logo
فلسطين في الربع الأول من 2025.. ركود ثقافي بفعل حرب الاحتلال

فلسطين في الربع الأول من 2025.. ركود ثقافي بفعل حرب الاحتلال

هلا اخبار١٥-٠٣-٢٠٢٥

هلا أخبار – تشهد فلسطين للعام الثالث على التوالي، حربا مسعورة على كل ما هو فلسطيني، ليس ابتداءً بالإنسان والبيت، ولا نهاية بالكلمة.
آلة الحرب الإسرائيلية ألقت بظلالها على المشهد الثقافي الفلسطيني، الذي اقتصر منذ بداية العام الحالي 2025، على حراك ثقافي بطيء، وفي غالبيته كان فعاليات محلية في الضفة الغربية، واقتصر حضور تلك الفعاليات على أبناء كل محافظة على حدة، نتيجة لسياسة التضييق والخناق التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مختلف مدن وبلدات وقرى فلسطين، عبر نشر أكثر من 898 حاجزًا عسكريًا وبوابة، منها أكثر من 173 بوابة حديدية جرت عملية وضعها بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023، منها 17 بوابة وضعت منذ بداية العام الحالي 2025.
وبحسب التقرير الذي أعدته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، ضمن الملف الثقافي لاتحاد وكالات الأنباء العربية 'فانا'، طال عدوان الاحتلال، القطاعات كافة، بما فيها الثقافي، وخسرت الثقافة الفلسطينية 44 كاتبًا وفنانًا وناشطًا في حقل الثقافة استُشهدوا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العدوان، و32 مؤسسة ومركزًا ومسرحًا دُمرت إما بشكل جزئي أو كامل جراء القصف، إضافة إلى تضرر 12 متحفًا و2100 ثوب قديم وقطع تطريز من المقتنيات الموجودة في المتاحف أو ضمن المجموعات الشخصية، و9 مكتبات عامة، و8 دور نشر ومطابع.
وهدمت آليات الاحتلال نحو 195 مبنىً تاريخيًّا يقع أغلبها في مدينة غزة، بشكل جزئي أو كامل، ومنها ما يُستخدم كمراكز ثقافية ومؤسسات مجتمعية، بجانب تضرر 9 مواقع تراثية و10 مساجد وكنائس تاريخية تشكّل جزءًا من ذاكرة القطاع.
وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي تدمير الميادين العامة وهدم النصب والأعمال الفنية فيها، إلى جانب تدمير 27 جدارية فنية في الأماكن العامة وعلى طول شاطئ بحر مدينة غزة.
ومنذ مطلع العام الحالي، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مكتبتين في مدينة القدس، واعتقلت أصحابها لعدة أيام، بذريعة بيع المكتبتين 'كتبا تحريضية'، وكانت مكتبة 'القدس' في خان الزيت بالبلدة القديمة من القدس أولى المكتبات المستهدفة، تبعتها 'المكتبة العلمية' في شارع صلاح الدين.
ورغم آلة الموت والمحو والدمار، ما زال الفلسطيني يبدع، في وطنه وفي غربته، فتحضر فلسطين في القائمة الطويلة لجائزة البوكر الدولية 2025، عبر النسخة الإنجليزية لرواية 'سِفر الاختفاء' للروائية ابتسام عازم، بترجمة الروائي العراقي سنان أنطون.
ووفق لجنة الجائزة، فإن القائمة تتكون من ثلاثة عشر مُؤَلفًا سرديًا، بينها إحدى عشرة رواية ومجموعتان قصصيتان، وتم اختيارها من بين 154 كتابًا، في أعلى نسبة مشاركة منذ إطلاق الجائزة بنسختها الحالية.
وصدرت رواية عازم، في ترجمتها الإنجليزية، عن منشورات 'جامعة سيراكيوز' في الولايات المتحدة الأميركية عام 2019، ثمّ عن دار 'آند أذر ستوريز' في بريطانيا في عام 2024.
فيما وصلت رواية 'المسيح الأندلسي'، للروائي والباحث الفلسطيني السوري تيسير خلف، والصادرة عن منشورات المتوسط في إيطاليا، إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025، لتنافس على الجائزة مع خمس روايات عربية أخرى.
إصدارات فلسطينية
صدرت بداية العام الحالي، عن وزارة الثقافة الفلسطينية في مدينة رام الله، ستة إصدارات لمبدعين من قطاع غزة، توزعت بين الشعر والقصة ومجلة ضمت عددا من النصوص لكتّاب وكاتبات من قطاع غزة.
الكتاب الأول، كان للروائي والقاص عمر حمّش، وحمل عنوان 'تغريدة النورس الأخيرة'، وهو عبارة عن مجموعة قصصية وقعت في 152 صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافها غاوي خليل.
الكتاب الثاني: بعنوان 'خذي ما شئتِ من ذكراي' للشاعر محمد توفيق أبو زريق، وهو عبارة عن مجموعة شعرية وقعت في 100 صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافها غاوي خليل، بلوحة لجاد عزت الغزاوي.
الكتاب الثالث: بعنوان 'مزامير الطير والمعجزة'، للشاعر علاء نعيم الغول، وهو مجموعة شعرية وقعت في 190 صفحة من القطع المتوسط، بتصميم غلاف لغاوي خليل.
الكتاب الرابع: بعنوان 'أصابع الحنين'، للشاعرة دنيا الأمل إسماعيل، وهو مجموعة شعرية وقعت في 96 صفحة، وصمم غلافها غاوي خليل، بلوحة لجاد عزت الغزاوي.
الكتاب الخامس: بعنوان 'الحرب التي لا تنتهي' للشاعر ناصر رباح، وهو مجموعة شعرية وقعت في 88 صفحة، وصمم غلافها غاوي خليل، بلوحة لجاد عزت الغزاوي.
الإصدار الأخير كان مجلة أدبية بعنوان 'رمال حمراء'، وقعت في 206 صفحات من القطع المتوسط، حملت نصوصا لكل من: جاد عزت الغزاوي، وآلاء القطراوي، وأمل حبيب، وباسل أبو الشيخ، وبسام أبو شاويش، وجبر شعث، وحبيب هنا، وحسام أبو النصر، ودنيا الأمل إسماعيل، ورحاب كنعان، ورزق البياري، وسائد السويركي، وسليمان الحزين، وسما حسن، وسمية وادي، وصابر أبو العساكر، وطلال أبو ركبة، وكوثر النيرب، وعادل الرمادي، وعبد الرحمن الكرد، وعمر حمش، وعمر اللوح، ومحمد الخطيب، ومحمد السالمي، ومحمد الشاعر، ومصطفى لقان، وناصر عطا الله، ونور صيدم، وهداية شمعون.
وعن 'دار الرافدين'، صدرت أنطولوجيا بعنوان 'غزّة: أهناك حياة قبل الموت'، أنجزها الشاعران عبد اللطيف اللعبي وياسين عدنان، ويضمّ الكتاب مختارات من أعمال 26 شاعرةً وشاعرًا من غزّة، وعن دار 'العائدون للنشر والتوزيع'، صدرت النسخة العربية من كتاب 'التاريخ الشفويّ لنكبة فلسطين: دراسات وشهادات'، التي تضمّ 14 دراسة لباحثين في علم الاجتماع والجندر والتاريخ، من تقديم وتحرير نهلة عبدو ونور مصالحة، وترجمة لمى سخنيني.
ويعتمد الكتاب على التاريخ الشفوي والذكريات الشخصية والسرديات والمقابلات لدراسة وتحليل وتمثيل النكبة الفلسطينية/ الإبادة الجماعية، قبل وأثناء وبعد إنشاء كيان الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي عام 1948.
كما صدر عن الدار الأهلية بعمان 'استعادات مقلقة: مائة كاتب وفنان من غزة يكتبون عن الحرب' في كتابين من تحرير الروائي عاطف أبو سيف.
ويضم الكتابان يوميات من غزة كتبها مئة كاتب وفنان خلال وجودهم في غزة إبان المحرقة الجارية، والمشاركون في الكتابين من مختلف حقول الكتابة والفن، فمنهم الروائي والقاص والشاعر والناقد الأدبي والكاتب الصحفي والباحث السياسي والاجتماعي، ومنهم الممثل والمخرج والمصور والفنان التشكيلي وصانع المحتوى والمصمم.
وعن 'المؤسسة العربية للدراسات والنشر' صدر كتاب: 'بهمِشّ: يوميات كاتب في انتفاضة مغدورة'، والذي يستعيد فيه الكاتب والروائي أسامة العيسة يوميّاته في انتفاضة فِتية فلسطين خلال عامي 2015 و2016، وارتقاء أكثر من 350 منهم خلال المواجهات مع قوات الاحتلال.
فيما صدر للباحث إياد صبّاح كتاب: 'أثر الحضارة الكنعانية على النَّحت الفلسطيني المُعاصر'، عن دار 'خطوط'، ويضم في صفحاته الخلفية التاريخية للحضارة الكنعانية من حيث الموقع الجغرافي والحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية.
إنجازات وجوائز في السينما
فاز الفيلم الفلسطيني 'لا أرض أخرى No Other Land'، بجائزة الأوسكار في دورتها الـ97 عن أفضل فيلم وثائقي طويل.
ويوثق الفيلم معاناة الفلسطينيين في مسافر يطا جنوب الخليل، جراء اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة، والفيلم من إخراج الناشط الفلسطيني باسل عدرا (29 عاما)، والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام (30 عاما).
ويُظهر الفيلم عدرا وهو يقاوم التهجير القسري للعائلات الفلسطينية في مسافر يطا، بالإضافة إلى عمليات هدم المنازل والمساكن التي ينفذها الاحتلال فيها، كما يسلط الفيلم الضوء على قصة عائلة فلسطينية تهجّرها حكومة الاحتلال من منزلها في المسافر لصالح التوسع الاستعماري في المنطقة.
وفاز الفيلم الوثائقي 'استرداد مؤجل' للمخرج الأسير في معتقلات الاحتلال عبد الله معطان، والمخرجة المساعدة رحمة دار صالح بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان الأرض الذي أُقيم في جزيرة سردينيا الإيطالية، وهو من إنتاج مؤسسة قامات لتوثيق النضال الفلسطيني ووزارة الثقافة الفلسطينية.
فيما حصد الفيلم الفلسطيني القصير 'ما بعد' للمخرجة مها الحاج جائزة الجمهور كأفضل فيلم دولي قصير في ختام الدورة الـ47 من مهرجان كليرمون فيران الدولي للأفلام القصيرة – فرنسا.
وفقدت فلسطين، في بداية العام الحالي ، الأكاديمي والروائي أحمد حرب.
وُلِدَ الفقيد في الظاهرية في مدينة الخليل عام 1951، وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي من الجامعة الأردنية، ونال درجة الماجستير والدكتوراة في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة أيوا في الولايات المتحدة الأميركية.
وكانت رواية حرب الأولى في عام 1981 بعنوان 'حكاية عائد'، تلتها روايات: 'إسماعيل' (1987)، و'الجانب الآخر لأرض المعاد' (1994) وفازت بجائزة دولة فلسطين للرواية في عام 1997، و'البقايا' (1997)، و'الصعود إلى المئذنة' (2008)، وأخيرًا 'مواقد الذكرى'، التي صنفها البعض رواية، والآخر سيرة ذاتية، وهناك من وجد فيها 'نوفيلا'، أو تكوينًا سرديًا هجينًا، وصدرت في عام 2023.
تميز الراحل بمسيرة أكاديمية مرموقة، حيث عمل أستاذًا للأدب الإنجليزي المقارن في جامعة بيرزيت منذ عام 1987، وتولى عدة مناصب أكاديمية وإدارية بارزة، كان آخرها رئاسة لجنة تحكيم جوائز فلسطين في الآداب والفنون والعلوم الإنسانية عام 2019.
كما كان عضوًا في مجلس مفوضي الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان، ورئيسًا للجمعية العمومية لملتقى فلسطين الثقافي، إلى جانب مشاركته الفاعلة في مؤسسات ثقافية وأكاديمية عديدة، ما جعله إحدى الشخصيات المؤثرة في المشهد الثقافي الفلسطيني.
— (بترا وفانا)

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

79 عامًا على استقلال الأردن .. فلسطين وقدسها ما غابت عن ملوكه وشعبه
79 عامًا على استقلال الأردن .. فلسطين وقدسها ما غابت عن ملوكه وشعبه

رؤيا نيوز

timeمنذ 5 ساعات

  • رؤيا نيوز

79 عامًا على استقلال الأردن .. فلسطين وقدسها ما غابت عن ملوكه وشعبه

يُكمل الأردن 79 عامًا على استقلاله الذي بدأ عام 1946، لكنه ومنذ 104 أعوام من تأسيسه لم يترك فلسطين وقدسها وحيدة بل كان على الدوام ثابتًا في مواقفه، ولم يتغير وتحمَّل كل تبعات هذه المواقف، واستطاع أن يبقي هذه القضية حاضرة في كل المحافل والمنابر الدولية ومراكز صُنع القرار الدولي. فرعاية الملوك الهاشميين وتبنيهم لسياسات الدعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني قوية، راسخة المبادئ، ولقد سطَّرت القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي في الدفاع عن فلسطين صفحات بطولية مشرقة في الوقوف في وجه المخططات الصهيونية، انطلاقا من عقيدة إيمانية راسخة، وبتوجيهات هاشمية حكيمة. واستمر التزام الهاشميين بالقضية الفلسطينية عبر الأجيال، ويواصل جلالة الملك عبد الله الثاني في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، والمطالبة بحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد انطوى النهج الهاشمي على أساس الجهود الدبلوماسية والدعم الإنساني والالتزام المستمر بالقضية الفلسطينية كأولوية قصوى، وبحكم الوصاية الهاشمية على المقدسات زادت أهمية الدور الذي تقوم به الدولة الأردنية. وأكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة على أهمية دور جلالة الملك عبدالله الثاني الوصي على الأماكن المقدسة في القدس الشريف في حماية هوية القدس العربية الإسلامية، وفي الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، وتعزيز صمود المقدسيين في أرضهم ودعمهم وإسنادهم، إلى جانب الدعم الأردني الثابت بقيادة جلالة الملك للحق الفلسطيني. وأوضح أن دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة للوزارة، هي صاحبة السلطة الحصرية المخولة لها وفق القانون الدولي الإنساني للإشراف على شؤون المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف، بكامل مساحته البالغة 144 دونماً، حيث تشرف الدائرة على شؤون المسجد الأقصى، وعلى مساجد المدينة المقدسة البالغ عددها 102 مسجد، وتتولى إعمارها ورعايتها وصيانتها والوعظ والإرشاد بها. وقال: تشرف الدائرة التي يعمل بها 800 موظف معينون من قِبل وزارة الأوقاف على الأملاك الوقفية (الخيرية والذرّية) في القدس، والتي تزيد نسبتها عن 50% من الأملاك في القدس، إذ تجري عمليات إدارتها وصيانتها وترميمها واستثمارها والإشراف عليها والمحافظة على ديمومتها وتأجيرها لأهل القدس لتثبيتهم على أرضهم ومساعدتهم في العيش بكرامة هناك. كما تقوم الدائرة بتأجير بعض الأملاك والأراضي الوقفية بأجور رمزية، لجمعيات خيرية لغايات إنشاء مستشفيات وعيادات صحية، مثل مستشفى المقاصد الخيرية الإسلامية، إضافة لمشاريع حيوية بهدف تعزيز صمود المقدسيين، وذلك بتخصيص عدد من قطع الأراضي الوقفية لإقامة إسكانات للموظفين وفق اتفاقيات تحفظ حق الوقف في ملكية هذه الأراضي والعقارات، وتحقق المصلحة المرجوّة للمقدسيين. وأشار إلى أن لجنة زكاة القدس تعمل تحت مظلة الأوقاف الإسلامية، وتقوم بدور مهم في مدينة القدس بتوزيع الزكاة على مستحقّيها، فضلاً عن الإشراف على عدد من المدارس، يتلقى فيها الطلبة العلوم الشرعية إلى جانب منهاج وزارة التربية والتعليم الأردنية، كما تعمل المدارس والكليات العربية في القدس تحت مظلة الأوقاف الإسلامية، ويزيد عددها عن 43 مدرسة وكلية تؤوي أكثر من 13 ألف طالب وطالبة، ناهيك عن خدمات المحكمة الابتدائية الشرعية في القدس التابعة لدائرة قاضي القضاة. أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله توفيق كنعان، قال: يحتفل الأردنيون بكل اعتزاز بمناسبة الذكرى 79 لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، ويشكل الاستقلال أساساً في تاريخ ومسيرة التنمية الشاملة وعلى كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب أهمية الاستقلال في الاستمرار في الحفاظ على واجب وارث الأردن التاريخي القومي في الدفاع عن القضايا القومية المركزية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وجوهرتها القدس، خاصة أنها قضية وطنية وقومية وإنسانية تستند إلى أبعاد دينية وتاريخية ومتصلة بشكل وثيق بموقف الأردن شعباً وقيادة هاشمية في دعم الأهل في فلسطين المحتلة. وأشار إلى أن الجهد الأردني التاريخي معلوم للقاصي والداني، تجلى عبر الكثير من المحطات التاريخية العصيبة التي شهدت فيها فلسطين المحتلة هجمة استعمارية همجية، كما أن التاريخ شاهد معاصر وحي يؤكد عظيم المواقف والتضحيات التي بذلتها وما تزال القيادة الهاشمية وبشكل دؤوب، ومن خلفها الشعب الأردني تجاه فلسطين والقدس، فمنذ انطلاق النهضة العربية الكبرى عام 1916م رفض يومها المغفور له الشريف الحسين بن علي -رحمه الله- التنازل عن أي شبر من البلاد العربية بما فيها فلسطين، هذا الرفض الهاشمي جاء بالرغم من الضغوطات الاستعمارية البريطانية المنحازة للصهيونية ومخططها بإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين التاريخية. وأضاف: استمر هذا الدور الهاشمي تجاه فلسطين والقدس مع قيام إمارة شرقي الأردن عام 1921م، والتي تجلت فيها المواقف السياسية والحزبية الرافضة لوعد بلفور والهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين، وهو موقف متصل بالرأي العام العربي في بلاد الشام خاصة أثناء الحكم الفيصلي، وما أن استقلت المملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 25 أيار 1946م حتى تجسدت البطولات والتضحيات بمعارك الجيش العربي الأردني (القوات المسلحة) من أجل الدفاع والنضال عن فلسطين والقدس في حرب عام 1948م، فكانت معركة باب الواد ومعارك اللطرون (البرج والقولة) والرادار وحرب عام 1967م ومعركة الكرامة 1968م، وقدمت فيها البوادي والقرى والمدن الأردنية الشهداء والجرحى يتقدمهم شهيد الأقصى وموحد الضفتين المغفور له الملك المؤسس عبد الله الأول بن الحسين، ومن بعده استمرت أمانة ورسالة الدفاع عن فلسطين من قبل المغفور لهما جلالة الملك طلال بن عبد الله والملك الحسين بن طلال، وإلى جانبه ولي عهده آنذاك سمو الأمير الحسن بن طلال حفظه الله. وقال كنعان:'استكمالاً لهذه المواقف والتضحيات المتواصلة، تمتد الرعاية وأمانة الوصاية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله صاحب الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي ترتبط ببعدها التاريخي الروحي بالنسبة للوصاية على المقدسات الإسلامية بحادثة إسراء ومعراج جدهم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومنذ العهدة العمرية تمت الوصاية على المقدسات المسيحية، وصاية مركزية لحفظ الهوية الثقافية والتاريخية للمقدسات الإسلامية والمسيحية أيدتها في العصر الحديث العديد من الاتفاقيات الدولية والقرارات الصادرة عن المنظمات الدولية والإقليمية العربية والإسلامية، ولم تقتصر الرعاية والوصاية على الإعمار فقط بل شملت الإشراف وإقامة المدارس ومراكز الأبحاث والدراسات ومشاريع دعم الأوقاف والقطاعات الصحية والاقتصادية والخدماتية في القدس. ويواصل الأردن وبتوجيهات ملكية سامية تقديم الواجب الإغاثي والمساعدات والمستشفيات الميدانية لأهلنا في غزة، ومناشدة العالم بشكل متكرر بالضغط لوقف العدوان الإسرائيلي وسرعة إنقاذ الشعب الفلسطيني من مخطط إبادة وتهجير وحشي يتناقض مع كل القوانين والأخلاق الإنسانية'. وأكد أن جلالة الملك عبد الله الثاني، يتمسك بالموقف الهاشمي التاريخي الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وجوهرها القدس، ويحمل ملف هذه القضية في كافة المحافل الدولية، ولا يخلو أي خطاب أو مقابلة لجلالته إلا وهي المحور الرئيس لحديثه، ويؤكد جلالته في جميع المحافل واللقاءات الدولية على مجموعة من المرتكزات والمنطلقات السياسية الجامعة وأبرزها تمسك جلالته بضرورة حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية المتمثلة بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، كذلك دعوة جلالة الملك عبد الله الثاني إسرائيل (السلطة القائمة بالاحتلال) للالتزام بقرارات الشرعية الدولية إذا أرادت العيش بسلام، وتركها لسياسة ونهج الاستفزازات غير المقبولة والتي من شأنها جر المنطقة لحرب دينية لا يمكن التنبؤ بنتائجها، إضافة إلى تأكيد جلالته على أن واجب الدول الكبرى الضغط على إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. وركز على أن على الأمة العربية والإسلامية وجميع الأحرار في العالم دعم صمود الأردن ومساندة جهوده الدولية، باعتباره يمثل خط الدفاع الأول عن الأمة ضد المخططات الصهيونية التي تستهدفنا جميعاً، كما يمثل صوت أحرار العالم المتمسكة بالشرعية والقانون الدولي وليس شريعة الغاب كما تمارسها إسرائيل ضد فلسطين والعالم الحر، مشيرا إلى أنه في هذه المناسبة الغالية نقول: ما دام الأردن شعباً وقيادة بخير وتنمية ونهضة وأمن، فإنه سيبقى بعون الله نصيراً أميناً لأمته وقضاياها المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وعاصمتها القدس. وقال مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية، المهندس رفيق خرفان، إن موقف الأردن ثابت ومستمر تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تُعدّ مسؤولية تاريخية ودينية وقومية. وأضاف خرفان، أن جلالة الملك عبدالله الثاني يولي القضية الفلسطينية أولوية قصوى، حيث يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، مؤكدا على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما يواصل الأردن، بقيادة جلالته، التصدي للانتهاكات الإسرائيلية في القدس، ويُؤكد على أن القدس خط أحمر استنادا إلى الوصاية الهاشمية عليها. وأكد خرفان رؤية الأردن الثابتة التي لا تقبل الشك في دعم القضية الفلسطينية، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس هي مسؤولية مستمرة، وأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سيظل داعمًا للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع. وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس المطران عطا الله حنا، إنه بمناسبة ذكرى الاستقلال 'نوجّه تحيتنا ومحبتنا وتقديرنا ووفاءنا لجلالة الملك وكذلك لكل الأحبة، الشعب الأردني الشقيق والحبيب، نتمنى دائمًا للأردن مزيدًا من التقدم والرقي، مؤكدين أننا أوفياء للأردن وللقيادة الهاشمية الحكيمة'. وأشار إلى أن جلالة الملك في كل لقاءاته واجتماعاته يؤكد على ضرورة إنهاء العدوان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية، مثمنا ما قدمه الأردن بقيادة جلالة الملك من إغاثة ومساعدة لأهلنا في غزة، الذين يعانون اليوم من الحصار والعدوان. وأضاف المطران حنا: في ذكرى الاستقلال، نؤكد الموقف الثابت للمرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس، وتمسكنا برعاية جلالة الملك ووصايته الهاشمية على مقدساتنا وأوقافنا المسيحية والإسلامية، إذ نُقدّر الدور الكبير الذي يقوم به جلالته في الدفاع عن القدس، ونحن نشعر أن لنا سندًا وأن لنا من يعضد القدس ويؤازرها ويحميها بوجود جلالة الملك الذي دائمًا نؤكد تمسكنا وتشبثنا بالوصاية الهاشمية على مقدساتنا وأوقافنا الإسلامية والمسيحية. الدكتور هايل ودعان الدعجة قال إن أكثر ما يميز المناسبات الوطنية، هو التعاطي معها كمحطات مراجعة وتقييم لمسيرتنا الأردنية، نسعى من خلالها إلى التأكيد على المضي قدما، وبما يضمن تحقيق الأهداف المرسومة والمراكمة عليها، وبذلك نضيف أجواء احتفالية ذات طبيعية انجازية كفيلة بتعزيز مسيرة العطاء والبناء بالمزيد من النجاحات، وفي كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بحيث نكون أمام فرصة تتيح لنا تقييم أهم القضايا والملفات وكذلك المواقف والسياسات الداخلية والخارجية التي تصب في هذا الاتجاه، وبما يتوافق والثوابت والمبادئ الوطنية. الأمر الذي يجعلنا نتوقف عند إحدى أهم المحطات الوطنية، ممثلة بالدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك، والتي تعتبر من أكثر المحطات التي أسهمت في وضع الأردن على الخارطة السياسية العالمية من خلال ما وفرت له من رصيد دولي من العلاقات الدولية بصورة عززت من حضوره ومكانته وسمعته الدولية التي وظفها في نصرة القضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من خلال إبقاء الزخم السياسي لها ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، وتذكيره بضرورة العمل على ترجمة جهوده وقراراته التي أنصفت الجانب الفلسطيني بما يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه العادلة والمشروعة، وفي مقدمة ذلك إقامة دولته المستقلة وفقا لحل الدولتين، وعلى أساس القرارات والمرجعيات الدولية التي أكدت على ذلك، وفقا للدعجة. ولفت إلى أنه في ظل المأساة الإنسانية التي تعيشها غزة في هذه الأيام وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية على يد إسرائيل، تتواصل الجهود الأردنية على الصعيد الإنساني من خلال المساعدات الخيرية والإغاثية التي يقودها جلالة الملك، تجسيدا لمواقف الأردن الأخوية والعروبية والإنسانية تجاه الأهل هناك، ليتحول الأردن إلى وجهة دولية في تلقي المساعدات وإرسالها إلى أبناء الشعب الفلسطيني، وقد تجلت أبرز مظاهر الدعم الأردني في المبادرات والتوجيهات الملكية بإقامة المستشفيات الميدانية في غزة (ومدن الضفة الغربية) والمزودة بالكوادر والمستلزمات والمعدات الطبية والعلاجية اللازمة تخلل ذلك عمليات إنزال طبية لتزويدها بالمستلزمات المطلوبة. يضاف إلى ذلك ما يقدمه الأردن من مساعدات غذائية وإنسانية برا وجوا. وبين الدعجة أنه تجلى دور الدبلوماسية الأردنية في إبراز الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والدور الديني والتاريخي للهاشميين في الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في المدينة المقدسة، والحيلولة دون تغيير هويتها وطابعها ومعالمها العربية والدينية، وقد أوضح جلالته في أكثر من مناسبة على موقفه الثابت من القدس والذي لن يتغير، باعتبارها خطا أحمر، وذلك رغم الضغوط الاقتصادية التي يتعرض لها الأردن، نتيجة لمواقفه السياسية خاصة من القدس.

الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخا أطلق من اليمن
الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخا أطلق من اليمن

الغد

timeمنذ 5 ساعات

  • الغد

الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخا أطلق من اليمن

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، اعتراض صاروخ، أُطلق من اليمن، وتسبب في تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق بالبلاد. وفي بيان نشره على إكس، قال الجيش: "‏متابعة لتفعيل الإنذارات قبل قليل في عدد من المناطق داخل البلاد، تم اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن". اضافة اعلان ودوت صفارات الإنذار في القدس، وبيتار عيليت وبيت شيمش والبحر الميت ومستوطنات غوش عتسيون في الضفة الغربية وعدد من المناطق الأخرى، وفق ما أعلنته الجبهة الداخلية الإسرائيلية، في بيان. وقالت صحيفة "معاريف" العبرية إنه تم اعتراض الصاروخ الباليستي الذي أُطلق من اليمن بواسطة صاروخ إسرائيلي من طراز "حيتس 3". وأفادت هيئة البث العبرية الرسمية بسقوط شظايا من الصاروخ الاعتراضي في منطقة مفتوحة جنوب الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. بدورها، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن "تعليق الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون بتل أبيب بعد إطلاق صاروخ من اليمن". وفي وقت لاحق، تحدثت القناة 12 العبرية عن استئناف حركة الطيران في مطار بن غوريون، بعد توقف مؤقت نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن. وتعليقا على ادعاءات اعتراض الصاروخ، قالت القناة 12 إنه تم بواسطة منظومة "حيتس" فوق صحراء النقب

جدل واسع بعد الكشف عن خطة أمريكية إسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة
جدل واسع بعد الكشف عن خطة أمريكية إسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة

البوابة

timeمنذ 6 ساعات

  • البوابة

جدل واسع بعد الكشف عن خطة أمريكية إسرائيلية لتوزيع المساعدات في غزة

في ظل التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، ظهرت مؤخرًا خطة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات الإنسانية، تقودها "مؤسسة المساعدات الإنسانية لغزة"، التي تأسست حديثًا بدعم من شركات أميركية تعمل في مجالي الأمن واللوجستيات، وسط تحذيرات من تسييس العمل الإغاثي. وتأتي هذه الخطوة بعد مرور ثلاثة أيام فقط على سماح الاحتلال الإسرائيلي بإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى القطاع المحاصر، الذي يعاني فيه أكثر من مليوني فلسطيني من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، نتيجة الحصار المستمر منذ سنوات. وتسعى المؤسسة المدعومة من الولايات المتحدة إلى بدء العمل في غزة بحلول نهاية مايو/أيار الجاري، ضمن خطة إسرائيلية جديدة لإدارة توزيع المساعدات. ومع ذلك، أكدت الأمم المتحدة أنها لن تشارك في الخطة، معتبرة أنها تفتقر إلى معايير الحياد والنزاهة المطلوبة في العمل الإنساني. وأثارت هذه الخطة ردود فعل واسعة على منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية، حيث حذر نشطاء من تحويل المساعدات إلى أداة سياسية وأمنية، بينما رفض آخرون أي آلية تتجاوز الأطر الدولية المعتمدة، وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). ويشير مراقبون إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة بنيامين نتنياهو تحاول من خلال هذه الخطوة إعادة تشكيل آليات العمل الإغاثي في غزة بما يخدم أهدافها الأمنية والعسكرية، في إطار سعيها لتقويض الدور الحيوي الذي تقوم به المنظمات الأممية. وقال رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، إن الخطة الأميركية الإسرائيلية "ليست مشروعًا إنسانيًا، بل مناورة مدروسة لإعادة تغليف الحصار، وتقنين التجويع، وتحويل الغذاء إلى أداة للابتزاز السياسي والضغط على السكان تمهيدًا لاقتلاعهم من أرضهم".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store