logo
السعودية والإمارات وقطر تخطط لضخ مئات المليارات من الدولارات فى الاقتصاد الأمريكي

السعودية والإمارات وقطر تخطط لضخ مئات المليارات من الدولارات فى الاقتصاد الأمريكي

البوابةمنذ 6 أيام

اختار الرئيس الأمريكى الرياض كمحطة أولى فى هذه الزيارة التى تحمل دلالات اقتصادية وعسكرية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، فى زيارة تستغرق عدة أيام لدول الخليج، شملت أيضاً قطر والإمارات العربية المتحدة، وفق جدول أعمال مزدحم بالمفاوضات. وهذه هى أول جولة دولية له منذ إعادة انتخابه، ولم يتم اختيار الوجهة عشوائيا، إذ أن الزيارة لها دلالات اقتصادية وجيوسياسية كبيرة.
إنها منطقة تعطل توازنها الجيوسياسى بسبب الحرب، التى يعود دونالد ترامب إليها منذ زيارته الأخيرة فى عام ٢٠١٧. لم يدفن الرئيس الأمريكى تمامًا آماله فى تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، ولكن هذا الاحتمال تراجع منذ الهجمات التى وقعت فى السابع من أكتوبر. ومنذ ذلك الحين، لم يعد هناك أى مجال لاستئناف الرياض لهذه القضية. ويقول على الشهابي، المعلق السعودى المقرب من الديوان الملكي، لصحيفة فاينانشال تايمز: "تريد المملكة العربية السعودية أن تظل الزيارة مركزة على العلاقات الثنائية.. التطبيع سيظل معلقاً ما لم تتخذ إسرائيل خطوات جدية، وخاصة وقف الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية".
فى هذه الأثناء، يواصل الوسطاء جهودهم لتأمين وقف إطلاق النار، بينما تتجه إسرائيل نحو احتلال كامل لقطاع غزة، والذى تقول إنها تخطط للبدء فيه بعد زيارة دونالد ترامب. وأمام هذا المأزق، قد تختار الأطراف التركيز على المخاطر الاقتصادية للزيارة وإمكانية توقيع عقود بمليارات الدولارات. وقال مايكل حنا من مجموعة الأزمات الدولية لصحيفة فاينانشال تايمز "إن القضية الرئيسية ستكون الاقتصاد، وهم لا يريدون أن تؤدى المرارة إلى تقويضه".
استثمارات ضخمة
ولسبب وجيه، خططت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر لضخ مئات المليارات من الدولارات فى الاقتصاد الأمريكي. وتعهدت الرياض، التى تسعى إلى تنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، بالفعل بتقديم ٦٠٠ مليار دولار على مدى أربع سنوات، كما قدمت قطر تعهدات استثمارية بقيمة مئات المليارات من الدولارات خلال زيارة دونالد ترامب إلى الدوحة، وتعهدت أبوظبى بقيمة ١.٤ مليار دولار على مدى عشر سنوات، مع التركيز على الذكاء الاصطناعى وأشباه الموصلات وتصنيع الطاقة. لقد وضعت الولايات المتحدة الأمريكية نصب عينيها أن تصبح واحدة من معاقل الذكاء الاصطناعي.
وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسى لرئيس الإمارات لشبكة CNN "ترى دولة الإمارات العربية المتحدة فرصة فريدة لتصبح مساهمًا مهمًا فى مجال الذكاء الاصطناعى والتكنولوجيا المتقدمة". ومن بين القادة الرئيسيين فى مجال التكنولوجيا الأمريكية أيضًا فى رحلة ترامب: إيلون ماسك، وسام ألتمان، ومارك زوكربيرج، بالإضافة إلى لارى فينك، رئيس صندوق الاستثمار بلاك روك. وتم عقد لقاءات خلال منتدى حول التقنيات الجديدة فى الرياض أمس الثلاثاء، والإعلان عن سلسلة من الشراكات.
الأمن والتسليح
مسألة الأمن أيضًا قضية رئيسية فى الزيارة بالنسبة لدول الخليج، التى تعد من كبار عملاء صناعة الأسلحة الأمريكية. وفى الشهر الماضي، أصدر دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يهدف إلى تخفيف القيود المفروضة على مبيعات بعض الأسلحة، وهو الأمر الذى رحب به زعماء الخليج. وقد يرغبون أيضاً فى الدفع نحو اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران بشأن البرنامج النووى للجمهورية الإسلامية، لأنهم يريدون تجنب خطر اندلاع حرب جديدة فى الشرق الأوسط. ويخشى السعوديون والإماراتيون من أن يصبحوا مستهدفين فى حال اندلاع حرب مع طهران.
وتتمتع المنطقة أيضًا بأهمية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة. فى عام ٢٠٢٢، صنفت إدارة بايدن قطر حليفًا رئيسيًا "غير عضو فى الناتو"، حيث تستضيف أكبر منشأة عسكرية أمريكية فى الشرق الأوسط. وكمؤشر على نفوذها المتزايد، تسعى الملكيات النفطية أيضاً إلى لعب دور دبلوماسي، يتجاوز كثيراً الحرب فى غزة، ولكن أيضاً فى إطار الصراع بين الغرب وروسيا.
وتعليقاً على الزيارة، قال حسن الحسن، الباحث البارز فى شؤون الشرق الأوسط بالمعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية فى البحرين، لشبكة CNN إن "دول الخليج تنظر إلى الوساطة فى النزاعات باعتبارها مصدرا للنفوذ والهيبة. لقد استخدموا بنجاح دورهم كوسطاء لتقديم أنفسهم كشركاء لا غنى عنهم فى الأجندة السياسية لترامب".
وأضاف الحسن: "فى نهج ترامب، فإن دول الخليج تستوفى جميع الشروط المطلوبة. إذ تتعهد باستثمار تريليونات الدولارات فى الاقتصاد الأمريكي، وإنفاق مبالغ هائلة على أنظمة الأسلحة الأمريكية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب يدعو الجمهوريين للاتحاد خلف خفض الضرائب
ترامب يدعو الجمهوريين للاتحاد خلف خفض الضرائب

الاتحاد

timeمنذ 41 دقائق

  • الاتحاد

ترامب يدعو الجمهوريين للاتحاد خلف خفض الضرائب

حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعضاء مجلس النواب الجمهوريين في الكابيتول «الكونجرس» على التخلي عن خلافاتهم بشأن مشروع قانون خفض الضرائب الذي اقترحه وتمريره، مستخدماً كلمات مشجعة ونبرة حادة أيضا بخصوص الحزمة المؤلفة من تريليونات الدولارات المعرضة لخطر الانهيار قبل تصويت مزمع في الأسبوع الجاري. وحذر ترامب الجمهوريين، اليوم الثلاثاء، من المساس ببرنامج الرعاية الصحية «ميديكيد» بالاستقطاعات، وطلب من نواب الكونجرس عن ولاية نيويورك أن ينهوا خلافاتهم بشأن خفض محلي أكبر للضرائب في تراجع عن تعهد قطعه أثناء حملته الانتخابية. وانتقد الرئيس واحداً على الأقل من رافضي المشروع الجمهوريين، باعتباره «يحاول التأثير في الجماهير» . وقال ترامب لدى خروجه من الجلسة: «لدينا وحدة لا تصدق. أعتقد أننا سنحصل على كل ما نريد».

زيارة ترامب للإمارات.. تحالف استراتيجي يتجدد
زيارة ترامب للإمارات.. تحالف استراتيجي يتجدد

الاتحاد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاتحاد

زيارة ترامب للإمارات.. تحالف استراتيجي يتجدد

زيارة ترامب للإمارات.. تحالف استراتيجي يتجدد شهدت العلاقات الإماراتية الأميركية تطوراً استراتيجياً منذ انطلاقها عام 1971، وتوسعت لتشمل مجالات السياسة والدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والفضاء والذكاء الاصطناعي. ومثلت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أبوظبي، في مايو 2025، محطةً مفصليةً جديدةً في هذا المسار، إذ حملت دلالات جيوسياسية واستثمارية عميقة. وعلى مستوى الدلالات الاستراتيجية، فقد جاءت الزيارة في وقت حساس إقليمياً ودولياً، وسط تصاعد النفوذ الصيني والروسي، وتحولات في موازين القوى في الشرق الأوسط. ومع بروز الإمارات كقوة اقتصادية واستثمارية وعسكرية، تسعى واشنطن لتعزيز الشراكة معها، لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية. وتُعد الإمارات اليوم شريكاً محورياً للولايات المتحدة في صياغة الاستراتيجيات الإقليمية، كما أنها مركز مالي واستثماري عالمي. وخلال المباحثات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في أبوظبي، مع الرئيس ترامب، أكد سموه أن هذه الزيارة تعكس متانة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتي شهدت دَفعةً نوعيةً غير مسبوقة، خاصة منذ تولي ترامب رئاسة البيت الأبيض، وقال سموه إن هناك تعاوناً كبيراً بين القطاعين العام والخاص في البلدين، ومشروعات استراتيجية تعزز موقعَ شراكتنا كركيزة للاستقرار والنمو، ليست فقط للمنطقة، بل للعالم أيضاً. وأضاف سموه: نحن حريصون على تعميق هذه الشراكة الاستراتيجية، ووجودكم هنا اليوم، يؤكد أن هذا الحرص مشترك. فيما أشاد الرئيس ترامب، خلال اللقاء، بمتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مثنياً على الرؤية القيادية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وعلى شخصيته التي تحظى باحترام واسع في المنطقة والعالم. وقال: أنا شخصياً أرى فيكم قائداً قوياً ومحارباً عظيماً وصاحب رؤية نادرة.وانطلق «حوار الأعمال الإماراتي الأميركي» في أبوظبي، برئاسة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والرئيس ترامب. وعلى هامش الزيارة، أعلنت شركة الاتحاد للطيران طلبيةً لشراء 28 طائرة بوينغ، بما يعزز التعاون في قطاع الطيران. كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن خطة استثمارية إماراتية ضخمة بقيمة 1.4 تريليون دولار، سيتم ضخها في الاقتصاد الأميركي خلال السنوات العشر المقبلة، تشمل مجالات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والصناعة. ووصف ترامب هذا الإعلان بأنه «أعظم استثمار خارجي، في تاريخ الولايات المتحدة»، مما يعكس الثقة المتبادلة بين الجانبين. وشهدت الزيارة تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي بسعة 5 غيغاواط، وهو الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، ليكون منصةً إقليميةً تخدم شركات التكنولوجيا الأميركية وتصل خدماتها لنصف سكان العالم. كما تم الإعلان عن شراكات في مجال الحوسبة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ومنها شراكة بين «G42» و«مايكروسوفت» بقيمة 1.5 مليار دولار، ومشاريع قادمة مع «إنفيديا» و«إكس إيه آي». ويتواصل التعاون الفضائي بين البلدين، خصوصاً في مشروع «Lunar Gateway»، لتطوير وحدة دعم الحياة، ما سيمهد لإرسال أول رائد فضاء إماراتي نحو مدار القمر. وفي مجال الطاقة النووية، أُعلن عن شراكات مع شركات أميركية، مثل «تيراباور» و«جنرال أتوميكس»، لتطوير مفاعلات متقدمة وصديقة للبيئة. وأكد الجانبان التزامهما بتعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة في ضوء التطورات في غزة والمنطقة. وشدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على دعم الإمارات لحل الدولتين وتحقيق السلام العادل. كما منح الرئيس الأميركي وسام الشيخ زايد، تكريماً للعلاقات التاريخية بين البلدين. وختاماً، فإن زيارة ترامب تُجدد الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة، وتؤكد موقعَ الإمارات المتقدم في معادلات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا، في وقت يعاد فيه رسم ملامح النفوذ العالمي. وفي هذا السياق، فإن دولة الإمارات، بطموحها المشروع، تفرض موقعَها الجيوسياسي إقليمياً ودولياً كقوة صاعدة ووازنة. ووفقاً لوكالة أنباء «رويتر»، فإن دول الخليج الثلاث، أي السعودية والإمارات وقطر، تكسب سنوياً 12مليار دولار من أرباح صكوك الخزينة الأميركية. *سفير سابق

قمة بغداد.. الدُّنيا بدأت تتبدل
قمة بغداد.. الدُّنيا بدأت تتبدل

الاتحاد

timeمنذ ساعة واحدة

  • الاتحاد

قمة بغداد.. الدُّنيا بدأت تتبدل

قمة بغداد.. الدُّنيا بدأت تتبدل عُقدت ببغداد القمة العربيَّة (34)، وكانت أول القمم قمة «الإسكندريَّة» (1946)، والعراق كان حاضراً، وأولها ببغداد (1978) على أثر زيارة الرَّئيس أنور السَّادات وخطابه في الكنيست الإسرائيليّ، ومنها صار التّفاوض إلى الوحدة بين دِمشق وبغداد، بعد قطيعة استخدم ماء الفرات سلاحاً فيها، وسرعان ما انتهى كلّ شيء، بإعلان ما سمّي بالمؤامرة في حفلة قاعدة الخلد الشّهيرة (1979). بعدها استضافت بغداد القمة العربيّة (مايو 1990)، وقبل انعقادها بأيام أُعلنت الوحدة الاندماجيَّة بين عدن وصنعاء، فحضر الرئيس الشّمالي ونائبه الجنوبيّ. فمما شاهدناه على الشّاشات، أن قام معمر القذافي، وخاطب الحضور أن يقتفوا أثر هذين الشّابين-العبارة له- لتعلن الوحدة العربيّة. لكنها شهور ويدب الخلاف، وانتهى الاندماج بحرب (1994). غير أنّه لو تقدم غزو العراق للكويت، إعلان الوحدة اليمنية (20/5/1990)، فما كان اندماجاً كاملاً ولا جزئياً، أي ما أعلنت الوحدة مِن الأساس، فقد وقع الغزو (2 أغسطس 1990)، وظلّ العِراق يعيش الحصار والحملة الإيمانيَّة، فسُحقت الثّقافة سحقاً، ليخرج هذا البلد العريق مِن مقياس العراقة، ولم يبقَ من تاريخه ما يمت بصلة لرقي وتقدم، ثم يحرق ما تبقى منه الإرهاب وسلاح الفصائل، ومكاتب الأحزاب المالية. استضاف العراق بعد (2003) قمتين عربيتين (2012)، والتي نحن بصددها (2025)، لم تحضر الأولى سوريا، بسبب المقاطعة، والعقوبات التي فُرضت عليه، بعد حوادث (2011)، وكان خطاب العِراق آنذاك العمل على إعادتها، بعد أن هدد، قبل ذلك، بتقديم شكوى ضدها لتسريب الإرهاب إلى بغداد، ثم سرعان ما صار رئيس وزراء العراق آنذاك حريصاً على الدفاع عن النّظام السوريّ. اختلف الأمر، صار رئيس الوزراء الأسبق (2012) ضد عودة سوريا، وقال عن دعوة الرّئيس السوري، قبل أيام من عقد القمة: «أرفض زيارة الشرع جملة وتفصيلاً» (وكالات الأنباء)، والفصائل المسلحة أخذت تُهدد، وليس بالضَّرورة يكون الصراخ سبباً لعدم الحضور، فالعديد مِن الرؤوساء أنابوا عنهم. لكنَّ المفاجأة، أنَّ هذه القمة جاءت بجديد، فخلاف العادة، في المؤتمرات السابقة، يحشي المسؤولون العراقيون خطاباتهم عبارات الثناء على «الحشد الشّعبي» و«المرجعية الدّينية»، والتضامن في الكبيرة والصغيرة مع الجار الجنب. جاءت كلمة رئيس الوزراء، هذه المرة، المصلحة العراقيّة الصِرفة، معلناً موقف العراق إلى جانب سوريا، والمحافظة على استقرارها ودعمها، ولم تمنعه الزوبعة ضد الرئيس اللبنانيّ، فأعلن عن مساهمة العِراق بعشرين مليون دولار لإعادة إعمار لبنان، ومثلها لغزة المنكوبة. كان المثير أكثر، لو عُقدت هذه القمة ببغداد، قبل سنتين أو أقل، لكان التصرف مع اليمن بأحد أمرين: إما دعوة الجماعة «الحوثيّة» ممثلةً لليمن، أو لا يُدعى اليمن مِن الأساس، ولكن بخطوة صحيحة تمت دعوة المجلس الرئاسي اليمني، وحضور رئيسه رشاد العُليميّ، الذي ألقى خطاباً جرّم فيه الميليشيا «الحوثية» بالاسم، وطالب بإلغاء الميليشيات كافة، وسط ارتياح عام، وبالتأكيد، لم يُصر إلى ذلك، إلا بعد حوادث (2024) قاصمة الظهر للجماعات المسلحة، وبها لم تعُد بغداد حريصةً على خطاب ديماغوجي، بدّد ثروات ودِماء، فما قدمه رئيس وزراء العراق كان خطاب دولة، وليس خطاب وكيل إطار أو حشد، ، لهذا أعطى العِراق، ومن القمة العربيّة، ومِن بغداد، أنه لم يعدّْْ يستسيغ هتاف: «أتيناك يا صنعاء، أتيناك يا بيروت، أتياناك يا دِمشق...»، شعار كلّف العراق الكوارث الثِّقال. أقول: كان وصول قائد «فيلق القدس» إلى العراق، قُبيل انعقاد القمة، ليس على العادة مرتدياً ثياباً مدنيّة، متخلياً عن بذلته العسكريّة، برسالة وبشارة بأنَّ الدُّنيا بدأت تتبدل. قد لا يرضى الكثيرون عني، ولستُ مع أحد، إذا قُلتُ سمعتُ في خطاب رئيس الوزراء البيت الفواح بالوطنيَّة: «أنا العِراقُ لساني قلبهُ ودمي/ فراتُهُ وكياني منهُ أشطارُ» (الجواهريّ، ذِكرى المالكيّ 1957)، كونوا لوطنكم ولو بالكلمة، فتكاد هذه البلاد الحبلى بالمعالي، تضيع بسلاح وقرارٍ منتميْن لغيرها. *كاتب عراقي

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store