logo
كيف لنا أن نضحك مع أجيال لم تفتنها اللهجة المميزة لـ"ضيعة ضايعة"، ولا تحفظ عن ظهر قلب "أفيهات" سعيد صالح في "العيال كبرت"، وتسبقه إليها؟

كيف لنا أن نضحك مع أجيال لم تفتنها اللهجة المميزة لـ"ضيعة ضايعة"، ولا تحفظ عن ظهر قلب "أفيهات" سعيد صالح في "العيال كبرت"، وتسبقه إليها؟

النهار٢٣-٠٢-٢٠٢٥

تزامنت لحظة جلوسي في المقهى مع احتداد النقاش بينهما، وارتفاع صوتيهما من الطاولة المجاورة. كان جدالاً كلاسيكياً بين أم عربية وابنتها المراهقة، فالأخيرة تطالب بالخروج والتسكع مع بعض الصديقات، والأم تؤكد أنها لا تعرفهن، ولا "تعرف أخلاقهن"، فتستصعب الثقة بهن. ثم ما لبعض هؤلاء الصديقات وهن أكبر عمراً من ابنتها؟ وكيف تقاطعت طرقهن أصلاً؟ "لا وألف لا"، شدّدت الأم.
شعرت بأنني دخلت مقهى توقّف فيه الزمن عند مراهقتي، حتى أن ردود هذه المرأة وتساؤلاتها بدت كاقتباسات مباشرة من أمي، جعلتني أبتسم سراً أحياناً، وأهزّ رأسي بامتعاض غالباً.
ولكنني على الجانب الآخر لم أسمع نفسي في الابنة. لسبب عجزت عن تفسيره آنذاك، وربما ما زلت أخجل منه، فأنا لم أتعاطف بالضرورة معها، ولم أكترث لـ"هزيمتها" في النقاش، على رغم أنها كانت تخوض "معركة" كلّ فتاة عربية لانتزاع حريتها.
وسرعان ما فككت الشفرة.
إن الفتاة كانت تتحدث بالإنكليزية بينما الأم ترد بالعربية، فبدت لي في تلك اللحظة بلكنتها الأميركية أقرب إلى شخصية دخيلة من أحد مسلسلات "ديزني"، أو مستشرقة فضولية تختبر "تحديات أن تكوني فتاة عربية". لم تكن تتحدث بلساني -حرفياً- ولم تشبهني، ولم تذكّرني بنفسي. والأدهى والأمر أنها لم تستدرّ شفقتي.
هكذا بتّ أتخيّل المستقبل: قطيعة وجدانية مستفحلة، وهوة عاطفية سحيقة، بيننا وبين هذه الأجيال التي تنشأ اليوم وهي تتحدث بالإنكليزية، وتلعب بالإنكليزية، وتفكر بالإنكليزية، وتحلم بالإنكليزية.
كيف لنا أن نضحك مع أجيال لم تفتنها اللهجة المميزة لـ"ضيعة ضايعة"، ولا تحفظ عن ظهر قلب "أفيهات" سعيد صالح في "العيال كبرت"، وتسبقه إليها؟ ماذا يجمعنا بأجيال لم تجد المتعة في صراعات المحللين الكرويين العقيمة على هامش كل نسخة من بطولة "كأس الخليج"، ولا تعجب بجرأة "تغريدات" فائق الشيخ علي، العضو السابق في البرلمان العراقي، إذ يطعمّها ابن النجف بمصطلحاته العامية؟ وكيف عسانا نتخاطب مع من سيفوتهم كل "ميم" أو إحالة على ثقافتنا الشعبية، فلا ترن في آذانهم جملة "اش قربك للواد؟" المفضلة للمعلّق عصام الشوالي، وسينظرون إلينا بحيرة حين نهدّد مازحين بتعقبهم "بيت بيت، دار دار، زنقة زنقة؟".
وأنا كإماراتية، كيف لي أن أطرب مع من لا يردد أغاني ميحد حمد بلهجتها المغرقة في العامية، ولا يقرأ قصائد عوشة السويدي، ولم يستوعب قصص جدته المرتدية البرقع عن "أم الدويس"، الجنية التي تستميل الرجال، ثم تقتلهم وتأكلهم؟ بل هو على الأرجح يستعين بوالديه ليتوسطا كمترجمين.
وكيف ستؤثر كل تلك الاختلافات على تراحمنا، وتجانسنا، وتآخينا، إذ تضمحل بيننا وبين هؤلاء "العرب الجدد" القواسم المشتركة، والطفولات المتشابهة، والتجارب المتطابقة؟ وحتى في ظل إتقان أجيالنا للإنكليزية لمدّ جسور التواصل، أفلن تتراكم هذه المسافات الصغيرة لتخلق بوناً ثقافياً شاسعاً بيننا وبينهم؟
يا له من مستقبل حالك ومخيف!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف لنا أن نضحك مع أجيال لم تفتنها اللهجة المميزة لـ"ضيعة ضايعة"، ولا تحفظ عن ظهر قلب "أفيهات" سعيد صالح في "العيال كبرت"، وتسبقه إليها؟
كيف لنا أن نضحك مع أجيال لم تفتنها اللهجة المميزة لـ"ضيعة ضايعة"، ولا تحفظ عن ظهر قلب "أفيهات" سعيد صالح في "العيال كبرت"، وتسبقه إليها؟

النهار

time٢٣-٠٢-٢٠٢٥

  • النهار

كيف لنا أن نضحك مع أجيال لم تفتنها اللهجة المميزة لـ"ضيعة ضايعة"، ولا تحفظ عن ظهر قلب "أفيهات" سعيد صالح في "العيال كبرت"، وتسبقه إليها؟

تزامنت لحظة جلوسي في المقهى مع احتداد النقاش بينهما، وارتفاع صوتيهما من الطاولة المجاورة. كان جدالاً كلاسيكياً بين أم عربية وابنتها المراهقة، فالأخيرة تطالب بالخروج والتسكع مع بعض الصديقات، والأم تؤكد أنها لا تعرفهن، ولا "تعرف أخلاقهن"، فتستصعب الثقة بهن. ثم ما لبعض هؤلاء الصديقات وهن أكبر عمراً من ابنتها؟ وكيف تقاطعت طرقهن أصلاً؟ "لا وألف لا"، شدّدت الأم. شعرت بأنني دخلت مقهى توقّف فيه الزمن عند مراهقتي، حتى أن ردود هذه المرأة وتساؤلاتها بدت كاقتباسات مباشرة من أمي، جعلتني أبتسم سراً أحياناً، وأهزّ رأسي بامتعاض غالباً. ولكنني على الجانب الآخر لم أسمع نفسي في الابنة. لسبب عجزت عن تفسيره آنذاك، وربما ما زلت أخجل منه، فأنا لم أتعاطف بالضرورة معها، ولم أكترث لـ"هزيمتها" في النقاش، على رغم أنها كانت تخوض "معركة" كلّ فتاة عربية لانتزاع حريتها. وسرعان ما فككت الشفرة. إن الفتاة كانت تتحدث بالإنكليزية بينما الأم ترد بالعربية، فبدت لي في تلك اللحظة بلكنتها الأميركية أقرب إلى شخصية دخيلة من أحد مسلسلات "ديزني"، أو مستشرقة فضولية تختبر "تحديات أن تكوني فتاة عربية". لم تكن تتحدث بلساني -حرفياً- ولم تشبهني، ولم تذكّرني بنفسي. والأدهى والأمر أنها لم تستدرّ شفقتي. هكذا بتّ أتخيّل المستقبل: قطيعة وجدانية مستفحلة، وهوة عاطفية سحيقة، بيننا وبين هذه الأجيال التي تنشأ اليوم وهي تتحدث بالإنكليزية، وتلعب بالإنكليزية، وتفكر بالإنكليزية، وتحلم بالإنكليزية. كيف لنا أن نضحك مع أجيال لم تفتنها اللهجة المميزة لـ"ضيعة ضايعة"، ولا تحفظ عن ظهر قلب "أفيهات" سعيد صالح في "العيال كبرت"، وتسبقه إليها؟ ماذا يجمعنا بأجيال لم تجد المتعة في صراعات المحللين الكرويين العقيمة على هامش كل نسخة من بطولة "كأس الخليج"، ولا تعجب بجرأة "تغريدات" فائق الشيخ علي، العضو السابق في البرلمان العراقي، إذ يطعمّها ابن النجف بمصطلحاته العامية؟ وكيف عسانا نتخاطب مع من سيفوتهم كل "ميم" أو إحالة على ثقافتنا الشعبية، فلا ترن في آذانهم جملة "اش قربك للواد؟" المفضلة للمعلّق عصام الشوالي، وسينظرون إلينا بحيرة حين نهدّد مازحين بتعقبهم "بيت بيت، دار دار، زنقة زنقة؟". وأنا كإماراتية، كيف لي أن أطرب مع من لا يردد أغاني ميحد حمد بلهجتها المغرقة في العامية، ولا يقرأ قصائد عوشة السويدي، ولم يستوعب قصص جدته المرتدية البرقع عن "أم الدويس"، الجنية التي تستميل الرجال، ثم تقتلهم وتأكلهم؟ بل هو على الأرجح يستعين بوالديه ليتوسطا كمترجمين. وكيف ستؤثر كل تلك الاختلافات على تراحمنا، وتجانسنا، وتآخينا، إذ تضمحل بيننا وبين هؤلاء "العرب الجدد" القواسم المشتركة، والطفولات المتشابهة، والتجارب المتطابقة؟ وحتى في ظل إتقان أجيالنا للإنكليزية لمدّ جسور التواصل، أفلن تتراكم هذه المسافات الصغيرة لتخلق بوناً ثقافياً شاسعاً بيننا وبينهم؟ يا له من مستقبل حالك ومخيف!

صورة لكريستيانو وجورجينا تُشعل مواقع التواصل.. ما حقيقتها؟
صورة لكريستيانو وجورجينا تُشعل مواقع التواصل.. ما حقيقتها؟

ليبانون 24

time١٩-١٢-٢٠٢٤

  • ليبانون 24

صورة لكريستيانو وجورجينا تُشعل مواقع التواصل.. ما حقيقتها؟

تداول رواد مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، صورة ظهر فيها البرتغالي كريستيانو رونالدو وهو يحتفل بحفل زفافه مع شريكته جورجينا رودريغيز. وأثارت صورة رونالدو وجورجينا في حفل الزفاف كثيرا من الجدل بين المتابعين خاصة أن الصورة انتشرت مع توقف دوري روشن بسبب مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس الخليج. لكن الحقيقة أن الصورة تمت عن طريق الذكاء الاصطناعي وتم تداولها على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. ولم ينشر رونالدو أو جورجينا رودريغز أو أي وسيلة إعلام موثوقة صورا لحفل زواج الثنائي.

اعترافات مثيرة.. فنانون على حافة الموت بسبب "الكيف"
اعترافات مثيرة.. فنانون على حافة الموت بسبب "الكيف"

صدى البلد

time٠١-١٢-٢٠٢٤

  • صدى البلد

اعترافات مثيرة.. فنانون على حافة الموت بسبب "الكيف"

اعترافات مثيرة كشف عنها الفنان خالد الصاوى فى أحدث ظهور إعلامي له، ولعل من أبرز هذه التصريحات اعترافه بإدمان المخدرات، وأنه كان على حافة الموت إلا أنه عاد سريعا وتوقف تماما عنها، لم يكن خالد الصاوى النجوم الوحيد الذى خرج ليعلن عن هذا الأمر حيث سبقه عدد من النجوم وهو ما نرصده فى التقرير التالى. خالد الصاوى اعترف خالد الصاوى بإدمانه المخدرات قائلا: "طبعا، وصلت للحافة من كل شيء، ما بين الحياة والموت، وما بين العقل والجنون ومابين المشروع والجريمة". أحمد عزمى بينما أعلن أحمد عزمى بإدمانه للمخدرات والتى تسببت فى دخوله السجن بسبب ضبط أقراص مخدرة معه بكمين شرطة. فاروق الفيشاوي أما الفنان فاروق الفيشاوي أعلن في أحد لقاءاته التليفزيونية عن إدمانه للمخدرات في فترة طويلة من حياته، وكان من الصعب أن يبتعد عنها، خاصة وأنه كان يتعاطى الهيروين، موضحا أنه أقلع عنه بمساعدة زوجته الفنانة سمية الألفي، ولولاها لم يكن ليستطيع التعافي منه. أحمد الفيشاوى كما اعترف أحمد الفيشاوي أنه أدمن المخدرات في فترة من عمره لمروره بظروف نفسية، لكنه أقلع عنها، موضحًا أنه تعاطى أنواع مختلفة من المخدرات على سبيل التجربة، لكنه لم يتناول الأنواع الخطيرة مثل الهيروين حتى لا يعرض نفسه لأضرار جسيمة. سعيد صالح وأما الفنان سعيد صالح أعلن من قبل عن إدمانه للمخدرات، وتم القبض عليه بتهمة التعاطي والإدمان وحكم عليه بالسجن لمدة عام وغرامة 10 آلاف جنيه مصريا، ليتعافى بعدها منه. نور الشريف بينما كشف الفنان نور الشريف في أحد لقاءاته التلفزيونية أنه تعاطى المخدرات أثناء وجوده بإحدى الدول الأوروبية، حيث كان يتناول الأقراص المخدرة، لكنه لم يصل لمرحلة الإدمان، وسريعًا ما أقلع عنها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store