
فيلم "كان يا مكان في غزة" يفوز بجائزة أفضل إخراج ضمن فعالية "نظرة ما"
اضافة اعلان
عرض مؤثر للفيلم الفلسطيني "كان يا ما كان في غزة" خلال مهرجان كان
ففي فعالية "نظرة ما"، ذهبت جائزة أفضل إخراج أمس إلى الفيلم الفلسطيني "كان يا مكان في غزة" للأخوين عرب وطرزان ناصر.
أما في فعالية "أسبوع السينمائيين"، فقد فاز فيلم "مملكة القصب" للمخرج العراقي حسن هادي بجائزة الجمهور، في حين توج الفيلم الوثائقي "الميناء أو المنجم" للمخرجة المغربية رندا معروفي بجائزة الاكتشاف ضمن فعاليات "أسبوع النقاد".
وتوزع جوائز المسابقة الرسمية هذا المساء وسط ترقب كبير لفيلم "نسور الجمهورية" للمخرج المصري طارق صالح، الذي يعتبره البعض منافسا قويا على السعفة الذهبية. وكالات
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 12 ساعات
- الغد
منتدون يناقشون مسيرة محمد لافي الشعرية والوطنية
عزيزة علي اضافة اعلان عمان- في إطار التذكير بإرث الشاعر الفلسطيني محمد لافي، نظم مركز "تعلّم وأعلِم" للأبحاث والدراسات ندوة بعنوان "محمد إبراهيم لافي: الشاعر الذي علق الجرس"، التي أقيمت في مقر رابطة الكتاب الأردنيين، استذكارا لمسيرة الشاعر الذي حمل هموم وطنه وشعبه عبر قصائده التي كانت صوتا للمقاومة والصمود.تأتي هذه الندوة، التي ألقاها الناقد الدكتور إبراهيم خليل، وأدارها الدكتور أحمد ماضي، في مقر رابطة الكتاب الأردنيين، لتسلط الضوء على تجربة لافي الشعرية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، التي تميزت بتطور فني وأيديولوجي يعكس مراحل النضال الفلسطيني والوجدان الوطني.استعرض الدكتور إبراهيم خليل خلال الندوة، التي أقيمت أول من أمس، وأدارها الدكتور أحمد ماضي، سيرة الشاعر محمد إبراهيم لافي، الذي ولد في قرية حتا بقطاع غزة العام 1945، ولجأت عائلته العام 1948 إلى قرى الخليل. وهناك حصل لافي على بطاقة "لاجئ"، ما سهل انتقالهم إلى أحد المخيمات، فأقاموا فترة في مخيم الفارعة القريب من طوباس، وهو أحد المخيمات التي أُنشئت في الضفة الغربية بعد نكبة العام 1948. ثم انتقلوا إلى مخيم عين السلطان في أريحا، قبل أن يستقروا لاحقا في بلدة العوجا، الواقعة على بعد 12 كيلومترا شمال أريحا.يقول لافي في قصيدة مؤثرة كتبها عن العوجا: "يحدث أن تنزل هذي العوجا/ من شباك الذكرى حاملةً في سلتها قمرَ الصيف/وقطيعَ الماعز/ طرحاتِ القشِّ بصحن الدار/ يحدث أن أسمع ضحكات السمار/أن أبصر أمي الذاهبة بعيدًا/في (طرحةِ) خبز الطابون".وفي العام 1967، نزح مع عائلته إلى الضفة الشرقية من الأردن. درس في مدارس وكالة الغوث الدولية (الأونروا)، حيث أتم مرحلة الثانوية العامة، ثم استكمل دراسة اللغة العربية عن طريق الانتساب في جامعة بيروت، وحصل منها على شهادة في العام 1974. وقد مكنته هذه الشهادة من العمل في مجال التدريس.يقول الدكتور خليل "إن لافي بدأ كتابة الشعر في سن مبكرة، وأصدر أول دواوينه "مواويل على دروب الغربة" العام 1973، وقدمه القاص مفيد نحلة". و ولقي هذا الديوان ترحيبًا واسعًا ومتواصلاً. وفي العام 1975، أصدر لافي ديوانه الثاني بعنوان "الانحدار من كهف الرقيم"، وهو الديوان الذي شهد انتقاله من التيار الرومانسي إلى التيار الثوري الملتزم بالمقاومة.خلال تلك الفترة، عمل لافي في الصحافة إلى جانب مهنة التدريس، قبل أن يغادر الأردن إلى بيروت ثم دمشق، حيث اقترب أكثر من أوساط المقاومة، وأصبح عضوًا في اتحاد الكُتّاب والصحفيين الفلسطينيين. بعد ذلك، توالت دواوين الشاعر لافي، فأصدر في العام 1985 ديوانه "قصيدة الخروج"، ثم أتبعها بديوان "نقوش الولد الضال" العام 1990. واصل خلال هذه الفترة العمل في الصحافة في كل من سورية ولبنان.وفي العام 1990، عاد لافي إلى عمّان، حيث استمر في إصدار دواوينه الشعرية، وشارك بفاعلية في النشاطين الثقافي والصحفي. كما أصبح محررًا في الجريدة الأسبوعية "المجد"، حيث عُرفت له زاوية ثابتة كانت تُنشر في كل عدد، حتى توقفت الجريدة عن الصدور.وقال خليل "في العام 1974، استشهدت في جنين طالبة على يد جنود الاحتلال، واسمها منتهى الحوراني. وقد نظم الشاعر محمد لافي فيها قصيدة نُشرت في جريدة "الدستور" الأردنية. وقد لفتت هذه القصيدة الأنظار، لما فيها من قوة شعرية من جهة، وعمق الوعي المقاوم من جهة أخرى، فبدأ المهتمون بالشعر والسياسة يلتفتون إليه".ومما قاله لافي في هذه القصيدة: "كبرت منتهى، أصبحت تعشق الدرس/تهوى كروم جنين/ تغنّي على السطح، تحلمُ بالغائبين/ وراء الجسور/تركوها هنا فوق هذي السطوح/ترتل موّالنا للعبور/منتهى تعشق الأهل، والورد، والياسمين".وأشار خليل إلى أن انضمام لافي إلى رابطة الكتاب الأردنيين شكل علامة فارقة في مسيرته، إذ ولدت في تلك الفترة مجموعته الشعرية الثانية "الانحدار من كهف الرقيم"، التي صدرت في أواخر العام 1975. وقد تضمن الديوان كلمة أضافها الشاعر نفسه كملحق للقصائد.في هذا الديوان، برزت نبرة جديدة في شعر لافي، تتسم بحدة أعلى في التعبير المقاوم، وبشموخ أكثر اتساعا في الصوت الشعري، ابتعد فيه عن الرومانسية، واقترب من ملامح الشعر الثوري. ومن إحدى قصائد الديوان.يقول الشاعر مشيرًا إلى الاحتلال: "من بلاد الضباب أتوا/نحن نعرف لون رواحلهم يا رفيق/من بلاد الضباب أتوا/نحن نعرف كيف نسدُّ الطريق/ونعرف زهر الربى والرحيق/من بلاد الضباب أتوا/نحن نعرف كيف نردُّ الخيول/وأن الجبال تقاتل مع ناسها والسهول/نحن من جسد الأرض... لا/لن يكون الرحيل".ورأى خليل أنه في هذه القصيدة تتجلى نغمة الصمود ونبرة المواجهة بوضوح وسمو يفوقان ما كان في ديوان "مواويل على الدروب"، الذي طغى عليه الحنين.وأشار خليل إلى أن ديوان "نقوش الولد الضال"، الصادر العام 1990، شكّل قفزة نوعية في تجربة لافي الشعرية، ليس فقط على المستوى السياسي والأيديولوجي، بوصفه شاعرا مقاوما، بل أيضا على المستويين الفني والجمالي، إذ بدا أكثر نضجا في صياغاته، وأكثر قدرة على التوازن بين الرؤية والموقف من جهة، والبنية الشعرية من جهة أخرى.فالشعر، كما أشار خليل، إن لم يفصح من خلال فنيته عن بُعده الجمالي العميق، فإن المضمون السياسي أو الإيديولوجي أو الأخلاقي، مهما كان مهما، لا يكفي وحده ليجعل من النص شعرا حقيقيا. وفي ديوان "نقوش الولد الضال"، بدا أن لافي بدأ يتجه نحو بناء القصيدة القصيرة، التي غالبًا ما تنتهي بنهاية حادّة، تنطوي على مفارقة تخالف توقع المتلقي، ما يثير لديه الدهشة والصدمة في آن معا.ومن هذا التوجه، نقرأ له في إحدى القصائد، مؤكدا أن الشعر عنده ليس حبرًا، بل نزيفًا وجوديا: "في الخراب المعمَّم/حيثُ قصائدُنا تقفُ/في السكونِ المعقّم/حيثُ اندحارُ الكمينِ الأخير/المغنّي الأخير/العواءُ الأخير/ سنعترفُ: نحن لا نحتمي بالكتابة لكننا ننـزفُ".وقال خليل "إن هذا النوع من القصائد القصيرة، التي تشبه الوميض الساطع في عتمة الليالي الداجية، تأثر فيه لافي بموجة اجتاحت الشعر الفلسطيني في بيروت، خاصة لدى الشاعر مريد البرغوثي في ديوانه "قصائد رصيف"، وما تلاه من أعمال. غير أن هذا التأثر، كما يوضح خليل، كان تأثرًا بالرؤية العامة والأسلوب الفني، لا تقليدا مباشرا.


الرأي
منذ 14 ساعات
- الرأي
مهرجان الطعام .. نكهات تدعم الإنسانية ومكانة الأردن كوجهة سياحية استثنائية مسؤولة
في خطوة تُجسّد روح التضامن الأردني مع القضية الفلسطينية، أعلنت هيئة تنشيط السياحة في بيان لها أمس الأربعاء، عن تخصيص ريع تذاكر "مهرجان الأردن العالمي للطعام 2025" بالكامل لدعم أطفال غزة، معتبرة أن هذه الخطوة الإنسانية تعبّر عن تضامن الأردن المستمر مع أهلنا في قطاع غزة وفلسطين. ويشارك في المهرجان 165 مشروعًا أردنيًا رياديًا، و76 سيدة من المجتمع المحلي، و180 مطعمًا أردنيًا، و20 مصنعًا للمواد الغذائية، إضافة إلى دعم 38 مؤسسة مجتمع محلي من خلال مطابخ إنتاجية وحرف يدوية وتجارب أصيلة، على اعتبار أن هذه الجهود لا تُسهم فقط في تنشيط السياحة وتوفير فرص عمل، بل تُعزّز أيضًا الاقتصاد المحلي، وتُبرز الدور الإنساني للسياحة الأردنية. معنيون أكدوا في أحاديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) أنه من خلال هذا الحدث تُؤكّد المملكة التزامها بالقيم الإنسانية والمسؤولية الاجتماعية، وتُوجّه الأنظار إلى عمان كوجهةٍ سياحيةٍ تجمع بين التجربة الثقافية والدور الإنساني، فالأردن سيظل متمسكًا برسالته القومية والتاريخية والإنسانية، متمترسًا في خندق الدفاع عن قضايا أمته، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. ولفتوا إلى أن المهرجان يسهم في تحفيز النمو الاقتصادي المحلي من خلال دعم قطاع الضيافة والمطاعم والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، مع جذب سياح مهتمين بالسياحة المسؤولة في احتفاء ثقافي يجمع بين النكهة والمضمون، في رسالة ضمنية واحدة قويةً للعالم بأن الإنسانية هي القيمة العليا التي تُوحّد الشعوب. رئيس لجنة السياحة والتراث في مجلس الأعيان العين ميشيل نزال، قال: "إن توجيه ريع مهرجان الطعام هذا العام لصالح أطفال غزة تعكس موقف الأردن الأصيل، قيادةً وشعبًا، في الوقوف مع أهلنا في فلسطين، وخاصة في غزة، التي تعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، فهذا الموقف ليس جديدًا على الأردن، بل هو امتداد لنهج ثابت يربطنا بالقضية الفلسطينية وجدانًا وموقفًا وممارسة". وأضاف "كممثل للقطاع السياحي وعضو في مجلس الأعيان، أؤكد أن لهذه المبادرة أبعادًا وطنية واقتصادية أيضًا، فهي تعبّر عن السياحة الأردنية في وجهها الأصيل، خاصة أن السياحة تحمل قيم التضامن والإنسانية، وتُوظف النشاطات السياحية والثقافية في خدمة قضايا عادلة، وتُسهم في بناء صورة حضارية راقية للمملكة في الخارج". وأشار نزال إلى أن هذه المبادرات تُعزز من سمعة الأردن كمقصد سياحي لا يقتصر على المعالم والمواقع، بل يحمل رسالة وقيمًا، وهو ما يجذب فئة متنامية من الزوار حول العالم ممن يقدرون السياحة المسؤولة اجتماعيًا وأخلاقيًا، وبالتالي، فهي تُسهم أيضًا في تحريك العجلة الاقتصادية ودعم المجتمعات المحلية ضمن نموذج سياحي متكامل ومستدام. وتابع "ندرك تمامًا أن ربط الفعاليات السياحية بالرسائل الإنسانية يعمّق الأثر، ويعزز المشاركة المجتمعية، لذلك فإننا نتطلع إلى تعميم وتكرار مثل هذه المبادرات في الفعاليات القادمة، ضمن استراتيجية وطنية تعكس التزامنا بالمسؤولية الاجتماعية، وتُبرز دور السياحة كأداة دعم ونمو اقتصادي في آنٍ معًا". وأوضح في هذا الصدد، أن رسالتنا للمواطنين والزوار أن مشاركتهم في مهرجان هذا العام ليست فقط احتفالًا بثقافتنا ومذاقاتنا، بل هي أيضًا موقف تضامني فعّال، إذ نحث الجميع على الحضور، والدعم، والمساهمة في نشر هذه الرسالة؛ فكل تذكرة، وكل طبق، وكل مشاركة هي دعم مباشر لقضية إنسانية عادلة. الدكتور إبراهيم الكردي من كلية السياحة والفندقة في الجامعة الأردنية فرع العقبة، أشار إلى دور هيئة تنشيط السياحة في توجيه الأحداث نحو المسؤولية الاجتماعية والتنمية المستدامة، حيث تلعب هيئة تنشيط السياحة دورًا محوريًا في توجيه الفعاليات والمهرجانات الكبرى نحو أهداف تنموية وإنسانية، ويُعد مهرجان الطعام 2025 فرصة نموذجية لدمج البعد الاجتماعي ضمن استراتيجية التسويق السياحي، من خلال ربط الفعاليات السياحية بقيم العطاء والمسؤولية الاجتماعية، تخلق الهيئة نموذجًا متقدمًا للسياحة المستدامة، وتُعزز من صورة الأردن كوجهة سياحية ذات رسالة إنسانية. ولفت إلى أن تخصيص ريع مهرجان الطعام لدعم أطفال غزة يُعبر عن تكامل مميز بين السياحة الثقافية والرسالة الإنسانية، فمثل هذا التوجه يُعزز من مكانة الأردن إقليميًا ودوليًا كبلد يدمج الضيافة بقيم التضامن، ما يعزز صورة المملكة كمقصد سياحي لا يقتصر على الترفيه، بل يمتد إلى حمل رسائل سامية وقيم إنسانية راقية. وعن الفوائد الاقتصادية والسياحية المحتملة، قال الكردي "يمتلك هذا الحدث القدرة على تحفيز النمو الاقتصادي المحلي من خلال دعم قطاع الضيافة والمطاعم والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما أن تسويقه بشكل ذكي يُمكن أن يجذب السياح الراغبين في تجربة سياحية ذات طابع أخلاقي وإنساني، ما يسهم في توسيع قاعدة الزوار المهتمين بالسياحة المسؤولة، ذلك أن الأثر يتضاعف عندما تكون القضية المدعومة إنسانية ونبيلة مثل دعم أطفال غزة، ما يمنح الحدث صدى أوسع وتأثيرًا أعمق". وبين في هذا السياق، أنه يمكن للهيئة أن توظف أدوات التسويق الرقمي والحملات الترويجية للربط بين الفعالية وأهدافها الإنسانية، مع التركيز على القصص الإنسانية وقيم المشاركة المجتمعية، كما يمكن توثيق هذه المبادرات إعلاميًا ونقلها إلى الجمهور الدولي كجزء من سردية الأردن كدولة ذات مسؤولية عالمية، ما يعزز الثقة، ويجذب فئة جديدة من السياح المهتمين بالتغيير الإيجابي. وأكد الكردي أن تنظيم مهرجانات ذات طابع إنساني يُسهم في رفع جاذبية الأردن كوجهة سياحية متفردة تجمع بين التجربة الثقافية والمعنى الإنساني، فمثل هذه الفعاليات تُضيف بُعدًا وجدانيًا لتجربة الزائر، وتمنحه شعورًا بالمشاركة في مبادرة ذات مغزى، ما يعزز الانطباع الإيجابي، ويُشجع على التوصية بالوجهة لأشخاص آخرين. وركز على أن نجاح مهرجان الطعام في هذا السياق يُقاس من خلال مجموعة مؤشرات، أبرزها، عدد الزوار، وحجم المشاركة المجتمعية، والعائدات الموجهة للدعم الإنساني، ومستوى التغطية الإعلامية، وانعكاسات الحدث على صورة الأردن دوليًا، كما يُمكن تقييم الأثر الاجتماعي من خلال مستوى التوعية الذي يُحدثه المهرجان حول قضية الأطفال في غزة، وما إذا نجح في تحفيز مبادرات مشابهة مستقبلًا. ودعا الكردي الهيئة إلى أن تتبنى النهج المؤسسي في دمج البعد الإنساني في برامجها، من خلال عقد شراكات دائمة مع منظمات المجتمع المدني، وتخصيص جزء من فعالياتها السنوية لدعم قضايا اجتماعية، وإلى إنشاء منصة إلكترونية توثق وتُتابع أثر هذه المبادرات بما تُعزز من شفافيتها ومصداقيتها. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تترك مثل هذه المبادرات أثرًا طويل المدى في وعي الجمهور، خصوصًا إذا ما تم إبرازها إعلاميًا ومتابعة نتائجها بوضوح، إذ يمكن قياس هذا الأثر من خلال استطلاعات الرأي، ومعدلات التفاعل عبر وسائل التواصل، وظهور مبادرات مجتمعية موازية مستوحاة من الحدث، إضافة إلى عدد التبرعات والمشاركات التطوعية التي تُسجل خلال وبعد المهرجان. أستاذ علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية المشارك في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور يوسف محمد الشرمان، قال: "تعد مبادرة مهرجان طعام الأردن العالمي التي تقام في العاصمة عمان للسنة الثانية على التوالي من المبادرات المجتمعية التي يشارك بها العديد من المؤسسات الأهلية والمطاعم المميزة إلى جانب طهاة وخبراء طهي، إضافة إلى سيدات من المجتمع الأردني، ولعل إعلان هيئة تنشيط السياحة بالأردن عن تقديم ريع جميع تذاكر هذا المهرجان لصالح دعم أطفال غزة هو رسالة تضامن أردنية تبيّن للسياح القادمين للأردن أن الشعب الأردني يعيش معاناة أبناء غزة، وأن حال أبناء غزة وفلسطين لا يفارق وجداننا، وقد جاءت هذه المبادرة". وتابع "أن هذه المبادرة هي مبادرة مجتمعية هدفها إنساني، وإن اقترن ذلك بانعكاسها الإيجابي على القطاع السياحي بالأردن، حيث أنها أبرزت نوعاً من التغيير في نمط السياحة المعتاد والتقليدي بأن جمعت فن الفلكلور الشعبي للطعام الأردني المقدم من سيدات أردنيات من مناطق مختلفة وبطرق طهي وأنواع طعام مختلفة إلى جانب الطعام المعدّ من قبل مطاعم شهيرة وخبراء طهي عالمين وفنادق، وكل ذلك في مكان واحد حيث تظهر الأصالة والعراقة إلى جانب الحداثة والتغيير، فمن الأكلات الفلكلورية الشعبية ومرورا بالوجبات السريعة ووصولا إلى الأطعمة العالمية، وفي هذا يجد السائح نفسه أمام العديد من الخيارات التي ترضي مختلف الأذواق، والتي تخرجه عن المألوف الذي اعتاده السيّاح". وأوضح أن هذه المبادرة تتيح للسائح فرصة الاطلاع على التنوع الثقافي الحقيقي لجوانب ثقافية معينة من حياة المجتمعات الأخرى والمغايرة ربما لانطباعاتهم السابقة التي كانوا يحملونها عن هذه المجتمعات قبل حضورهم ومشاهدتهم لما تمّ خلال هذه المبادرة.


رؤيا نيوز
منذ يوم واحد
- رؤيا نيوز
مهرجان جرش.. عنوان لإدامة الحياة
خلصنا هذا العام من البيان السنوي من قادة الجماعة المحظورة ضد مهرجان جرش، فخرج علينا أصدقاء وحلفاء لهذا التيار، شعراء وصحافيون، وما بينهم، فهاجموا المهرجان وكيف يقام في الأردن وفي غزة هناك من يموت من الجوع. بإيقاد شُعلة مهرجان جرش 39 'هنا الأردن.. ومجده مستمر' اليوم الأربعاء، برعاية ملكية سامية واعتلاء فنانين كبار وشعراء ومثقفين من مختلف المستويات، من العرب والعالم، وغالبيتهم من الأردن منصات المهرجان نكون قد نجحنا في إدامة الحياة وطرد رائحة الموت والدم من حلوقنا التي غصت بها في الأشهر الأخيرة. بعد معركة بيروت الشهيرة في عام 1982 وحصار العاصمة اللبنانية أكثر من 80 يوما ومهاجمتها من قوات شارون وباراك، وارتكاب مجارز عنيفة من أبرزها مجزرة صبرا وشاتيلا، خلد الفلسطينيون هذا الفعل العظيم بأغنية لا يزال صداها يصدح حتى اليوم، فغنت فرقة العاشقين 'اشهد ياعالم علينا وعلى بيروت اشهد بالحرب الشعبية'. زحمةٌ ثقافيةٌ وفنيةٌ ستشهدها أروقة فعاليات مهرجان جرش وفي الأماكن المتعددة التي اعتمدتها الإدارة الذكية للمهرجان بقيادة وزارة الثقافة وطاقمها المميز، وبمتابعة الدينمو المدير التنفيذي للمهرجان أيمن سماوي ليعم الفرح والحب والفن مساحات واسعة من بلادنا نحن في أمس الحاجة لها لإيصال فعاليات المهرجان إلى محافظات المملكة كافة. فمن يتحدثون في اللحظات الصعبة هم المثقفون، فعليهم قيادة الرأي العام، وتوجيه المجتمعات إلى ما يحتاجه العقل وتطلبه الروح حتى تستمر الحياة. سيقول بعضهم: إن عددا من المثقفين حاضرون في أي نشاط، وبعضهم لا تغيب عنه أية فعالية، وهذا صحيح لا نقاش فيه، لكن هل يكتفي المثقف بدور رجل الشارع العادي أو حتى الحزبي الذي يشارك في الاعتصامات والمسيرات، ويتشارك معه في إطلاق الشعارات وحمل اللافتات، وبعد ذلك كفى الله المؤمنون شر القتال. في الأردن نكوص عن بعض مظاهر الحياة المدنية تُجاه التشدد، وفيه لغة خشبية، ومصطلحات كراهية عند وقوع أي خلاف حتى لو كان حول مباراة كرة قدم، وفيه حالة من الإحباط، والخوف على المستقبل. لقد اختار المثقفون ألا يتحركوا، واختار رجال الفكر ألا يفكروا فتركوا الساحة للفراغ القاتل وللمبتدئين، لا يكفي أن تُفتح الصحف لهؤلاء لنظن أن الثقافة موجودة، إن الناس ـ مواطنين وسياسيين وغير هؤلاء- ينتظرون من المثقفين أن يهتموا بالمجتمع، بآلامه وطموحاته، بمشاكله وتناقضاته، وأن يخلقوا الحل في إطار متنوع يفتح الآفاق ويبعث الأمل، وأن يثيروا معركة مجتمع حقيقية تتفاعل فيها الآراء، وتُسهم التوجهات كلها في تكريس الديمقراطية، وإتاحة الفرصة للاختلاف في الرأي، والمواجهة الفكرية السليمة التي تحتوي على الفروق، وتوجه التناقضات في القنوات التي أبدعتها التجارب البشرية عبر القرون. لقد أصيب العقل بانتكاسة، وأفلست الكلمة عندما غاب المثقفون الحقيقيون. فعلى مثقفينا أن ينزلوا من أبراجهم العاجية. 'هنا الاردن…ومجده مستمر' شعار جرش هذا العام، لقد اثبت مهرجان جرش انه العنوان الثقافي والتقدمي والحضاري للاردن، كما أثبتت ادامته كل عام بأن هذا البلد عنوان حقيقي للأمن والأمان، وليس شعارا لجذب السياح. الدايم الله…..