة في تسجيل حي الطريف في مدينة الدرعية على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، وهو الحي الذي يُعد أحد أهم المعالم التاريخية والحضرية في تاريخ السعودية، ويمثل مهد الدولة السعودية الأولى. هذا الإدراج لم يكن مجرد اعتراف دولي بقيمة المكان، بل جاء تتويجاً لجهود كبيرة في إعادة تأهيل الحي والحفاظ على هويته المعمارية والتاريخية، ما ساهم في زيادة الوعي المحلي والدولي بأهمية التراث السعودي. في عام 2021، تم إدراج عدة مواقع أثرية في منطقتي جازان ونجران ضمن قائمة اليونسكو، منها القلاع والحصون التي تعكس التاريخ العريق لهذه المناطق وأهميتها الحضارية، وهو ما أسهم في جذب المزيد من الاهتمام الدولي إلى تراث السعودية المتنوع. الجوائز الثقافية والفنون في السنوات الأخيرة، تم تكريم عدة مبادرات سعودية في مجال الفنون والثقافة من جهات دولية مرموقة. من أبرز هذه الجوائز جائزة الأمير كلاوس للتنمية الثقافية التي منحت لمبادرات سعودية بارزة عام 2023، تقديراً لدورها في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز التواصل الثقافي مع مختلف دول العالم، سواء من خلال الفنون التشكيلية، المسرح، الموسيقى، أو غيرها من مجالات التعبير الثقافي. الجوائز الاقتصادية والاستثمارية تعمل المملكة على تطوير اقتصادها بشكل مستدام ومتنوع، ولا شك أن الجوائز الاقتصادية والاستثمارية التي حصلت عليها السعودية تلعب دوراً رئيسياً في تعزيز ثقة المستثمرين وتأكيد جدوى السياسات الاقتصادية التي تنفذها. جائزة 'أفضل وجهة استثمارية في الشرق الأوسط' في عام 2022، حصلت المملكة على جائزة 'أفضل وجهة استثمارية في الشرق الأوسط' من خلال 'Investor's Choice Awards'، وهي جائزة تعكس التقدم الملحوظ في بيئة الأعمال السعودية، خاصة بعد الإصلاحات التي شملت تنظيمات الاستثمار، تسهيل الإجراءات، وتقديم حوافز جذابة للمستثمرين الأجانب. هذه الجائزة تعزز مكانة السعودية كوجهة مفضلة للأعمال والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط. جوائز القادة التنفيذيين العالميين في عام 2021، تم تكريم رئيس مجلس إدارة شركة سابك ضمن قائمة 'Global CEOs to Watch' التي تصدرها مجلة فوربس، تقديراً لقيادته الناجحة التي حققت تطورات نوعية في مجال الصناعة والتقنية البيئية، ما يعكس أيضاً رؤية المملكة في تنويع مصادر الدخل والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة. الجوائز العلمية والتكنولوجية تُولي السعودية اهتماماً متزايداً للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وهو ما أثمر عن حصولها على عدد من الجوائز العلمية المرموقة التي تعكس التزامها بالدفع بعجلة الابتكار. فازت فرق بحثية سعودية بجائزة الملك فيصل العالمية للعلوم في عامي 2021 و2024، حيث تم تكريمها على أبحاث مهمة في مجالات علاج السرطان والطاقة المتجددة. هذه الجوائز تعكس جودة البحث العلمي في المملكة، وتعزز من مكانتها كمركز علمي مهم في المنطقة. في عام 2023، تم تكريم مهندسة سعودية بارزة بابتكار منظومة ذكية لتحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية، ضمن جوائز منظمة التعاون الإسلامي للابتكار، مما يؤكد دور المملكة في تبني التقنيات الحديثة لحل المشكلات البيئية والموارد المائية. جوائز الابتكار في المعارض الدولية: معرض إيسف (Intel ISEF) يُعد معرض إيسف (Intel International Science and Engineering Fair) من أكبر وأبرز المعارض العالمية التي تحتفي بالمواهب العلمية والابتكارات الطلابية. وفي نسخة 2025 التي أُقيمت في مدينة كولومبوس الأمريكية، حقق الطلاب السعوديون حضوراً متميزاً بحصولهم على 9 جوائز خاصة تقديراً لأبحاثهم في مجالات متنوعة مثل الكيمياء، الهندسة البيئية، علم المواد، الطاقة، والعلوم الطبية الانتقالية. من بين الفائزين: الطالبة فاطمة العرفج بجائزة الجمعية الأمريكية للكيمياء عن مشروعها في الكيمياء. الطالبة أريج القرني والطالب صالح العنقري بحصولهما على جوائز من مؤسسات دولية في مجال الهندسة البيئية. الطالب عبدالرحمن الغنام الذي نال جائزة من مؤسسة موهبة عن مشروعه في علم المواد. الطالب عمران التركستاني الذي حصل على جائزتين من مؤسسة موهبة وجامعة ميزوري للعلوم والتكنولوجيا في مجال الطاقة. الطالبة لانا نوري التي فازت بجائزتين في العلوم الطبية الانتقالية. الطالبة سما بوخمسين التي نالت جائزة في مجال الأنظمة المدمجة. هذه الإنجازات تعكس جودة النظام التعليمي في السعودية وقدرة الشباب على الابتكار العلمي، وتعزز مكانة المملكة كحاضنة للعلوم والتقنية على المستوى العالمي. الجوائز الرياضية شهدت الرياضة السعودية نقلة نوعية، حيث استضافت المملكة فعاليات رياضية دولية ونالت جوائز تقديرية من جهات رياضية عالمية. في عام 2023، تم منح السعودية جائزة أفضل منظمة للبطولات الرياضية من اللجنة الأولمبية الآسيوية، وذلك تقديراً لتنظيمها الاحترافي والناجح لبطولة آسيا لألعاب القوى، وهو ما يعكس جاهزية المملكة لاستضافة أكبر الفعاليات الرياضية. جائزة أفضل تنظيم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نالت السعودية جائزة 'أفضل مضيف' لكأس العالم للأندية في نسختي 2021 و2024، مما يعكس القدرة العالية على إدارة وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى بكفاءة عالية، ويعزز صورة المملكة كوجهة رياضية عالمية. أثر الجوائز على المجتمع تلعب الجوائز التي تنالها المملكة دوراً جوهرياً في صياغة تجربة المواطنين والمؤسسات، وتترك أثراً متعدّد الأبعاد على المستويات الفردية والمؤسسية والوطنية: 1 - تعزيز الفخر والانتماء الوطني الاعتراف الجماعي: عندما يرفع العلم السعودي على منصة استلام الجوائز، يشعر المواطن بأنه جزء من قصة نجاح وطنية كبيرة، فتزداد نسبة المشاركة في الفعاليات الوطنية. قصص نجاح تحفيزية: تُستخدم نماذج الفائزين في الإعلام الرسمي والتربوي لتعزيز الشعور بالإنجاز؛ مثلاً، عرض سير مبتكرين شباب فازوا في ISEF 2025 في الإعلام المدرسي والجامعي كمحفّز للطلاب. 2 - تحفيز الإبداع وريادة الأعمال بين الشباب تأسيس نوادي ومسابقات: بعد كل فوز سعودي في معرض آيسف أو جائزة الملك فيصل، تشهد المدارس والجامعات إطلاق نوادٍ بحثية ومسابقات محلية تحاكي المعايير الدولية (مسابقة 'ابتكر' في وزارة التعليم مثالاً). برامج احتضان وتسريع: الفائزون بجوائز الابتكار يحصلون على منح وحوافز لالتحاقهم بحاضنات أعمال وطنية (مثل 'حاضنة نجد')، ما يعزز انتقال الفكرة من مختبر الجامعة إلى السوق. 3 - رفع جودة التعليم والبحث العلمي تمويل موجه للأبحاث الفائزة: الجامعات تخصص ميزانيات إضافية (10–20 % زيادة) للمختبرات والأقسام التي ينتج منها فِرق حاصلة على جوائز عالمية، بهدف الاستمرارية والتوسع. جذب الكفاءات العالمية: الفوز بجوائز الملك فيصل أو ترشيحات ناشئة عالميّة يرفع تصنيف الجامعة، مما يجذب أساتذة باحثين وزملاء ما بعد الدكتوراه من الخارج. التبادل الأكاديمي: طلاب FISF وISEF الفائزون يضمنون منحاً دراسية لمرحلة الماجستير أو الزمالات البحثية في مؤسسات عالمية، فيعودون بخبرات ومنهجيات بحثية جديدة. 4 - تحفيز الاستثمار الاجتماعي والاقتصادي المصداقية أمام المستثمرين: الجوائز الاستثمارية مثل 'أفضل وجهة استثمارية' تقلل تكلفة الاقتراض للمؤسسات الحكومية بنسبة 0.2–0.5 % في الفوائد، بحسب دراسات رسمية لوزارة المالية. سياحة ثقافية وتعليمية: إدراج الدرعية والتراث في قوائم اليونسكو زاد إنفاق السياح الثقافيين بنسبة 30% في المناطق المجاورة، ما دعم المشاريع الصغيرة والحرف اليدوية المحلية. مشاريع مجتمعية: المخصصات التي تصرف لتطوير المواقع الفائزة (كالدرعية) تُعيد استثمار جزء من العوائد في برامج تنموية وصحية وتعليمية للسكان المحليين. 5 - بناء الشراكات الدولية المستدامة اتفاقيات البحث والتطوير: عقب الفوز بجوائز علمية، وقّعت وزارة التعليم أكثر من 12 مذكرة تفاهم مع جامعات أمريكية وأوروبية خلال العامين الماضيين، تشمل مشاريع مشتركة في الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة. تبادل الخبرات التقنية: الشركات السعودية التي فازت بجوائز الابتكار دخلت في شراكات تحويل تقنية (technology transfer) مع نظيراتها الأجنبية، ما نقل خبرات الإنتاج والجودة للمصانع المحلية. منتديات مشتركة: استضافة السعودية منتديات سنوية تجمع أصحاب جوائز عالمية لإنشاء 'شبكة سفراء الابتكار' تهدف لتسريع نقل المعرفة وربط المشاريع الناشئة بفرص التمويل الخارجي. آليات تسويق الجوائز دولياً لضمان وصول إنجازات المملكة عالميًا، تُنفَّذ عادةً ثلاث استراتيجيات رئيسية: التغطية الإعلامية العالمية من وكالات الأنباء (Reuters, AFP) تنشر الخبر فورياً مع تحليلات ومجلات متخصصة (Forbes, Nature) تبرز دلالات الفوز. قنوات تلفزيونية عالميّة تستضيف مسؤوليين وفائزين. المنصات الرقمية ووسائل التواصل هاشتاغات رسمية تجمع المحتوى. فيديوهات إنفوجرافيك وبثوث قصيرة باللغتين العربية والإنجليزية. وشراكات مع مؤثرين عالميين لزيارة المشاريع الفائزة والترويج لها. والتبادل الدبلوماسي والثقافي وفود رسمية ومؤتمرات تشارك فيها السعودية لعرض إنجازاتها. وتوقيع مذكرات تفاهم أكاديمية واستثمارية بعد الفوز بالجوائز. فعاليات 'Saudi Days' ومعارض متنقلة في العواصم العالمية. بهذه الطرق المتكاملة، تتحوّل الجوائز من مجرد تكريم إلى منصة فعّالة لتعزيز سمعة المملكة وثقة الشركاء الدوليين بها. الجوائز وأهداف رؤية 2030 تعزيز التنوع الاقتصادي إضافة إلى أن الجوائز الاستثمارية والعلمية تقلّب الأنظار صوب قطاعات غير نفطية مثل السياحة الثقافية والابتكار التقني، دعمًا لهدف تنويع مصادر الدخل الوطني. ورفع مستوى الكفاءات البشرية وتحفيز الجوائز البحثية والتعليمية يؤدي إلى تطوير مهارات الشباب ورفع تصنيف الجامعات السعودية عالميًا، انطلاقًا من هدف تحسين جودة الحياة وتمكين المواطنين. وتسريع التحول الرقمي والتقني والجوائز في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة تعزز جهود 'نيوم' ومدن مستقبلية أخرى، متوافقة مع محور 'المدن المستدامة' في الرؤية. والاستدامة البيئية والاجتماعية أيضا هناك مشاريع فائزة في ISEF ومبادرات الطاقة النظيفة تدعم خفض الانبعاثات وتحسين إدارة الموارد المائية، انسجامًا مع الأهداف البيئية للرؤية. وتعزيز القوة الناعمة السعودية ومنها تسليط الضوء على الجوائز الثقافية والتراثية (مثل درج الدرعية) يروّج للهوية الوطنية ويزيد من تدفق السياح، مساهمةً في محور 'التراث' ضمن رؤية 2030. بربط الجوائز الاستراتيجية بأهداف الرؤية، تصبح هذه التكريمات أدوات تنفيذية تسهم بشكل ملموس في تحقيق التحوّلات التنموية التي رسمتها المملكة لمستقبلها. أمثلة ناجحة على أثر الجوائز 1 - إدراج الدرعية التاريخية (2010) الخلفية: أطلقت الهيئة الملكية لتطوير الدرعية في 2008 مشروع إعادة التأهيل الشامل لحيّ الطريف، تلاها ترميم معماري وتوثيق تاريخي. الإنجاز: في 31 يوليو 2010، أدرجت اليونسكو حي الطريف على قائمة التراث العالمي. الأثر: زاد عدد الزوار من 200 ألف إلى أكثر من 270 ألف سنويًا خلال عامين. توقيع 5 اتفاقيات بحثية مع جامعات أوروبية لدراسة العمارة النجدية. ارتفاع التغطية الإعلامية العالمية بنسبة 40% عبر تقارير BBC وNational Geographic. 2 - جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم (2021) الخلفية: دعم جامعة الملك سعود بن عبد‑العزيز للعلوم الصحية أبحاثًا طبية متقدمة. الإنجاز: فاز فريق سعودي بالجائزة في يونيو 2021 عن أبحاثه حول علاج السرطان. الأثر: تمويل إضافي بقيمة 60 مليون ريال للمشاريع الطبية في الجامعة. تقدم الجامعة 100 مرتبة في تصنيف THE للجامعات العالمية. اقامة شراكة بحثية مع معهد 'Dana-Farber' الأمريكي للأبحاث السرطانية. 3 - معرض إيسف للعلوم والهندسة (ISEF 2025) الخلفية: دعم وزارة التعليم و«موهبة» طلاب الابتكار للمشاركة الدوليّة. الإنجاز: حقق الطلاب السعوديون 9 جوائز خاصة في ISEF 2025 بواشنطن وشملت الكيمياء، الهندسة البيئية، علم المواد، الطاقة، والعلوم الطبية. الأثر: دعمت مؤسسة موهبة مشاريع الطلاب بمجموع منح تجاوز 1.2 مليون ريال. ضاعفت فرص منح الدراسات العليا للطلاب الفائزين في جامعات عالمية. جذب انتباه جامعات أمريكية وأوروبية لعقد اتفاقيات تبادل طلابي ومشروعات بحثية مشتركة. 4 - جائزة أفضل وجهة استثمارية في الشرق الأوسط (2022) الخلفية: تحسّن البيئة التشريعية وبيئات الأعمال في نيوم ومشروعات البحر الأحمر. الإنجاز: نالت السعودية جائزة 'Investor's Choice Awards' في أكتوبر 2022. الأثر: دخول استثمارات أجنبية جديدة بنحو 8 مليارات دولار خلال 12 شهرًا. إنشاء 3 صناديق تمويل موجهة للمشاريع الناشئة السعودية بشراكة مع مستثمرين أجانب. زيادة التغطية الاقتصادية الإقليمية بـ 25 % عبر بلومبرغ والفايننشال تايمز.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store